المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بين ..((الميم)) و ((الحاء))



مصطفى الجزار
04-03-2007, 07:10 PM
القصيدة عمودية.. ولكن بعض أبياتها كُتب بشكل منثور.



بين .. ((الميم)) و ((الحاء))


أَتَى يَطرُقُ البابَ ساعي البريدِ
يُنادي علينا بأعلى نِدَاءْ
يقولُ: "خِطابٌ أتى فَخُذُوهُ،
ولِي حاجةٌ تَسْتَحِقُّ القَضَاءْ..
أُريدُ الـ (حَلاوةَ) إنْ كانَ خيراً
وإلاّ... فلا أستحقُّ الجزاءْ
*****
تَسَلّمتُهُ منه..
ثم مَدَدْتُ يداً نحوَ حافظتي في حَيَاءْ
وأخرجتُ منها جُنَيْهاً يتيماً
فصادَرَهُ ومَضَى في دُعاءْ
*****
أَخَذْتُ الخطابَ..
وبين يدَيَّ أُقَلِّبُهُ
لأرى كيف جاءْ،
ومَن هو مُرْسِلُهُ في بَريدي
فخُضْتُ بحوراً بغيرِ اهتداءْ
ولم أرَ فوقَ الغلافِ سوى اسمي
فوجَّهتُ عينيَّ نحوَ السماءْ
وقلتُ: أُخَمِّنُ.. هل هو عَمّي؟
أَشُكُّ؛ فعمّي يعاني الثراءْ
تَغيَّرَ مِن عَيشِهِ في أُوربّا
فأصبحَ فَظّاً قليلَ الوفاءْ
........
فقلتُ: ابنُ خالي..
يُطَمْئِنُ قلبي عليه.. ويَطلُبُ منّي اللقاءْ
ولكنّني لا أظنّ ابنَ خالي؛
فخالي يكِنّ لأُمّي العَدَاءْ..!
........
فهل هي أُختي التي قد توارَتْ مع الزوجِ
في رحلةٍ للعَنَاءْ؟
ولكنّها مُنْذُ أنْ فارقَتْنا
تناسَتْ.. وهَدَّتْ قُصورَ الإخاءْ
فقلتُ:
ومالي أُخَمِّنُ هذا وذاك وتلك... بغيرِ انتهاءْ؟!
سأفتحُ هذا الخطابَ الغريبَ
ودائي.. سأحسِمُهُ بالدواءْ
......
فتحتُ الخطابَ، وحدَّقتُ فيهِ
وجدتُ حُروفاً بلونِ الدماءْ
يقولُ الخطابُ:
إليكمْ جميعاً
بعثتُ ندائي
فَلَبُّوا النداءْ
أنا الطفلُ في القدسِ
أحيا لأرضي
وأغزِلُ أثوابَها بالفِداءْ
أيا شاعرَ القدسِ... هذا خطابي
فأَبْلِغْهُ حتى عَنَان السماءْ
وقُل إنّنا في فلسطينَ.. نمضي
يُعَانِقُنا الموتُ والكبرياءْ
وأَبْلِغْ دُعاة السلامِ بأنّا
سَئِمْنا وعودَ السلامِ الهَبَاءْ
ولسنا نُريدُ (سلاماً) بـ (مِيمٍ)
ولكنْ نُريدُ (سلاماً)..... بـ (حَاءْ)
*****

إكرامي قورة
04-03-2007, 07:17 PM
الله الله الله

رااااااااااااااااااااائع يا أبا عمر

لا تفلت من يديك خيوط التشويق مهما طالت القصيدة
ما أجمل مسرحك الشعري وتناولك الأخاذ

سلمت يا شاعر القدس

وربما أذن الله لأخيك بعودة

عبدالملك الخديدي
04-03-2007, 07:28 PM
الله الله .. أيها الشاعر المبدع
نريد سلاحاًً
نريد سلاحاً
فلا ينفع مع الظالم غير السلاح
وما ينفع للظالمين السلام بدون ( حا )
قراءة أولى في رائعتك القدسية.
تقبل التحية

مهند حجازي
04-03-2007, 07:29 PM
و لن ينفعنا سوى الحاء....
أي سلام يزعمون لا يوجد قانون في العالم يطالب المعتدى عليه بأن يصالح المعتدي،
اللص لا بد من معاقبته لا مصالحته.........هذا هو العدل الذي يرفضه العالم الظالم ....
الشاعر الكبير مصطفى : لا حدود لإبداعك....
دمت و سلمت

حمدى ليلة
04-03-2007, 07:44 PM
أخى مصطفى الجزار












تقبل تحياتى

سلطان السبهان
04-03-2007, 08:39 PM
مصطفى الجزار
لاتتركنا دوما إلا لترسم الدموع من جديد بالصدق الذي
يقتلنا ويهزنا

هذه رائعة بديعة لاحرمت اجرها

ماجد الغامدي
04-03-2007, 09:06 PM
قصيدة رائعة وفكرةٌ بديعة جمعت الكثير من مواجع الحياة وقد صغتها بإقتدار لتصل للمرمى ..

يقول أُستاذنا الدكتور الأديب جابر قميحه

وأنَّ السلمَ كالتسليمِ
نرفضهُ ونأباه

إلى قوله
فيا عجباً لهذا الطفلِ
كالصاروخِ يُمناهُ !!


لك الإعجاب والتحية أيها المبدع

د. عمر جلال الدين هزاع
05-03-2007, 12:54 AM
بل هي بين الميم ( يا مصطفى ) و الجيم ( يا جزار )
لأنها فريدة من نوع خاص
أبدعت
..
فلك مزيد من الإعجاب

نهر التسنيم
05-03-2007, 02:22 AM
أيــها الشاعر ذو المشــاعر

قوافيك تستعـــر بداخــــلي .. لم تترك سلامـاً أو وئام .. طلَبــتْ سلاحـــاً فخلّفت دماراً وحطام


مــــ ن روعـــــتـــــهـــــا ،،

ليلك ناصر
05-03-2007, 03:36 AM
أخي الرائع .. مصطفى الجزار ..

قصيدتك رائعة بحق .. أعجبتني كثيرا و قرأتها بكل سرور

أسجل إعجابي الشديد ..

وفقك الله و حماك ..

لك فائق احترامي وتقديري

د. سمير العمري
05-03-2007, 03:48 PM
وقفت هنا أتأمل شعرك الذي يحمل وصف السهل الممتنع ، وبين فكرك السامق الذي شدني بروع وروعة حتى وجدتني أنبهر بما كان فيه.

للتثبيت تقديراً.

ووعد مني أن أعود في وقت غير بعيد لأتناول هذا النص تناولاً نقدياً وافياً هو الأول لي.



تحياتي

عدنان أحمد البحيصي
05-03-2007, 03:53 PM
انها الحكمة قد برزت في زين أثوابها تنطق بها كلماتك ايها الأبي

شكراً لك

تركي عبدالغني
05-03-2007, 04:00 PM
لقد أبدعت

تحية لقلم رائع

وبوركت والوطن

حوراء آل بورنو
05-03-2007, 05:11 PM
لا فض الله فاك أيها الشاعر الرائع .

تقديري .. بل كل تقديري .

هشام الشربيني
05-03-2007, 06:15 PM
تقتلني شوقا دائما إلى الخاتمة .. وتعبث بي حتى أغضبَ منكَ فإذا بي ألتقمك في أحضاني ..
إنه الإبداع والعبقرية .. أو بصيغة أخرى : إنه مصطفى الجزار ..
الحب كله يا من هو قليل عليك ..

نادية حسين
05-03-2007, 09:59 PM
شاعرنا المعطاء

مصطفى الجزار

اسعد الله اوقاتكم بكل خير

اتيت هنا

وكنت اعرف انني سأجد الابداع

الله الله ياشاعر القضايا الساخنه

ابدعت ورب البيت

قل في هذه الدنيا الخير .. ومن اين تأتي الرسائل . فكل ماذكرته صحيح .. وليس فيه جديد

الا للذكرى .. علها تنفع المؤمنين

ويبقي الصوت الاقوى

صوت

آتي

من هناك .. وكان بيت القصيد

هنا


ولسنا نُريدُ (سلاماً) بـ (مِيمٍ)
ولكنْ نُريدُ (سلاماً)..... بـ (حَاءْ)

دمت كما انت

رائع ايها الشاعر

وجزاك الله خيرا

سلام

مجذوب العيد المشراوي
05-03-2007, 10:43 PM
مصطى نص شيق وروح أبية .

أتابعك دوما أيها الشاعر المجيد .

درهم جباري
06-03-2007, 07:47 AM
نعم أيها الحبيب الغالي / مصطفى ..

نحن نرفض السلام بمذلة ونريده بحرية

سلم الله قلبك النابض بالخير وقلمك الصايغ إبداعا

لقد والله صورت الجرح وجئت بالبلسم

فلك منا الحب والتقدير ، ولأطفال القدس وبغداد النصر والتمكين من رب العالمين .

إدريس الشعشوعي
06-03-2007, 11:51 AM
ما شاء الله ايها الشاعر الملهم

رائعة قصيدتك .. و هي في نهايتها مذهلة ، و فكرتها ملهمة .. مبدع مذهل بارك الله فيك

دم مبدعا .. تحياتي

محمد إبراهيم الحريري
06-03-2007, 05:01 PM
الأخ الشاعر مصطفى ، تحية طيبة
فكرة رائعة ، وحوار داخلي يصل بنا بعد حل العقدة الدهشة لبيان المقصود بطريقة درامية تطبع بسمة الرضا على شفة القرار
تحيات أخ

مصطفى الجزار
06-03-2007, 06:36 PM
الله الله الله
رااااااااااااااااااااائع يا أبا عمر
لا تفلت من يديك خيوط التشويق مهما طالت القصيدة
ما أجمل مسرحك الشعري وتناولك الأخاذ
سلمت يا شاعر القدس
وربما أذن الله لأخيك بعودة

أخي المبدع/ د. إكرامي قورة

أول عين تمر بكلمات المتواضعة هي عين أخٍ وصديقٍ أعتز وأفخر به وأحبه في الله حباً فوق الحد.

أشكرك على أنك أول من عانق كلماتي واحتضنها بحروفه الرائعة الرائقة التي أسعد بها دائماً.

دام أخاؤك وإبداعك يا أخي.

تحياتي وتقديري

مصطفى الجزار
06-03-2007, 10:49 PM
الله الله .. أيها الشاعر المبدع
نريد سلاحاًً
نريد سلاحاً
فلا ينفع مع الظالم غير السلاح
وما ينفع للظالمين السلام بدون ( حا )
قراءة أولى في رائعتك القدسية.
تقبل التحية

أخي المبدع/ عبد الملك الخديدي

نعم يا أخي... نريد سلاحاً لنصنع به سلاماً حقيقياً.

تحياتي لك ولمرورك الكريم.

خميس لطفي
07-03-2007, 04:16 AM
جميلٌ غناؤك يا مصطفى ............. ومختلفٌ عن غنا الشعراءْ
فبوركتَ من شاعرٍ ما لديهِ ......... شبيهٌ ، وبورك هذا الغناءْ .

الهام احمد سعد
07-03-2007, 09:49 PM
القصيدة عمودية.. ولكن بعض أبياتها كُتب بشكل منثور.


بين .. ((الميم)) و ((الحاء))
أَتَى يَطرُقُ البابَ ساعي البريدِ
يُنادي علينا بأعلى نِدَاءْ
يقولُ: "خِطابٌ أتى فَخُذُوهُ،
ولِي حاجةٌ تَسْتَحِقُّ القَضَاءْ..
أُريدُ الـ (حَلاوةَ) إنْ كانَ خيراً
وإلاّ... فلا أستحقُّ الجزاءْ
*****
تَسَلّمتُهُ منه..
ثم مَدَدْتُ يداً نحوَ حافظتي في حَيَاءْ
وأخرجتُ منها جُنَيْهاً يتيماً
فصادَرَهُ ومَضَى في دُعاءْ
*****
أَخَذْتُ الخطابَ..
وبين يدَيَّ أُقَلِّبُهُ
لأرى كيف جاءْ،
ومَن هو مُرْسِلُهُ في بَريدي
فخُضْتُ بحوراً بغيرِ اهتداءْ
ولم أرَ فوقَ الغلافِ سوى اسمي
فوجَّهتُ عينيَّ نحوَ السماءْ
وقلتُ: أُخَمِّنُ.. هل هو عَمّي؟
أَشُكُّ؛ فعمّي يعاني الثراءْ
تَغيَّرَ مِن عَيشِهِ في أُوربّا
فأصبحَ فَظّاً قليلَ الوفاءْ
........
فقلتُ: ابنُ خالي..
يُطَمْئِنُ قلبي عليه.. ويَطلُبُ منّي اللقاءْ
ولكنّني لا أظنّ ابنَ خالي؛
فخالي يكِنّ لأُمّي العَدَاءْ..!
........
فهل هي أُختي التي قد توارَتْ مع الزوجِ
في رحلةٍ للعَنَاءْ؟
ولكنّها مُنْذُ أنْ فارقَتْنا
تناسَتْ.. وهَدَّتْ قُصورَ الإخاءْ
فقلتُ:
ومالي أُخَمِّنُ هذا وذاك وتلك... بغيرِ انتهاءْ؟!
سأفتحُ هذا الخطابَ الغريبَ
ودائي.. سأحسِمُهُ بالدواءْ
......
فتحتُ الخطابَ، وحدَّقتُ فيهِ
وجدتُ حُروفاً بلونِ الدماءْ
يقولُ الخطابُ:
إليكمْ جميعاً
بعثتُ ندائي
فَلَبُّوا النداءْ
أنا الطفلُ في القدسِ
أحيا لأرضي
وأغزِلُ أثوابَها بالفِداءْ
أيا شاعرَ القدسِ... هذا خطابي
فأَبْلِغْهُ حتى عَنَان السماءْ
وقُل إنّنا في فلسطينَ.. نمضي
يُعَانِقُنا الموتُ والكبرياءْ
وأَبْلِغْ دُعاة السلامِ بأنّا
سَئِمْنا وعودَ السلامِ الهَبَاءْ
ولسنا نُريدُ (سلاماً) بـ (مِيمٍ)
ولكنْ نُريدُ (سلاماً)..... بـ (حَاءْ)
*****

علمـــت.... فشـــعرت.... فكـتبت ....فابدعت..... يا ابا عمر
وما اروع ما كتبت امتعتنا وستمتعنا بكل قصيدة او رائعة من راوئعك
ايها الشاعر الرائع تقبل ودى واععجابى برائعتك الشعرية

الهام احمد سعد

مصطفى الجزار
08-03-2007, 07:33 AM
و لن ينفعنا سوى الحاء....
أي سلام يزعمون لا يوجد قانون في العالم يطالب المعتدى عليه بأن يصالح المعتدي،
اللص لا بد من معاقبته لا مصالحته.........هذا هو العدل الذي يرفضه العالم الظالم ....
الشاعر الكبير مصطفى : لا حدود لإبداعك....
دمت و سلمت
أخي في الله/ مهند حجازي

بارك الله فيك وفي فكرك السامق الناضج.
نعم... هو السلام القوي.... لا السلام الضعيف.

تحياتي

مصطفى الجزار
08-03-2007, 07:39 AM
أخى مصطفى الجزار









تقبل تحياتى

أخي المبدع/ حمدي ليلة

رسالة الفارغة هذه أبلغ من أي تعليق.... بارك الله فيك.

وأشكرك على كلماتك التي قلتها ولم تقلها.

تحياتي

مصطفى الجزار
08-03-2007, 07:43 AM
مصطفى الجزار
لاتتركنا دوما إلا لترسم الدموع من جديد بالصدق الذي
يقتلنا ويهزنا
هذه رائعة بديعة لاحرمت اجرها

أخي المبدع/ سلطان السبهان

أشكرك على مرورك الكريم، وعلى كلماتك التي أسعدتني أيما سعادة.

بوركت أيها المبدع، ولا حرمني الله منك.

تحياتي وتقديري

مصطفى الجزار
08-03-2007, 07:47 AM
قصيدة رائعة وفكرةٌ بديعة جمعت الكثير من مواجع الحياة وقد صغتها بإقتدار لتصل للمرمى ..
يقول أُستاذنا الدكتور الأديب جابر قميحه
وأنَّ السلمَ كالتسليمِ
نرفضهُ ونأباه
إلى قوله
فيا عجباً لهذا الطفلِ
كالصاروخِ يُمناهُ !!
لك الإعجاب والتحية أيها المبدع

أخي المبدع الرقيق/ ماجد الغامدي

أشكرك أخي على مرورك الكريم، وعلى تعليقك الرائع، وعلى استشهادك بأستاذنا الفاضل الكبير، د. جابر قميحة.

تحياتي وتقديري

مصطفى الجزار
08-03-2007, 07:49 AM
بل هي بين الميم ( يا مصطفى ) و الجيم ( يا جزار )
لأنها فريدة من نوع خاص
أبدعت
..
فلك مزيد من الإعجاب

الأخ الفاضل/ د. عمر جلال الدين هزاع

هي لفتة جميلة منك، ومجاملة أشكرك عليها أخي الكريم.

بارك الله فيك وفي مرورك.

تحياتي وتقديري

مصطفى الجزار
08-03-2007, 07:51 AM
أيــها الشاعر ذو المشــاعر
قوافيك تستعـــر بداخــــلي .. لم تترك سلامـاً أو وئام .. طلَبــتْ سلاحـــاً فخلّفت دماراً وحطام
مــــ ن روعـــــتـــــهـــــا ،،

بارك الله فيك يا / نهر التسنيم

وأشكرك على مرورك الكريم.

تحياتي وتقديري

مصطفى الجزار
08-03-2007, 07:56 AM
أخي الرائع .. مصطفى الجزار ..
قصيدتك رائعة بحق .. أعجبتني كثيرا و قرأتها بكل سرور
أسجل إعجابي الشديد ..
وفقك الله و حماك ..
لك فائق احترامي وتقديري

الأخت الفاضلة المبدعة/ ليلك ناصر

أشكرك على مرورك الكريم، وعلى ثنائك على عملي المتواضع.

سعدت بمرورك حقاً.

تحياتي وتقديري واحترامي.

مصطفى الجزار
08-03-2007, 01:51 PM
وقفت هنا أتأمل شعرك الذي يحمل وصف السهل الممتنع ، وبين فكرك السامق الذي شدني بروع وروعة حتى وجدتني أنبهر بما كان فيه.
للتثبيت تقديراً.
ووعد مني أن أعود في وقت غير بعيد لأتناول هذا النص تناولاً نقدياً وافياً هو الأول لي.
تحياتي
أخي الحبيب/ د. سمير

أولاً: أشكرك على تفضّلك بتثبيت قصيدتي هذه، وأسأل الله أن يثبتك دائماً على الحق والخير.

وثانياً: شرف لي أن أكون أول من يرتشف من يراعك تناولاً نقدياً وافياً لعملي المتواضع هذا.

دمت لنا وللواحة راعياً وأخاً أكبر.

تحياتي وتقديري

مصطفى الجزار
08-03-2007, 01:55 PM
انها الحكمة قد برزت في زين أثوابها تنطق بها كلماتك ايها الأبي
شكراً لك

أخي الحبيب/ عدنان أحمد البحيصي

بارك الله فيك وفي مرورك المعطر بمسك الأخوة والكرم.

دمت أخاً ومبدعاً.

تحياتي

مصطفى الجزار
08-03-2007, 01:57 PM
لقد أبدعت
تحية لقلم رائع
وبوركت والوطن

الأخ المبدع/ تركي عبد الغني

أشكرك على مرورك الكريم، وعلى ردك الجميل.

دمت أخاً ومبدعاً.

تحياتي وتقديري لك.

مصطفى الجزار
08-03-2007, 02:00 PM
لا فض الله فاك أيها الشاعر الرائع .
تقديري .. بل كل تقديري .

أختي الكريمة/ حوراء آل بورنو

أسأل الله أن يتقبل منك ومني خير الدعاء.

دمتِ أختاً فاضلة، ولا حرمني الله من قلمك.

تحياتي وتقديري

مصطفى الجزار
08-03-2007, 02:04 PM
تقتلني شوقا دائما إلى الخاتمة .. وتعبث بي حتى أغضبَ منكَ فإذا بي ألتقمك في أحضاني ..
إنه الإبداع والعبقرية .. أو بصيغة أخرى : إنه مصطفى الجزار ..
الحب كله يا من هو قليل عليك ..

أخي هشام

أقف أمام تعليقاتك وردودك مشدوهاً مبهوراً.... لا أدري ماذا أقول !!!

بارك الله فيك، ولا حرمني الله منك أخاً....... إنساناً...... مبدعاً...... هشاماً.

محبتي

مصطفى الجزار
08-03-2007, 02:11 PM
شاعرنا المعطاء
مصطفى الجزار
اسعد الله اوقاتكم بكل خير
اتيت هنا
وكنت اعرف انني سأجد الابداع
الله الله ياشاعر القضايا الساخنه
ابدعت ورب البيت
قل في هذه الدنيا الخير .. ومن اين تأتي الرسائل . فكل ماذكرته صحيح .. وليس فيه جديد
الا للذكرى .. علها تنفع المؤمنين
ويبقي الصوت الاقوى
صوت
آتي
من هناك .. وكان بيت القصيد
هنا
ولسنا نُريدُ (سلاماً) بـ (مِيمٍ)
ولكنْ نُريدُ (سلاماً)..... بـ (حَاءْ)
دمت كما انت
رائع ايها الشاعر
وجزاك الله خيرا
سلام

أختي الفاضلة/ نادية حسين

مرورك دائماً يسعدني، بارك الله فيك وفي مرورك.

دمت أخت كريمة.

تحياتي وتقديري

مصطفى الجزار
08-03-2007, 02:13 PM
مصطى نص شيق وروح أبية .
أتابعك دوما أيها الشاعر المجيد .

أخي المبدع/ مجذوب العيد المشرواي

أشكرك على مرورك الكريم، وعلى متابعتك لأعمالي المتواضعة، فهذا كرم منك.

تحياتي وتقديري

مصطفى الجزار
08-03-2007, 02:15 PM
نعم أيها الحبيب الغالي / مصطفى ..
نحن نرفض السلام بمذلة ونريده بحرية
سلم الله قلبك النابض بالخير وقلمك الصايغ إبداعا
لقد والله صورت الجرح وجئت بالبلسم
فلك منا الحب والتقدير ، ولأطفال القدس وبغداد النصر والتمكين من رب العالمين .

أخي المبدع/ درهم جباري

أسأل الله أن يتقبل منك هذا الدعاء.... النصر والتمكين لأطفال بغداد وفلسطين..... آمين.

أشكرك على مرورك الكريم، وعلى ثنائك العطر.

دمت أخاً ومبدعاً.

تحياتي وتقديري

مصطفى الجزار
08-03-2007, 02:17 PM
ما شاء الله ايها الشاعر الملهم
رائعة قصيدتك .. و هي في نهايتها مذهلة ، و فكرتها ملهمة .. مبدع مذهل بارك الله فيك
دم مبدعا .. تحياتي

أخي المبدع/ إدريس قندوز الشعشوعي

بارك الله فيك وفي مرورك، وأشكرك على هذا الرد الجميل الذي أرجو أن أستحقه.

دمت أخاً ومبدعاً.

تحياتي وتقديري

مصطفى الجزار
08-03-2007, 02:20 PM
الأخ الشاعر مصطفى ، تحية طيبة
فكرة رائعة ، وحوار داخلي يصل بنا بعد حل العقدة الدهشة لبيان المقصود بطريقة درامية تطبع بسمة الرضا على شفة القرار
تحيات أخ

أخي المبدع/ محمد إبراهيم الحريري

تعودنا منك ردودك الشعرية..... إلا أن ردّك النثري لا يقل عن ردّك الشعري.... فأنت أنت.... الشاعر الشلال.

بارك الله فيك أخي الكريم

تحياتي وتقديري

ركاد خليل
09-03-2007, 11:16 AM
السلام عليكم ورحمة الله :
أخي مصطفى الجزار : هنيئا للأدب المقاوم بهذا الشعر الرائع ....... سأسميك من الان شاعر الأقصى العملاق .
تحاتي لنصك الجميل.
أختكم ركاد
عضو رابطة أدباء بيت المقدس

عبدالخالق الزهراني
09-03-2007, 02:59 PM
وهل هدّنا غير طول الرجاء

بإبدال ميمٍ بحاء...

ولكن قومي أبوا يفهمون

وأخشى إذا أبدلو أن يغيروا على الحرف قبل الأخير فيُحذف من قاموسهم..

فيصبح حتى السلاح بلاء

علي أسعد أسعد
09-03-2007, 08:11 PM
أخي مصطفى


روعتك لا حدود لها


أتابعك بشغف

وبود

صباح الحكيم
10-03-2007, 08:42 PM
كم انت رائع ايها الشاعر الكريم

تشدنا حروفك بعمق

نعم لا سلام مع ملة الكفر بل نحن بحاجة إلى سلاح لنقاوم زيف سلامهم

سلامي لك و ليراعك المدهش

احترامي

الأحمدى عثمان أحمد
11-03-2007, 12:10 PM
ما اجملك عندليبا تعزف سيمفونيات الكلمة العذبة الراقية....تسعد العاشق...وتداوى الكليم......
وتروى مشاعرنا الوطنية فى تيه العروبة المخجل.......قصيدة رائعةبجوار أخواتها الأخريات...
تطرز بهن للأقصى ثوبا قشيبا بعدما عراه تجار السلام.....أستاذى وقدوتى:زادك الله حتى نستزيد..
سلااااااااااااااامى لعمر..........
الأحمدى عثمان الهوارى

وائل محمد القويسنى
11-03-2007, 04:11 PM
رسالة موجعة
هدى الله حكامنا
فقبل السلا.............ح
نريد الرجا.................ل
تقبل تحياتى
......... وائل القويسنى

مصطفى الجزار
13-03-2007, 08:54 AM
جميلٌ غناؤك يا مصطفى ............. ومختلفٌ عن غنا الشعراءْ
فبوركتَ من شاعرٍ ما لديهِ ......... شبيهٌ ، وبورك هذا الغناءْ .

أخي المبدع/ خميس

أشكرك على مرورك الكريم، وعلى إعجابك بالعمل.

بارك الله فيك وفي مرورك.

تحياتي وتقديري.

مصطفى الجزار
13-03-2007, 10:22 PM
علمـــت.... فشـــعرت.... فكـتبت ....فابدعت..... يا ابا عمر
وما اروع ما كتبت امتعتنا وستمتعنا بكل قصيدة او رائعة من راوئعك
ايها الشاعر الرائع تقبل ودى واععجابى برائعتك الشعرية
الهام احمد سعد

الشاعرة الرقيقة/ إلهام أحمد سعد

أشكرك على مرورك الكريم، وعلى كلماتك التي أسعد بها دوماً.

دمتِ لي أختاً صغرى ومبدعة كبرى.

تحياتي وتقديري.

مصطفى الجزار
15-03-2007, 07:36 AM
السلام عليكم ورحمة الله :
أخي مصطفى الجزار : هنيئا للأدب المقاوم بهذا الشعر الرائع ....... سأسميك من الان شاعر الأقصى العملاق .
تحاتي لنصك الجميل.
أختكم ركاد
عضو رابطة أدباء بيت المقدس
أختي الكريمة الفاضلة/ ركاد خليل.
أهلاً بك على ضفاف حرفي المتواضع، أختاً ومبدعة أعتز بها وبمرورها الدائم المعطر بمسك الأقصى المبارك وقدس الأقداس.
أما ما سمّيتني به فأشكرك عليه كل الشكر، وما أسعدني بهذا اللقب الذي أرجو أن أستحقه بالفعل.
تحياتي أختي ركاد.

د. مصطفى عراقي
15-03-2007, 11:38 AM
القصيدة عمودية.. ولكن بعض أبياتها كُتب بشكل منثور.


بين .. ((الميم)) و ((الحاء))
أَتَى يَطرُقُ البابَ ساعي البريدِ
يُنادي علينا بأعلى نِدَاءْ
يقولُ: "خِطابٌ أتى فَخُذُوهُ،
ولِي حاجةٌ تَسْتَحِقُّ القَضَاءْ..
أُريدُ الـ (حَلاوةَ) إنْ كانَ خيراً
وإلاّ... فلا أستحقُّ الجزاءْ
*****
تَسَلّمتُهُ منه..
ثم مَدَدْتُ يداً نحوَ حافظتي في حَيَاءْ
وأخرجتُ منها جُنَيْهاً يتيماً
فصادَرَهُ ومَضَى في دُعاءْ
*****
أَخَذْتُ الخطابَ..
وبين يدَيَّ أُقَلِّبُهُ
لأرى كيف جاءْ،
ومَن هو مُرْسِلُهُ في بَريدي
فخُضْتُ بحوراً بغيرِ اهتداءْ
ولم أرَ فوقَ الغلافِ سوى اسمي
فوجَّهتُ عينيَّ نحوَ السماءْ
وقلتُ: أُخَمِّنُ.. هل هو عَمّي؟
أَشُكُّ؛ فعمّي يعاني الثراءْ
تَغيَّرَ مِن عَيشِهِ في أُوربّا
فأصبحَ فَظّاً قليلَ الوفاءْ
........
فقلتُ: ابنُ خالي..
يُطَمْئِنُ قلبي عليه.. ويَطلُبُ منّي اللقاءْ
ولكنّني لا أظنّ ابنَ خالي؛
فخالي يكِنّ لأُمّي العَدَاءْ..!
........
فهل هي أُختي التي قد توارَتْ مع الزوجِ
في رحلةٍ للعَنَاءْ؟
ولكنّها مُنْذُ أنْ فارقَتْنا
تناسَتْ.. وهَدَّتْ قُصورَ الإخاءْ
فقلتُ:
ومالي أُخَمِّنُ هذا وذاك وتلك... بغيرِ انتهاءْ؟!
سأفتحُ هذا الخطابَ الغريبَ
ودائي.. سأحسِمُهُ بالدواءْ
......
فتحتُ الخطابَ، وحدَّقتُ فيهِ
وجدتُ حُروفاً بلونِ الدماءْ
يقولُ الخطابُ:
إليكمْ جميعاً
بعثتُ ندائي
فَلَبُّوا النداءْ
أنا الطفلُ في القدسِ
أحيا لأرضي
وأغزِلُ أثوابَها بالفِداءْ
أيا شاعرَ القدسِ... هذا خطابي
فأَبْلِغْهُ حتى عَنَان السماءْ
وقُل إنّنا في فلسطينَ.. نمضي
يُعَانِقُنا الموتُ والكبرياءْ
وأَبْلِغْ دُعاة السلامِ بأنّا
سَئِمْنا وعودَ السلامِ الهَبَاءْ
ولسنا نُريدُ (سلاماً) بـ (مِيمٍ)
ولكنْ نُريدُ (سلاماً)..... بـ (حَاءْ)
*****

=============
ابننا الغالي شاعر القدس الحبيب: مصطفى الجزار

لك الله يا شاعرا ملهما = أخذت القلوب لأفق الضياء
مزجتَ هنا الشعر والوعي حتى= تنير لنا الدرب صوبَ السماء
تحلق بين الحروف بحبٍّ= وتدهشنا باقتناص السناء
فصارت لك اللغة الأم أما = رءوما تخصُّ ابنها بالعطاء
بومضتك العبقرية تخطو= خطى الواثقين من الشعراء
فتبدأ من عالمٍ من قريب= وتحسن تصويره بذكاء
لتنقلنا نقلةً للأعالي= فنسبح بين الرؤى في الفضاء
***
هو الفرق يا صاحبي بين حاء = بنا سوف تسمو لنيْل العلاء
بحريةِ المجد والشهد نسعى= ولو كان سعيا ببذل الدماء
وميم بها سوف ينهار حلم = ببئر المهانة ، بئر الشقاء
فيا شاعر القدس والصدق هلا = تقبلتَ مني معاني الثناء
وسلم الله قلبك النضير وقدسنا الشريف
مصطفى

د. سمير العمري
15-03-2007, 09:38 PM
أعود بما وعدت مع الاعتذار باختصار القراءة لظروف كثيرة ومثلك من يعذر.

مقدمة
لم يكن ليمنعني بعد أن قرأت قصيدة الشاعر المبدع مصطفى الجزار ظرف الحال الذي يطبق بكفيه على عنق وقتي أن أقوم بتناول هذا النص بقراءة نقدية موجزة هي الأولى لي في هذا المجال ، وما ذاك إلا لإبراز ما أجده خير مثال على شعري الذي أرفعه "الفكر قبل الشعر" ، ولأنصف حرفاً يدهش العقل حقاً ويملأ القلب صدقا.

العنوان:
بدا النص بعنوان بغموض جذاب وتحفيز مثير ليبدأ العقل في البحث عن إجابة سريعة للفضول الذي يثيره فهل الأمر يتعلق بحوار بين شخص وشخص أم هو حوار بين حرف وحرف أم هو حوار بين إنسان وحالة أم تناول بين إنسان وآلة ... إلخ. وبالتعرف على مكنون النص ندرك أن العنوان كان بحق مفتاح له يمسك بكل أبعاده المتضمنة ، ويرسم معالم الصورة الكلية التي تدور حولها الفكرة. ويحسب هنا للشاعر هذا التميز في اختيار نص معبر ومركز وجذاب.

الفكرة:
طغت الفكرة بشكل غامر ومدهش على ما سواها فكانت كلقطة ذكية الإيفاد عميقة الأبعاد حالة من التعامل العقلي مع أمور غير عقلانية في تقريب واضح لمفاهيم شوشها المنطق المعوج في تعاطٍ غير مدرك. الفكرة كانت تدور حول أهمية الحرف وتأثيره من جهة ، وأهمية التعاطي الحقيقي مع الحالة المعتبرة منطقاً ومعرفية من جهة أخرى ليقدم لنا هذا التمازج حالة مدهشة من الإيقاظ المنطقي للكوامن التي يغفل عنها المرء حيناً ويتغافل عنها أحيانا ، فبين الميم والحاء نجد عوالم علوية وسفلية وعلامات فارقة بين العزة والضعة أراد بها الشاعر أن يكون له فضل الإشارة إليها نصحاً وتنبيهاً.

التناول والتجربة الشعورية:
بدأ النص برمزية الخطاب "الرسالة" الذي يأتي به ساعي البريد ليثير حيرة المستلم الغافل في ماهية أهميته ومن سيهتم ليرسل له رسالة. ويدفعه الفضول لتفحص المظروف بحثاً عن عنوان يدل على المضمون فلا يجد إلا اسمه ليبدأ بعدها رحلة التخمين يدفعه الفضول في دروب مؤلمة من وصف لحال أمة تقطعت فيها أواصر القربى والرحم ، يتنكر فيها الأخ لأخيه ، ويعادي الأخ أخته ، وتتناسى فيها البنت أهلها في تمهيد رهيب ومخيف لما سيلي.

انظر إلى روعة هذا التمهيد والتصاقه بالواقع وبالتمثيل في هذه الأبيات:

وقلتُ: أُخَمِّنُ.. هل هو عَمّي؟
أَشُكُّ؛ فعمّي يعاني الثراءْ
تَغيَّرَ مِن عَيشِهِ في أُوربّا
فأصبحَ فَظّاً قليلَ الوفاءْ
هنا حيث بات المال غاية وسبباً للتصعر والنكران وقلة الوفاء ، وكيف يرسم هنا الشاعر بحرفية رائعة فقدان الانتماء ممن هجر بلده إلى حيث يحوز على المال والثراء على حساب هويته وانتمائه ليتحول منصهراً في المجتمع المادي الذي اختاره لآلة لا حس فيها ولا رقة حاشية يجعله فظاً قليل الوفاء لأقرب الناس إليه ، وكأن الشاعر هنا يعبر بطريقته عن معنى المثل الدارج في بيئته "الفلوس تغير النفوس".

ثم انظر لهذه الصورة الأكثر إيلاماً في تدرج واضح لرسم الصورة القاتمة من السيء إلى الأسوأ:

فقلتُ: ابنُ خالي..
يُطَمْئِنُ قلبي عليه.. ويَطلُبُ منّي اللقاءْ
ولكنّني لا أظنّ ابنَ خالي؛
فخالي يكِنّ لأُمّي العَدَاءْ..!

خالي يكن لأمي العداء؟؟!!
رحمتك بنا يا الله!
نعم بات يكن الأخ لأخته العداء ويورث هذا إلى أولاده وأولاد أولاده ليحدث الشقاق في المجتمع على عكس ما بني عليه مجتمعنا العربي المسلم من التراحم والتواد والتماسك. وفي هذه اللقطة المبدعة رصد وتشخيص لأحد أهم أسباب ضعفنا وهواننا على الناس يوم بات الأنا والذات والفرد هو نواة المجتمع ، وبات كل فرد يدور في فلك نفسه في فوضى تتسبب في الكثير من المعضلات.

ولكن هل يتوقف الشاعر عن عبقرية رسم الصور المؤلمة ورصد المشاهد التي تشخص الحالة وتمهد للمرجو من الرسالة هنا؟؟
كلا ، إنه يقترب أكثر من الذات ، ويلتصق أكثر بما يتماثل مع تشخيص المشهد في أدق تفصيلاته ليستمر "زوووم" عدسته الثاقبة يقترب أكثر فأكثر من مدى تغلغل هذا التخلخل في أركان البناء الاجتماعي وتفسخ العلاقة لنصل إلى ما يؤلم حقاً في هذا المشهد:

فهل هي أُختي التي قد توارَتْ مع الزوجِ
في رحلةٍ للعَنَاءْ؟
ولكنّها مُنْذُ أنْ فارقَتْنا
تناسَتْ.. وهَدَّتْ قُصورَ الإخاءْ

الأخت تهد قصور الإخاء وتنسى أو تتناسى أهلها وهي أكثر من يحتاج إلى هذا التواصل. هل بقي بعد هذا شيء يقال أو حال توصف؟؟ وهل يمكن للحال أن تصل لما هو أسوأ؟؟ لنر ما يقول الشاعر بعد هذا التقديم العبقري والتمهيد الموفق.

يقولُ الخطابُ:
إليكمْ جميعاً
بعثتُ ندائي
فَلَبُّوا النداءْ
أنا الطفلُ في القدسِ
أحيا لأرضي
وأغزِلُ أثوابَها بالفِداءْ
أيا شاعرَ القدسِ... هذا خطابي
فأَبْلِغْهُ حتى عَنَان السماءْ
وقُل إنّنا في فلسطينَ.. نمضي
يُعَانِقُنا الموتُ والكبرياءْ
وأَبْلِغْ دُعاة السلامِ بأنّا
سَئِمْنا وعودَ السلامِ الهَبَاءْ
ولسنا نُريدُ (سلاماً) بـ (مِيمٍ)
ولكنْ نُريدُ (سلاماً)..... بـ (حَاءْ)

هنا إذاً نخرج من حالة التخمين إلى حالة التضمين لنجد أن الأمر يتعلق أيضاً بالإخاء وبالوفاء وبالعداء ، ولنجد أن ما يراد هنا هو أننا حين تفسخت علاقاتنا على المستوى الشخصي تفسخت كذلك على المستوى العام ، وأن الخلل في الفرد هو سبب الخلل في المجتمع ، وهذا بالمناسبة هو أحد أهم شعارات رابطة الواحة التي ندعو من خلالها إلى إعادة الصياغة باعتبار أن المشكلة تكمن في الفرد ولن ينصلح حال مجتمع فسد الفرد فيه ، وأن السبيل الأمثل لمجتمع صالح هو إصلاح الفرد وإعادة صياغته بشكل سليم.

هي إذاً رسالة الطفل الفلسطيني شقيق الألم إلى كل عربي شقيق الأمل ، هي رسالة تدعو لصلة الرحم والتمسك بالانتماء للإنسان وللأرض وللدين. هي رسالة من يخاطب أهله وأمته على لسان شاعر القدس بشحو حزين وألم دفين وذراع غير مستكين.

ثم تكون الخاتمة المدهشة المذهلة في حالة أدبية تتجاوز ملاعب الحرف بالحرف إلى معالم الدم بالدم ، ومن حالات التيه في فدافد النفس اليائسة المتعلقة بأوهام سلام الميم إلى إحالات النفس إلى ملامح الأمل المرجو من حقائق سلام الحاء.


البناء:
الأسلوب:
الأسلوب هنا يعتمد المباشرة كإطار عام يهتم بتوصيل الفكرة بشكل واضح وبأسلوب مبسط وهو الأسلوب الأمثل في مثل هذه المضامين الفكرية الجادة وأنا هنا أعتبر هذا إجادة من الشاعر تحسب له لا عليه. ورغم هذا لم يخل الأسلوب من إسقاطات واضحة ورمزية لم تغرق في الغموض مما يخدم التوجه للمقصد المراد.

الجرس والموسيقى:
اختار الشاعر بحر المتقارب وهو بحر قوي الجرس عادة ولكننا نجد الشاعر هنا قد استطاع بمهارة أن يحتوي أمواجه الهادرة في ظاهره إلى تيارات عميقة تمور في أعماقه في موسيقى داخلية شجية تناسب الحالة الشعورية والألفاظ التي تصف واقعاً حزينا. وأرى في تدوير الأبيات أحد الوسائل الذكية لتهدئة الجرس هنا ومنح اللفظ مدى أوسع للتنفس والتنهد في سياق الحالة الشجية للشعور.

المفردات والتراكيب:
يتضح لنا أن الشاعر يعتمد اللغة البسيطة التي تقترب من لغة البسطاء حرصاً منه على أن يبرئ ذمته بتوصيل هذه الرسالة للجميع بشكل يفهمونه ويدركونه ، والألفاظ الفصيحة هنا تكاد تلتصق بمثيلاتها من الألفاظ العامية ، بل ونجد من الشاعر إدراج بعض الألفاظ العامية من واقع بيئته دليلاً على مدى هذا التبسط اللغوي. ولعل معرفتنا أن الشاعر هو أيضاً أحد شعراء العامية في بلده ومعرفتنا الشخصية بفلسفة الشاعر في هذا المجال يعيننا على إدراك سبب هذا الأسلوب اللغوي بسيط المفردات ، وإن كنت لا أوافق الشاعر على هذه الفلسفة إلا أنني أحترم ما قصد هنا وأشيد بما أجاد به من تراكيب تنتمي إلى أسلوب السهل الممتنع الذي يوصل لك الفكر المراد بأبسط الكلمات.
تراكيب الشاعر كانت موفقة جداً ، وتوظيف المفردات كان مما يجدر الإشادة به إذ نجد دقة انتقاء الشاعر للمفردات بما يبتعد تماماً عن الحشو بكل أشكاله ووضعها في سياق تراكيب تخدم في كل جزئياتها المعنى المراد إما تمهيداً أو توصيفاً أو توصيلاً.
لننظر إلى بعض الأمثلة كدلالات على هذا التميز الظاهر في الاستخدام والتوظيف:

أُريدُ الـ (حَلاوةَ) إنْ كانَ خيراً

هنا رصد لحالة تعم الأهل في مصر بما يطلق عليه "الحلاوة" أو "البغشيش" والذي يمثل في نظري سبباً لألم ولغضب. أما الألم فهو للحالة التي أدت ليمد الكثير أيديهم إما تسولاً أو ابتزازاً أو غير ذلك بل قد وصل الأمر إلى أن تطلب هذه الأمور طلباً بالأمر وتحدد قيمتها في موضوع يطول لا مجال له هنا ، وأما الغضب فهو لخطأ ذلك وضرره الشديد على الفرد والأمة وباعتبار ذلك مهما وصف بألفاظ رقيقة حراماً يجب أن يبتعد عنه المرء. القضية معقدة على كل حال ، ولكن ما يهمني هنا هو ذكاء الشاعر في اقتناص الفرصة لرصد هذه الحالة بهذا الشكل وتأكيد رؤيته لها في قول لاحق:

وأخرجتُ منها جُنَيْهاً يتيماً
فصادَرَهُ ومَضَى في دُعاءْ

تأمل مدى موافقة اللفظ "فصادره" بما يحمل من معاني التزمت والابتزاز من طرف الموظف ، وحالة القهر والأمر الواقع على المواطن. ثم انظر إلى قوله "جنبهاً يتيماً" ليدل على أكثر من معنى أيضاً فأول ما نفهم هو الإشارة إلى حالة الفقر التي يعيشها معظم أبناء الأمة ، والثاني هو تأكيد بأنه لا يخرجه طواعية بل قسراً ، والثالث هو حالة اليتم التي يشعر بها المواطن بعد أن ترسخ في مفهومه أن نسبه إنما للمال والجنيهات.
ثم تأمل قوله هنا:

سأفتحُ هذا الخطابَ الغريبَ

هل وصف الخطاب بالغريب يقف عند حدود المعنى الظاهر أم يمتد لمعاني أكثر عمقاً وتأثيرا؟؟ إن المعنى يتسع لآفاق كثيرة وعميقة لعل أهمها أن الشاعر يحاول هنا أن يقول بألم: لقد بات خطاب الأبناء لأمتهم حالة غريبة ومستغربة وبات عدم الاهتمام هو الرد على مثل هذا الخطاب إ فالخطاب غير الغريب في هذا الزمان إنما هو خطاب التبعية والتملص من الهوية والمسؤولية. الأمة تريد أن تستمر في حالات اللهو والدعة ومثل هذا الخطاب الذي يضعها أمام مسؤولياتها لا بد ستعتبره غريبا.

الصور والمحسنات والبديع:
ربما كان بساطة اللفظ في النص سبباً لقلة المحسنات واختفاء البديع ، وأجد أن ذلك تم تعويضه في الحس الشعوري والصور الكثيرة الموفقة التي أعانت بمجموعها على خلق صورة كلية واضحة المعالم.
لقد وفق الشاعر في رسم صور المعنى مما اشرنا إليه سابقاً ، ولكنه أجاد أيضاً في رسم صور المبنى من خلال العديد من الألفاظ والتراكيب بما يتسق والحالة السردية للتجربة ، وبما يؤطر للفكرة المقصودة بأوسع مدى عددا. لننظر في هذه المختارات كأمثلة على التشبيه والكناية والاستعارة وغيرها:

جُنَيْهاً يتيماً

فخُضْتُ بحوراً بغيرِ اهتداءْ

وهَدَّتْ قُصورَ الإخاءْ

وجدتُ حُروفاً بلونِ الدماءْ

وأغزِلُ أثوابَها بالفِداءْ

يُعَانِقُنا الموتُ والكبرياءْ


وبعد أيها الشاعر ...
فإني وجدتني أغرق هنا في ثنايا نصك المعبر الهادف بشكل أشغل تفكيري حقاً تماماً كما شغل تفكيري نصك العامي عن صلاح الدين وجنده بما يشهد لك بعبقرية الطرح والتناول الفكري لمضامين الشعر العربي تأطيراً لدوره المحوري في تشكيل الوجدان وإحداث التأثير المأمول من ديوان العرب ، وهذا مما أثمنه عاليا.
وما كان ما نثرته هنا من قراءة سريعة إلا تعبيراً بسيطاً عن إعجابي بما نظمت من أحرف وبما طرحت من معنى وفكر رشيد.


وفقك الله.

د. فوزى أبو دنيا
15-03-2007, 10:32 PM
هذه الرسالة التى قدمها مصطفى الجزار ومهد لها بحال الامة العربية فى اسقاطة واضحة لصلة الدم والدين ومايربط بين العائلة هو نفسة مايربط بين الاقطار العربية اى انه يارهن على حال الامة كما نرى فى رسالة ماكرة الصنعة
وانتقل الشاعر بنا بحرفية المتمكن من ادواتة من الخاص الى العام فى خطاب جعله مفاجاءة للقارىء الذى انتظر ان يعرف ممن جاء ولكنه لم يكن خطاب عادى لشخص عادى بل كانت رسالة تحفز على الولاء والانتماء وارتباط صلة الدم التى ضاعت هباء فى النهاية يصرخ لنا الشاعر بشكل غير مباشر وا معتصماه
تحية ود وتقدير للشاعر المميز مصطفى الجزار


صدقت ابا عمر
ووصل النداء
تحياتى وتقديرى لك

مصطفى الجزار
16-03-2007, 09:32 PM
وهل هدّنا غير طول الرجاء
بإبدال ميمٍ بحاء...
ولكن قومي أبوا يفهمون
وأخشى إذا أبدلو أن يغيروا على الحرف قبل الأخير فيُحذف من قاموسهم..
فيصبح حتى السلاح بلاء

أخي الكريم/ عبد الخالق الزهراني

صدقت يا أخي فيما قلت.

تحياتي وتقديري لمرورك الكريم.

دمت مبدعاً.

أحمد عيسى
17-03-2007, 03:02 PM
ما أجملك أيها الكلام حين تخرج من قلم المبدعين
أخي أيها الشاعر الفنان
والله لقد أبدعت
ربما لن اضيف جديدا لكلام من سبقوني من الاساتذة
لكني أقول أنني قد تمتعت بالقصيدة
وهي من المرات القلائل التي أرغب في أن أقرأ قصيدة مرة ومرة ومرة دون ان أمل

راااااااااائع انت
ووصلت بنا الى الفكرة بعد طول تشويق
دمت ودام قلمك المبدع

مصطفى الجزار
19-03-2007, 10:33 AM
أخي مصطفى
روعتك لا حدود لها
أتابعك بشغف
وبود

أخي النقيّ/ على أسعد أسعد

واللهِ إني لَـ (أسعد أسعد) بمرورك على حروفي المتواضعة.

تحياتي أخي الكريم المبدع.

أهداب الليالي
19-03-2007, 10:04 PM
الشاعـر الفنان / مصطفى

كما عهدتك قطب الرقي .
فنان تلون الحرف بذكاء و رقة و سحر

كن بخير أيها الشاعر النبيل

يرعاك الله

مصطفى الجزار
16-04-2007, 01:39 PM
كم انت رائع ايها الشاعر الكريم
تشدنا حروفك بعمق
نعم لا سلام مع ملة الكفر بل نحن بحاجة إلى سلاح لنقاوم زيف سلامهم
سلامي لك و ليراعك المدهش
احترامي

أخي (أو أختي)/ صباح الحكيم :011:

بارك الله فيك وفي مرورك الكريم، وشكراً على تعليقك الذي أدخل السعادة على قلبي حقاً.

تحياتي وتقديري

مصطفى الجزار
16-04-2007, 07:23 PM
ما اجملك عندليبا تعزف سيمفونيات الكلمة العذبة الراقية....تسعد العاشق...وتداوى الكليم......
وتروى مشاعرنا الوطنية فى تيه العروبة المخجل.......قصيدة رائعةبجوار أخواتها الأخريات...
تطرز بهن للأقصى ثوبا قشيبا بعدما عراه تجار السلام.....أستاذى وقدوتى:زادك الله حتى نستزيد..
سلااااااااااااااامى لعمر..........
الأحمدى عثمان الهوارى

أخي الشاعر المبدع/ الأحمدي عثمان الهواري

بورك فيك أخي الكريم، وفي مرورك المعطر بمسك الإبداع.

وفي انتظار هطول إبداعاتك على واحة الخير...... فقد طالت غيبتك. :010:

تحياتي وتقديري.

محمد البدري محمد
16-04-2007, 09:21 PM
هكذا الجزار كما تعودنا منه يحترم القارئ
ويحترم أنسانيته فلا يعبث بمشاعره ثم يتركه دون حل وأنما دائما يجد الحلول
الابداعية والحلول النفسية في إطار من الدراما الشيقة المؤلمة في ذات الوقت
تحياتي أخاً وصديقاً وفناناً

مصطفى الجزار
18-04-2007, 10:30 PM
رسالة موجعة
هدى الله حكامنا
فقبل السلا.............ح
نريد الرجا.................ل
تقبل تحياتى
......... وائل القويسنى

أخي الشاعر/ وائل محمد القويسني

شكراً على مرورك الكريم المعطر بمسك الإبداع.

تحياتي وتقديري أيها الصديق العزيز.

مصطفى الجزار
02-05-2007, 07:55 AM
=============
ابننا الغالي شاعر القدس الحبيب: مصطفى الجزار

لك الله يا شاعرا ملهما = أخذت القلوب لأفق الضياء
مزجتَ هنا الشعر والوعي حتى= تنير لنا الدرب صوبَ السماء
تحلق بين الحروف بحبٍّ= وتدهشنا باقتناص السناء
فصارت لك اللغة الأم أما = رءوما تخصُّ ابنها بالعطاء
بومضتك العبقرية تخطو= خطى الواثقين من الشعراء
فتبدأ من عالمٍ من قريب= وتحسن تصويره بذكاء
لتنقلنا نقلةً للأعالي= فنسبح بين الرؤى في الفضاء
***
هو الفرق يا صاحبي بين حاء = بنا سوف تسمو لنيْل العلاء
بحريةِ المجد والشهد نسعى= ولو كان سعيا ببذل الدماء
وميم بها سوف ينهار حلم = ببئر المهانة ، بئر الشقاء
فيا شاعر القدس والصدق هلا = تقبلتَ مني معاني الثناء
وسلم الله قلبك النضير وقدسنا الشريف
مصطفى

أبي وأستاذي الحبيب/ د. مصطفى عراقي

لا أجد كلاماً أردّ به على أبياتك البيضاء هذه سوى أن أكتبها بماء الذهب ثم أضعها وساماً على صدري.

الشكر لا يكفيك... ولكنه واجب... فشكراً ثم شكراً.

تحياتي وتقديري.

مصطفى الجزار
10-05-2007, 09:56 AM
أعود بما وعدت مع الاعتذار باختصار القراءة لظروف كثيرة ومثلك من يعذر.
مقدمة
لم يكن ليمنعني بعد أن قرأت قصيدة الشاعر المبدع مصطفى الجزار ظرف الحال الذي يطبق بكفيه على عنق وقتي أن أقوم بتناول هذا النص بقراءة نقدية موجزة هي الأولى لي في هذا المجال ، وما ذاك إلا لإبراز ما أجده خير مثال على شعري الذي أرفعه "الفكر قبل الشعر" ، ولأنصف حرفاً يدهش العقل حقاً ويملأ القلب صدقا.
العنوان:
بدا النص بعنوان بغموض جذاب وتحفيز مثير ليبدأ العقل في البحث عن إجابة سريعة للفضول الذي يثيره فهل الأمر يتعلق بحوار بين شخص وشخص أم هو حوار بين حرف وحرف أم هو حوار بين إنسان وحالة أم تناول بين إنسان وآلة ... إلخ. وبالتعرف على مكنون النص ندرك أن العنوان كان بحق مفتاح له يمسك بكل أبعاده المتضمنة ، ويرسم معالم الصورة الكلية التي تدور حولها الفكرة. ويحسب هنا للشاعر هذا التميز في اختيار نص معبر ومركز وجذاب.
الفكرة:
طغت الفكرة بشكل غامر ومدهش على ما سواها فكانت كلقطة ذكية الإيفاد عميقة الأبعاد حالة من التعامل العقلي مع أمور غير عقلانية في تقريب واضح لمفاهيم شوشها المنطق المعوج في تعاطٍ غير مدرك. الفكرة كانت تدور حول أهمية الحرف وتأثيره من جهة ، وأهمية التعاطي الحقيقي مع الحالة المعتبرة منطقاً ومعرفية من جهة أخرى ليقدم لنا هذا التمازج حالة مدهشة من الإيقاظ المنطقي للكوامن التي يغفل عنها المرء حيناً ويتغافل عنها أحيانا ، فبين الميم والحاء نجد عوالم علوية وسفلية وعلامات فارقة بين العزة والضعة أراد بها الشاعر أن يكون له فضل الإشارة إليها نصحاً وتنبيهاً.
التناول والتجربة الشعورية:
بدأ النص برمزية الخطاب "الرسالة" الذي يأتي به ساعي البريد ليثير حيرة المستلم الغافل في ماهية أهميته ومن سيهتم ليرسل له رسالة. ويدفعه الفضول لتفحص المظروف بحثاً عن عنوان يدل على المضمون فلا يجد إلا اسمه ليبدأ بعدها رحلة التخمين يدفعه الفضول في دروب مؤلمة من وصف لحال أمة تقطعت فيها أواصر القربى والرحم ، يتنكر فيها الأخ لأخيه ، ويعادي الأخ أخته ، وتتناسى فيها البنت أهلها في تمهيد رهيب ومخيف لما سيلي.
انظر إلى روعة هذا التمهيد والتصاقه بالواقع وبالتمثيل في هذه الأبيات:
وقلتُ: أُخَمِّنُ.. هل هو عَمّي؟
أَشُكُّ؛ فعمّي يعاني الثراءْ
تَغيَّرَ مِن عَيشِهِ في أُوربّا
فأصبحَ فَظّاً قليلَ الوفاءْ
هنا حيث بات المال غاية وسبباً للتصعر والنكران وقلة الوفاء ، وكيف يرسم هنا الشاعر بحرفية رائعة فقدان الانتماء ممن هجر بلده إلى حيث يحوز على المال والثراء على حساب هويته وانتمائه ليتحول منصهراً في المجتمع المادي الذي اختاره لآلة لا حس فيها ولا رقة حاشية يجعله فظاً قليل الوفاء لأقرب الناس إليه ، وكأن الشاعر هنا يعبر بطريقته عن معنى المثل الدارج في بيئته "الفلوس تغير النفوس".
ثم انظر لهذه الصورة الأكثر إيلاماً في تدرج واضح لرسم الصورة القاتمة من السيء إلى الأسوأ:
فقلتُ: ابنُ خالي..
يُطَمْئِنُ قلبي عليه.. ويَطلُبُ منّي اللقاءْ
ولكنّني لا أظنّ ابنَ خالي؛
فخالي يكِنّ لأُمّي العَدَاءْ..!
خالي يكن لأمي العداء؟؟!!
رحمتك بنا يا الله!
نعم بات يكن الأخ لأخته العداء ويورث هذا إلى أولاده وأولاد أولاده ليحدث الشقاق في المجتمع على عكس ما بني عليه مجتمعنا العربي المسلم من التراحم والتواد والتماسك. وفي هذه اللقطة المبدعة رصد وتشخيص لأحد أهم أسباب ضعفنا وهواننا على الناس يوم بات الأنا والذات والفرد هو نواة المجتمع ، وبات كل فرد يدور في فلك نفسه في فوضى تتسبب في الكثير من المعضلات.
ولكن هل يتوقف الشاعر عن عبقرية رسم الصور المؤلمة ورصد المشاهد التي تشخص الحالة وتمهد للمرجو من الرسالة هنا؟؟
كلا ، إنه يقترب أكثر من الذات ، ويلتصق أكثر بما يتماثل مع تشخيص المشهد في أدق تفصيلاته ليستمر "زوووم" عدسته الثاقبة يقترب أكثر فأكثر من مدى تغلغل هذا التخلخل في أركان البناء الاجتماعي وتفسخ العلاقة لنصل إلى ما يؤلم حقاً في هذا المشهد:
فهل هي أُختي التي قد توارَتْ مع الزوجِ
في رحلةٍ للعَنَاءْ؟
ولكنّها مُنْذُ أنْ فارقَتْنا
تناسَتْ.. وهَدَّتْ قُصورَ الإخاءْ
الأخت تهد قصور الإخاء وتنسى أو تتناسى أهلها وهي أكثر من يحتاج إلى هذا التواصل. هل بقي بعد هذا شيء يقال أو حال توصف؟؟ وهل يمكن للحال أن تصل لما هو أسوأ؟؟ لنر ما يقول الشاعر بعد هذا التقديم العبقري والتمهيد الموفق.
يقولُ الخطابُ:
إليكمْ جميعاً
بعثتُ ندائي
فَلَبُّوا النداءْ
أنا الطفلُ في القدسِ
أحيا لأرضي
وأغزِلُ أثوابَها بالفِداءْ
أيا شاعرَ القدسِ... هذا خطابي
فأَبْلِغْهُ حتى عَنَان السماءْ
وقُل إنّنا في فلسطينَ.. نمضي
يُعَانِقُنا الموتُ والكبرياءْ
وأَبْلِغْ دُعاة السلامِ بأنّا
سَئِمْنا وعودَ السلامِ الهَبَاءْ
ولسنا نُريدُ (سلاماً) بـ (مِيمٍ)
ولكنْ نُريدُ (سلاماً)..... بـ (حَاءْ)
هنا إذاً نخرج من حالة التخمين إلى حالة التضمين لنجد أن الأمر يتعلق أيضاً بالإخاء وبالوفاء وبالعداء ، ولنجد أن ما يراد هنا هو أننا حين تفسخت علاقاتنا على المستوى الشخصي تفسخت كذلك على المستوى العام ، وأن الخلل في الفرد هو سبب الخلل في المجتمع ، وهذا بالمناسبة هو أحد أهم شعارات رابطة الواحة التي ندعو من خلالها إلى إعادة الصياغة باعتبار أن المشكلة تكمن في الفرد ولن ينصلح حال مجتمع فسد الفرد فيه ، وأن السبيل الأمثل لمجتمع صالح هو إصلاح الفرد وإعادة صياغته بشكل سليم.
هي إذاً رسالة الطفل الفلسطيني شقيق الألم إلى كل عربي شقيق الأمل ، هي رسالة تدعو لصلة الرحم والتمسك بالانتماء للإنسان وللأرض وللدين. هي رسالة من يخاطب أهله وأمته على لسان شاعر القدس بشحو حزين وألم دفين وذراع غير مستكين.
ثم تكون الخاتمة المدهشة المذهلة في حالة أدبية تتجاوز ملاعب الحرف بالحرف إلى معالم الدم بالدم ، ومن حالات التيه في فدافد النفس اليائسة المتعلقة بأوهام سلام الميم إلى إحالات النفس إلى ملامح الأمل المرجو من حقائق سلام الحاء.
البناء:
الأسلوب:
الأسلوب هنا يعتمد المباشرة كإطار عام يهتم بتوصيل الفكرة بشكل واضح وبأسلوب مبسط وهو الأسلوب الأمثل في مثل هذه المضامين الفكرية الجادة وأنا هنا أعتبر هذا إجادة من الشاعر تحسب له لا عليه. ورغم هذا لم يخل الأسلوب من إسقاطات واضحة ورمزية لم تغرق في الغموض مما يخدم التوجه للمقصد المراد.
الجرس والموسيقى:
اختار الشاعر بحر المتقارب وهو بحر قوي الجرس عادة ولكننا نجد الشاعر هنا قد استطاع بمهارة أن يحتوي أمواجه الهادرة في ظاهره إلى تيارات عميقة تمور في أعماقه في موسيقى داخلية شجية تناسب الحالة الشعورية والألفاظ التي تصف واقعاً حزينا. وأرى في تدوير الأبيات أحد الوسائل الذكية لتهدئة الجرس هنا ومنح اللفظ مدى أوسع للتنفس والتنهد في سياق الحالة الشجية للشعور.
المفردات والتراكيب:
يتضح لنا أن الشاعر يعتمد اللغة البسيطة التي تقترب من لغة البسطاء حرصاً منه على أن يبرئ ذمته بتوصيل هذه الرسالة للجميع بشكل يفهمونه ويدركونه ، والألفاظ الفصيحة هنا تكاد تلتصق بمثيلاتها من الألفاظ العامية ، بل ونجد من الشاعر إدراج بعض الألفاظ العامية من واقع بيئته دليلاً على مدى هذا التبسط اللغوي. ولعل معرفتنا أن الشاعر هو أيضاً أحد شعراء العامية في بلده ومعرفتنا الشخصية بفلسفة الشاعر في هذا المجال يعيننا على إدراك سبب هذا الأسلوب اللغوي بسيط المفردات ، وإن كنت لا أوافق الشاعر على هذه الفلسفة إلا أنني أحترم ما قصد هنا وأشيد بما أجاد به من تراكيب تنتمي إلى أسلوب السهل الممتنع الذي يوصل لك الفكر المراد بأبسط الكلمات.
تراكيب الشاعر كانت موفقة جداً ، وتوظيف المفردات كان مما يجدر الإشادة به إذ نجد دقة انتقاء الشاعر للمفردات بما يبتعد تماماً عن الحشو بكل أشكاله ووضعها في سياق تراكيب تخدم في كل جزئياتها المعنى المراد إما تمهيداً أو توصيفاً أو توصيلاً.
لننظر إلى بعض الأمثلة كدلالات على هذا التميز الظاهر في الاستخدام والتوظيف:
أُريدُ الـ (حَلاوةَ) إنْ كانَ خيراً
هنا رصد لحالة تعم الأهل في مصر بما يطلق عليه "الحلاوة" أو "البغشيش" والذي يمثل في نظري سبباً لألم ولغضب. أما الألم فهو للحالة التي أدت ليمد الكثير أيديهم إما تسولاً أو ابتزازاً أو غير ذلك بل قد وصل الأمر إلى أن تطلب هذه الأمور طلباً بالأمر وتحدد قيمتها في موضوع يطول لا مجال له هنا ، وأما الغضب فهو لخطأ ذلك وضرره الشديد على الفرد والأمة وباعتبار ذلك مهما وصف بألفاظ رقيقة حراماً يجب أن يبتعد عنه المرء. القضية معقدة على كل حال ، ولكن ما يهمني هنا هو ذكاء الشاعر في اقتناص الفرصة لرصد هذه الحالة بهذا الشكل وتأكيد رؤيته لها في قول لاحق:
وأخرجتُ منها جُنَيْهاً يتيماً
فصادَرَهُ ومَضَى في دُعاءْ
تأمل مدى موافقة اللفظ "فصادره" بما يحمل من معاني التزمت والابتزاز من طرف الموظف ، وحالة القهر والأمر الواقع على المواطن. ثم انظر إلى قوله "جنبهاً يتيماً" ليدل على أكثر من معنى أيضاً فأول ما نفهم هو الإشارة إلى حالة الفقر التي يعيشها معظم أبناء الأمة ، والثاني هو تأكيد بأنه لا يخرجه طواعية بل قسراً ، والثالث هو حالة اليتم التي يشعر بها المواطن بعد أن ترسخ في مفهومه أن نسبه إنما للمال والجنيهات.
ثم تأمل قوله هنا:
سأفتحُ هذا الخطابَ الغريبَ
هل وصف الخطاب بالغريب يقف عند حدود المعنى الظاهر أم يمتد لمعاني أكثر عمقاً وتأثيرا؟؟ إن المعنى يتسع لآفاق كثيرة وعميقة لعل أهمها أن الشاعر يحاول هنا أن يقول بألم: لقد بات خطاب الأبناء لأمتهم حالة غريبة ومستغربة وبات عدم الاهتمام هو الرد على مثل هذا الخطاب إ فالخطاب غير الغريب في هذا الزمان إنما هو خطاب التبعية والتملص من الهوية والمسؤولية. الأمة تريد أن تستمر في حالات اللهو والدعة ومثل هذا الخطاب الذي يضعها أمام مسؤولياتها لا بد ستعتبره غريبا.
الصور والمحسنات والبديع:
ربما كان بساطة اللفظ في النص سبباً لقلة المحسنات واختفاء البديع ، وأجد أن ذلك تم تعويضه في الحس الشعوري والصور الكثيرة الموفقة التي أعانت بمجموعها على خلق صورة كلية واضحة المعالم.
لقد وفق الشاعر في رسم صور المعنى مما اشرنا إليه سابقاً ، ولكنه أجاد أيضاً في رسم صور المبنى من خلال العديد من الألفاظ والتراكيب بما يتسق والحالة السردية للتجربة ، وبما يؤطر للفكرة المقصودة بأوسع مدى عددا. لننظر في هذه المختارات كأمثلة على التشبيه والكناية والاستعارة وغيرها:
جُنَيْهاً يتيماً
فخُضْتُ بحوراً بغيرِ اهتداءْ
وهَدَّتْ قُصورَ الإخاءْ
وجدتُ حُروفاً بلونِ الدماءْ
وأغزِلُ أثوابَها بالفِداءْ
يُعَانِقُنا الموتُ والكبرياءْ
وبعد أيها الشاعر ...
فإني وجدتني أغرق هنا في ثنايا نصك المعبر الهادف بشكل أشغل تفكيري حقاً تماماً كما شغل تفكيري نصك العامي عن صلاح الدين وجنده بما يشهد لك بعبقرية الطرح والتناول الفكري لمضامين الشعر العربي تأطيراً لدوره المحوري في تشكيل الوجدان وإحداث التأثير المأمول من ديوان العرب ، وهذا مما أثمنه عاليا.
وما كان ما نثرته هنا من قراءة سريعة إلا تعبيراً بسيطاً عن إعجابي بما نظمت من أحرف وبما طرحت من معنى وفكر رشيد.
وفقك الله.

أخي الحبيب، والشاعر النجيب، والناقد الأريب/ د. سمير العمري

شرفتني بما لم يشرُف به أحد قبلي، وهو أن تمسك بقلم العمري الناقد لا الشاعر وتخط هذه التحليلات الرائعة التي تدل على عقلية مبدعة في النقد بقدر إبداعها في الشعر.
فالإبداع حقاً كل لا يتجزأ، المبدع هو المبدع، مهما اختلف تناوله للأمور، شعراً أو نقداً أو....

الشكر قليل على ما أوليتني به من شرف.

ولكنه واجب.

فأشكرك أشكرك على هذه الإطلالات العمرية التي زادت قصيدتي بهاءً وتألقاً.

تحياتي وتقديري وشكري وامتناني. :noc:

صفاء حجازي
10-05-2007, 12:54 PM
حين قلت انك بارع من أول قصيدة قرأتها لك لم أكن مخطئة وحين قارنت بكبار الشعراء في الوطن العربي لم أبالغ لأنني يا استاذي لم أقل ذلك بلساني بل بلسانك انت الذي يأتي بكل ماهو جديد ومبتكر كم انت رائع يا أخي وكم في شعرك من الجمال المطلق والشعور المرهف والذكاء الفني الذي يدل على البراعة والاتقان العجيب..
وأحيي معك والدي وأستاذي الغالي د. مصطفى عراقي
مع خالص احترامي وتقديري:hat:

مصطفى الجزار
26-01-2008, 08:31 AM
هذه الرسالة التى قدمها مصطفى الجزار ومهد لها بحال الامة العربية فى اسقاطة واضحة لصلة الدم والدين ومايربط بين العائلة هو نفسة مايربط بين الاقطار العربية اى انه يارهن على حال الامة كما نرى فى رسالة ماكرة الصنعة
وانتقل الشاعر بنا بحرفية المتمكن من ادواتة من الخاص الى العام فى خطاب جعله مفاجاءة للقارىء الذى انتظر ان يعرف ممن جاء ولكنه لم يكن خطاب عادى لشخص عادى بل كانت رسالة تحفز على الولاء والانتماء وارتباط صلة الدم التى ضاعت هباء فى النهاية يصرخ لنا الشاعر بشكل غير مباشر وا معتصماه
تحية ود وتقدير للشاعر المميز مصطفى الجزار
صدقت ابا عمر
ووصل النداء
تحياتى وتقديرى لك

أخي الكريم/ د. فوزي أبو دنيا

بارك الله فيك وفي تحليلك الموجز الشامل الممتع هذا، وفي رؤيتك الواعية للنص.

شكراً لك عل مرورك العطر.

تقبل كل التحية والتقدير.

الشاعر محمود آدم
26-01-2008, 06:48 PM
يا مصطفى يا مصطفى
انا بحبك يا مصطفى
بين الميم مصطفى
و بين الحاء حب
---------

رسالتك وصلت للجميع

و لكنها في الأرشيف

تساقطت أوراقها لأننا في فصل الخريف

شكرا يا جميل

محمود آدم

مجذوب العيد المشراوي
26-01-2008, 07:33 PM
ربما الكلمة توقيع لا بنمحي أبدا ربما ألف سلام إليك

مصطفى الجزار
27-01-2008, 05:12 PM
ما أجملك أيها الكلام حين تخرج من قلم المبدعين
أخي أيها الشاعر الفنان
والله لقد أبدعت
ربما لن اضيف جديدا لكلام من سبقوني من الاساتذة
لكني أقول أنني قد تمتعت بالقصيدة
وهي من المرات القلائل التي أرغب في أن أقرأ قصيدة مرة ومرة ومرة دون ان أمل
راااااااااائع انت
ووصلت بنا الى الفكرة بعد طول تشويق
دمت ودام قلمك المبدع

أخي الكريم/ أحمد عيسى

بورك فيك وفي مرورك أيها المبدع الراقي، وشكراً لك على حسن ثنائك.


تحياتي وتقديري.

سالم العلوي
27-01-2008, 05:56 PM
الله الله
أبدعت أيما إبداع أيها الشاعر العملاق ..
ما شاء الله ..
وصدق الحبيب صلى الله عليه وسلم حين قال: ( .. إن من البيان لسحرا ..)
نص رائع بحق ، وتصوير رائع حمل كل مقومات الصورة الشعرية الفذة والمتفردة ..
ولا كلام بعد كلام الأساطين ..
ورغم أن المشاركة قديمة إلا أنها في هذه الأيام يتجدد سحرها وعبقها ..

عندي اقتراح ..
رغم أن كل القصائد في التثبيت هي قصائد رائعة وتستحق ذلك ..
لكن أقترح أن نركز في هذه الأيام على القصائد التي تحمل هذه الروح الوثابة والتي تتناغم مع خصوصية الحدث الذي تمر به أمتنا ..
ولذلك أقترح تثبيت مثل هذه الرائعة وأن يكون لها أولوية في ذلك على غيرها ..
ومن ناحيتي سأضيفها إلى منتدى لا للحصار لأنها تناسب ما أجمعه هناك ..
سلمت أيها الأخ الكريم .. أيها القلم المبدع .. ومتعنا الله بروائعك .. وبألقك المتجدد دائما ..
وتقبل خالص المودة والتقدير ..

مصطفى الجزار
28-01-2008, 06:23 PM
الشاعـر الفنان / مصطفى
كما عهدتك قطب الرقي .
فنان تلون الحرف بذكاء و رقة و سحر
كن بخير أيها الشاعر النبيل
يرعاك الله

أختنا الفاضلة/ أهداب الليالي

بارك الله فيك وفي مرورك البهيّ، ورقيق حرفك الذي أسعد به سعادة كبيرة.

تحياتي وتقديري.

هشام مصطفى
28-01-2008, 07:35 PM
الأستاذ الشاعر / مصطفى الجزار
نص على مستوى عال من الجودة خاصة في البناء الدرامي للحدث والذي اعتمد على المنولوج والصراع القيمي الواضح في ثناياه.
ويظهر ذلك جليا في المقاربة بين الهم الذاتي والعام أو القومي بل قل إن شئت المعاجة القيمية المزواجة بين ما هو خاص بما هو عام .
فالدائرة لا تبدأ إلا متسعة لتضيق ( العم ثم ابن الخال ثم الأخت ، على عكس ما هو منطقي) لتنطلق منها إلى العمومية لتجعلها لصيقة بأقرب العلاقات ( الأخت ) مما يقيم علاقة وثيقة بين العمومية والخصوصية ليصبحا شيئا واحدا مما يسقط في النفس القيمية الحقيقية لهدف النص أصلا .
أما عن الحوار الداخلي للنفس ( المونولوج ) فقد جاء على أسس سليمة للغاية حيث الانتهاء لغير المتوقع على غير الديالوج والكاشف عن الجوانب الخفية للشخصية المحورية في الحدث وما يزيد قوته الابتعاد تمام عن الصور الجمالية التي تجسد ولا تسقط وبمعنى آخر اتخاذ السردية الحوارية ركيزة أساسية للكشف والاسقاط في النفس بغير حدود وهذا ما لا تتيحه الصورة الجمالية بالتشبيه وغيره حيث لا تعطي القارئ إلا الملموس وبالتالي لا تناسب العمل الدرامي وتفاعله وتصاعده في آن واحد
أمّا عن اختيارك للبحر فنظرا لاختيارك العمودية فإن الغنائية بدت قوية نظرا لتواتر التفعيلة بشكل منتظم وانتهاء بالقافية التي لا تلبث أن تقيم بذاتها محورا هاما من الغنائية لا تعيب النص بل تعضده بما للهمزة الساكنة المسبوقة بألف مما يعني السكتة الموجعة التي تتوالد في نفس القارئ ولعل هذا ما حدا بك إلى محاولة إخفاء العمودية بالسطر في الكتابة وإن كان هذا لم يجد إلا في إعطاء الألفاظ ما يسمى بالفضاء الشعري لها
أي إعطائها الفرصة الكاملة للتأثير في النفس والإسقاط المتعمد للمعاني المراد الكشف عنها .
مودتي

عبد الصمد الحكمي
28-01-2008, 07:56 PM
إعجاب <<< مفردة تختزل خطابا حال دون خطه ضيق الوقت
"
مصطفى
دمت ثريا

مصطفى الجزار
03-02-2008, 10:38 AM
هكذا الجزار كما تعودنا منه يحترم القارئ
ويحترم أنسانيته فلا يعبث بمشاعره ثم يتركه دون حل وأنما دائما يجد الحلول
الابداعية والحلول النفسية في إطار من الدراما الشيقة المؤلمة في ذات الوقت
تحياتي أخاً وصديقاً وفناناً

أخي وصديقي العزيز/ محمد البدري

شكراً لك على مرورك العطر، وعلى جميل حرفك.

تحياتي.

مصطفى الجزار
01-05-2008, 09:24 AM
حين قلت انك بارع من أول قصيدة قرأتها لك لم أكن مخطئة وحين قارنت بكبار الشعراء في الوطن العربي لم أبالغ لأنني يا استاذي لم أقل ذلك بلساني بل بلسانك انت الذي يأتي بكل ماهو جديد ومبتكر كم انت رائع يا أخي وكم في شعرك من الجمال المطلق والشعور المرهف والذكاء الفني الذي يدل على البراعة والاتقان العجيب..
وأحيي معك والدي وأستاذي الغالي د. مصطفى عراقي
مع خالص احترامي وتقديري:hat:

الصافية النقية/ صفاء حجازي

بارك الله فيك وفي مرورك العذب، وشكراً لك على حسن ثنائك الذي أرجو أن أستحقه، وبارك الله في أستاذنا الحبيب د. مصطفى عراقي.

تحياتي وتقديري لكِ.

مصطفى الجزار
22-12-2008, 08:56 AM
يا مصطفى يا مصطفى
انا بحبك يا مصطفى
بين الميم مصطفى
و بين الحاء حب
---------
رسالتك وصلت للجميع
و لكنها في الأرشيف
تساقطت أوراقها لأننا في فصل الخريف
شكرا يا جميل
محمود آدم

أخي وصديقي الشاعر النقي الصادق/ محمود آدم

خفة ظلك وسرعة بديهتك لم تفارق ذكراتي منذ أن رأيتك، زادك الله من فضله.

شكراً لك على مرورك الذي أحبه وأسعد به.

تحياتي وتقديري.

سعيدة الهاشمي
22-12-2008, 04:09 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

الشاعر الفاضل مصطفى الجزار،

لك مني باقة احترام وتقدير على ما كتبت هنا،

ذهلت من طريقة العرض، كيف انطلقت وكيف أنهيت القصيدة، لم أتوقع أن يكون ذلك محتوى الرسالة

لقد كان عنصر التشويق حاضرا منذ تلقيك إياها حتى آخر حرف من القصيدة.

إننا نسمع النداء، نبكي تارة ونكتفي بالدعاء، صدقت إنها تحتاج سلاما بالحاء لا بالميم.

دمت برقي، تحيتي ومودتي.

مصطفى الجزار
27-12-2008, 09:03 PM
ربما الكلمة توقيع لا بنمحي أبدا ربما ألف سلام إليك

أخي الكريم/ مجذوب

شكراً لمرورك الذي أحبه.

******

اللهم انصر أهل غزة يا كريم.

اللهم قوِّهم وأهلك من عاداهم وتجبر عليهم يا جبار السماوات والأرض.

آمين آمين آمين.

***

مصطفى الجزار
13-08-2009, 01:50 PM
الله الله
أبدعت أيما إبداع أيها الشاعر العملاق ..
ما شاء الله ..
وصدق الحبيب صلى الله عليه وسلم حين قال: ( .. إن من البيان لسحرا ..)
نص رائع بحق ، وتصوير رائع حمل كل مقومات الصورة الشعرية الفذة والمتفردة ..
ولا كلام بعد كلام الأساطين ..
ورغم أن المشاركة قديمة إلا أنها في هذه الأيام يتجدد سحرها وعبقها ..

عندي اقتراح ..
رغم أن كل القصائد في التثبيت هي قصائد رائعة وتستحق ذلك ..
لكن أقترح أن نركز في هذه الأيام على القصائد التي تحمل هذه الروح الوثابة والتي تتناغم مع خصوصية الحدث الذي تمر به أمتنا ..
ولذلك أقترح تثبيت مثل هذه الرائعة وأن يكون لها أولوية في ذلك على غيرها ..
ومن ناحيتي سأضيفها إلى منتدى لا للحصار لأنها تناسب ما أجمعه هناك ..
سلمت أيها الأخ الكريم .. أيها القلم المبدع .. ومتعنا الله بروائعك .. وبألقك المتجدد دائما ..
وتقبل خالص المودة والتقدير ..


أخي الكريم/ سالم العلوي

بارك الله فيك وشكراً لك على مرورك الرقيق وعلى تعليق الجميل، وعلى أفكارك التي أقدّرها.

تحياتي وتقديري لك.

ربيحة الرفاعي
25-02-2010, 12:13 AM
لم نترك لهم سلاحا سوى دماءهم
خذلاننا لهم ... يتواصل
وحصارنا لهم ... يشتد
وأعذارنا المقيتة كحالنا تعلن الخذلان وتتوارى خلفه كما لو لم يكن عارا
الشاعر المميز مصطفى الجزار
دام نبض حرفك جهادا ونصره

محمود إبراهيم
09-10-2010, 09:09 PM
ياله من فرق بين الميم والحاء
اللهم انصر أمتك وحرر بيتك المقدس
سلمت يداك

د. مختار محرم
17-12-2011, 08:44 PM
يا لجمال هذه القصيدة الخالدة
أسلوب مشوق أثار الحمية في النفوس أيها ارائع
هذا هو الشعر الذي يخلد في النفوس.
حري بالأجيال أن ترددها وتفظها وتاف إلى مناهج الدراسة لنربي أطفلنا عليها
مودتي شاعرنا الجميل

أحمد عيسى
29-12-2011, 06:53 AM
أعتذر لرفعي هذا الموضوع القديم
لكني تذكرت هذه الرائعة
وقرأتها في صباحي وأنا كلما أقرؤها تدمع عيني
وقلت لعلي أشارككم بها

مودتي كلها

عارف عاصي
29-12-2011, 10:10 AM
أخي الشاعر
مصطفى الجزار


برغم مرور السنوات
أرى القصيدة متجددة
فموضوعها الحي
يجعلها في القلوب دائما


بورك القلب والقلم
تحاياي
عارف عاصي

مصطفى الجزار
04-05-2012, 03:26 PM
الأستاذ الشاعر / مصطفى الجزار
نص على مستوى عال من الجودة خاصة في البناء الدرامي للحدث والذي اعتمد على المنولوج والصراع القيمي الواضح في ثناياه.
ويظهر ذلك جليا في المقاربة بين الهم الذاتي والعام أو القومي بل قل إن شئت المعاجة القيمية المزواجة بين ما هو خاص بما هو عام .
فالدائرة لا تبدأ إلا متسعة لتضيق ( العم ثم ابن الخال ثم الأخت ، على عكس ما هو منطقي) لتنطلق منها إلى العمومية لتجعلها لصيقة بأقرب العلاقات ( الأخت ) مما يقيم علاقة وثيقة بين العمومية والخصوصية ليصبحا شيئا واحدا مما يسقط في النفس القيمية الحقيقية لهدف النص أصلا .
أما عن الحوار الداخلي للنفس ( المونولوج ) فقد جاء على أسس سليمة للغاية حيث الانتهاء لغير المتوقع على غير الديالوج والكاشف عن الجوانب الخفية للشخصية المحورية في الحدث وما يزيد قوته الابتعاد تمام عن الصور الجمالية التي تجسد ولا تسقط وبمعنى آخر اتخاذ السردية الحوارية ركيزة أساسية للكشف والاسقاط في النفس بغير حدود وهذا ما لا تتيحه الصورة الجمالية بالتشبيه وغيره حيث لا تعطي القارئ إلا الملموس وبالتالي لا تناسب العمل الدرامي وتفاعله وتصاعده في آن واحد
أمّا عن اختيارك للبحر فنظرا لاختيارك العمودية فإن الغنائية بدت قوية نظرا لتواتر التفعيلة بشكل منتظم وانتهاء بالقافية التي لا تلبث أن تقيم بذاتها محورا هاما من الغنائية لا تعيب النص بل تعضده بما للهمزة الساكنة المسبوقة بألف مما يعني السكتة الموجعة التي تتوالد في نفس القارئ ولعل هذا ما حدا بك إلى محاولة إخفاء العمودية بالسطر في الكتابة وإن كان هذا لم يجد إلا في إعطاء الألفاظ ما يسمى بالفضاء الشعري لها
أي إعطائها الفرصة الكاملة للتأثير في النفس والإسقاط المتعمد للمعاني المراد الكشف عنها .
مودتي



أخي المبدع الكبير والناقد الرائع/ هشام مصطفى

ظالمون هُم مَن يعتبرون الشعراء أكثر إبداعاً من النقاد وقارئي النص الشعري في كل الأحوال... فـ(موهبة) الناقد الواعي الذي يسبر غور القصيدة وينثر كل ما فيها من مخبوء وظاهر في معرض رائع يزيد القصيدة بهاء ورواجاً في سوق الإبداع... هذه الموهبة لا تقل أبداً عن موهبة الشاعر.. بل ربما قد تزيد فتجد الناقد يجعل للقصيدة براحاً أوسع مما هي عليه ورؤية أشمل مما يقصد الشاعر نفسه في بعض الأحيان...

شكرا لك على هذه القراءة السريعة العميقة الواعية لنصي المتواضع.

تحياتي

مصطفى الجزار

وليد عارف الرشيد
04-05-2012, 07:38 PM
رائعة جديدة في أسلوب التناول سهلة اللفظة والمعنى رائعة الحس أبية سامقة في تناول قضيتنا المصيرية ولم يفت شاعرنا المبدع أن يعرج على مشاكلنا الاجتماعية المتعددة والتي هي بالضرورة جزء من المشكلة التي جعلت طفل القدس يستنجد ولا نصير ....
رائعة بكل المقاييس بارك الله بك ولك
محبتي وتقديري كما يليق بهذا الألق

محمد ذيب سليمان
04-05-2012, 07:42 PM
شاعر .. شاعر
يدفعنا لاقتفاء حروفه الجميلة
بما تحمل من معنى وبناء وموسيقى
شكرا ايها الحبيب على بذارؤ روحك

بهجت عبدالغني
04-05-2012, 08:56 PM
رائع بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى




الشاعر الكبير مصطفى الجزار

شكراً على هذا الشلال المتدفق

شاعرية ونبلاً





تحياتي ..