تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : أنا وصفحتي الثانية!!!



د. سلطان الحريري
27-02-2007, 02:21 AM
زارني الرافعي هذه الليلة وقد كنتُ أفتِشُ عن وجهيَ وأنا أمتطي الأسْرارَ ، وأفتشُ في كفي عن صُواعٍ خبّأتْهَ الحياةُ في حنايا القلبِ ...
- " الناسُ في الحبِّ أصنافٌ : فواحدٌ يُجاهِدُ زلّاتٍ قد وقعتْ ، وهو المحبُ الآثِمُ، وآخرُ يجاهدُ شهواتٍ تَهُمُّ أنْ تَقَعَ، وهو المحبُ المُمْتَحَنُ ، وثالثٌ أمِنَ هذه وهذه وإنما يجاهِدُ خطراتِ الفكرِ ، وهو المحبُ ليُحِبَ فقط، ورابعٌ كالقرابَةِ والصديقِ عجزَ الناسُ أن يجدوا في لغاتِهم لفظاً يلبِسُ هذه العاطفةَ فيهم فألحقوها بأدنى الأشياءِ إليها في المعنى، وهو الحبُّ . وعلى الثالث بنيت ( رسائلُ الأحزانِ)".
فتشتُ بين أصنافِكَ عن موطئِ قلبٍ ، فوجدتُني خارجَها في غَرَقٍ تشتاقُهُ الرّوحُ ، وأنا بين قيسٍ المسفوحِ على بعضِ تفاصيلِ روحي ، وبينَ مواعيدَ مطويةٍ على شفاهِ الجدبِ .
ولكن أيّها المُحَلّقُ في ( رسائل الأحزان) ألمْ تقلْ إنّ نِصفَ الجنونِ في العاشقِ الذي يتجردُ من الناسِ إلا منْ أحبَّ ، ونِصْفُهُ في المعتوهِ الذي يتجرّدُ منَ الزّمنِ الحاضرِ !فأينَ هذا مِنْ أصنافِكَ الأربعة؟!!
أراك مثلي تُعْمِلُ العقلَ لتضعَ أصنافا ، وتَعودُ إلى فُوَهَةِ الجرحِ لتُداعِبَ الجنونَ و لتواريَ سوءةَ القَفْرِ في العقلِ ، فالعقلُ يقصينا ويستَلُّ من أمواجِنا نبضَ المطَرِ ، ونحن في بحثٍ دائبٍ عن نبضٍ كلما آنسْنا مَوْجاً!!
الحب في أنْ نَخرجَ من وجوهِ حروفِنا لنرويَ شفَةَ الجدبِ ، وقد نلجأُ إلى علاماتِ ترقيمٍ تفصحُ عن بناتِ الموجِ ، ونخرجُ فيها من غياباتِ الجبِّ لنستلقيَ على رمالِ لا تلوثُ ثوبَ عذاباتِنا!!
ويبقى المحبونَ يبحرونَ على قاربِ الذكرياتِ يبحثونَ عنْ ماءٍ يروي أعوادَهم الذاويَةَ ، ليكفكفوا دمعَ اشتدادِ الكروبِ ، وليمسحوا آماقَهم بالمستحيلِ خارجَ حدودِ المُمكنِ !!
أرأيتَ محبّا لا يجدَ إلا (...) علامَةَ الحذفِ ليقطعَ دروبَ الإيابِ ويَسْعَدَ باللحظةِ الآتيةِ ، وحبيبةً تضعُ وردةً لتختزِلَ عمراً تخثّرَ من بين يَديْها!!
أرأيتَ محباً يبحثُ عن علاماتِ ترقيمٍ جديدةٍ تشيرُ إلى حروفِهِ الظمأى لواحاتِ الندى ، فندى الواحاتِ حُلُمٌ يهاجرُ على رياحِ الأسْرارِ، إلى حروفٍ خارجَ حدودِ القواميسِ !!!
أرأيتَ محباً يفتحُ صفحتين ، واحدةً يكتبُ عليها ما ينسَجِمُ مع اللحظةِ الحاضرةِ ، و أخرى يرسِلُ إليها أحْلامَهُ، ويسافِرُ إليها في أضلاعِ موّالٍ حزينٍ يحملُ فيهِ كبِدَهُ وجراحَهُ، وهو بينهما يَرْقُبُ أطرافَ القلقِ الرّاجِفِ ، وكأنني به يسيرُ على أرصفَةٍ مرتعدَةٍ ، وحرفُهُ يبقى مسكونًا بالأسرارِ ، تتربَعُ في حناياه الينابيعُ، فهو بين لغتين : لغةٍ يكتُبُها ، ولغةٍ تَكْتُبُهُ، وتمتطيهِ لتجتازَ به حدودَ الممنوعاتِ !!!
ربما هو بحثٌ عن جَمالِ روحِ المحبوبةِ في عالَمِ المُباحاتِ ، وأراني أتفقُ معكَ هاهنا حينَ تقولُ : " ليسَ بجمالٍ إلا ذلك الروحُ الذي يرفَعُ النّفسَ إلى أفُقِ الحقيقةِ الجميلةِ ، ثم ينفخُ فيها مثلَ القوّةِ التي يطيرُ ويَدَعُها بعد ذلك تترامى بين أُفُقِ إلى أُفُقِ ، فإمّا انتهى المُحبُّ إلى حيثُ يصيرُ هو في نفسِهِ حقيقةً من الحقائقِ ، وإمّا انْكَفَأَ من أعاليهِ وبهِ ما بالطّيّارّةِ الهاويَةِ : رفعتْ راكِبَها إلى حيثُ ترمي به ميتًا ، أو كالمغشيِّ عليهِ من مَسِّ المَوتِ!"
أرأيتَ محباَ لا تغيبُ المحبوبةُ عندَه عن حفاوَةِ عينيهِ ، وهو يشرع ساريتَهُ ، ويرسو في المآقي ، تؤجّجُهُ حروفٌ ترنو إلى الجُزُرِ الخاليةِ ، وهو يبسِطُ قلبَهُ في فمِ الأفُقِ مثلَ عجوزٍ توسّدَ كفّيهِ ونامَ عميقاً !!!
أتراه كطائرِكَ في( رسائلِ الأحزانِ) يطيرَ على جناحينِ ، فما أقرَبَ مَنْ هو على جناحِ الفِراقِ ممن هو على جناح الهَجرِ؟؟!!
أرأيتَ محبّاً تزورُه البسماتُ ، ولكنهُ يلجُمُها أحياناً ليلقيَها في صفحتِهِ الأخرى، فهناك يُمكِنُهُ أنْ يملِكَ الموانئَ المُستحيلَةَ، وهناكَ يمكنُهُ أن يخلعَ روحَهُ ليسبَحَ وحيداً دونَ أنْ تصادِرَهُ الأعينُ ، فيعيشُ طموحاتِ سَفرِهِ الشّفّافِ ، وفيها تكونُ الشّمسُ مُلكَهُ والنجومُ...حينَها يقولُ خذوا الدنيا وخلّوني هنا في لُجّةِ صفحتي فلصفحتي هذه تُخومٌ من عالَمِ السُّفّارِ ، يَرْقُبُ فيها الآتي ، وأحلامُهُ مُشْرعَةٌ للريحِ ، وفيها فسحَةٌ للروحِ لتهذيَ ..!!
أتَدرِي أيّهَا العَظِيمُ: عَنْدمَا أَقْرَأكَ أَجِدكَ تَعِيشُنَا ، فَأنتَ تَعيشُ بَينَ حَنايَا حُرُوفِنَا ، بَلْ بَينَ الشّفَةِ والأذُنِ أحْيانَاً أرَأيتَ إِلى قَولكَ عَلى لِسَانِهَا: ... أَسْأَلكَ أنْ تَتَكلّمَ ، فَإِنَ مَدَامِعِي هَذهِ عَرضَتْ لِي كَالمطَرةِ السّانِحةِ فِي حَميمِ القَيظِ مِنْ صَميمِ الصّيفِ على أرضٍ مُغْبرةٍ مُقشَعرِةٍ تَثُورُ سَخطاً على كُلِ قَدمٍ تَطَؤهَا، و إنْ فِكْريّ لَيُكلِمُني السّاعَةَ بِلسَانِكَ كَمَا يَدْوِي النّاقُوسُ بِصَوتِهِ العَالي الرَنْانُ بَعدَ أنْ كَانَ هَذا النّاقُوسُ مختنِقِاً فيّ بما يُطِيفُ بِه مِنْ الضّغطِ ، فَكانَ لا يَدُقُّ إلاّ دقّاتٍ مُصْمَتَةٍ رنينٌ فيها كأنّهُ ناقوسٌ مِنْ الخَشَبِ!"
وأنا لا أريدُها أن تأتيَني بِصمْتِ حمامَةٍ مهزومَةٍ ، بلْ أريدُها أنْ تختارَ الحياةَ ، وأنْ تراها جميلةً وإنْ كانَ جمالُها مُخبّأ في جُفونِ المُسْتَحيلِ ، لا يتهدَدُهُ الذّبولُ ، وألاّ تراني مِنْ نَسْلِ ريحٍ لا يَقِرُّ لها مُقامٌ ...!!!
وأنا بينَ صفحتي الثانيةِ ، والبحثِ عن علاماتِ التّرقيمِ ،أُبْحرُ في شرايينها مُيمِماً شَطرَ القلبِ!!

مَنْ للمُحِبِّ ومَنْ يُعينهُ= والحُبُّ أهنأُهُ حَزينَه
أنا ما عرفتُ سوى قَسا= وتِهِ فقولوا كيفِ لينه؟
إن يُقضَ دَينُ ذوي الهوى=فأنا الذي بَقيَتْ ديونَه

سمو الكعبي
27-02-2007, 03:18 AM
هي صفحة ام إمراة ثانية

اغبطك بضيفك --الرافعي---

منى الخالدي
27-02-2007, 03:25 AM
هذه قرائتي الثانية للنص
وعجزي الثاني في الرد..!

لكنني في الثالثة سأعود
محملة بسحبٍ تمطر إعجاباً
وقد أكتب أو أكتفي بقراءةٍ صامتة ..وأغلّف دهشتي ببسمةِ رضاً تمضي بي
نحو جنونٍ أعمق من هذا السحر الخلاّب..

د. سلطان الحريري

شلالٌ من الجمال
يقطر سحراً وعذوبة

لله درك
ما أروع حرفك..!

محمود شاكر الجبوري
27-02-2007, 07:58 AM
لو كنت املك التثبيت لما كتبت شيئاً سوى

التثبت

جوتيار تمر
27-02-2007, 08:59 AM
الدكتور الحريري.........

ليس هناك اجمل من يتصبح المرء تحت ظلال حروف الرافعي..ووصياغة الدكتور الحريري....

اليس الرافعي نفسه القائل..."نص تعرف منه فنية الحياة،وليس بكاتب من لاينقل لك عن الحياة نقى فنيا شعريا فترى الشيء في الطبيعة كأنه موجود بظاهره فقط،وتراه في الشعر بظاهره وباطنه معا...وليس بشعر ما اذا قرأته واسترسلت اليه لم يكن عندك وجها وجوه الفهم والتصوير للحياة والطبيعة في نفس ممتازة مدركة مصورة..."

دمت بخير

لك مني الف تحية ومحبة

جوتيار

خليل حلاوجي
27-02-2007, 09:17 AM
الحرف لم يعد يطيق الوصف في حب لزمن الزيف هذا

لان ابجدية الحب الآن فوق ارصفتنا ... مشوشة سطورها

اليوم

من جاءنا يحب سنقول له ... وحزنك ... هل عاهدته على التخلي ؟
ليعاهدك في التمني

الحزن والحب صنوان في مدن الفجيعة التي لاتطعمنا من جوع لنبضنا ولاتأمنا من خوف لغدنا

آن اوان .... الشفاء من وباء القسوة ... ليتنفس الحب صبحه من جديد


\

حرف شامخ من سلطان الكلمات وسيد المحابر

سحر الليالي
27-02-2007, 03:07 PM
يا الله ما أجمل أن نصافح قلوبا تكتب بطريقة مدهشة...! خاصة عندما يكون القلب قلب أمير النثر ..!
أمير الحرف "د.سلطان الحريري":
ما أروع غيمة قلبك ...نص باذخ حد الثمالة...!!
وعندما يكون النص بهذا البهاء ..لا يسعفني الحروف، ولا أجيد سوى الإنصات لعل الصمت يكون ردا لهذا المطر..
أغرقنا بحروفك أكثر ، فما أجمل الغرق في لجة الجمال ....
سلمت
وأسعد الله قلبك بكل ما يتمنى
ولا تطل الغياب لإننا نشتاق لحرفك الراق
لك باقة من السوسن:0014:

راضي الضميري
27-02-2007, 04:21 PM
عندما سمح لي أن أكون عضواً ، طار قلبي فرحاً ، وسألتني نفسي ...أين أصبحت يا فتى..؟؟
هل تستطيع العوم في بحر الشعر والنثر ، ما زلت طرياً يا فتى ، أخشى عليك الغرق....
فأجبتها: لا تخشي الغرق في بحر الجمال والحلم الكبير ، فغداً سأتعلم من مبدعٍ كبير
يكتب بيدٍ تلف بالحرير ، ويزودنا بطاقة أمل تجعلنا نطير ، في دنيا الحب والحنين....
ما أجمل أن تكون معلمنا ....
سلمت يا استاذنا الكبير....

محمود البدوى
27-02-2007, 07:17 PM
أستاذي الفاضـل / د/ سلطان الحريري

كليمات أكتبها لك هنا ، لكني أعلم أنها سترضيك .

دعني أتعلم منك قراءة الجمال حروفا مفصلة أولاً ومن ثم علمني كيف أرد عليه بعشر من عشر مثله .
ذات يوم خربشت فى دفتري وأسميتها قصيدة فقلت فى آخرها :

ترآه مهموماً إن شئت فاسأله = منه ما أخذ الزمان إذا وهب
يجيب ودمع العين يسبقه = كإناء مال بماء يفيض فينسكب
كتب الهوى عليَّ فزلزلني = وهذا توقيعي (عاشق مغترب )


نعم أنا عاشق ولكني مغتربا وبعيدا عن من أعشقها ..
أستاذي / عشقت الحروف التي تصاغ بطريقة أمثالك العظماء فقل لي كيف السبيل إلى الوصال .
اسمح لي ببعض الزيارات والخربشات وسأبذل قصارى على أن أحافظ على جمال تلك اللوحة .

تقديري واحترامي أستاذي الرائع .

عادل حجازى
27-02-2007, 08:40 PM
أرأيتَ محباً يبحثُ عن علاماتِ ترقيمٍ جديدةٍ تشيرُ إلى حروفِهِ الظمأى لواحاتِ الندى ، فندى الواحاتِ حُلُمٌ يهاجرُ على رياحِ الأسْرارِ، إلى حروفٍ خارجَ حدودِ القواميسِ
---------
وذهبت حروف الكلمات لمواضعها

د. سلطان الحريري
28-02-2007, 10:54 PM
سمو الكعبي
مرورك أسعدني ، وإجابة على تساؤلك الطريف : هي صفحة أخرى تظهر فيها المرأة نفسها ..
لك حبي وتقديري

د. سلطان الحريري
28-02-2007, 10:56 PM
السحر الخلاب هو سحر ردك أيتها الفاضلة ميم
أسعدني مرورك العطر في موضوعي المتواضع ، سأنتظرك دائما عند حدود عالمي .
لك ودي وتقديري

د. سلطان الحريري
28-02-2007, 10:58 PM
الحبيب محمود الجبوري:
دعوتك لتثبيتها ثبتت داخلي سعادة بمرورك ، ويكفي أنها نالت على إعجابك .
كن بخير

د. سلطان الحريري
28-02-2007, 11:00 PM
الحبيب المبدع جوتيار:
نعم إنها ضيافة الرافعي العظيم الذي تسلقنا عوالمه الباذخة ، ولما نصل بعد ، ويبدو أننا لن نصل .
أدعو الله أن يرحمه رحمة واسعة بحجم ما غيره فينا .
ولك يا جو حبي وتقديري

د. سلطان الحريري
28-02-2007, 11:03 PM
الحبيب خليل حلاوجي:
سنبقى نتشهى الظل والذكرى رغم الجراح ...
فأحلامنا كبيرة بحجم حبنا ، وفي فضاء الروح تهيام لشراع من أمان وسلام.
تقديري لحرفك ، ومحبتي لك فقد أعطيتني بحبك أكثر مما أستحق ، فلك مثله وأكثر

وفاء شوكت خضر
01-03-2007, 12:24 AM
أستاذي الفاضل / د. سلطان الحريري ..

حين تطرز الحروف على نسيج المشاعر بخيوط الحرير ، فمن المأكد أنها ستكون حروف مختلفة ..
الصفحة الأخرى التي سطرت عليها أحلامك ، هي صفحة بالتأكيد مختلفه ، فمن يمتلك هذه القدرة على التعبير بأسلوب يسلب اللب ، ويقيدنا على صفحة تألتقت بمشاعر قل ما استطاع أديب أن يعبر عنها بمثل هذا السلوب ، فليس بعيدا أن تكون صفحته الأخرى ألق لن نستطيع الوصول إليه مهما وسع خيالنا .

شرف لي أن أكون على ضفاف حرفك .
تقبل مروري واحترامي الكبير ..

زين عبدالله
01-03-2007, 12:31 AM
ينحني قلمي أعجابا بما قرأت
وأقف حائرة في تعبيري بما أرد وما أعلق
كل الكلمات تهرب مني حين اعجز عن فك بعض الرموز
فبين الحيرة ونار الشوق المأجج وسط السطور قد خبئت من جمال روحك الكثير
ولكن الجمال لا بد أن يظهر ويخطف اندهاشة منا فنتأملة بأنبهار
وهذا ما شعرت به حين انتهيت من أخر سطر
شكرا لك دكتور سلطان وشكرا لبهاء وجمال ما قرأت لك
تحياتي القلبية ودمت بالف خير

محمد إبراهيم الحريري
01-03-2007, 12:58 PM
زارني الرافعي هذه الليلة وقد كنتُ أفتِشُ عن وجهيَ وأنا أمتطي الأسْرارَ ، وأفتشُ في كفي عن صُواعٍ خبّأتْهَ الحياةُ في حنايا القلبِ ...
- " الناسُ في الحبِّ أصنافٌ : فواحدٌ يُجاهِدُ زلّاتٍ قد وقعتْ ، وهو المحبُ الآثِمُ، وآخرُ يجاهدُ شهواتٍ تَهُمُّ أنْ تَقَعَ، وهو المحبُ المُمْتَحَنُ ، وثالثٌ أمِنَ هذه وهذه وإنما يجاهِدُ خطراتِ الفكرِ ، وهو المحبُ ليُحِبَ فقط، ورابعٌ كالقرابَةِ والصديقِ عجزَ الناسُ أن يجدوا في لغاتِهم لفظاً يلبِسُ هذه العاطفةَ فيهم فألحقوها بأدنى الأشياءِ إليها في المعنى، وهو الحبُّ . وعلى الثالث بنيت ( رسائلُ الأحزانِ)".
فتشتُ بين أصنافِكَ عن موطئِ قلبٍ ، فوجدتُني خارجَها في غَرَقٍ تشتاقُهُ الرّوحُ ، وأنا بين قيسٍ المسفوحِ على بعضِ تفاصيلِ روحي ، وبينَ مواعيدَ مطويةٍ على شفاهِ الجدبِ .
ولكن أيّها المُحَلّقُ في ( رسائل الأحزان) ألمْ تقلْ إنّ نِصفَ الجنونِ في العاشقِ الذي يتجردُ من الناسِ إلا منْ أحبَّ ، ونِصْفُهُ في المعتوهِ الذي يتجرّدُ منَ الزّمنِ الحاضرِ !فأينَ هذا مِنْ أصنافِكَ الأربعة؟!!
أراك مثلي تُعْمِلُ العقلَ لتضعَ أصنافا ، وتَعودُ إلى فُوَهَةِ الجرحِ لتُداعِبَ الجنونَ و لتواريَ سوءةَ القَفْرِ في العقلِ ، فالعقلُ يقصينا ويستَلُّ من أمواجِنا نبضَ المطَرِ ، ونحن في بحثٍ دائبٍ عن نبضٍ كلما آنسْنا مَوْجاً!!
الحب في أنْ نَخرجَ من وجوهِ حروفِنا لنرويَ شفَةَ الجدبِ ، وقد نلجأُ إلى علاماتِ ترقيمٍ تفصحُ عن بناتِ الموجِ ، ونخرجُ فيها من غياباتِ الجبِّ لنستلقيَ على رمالِ لا تلوثُ ثوبَ عذاباتِنا!!
ويبقى المحبونَ يبحرونَ على قاربِ الذكرياتِ يبحثونَ عنْ ماءٍ يروي أعوادَهم الذاويَةَ ، ليكفكفوا دمعَ اشتدادِ الكروبِ ، وليمسحوا آماقَهم بالمستحيلِ خارجَ حدودِ المُمكنِ !!
أرأيتَ محبّا لا يجدَ إلا (...) علامَةَ الحذفِ ليقطعَ دروبَ الإيابِ ويَسْعَدَ باللحظةِ الآتيةِ ، وحبيبةً تضعُ وردةً لتختزِلَ عمراً تخثّرَ من بين يَديْها!!
أرأيتَ محباً يبحثُ عن علاماتِ ترقيمٍ جديدةٍ تشيرُ إلى حروفِهِ الظمأى لواحاتِ الندى ، فندى الواحاتِ حُلُمٌ يهاجرُ على رياحِ الأسْرارِ، إلى حروفٍ خارجَ حدودِ القواميسِ !!!
أرأيتَ محباً يفتحُ صفحتين ، واحدةً يكتبُ عليها ما ينسَجِمُ مع اللحظةِ الحاضرةِ ، و أخرى يرسِلُ إليها أحْلامَهُ، ويسافِرُ إليها في أضلاعِ موّالٍ حزينٍ يحملُ فيهِ كبِدَهُ وجراحَهُ، وهو بينهما يَرْقُبُ أطرافَ القلقِ الرّاجِفِ ، وكأنني به يسيرُ على أرصفَةٍ مرتعدَةٍ ، وحرفُهُ يبقى مسكونًا بالأسرارِ ، تتربَعُ في حناياه الينابيعُ، فهو بين لغتين : لغةٍ يكتُبُها ، ولغةٍ تَكْتُبُهُ، وتمتطيهِ لتجتازَ به حدودَ الممنوعاتِ !!!
ربما هو بحثٌ عن جَمالِ روحِ المحبوبةِ في عالَمِ المُباحاتِ ، وأراني أتفقُ معكَ هاهنا حينَ تقولُ : " ليسَ بجمالٍ إلا ذلك الروحُ الذي يرفَعُ النّفسَ إلى أفُقِ الحقيقةِ الجميلةِ ، ثم ينفخُ فيها مثلَ القوّةِ التي يطيرُ ويَدَعُها بعد ذلك تترامى بين أُفُقِ إلى أُفُقِ ، فإمّا انتهى المُحبُّ إلى حيثُ يصيرُ هو في نفسِهِ حقيقةً من الحقائقِ ، وإمّا انْكَفَأَ من أعاليهِ وبهِ ما بالطّيّارّةِ الهاويَةِ : رفعتْ راكِبَها إلى حيثُ ترمي به ميتًا ، أو كالمغشيِّ عليهِ من مَسِّ المَوتِ!"
أرأيتَ محباَ لا تغيبُ المحبوبةُ عندَه عن حفاوَةِ عينيهِ ، وهو يشرع ساريتَهُ ، ويرسو في المآقي ، تؤجّجُهُ حروفٌ ترنو إلى الجُزُرِ الخاليةِ ، وهو يبسِطُ قلبَهُ في فمِ الأفُقِ مثلَ عجوزٍ توسّدَ كفّيهِ ونامَ عميقاً !!!
أتراه كطائرِكَ في( رسائلِ الأحزانِ) يطيرَ على جناحينِ ، فما أقرَبَ مَنْ هو على جناحِ الفِراقِ ممن هو على جناح الهَجرِ؟؟!!
أرأيتَ محبّاً تزورُه البسماتُ ، ولكنهُ يلجُمُها أحياناً ليلقيَها في صفحتِهِ الأخرى، فهناك يُمكِنُهُ أنْ يملِكَ الموانئَ المُستحيلَةَ، وهناكَ يمكنُهُ أن يخلعَ روحَهُ ليسبَحَ وحيداً دونَ أنْ تصادِرَهُ الأعينُ ، فيعيشُ طموحاتِ سَفرِهِ الشّفّافِ ، وفيها تكونُ الشّمسُ مُلكَهُ والنجومُ...حينَها يقولُ خذوا الدنيا وخلّوني هنا في لُجّةِ صفحتي فلصفحتي هذه تُخومٌ من عالَمِ السُّفّارِ ، يَرْقُبُ فيها الآتي ، وأحلامُهُ مُشْرعَةٌ للريحِ ، وفيها فسحَةٌ للروحِ لتهذيَ ..!!
أتَدرِي أيّهَا العَظِيمُ: عَنْدمَا أَقْرَأكَ أَجِدكَ تَعِيشُنَا ، فَأنتَ تَعيشُ بَينَ حَنايَا حُرُوفِنَا ، بَلْ بَينَ الشّفَةِ والأذُنِ أحْيانَاً أرَأيتَ إِلى قَولكَ عَلى لِسَانِهَا: ... أَسْأَلكَ أنْ تَتَكلّمَ ، فَإِنَ مَدَامِعِي هَذهِ عَرضَتْ لِي كَالمطَرةِ السّانِحةِ فِي حَميمِ القَيظِ مِنْ صَميمِ الصّيفِ على أرضٍ مُغْبرةٍ مُقشَعرِةٍ تَثُورُ سَخطاً على كُلِ قَدمٍ تَطَؤهَا، و إنْ فِكْريّ لَيُكلِمُني السّاعَةَ بِلسَانِكَ كَمَا يَدْوِي النّاقُوسُ بِصَوتِهِ العَالي الرَنْانُ بَعدَ أنْ كَانَ هَذا النّاقُوسُ مختنِقِاً فيّ بما يُطِيفُ بِه مِنْ الضّغطِ ، فَكانَ لا يَدُقُّ إلاّ دقّاتٍ مُصْمَتَةٍ رنينٌ فيها كأنّهُ ناقوسٌ مِنْ الخَشَبِ!"
وأنا لا أريدُها أن تأتيَني بِصمْتِ حمامَةٍ مهزومَةٍ ، بلْ أريدُها أنْ تختارَ الحياةَ ، وأنْ تراها جميلةً وإنْ كانَ جمالُها مُخبّأ في جُفونِ المُسْتَحيلِ ، لا يتهدَدُهُ الذّبولُ ، وألاّ تراني مِنْ نَسْلِ ريحٍ لا يَقِرُّ لها مُقامٌ ...!!!
وأنا بينَ صفحتي الثانيةِ ، والبحثِ عن علاماتِ التّرقيمِ ،أُبْحرُ في شرايينها مُيمِماً شَطرَ القلبِ!!

مَنْ للمُحِبِّ ومَنْ يُعينهُ= والحُبُّ أهنأُهُ حَزينَه
أنا ما عرفتُ سوى قَسا= وتِهِ فقولوا كيفِ لينه؟
إن يُقضَ دَينُ ذوي الهوى=فأنا الذي بَقيَتْ ديونَه
الأديب د سلطان : سلطان بلا منازع على شرفة القلب
تحية طيبة
مررت من هنا بعد وصول طيف قلم ينحو باتجاه موسوعة الأدب بكلمات مشاعر ، ينقلني حيث الأدب سطع بين ربا الفلق ، ومسار النجوم رقيا ببيان قلَّ أن يملك ناصيته فكر إلا وقيل بلا منازع أنت السلطان .
من هنا رفعت سارية الإبحار بين الحرف والحرف ، والعبرة والكلمة ، أتمهل بلحظة الإشراق مستنيرا بقامة منارة تشق السماء عنانا ، لتصل ملكوت البلاغة بيراع شعر نثر الحروف مراكب فضاء ، يستند على أدب الوجدان طهرا ، ليروي الوصل بعبق الآهات .
من هنا وصلت غاية مقصودة أصبحت في خلدي تنسج عبر منوال النثيرة سجادة الرقة ، بلا عتاب مضن ، ولا ملامة تجني نقطة رضا ، أو بسطة تفوق ، بل كلم منه الشعر يتجلى تحية له ، يعبر حدود الخيال إلى مجال يرفرف في جنباته قلم سلطان .
ومن هنا وجدت مشارق الأدب تطبع علامة مميزة تحمل
اسم أديب تميز بفكر وقلم ،
ومن هنا أبقيت أناملي رهينة علها تتعلم لغة السمو
أخوك محمد

حوراء آل بورنو
01-03-2007, 01:11 PM
الأستاذ الكريم

الرافعي مرة أخرى !
نعم ؛ هو فقط من أدرك حرفه بعد حسه ما تمور به نفوس ينازع فيها القلب العقل السيادة ؛ أيهما السيد !
وقفت عند كثير من نصك ؛ صورة شخصية هو ، فكانت مسامرة تنضح بالبوح ، و تعبق بالحنين .. ثم هو مناظرة بين تلميذ في القلم و في الحب و بين أستاذ عملاق أعجز كل كاتب بعده أن يلحقه فهمه للحب و براعته في رسم الحرف ، فكانت مناظرة ماتعة .

قرأت نصك التأملي لأدرك تماماً قدرتك على الملاحظة و التحليل و براعتك في سكب ذلك كله بياناً و بلاغة قليلة أشباهها الآن .

ثم قرأت نصك سيرة لشخصية لطالما بهرتني جمالاً و أعجزتني بلاغة و أبكتني مساً لشغاف قلبي يوم أدركت أنه الرجل الذي أدرك فهمه المرأة .

و أخيراً - و ما من أخر هنا - قرأت نصك مبدعاً يوم وجدت صفحة أخرى تهرق عليها بعضك و استعنت برمز يتحدث عن وجدك .. فما أعجزك حجاب .

تقديري .

مأمون المغازي
01-03-2007, 03:54 PM
أديبنا ، أستاذنا الدكتور : سلطان الحريري

أراك استحضرت الرافعي من قلبك لا من الصفحات ، إذ سكنها بما عاناه من حب ، مبدعًا فيه ما كان من زمانه وبه ، يخطر على جراحات حبه وأنات قلبه ، ولم يكن عارفًا إلا صفحة واحدة بالمادة ، إلا أن من براه الهيام وتناقلته المسافات في حبه ، لا يهنأ إلا في صفحته الثانية حيث ما يبدعه في عالم في المنطقة الحرجة بين القلب والعقل .
قرأتك ، أمسك بالمجداف أداعب الصفحة مستمتعًا بترتيل مويجاتها عزف الجمال ، أداعب صفحتي الثانية المكنونة في عالمي الذي فيه المحبوبة بكل ما يخالف صفحتي المشهرة ، أزرع القمح والحنطة في الثلج إذا حل الشتاء وأجري النسيم يداعب خد حبيبتي ، رغم القيظ ، وقسوة الصيف ، بل داعبت بالمجداف صفحتك التي استباحت القلب ، تخر فيه فيطرب المجداف كلما صلت حصيات الذكرى ، تطرب السمع مني بلحن الهوى المستكن في القرار ، وقد تلاقت أصداف أحلامي الحبلى بللآلىء الحلم حين تدبرت في قولك المجاز ؛ فما أحلام المحبين إلا مجازات تطرز أحزانهم في عالم الوجود ، تحملهم إلى الصفحة الثانية في عالم بحره من نورٍ ، أنهاره من خمرٍ لذة للشاربين ، وأشجاره تثمر أحلامًا لا تخشى فوت التحقق ، تحرسها عرائس تعانق شوقًا ، تحبل منه التلاقي ، لتلد المسرة والهيام ؛ ففي الصفحة الثانية ، العرائس لا تخشى قوانين الصفحة الأولى ، ولا تخشى الطعن من أعين الحساد .
قرأتك وما زلت أقرأك بين الصفحة الثانية وعلامات الترقيم حين انفلتُّ من صفحتي الأولى ، لأعود إليها وفي حضني قاربي والمجداف .
أستاذي المسافر في الروعة ، تجود بثمارها علينا ، أتمنى ألا تكون خربشاتي آلمت نصك المترف روعةً .
مأمون المغازي

محمد سامي البوهي
01-03-2007, 04:31 PM
السلام عليكم ورحمة الله

أخي الغالي الحبيب
الدكتور/ سلطان الحريري .
لوقرأ الرافعي نصك هذا لغير من رسائله وأسماها (رسائل السلطان ).
لأني شعرت من بين أحرف هذا النص المتأرج ، أنها رسائلك أنت ، تجملها إلينا ، وتفصلها كطائر يجمع حبات الهواء بين جناحيه ليستمر في الطيران ، شعرت أن مهجة القلب كانت مدواة حبرك الأحمر الذي خط تلك الأحرف ، التى خدرتنا ورفعتنا معها إلى سماء خارج العد ، لدنيا ممتلئة بعروش لقلوب خافقة ، فنقف أمام جلال حبنا الأول ، الذي لوحرم الإنسان منه لحرم من الحب طوال حياته ، فيسير بلا هدى يبحث عن علامات الترقيم التى تحدد أطر حبه الجديد.
تحيتي

أهداب الليالي
07-03-2007, 12:15 AM
أرأيتَ محبّا لا يجدَ إلا (...) علامَةَ الحذفِ ليقطعَ دروبَ الإيابِ ويَسْعَدَ باللحظةِ الآتيةِ ، وحبيبةً تضعُ وردةً لتختزِلَ عمراً تخثّرَ من بين يَديْها!!
أرأيتَ محباً يبحثُ عن علاماتِ ترقيمٍ جديدةٍ تشيرُ إلى حروفِهِ الظمأى لواحاتِ الندى ، فندى الواحاتِ حُلُمٌ يهاجرُ على رياحِ الأسْرارِ، إلى حروفٍ خارجَ حدودِ القواميسِ !!!



الفاضـل / د. سلطان
أقرؤك و أرتشف قهوتي بنكهـة الدهشـة
أي غيمة سكبتـك من سمـاء الألـق ؟
و أي تعاويـذ يرتلهـا المطـر في محـراب حرفك ؟

هـي أنـت ، ليس بينكمـا حـرف الـواو
ما انفكـت تحمـل الورد كفاصلـة منقـوطة
تتنفـس جوهـرية الحـرف نبـضاً ، و قبل نقطة النهـاية
يعبـر الشـوق قلبـه ، دون أن توقفه إشارات توقف أو علامـات ترقيـم
تلتحـف دفء اللقـاء ، متخمـة بالعـبق
كـ بيـادر قمـح تنحنـي حين يثقلهـا الإمتـلاء

كن بخـير :0014:

د. سمير العمري
16-03-2007, 10:41 PM
ما أراك هنا أيها المبدع إلا بززت الرافعي فإن لم يكن فما بزك.

قرأت وتلذذت بهذا النص الأجمل مما قرأت لك ، وشعرت بحق أنه رافعي الأسلوب نهجاً وحساً ، يتأمل الأشياء ويتقصى المعاني ويسترسل في سبر أغوارها.

كنت هنا الأديب الكبير الذي نعرف والذي نحب ، فكتبت الحرف حقاً وكتبك ، وكتبت وحرفك في نفوسنا معاني القيمة في الحرف المنثور والجمال الكامن فيه ظاهراً وباطناً.

مملكتك بحاجة لك يا صاحب النثر فأعدها شامخة.


اندهاشي وانبهاري

مروة عبدالله
17-03-2007, 01:34 PM
سيدى ....

صعب الرد على ما خط قلمك من حروفك الشائكه

واعتقد بأنه سيكون هناك تقصير في اي رد عليك

نأتي لنروي ظمأ الروح من نبع معانيك ونعود ونحن لم نرتوي


سلمت اناملك وسلمت روحك

مرمر

د. سلطان الحريري
19-03-2007, 10:34 AM
الفاضلة الأديبة وفاء خضر:
بكلمات غصت في عالم النص فكنت الأثيرة لحروفه ، وقد استوعبت تلك الرحلة الأثيرة المؤلمة ما بين الصفحتين.
لك الود بحجم نقائك

د. سلطان الحريري
19-03-2007, 10:36 AM
الفاضلة النقية زين عبد الله:
أنت دائما تنطقين من الأعماق ، وتبحثين عن جمال داخل شرايين الكلم ، فلك الود والتقدير بحجك نقائك الذي سكبته على متصفحي.
دومي بخير

د. سلطان الحريري
19-03-2007, 10:39 AM
الحبيب أبا القاسم:
أيها الشاعر الجميل يا صائد اللحظات الجميلة ، أجدك هنا تأخذني معك إلى جزائر السكينة القريرة في رد عاش النص بكل تفاصيله ، وليس بغريب على اللاجئ الأدبي الذي يفجر الشروق من بين حنايا الحروف.
أبا القاسم
كن جميلا كما أنت

د. سلطان الحريري
19-03-2007, 10:47 AM
الفاضلة الأديبة حوراء آل بورنو:
عندما يكون الرافعي ضيف صفحات المبدعين يتحول إلى معلم يأخذ بأيديهم إلى عوالم الجمال ، ألم يقل يوما في أوراق الورد:" أنت ممزوجة بآلامي ، وآلامي منك هي أشواقي، وأشواقي إليك هي أفكاري ، وأفكاري فيك هي معانيك في نفسي، ومعانيك هي الحب، ولكن ما هو الحب إلا أن يكون آلامي وأشواقي وأفكاري ومعانيك في نفسي؟"
نعم هو الرافعي رفيق الرحلات الشائقة والشاقة ، حين يفنى الوقت في البحث عن سر جديد بين صفحتين .
ردك العميق أسعدني وأنت المبحرة دائما في عالم الرافعي .
لك ود أخيك وتقديره

د. سلطان الحريري
19-03-2007, 10:52 AM
الحبيب الأديب الجميل مأمون المغازي:
كم أتوق إلى ردودك المبحرة في عوالم النصوص ، وكم أتوق أيضا إلى احتضان حروف هي أنت ، أو هي بعضك ترعاها بقلب كبير يحسن اصطياد اللحظات المشرقة .
أما أنني استحضرت الرافعي من قلبي فصحيح يا صاحبي ، ولكنني لا أخفي استحضاري له من صفحاته التي عشتها واقعا وحلما في أيام خلت ، وما زلت أعود إليها حين أعيش التجربة.
قال الرافعي : " إن حقيقة الجمال الذي يغمر العالم أراها كأنها بحملتها مستقرة في الموضع الضيق الذي بيني وبينك وبين قلبي، تملأ مع هذا الكون عالما آخر من شعوري"
وهذه حالي مع صفحتي الثانية .
مأمون أيها الجميل : سأنتظرك هاهنا دائما.
لك حب أخيك المقيم

د. سلطان الحريري
19-03-2007, 10:56 AM
الحبيب محمد سامي البوهي:
كثير علي يا صديقي أن أجاري الرافعي في أدبه وهو القمة السامقة ، ولكنها أمواج حبك التي تغمرني بالفضل ، وحروفنا هي رسلنا التي نتشهى فيها الوعود القادمة ، فقلوبنا تسقينا الأمان في عوالم نصنعها بالكلمات ، ونعيش لحظاتها بين الصفحات .
وفي مسيرتي بين صفحتينت ، وبحثي عن علامات ترقيم جديدة عشت هذا الذي رايته جميلا بعين طبعك الجميلة.
لك حب أخيك المقيم

د. سلطان الحريري
31-03-2007, 01:42 PM
الفاضلة المبدعة أهداب الليالي:
مع قهوة الصباح نقيد ألف معنى يشرد مع نكهتها الرائعة ، وننيخ سفرنا الطويل من تعب ، مراكبنا تعبت وآن لها أن تأخذ قسط راحة ...
وعندما نشد الرحال على صهوة علامة ترقيم جديدة نختار لوجهنا ملمحا يورق فيه ..
سعادتي كبيرة بمرورك المعطر بك .
فلك مني خالص الحب والتقدير

د. سلطان الحريري
31-03-2007, 01:46 PM
الحبيب الدكتور سمير:
كان الرافعي وما زال سيدا من سادات الحرف ، نهلنا من منبعه ما طاب لنا ، فكان الحاضر الغائب في نصوصنا ، ولكننا نتحرر منه كلما آنسنا موجا ، هو نبع ونحن سواقيه المتفرعة ، تأخذ الساقية ماءها من النبع ، وتشق طريقها معلنة حرية لا تنبت عن الجذور..
وأما مملكة النثر فستكون بخير إن شاء الله بهمة المبدعين المخلصين .
فلك خالص الود والتقدير

د. سلطان الحريري
31-03-2007, 02:12 PM
الفاضلة مروة عبد الله:
إذا كانت المعاني نبعا يروده المتذوقون والراحلون وراء الجمال مثلك ، فسنكتب ونكتب ونكتب ، لعل القادم أجمل...
مرورك أسعدني ايتها المبدعة
لك خالص الود والتقدير