المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نقوش باقية



محمد سامي البوهي
01-03-2007, 03:44 PM
نقوش باقية



سار أمام خطواته يشق عُقًد الشوارع المتشابكة ، يستعير من قوانين الحياة الرابضة فوق مصاطب الأزقة القديمة ، ينفض عنها الغبار المستلقي على ألحان الأغاني المنقرضة ، فشل أن يدفن صوت أبيه خارج جسده العائم على متاهات المستقبل ، تدحرج خلفه على سُلم المنزل المتهالك ، فملأ جيوبه الخاوية إلا من بعض فلول النقود ، كانت آخر ما تبقى له من حصاد عمله الأخير ،يلتصق بصره بالحجارة السوداء من تحت قدميه ،ينقع رؤوس الموجودات حوله في نفس الصبغة ؛ الشيخ الكالح ، الطفل الصغير ، البيوت القصيرة ، المحال الضيقة المتراصة ، حتى السماء من فوقه ، كانت ظلاماً في وسط النهار ، مازال يراه ... رآه من حوله منذ أمد بعيد ،تتدلى فوقه أحبال المسابح الفسفورية ، الفوانيس الملونة ،التماثيل الرخامية ، الجنون المحفور على الأطباق النحاسية ، لم تعد هذه الأصنام تُدر عليه فائدة يأملها ، مهما قدم لها من قرابين .
طُرق السفر ترصف نفسها أمام أفكاره ، حاول أبوه مراراً ، وتكراراً أن يعترض سيرها ؛ لكنه عاد صفر يدين ،توسله كثيراً بهرم العمر ، بضعفه الذي فقأ قوة جسده ، لكن تمرده أبَى أن يخفض له جناح الرحمة ؛ فصب عليه حجارة أسقطها من قلبه ، صفع خلفه الباب طريداً حيث لاهدف يأويه ، خاض ثورته تحت أضواء اللهب المتسللة من الورش الصغيرة، أبخرة القصدير المنصهر تستمريء أنفاسه ، صيحات النحاس المطروق تهز أطراف أنامله ، توقف أمام محل أبيه الموصود ،قصفه بمدافع الآلام التي تحاصره ،هرب من السلطان الموروث إلى فلول النقود المعدنية بأعماق جيبه ، تمعن في الصور المنقوشة على وجهيها ، أطاح بها لتنطلق في الهواء ، انقضت عليها أصابعه قبل الهروب ، انغمس في البحيرة بقارب السير ، ألقاه على محطة القطار يتنسم زحام الرحيل ، على مقعد بعيد ارتمى بجسده ، يعُد تلك الوجوه على عملات النقود ، لا تملك له الحق في شراء ورقة للرحيل ، يعيد عدها من جديد ، يطيح بها في الهواء ، تلتهمها أصابعه قبل السقوط ، صوت يتسلل إليه من جوار نافذة الأوراق ، فتاة شقراء تحاول جذب الحديث من عامل النظافة ، لا يفهم لغتها ، لا تفهم لغته ، نأى عنها إلى خُرجه الممتلئ ببقايا البشر ، علمه أبوه ما تقول كي يقرأ عليهم لغة التماثيل المنحوتة على الجدران ، تحولت إلى صبي صغير ، يطوف بزجاجات المياه الغازية حول المنتظرين ، هَمّ بفتح زجاجة مم يبيع ، ليس هذا ما تريد ،رمى إليها ظهر كفه المبلل،أعرض نحو الدلو المخلوط بالزجاجات ،وقطع الثلج .
قام من مقعده إلى ركن احتلته لإشعال السيجار ، ألقى تحيتها ، ردت عليه التحية كأنها عثرت على كنز الدنيا ، قبل أن تسترسل في الطلب المُجهَد ، مد يده طالباً قيمة التذكرة التي تريدها، أخرجت حقيبة صغيرة من بين أشيائها ، جذبت منها وريقات من عملة بلاده ، سحبها من بين أصابعها ، اتجه صوب نافذة التذاكر ، جال الموظف حول ملامحه ، أبدله أوراق النقود بتذكرة للسفر ، عاد إلى الركن المعبأ بدخان السجائر ، استقبلته بهالات الثناء ، مخرجة ورقة من نقود بلادها ، قدمتها إليه على ابتسامة مستديرة ، رفض استقبالها على طاولته العربية ، بعد إصرار حولَ سعادتها لمسخ من الدهشة ، سألته عن رفضه المقابل لما قدم لها ،فقد ساعدها على الهروب من الرسوم الزائدة التي تُفرض على تعاملات الأجانب ، وهم لديهم لكل خدمة مقابل ، لولا أنها تنتظر الرحيل لقدمت له الثمن بطريقتها الخاصة ، هزّ رأسه بلآت تلقائية مع راحة يده اليمنى ،تراجع حيث كان يجلس ، لم تسقط نظراتها عنه حتى حملها القطار ، وقف يودع صوره المطبوعة على أدبار العربات المنسحبة ، أمسك بنقوده المعدنية ، تحسس النقوش البارزة، أطاح بها لأعلى ، ضمتها أصابعه قبل السقوط ، عاد من حيث أتى .

محمد سامي البوهي

محمد إبراهيم الحريري
01-03-2007, 05:06 PM
الأخ محمد سامي البوهي ، تحية طيبة
نقوش تحمل التاريخ إلى مرابض آهاتنا ، نحزن لامتلائها بصدأ الرحيل عبر الأزمنة ، وتبقى تئن في جيوبنا ، تحاول الانطلاق في آفاق الآتي ، لكن تقبض عليها أصابعنا بإصرار ، فتمتلك من جديد قبل تمردها على قبضة الزمن ، تشبع فضول الملكية حينا ، وحينا لا تساوي قيمة تذكرة ، أو هروب من مصاهر البطش ، لتكون في زاوية الحرص ، منطفئة القناديل إلا من مرور نور عليها ينطلق أملا في بعض مراحل التاريخ ، منها تلتهب المشاعر وتتبدل الإحساسات ، فتبتسم لوجه أجنبية شقراء تشق غيوم القهر بالتفاتة تدور معها شبابيك الزمن من اتجاه الحياة الكالحة إلى جهة نسيان تجهم وجه أب .
دمت أخي الحبيب
شكرا لك
كنت هنا
محمد

ضحى بوترعة
02-03-2007, 01:53 AM
الاخ العزيز محمد سامي

سلم قلمك القصصي قصة رائعة لما فيها من دقة في تصوير المشاهد والغوص في اعماق
الابطال كلما قرات قصة لك اكتشف مدى عمق قلمك وسعة ثقافتك المستمدة من الواقع
والاسطورة والتحليل النفسي .....شكرا لك
دمت مبدع متألق

محمد سامي البوهي
02-03-2007, 08:21 AM
السلام عليكم ورحمة الله

الشاعر الأديب

الأستاذ / محمد الحريري

مرحباً بنقوشك التي شرفت بها بين هذه الحروف المتواضعة ، كي تحفر بقلبي معان عميقة ، لا يعلمها إلا الله .

أشكرك

مودتي

د. محمد حسن السمان
02-03-2007, 09:02 AM
سلام الـلـه عليكم
الأخ الغالي الأديب القاص محمد سامي البوهي

لقد قرأت قصة " نقوش باقية " , ودخلت عالمك منتشيا , رأيت ملامحك القصّية ,
رأيت بصمتك الأدبية , شعرت بالابداع المرسوم عند كل انحناءة وخط , وقررت بعد
تأمل وتفكير , أن لابد لي من عودة للدخول إلى عالم النقوش الباقية مرة أخرى ,
واعتبر نفسي قد حجزت مكانا بين المتذوقين لفنك , ممن يشي بالاعجاب , وممن يدخرّه
لك في نفسه , وأنا بينهم .
تقبل تقديري العالي .

أخوكم
السمان

محمد سامي البوهي
02-03-2007, 05:07 PM
الأستاذة الأديبة / ضحى

الواقع هو أسطورتنا الحقيقية التي نعيشها ، نحلم بها حلماً حقيقياً ، لا دخل لنا في مجرياته ، إلا هنا ، بالعصا السحرية نلون ، ونطوف ، وتحرك .... شكراً لمرورك

جوتيار تمر
02-03-2007, 09:49 PM
البوهي الرائع...
وجدت نفسي تغوص في تفكير عميق وانا اقرأ نصك هذا..وكأنك تعمدت في أن تدخلي في هذه المتاهة..ىنك مسبقا تعلم باني لاادع نصوصك تمر دون ان اغوص فيها...؟
وجدتني احيد بمسار السفينة..وانزل اشرعتها لتسير على هواها وليس على هواي...لكنها في النهاية رست على هذه الكلمات التي لااعلم من اين أتت..واين منبعها..وحتى لغتها اجهلها.
هوية المرء في فكر وذهن الكثيرين تتمثل بالاصالة والانتماء الى تلك الاصالة الموروثة التي تتناقلها الاجيال..وهم بذلك يضعون شمعا احمرا على اي تجدد لها من حيث الاصول..وقد لانختلف معهم في ذلك..لكن يبقى السؤال الذي يثير نفسه هل الاصالة وحدها الان تكفي لتعطي حقيقة وجودنا لذواتنا اولا ومن ثم تقدمه للاخرين..؟
الانتماء التاريخي...اصبح بلا شك هو الانتماء الانساني الابرز في وجود الشرقيين بصورة عامة والعرب بصورة خاصة.. واصبح الانسان منا في الشرق ينظر الى هذا الانتماء وكأنه الهدف الاسمى لوجوده..وانه اذا لم يجد هذا الانتماء انما اصبح ممزقا وعرضة للتمزق والضياع والقلق، ثم السقوط في مهب التيارات العاصفة،تقذف به كيفما تشاء وهي بالطبع نتيجة حتمية لهذا التمزق..لذا فهو يبدأ من نعومة اظافره بربط اصول وجوده وتقدمه باصوله المعرفية والفكرية والتاريخية فيخلق بذلك كما هائلا من الدوائر الانتمائية التي تبقيها الى الابد ضمن حدود توهمه بانها الابرز في وجوده..مه انه قد يلاقي افقا اوسع اذا ما فكر بطريقة افضل..حتى لايتحول هذا الموروث الكبير الى مجرد صنم يتحجر عقله امامه..او يبقى ابد الدهر يحرق البخور له.. ناسيا او متجاهلا بان التراث حركة متجددة مشعة ومضيئة في الاجيال هذا اذا تخلص من قوقعته.
ولعل الخوف من مواجهة الاخر من اهم اسباب هذا التقوقع الذاتي ومن ثم الاجتماعي...؟
المهم ايها الرائع...انا دائما احيد بنصوصك الى ما اريد انا وليس ما تريده انت...فاغفر لي .
حتى لاانسى..انني استمتعت في طرح فكرة الخدمة بمقابل لانها اشارة واضحة الى نمط الحياة الاجتماعية السائدة في تلك البلاد..وكذلك على نمط التفكير..تفكير الانسان هناك...بعكس ما غرسه مفاهيمنا الشرقية..والتي احيانا تقضي بتقديم الذات من اجل احياء ذات..؟
تقديري لك ومحبتي
جوتيار

محمد سامي البوهي
03-03-2007, 12:01 AM
السلام عليكم ورحمة الله

أخي الحبيب الغالي
الدكتور / محمد حسن السمان

كم يبهجني حضورك بين حروفي ، وكم أتعلم منك الرقة ، واتعلم منك الحبكة ، والذكاء الاجتماعي ، أنتظرك بكل ما أتاني من شغف .

محمد

محمد سامي البوهي
05-03-2007, 05:25 PM
السلام عليكم ورحمة الله

أخي الأديب المتنوع / جوتيار

كم أشكر تواجدك الدائم بين نصوصي المتواضعة ، فطرق قد تشد رحالها عبر الأنفس المتآلفة ، كي تمنحها بعضاً من نور لفك طلاسمها .

دمت بخير

حوراء آل بورنو
05-03-2007, 06:01 PM
تكمن بارعة الكاتب متى سحبك من كل العوالم حولك إلى عالم قصته وحدها !
و هكذا فعلت .

الأخ الفاضل
هو استفسار - إن كان فيه بعض نقد - حول تلك الصور المتلاحقة تلاحقاً يتعب الأنفاس في تفسير الوقائع ؛ ما أقصده أن قصصك تكثر فيها تلك التشبيهات و الاستعارات بشكل متلاحق يرهق في بعض أحاين ، فهلا فسرت لي السر وراء ذلك .

تقديري .

سحر الليالي
05-03-2007, 09:27 PM
المبدع "محمد البوهي ":

قصتك أمتعت ذائقتي ..
دوما لقصصك نكهة مختلفة تتميز بالروعة

سلمت ودام ابداعك
تقبل خالص تقديري وباقة ورد

وفاء شوكت خضر
06-03-2007, 02:55 AM
الأديب القاص / سامي البوهي ...

قصة تحاكي الأوضاع الصعبة التي يعيشها أصحاب الحرف اليدوية الموروثة ، والفقر ، والهروب الييائس لبطل قصتك من عالمه الذي ضاق به ..
لكنه لا يستطيع الفرار ، فما يملكه من مال لا يكفي لتذكرة العبور لشاطئ الحلم ، ويلتقي بمن تمنحه بطاقة العبور ، لكن أبت نفسه أن يكون في هذا الموقف الوضيع ..
لعل ما فهمته من القصه أن بطلك يعمل في بيع الفوانيس والمسابح التي تصنع يدويا لتباع للسواح الأجانب خاصة ، والتي تمثل جزء من تاراث الوطن .
ولكن ضيق الحال ، والتطلع لما هو أفضل كان هاجس بطلك الذي سد السمع عن توسلات الأب الشيخ وأغلق البصر عن ملامحه المتألمة ، ضاربا بتوسلاته عرض الحائط في محاولة لتحقيق الذات وما هو أفضل ، تخلى عن كل شيء في سبيل لا شيء ، ليعود إدراجه حيث أتى ، فقد آثر أن يحتفظ بكرامته على أن يبيعها بتذكرة تحمله لعالم ليس آمن ... فما هو إلا عالم حلم .

رغم الصور الكثيرة والرمزية العميقى ، إلا أن لك أسلوبك المميز في كتابة القصة ، وكأنه طابع غير قابل للتقليد .

تحيتي وتقديري

محمد سامي البوهي
06-03-2007, 07:27 PM
تكمن بارعة الكاتب متى سحبك من كل العوالم حولك إلى عالم قصته وحدها !
و هكذا فعلت .
الأخ الفاضل
هو استفسار - إن كان فيه بعض نقد - حول تلك الصور المتلاحقة تلاحقاً يتعب الأنفاس في تفسير الوقائع ؛ ما أقصده أن قصصك تكثر فيها تلك التشبيهات و الاستعارات بشكل متلاحق يرهق في بعض أحاين ، فهلا فسرت لي السر وراء ذلك .
تقديري .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الاخت الأديبة الكريمة / حوراء
أشكر فيك هذا التدرج النقدي ، وهذا إن دل فإنه يدل على شخصية أدبية واعية .
أما عن التلاحق فهو نوع من مشاركة القارىء للحالة في النص ، وهذا ما يسمى في عالم السينما بالسينما الناقلة ، وهي السينما التي لا تعتمد التلقي فقط للمشاهد ، بل ترنو إلى المشاركة النفسية الوجدانية للمشاهد ، وقد استخدم ذلك أيضاً في ألعاب (الفديو جيم ) للاطفال ، حيث ان هناك نوعاً من الالعاب يدخل الطفل داخل أحداث اللعبة بنوع من التقنية الحديثة، وقياساً على هذا أحاول كتابة هذه النصوص المتواضعة ، التي تعتمد على الرسم الحركي بالأفعال عوضاً عن شاشة العرض ، في محاولة لجذب القاريء ، وفصله حدثياً عن الواقع الخارجي ، دخولاً بين أفياء النص ، ولذلك تعمدت العزف على الوتر النفسي ، اعتماداً على لغة قصة تيار الوعي .
مجرد محاولة .
أشكر مرورك وتواجدك ، وسؤالك الذي اتاح لي فرصة هذا التفسير .
تحيتي

محمد سامي البوهي
13-03-2007, 03:05 PM
المبدع "محمد البوهي ":
قصتك أمتعت ذائقتي ..
دوما لقصصك نكهة مختلفة تتميز بالروعة
سلمت ودام ابداعك
تقبل خالص تقديري وباقة ورد

السلام عليكم ورحمة الله

الأستاذة الأخت الكريمة / سحر الليالي

كم هو جميل نشاطك هذاالدائم ، يا فراشة الواحة ، وأحمد الله أن هذه القصة قد نالت اعجابك .

محمد سامي البوهي
15-03-2007, 08:24 AM
أختي الكريمة

الأديبة القديرة / وفاء

أشكر روحك الطيبة التي تدخل فتنشر شذاها بحجرات بيوتنا ، تحليل مفند ، قراءة أخرى أعيدها داخل عقلي ، أستعير منها ملء الفراغات بين السطور .

تقديري

محمد سامي البوهي
22-03-2007, 08:19 PM
الأخ محمد سامي البوهي ، تحية طيبة
نقوش تحمل التاريخ إلى مرابض آهاتنا ، نحزن لامتلائها بصدأ الرحيل عبر الأزمنة ، وتبقى تئن في جيوبنا ، تحاول الانطلاق في آفاق الآتي ، لكن تقبض عليها أصابعنا بإصرار ، فتمتلك من جديد قبل تمردها على قبضة الزمن ، تشبع فضول الملكية حينا ، وحينا لا تساوي قيمة تذكرة ، أو هروب من مصاهر البطش ، لتكون في زاوية الحرص ، منطفئة القناديل إلا من مرور نور عليها ينطلق أملا في بعض مراحل التاريخ ، منها تلتهب المشاعر وتتبدل الإحساسات ، فتبتسم لوجه أجنبية شقراء تشق غيوم القهر بالتفاتة تدور معها شبابيك الزمن من اتجاه الحياة الكالحة إلى جهة نسيان تجهم وجه أب .
دمت أخي الحبيب
شكرا لك
كنت هنا
محمد

السلام عليكم ورحمة الله

الشاعر الأديب

الأستاذ / محمد الحريري

مرحباً بنقوشك التي شرفت بها بين هذه الحروف المتواضعة ، كي تحفر بقلبي معان عميقة ، لا يعلمها إلا الله .

أشكرك

مودتي

جيهان عبد العزيز
25-03-2007, 07:30 PM
الصديق المبدع " محمد البوهي "
أعجبني بقاء النقوش وصمودها رغم محاولة صاحبها الفرار منها ، ربما لتثبت تلك النقوش أنها أقوى و أكثر رسوخا وثباتا من محاولات كاذبة للفرار ، اقرأ معي تلك العبارات :

، مازال يراه ... رآه من حوله منذ أمد بعيد ،تتدلى فوقه أحبال المسابح الفسفورية ، الفوانيس الملونة ،التماثيل الرخامية ، الجنون المحفور على الأطباق النحاسية ،
فالنقوش إنما حفرت واتخذت مكانها بالأعماق لتبقى ، تلك هي الفكرة ، وقد أجدت في التعبير عنها بداية من اختيار العنوان الدال ، ثم باللغة و الصور البسيطة المعبرة ، والعبارات الدقيقة .
مازالت هناك آثار للغة الغنائية القديمة التي تعودت عليها ‘ في قصصك السابقة ، تلك الحافلة بالوصف والتشبيه البليغ _ لكنها آثار قليلة أتمنى ان تفلح في التخلص منها قريبا .
القصة تحملنا معها بيسر وانسياب حتى نصل إلى النهاية .

وقف يودع صوره المطبوعة على أدبار العربات المنسحبة ، أمسك بنقوده المعدنية ، تحسس النقوش البارزة، أطاح بها لأعلى ، ضمتها أصابعه قبل السقوط ، عاد من حيث أتى .
تحياتي
جيهان عبد العزيز

محمد سامي البوهي
17-04-2007, 10:54 PM
الصديق المبدع " محمد البوهي "
أعجبني بقاء النقوش وصمودها رغم محاولة صاحبها الفرار منها ، ربما لتثبت تلك النقوش أنها أقوى و أكثر رسوخا وثباتا من محاولات كاذبة للفرار ، اقرأ معي تلك العبارات :

، مازال يراه ... رآه من حوله منذ أمد بعيد ،تتدلى فوقه أحبال المسابح الفسفورية ، الفوانيس الملونة ،التماثيل الرخامية ، الجنون المحفور على الأطباق النحاسية ،
فالنقوش إنما حفرت واتخذت مكانها بالأعماق لتبقى ، تلك هي الفكرة ، وقد أجدت في التعبير عنها بداية من اختيار العنوان الدال ، ثم باللغة و الصور البسيطة المعبرة ، والعبارات الدقيقة .
مازالت هناك آثار للغة الغنائية القديمة التي تعودت عليها ‘ في قصصك السابقة ، تلك الحافلة بالوصف والتشبيه البليغ _ لكنها آثار قليلة أتمنى ان تفلح في التخلص منها قريبا .
القصة تحملنا معها بيسر وانسياب حتى نصل إلى النهاية .

وقف يودع صوره المطبوعة على أدبار العربات المنسحبة ، أمسك بنقوده المعدنية ، تحسس النقوش البارزة، أطاح بها لأعلى ، ضمتها أصابعه قبل السقوط ، عاد من حيث أتى .
تحياتي
جيهان عبد العزيز

الأستاذة
الزميلة القاصة الرائعة/ جيهان عبد العزيز
تعلمين جيداً أنني أعلم مدى ثقافتك وإطلاعك الغزير ، و هذا يبرر اهتمامي برأيك الواعي ، و وجهة نظرك التى لا تأتي من فراغ .
تقديري .

محمد