تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : استشارات نحوية ولغوية



أحمد حسن محمد
28-02-2007, 11:21 PM
السلام عليكم ورحمة اللـه وبركاته..
إخواني الكرام أبناء الواحة الطيبين..
إن الـله قد منّ علينا هنا بعقول جليلة أمدها اللـه بقدرات نحوية ولغوية ونقدية رائعة
ولا ينكر أحد أن في هذا نعمة ومنحة من اللـه عز وجل علينا نحن أبناء الواحة..
فاسمحوا لي أن نخصص مثل هذه الصفحة لما يمكن أن نسميه "استشارات لغوية"
والفضل الأكبر في وجود مثل تلك الفكرة بصراحة في ذهني هو وجود عالم جليل بيننا
شهدت له دراساته وتعليقاته في الواحة بعبقرية علمه بيننا .. وليسامحني إن كان المدح لا يروقه،
ولكنه حقه بالفعل، وهو أستاذ في أكبر صرح لتدريس اللغة العربية في مصر..
أستاذنا الحبيب الدكتور/ مصطفى عراقي..
ولا أغمط غيره من الأساتذة حقوقهم ولكن ما ترك فيّ من أثر في في تساؤلاتي بين يديه
هو نفسه ما حداني الآن أن أخصه بالذكر


رجاء أيها السادة الكرام

أن لا نجعل في هذه الصفحة أية تعليقات لا تمت للموضوع بصلة..
فإما أن يكون التعليق سؤالاً أو رداً..
ولا مجال -لو سمحتم- لأي ردود قد تشتت من يريد فيما بعد أن يستفيد من هذه الصفحة..

أحمد حسن محمد
28-02-2007, 11:23 PM
وأبدأ بسؤالي:
- هل نكتب على حروف المد "مثل الواو في كلمة "حروف" علامة السكون ( ْ).. أم لا..
أرجو الإفادة أيها الكرام

د. مصطفى عراقي
28-02-2007, 11:44 PM
بارك الله فيك يا ابننا الغالي وشاعرنا المبدع ،
وأثابك الخيرات لما منحتَ هنا من فضل ، ونثرتَ من جمال.
وأدعوه سبحانه أن أكون أهلا لهذه الثقة الكريمة ، وعند حسن ظنك الجميل، للقيام بهذه المهمة الجليلة في رحاب لغتنا الجميلة في صُحبة علماء أجلاء وأساتذة أفاضل ومبدعين صادقين ، ومفكرين نبلاء ، وطلاب علم مخلصين.
وتقبل أسمى التحيات، وأصدق الدعوات لطرح هذا الباب النافع إن شاء الله.
وأهلا بأسئلتك الجميلة التي جئت بها على صهوة التواضع لكي تعلمنا بها أمر لغتنا.
وحفظك الله عالما متعلما.
محبك: مصطفى

د. مصطفى عراقي
28-02-2007, 11:58 PM
وأبدأ بسؤالي:
- هل نكتب على حروف المد "مثل الواو في كلمة "حروف" علامة السكون ( ْ).. أم لا..
أرجو الإفادة أيها الكرام
ابني الغالي
أرحب بك وسؤالك الأول
والإجابة عن هذا السؤال : هل نكتب على حروف المد "مثل الواو في كلمة "حروف" علامة السكون ( ْ).. أم لا.
هي:
أن كتابة السكون في هذه الحالة على حروف المد لا تجوز؛ لأن هذا ينافي طبيعة الحرف الممدود.
وبهذا ينبغي التفريق بين كتابة الكلمات :
سعِيد ، وخلُود ، ومحمُود
بالمد بدون تشكيلها بالسكون. اكتفاءً بتشكيل الحرف السابق لحرف المد .
والكلمات التي ينطق فيها الحرف بالسكون (الوقْف) :
بيْت ، فوْز ، خوْف
فهذه تشكل بالسكون.
وبهذا يكون تشكيل كلمة حُرُوف
بضم الحاء والراء، وتخلية الواو من السكون حتى لا نجُور على نطق المد فيها .
والله أعلى وأعلم
ودمت بكل الخير والسعادة والفضل.

منى الخالدي
01-03-2007, 04:00 PM
مرحباً أخي الشاعر أحمد والشاعر د.مصطفى

هل تنوع الأسئلة مسموحٌ هنا؟ أقصد طبعاً فيما يخصّ اللغة
وهل باقي اتجاهات الأدب غير مسموح التطرق له هنا ؟

جزاكم الله خيراً
مع أمنيتي في تثبيت الموضوع من قِبل ألأخوة المراقبين الأفاضل
كي يصبح منهلاً نستقي منه كلّما ظمئنا..

تحيتي لكم وورودي..


ميم

د. مصطفى عراقي
01-03-2007, 05:08 PM
مرحباً أخي الشاعر أحمد والشاعر د.مصطفى
هل تنوع الأسئلة مسموحٌ هنا؟ أقصد طبعاً فيما يخصّ اللغة
وهل باقي اتجاهات الأدب غير مسموح التطرق له هنا ؟
جزاكم الله خيراً
مع أمنيتي في تثبيت الموضوع من قِبل ألأخوة المراقبين الأفاضل
كي يصبح منهلاً نستقي منه كلّما ظمئنا..
تحيتي لكم وورودي..
ميم



==========
الأديبة المبدعة : الأستاذة ميم


في البدء أرجو أن تتقبلي من آيات الشكر أجملها ، ومن طاقات الزهر أطيبها لهذا الحضور السمح الكريم .

وأما عن اقتراحك المقدَّر فأقول : إنه ليس مسموحا به فحسبُ يا سيدتي، بل مرحب به أجمل ترحيب . لإثراء هذا الباب الوليد بروعة أسئلة تحرضنا على الاجتهاد معا في التوصل إلى إجابات من معين اللغة والأدب.

وجزاك الله خير الجزاء على ثقتك الغالية ، وكلمتك الطيبة.

ودمت بكل الخير والسعادة والإبداع


مصطفى

أحمد حسن محمد
01-03-2007, 11:29 PM
أستاذي الحبيب..
وجدت أن هناك بعض الشعراء يريدون نفي الجنس في استخدامهم "لا" ولكن الاسم الذي بعدها ينونونه مضموماً، وقال بعض الناس إنه أتى ضرورة..
فهل لا العاملة عمل ليس يمكن أن يكون فيها معنى نفي الجنس.. هي الأخرى..
أم إذا أردنا نفي الجنس ونونَّا اسم لا بالضمة يصلح هذا..
أم هناك لا النافية للجنس يبنى اسمها المفرد على ما ينصب به ..
ولا العاملة عمل ليس يعرف اسمها منونا بالضمة .. وتكون لنفي الوحدة فقط..
آسف في أسلوب الطرح العشوائي هذا.. ولكن حسب ظروفي المحيطة وأنا أكتب
العذر يا فارس الشعر وعالم الفرسان

د. مصطفى عراقي
02-03-2007, 12:14 AM
أستاذي الحبيب..
وجدت أن هناك بعض الشعراء يريدون نفي الجنس في استخدامهم "لا" ولكن الاسم الذي بعدها ينونونه مضموماً، وقال بعض الناس إنه أتى ضرورة..
فهل لا العاملة عمل ليس يمكن أن يكون فيها معنى نفي الجنس.. هي الأخرى..
أم إذا أردنا نفي الجنس ونونَّا اسم لا بالضمة يصلح هذا..
أم هناك لا النافية للجنس يبنى اسمها المفرد على ما ينصب به ..
ولا العاملة عمل ليس يعرف اسمها منونا بالضمة .. وتكون لنفي الوحدة فقط..
آسف في أسلوب الطرح العشوائي هذا.. ولكن حسب ظروفي المحيطة وأنا أكتب
العذر يا فارس الشعر وعالم الفرسان
الابن الغالي العزيز الأستاذ أحمد
كنت أحب أن نبتعد هنا عن قضية الضرورة ؛ لأن الضرورة وادٍ آخر لا يحكم فيه بالجواز وغير الجواز من دون الرجوع إلى السياق الشعري .
لنتأمل هل حقق الشاعر به غرضا أم لا
وهل حقا كان يريد نفي الجنس أم نفي الوحدة؟
وقد بين ابن هشام أنه يجوز رفع الاسم حتى لو كان الشاعر يريد نفي الجنس
فقال:
"وغلِط كثير من الناس؛ فزعموا أن العاملة عمل ليس لا تكون إلا نافية للوحدة لا غير، ويرد عليهم نحو قوله:

تعزَّ فلا شيءٌ على الأرضٍ باقيا = ولا وزرٌ ممّا قضى اللهُ واقيا
وهذا يقتضي أن نشرح معنى "لا النافية للجنس "
يقول الشيخ مصطفى العلاييني في كتابه القيم:جامع الدروس النحوية
:
لا" النافية للجنس هي التي تدلُّ على نفي الخبر عن الجنس الواقع بعدها على سبيل الاستغراق، اي: يرادُ بها نفيُهُ عن جميع افراد الجنيس نصّاً؛ لا على سبيل الاحتمال. ونفيُ الخبرِ عن الجنس يَستلزمُ نفيَهُ عن جميع افرادهِ.
وتُسمّى "لا" هذهِ "لا التّبرِئَةِ" ايضاً، لانها تُفيدُ تبرئةَ المتكلّم للجنس وتنزيهَهُ إياهُ عن الاتصاف بالخبر.(1: 397)
مثال ذلك :
ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ ".
لا: لا النافية للجنس
ريب: اسمها مبني على الفتح.
و( لا)، المشبهةُ بليس،
وهي تعمل عمل ليس (من أخوات كان ) بمعنى انها ترفع الاسم وتنصب الخبر وذلك عند أهل الحجاز
. وندَرَ أن يكون اسمُها معرفةً، كقول الشاعر:
*وَحَلَّتْ سَوادَ الْقَلْبِ، لا أَنا باغياً = سِواها، ولا في حُبِّها مُتراخِيا*
وقد جاء مثل ذلك للمتنبي في قوله:
*إذا الجُودْ لم يُرْزَقْ خَلاصاً منَ الاذى = فلا الحَمْدُ مَكسُوباً، ولا المالُ باقِيا*
وقد أجازَ ذلك بعضُ علماء العربية الفُضلاءُ.
والغالبُ على خبرِ (لا) هذه أن يكون محذوفاً كقوله:

*مَنْ صَدَّ عَنْ نِيرانِها = فأنا ابنُ قَيْسٍ، لا بَراحُأي: لا بَراحٌ لي.
ويجوزُ ذكرهُ، كقول الآخر:

*تَعَزَّ، فلا شَيءٌ على الأرْضِ باقيا = ولا وَزَرٌ مِمَّا قَضى اللهُ واقِياواعلم أنَّ (لا) المذكورةَ، يجوزُ أن يُرادَ بها نفيُ الواحدِ، وأن يرادَ بها نفيُ الجميع. فهي محتملةٌ لنفي الوَحدة ولنفي الجنس، والقرينةُ تُعَيّنُ أحدَهما(جامع الدروس : 1/355)

فذهب إلى ما ذهب إليه ابن هشام رحمه الله.

والله أعلى وأعلم


بارك الله فيك ، ودمت عالما ومتعلما.

أحمد حسن محمد
02-03-2007, 07:29 PM
صدقت أيها الكريم الغالي أشد الصدق..
وأنا أشكر لك قدرتك البليغة جدا في علمكم وعرضكم..
وهذا يتفق تماما ويزيد لدرجة فوق ما توقعت ورغبت في حضرة عالم مثلكم..
يتفق مع ما جاء في منحة الجليل لمحمد محي الدين ..
ولي سؤال آخر واعذر تلميذك المحب..
هل يجوز لنا أن نقصر اسم "ماء" في الشعر فنقول ما لضرورة الوزن..
أم لا يصح هذا..تحية محب واللـه

د. مصطفى عراقي
03-03-2007, 01:05 AM
صدقت أيها الكريم الغالي أشد الصدق..
وأنا أشكر لك قدرتك البليغة جدا في علمكم وعرضكم..
وهذا يتفق تماما ويزيد لدرجة فوق ما توقعت ورغبت في حضرة عالم مثلكم..
يتفق مع ما جاء في منحة الجليل لمحمد محي الدين ..
ولي سؤال آخر واعذر تلميذك المحب..
هل يجوز لنا أن نقصر اسم "ماء" في الشعر فنقول ما لضرورة الوزن..
أم لا يصح هذا..تحية محب واللـه
بني الغالي
أحمد الله أن تقبلتم ما سبق بهذه الرحابة الجميلة وأدعوه سبحانه التوفيق فيما يأتي من أسئلتك الحبيبة إلى قلبي .
وأما سؤالك الجديد المفيد فقد تولى الإجابة عنه ابن منظور في لسان العرب :
مادة (م وه )
حيث قال: الماءُ والماهُ والماءةُ معروف.
قال ابن سيده : وحكى بعضهم اسْقِني مًا مقصور .
على أَن سيبويه قد نفى أَن يكون اسمٌ على حرفين أَحدهما التنوين.
ويعلل النحاة لمذهب سيبويه بأن القصر هنا يجور على الكلمة.
ومن هذا أخلص إلى أن قصر كلمة ماء جائزٌ كما حكى ابن سيده ، لأن المثبت مقدم على النافي .
لكنني أرى هذا الجواز بشرط دلالي مهم هو أمن اللبس في السياق ، كما رأينا في قوله: "اسقني ما".
حتى تحتفظ الكلمة بدلالتها المعروفة.
والله أعلى وأعلم


ودمت بكل الخير والفضل والنفع

شهاب
08-03-2007, 05:51 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

في البدء أود أن أتقدم بشكري الجزيل للأخ الفاضل أحمد حسن محمد
على طرح هذا الموضوع المفيد..

لدي استفسار بسيط أرجو أن تتسع صدوركم للإجابة عنه،
سؤالي حول كلمة "إذن".. هل تكتب بالشكل الذي أوردته.. أم تكتب "إذاً" ؟

ما أعرفه الآن أنها تكتب بالشكلين.. ولكن لكل منهما شروط.. فلايجوز كتابتها بأحد الشكلين إلا إذا توافرت الشروط اللازمة..

فهل لكم أن تعرفونا بهذه الشروط..
مرة أخرى أرجو أن تتسع صدوركم لاستفساري.. وأن تعذروا جهلنا وقلة علمنا..
وما دفعني لطرح هذا التساؤل.. إلا حرجي من أن أخطأ في أمر _ربما يكون لدى الكثيرين_ من البديهيات!

في أمان الله

د. مصطفى عراقي
08-03-2007, 11:15 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في البدء أود أن أتقدم بشكري الجزيل للأخ الفاضل أحمد حسن محمد
على طرح هذا الموضوع المفيد..
لدي استفسار بسيط أرجو أن تتسع صدوركم للإجابة عنه،
سؤالي حول كلمة "إذن".. هل تكتب بالشكل الذي أوردته.. أم تكتب "إذاً" ؟
ما أعرفه الآن أنها تكتب بالشكلين.. ولكن لكل منهما شروط.. فلايجوز كتابتها بأحد الشكلين إلا إذا توافرت الشروط اللازمة..
فهل لكم أن تعرفونا بهذه الشروط..
مرة أخرى أرجو أن تتسع صدوركم لاستفساري.. وأن تعذروا جهلنا وقلة علمنا..
وما دفعني لطرح هذا التساؤل.. إلا حرجي من أن أخطأ في أمر _ربما يكون لدى الكثيرين_ من البديهيات!
في أمان الله
الأخ الفاضل المصمم المبدع الأستاذ شهاب
أتقدم لك بأطيب التحيات لطرحك هذا السؤال المهم مع خالص شكرنا للابن الفاضل الأستاذ أحمد حسن محمد،
كما سعدت برغبتك الصادقة في إيثار الكتابة الصحيحة ، فلك الشكر والتقدير
وأما عن إجابة السؤال
فيقول الشيخ مصطفى الغلاييني في كتابه القيم: جامع الدروس النحوية:
أَما كتابتها فالشائع أَن تكتب بالنون عاملة ومهملة.
وقيل: تكتب بالنون عاملة. وبالألف منونة مهملة.
أَما عند الوقف فالصحيح أَن تبدل نونها أَلفاً تشبيهاً لها بتنوين المنصوب، كما أَبدلوا نون التوكيد الخفيفة أَلفاً عند الوقف كذلك.
أَما رسمها في المصحف فهو بالألف عاملة ومهملة. ورسم المصحف لا يقاس عليه،".
لأن رسم المصحف الشريف هو الرسم العثماني وليس الرسم الإملائي.
وأما المراد بقوله عاملةً فيشير إلى أن الأداة "إذن" تنصب الفعل المضارع بشروط:
وهي لا تنصبُ المضارعَ إلا بثلاثة شروطٍ:
أحدها: أن يكون الفعل مستقبلا الثاني: أن تكون مصدرة.
الثالث: أن لا يفصل بينها و بين منصوبها.
وذلك نحو أن يقال في حوار:
- أنا آتيك، فتقول:
- " إذن أكرمَك ".
فإذا فقد شرط من هذه الشروط كانت مهملة .
وهذا معنى انها تكتب بالنون مطلقا سواءً أعملت النصب أم لا، وإلى هذا أيضا ذهب المحقق الكبير الأستاذ عبد السلام هارون في كتابه النافع: "قواعد الإملاء" (الذي أنصح بتحميله من هنا )
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=220035:
حيث قال:
الألف المبدلة من نون ( إذن)
يكتبها البصريون ألفاً: (إذاً)، وهو رسم المصحف.
وكتبها المازنيُّ والمبَرِّد بالنون: (إذنْ)
والذي عليه المعاصرونَ الآنَ كتابتُها بالنون مطلقا.
ويُروى عن المبرِّد أنه قال: أشتهي أن أَكْوِيَ يدَ مَن يكتُبُ إذنْ بالألِف؛ لأنها مثلُ أنْ ولَنْ.
وإذن فالرأي الصحيح كتابتها بالنون مطلقا (إذن)
كما رأى المبرد من غير أن تُكوى يد من كتبها بالألف ؛ لأن الطيب أحسن.
والله أعلى وأعلم
ودمت بكل الخير والتوفيق

شهاب
09-03-2007, 01:19 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أستاذنا الكبير وعالمنا الجليل د. مصطفى عراقي
الحمدلله فقد اتضح الأمر الآن بفضل الله ثم بفضلكم..
وقد كنت -بالفعل- في حاجة ماسة لكتاب متخصص في "قواعد الإملاء"..
فجزاكم الله خيراً وجعل ذلك في ميزان حسناتكم..


أعلم بأني أثقلت عليكم..
ولكني كنت أتساءل.. إن كان بالإمكان أن ترشحوا لي اسم كتاب متخصص في النحو يمكن الاعتماد عليه كمرجع موثوق في سائر أمور النحو.. وأن يكون مناسباً للعامة في الطرح والمعالجة؟
_

شاكر لكم أستاذنا الفاضل سعة صدركم
وأسأل الله العلي القدير أن يجزيكم عنا خير الجزاء

خالص شكري وامتناني

د. مصطفى عراقي
10-03-2007, 08:13 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أستاذنا الكبير وعالمنا الجليل د. مصطفى عراقي
الحمدلله فقد اتضح الأمر الآن بفضل الله ثم بفضلكم..
وقد كنت -بالفعل- في حاجة ماسة لكتاب متخصص في "قواعد الإملاء"..
فجزاكم الله خيراً وجعل ذلك في ميزان حسناتكم..
أعلم بأني أثقلت عليكم..
ولكني كنت أتساءل.. إن كان بالإمكان أن ترشحوا لي اسم كتاب متخصص في النحو يمكن الاعتماد عليه كمرجع موثوق في سائر أمور النحو.. وأن يكون مناسباً للعامة في الطرح والمعالجة؟
_
شاكر لكم أستاذنا الفاضل سعة صدركم
وأسأل الله العلي القدير أن يجزيكم عنا خير الجزاء
خالص شكري وامتناني

الأخ الفاضل الأستاذ شهاب
بل يعلم الله مدى سعادتي بحضورك الكريم، وأسلوبك الجميل، وأسئلتك النافعة.
وأحب ان أرشح لك كتابت جميلا، اسمه: الهداية في النحو
وتحميله من هنا:
http://www.elshabab.com/docs/mydownloads/index.php?eh=newhit&programid=3145
مع أطيب تحياتي ، وأصدق دعواتي.
أخوك: مصطفى

عبد القادر رابحي
10-03-2007, 05:52 PM
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على سيدنا محمد و على آله و صحبه و التابعين
اما بعد
اشكر للستاطين الكريمين فتحهما لهذا الباب الهام
فجل من لا يسهو و لا ينام
و الصلاة و السلام ثانية على سيد الأنام

أريد أن اسال الدكتور الفاضل أستاذي مصطفى عراقي
مع كل احترامي عما يلي:
هل يجوز لنا إضافة ألف المدّ لـ (لِمَ) الاستفهامية لتصبح(لِمَا)
و إذا كان هناك جواز فهل هو من باب التبرير النحوي المحض ام من باب تبرير الضرورة الشعرية؟
و إذا أجيزت باحد الوجهين او بهما معا فكيف نفرق بينها و بين (لما) الدّالة على ما بعدها كقولنا
(لِمَا هو ذاهب إليه)
مع العلم أن العرب لم تعرف تعرف ما دخل على العربية من ادوات التوضيح كأداة الاستفهام(؟).

شكرا لأستاذنا الكريم مسبقا


عبد القادر رابحي

د. مصطفى عراقي
10-03-2007, 09:35 PM
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على سيدنا محمد و على آله و صحبه و التابعين
اما بعد
اشكر للستاطين الكريمين فتحهما لهذا الباب الهام
فجل من لا يسهو و لا ينام
و الصلاة و السلام ثانية على سيد الأنام
أريد أن اسال الدكتور الفاضل أستاذي مصطفى عراقي
مع كل احترامي عما يلي:
هل يجوز لنا إضافة ألف المدّ لـ (لِمَ) الاستفهامية لتصبح(لِمَا)
و إذا كان هناك جواز فهل هو من باب التبرير النحوي المحض ام من باب تبرير الضرورة الشعرية؟
و إذا أجيزت باحد الوجهين او بهما معا فكيف نفرق بينها و بين (لما) الدّالة على ما بعدها كقولنا
(لِمَا هو ذاهب إليه)
مع العلم أن العرب لم تعرف تعرف ما دخل على العربية من ادوات التوضيح كأداة الاستفهام(؟).
شكرا لأستاذنا الكريم مسبقا
عبد القادر رابحي


أخي الحبيب الغالي الشاغر الباحث الأستاذ عبد القادر

أرحب بحضورك الكريم ، وبحوارك الثري أجمل الترحيب
أما السؤال الذي تفضلت بطرحه فجوابه أنه يجب حذف هذه الألف فتكتب: بم

كما في فيم ، وعلام ، وإلام ، وبمقتضامَ ؟

كما في معجم قواعد اللغة العربية للشيخ عبد الغني الدقر - رحمه الله -:
لِمَ: بكَسْر اللام وفتح الميم، يُستَفهم به وأصلُه "ما" وُصِلَتْ بلاَم الجَرِّ ؛
فَوَجَبَ حَذْفُ الأَلِفِ ولَكَ أنْ تُدخِلَ عليها هَاءَ السَّكتِ، فَتَقُول: "لِمَه".


ويستثنى من ذلك في الشعر إذا وردت في ضرب البيت ( فتثبت للإطلاق وهو إطالة الفتحة حتى تتحول إلى ألف )

كما في قول امير الشعراء:

إِلامَ الخُلفُ بَينَكُمُ إِلاما = وَهَذي الضَجَّةُ الكُبرى عَلاما

فإلام الأولى : حاءت محذوفة الألف على القاعدة لأن أصلها: إلى ما؟
بينما ثبتت في : علامَا للإطلاق ، وفي إلاما الثانية (للتصريع وهو مشابهة العروض للضرب)



وليس في هذا دخل للضرورة هنا.
فالأصل إذن كتابتها بحذف الألف ، فيتحقق التفريق بين ما الاستفهامية والموصولة إذا اتصلتا بحرف من حروف الجر.
اما في حالة كتابتها بالألف كما في نهاية شطري البيت فنلجأ للتفرقة بينهما إلى السياق؛
فرغم كتابة اللف في نهاية البيت فإن دلالة الاستفهام واضحة جلية.





وأما قولك: مع العلم أن العرب لم تعرف ما دخل على العربية من ادوات التوضيح كأداة الاستفهام(؟).
فمن الواضح أنك تقصد علامات الترقيم .

وأنا اتفق أن العرب الأوائل لم يكونوا في حاجة إلى علامات الترقيم لأنهم كانوا يعرفون ذلك من خلال التنغيم.


والله أعم

ولا حرمنا الله من إشراقك
ودمت بكل الخير والسعادة والتوفيق


أخوك: مصطفى

عبد القادر رابحي
12-03-2007, 10:51 AM
أشكر للأستاذ الفاضل استاذي الدكتور مصطفى عراقي إجابته الشافية الكافية على سؤالي المطروح حول (لِمَ ) الاستفهامية.. لكن استاذي...
بقي في نفسي شيءٌ وهو في قولكم:
[ويستثنى من ذلك في الشعر إذا وردت في ضرب البيت ( فتثبت للإطلاق وهو إطالة الفتحة حتى تتحول إلى ألف )

كما في قول امير الشعراء:




إِلامَ الخُلـفُ بَينَكُـمُ إِلامـا=وَهَذي الضَجَّةُ الكُبرى عَلاما




فإلام الأولى : حاءت محذوفة الألف على القاعدة لأن أصلها: إلى ما؟
بينما ثبتت في : علامَا للإطلاق ، وفي إلاما الثانية (للتصريع وهو مشابهة العروض للضرب)



وليس في هذا دخل للضرورة هنا.]

و هذا الشيء هو:
و كيف االحال في الشعر الحر او المطلق.. إذا اقتضت حتمية الإشباع إضافة الف المدّ
أقول حتمية الإشباع الموسيقي العروضي لأنكم قلتم [لا دخل للضرورة الشعرية هنا]

كمثل قولنا: ولمَ(ا) حمّلتني ما لا أطيقْ..

شكرا مسبقا لأستاذي..

د. مصطفى عراقي
12-03-2007, 06:54 PM
أشكر للأستاذ الفاضل استاذي الدكتور مصطفى عراقي إجابته الشافية الكافية على سؤالي المطروح حول (لِمَ ) الاستفهامية.. لكن استاذي...
بقي في نفسي شيءٌ وهو في قولكم:
[ويستثنى من ذلك في الشعر إذا وردت في ضرب البيت ( فتثبت للإطلاق وهو إطالة الفتحة حتى تتحول إلى ألف )
كما في قول امير الشعراء:
إِلامَ الخُلـفُ بَينَكُـمُ إِلامـا=وَهَذي الضَجَّةُ الكُبرى عَلاما
فإلام الأولى : حاءت محذوفة الألف على القاعدة لأن أصلها: إلى ما؟
بينما ثبتت في : علامَا للإطلاق ، وفي إلاما الثانية (للتصريع وهو مشابهة العروض للضرب)
وليس في هذا دخل للضرورة هنا.]
و هذا الشيء هو:
و كيف االحال في الشعر الحر او المطلق.. إذا اقتضت حتمية الإشباع إضافة الف المدّ
أقول حتمية الإشباع الموسيقي العروضي لأنكم قلتم [لا دخل للضرورة الشعرية هنا]
كمثل قولنا: ولمَ(ا) حمّلتني ما لا أطيقْ..
شكرا مسبقا لأستاذي..

أخي الكريم الأستاذ الفاض عبد القادر

ولك خالص الشكر لتجدد إشراقك هنا

وأجيب بأنه بالقياس على ما سبق فيجوز ذلك في الشعر الحر إذا وقعت الألف في آخر السطر
أما في الحشو فإن الإشباع هنا نتيجة ضعف ، وعلى الشاعر أن يراجع الموسيقا دون اللجوء إلى هذا الإشباع
كأنْ يقول مثلا : ولمَ اليوم حملتني ما لا أطيق.
أو ما سوى ذلك بما يتسق مع السياق الشعري
والله اعلى وأعلم.

ودمت بخير وسعادة وفضل


أخوك: مصطفى

عبد القادر رابحي
19-03-2007, 11:08 AM
الأستاذ الفاضل الدكتور مصطفى عراقي
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته..
تحياتي الخالصة...
و أشكركم جزيل الشكر على ما تفضلتم به من إجابة عن الأسئلة السابقة
جازاكم الله خيرا..
أستاذي الكريم...
عادة ما نستعمل جميعا في تعبيراتنا الشفوية و كتاباتنا عبارة(و بالتّالي) للتدليل على نتيجة عمل سابق
أو للبناء على ما سبق..و ذلك على الرغم مما في اللغة العربية ما يعادلها و هو أفصح منها مثل( و بناء عليه) أو ( و من ثمة) أو (من ثمّ) أو( و نتيجة لذلك) أو غيرها من العبارة ذات الصلة التي تستعمل في سياقاتها الخاصة

و سؤالي هو: هل عبارة(و بالتالي) من الدارج المفصح أم أنها من الفصيح الفصيح..
و شكرا لكم مسبقا

د. مصطفى عراقي
19-03-2007, 11:57 PM
الأستاذ الفاضل الدكتور مصطفى عراقي
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته..
تحياتي الخالصة...
و أشكركم جزيل الشكر على ما تفضلتم به من إجابة عن الأسئلة السابقة
جازاكم الله خيرا..
أستاذي الكريم...
عادة ما نستعمل جميعا في تعبيراتنا الشفوية و كتاباتنا عبارة(و بالتّالي) للتدليل على نتيجة عمل سابق
أو للبناء على ما سبق..و ذلك على الرغم مما في اللغة العربية ما يعادلها و هو أفصح منها مثل( و بناء عليه) أو ( و من ثمة) أو (من ثمّ) أو( و نتيجة لذلك) أو غيرها من العبارة ذات الصلة التي تستعمل في سياقاتها الخاصة
و سؤالي هو: هل عبارة(و بالتالي) من الدارج المفصح أم أنها من الفصيح الفصيح..
و شكرا لكم مسبقا
الأخ العزيز الأستاذ الفاضل : عبد القادر
وعليك السلام ورحمة الله وبركاته
وبعدُ،
أتفق معك يا أخي تمام الاتفاق في إحساسك بالقلق من هذا التعبير
وانا أرى والله أعلم أن عبارة بالتالي في مثل هذا الاستخدام عبارة سقيمة
يقول الأستاذ محمد العدناني
"يقولون: فلان يأكل كثيرا وبالتالي يتخم.
والصواب: فلان يأكل كثيرا ثم يتخم".

قلت : الولى أن يكون الصواب: فيتخم لأن الفاء تفيد الترتب.

ويضيف الأستاذ محمد العدناني :
"بالتالي: شبه جملة ركيكة جدا، ولا أدري كيف وصلت إلى عدد كبير من كتابنا".
(معجم الأخطاء الشائعة:49)
وأرى أنها انتقلت من استعمال علماء المنطق ، فقد ورد في المعجم الوسيط:
" التالي: ( عند المنطقيين ) الجزء الثاني من القضية الشرطية".
من أجل ذلك أنصح بعدم استخدامها في الكتابة والحديث الفصيح.
والله أعلم
ودمت بكل الخير والعلم والود
أخوك المحب: مصطفى

د. مصطفى عراقي
04-04-2007, 12:21 AM
سألني سائل كريم عن قائل هذا البيت


أعلِّلُ النفس بالآمالِ أرقُبُها = ما أضيقَ العيشَ لولا فسحةُ الأمَلِ


وقد وعدته أن اجيبه هنا فأقول
هذا البيت للطغرائي من قصيدته الشهيرة "لامية العجم"

قال في معجم الأدباء : "
الأستاذ مؤيد الدين أبو إسماعيل الأصبهاني المعروف بالطغرائي نسبته إلى من يكتب الطغراء، وهي الطرة التي تكتب ف أعلى المناشير فوق البسملة بالقلم الجلي تتضمن اسم الملك وألقابه، وهي كلمة أعجمية محرفة من الطرة، كان آيةً في الكتابة والشعر، خبيراً بصناعة الكيمياء".

قلت: "وما أجدر أستاذنا الفاضل وأديبنا البارع وشاعرنا القدير الأستاذ الدكتور السمان بهذا الوصف الجميل".


وقال ياقوت:" ولد سنة ثلاثٍ وخمسين وأربعمائةٍ، وقتل في الوقعة التي كانت بين السلطان مسعود بن محمودٍ وأخيه السلطان محمودٍ سنة خمس عشرة وخمسمائةٍ، وقد جاوز الستين..
من شعر مؤيد الدين الطغرائي قصيدته التي تداولها الرواة وتناقلتها الألسن المعروفة بلامية العجم، وقد رأيت أن أوردها بتمامها إعجاباً بها قال:

أصالة الرأي صانتني عن الخطل ... وحلية الفضل زانتني لدى العطل
مجدي أخيراً ومجدي أولاً شرع ... والشمس رأد الضحى كالشمس في الطفل
فيم الإقامة بالزوراء لا سكني ... بها ولا ناقتي فيها ولا جملي
ناءٍ عن الأهل صفر الكف منفرد ... كالسيف عري متناه عن الخلل
فلا صديق إليه مشتكى حزني ... ولا أنيس إليه منتهى جذلي
طال اغترابي حتى حن راحلتي ... ورحلها وقرا العسالة الذبل
وضج من لغبٍ نضوى وعج لما ... يلقى ركابي ولج الركب في عذلي
أريد بسطة كفٍ أستعين بها ... على قضاء حقوقٍ للعلا قبلي
والدهر يعكس آمالي ويقنعني ... من الغنيمة بعد الجد بالقفل
وذي شطاطٍ كصدر الرمح معتقلٍ ... لمثله غير هيابٍ ولا وكل
حلو الفكاهة مر الجد قد مزجت ... بشدة البأس منه رقة الغزل
طردت سرح الكرى عن ورد مقلته ... والليل أغرى سوام النوم بالمقل
والركب ميل على الأكوار من طربٍ ... صاحٍ وآخر من خمر الهوى ثمل
فقلت أدعوك للجلى لتنصرني ... وأنت تخذلني في الحادث الجلل
تنام عيني وعين النجم ساهرة ... وتستحيل وصبغ الليل لم تحل
فهل تعين على غيٍ هممت به ... والغي يزجر أحياناً عن الفشل
إني أريد طروق الحي من إضيمٍ ... وقد حماه رماة من بني ثعل
يحمون بالبيض والسمر اللدان به ... سود الغدائر حمر الحلي والحلل
فسر بنا في ذمام الليل معتسفاً ... فنفخة الطيب تهدينا إلى الحلل
فالحب حيث العدا والأسد رابضة ... حول الكناس لها غاب من الأسل
نؤم ناشئة بالجزع قد سقيت ... نصالها بمياه الغنج والكحل
قد زاد طيب أحاديث الكرام بها ... ما بالكرائم من جبنٍ ومن بخل
تبيت نار الهوى منهن في كبدٍ ... حرى ونار القرى منهم على القلل
يقتلن أنضاء حبٍ لا حراك به ... ويحتوين كرام الخيل والإبل
يشفى لديغ العوالي في بيوتهم ... بنهلةٍ من غدير الخمر والعسل
لعل إلمامةً بالجزع ثانيةً ... يدب منها نسيم البرء في عللي
لا أكره الطعنة النجلاء قد شفعت ... برشقةٍ من نبال الأعين النجل
ولا أهاب الصفاح البيض تسعدني ... باللمح من خلل الأستار والكلل
ولا أخل بغزلانٍ تغازلني ... ولو دهتني أسود الغيل بالغيل
حب السلامة يثني هم صاحبه ... عن المعالي ويغري المرء بالكسل
فإن جنحت إليه فاتخذ نفقاً ... في الأرض أو سلماً في الجو فاعتزل
ودع غمار العلا للمقدمين على ... ركوبها واقتنع منهن بالبلل
يرضى الذليل بخفض العيش مسكنةً ... والعز تحت رسيم الأينق الذلل
فادرأ بها في نحور البيد جافلةً ... معارضاتٍ مثاني اللجم بالجدل
إن العلا حدثتني وهي صادقة ... فيما تحدث أن العز في التنقل
لو أن في شرف المأوى بلوغ منىً ... لم تبرح الشمس يوماً دارة الحمل
أهبت بالحظ لو ناديت مستمعاً ... والحظ عني بالجهال في شغل
لعله إن بدا فضلي ونقصه ... لعينه نام عنهم أو تنبه لي
أعلل النفس بالآمال أرقبها ... ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل
لم أرض بالعيش والأيام مقبلة ... فكيف أرضى وقد ولت على عجل؟
غالى بنفسي عرفاني بقيمتها ... فصنتها عن رخيص القدر مبتذلي
وعادة النصل أن يزهى بجوهره ... وليس يعمل إلا في يدي بطل
ما كنت أؤثر أن يمتد بي زمني ... حتى أرى دولة الأوغاد والسفل
تقدمتني أناس كان شوطهم ... وراء خطوي إذ أمشي على مهل
هذا جزاء امرئٍ لأقرانه درجوا ... من قبله فتمنى فسحة الأجل
وإن علاني من دوني فلا عجب ... لي أسوة بانحطاط الشمس عن زحل
فاصبرلها غير محتال ولا ضجرٍ ... في حادث الدهر ما يغني عن الحيل
أعدى عدوك أدنى من وثقت به ... فحاذر الناس واصحبهم على دخل
وإنما رجل الدنيا وواحدها ... من لا يعول في الدنيا على رجل
وحسن ظنك بالأيام معجزة ... فظن شراً وكن منها على وجل
غاض الوفاء وفاض الغدر وانفرجت ... مسافة الخلف بين القول والعمل
وشان صدقك عند الناس كذبهم ... وهل يطابق معوج بمعتدل
إن كان ينجع شيءٍ في ثباتهم ... على العهود فسبق السيف للعذل
يا وارداً سؤر عيشٍ كله كدر ... أنفقت صفوك في أيامك الأول
فيم اقتحامك لج البحر تركبه ... وأنت يكفيك منه مصة الوشل؟
ملك القناعة لا يخشى عليه ولا ... يحتاج فيه إلى الأنصار والخول
ترجو البقاء بدارٍ لا ثبات لها ... فهل سمعت بظلٍ غير منتقل؟
ويا خبيراً على الأسرار مطلعاً ... اصمت ففي الصمت منجاة من الزلل
قد رشحوك لأمرٍ لو فطنت له ... فاربأ بنفسك أن ترعى مع الهمل
معجم الأدباء( 1: 414)

عمار الخطيب
04-04-2007, 01:34 AM
ابني الغالي
أرحب بك وسؤالك الأول
والإجابة عن هذا السؤال : هل نكتب على حروف المد "مثل الواو في كلمة "حروف" علامة السكون ( ْ).. أم لا.
هي:
أن كتابة السكون في هذه الحالة على حروف المد لا تجوز؛ لأن هذا ينافي طبيعة الحرف الممدود.
وبهذا ينبغي التفريق بين كتابة الكلمات :
سعِيد ، وخلُود ، ومحمُود
بالمد بدون تشكيلها بالسكون. اكتفاءً بتشكيل الحرف السابق لحرف المد .
والكلمات التي ينطق فيها الحرف بالسكون (الوقْف) :
بيْت ، فوْز ، خوْف
فهذه تشكل بالسكون.
وبهذا يكون تشكيل كلمة حُرُوف
بضم الحاء والراء، وتخلية الواو من السكون حتى لا نجُور على نطق المد فيها .
والله أعلى وأعلم
ودمت بكل الخير والسعادة والفضل.

فضيلة الدكتور / مصطفى عراقي - حفظه الله تعالى -
هل تسمحون للعبد الفقير بالتطفل على موائدكم العامرة ؟ أتمنى أن أكون نزيلا خفيفا ظريفا!

قلتم - حفظكم الله تعالى - : " كتابة السكون في هذه الحالة على حروف المد لا تجوز؛ لأن هذا ينافي طبيعة الحرف الممدود " اهـ

أرى - إن كان لي رأيٌ - أنّ الأمر فيه سعة! فحرف المدّ يأخذ حقّه - نطقا - سواء كتبنا السكون أم لم نكتبه.
وإن كان الأصح أن نجرده من السّكون ، لكن هل كتابة السّكون فوق الواو في كلمة " حُرُوف " مثلا تحدث تأثيرا في كيفية نطق حرف المد " الواو "؟ لا أظن!
لأنّ ضم الراء يجعل من الواو حرف مد فحسب...أي ( صوتا ذائبا " مصوتا " )
لا (صوتا جامدا "صامتا " ).
فنحن إنْ أشبعنا الضمة (والتي هي حركة الراء في كلمة " حروف ") يتولدُ منها حرف المدّ " الواو " لا محالة.

ورأيكم أحسن وأجمل...وما جئتُ مناقشا إلا طلبا لما عندكم بارك الله فيكم.

تحيّاتي واحترامي ،،،

أحمد حسن محمد
04-04-2007, 02:22 AM
فضيلة الدكتور / مصطفى عراقي - حفظه الله تعالى -
هل تسمحون للعبد الفقير بالتطفل على موائدكم العامرة ؟ أتمنى أن أكون نزيلا خفيفا ظريفا!
قلتم - حفظكم الله تعالى - : " كتابة السكون في هذه الحالة على حروف المد لا تجوز؛ لأن هذا ينافي طبيعة الحرف الممدود " اهـ
أرى - إن كان لي رأيٌ - أنّ الأمر فيه سعة! فحرف المدّ يأخذ حقّه - نطقا - سواء كتبنا السكون أم لم نكتبه.
وإن كان الأصح أن نجرده من السّكون ، لكن هل كتابة السّكون فوق الواو في كلمة " حُرُوف " مثلا تحدث تأثيرا في كيفية نطق حرف المد " الواو "؟ لا أظن!
لأنّ ضم الراء يجعل من الواو حرف مد فحسب...أي ( صوتا ذائبا " مصوتا " )
لا (صوتا جامدا "صامتا " ).
فنحن إنْ أشبعنا الضمة (والتي هي حركة الراء في كلمة " حروف ") يتولدُ منها حرف المدّ " الواو " لا محالة.
ورأيكم أحسن وأجمل...وما جئتُ مناقشا إلا طلبا لما عندكم بارك الله فيكم.
تحيّاتي واحترامي ،،،

بعد إذن أستاذنا وعالمنا الجليل الدكتور مصطفى عراقي.. أدلي بما تعلمت على يديكم هنا حين طرحت السؤال أول مرة..
فيا أخي عمار إن ما فهمته من شرح أستاذنا الكبير وما اطلعت عليه بعد بشأن هذه المسألة..

فإنه -كما قال الدكتور مصطفى- السكون ( ْ ) يضادّ حروف المد، وبشأن عملية النطق فإننا لو وضعنا سكونا ( ْ ) على الواو في كلمة "حروف" فإننها سنضطر إلى تسكين الواو فعلا بما سيثقل ويصعب من نطقها لأنها لن تكون حرفاً ممدودا ولكن حرفاً ساكنا يقف فيه اللسان بالفعل.. وتخيل أنت مثل هذا النوع من الحروف أن يقف فيه اللسان بعد حرف مضموم "الحرُوْف" فهي تأخذ طريقة نطق الراء في "العُرْف"..
وكما قلت الرأي العلمي الذي قال به أستاذنا الجميل أحسن..

وليعذرني أستاذي الرائع الجميل الكبير الدكتور مصطفى، فما هو من باب التطفل، ولكن هي اندفاع تلميذ في الإجابة أمام أستاذه الحبيب ليثبت نقطة..

أخي عمار لك المحبة والاحترام

عمار الخطيب
04-04-2007, 03:58 AM
بعد إذن أستاذنا وعالمنا الجليل الدكتور مصطفى عراقي.. أدلي بما تعلمت على يديكم هنا حين طرحت السؤال أول مرة..
فيا أخي عمار إن ما فهمته من شرح أستاذنا الكبير وما اطلعت عليه بعد بشأن هذه المسألة..
فإنه -كما قال الدكتور مصطفى- السكون ( ْ ) يضادّ حروف المد، وبشأن عملية النطق فإننا لو وضعنا سكونا ( ْ ) على الواو في كلمة "حروف" فإننها سنضطر إلى تسكين الواو فعلا بما سيثقل ويصعب من نطقها لأنها لن تكون حرفاً ممدودا ولكن حرفاً ساكنا يقف فيه اللسان بالفعل.. وتخيل أنت مثل هذا النوع من الحروف أن يقف فيه اللسان بعد حرف مضموم "الحرُوْف" فهي تأخذ طريقة نطق الراء في "العُرْف"..
وكما قلت الرأي العلمي الذي قال به أستاذنا الجميل أحسن..
وليعذرني أستاذي الرائع الجميل الكبير الدكتور مصطفى، فما هو من باب التطفل، ولكن هي اندفاع تلميذ في الإجابة أمام أستاذه الحبيب ليثبت نقطة..
أخي عمار لك المحبة والاحترام

أخي الحبيب أحمد...

ما زلتُ أرى أنّ الأمر فيه سَعَة!
وكما صرّحتُ من البداية فنحن نحبّذ عدم كتابة السكون فوق حروف المدّ ( الألف الساكنة المفتوح ما قبلها ، الواو الساكنة المضموم ما قبلها ، الياء الساكنة المكسور ما قبلها )
وأظنّ أننا متفقون هنا.


أما الجزئية التي خالفتُ فيها الدكتور الكريم فهي العلة التي ذكرها وهي قوله : " ...حتى لا نجُور على نطق المد فيها "
فلا أدري كيف يمكن للواحد منّا أن ينطق الواو في كلمة " حروف " كنطقه للواو في كلمة " خَوْف" مثلا!!
هذا لا يكون إلا بشقّ الأنفس إن كان ممكنا أصلا!
ولهذا قلتُ في ردّي السابق : " فحرف المدّ يأخذ حقّه - نطقا - سواء كتبنا السكون أم لم نكتبه. "
ونحن نعلم مسبقا أنّ الواو المدية (الصوتٌ الذائب ) لا تكون بهذه الصورة إلا إذا كان ما قبلها مضموما...وكذلك الياء المدية (الصوت الذائب ) لا تكون ياء مدية إلا إذا كان ما قبلها مكسورا
والألف المديّة لا يأتي ما قبلها إلا مفتوحا.

فماذا يفيد وجود السكون من عدمه في " قال " مثلا ؟!
الألف ستنطق ألفا مدية سواء وضعنا السّكون فوقها أم لم نضعه...وسؤالي : لو لم نضع السكون فوق الألف ؟ هل ستنطق نصف ألف مثلا ؟
هذا ما أردتُ بيانه.

أما الواو والياء فالاحتراز هنا لا بأس به لماذا ؟

لأنّ الواو نوعان :
- (السا كنة المضموم ما قبلها = صوتٌ ذائب ) مثل : " حروف "
- (الساكنة المفتوح ما قبلها = صوتٌ جامد ) متثل " خَوْف"

والياء نوعان أيضا :
- (السّاكنة المكسور ما قبلها = صوتٌ ذائب ) مثل : " ظَريف "
- ( السّاكنة المفتوح ما قبلها = صوتٌ جامد) مثل : " بَيْت "

فهل نحن نجور على نطق حرف المدّ في كلمة " ظريف " مثلا إن وضعنا علامة السّكون فوق الياء؟!
قلتُ : لا أظنّ...وذلك لأن الياء هنا لا تكون إلا صوتا مديا (ذائبا)...لأنّ ما قبلها مكسور..فوضع السكون عليها لا يعني شيئا طالما أنّها سُبِقَتْ بكسر.

وتقبّل تحيّاتي....

أحمد حسن محمد
04-04-2007, 06:14 AM
أخي الحبيب أحمد...
ما زلتُ أرى أنّ الأمر فيه سَعَة!
وكما صرّحتُ من البداية فنحن نحبّذ عدم كتابة السكون فوق حروف المدّ ( الألف الساكنة المفتوح ما قبلها ، الواو الساكنة المضموم ما قبلها ، الياء الساكنة المكسور ما قبلها )
وأظنّ أننا متفقون هنا.

وتقبّل تحيّاتي....


أما هنا فلم يكن من اتفاق.. فأنت تحبذ، وتفضيل الأمر ليس يعني وجوبه.. بينما رأيت بناء على التحليل الذي قدمه فضيلة الدكتور أن التفريق بين حرف المد وبين السكون واجباً..



أما الجزئية التي خالفتُ فيها الدكتور الكريم فهي العلة التي ذكرها وهي قوله : " ...حتى لا نجُور على نطق المد فيها "
...


نعم أخي ..
وأنا حاولت أن أرد فيها، وأحاول أن أوضح المعنى الذي طرحته سلفا..




فلا أدري كيف يمكن للواحد منّا أن ينطق الواو في كلمة " حروف " كنطقه للواو في كلمة " خَوْف" مثلا!!
هذا لا يكون إلا بشقّ الأنفس إن كان ممكنا أصلا!
ولهذا قلتُ في ردّي السابق : " فحرف المدّ يأخذ حقّه - نطقا - سواء كتبنا السكون أم لم نكتبه. "
ونحن نعلم مسبقا أنّ الواو المدية (الصوتٌ الذائب ) لا تكون بهذه الصورة إلا إذا كان ما قبلها مضموما...وكذلك الياء المدية (الصوت الذائب ) لا تكون ياء مدية إلا إذا كان ما قبلها مكسورا
والألف المديّة لا يأتي ما قبلها إلا مفتوحا.
....


أما هذه فلا..
فأنا عن نفسي بعيدا عن القاعدة المرسومة والمنطق المستخدم في التفريق..
فقد حاولت نطق الكلمة مرة والواو بدون سكون وخرجت من فمي سهلة جيدة، وحاولت مرة نطقها وعلى الواو سكون.. فخرجت كذلك ولكن بنطق مختلف عن نطق المد.. وكل الفارق بين المحاولة الأولى والمحاولة الثانية أن الأولى كانت سهلة والثانية كانت صعبة وثقيلة جدا..
وأنت قلتها فعلا


هذا لا يكون إلا بشقّ الأنفس إن كان ممكنا أصلا!
....


أما أن السكون لا تأثير لها هنا .. فباعتبار نفس اعتباراتك في توضيحكم السالف أقول أنا تمثيلا أظرف.. وهو أن تضع سكونا على الواو في "حروف" بالضبط كما تضع كسرة تحت الواو في "حرُوْف" ويكون للقارئ فيها حلان إما أن يخطئ من وضع الكسرة وينطقها صحيحة، أ و ينطقها بالكسرة صعبة غريبة مخرجا إياها عن المعنى أصلا..

فماذا يفيد وجود السكون من عدمه في " قال " مثلا ؟!
الألف ستنطق ألفا مدية سواء وضعنا السّكون فوقها أم لم نضعه...وسؤالي : لو لم نضع السكون فوق الألف ؟ هل ستنطق نصف ألف مثلا ؟
هذا ما أردتُ بيانه.
....


نعم أخي.. وأنا أمثل لهذه التي قلت كما نضع ضمة أو كسرة في حق الألف فنقول "قاَِل" ولا تأثير لهما ولكنهما خطأ بالتأكيد..


أما الواو والياء فالاحتراز هنا لا بأس به لماذا ؟
لأنّ الواو نوعان :
- (السا كنة المضموم ما قبلها = صوتٌ ذائب ) مثل : " حروف "
- (الساكنة المفتوح ما قبلها = صوتٌ جامد ) متثل " خَوْف"
والياء نوعان أيضا :
- (السّاكنة المكسور ما قبلها = صوتٌ ذائب ) مثل : " ظَريف "
- ( السّاكنة المفتوح ما قبلها = صوتٌ جامد) مثل : " بَيْت "
فهل نحن نجور على نطق حرف المدّ في كلمة " ظريف " مثلا إن وضعنا علامة السّكون فوق الياء؟!
قلتُ : لا أظنّ...وذلك لأن الياء هنا لا تكون إلا صوتا مديا (ذائبا)...لأنّ ما قبلها مكسور..فوضع السكون عليها لا يعني شيئا طالما أنّها سُبِقَتْ بكسر.
وتقبّل تحيّاتي....


وما دام السكون لا يعني شيئا من البداية فكان الأولى كما قال الدكتور العالم الجليل الدكتور مصطفى:
- أن ننصح الكاتب بألا يرتكبها في حق الحرف
- أو لو ساعدناه وبررنا تواجدها بعدم التأثير أن لا نأبه لها في أي حرف علة فما عاد لها أهمية وندع الأمر لمعرفة المعنى وكيفية النطق المعهودة..

أخي أحبك في الله

عمار الخطيب
04-04-2007, 07:55 AM
أخي أحمد...أيها الفارس النبيل
ما أجمل النّقاش معك ، زادك الله جمالا وأدبا.

دعني ألملم الموضوع كي لا نتشتّتْ..:

المسألة الأولى :
لا بد أن نتّفق أولا على مسألة سكون حروف المد!
إنّ علماء السلف متفقون على وصف حروف المدّ بأنها ساكنة...فالألف ساكنة مفتوحٌ ما قبلها ، والواو ساكنةٌ مضموم ما قبلها ، والياء ساكنة مكسور ما قبلها.
فهذه الحروف - أخي الكريم - لا تقبل الحركات أبدا...(وهذا مهم جدا)
وبناء على هذا لا يصح قياسك في قولك لي :
" نعم أخي.. وأنا أمثل لهذه التي قلتَ كما نضع ضمة أو كسرة في حق الألف فنقول "قاَِل" ولا تأثير لهما ولكنهما خطأ بالتأكيد.. " اهـ
أنت بوضعك ضمة أو كسرة أدخلتَ الحركة على حرف المد وهذا لا يجوز! ونحن هنا نتكلم عن حروف المد (وحروف المدّ كما قرّر العلماء ساكنة لا تقبل الحركة أبدا ، ولذلك وصفها سيبويه بأنها حروف ميتة!)...فكيف تضع كسرة أو ضمة على حرف ساكن أصلا؟!

فالألف التي في " قال " مثلا.. ساكنة لا خلاف في هذا...والسؤال.. هل نضع علامة السّكون عليها أم لا ؟
الجواب : الألف في قال تنطق ألفا مدّية شئنا هذا أم أبينا! ولا يؤثر في النطق وجود علامة السكون فوقها أو انعدامه...(وهذا رأي العبد الضعيف...ورأي الدكتور مصطفى محل احترام وتقدير).


المسألة الثانية :
اتفق العلماء على أن الواو (المديّة = " الذائبة ") (وقد ذكرتُ هذا سابقا) هي:
- (السا كنة المضموم ما قبلها ) مثل : " حروف "
- أما (الساكنة المفتوح ما قبلها = فهي صوتٌ جامد ) متثل " خَوْف"
فحتى لو استطعت بصعوبة شديدة نطق الواو المدّية في كلمة " حروف " والتي يعلوها السكون كنطقك لها في كلمة " خَوْف" مثلا..فهذا لا يعنينا!
وكلنا يعرف أنّ الواو في " حُرُوف " أو " حُرُوْف" تنطق صوتا ذائبا...كيف عرفنا ذلك؟
الجواب : لأنّها ساكنة مضموم ما قبلها (هذا الذي يهمّنا)...أما مسألة وضع علامة السكون فوقها أو عدم وضعه فهذا لا يهم ولا يؤثر في نطقها.

أما قولك بارك الله فيك :
" أما أن السكون لا تأثير لها هنا .. فباعتبار نفس اعتباراتك في توضيحكم السالف أقول أنا تمثيلا أظرف.. وهو أن تضع سكونا على الواو في "حروف" بالضبط كما تضع كسرة تحت الواو في "حرُوْف" ويكون للقارئ فيها حلان إما أن يخطئ من وضع الكسرة وينطقها صحيحة، أ و ينطقها بالكسرة صعبة غريبة مخرجا إياها عن المعنى أصلا.. " اهـ

هذا المثال لا يصحّ أيضا أخي الحبيب...وجواب هذا في المسألة الأولى التي وضّحتُها بشيء من التفصيل...إلا إذا كنتَ تقصد غير ما فهمتُ فلعلك توضح مرادك بارك الله فيك.


واتفق العلماء آيضا على أنّ (الياء المدّية = الذائبة) هي :
- (السّاكنة المكسور ما قبلها ) مثل : " ظَريف "
- أما ( السّاكنة المفتوح ما قبلها = فهي صوتٌ جامد) مثل : " بَيْت "
وبناء على هذا فالياء في " ظريف " و " بيت " ساكنة لا محالة...سواء وضعنا علامة السكون في الموطنين أم لم نضع....
ولعلك تسأل كيف نفّرق بين الصّوتين طالما أن وضع علامة السكون لا يهم ؟
الجواب : ننظر لحركة الحرف الذي قبلها.


والله أعلم ،،،
محبتي واحترامي...وأحبك الله الذي أحببتني من أجله...جزاك الله خيرا

د. مصطفى عراقي
04-04-2007, 02:20 PM
الأخوان الكريمان : الأستاذ عمار الخطيب والأستاذ : أحمد حسن
ما أسعدني بكما وبهذا الحوار العلمي الراقي .
أتفق معك يا أخي الكريم الأستاذ الفاضل حسام الخطيب الذي أسعد به هنا سعادة بالغة بما يتسم من علمٍ وأدبٍ وفضل، في أن التعليل جاء عاما ، وأنت تعلم أن معظم التعليلات في هذه الصناعة قائمة على التسمح كما يقول علماؤنا الأجلاء؟
ولكن لعلك لاحظت أن التمثيل ( والعلماء يعدونه من المقيّدات) جاء متعلقا بالواو والياء الممدودتين ، اما الألف فقد دخلت معهما من باب الاطراد، وهو أمر معتبر .
وصحيحٌ ما ذكرته يا أخي من أن حروف المد ساكنة، ولكنه سكون يختلف عن سكون الوقف .
فالواو في : "مخُوف" ، تسمى حرف علة ولين ومد.
بينما الواو في كلمة: خوْف. تسمى حرف علة، ولين.
واسمح لي أنني لستُ أتفق معك - أخي الفاضل - في جعل المسألة من باب السعة.
نعم كان يكون ذلك لو كان في كتابة السكون على الألف والياء والواو تيسير على الكتاب ، ولكنه مشقة ، وإلزام بالخطأ في رأيي ورأي ابن الغالي أحمد.
أو إلزام بلغو بلا جدوى حسب رأيك الكريم.
أقدر لك غيرتك على الدقة العلمية ، وأحب أن تتفهم أن تعليلي كان للتحذير من وضع السكون على حروف العلة اللينة الممدودة ، لأنه يجور على نطقها ممن سيحاول الالتزام بها التزاما حرفيا.
كما أقدر ابني الغالي أحمد في تجلية الأمر من الناحية التعليمية .
وجزاكما الله خير الجزاء
ودمتما بكل الخير والسعادة والتوفيق
محبكما: مصطفى

عمار الخطيب
04-04-2007, 03:30 PM
الأخوان الكريمان : الأستاذ عمار الخطيب والأستاذ : أحمد حسن
ما أسعدني بكما وبهذا الحوار العلمي الراقي .
أتفق معك يا أخي الكريم الأستاذ الفاضل حسام الخطيب الذي أسعد به هنا سعادة بالغة بما يتسم من علمٍ وأدبٍ وفضل، في أن التعليل جاء عاما ، وأنت تعلم أن معظم التعليلات في هذه الصناعة قائمة على التسمح كما يقول علماؤنا الأجلاء؟
ولكن لعلك لاحظت أن التمثيل ( والعلماء يعدونه من المقيّدات) جاء متعلقا بالواو والياء الممدودتين ، اما الألف فقد دخلت معهما من باب الاطراد، وهو أمر معتبر .
وصحيحٌ ما ذكرته يا أخي من أن حروف المد ساكنة، ولكنه سكون يختلف عن سكون الوقف .
فالواو في : "مخُوف" ، تسمى حرف علة ولين ومد.
بينما الواو في كلمة: خوْف. تسمى حرف علة، ولين.
أقدر لك غيرتك على الدقة العلمية ، وأحب أن تتفهم أن تعليلي كان للتحذير التعليمي من وضع السكون على حروف العلة اللينة الممدودة ، لأنه يجور على نطقها ممن سيحاول الالتزام بها التزاما حرفيا.
كما أقدر ابني الغالي أحمد في تجلية الأمر من الناحية التعليمية .
وجزاكما الله خير الجزاء
ودمتما بكل الخير والسعادة والتوفيق
محبكما: مصطفى

أستاذنا الحبيب د.مصطفى عراقي
أشكر لكم كرمكم وحسن خلقكم بارك الله فيك.

قولكم :
" أتفق معك يا أخي الكريم الأستاذ الفاضل حسام الخطيب الذي أسعد به هنا سعادة بالغة بما يتسم من علمٍ وأدبٍ وفضل، في أن التعليل جاء عاما ، وأنت تعلم أن معظم التعليلات في هذه الصناعة قائمة على التسمح كما يقول علماؤنا الأجلاء؟
ولكن لعلك لاحظت أن التمثيل ( والعلماء يعدونه من المقيّدات) جاء متعلقا بالواو والياء الممدودتين ، اما الألف فقد دخلت معهما من باب الاطراد، وهو أمر معتبر " اهـ

أستاذنا الفاضل...جزاكم الله خيرا على التوضيح ، وأحسنَ الله إليكم.

أما قولكم :
" وصحيحٌ ما ذكرته يا أخي من أن حروف المد ساكنة، ولكنه سكون يختلف عن سكون الوقف " اهـ
بارك الله فيكم... وهذا صحيح لا خلاف فيه إن شاء الله .
ويطيب لي أن أشير إلى أنّ علماء السلف - رحمهم الله - قد أدركوا أنّ سكون حروف المد يختلف عن سكون الحروف الأخرى...ومن هنا ظهر مصطلح " السّكون الحيّ " وَ " السّكون الميت "
فحروف المدّ (الألف الساكنة المفتوح ما قبلها ، والواو الساكنة المضموم ما قبلها ، والياء السّاكنة المكسور ما قبلها) لا تكون أصواتا (ذائبة) إلا بهذه الصورة.
وهذه الأصوات ناشئة من إشباع الحركات ، فأنت إذا أشبعتَ الفتحة تولّدت الألف ، وإن أشبعتَ الضمة تولّدتْ الواو ، أما الياء فبإشباع الكسرة.
وهي أصواتٌ مجهورة (تهتز الأوتار الصوتية عند النطق بها)..يجري الهواء - حال نطقها - في الحلق والفم حرا من غير أن يتعرض لتدخل أعضاء آلة النطق تدخلا يسبب احتكاكا مسموعا.

أما حرفا اللين (الواو الساكنة المفتوح ما قبلها ، والياء الساكنة المفتوح ما قبلها) وكذلك الواو المتحركة والياء المتحركة فهي أصواتٌ جامدة...تختلف طبيعتها - وإن كانت ساكنة (أعني حرفي اللين) - عن طبيعة أصوات حروف المد.

والله تعالى أعلم.

وجزاكم الله خيرا أيها الدكتور الكريم ،،،

محبتي واحترامي...

عمار الخطيب
04-04-2007, 10:09 PM
واسمح لي أنني لستُ أتفق معك - أخي الفاضل - في جعل المسألة من باب السعة.
نعم كان يكون ذلك لو كان في كتابة السكون على الألف والياء والواو تيسير على الكتاب ، ولكنه مشقة ، وإلزام بالخطأ في رأيي ورأي ابن الغالي أحمد.

وكيف لا أسمح لك أيها الفاضل! ورأيكم أجمل وأحسن....
لكني يا دكتورنا الفاضل لم ألزم الكتّاب بكتابة السّكون على الحروف المدّية..وهذا فيه تكلف ومشقة طبعا.
العبد الفقير أراد التسهيل والتيسير على الكتّاب...ولذا قلتُ من يضع السكون فوق تلك الحروف نقول له : لا بأس (من باب التيسير...ولأن وجهة نظري منذ البداية أنّ وجود السّكون لا يؤثر في النطق)...أما من يكتب الحروف المدّية دون أن يضع سكونا فوقها نقول له : أحسنت (لأنّ تجريدها هو الأصحّ والأدق).
فالكاتب بالخيار!

ولعلّ تجريدها من السّكون يكون للدلالة على أنها - رغم سكونها - تختلف عن طبيعة الأصوات الساكنة الأخرى.

ولعلي أفرد المسألة ببحيث بسيط نعرضه على فضيلتكم إن تيسّر لي ذلك....
والاختلاف لا يفسد للودّ قضية....

وحبّا وإكراما لكم أقُولُ (من غير وضع سكون فوق الواو) :
خذ أيها القارئ الكريم برأي الدكتور الكريم

محبكم /
عمّار الخطيب

د. مصطفى عراقي
10-11-2007, 02:29 PM
وكيف لا أسمح لك أيها الفاضل! ورأيكم أجمل وأحسن....
لكني يا دكتورنا الفاضل لم ألزم الكتّاب بكتابة السّكون على الحروف المدّية..وهذا فيه تكلف ومشقة طبعا.
العبد الفقير أراد التسهيل والتيسير على الكتّاب...ولذا قلتُ من يضع السكون فوق تلك الحروف نقول له : لا بأس (من باب التيسير...ولأن وجهة نظري منذ البداية أنّ وجود السّكون لا يؤثر في النطق)...أما من يكتب الحروف المدّية دون أن يضع سكونا فوقها نقول له : أحسنت (لأنّ تجريدها هو الأصحّ والأدق).
فالكاتب بالخيار!
ولعلّ تجريدها من السّكون يكون للدلالة على أنها - رغم سكونها - تختلف عن طبيعة الأصوات الساكنة الأخرى.
ولعلي أفرد المسألة ببحيث بسيط نعرضه على فضيلتكم إن تيسّر لي ذلك....
والاختلاف لا يفسد للودّ قضية....
وحبّا وإكراما لكم أقُولُ (من غير وضع سكون فوق الواو) :
خذ أيها القارئ الكريم برأي الدكتور الكريم
محبكم /
عمّار الخطيب


===========
أخي الحبيب وشيخنا الأديب الأستاذ
عمار الخطيب


مازلت أيها الكريم تكرمنا بجمال أدبك الراقي ، وجلال علمك النافع

لا حرمنا الله من أفضالك ، ونفعنا بعلمك وظرفك وأدبك

ودمت لنا مشكاة علمٍ
ونبراس أدب


أخوك المحب: مصطفى