تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : غربة أجساد ـ قصة ـ



عبدالسلام المودني
20-02-2007, 02:50 PM
غربة أجساد
" وإذا الموءودة سئلت بأي ذنب قتلت "
قرآن كريم
متثاقلة الخطو، تجر رجليها بوهن، وتجتر بعضا من أيام عيشها الأخيرة. عجوز الجسد، منكسرة النظرات. خبت روحها التي أحرقت جسدها يوما فأحرق أرواح من عرفت، تمشي الهوينا كأنما خلف موكب جنائزي حلزوني، التصقت أصابع يديها بأذني قفتيها الثقيلتين اللتين ضمتا خضرا وفواكه، وقطعة لحم هي منتهية في بطون ظلها الثقيل وظلال أحشائها المنتظرين.
رياح المدينة تعبث بأجساد الغرباء عنها، ولا موطن لمن غادر موطنه. هي لا زالت تحتفظ بغربتها، ورياحها العاتية التي ألفها جسدها. طفلة صغيرة يمسها الدوار وأطياف أحلامها تتراقص حولها، تمسك بيد أبيها الذي أصابه مثل الذي أصابها تحاول الاستنجاد به، بينما يدثرها من البرد الذي ينفخ فيها بنصائحه المطمئنة.
- الناس طيبون هنا، لن ينقصك شيء جوارهم. افعلي كل ما يطلبونه منك يا ابنتي، ولا تعترضي على شيء. واعلمي أنه لولا الحاجة ما دفعت بك إلى هذا، فاصبري.
لازالت تعلق بذاكرتها أنفاسه لما هوى عليها يلثمها في جبهتها الصغيرة بعدما أودعها للطيبين. ستقيم معهم، سيكون بيتهم بيتها الجديد الذي ستنام وتستيقظ داخله. وبين اليقظة والنوم، يوم طويل عريض ستتقلب فيه كما فعلت دوما في بيت أسرتها وبيوت أقربائها كلما استضافها أحدهم، تتجول في رحاب عالمها بين مسح وكنس، طبخ وغسل، تنظيف وتلميع...
الناس طيبون كما قال والدها، منحوها زاوية بمطبخهم لتنام سويعات ليلها داخله. سيدته تعطف عليها كثيرا وتعنى بها، تهمها كما قالت مصلحتها، وهي تحاول إعادة تربيتها حد أنها أحرقتها يوما في مناطق كثيرة من جسدها. كل ذلك حبا لها. صار المطبخ وعاء أحلام ظلمتها. تآلفت ثَمّ مع أطيافها، برودتها، صمتها، ولياليها. في ليلة يتسلل إلى أطياف أحلامها، ظل ثقيل يعبث بأشيائها لاهثا، يضغط نهديها، يدمي بين فخذيها، يروع برودتها، يصخب صمتها، يهتك لياليها، كل ليلة يأتيها. أضحت تنتظر همس خطوه، متكومة على نفسها، مرتجفة، راكنة إلى أطياف أحلامها التي تفر من أمامه خوفا منه، ومن رأسها خوفا عليها، ليستقر ظل ثقيل بأحشائها يطردها أيضا من زاوية بمطبخ الطيبين إلى المدينة التي تعبث بأجساد زائريها والغرباء عنها.
طفلة تتلاعب الشوارع بجسدها، تقف لها سيارة يطل منها وجه طيب آخر يشبه طيبين كثر.
- اصعدي يا ابنتي، البرد والليل وأنت وحيدة.
ونسي الجوع !
مستكينة ركبت إلى جواره، خانعة أخذها إلى بيته، لم يدخلها مطبخا بل دخله هو ليعد لها وجبة مغرية بعدما تذكر جوعها. خاضعة استحمت. مسلوبة أنامها في سرير دافئ وثير. أفلت أطياف أحلامها، ولم تعد تزرها هنالك أيضا بل الذي يفعل أنى هفت نفسه لذلك، ظل ثقيل يدعك نهديها، ويدمي بين فخديها، ويتبول داخلها بشبق.
كبر جسدها، وكبرت ظلال أحشائها حولها بعدما أدمت بين فخذيها، وجففت نهديها، وتبولت على ظهرها وتغوطت، ونظفت ظهورهم، وأملأت بطونهم، وسدت أفواههم، وأدخلوها مطابخهم، هنالك استسلمت لنفسها وصلت على أطياف أحلامها في سرها صلاة الغائب.
تقاعد الطيب من عمله، ولم يتغير أبدا. ظل كما كان، طيبا، ساربا بالنهار، وظلا ثقيلا رابضا لها بالليل تعبث أياديه بأشيائه التي التصقت بها خطأ.
تقاعد الطيب من عمله، وتنتظر يوم يقعدها أيضا، لتغنم يوما أو بعض يوم أو شبه ليلة، لتعبث يدها بإرادتها بأشيائها الصغيرة، لتمحو ذاكرة مرهقة، وتصنع ذاكرة جديدة لها وحدها تكون صاحبة الأمر والنهي فيها، لتبحث في ظلال أحشائها عن أب، يعيد لها أشباح أحلامها، يعلمها كيف تمشي في المدينة؟ كيف تتحدث؟ ولا يدخلها مطبخا آخر، في بيت آخر، في مدينة أخرى، في زمن آخر في حياة أخرى...
دنية هي من يوم تقاعدها، قريبة هي من يوم تعطل أجهزتها، أحست خللا بأطرافها وهي ترقب الصغيرة أمامها تمسك يد أبيها وقد أحاق بهما الدوار. استرخت أصابعها من على أذني قفتيها. تساقطت القفتان وتناثرت الخضر والفواكه وقطعة اللحم التي كانت ستنتهي في بطون ظلها الثقيل وظلال أحشائها. مدت يدها والتقطت دمية لاتفارقها،كانت ثاوية في قلب قفتها. هرعت إلى الصغيرة. مدتها لها. حاولت تناولها وابتسامة أمل كبير تزين وجهها لأطياف أحلامها الراقصة من حولها، بينما شدها الوالد بقوة وهو يشير إلى بيت طيب، في طابق طيب، في عمارة طيبة، في حي طيب، في مدينة طيبة، في...

ع.السلام المودني
سلا 2004

حسام القاضي
20-02-2007, 09:26 PM
الأخ الفاضل الأديب / عبد السلام المودني
السلام عليكم ورحمة الله وبكاته
قصتك هذه المرة مختلفة تماماً عن ما قرأته لك من قبل
تناولت موضوعاً ربما ليس بجديد ، ولكنك تناولك له تم بشكل مختلف ورائع
قدمت القصة بآية كريمة
وكانك تتكلم عن وأد حديث للبنات ، وأد هذا العصر القاسي ، هو دفن للمشاعر ، مشاعر طفلة ؛ فالوأد هذه المرة وأداً معنويا فهي حية بجسدها(المنتهك أيضا) فقط ،اما المشاعر فلا
انتهاك مستمر لها ولغيرها ؛" فالمدينة تعبث باجساد زائريها والغرباء عنها"
عبارتك هذه ذكرتني بقصة العبقري د.يوسف ادريس " النداهة " حيث ألمح فيها إلى المدينة ( بكل ما تمثله من مدنية وشراسة وعنف إلخ ) تلك المدينة التي تلتهم القرية ( ببرائتها وعفويتها ونقائها )
قدمت هنا عملاً مميزاً للغاية اختتمته بنهاية قوية موفقة.

همسة:
أخي الكريم هناك بعض العبارات الصريحة كان يمكنك استبدالها بالتليمح أو استخدام نقاط تفيد وجود محذوف يفهم فحواه من سياق الكلام ، وخاصة وانك صدرت قصتك بآية كريمة .

وفاء شوكت خضر
20-02-2007, 09:52 PM
الأديب / عبدالسلام المودني ..

أسجل إعجابي بأسلوبك القصصي ، فهو أسلوب جميل يشد القارئ من أول حرف .

الوأد ..
تطور بأساليبه بعد أن كانت تدفن في التراب خشية العار .
صارت توأد بذاتها بعد أن ضاعت مكارم الأخلاق ، وباتت الناس تأكل بعرضها ولحمها .
وكله وأد ..

قصة لا استطيع إلا أن أقول أنها رائعة بكل المقاييس ..
إلا أني كما قال أخي حسام القاضي ، لعل بعض الكلمات تستبدل بما يوحي .

تقبل مروري بكرم خلقك
تحيتي .

جوتيار تمر
21-02-2007, 10:30 PM
" المودني الرائع..
وانا اقرأ القصة هذه..شعرت بارتعاشة تخترقني لذاتي..وبدات التساؤلات تتقاذف في ذهني..كل سؤال يطيح بالاخر لانه ادهى وامر..هل هي ذنوب البشرية ومخلفات الخطيئة الاولى كما يراها العبض...؟ ام هي نتاج طبيعي لعصيان اول بدأه الانسان الاول في الوجود..؟
لااعلم..بماذا اجيب نفسي..لكني انظر الى الامر الان برؤية اخرى..الاطياف الاجتماعية..هذه..من اين اكتسبت هذه الصفة الدنيئة..؟
هل هي مخلوقة فيهم لنقص حاد في انسانيتهم ونظرتهم للاخر...؟
ام هي مكتسبة..بل مرهونة بنمط الحياة الاجتماعية الملازمة لهم..في مكان وزمان محددين..؟
اية ظروف هذه التي تقذف بالانسان الاب برمي فلذة كبده الى اشباح..اقصد اناس اخرين..هو لايعرف عنهم شيئا كون اسمائهم هي...فلا..و فلانة...ووو...كما يعرف عن الاشباح انها اشباح مع انه لم يراها في عمره مرة واحدة..؟
هذه الظروف..هل هي مخلفات طبيعية لنمط الحياة السائدة..بسبب التخلف الاقتصادي والسياسي والاجتماعي وووو...؟
أم انها جاءت بعد الرفاهية...؟
فالانسان في الرفاه والعوز يقترف مثل هذه الاعمال...؟
اذا اين الخلل...؟
في الظرف والزمن والمكان...؟
ام في الذي من اجله هذه الامور موجودة الانسان..؟
قد يظن البعض اني هنا اثير جدلية..لكني اؤمن بحقيقة وهي ان الانسان في وقتنا وليس بسبب الوقت انما بسبب ضعفه وحيوانيته اصبح هو خالق ذاته الباحثة للخطيئة والعصيان.
لذا فهو يبحث عن اللذة ولايفكر بالمقابل..وتلك المسكينة..التي دخلت تعمل وتنظف وتكنس..لم تفعل ذلك الا لارضاء شهوة الاب في الكسب..وذاك الذي كان يعصر نهديها ويرش ما بين فخذيها بمائه النتن لم يكن يبحث الا لذته لاشباع شهوته الحيوانية الغرائزية..وتلك الفتاة التي تعودت الامر بعد صول وجول..اصبحت تستسلم لرغبة فيها هي الاخرى..والا..كانت سلكت طريقا اخرا..وتجنبت المزيد..واصبحت اكثر حذرا..وو...بل لكانت سلكت الانتحار.
ان هذه الافة الاجتماعية اصبحت تملئ مدننا..ولااحد يعتبر سواء من اباء وامهات..او هولاء الذين يقومون بتشغيل الفتيات في بيوتهن..فهولاء لايفكرون بعواقب الامور ومدى تاثير وجود فتاة غريبة في بيوتهم ولديهم اولاد شباب..وشباب اليوم..بلا شك هو تربية النت..والستلايت..والمسلسلات المحلية والمكسيكية ووووو...والتي اغلبها لاتخلوا من مثل هذه المشاكل وتضع لها من عندها علاجات وقتية وتنسى اثرها المزمن..فهذه تتخلص من ذنبها..وتهاجر الى مدينة اخرى وتلك تتزوج عجوزا..وتلك..ووو..
والنهاية واحدة وهي موت الانسان بانسانيته وبقاء حيوانيته.
القصة..تريد بنا ان نصل الى قناعات تمنعنا من اقتراف الذنب ذاته..لكن من يعتبر...؟
تحية لقلمك الرائع
محبتي لك
جوتيار

جوتيار تمر
21-02-2007, 10:32 PM
المودني الرائع..
وانا اقرأ القصة هذه..شعرت بارتعاشة تخترقني لذاتي..وبدات التساؤلات تتقاذف في ذهني..كل سؤال يطيح بالاخر لانه ادهى وامر..هل هي ذنوب البشرية ومخلفات الخطيئة الاولى كما يراها العبض...؟ ام هي نتاج طبيعي لعصيان اول بدأه الانسان الاول في الوجود..؟
لااعلم..بماذا اجيب نفسي..لكني انظر الى الامر الان برؤية اخرى..الاطياف الاجتماعية..هذه..من اين اكتسبت هذه الصفة الدنيئة..؟
هل هي مخلوقة فيهم لنقص حاد في انسانيتهم ونظرتهم للاخر...؟
ام هي مكتسبة..بل مرهونة بنمط الحياة الاجتماعية الملازمة لهم..في مكان وزمان محددين..؟
اية ظروف هذه التي تقذف بالانسان الاب برمي فلذة كبده الى اشباح..اقصد اناس اخرين..هو لايعرف عنهم شيئا كون اسمائهم هي...فلا..و فلانة...ووو...كما يعرف عن الاشباح انها اشباح مع انه لم يراها في عمره مرة واحدة..؟
هذه الظروف..هل هي مخلفات طبيعية لنمط الحياة السائدة..بسبب التخلف الاقتصادي والسياسي والاجتماعي وووو...؟
أم انها جاءت بعد الرفاهية...؟
فالانسان في الرفاه والعوز يقترف مثل هذه الاعمال...؟
اذا اين الخلل...؟
في الظرف والزمن والمكان...؟
ام في الذي من اجله هذه الامور موجودة الانسان..؟
قد يظن البعض اني هنا اثير جدلية..لكني اؤمن بحقيقة وهي ان الانسان في وقتنا وليس بسبب الوقت انما بسبب ضعفه وحيوانيته اصبح هو خالق ذاته الباحثة للخطيئة والعصيان.
لذا فهو يبحث عن اللذة ولايفكر بالمقابل..وتلك المسكينة..التي دخلت تعمل وتنظف وتكنس..لم تفعل ذلك الا لارضاء شهوة الاب في الكسب..وذاك الذي كان يعصر نهديها ويرش ما بين فخذيها بمائه النتن لم يكن يبحث الا لذته لاشباع شهوته الحيوانية الغرائزية..وتلك الفتاة التي تعودت الامر بعد صول وجول..اصبحت تستسلم لرغبة فيها هي الاخرى..والا..كانت سلكت طريقا اخرا..وتجنبت المزيد..واصبحت اكثر حذرا..وو...بل لكانت سلكت الانتحار.
ان هذه الافة الاجتماعية اصبحت تملئ مدننا..ولااحد يعتبر سواء من اباء وامهات..او هولاء الذين يقومون بتشغيل الفتيات في بيوتهن..فهولاء لايفكرون بعواقب الامور ومدى تاثير وجود فتاة غريبة في بيوتهم ولديهم اولاد شباب..وشباب اليوم..بلا شك هو تربية النت..والستلايت..والمسلسلات المحلية والمكسيكية ووووو...والتي اغلبها لاتخلوا من مثل هذه المشاكل وتضع لها من عندها علاجات وقتية وتنسى اثرها المزمن..فهذه تتخلص من ذنبها..وتهاجر الى مدينة اخرى وتلك تتزوج عجوزا..وتلك..ووو..
والنهاية واحدة وهي موت الانسان بانسانيته وبقاء حيوانيته.
القصة..تريد بنا ان نصل الى قناعات تمنعنا من اقتراف الذنب ذاته..لكن من يعتبر...؟
تحية لقلمك الرائع
محبتي لك
جوتيار

عبدالسلام المودني
28-02-2007, 05:03 PM
الأخ الفاضل الأديب / عبد السلام المودني
السلام عليكم ورحمة الله وبكاته
قصتك هذه المرة مختلفة تماماً عن ما قرأته لك من قبل
تناولت موضوعاً ربما ليس بجديد ، ولكنك تناولك له تم بشكل مختلف ورائع
قدمت القصة بآية كريمة
وكانك تتكلم عن وأد حديث للبنات ، وأد هذا العصر القاسي ، هو دفن للمشاعر ، مشاعر طفلة ؛ فالوأد هذه المرة وأداً معنويا فهي حية بجسدها(المنتهك أيضا) فقط ،اما المشاعر فلا
انتهاك مستمر لها ولغيرها ؛" فالمدينة تعبث باجساد زائريها والغرباء عنها"
عبارتك هذه ذكرتني بقصة العبقري د.يوسف ادريس " النداهة " حيث ألمح فيها إلى المدينة ( بكل ما تمثله من مدنية وشراسة وعنف إلخ ) تلك المدينة التي تلتهم القرية ( ببرائتها وعفويتها ونقائها )
قدمت هنا عملاً مميزاً للغاية اختتمته بنهاية قوية موفقة.
همسة:
أخي الكريم هناك بعض العبارات الصريحة كان يمكنك استبدالها بالتليمح أو استخدام نقاط تفيد وجود محذوف يفهم فحواه من سياق الكلام ، وخاصة وانك صدرت قصتك بآية كريمة .





العزيز حسام القاضي..


مساء المحبة..
شكرأ على مرورك البهي وكلماتك العذبة اتجاه هذه الخربشة.
بالفعل الموضوع جد عادي، وهو دورنا أن نعيد اكتشاف المعتاد علنا نعيد رؤية تلك العوالق التي تقتات منا.
بخصوص المصطلحات، حقيقة لست أدري لم قمت بتوظيفها هنا، لكني لا أراها تخدش حياء نصي على الأقل.

ممتن لكل الجمال الذي يرافقك..
دمت على قيد الحرف.
محبتي الصافية..
ع.السلام المودني

عبدالسلام المودني
28-02-2007, 05:08 PM
الأديب / عبدالسلام المودني ..
أسجل إعجابي بأسلوبك القصصي ، فهو أسلوب جميل يشد القارئ من أول حرف .
الوأد ..
تطور بأساليبه بعد أن كانت تدفن في التراب خشية العار .
صارت توأد بذاتها بعد أن ضاعت مكارم الأخلاق ، وباتت الناس تأكل بعرضها ولحمها .
وكله وأد ..
قصة لا استطيع إلا أن أقول أنها رائعة بكل المقاييس ..
إلا أني كما قال أخي حسام القاضي ، لعل بعض الكلمات تستبدل بما يوحي .
تقبل مروري بكرم خلقك
تحيتي .



العزيزة وفاء شوكت خضر..

مساء العطر..

حقيقة أجدني جد سعيد في كل مرة أعانق فيها حضورك وتعاليقك.
شكراً لتواجدك الدائم في خربشاتي..

بخصوص ملاحظتك، فهي كما قلت في المداخلة السابقة، لا أراها تضر جمالية النص، على الأقل من وجهة نظري الشخصية، لكني بكل تأكيد أحترم كل رأي مخالف.

دام لك النقاء والبهاء..
محبتي الصافية..
ع.السلام المودني.

وفاء شوكت خضر
02-03-2007, 02:40 AM
الأديب القاص / عبدالسلام المودني ..

شكرا لك على ردك اللبق ، والذي يظهر طهر نفسك وأدبك ..
عذرا أخي على ما لمحت إليه ، لكني بحق معجبة جدا بأسلوبك القصصي المميز ، وما تختاره من مواضيع ، وما تكرحه من أفكار .
لكن أعترف لك أني أحيانا أحس الحرج في الرد ، أو التعقيب بعمق حين أجد هذه التعابير ، فالواحة مساحة كبيرة وإن صغرت ..
أخي الفاضل ، بحق أسلوبك الرائع لن ينقص من قيمته هذه التعابير ، ولن يزيد في قيمته لأن قيمة نصوصك الأدبية عالية جدا .
لم يكن اعتراضا بل ربما حرجا ما لمحت إليه .

شكرا لسعة صدرك وكريم خلقك ..
تحيتي واحترامي .

عبدالسلام المودني
06-03-2007, 01:27 PM
" المودني الرائع..
وانا اقرأ القصة هذه..شعرت بارتعاشة تخترقني لذاتي..وبدات التساؤلات تتقاذف في ذهني..كل سؤال يطيح بالاخر لانه ادهى وامر..هل هي ذنوب البشرية ومخلفات الخطيئة الاولى كما يراها العبض...؟ ام هي نتاج طبيعي لعصيان اول بدأه الانسان الاول في الوجود..؟
لااعلم..بماذا اجيب نفسي..لكني انظر الى الامر الان برؤية اخرى..الاطياف الاجتماعية..هذه..من اين اكتسبت هذه الصفة الدنيئة..؟
هل هي مخلوقة فيهم لنقص حاد في انسانيتهم ونظرتهم للاخر...؟
ام هي مكتسبة..بل مرهونة بنمط الحياة الاجتماعية الملازمة لهم..في مكان وزمان محددين..؟
اية ظروف هذه التي تقذف بالانسان الاب برمي فلذة كبده الى اشباح..اقصد اناس اخرين..هو لايعرف عنهم شيئا كون اسمائهم هي...فلا..و فلانة...ووو...كما يعرف عن الاشباح انها اشباح مع انه لم يراها في عمره مرة واحدة..؟
هذه الظروف..هل هي مخلفات طبيعية لنمط الحياة السائدة..بسبب التخلف الاقتصادي والسياسي والاجتماعي وووو...؟
أم انها جاءت بعد الرفاهية...؟
فالانسان في الرفاه والعوز يقترف مثل هذه الاعمال...؟
اذا اين الخلل...؟
في الظرف والزمن والمكان...؟
ام في الذي من اجله هذه الامور موجودة الانسان..؟
قد يظن البعض اني هنا اثير جدلية..لكني اؤمن بحقيقة وهي ان الانسان في وقتنا وليس بسبب الوقت انما بسبب ضعفه وحيوانيته اصبح هو خالق ذاته الباحثة للخطيئة والعصيان.
لذا فهو يبحث عن اللذة ولايفكر بالمقابل..وتلك المسكينة..التي دخلت تعمل وتنظف وتكنس..لم تفعل ذلك الا لارضاء شهوة الاب في الكسب..وذاك الذي كان يعصر نهديها ويرش ما بين فخذيها بمائه النتن لم يكن يبحث الا لذته لاشباع شهوته الحيوانية الغرائزية..وتلك الفتاة التي تعودت الامر بعد صول وجول..اصبحت تستسلم لرغبة فيها هي الاخرى..والا..كانت سلكت طريقا اخرا..وتجنبت المزيد..واصبحت اكثر حذرا..وو...بل لكانت سلكت الانتحار.
ان هذه الافة الاجتماعية اصبحت تملئ مدننا..ولااحد يعتبر سواء من اباء وامهات..او هولاء الذين يقومون بتشغيل الفتيات في بيوتهن..فهولاء لايفكرون بعواقب الامور ومدى تاثير وجود فتاة غريبة في بيوتهم ولديهم اولاد شباب..وشباب اليوم..بلا شك هو تربية النت..والستلايت..والمسلسلات المحلية والمكسيكية ووووو...والتي اغلبها لاتخلوا من مثل هذه المشاكل وتضع لها من عندها علاجات وقتية وتنسى اثرها المزمن..فهذه تتخلص من ذنبها..وتهاجر الى مدينة اخرى وتلك تتزوج عجوزا..وتلك..ووو..
والنهاية واحدة وهي موت الانسان بانسانيته وبقاء حيوانيته.
القصة..تريد بنا ان نصل الى قناعات تمنعنا من اقتراف الذنب ذاته..لكن من يعتبر...؟
تحية لقلمك الرائع
محبتي لك
جوتيار




العزيز جوتيار تمر..

مساء الجمال..

تحية لوجودك الدائم في متصفحي، ولرؤاك وقراءاتك الجميلة.
غربة أجساد، عينة فقط لشريحة كبرى من الموءودات الكثيرات اللواتي دخلن مختبرات المجتمع ولما يخرجن منها للآن. هناك تجرب فيهن كل أنواع التمييز والوأد القديم.

شكراً جزيلاً لك.
محبتي الصافية..

ع.السلام المودني.

عبدالسلام المودني
06-03-2007, 01:33 PM
الأديب القاص / عبدالسلام المودني ..
شكرا لك على ردك اللبق ، والذي يظهر طهر نفسك وأدبك ..
عذرا أخي على ما لمحت إليه ، لكني بحق معجبة جدا بأسلوبك القصصي المميز ، وما تختاره من مواضيع ، وما تكرحه من أفكار .
لكن أعترف لك أني أحيانا أحس الحرج في الرد ، أو التعقيب بعمق حين أجد هذه التعابير ، فالواحة مساحة كبيرة وإن صغرت ..
أخي الفاضل ، بحق أسلوبك الرائع لن ينقص من قيمته هذه التعابير ، ولن يزيد في قيمته لأن قيمة نصوصك الأدبية عالية جدا .
لم يكن اعتراضا بل ربما حرجا ما لمحت إليه .
شكرا لسعة صدرك وكريم خلقك ..
تحيتي واحترامي .



العزيزة وفاء شوكت خضر..

مساء العطر..

لا أرى هناك من داعي للاعتذار، المسألة هنا هي مسألة قناعات واختيارات. وأنا أحترم ذلك، وأقدر حرجك.
لك مني أجمل تحية سيدتي.

محبتي الصافية..
ع.السلام المودني.

ربيحة الرفاعي
23-02-2014, 12:06 AM
ليست كل مؤودة تحت التراب ولا كل مؤود، وما أكثر من تأد حضارتنا الزائفة ممن يتسربولن أكفانهم ليخفوا جراحا تمزق دواخلهم قبل أجسادهم ويتنقلون بين أشباه الأحياء أشباه أحياء
سرد متمكن وأداء قاص قدير
تمنيت لو انتهج كاتبنا الكريم التلميح لما فيه لحياء القراء تجريح

دمت بخير

تحاياي

ناديه محمد الجابي
23-02-2014, 10:13 AM
بسرد هادئ مشوق وبلغة رصينة معبرة وبأسلوب أدبي
واعي بفكره وثقافته وعمقه أدهشتني هذه القصة ببعدها
الإنساني ومفرداتها الغنية المعبرة بروعة ..
ربطت القارئ متابعا متشوقا مع الصور والتداعيات الموفقة
لتقدم فكرا ورسالة .... فشكراً لإبداع قلمك.

خلود محمد جمعة
26-02-2014, 07:20 AM
الوأد ارحم من قتل الروح في جسد حي
القبر ارحم من زاوية في مكان ما تنتهك فيها كل معالم الانسانية
الغربة في القلوب اقسى من غربة الاوطان وامر
رقي في الحرف وعمق في الفكرة
حبكة قوية وسرد سلس موجع
اسجل شديد اعجابي
دمت بخير مودتي وتقديري

نداء غريب صبري
04-06-2014, 12:54 AM
قصة جميلة مشوقة
تحدثت عن شكل جديد للوأد حيث صاروا يئجدون الأرواح بعد أن حرّم الله عليهم وأد الأجساد

شكرا لك أخي

بوركت