المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ثرثرة على ضِفاف المتوسط ...



راضي الضميري
28-02-2007, 01:51 PM
( أرسل لي صاحبي كتاباً و قال لي : اقرأ، حتى لا تموت فيك الحياة ، اقرأ و تفّكر ، فقلت له : قرأت كثيراً يا صاحبي حتى هدني الحزن ، ثم بدأت أتذكٌر...)
هكذا مضيت في دربي ، لم ألتفت إلى الوراء ، تركت خلفي ما حفظت شعراً و نثراً و روايات . لماذا من جديد ذكّرتني بكامو و سارتر و بكل ما مضى ؟
عندما كنت تائها في جامعتي أراقب خيول المناضلين ؛ ماتوا و عاشوا و ذكرى أليمة في قلوبنا بقوا ، لم نجرؤ على مكافاتهم و على الحنين إليهم ، وأيامنا السوداء تلتهمنا .....!!! يا صاحبي من يجرؤ على الشوق ؟!
قرأتها من سنين ؛ حميدة نعنع .. تذكٌرنا بالجلوس على المقاهي ، نداعب خيالات الوطن الحزين مناضلين و منفيين وعملاء يلبسون ثوب حمامة ، ينتظرون كلمة من صيد ثمين .. . هربنا و ركضنا لآمالنا الكبيرة .
أين أنت يا ديكنز ؟ من أين لي بفتى يحطم قيودي و يكسر سواري ؟
تائها بين المستنقعات أسير، و رصاصات حمقى تطاردني ، أين أنت يا فتى ؟
أريد الرحيل ؛ يؤلمني هذا القيد ، تعال و حطمه ، وأحضر لي كسرة خبز ، ولا تدع أحداً يراك ،فالشر لا يعرف من قصده نبيل ... في هذا الشرق الكبير .
أيامنا تمضي يا بائع الخبز ؛ انتظر ...!
لماذا لا تنتظر ، أريد كسرة خبز هل هذا طلب مستحيل ، سأدخل سجنك ظلماً ، وأكسر قيدي وأهرب . عبثاً تحاول القبض عليَ ، يا صاحب الظلم الكبير !
سآخذ شمعدانين و أضئ طريقي بيدي ، قتلني الندم . لماذا لم تمنعني ؟ يا راهباً ؛ تركتني أعذب نفسي سنين طويلة ، طوعاً ندمت و طوعاً أردت التوبة، وهذه الصغيرة خطيئتي بذنب لم أرتكبه ، ماتت أمها على محرابي ترجو مني لقمة عيش ، سأرحل بكِ و بأحزاني ، وأموت وحيداً بين شمعدانين ...
هوجو ... ! هل تسمع هذا الأنين ، أنين الشرق الحزين ؟! ما هذا الظلم الكثير ؟ ما هذا الدمار الكبير ؟
كل الذين أحببتهم ماتوا يا بائع الخبز ، رحلوا و بقيت وحيداً سارحاً لعلي أعرف سبباً واحداً لا يجعلني أموت ، لعلي أتذكر وجوه من أحببتهم و لم أودعهم ، ذاكرتي متعبة يا بائع الخبز ؛ لم أعد جائعاً ، إلا من حنيني لمن ذهبوا و لن يعودوا .
سأرتشف حزني رويداً رويداً ، تساوى الحزن والفرح ، و جلست على شاطئ المتوسط أراقب و أتذكر رحيل طيور النورس ، و رحيل صاحبي الكبير.
متى رحلت يا صاحبي و تركت بحر أحلامنا الكبير ، متى رحلت لم أجد اسمك بين أسماء من ماتوا بلا ذنب و بلا سبب ، بين أسماء من ماتوا تحت سماء المتوسط ...
الآن هنا أو شرق المتوسط مرة أخرى ، متنا كثيراً وعشنا كثيراً ، لم نعد نفرق بين الموت والحياة ، أعطونا وعوداً كثيرة و ذبحونا كثيراً ، لكننا ما زلنا نحب الحياة .
ما زلنا نحب حريتنا يا صاحبي الكبير .

خليل حلاوجي
28-02-2007, 02:57 PM
لاجل هذا يعيش الجهابذة

حتى يندثر آخر الظالمين

نحن والحرف .... شفاء ... والامل طريقنا

وعيوننا وهي دامعة لاتكل الاستبصار تبحث عن غد يطعم جياعنا حتى تشبع جماجمنا فنكتب اسطورة معارك المصير بحبرنا ودمعنا


ايها الغريد .... جعلني عزفك أطرب

ونزفك ... اهيم

فشكرا ً لك

راضي الضميري
28-02-2007, 03:28 PM
استاذي الكبير خليل حلاوجي :
ماذا أقول ، بحثت طويلاً لعلي أجد عبارة ما ، كلمة ما توفيك حقك ، فلم أجد...
لأول مرة تخنقني العبارات ، وتخونني ذاكرتي في إنصاف أهل الفضل والعلم...
أعذرني على تقصيري ، يا أخي العزيز ، فلم أجد غير كلمة شكراً من قلبي أرسلها
لك ، مع خالص شكري وتقديري.

عشتار
28-02-2007, 05:13 PM
راضي الضميري ...

مانثرته هنا ... جمالٌ يصل لحدود الألم !!!!

أقدم لك باقة وردٍ واعجاب ..

عشتار

وفاء شوكت خضر
28-02-2007, 05:23 PM
الآن هنا أو شرق المتوسط مرة أخرى ..
عبدالرحمن مينف ..

نعم .. من كتب حين تركنا الجسر ، والأشجار واغتيال مرزوق .. أرض السواد .. ومدن الملح ، والكثير الكثير .
كتب قصة مأساتنا في أوطاننا ، ذلك الذي رحل وترك لنا تركة علينا أن نحافظ عليها ، لقيمتها الأدبية .

أخي الفاضل / راضي الضميري ..
مرحبا بك في وطننا الإفتراضي الجديد .. وطن الحلم ..

نص عبرت به عن مشاعرك وعن ألمك ، عن الهروب من واقع مؤلم إلى واقع أشد إيلاما ..
هو ذا واقعنا .. وإن أردنا تغييره ، فلا يكفي أن نقول ، بل علينا أن نفعل ..

تقبل مروري وترحيبي ..
تحيتي .

سحر الليالي
28-02-2007, 06:18 PM
أخي الفاضل "راضي الضميري":
نص يقطر روعة
جميل ما نثرته هنا من حروف تكتب الصدق

سلم قلمك
وتقبل خالص تقديري وباقة ورد

راضي الضميري
01-03-2007, 07:09 PM
راضي الضميري ...
مانثرته هنا ... جمالٌ يصل لحدود الألم !!!!
أقدم لك باقة وردٍ واعجاب ..
عشتار

أسعدني كثيراً مرورك ، يا ابنة هذا الشرق الجميل

جمال قلمك ..

وإحساسك..

أهديك كل أزهار الشرق

تقبلي احترامي

راضي الضميري
01-03-2007, 07:28 PM
الآن هنا أو شرق المتوسط مرة أخرى ..
عبدالرحمن مينف ..
نعم .. من كتب حين تركنا الجسر ، والأشجار واغتيال مرزوق .. أرض السواد .. ومدن الملح ، والكثير الكثير .
كتب قصة مأساتنا في أوطاننا ، ذلك الذي رحل وترك لنا تركة علينا أن نحافظ عليها ، لقيمتها الأدبية .
أخي الفاضل / راضي الضميري ..
مرحبا بك في وطننا الإفتراضي الجديد .. وطن الحلم ..
نص عبرت به عن مشاعرك وعن ألمك ، عن الهروب من واقع مؤلم إلى واقع أشد إيلاما ..
هو ذا واقعنا .. وإن أردنا تغييره ، فلا يكفي أن نقول ، بل علينا أن نفعل ..
تقبل مروري وترحيبي ..
تحيتي .

حاصرنا الحزن منذ زمنٍ بعيد ، مذ وعيت على حليب أمي
ورصاصات الخوف تطاردنا ، من ملجأ لملجأ
تحملنا مثل صغار القطط ، أهربوا يا أولاد وتمسكوا جيداً ،
حتى لا نضيع مع مرور الزمن
نشأنا تحت سماء المتوسط مع الحزن ، أخونا بالرضاعة ،
فلم نستسلم ...
رغم كل شئ....
لن نستسلم .....
وكما قلتِ ........... علينا أن نفعل...
تقبلي تحيتي وإحترامي وباقة ورد

حوراء آل بورنو
01-03-2007, 07:37 PM
الأخ الفاضل

بحق أعجبني نصك هذا ؛ فتصوير الشعور فيه بالغ التأثير واضح الأثر ، و الرسالة معنية بهموم قلوب كثيرة .

لعلك أيها الفاضل تراجع نصوصك قبل نشرها لتجنبها الأخطاء اللغوية فتغدو أبهى .

تحيتي .

راضي الضميري
01-03-2007, 07:38 PM
أخي الفاضل "راضي الضميري":
نص يقطر روعة
جميل ما نثرته هنا من حروف تكتب الصدق
سلم قلمك
وتقبل خالص تقديري وباقة ورد
مرة أخرى تدهشيني بجمال حرفك الذي ...
يقطر
حباً
وحناناً
أخوياً
بلسماً لجراح متيمٍ مجنون، بحب هذا الشرق الحنون.....

أيتها الطيبة ....
لكِ كل الأحترام والتقدير

راضي الضميري
02-03-2007, 02:05 PM
الأخ الفاضل
بحق أعجبني نصك هذا ؛ فتصوير الشعور فيه بالغ التأثير واضح الأثر ، و الرسالة معنية بهموم قلوب كثيرة .
لعلك أيها الفاضل تراجع نصوصك قبل نشرها لتجنبها الأخطاء اللغوية فتغدو أبهى .
تحيتي .

سرقوا منا أشياءنا، أبدعوا في القتل والخراب، وفي صنع العذاب ،

رائحة الدم يا سيدتي ، غيرت من لون السماء ، وأصبح للماء لون ،

وللهواء رائحة ، تعبق بدمِ إخوتنا ، بدمِ أهلنا من كل مكان ،

الأحجار شعرت فبكت ، وأشجار النخيل صاحت في وجداننا ،

من العراق الى فلسطين ، ترسل رسالة تقول فيها ...

حطمَ الحزن أضلاعنا ...

و ما زلنا صامدين...

كما نشاء ...

نحب كما نشاء ...

نموت كما نشاء ...

رغم كل الأشياء ...

ما زلنا نعيش ونحيا...

كما نشاء ...

رسالتك يا سيدتي لها أكثر من معنى ، فكل حرفٍ فيها تركَ في نفسي أثرُ بالغ التأثير

شكراً لكِ على تفضلتي به يا سيدتي ،

فتقبلي مني كل إحترامٍ وتقدير.

حوراء آل بورنو
17-03-2007, 05:34 PM
أيها الفاضل
ها هو نصك من جديد .

( أرسل لي صاحبي كتاباً و قال لي : اقرأ، حتى لا تموت فيك الحياة ، اقرأ و تفّكر ، فقلت له : قرأت كثيراً يا صاحبي حتى هدني الحزن ، ثم بدأت أتذكٌر...)

هكذا مضيت في دربي ، لم ألتفت إلى الوراء ، تركت خلفي ما حفظت شعراً و نثراً و روايات . لماذا من جديد ذكّرتني بكامو و سارتر و بكل ما مضى ؟
عندما كنت تائها في جامعتي أراقب خيول المناضلين ؛ ماتوا و عاشوا و ذكرى أليمة في قلوينا بقوا ، لم نجرؤ على مكافاتهم و على الحنين إليهم ، وأيامنا السوداء تلتهمنا .....!!! يا صاحبي من يجرؤ على الشوق ؟!
قرأتها من سنين ؛ حميدة نعنع .. تذكٌرنا بالجلوس على المقاهي ، نداعب خيالات الوطن الحزين مناضلين و منفيين وعملاء يلبسون ثوب حمامة ، ينتظرون كلمة من صيد ثمين .. . هربنا و ركضنا لآمالنا الكبيرة .
أين أنت يا ديكنز ؟ من أين لي بفتى يحطم قيودي و يكسر سواري ؟
تائها بين المستنقعات أسير، و رصاصات حمقى تطاردني ، أين أنت يا فتى ؟
أريد الرحيل ؛ يؤلمني هذا القيد ، تعال و حطمه ، وأحضر لي كسرة خبز ، ولا تدع أحداً يراك ،
فالشر لا يعرف من قصده نبيل ... في هذا الشرق الكبير . أيامنا تمضي يا بائع الخبز ؛ انتظر ...!
لماذا لا تنتظر ، أريد كسرة خبز هل هذا طلب مستحيل ، سأدخل سجنك ظلماً ، وأكسر قيدي وأهرب . عبثاً تحاول القبض عليَ ، يا صاحب الظلم الكبير !
سآخذ شمعدانين و أضئ طريقي بيدي ، قتلني الندم . لماذا لم تمنعني ؟ يا راهباً ؛ تركتني أعذب نفسي سنين طويلة ، طوعاً ندمت و طوعاً أردت التوبة.
وهذه الصغيرة خطيئتي بذنب لم أرتكبه ، ماتت أمها على محرابي ترجو مني لقمة عيش ، سأرحل بكِ و بأحزاني ، وأموت وحيداً بين شمعدانين ... هوجو ... !
هل تسمع هذا الأنين ، أنين الشرق الحزين ؟! ما هذا الظلم الكثير ؟ ما هذا الدمار الكبير ؟
كل الذين أحببتهم ماتوا يا بائع الخبز ، رحلوا و بقيت وحيداً سارحاً لعلي أعرف سبباً واحداً لا يجعلني أموت ، لعلي أتذكر وجوه من أحببتهم و لم أودعهم ، ذاكرتي متعبة يا بائع الخبز ؛ لم أعد جائعاً ، إلا من حنيني لمن ذهبوا و لن يعودوا .
سأرتشف حزني رويداً رويداً ، تساوى الحزن والفرح ، و جلست على شاطئ المتوسط أراقب و أتذكر رحيل طيور النورس ، و رحيل صاحبي الكبير.
متى رحلت يا صاحبي و تركت بحر أحلامنا الكبير ، متى رحلت لم أجد اسمك بين أسماء من ماتوا بلا ذنب و بلا سبب ، بين أسماء من ماتوا تحت سماء المتوسط ، الآن هنا أو شرق المتوسط مرة أخرى ، متنا كثيراً وعشنا كثيراً .
لم نعد نفرق بين الموت والحياة ، أعطونا وعوداً كثيرة و ذبحونا كثيراً ، لكننا ما زلنا نحب الحياة .

ما زلنا نحب حريتنا يا صاحبي الكبير .

راضي الضميري
17-03-2007, 09:21 PM
الأديبة الفاضلة حوراء آل بورنو
هذا النص أصبح جديداً فعلاً ، بارك الله فيكِ .
تقبلي تحياتي

حسنية تدركيت
06-04-2007, 03:38 PM
أخي الفاضل راضي الضميري , أحببت جدا أن أعيد قراءة هذا النص لأنه جميل جد
فلا عتب علي إن عدت مرات , ومرات ..............
دمت مبدعا أخي الفاضل وتقبل تحياتي الأخوية

راضي الضميري
07-04-2007, 04:51 PM
أخي الفاضل راضي الضميري , أحببت جدا أن أعيد قراءة هذا النص لأنه جميل جد
فلا عتب علي إن عدت مرات , ومرات ..............
دمت مبدعا أخي الفاضل وتقبل تحياتي الأخوية

الأخت الفاضلة حسنية تدركيت


إنه لشرفٌ كبيرٌ لي أيتها الأخت ألفاضلة ، أن أرى جمال حرفكِ يضيئ عالمي من جديد .


لقد أسعدني مرورك ، فبارك الله فيكِ ، وأسعد الله اوقاتكِ ، أيتها الطيبة .


دمتِ بخير وبحفظ الله


تقبلي فائق الاحرام والتقدير

راضي الضميري
07-04-2007, 05:12 PM
( أرسل لي صاحبي كتاباً و قال لي : اقرأ، حتى لا تموت فيك الحياة ، اقرأ و تفّكر ، فقلت له : قرأت كثيراً يا صاحبي حتى هدني الحزن ، ثم بدأت أتذكٌر...)
هكذا مضيت في دربي ، لم ألتفت إلى الوراء ، تركت خلفي ما حفظت شعراً و نثراً و روايات . لماذا من جديد ذكّرتني بكامو و سارتر و بكل ما مضى ؟
عندما كنت تائها في جامعتي أراقب خيول المناضلين ؛ ماتوا و عاشوا و ذكرى أليمة في قلوينا بقوا ، لم نجرؤ على مكافاتهم و على الحنين إليهم ، وأيامنا السوداء تلتهمنا .....!!! يا صاحبي من يجرؤ على الشوق ؟!
قرأتها من سنين ؛ حميدة نعنع .. تذكٌرنا بالجلوس على المقاهي ، نداعب خيالات الوطن الحزين مناضلين و منفيين وعملاء يلبسون ثوب حمامة ، ينتظرون كلمة من صيد ثمين .. . هربنا و ركضنا لآمالنا الكبيرة .
أين أنت يا ديكنز ؟ من أين لي بفتى يحطم قيودي و يكسر سواري ؟
تائها بين المستنقعات أسير، و رصاصات حمقى تطاردني ، أين أنت يا فتى ؟
أريد الرحيل ؛ يؤلمني هذا القيد ، تعال و حطمه ، وأحضر لي كسرة خبز ، ولا تدع أحداً يراك ،
فالشر لا يعرف من قصده نبيل ... في هذا الشرق الكبير . أيامنا تمضي يا بائع الخبز ؛ انتظر ...!
لماذا لا تنتظر ، أريد كسرة خبز هل هذا طلب مستحيل ، سأدخل سجنك ظلماً ، وأكسر قيدي وأهرب . عبثاً تحاول القبض عليَ ، يا صاحب الظلم الكبير !
سآخذ شمعدانين و أضئ طريقي بيدي ، قتلني الندم . لماذا لم تمنعني ؟ يا راهباً ؛ تركتني أعذب نفسي سنين طويلة ، طوعاً ندمت و طوعاً أردت التوبة.
وهذه الصغيرة خطيئتي بذنب لم أرتكبه ، ماتت أمها على محرابي ترجو مني لقمة عيش ، سأرحل بكِ و بأحزاني ، وأموت وحيداً بين شمعدانين ... هوجو ... !
هل تسمع هذا الأنين ، أنين الشرق الحزين ؟! ما هذا الظلم الكثير ؟ ما هذا الدمار الكبير ؟
كل الذين أحببتهم ماتوا يا بائع الخبز ، رحلوا و بقيت وحيداً سارحاً لعلي أعرف سبباً واحداً لا يجعلني أموت ، لعلي أتذكر وجوه من أحببتهم و لم أودعهم ، ذاكرتي متعبة يا بائع الخبز ؛ لم أعد جائعاً ، إلا من حنيني لمن ذهبوا و لن يعودوا .
سأرتشف حزني رويداً رويداً ، تساوى الحزن والفرح ، و جلست على شاطئ المتوسط أراقب و أتذكر رحيل طيور النورس ، و رحيل صاحبي الكبير.
متى رحلت يا صاحبي و تركت بحر أحلامنا الكبير ، متى رحلت لم أجد اسمك بين أسماء من ماتوا بلا ذنب و بلا سبب ، بين أسماء من ماتوا تحت سماء المتوسط ، الآن هنا أو شرق المتوسط مرة أخرى ، متنا كثيراً وعشنا كثيراً .
لم نعد نفرق بين الموت والحياة ، أعطونا وعوداً كثيرة و ذبحونا كثيراً ، لكننا ما زلنا نحب الحياة .
ما زلنا نحب حريتنا يا صاحبي الكبير .