تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : برائحة الحنَّاء



بثينة محمود
02-03-2007, 01:23 AM
حملتنى اللوحة المرسومة بالجواش على الورق إلى تتبع تلال الألوان والحركات الساكنة لشبه الأجساد أمامى ومع الانحناءات المعتادة بهتت دهشتى ثم عادت الوانها للسطوع عندما ملأ اللون البنى للشعرالمتناثر الطويل كل حواسى،حرت كثيرا فى قطعة من جسد تسكن ركنا قصيا من اللوحة، تتبعت تكورها وسكونها الغريب ورأيتها قطعة إثم صغير غائم الوجود

لفحتنى حرارة مجهولة المصدر وأنا رافعة الرأس فى سكون أتأمل التفاصيل ملياً ، أطبقت جفونى لأختزن المزيد من التفاصيل فتسللت عبر مسامى رائحة الحناء، ,وقادتنى لرؤية تلك الوردات المرسومة بعناية وتلك الفراشات المحلقة بعيداً

رأيتها فى تلك اللحظة تحيطها الوسائد الوردية على فراشها الناعم الأشعث ويد خشنة سمراء ترسم بالحناء وردات بنية اللون على الكعب الوردى فتمنحه لوناً قاتماً قاسياً

تطلعت إليها بعد ذلك وهى فى ثوبها الأبيض المطرز ، تطلعت إليها من بعيد وبدأت أسبح بين تيارات البشر المتلاصقة التى تفصلنى عنها ، كانت لؤلؤة فى محارة ، تلتمع عيناها بسعادة غامرة، لطالما كانت الحناء رمز لبدايات الفرحة المنتظرة، مددت يداً لأصافحها فهالنى مرأى الفراشات الميتة تحيطها الوردات المرسومة بعناية على كفها البض، سحبت يدى من بين يديها برفق محاذرة أن تصحو فراشاتها أو تحلق بعيداً، بحثت بعينى عن قطعة الجسد فى الركن القصى كالإثم الصغير، لكنها اختفت

فضولى هو ما دفعنى يوماً لأمد يداً للسمراء شديدة السمرة لتطبع عليها وردات محفوظة الشكل، حاصرتها بأسئلتى فأجابتنى بابتسامة تخفيها بين شلالات شعرها الغجرى وقرطها المتدلى من الانف الصغير، خشونة اليد السمراء تؤلمنى، لكنى أدع الألم يقتحمنى أملاً فى بدايات السعادة المنتظرة، الرائحة البنية تنتشر من حولى فى كل مكان

أقبض على كفى وارقب الوردات كل حين، أخشاها، لكنى أدرك ما فعلت ، أنام لأصحو كل يوم وقد بهتت الألوان وتبدد الأمل شيئاً فشيئاً
رائحة الحناء المنبعثة فى خيالى آخذة فى الابتعاد ، بينما عيناى تعيدان تتبع الانحناءات الكثيرة فى شبه الأجساد أمامى

وفاء شوكت خضر
02-03-2007, 02:32 AM
سنبلة ..

قصة حركت مشاعري ، ولم أكن أتوقع هذا السرد الرائع ، ليس اجحافا ولا استخفافا لنصك ، ولكن ربما لكثرة ما مررت على نصوص تابعتاها فاختلطت على المشاعر والكلمات ..
هنا وجدتني أستعيد تركيزي مرة أخرى .. أتابع الصور الرائعة ، والأسلوب الدقيق الرقيق في السرد ، حتى لكأن رائحة الحناء نفذت إلى حاسة الشم عندي ، وكأني أرى تلك الورود والفراشات .. واللون البني الذي بدأ يبهت ..

أسجل إعجابي ..
فنجاح القصة يكون حين تسلبي المتلقي كل حواسه ليعيش بحوسك التي نقشتها حروفا على السطور .

تقديري للنص وصاحبة النص .
تحيتي .

جوتيار تمر
02-03-2007, 09:44 PM
سنبلة..
امتزجت الالوان في البداية برفق..لكنها في مضامينها ومدلولاتها الضمنية..تثير الكثير من التساؤلات...التي تريد ان تصل الى اجابات تمنعها من اثارة المزيد..اجابات تقنعها لا توهمها بالبقاء..تلك القطعة التي غرست في ذلك الركن..والمتمثلة بالاثم..على لوحة هائمة في الرقة والانحناءات الوجدانية الرقيقة من سمراء وشعر غجري وفراشات وابتسامة...انها كلها بلا شك مادة سائغة للوحة تهيش هائمة مطرزة جميلة تبعث السكينة في الوجد..لكن تلك القطعة الغريبة التي غرست في ذلك الركن الاثم ذاك يبعث القلق..لان مادة الصفاء في الوجود اصبحت محدودة..لاتقاوم مد اللاصفاء..بل اصبحت متقوقعة على نفسها تخشى احيانا كثيرة رفع راسها لانها خجلة من ذاتها ومن ما آلت اليه امور الخلق في وقتنا..ام طبيعة الاثم..مادتها.. لزجة.. عنيفة...ما ان تلتصق بشء حتى تذيقه انواع واصناف من الويل والعذاب ويغرس فيه المزيد من القلق والخوف ومن ثم الخضوع والانصياع.. انها مادة تتمدد بتمدد الزمن ورخاء الحياة وتنطوي على ذاتها كلما داهمها شيء من خارجها وتبقى صامتة لحين تجد ثغرة فتهيج وتنتفض وتغرس وتخرج الاصول من دوائرها..ويصبح كل شيء في الوجود مجرد شيء او..لا...لا...شبه شيء.

تقديري ومحبتي لك
جوتيار

معاذ الديري
02-03-2007, 10:30 PM
اهلا بمواسمك ..
مر وقت طويل ..

تحيات صيفية .

سحر الليالي
02-03-2007, 11:21 PM
جميلة يا سنبلة

سعدت بقراءتها

دمت مبدعة
ولك خالص ودي وألف ياسمينة

الصباح الخالدي
07-03-2007, 11:17 AM
سنبلة متخمة بالحب الناضج الجميل
بورك القلم

د. سمير العمري
08-03-2007, 08:06 PM
أهلاً بك سنبلة الخير من جديد في أفياء الواحة الغراء.

نص وجدته أقرب للبوح الوجداني وإن انتهج السردية كعنصر أدائي.

لا يزال لحرفك ذات الألق الجميل.


تقبلي التحية.