المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الحريـــة ، داخل القفص.



فاطمة اسماعيل
06-03-2007, 07:22 PM
الى نقاوة السماء المغطاة بالدخان ،يتأمل غيومها التي تسبح في البحر الذي اختفى عندما كثرت الابنية ، و يتناغم على موسيقى زمامير السيارات ،يا لهذه العذوبة ، اذا ما سقط نظره يسرح بأبنية شامخة و كم يحلو النظر الى الحجارة الجامدة الى الجفاف .. يا له من مسكين ، ينظر الى السماء برهة فيجدها خالية ثم يسقط ، يتمايل ، يهرب يقاتل ، يرفرف بجناحيه راجيا الهرب فلا يستطيع ، تحبسه القيود ، تحبسه قضبان قفصه .
تراه في أجمل طلة ، بريشه المتموج بين الاصفر و الاخضر ، يمازجه لون الحياة ، تراه يضحك للجميع ظنا بأنهم سينقذوه ، سيحملوه الى حيث لا يوجد قضبان ، و لكن تعلق بامل هارب منه ، للشمس يهتف مزقزقا للحرية المعلقة بالسماء ، هي من أخبره ان هناك امل وانه من المعاناة يندلع الصباح يواسيه و يزرع على طريقه نور الامل ، و هو لا يزال معلقا على شجرة اهداه له صاحب القفص ، جميلة طويلة جدا ، لها اوراق و قاعدة هي مطابقة تماما للطبيبعية الا انها مصنوعة من البلاستيك ليس لها رائحة ولا حياة ، حتى الاشجار ارادوا ان يجعلوها مزيفة فالزيف اصبح في كل مكان و هو اكثر ما يعرف هذه الايام !!..
ثم يعود ليشغل لحاظه في كل شيء ، يمر بعينيه الكبيرتين الضاحكتين على رغم الالم ،لينظر بين المارين ان وجد من بينهم من يعرفه ايام حريته ، قبل دخوله هذه الغابة من القضبان ، يقنع نفسه بأن احدا ما زال يعرفه ، ليقنع نفسه انه ليس وحده مسترجعا ذكرى النقاشات العذبة التي لطالما تناولها مع اصدقائه أيام كانت السماء مفتوحة على التحليق.
يزقزق يصرخ ، فيظنوه يغني و هو من الالم يصرخ ، فليس هناك من يرى سوى ريشه اذي يتطاير مع نسيمات لوثها الكذب ، و بينما هو يقفز من باب الى اخر يبحث عن مفر و ليس له سوى هذه القضبان الي تحيطه التي زينت بأجمل الالوان و شيدت بأثمن الحديد و الذهب و ما نفع كل هذا ؟؟؟
يقفز من حلم إلى آخر أ هم أوقفوه عن الطيران ، لكنهم لن يستطيعوا منعه من ممارسة الحلم .
هو يدرك ان الحلم ممارسة ، حين نتوقف طويلا عن الأحلام لاتعود تزورنا ابدا .
ذات شمس ساطعة قرر أن يكون ماعليه ، قرر أن يصمت لكي لا يلتبس على سجانه الصوت ، قرر أن يصرخ بالصمت ، صوته حين كان يخرج من حنجرته المثقلة بالخيبة ، جعل الآخرين يعتقدونه يغني ، ليصمت إذا لعلهم حينها يدركون عذاباته ، فيحرروه .
بضعة أيام لم يفتح فمه الصغير بنغمة أو بصراخ ، كانوا يتأملونه بشفقة ، أحس أنه يؤثر في مشاعرهم ،
بضعة ايام اخرى ، صاروا يجتمعون حول قفصه ، شعر أنهم حزانى من أجله ، تمادى بالصمت أكثر .
ذات شمس غاربة ، فتحوا له باب القفص ، وقف على بوابته ، حاول أن يفرد جناحيه ، وبمجرد ان قرر الطيران اكتشف أنه بلا جانحين .
سقط على الأرض ، وراح يتوسلهم بعيون دامعة : أعيدوني إلى سجني ، لكثرة ما تعلم الصمت ، فقدت ذاكرته قصائد الأجنحة .
هم لم يعيدوه ، تركوه مرميا على الشرفة ، كان يتأمل الشمس الغاربة ، يتأملها بالم واشتياق ، لساعت طويلة ظل هناك ، آخر مشهد يتذكره ، أحدهم يحمله ويرمي به من الطابق العالي جدا ، كان ارتطامه قويا على الأرض ،
الشيء الوخيد الذي عاود التحليق ، كانت روحه تصعد إلى الأعالي ، وقتها شعر أنه في منتهى الحرية والفرح .

____

رشة قوس قزح..

خليل حلاوجي
12-03-2007, 03:00 PM
نعم

سكان السماء الآن بشوق عظيم لانقياء الارض

ولكن

لامناص من الصبر فوق الارض الحزينة .... ارضنا

جوتيار تمر
12-03-2007, 09:26 PM
فاطمة...
هل يمكن اننا ادمنا الخنوع والخضوع والعبودية لدرجة لم يعد باستطاعتنا ممارستها حتى والقيود قد كسرت ورفعت عنا..؟
هل يمكن اننا من كثر من استعبودنا، واذلونا، لم نعد نعي ماهية وجودنا..والى ما تصير امورنا ومصائرنا...؟
هل يكمن اننا اصبحنا نخاف وقوفنا لوحدنا دون نان يسند احدهم ظهرنا...؟
هل يمكن اننا لم نعد نعرف كيف ندير امورنا الا تحت مظلة الذين استعبودنا...؟
هل يمكن ان ننخدع برقة دموعهم وعذوبة كلماتهم ورونق حياتهم وهم يمدون ايديهم الينا...؟
هل يمكن ان العبودية اصبحت ولادتنا وليس لنا من حرية الا وارواحنا تعانق السماء...واجسادنا التراب...؟
لعمري انها لآفة...آفة.....!!!!!!

نص باذخ
دمت بخير
محبتي لك
جوتيار

راضي الضميري
13-03-2007, 01:57 PM
مشهد يصور الآم و أحزان ماضٍ وحاضر ، أنهكه الحزن والهم ، حتى كاد أن يصيبه اليأس ، لكنه ما زال يملك روح الأمل بمحاولة الطيران من جديد ، فلم يبقى له سوى هذا الامل الوحيد.
قراءة جديدة لنصك البديع تعطينا دفعاً جديداً نحو الحياة ، لا يأس ... إياك أن تنتهي ، تجلد ... إصبر ...ومت واقفاً في سجنك ، أو محلقاً بحريتك التي تستحقها.
تزدحم المعاني والعبر في ثنايا نصك المبدع ...
تقبلي أجمل التحيات

فاطمة اسماعيل
16-05-2007, 03:18 PM
ياااااااااااااااااااه
يحلم بالطيران ، يمارس الحلم ، بلا جناح ، يهوي ، يتحرر بالموت .....
ليته لم يحلم ولم يمارس الحلم ولم .... ينتحر!
ولكل قراءته لهذا الإبداع
أختنا الأستاذة فاطمة
تقبلي احترامي
شاهين


استاذ شاهين ابوالفتوح
هذا الطائر الذي حلم بان يطير ، كاد حلمه ان يتحقق لو لم يسلبوه حريته لم يسلبوه نفسه ، صارع قفصه و تحدى .. و لكنه لم ينتحر بل احدهم رماه ، و عندها شعر بالحرية ..

احترامي لك .. و اعتز بمرورك العطر .

فاطمة اسماعيل
16-05-2007, 03:21 PM
نعم
سكان السماء الآن بشوق عظيم لانقياء الارض
ولكن
لامناص من الصبر فوق الارض الحزينة .... ارضنا


نعم اخي خليل نشتاق السماء ..
اوليس اثقل العذابات عذاب الشوق ؟

تحية طيبة لك و لقراءتك الطيبة .

د. نجلاء طمان
18-05-2007, 05:34 PM
الأديبة القاصة: فاطمة اسماعيل

قصة رائعة تشى بامكانيات قاصة جيدة. تناولت القاصة فكرة هامة أساسية ومتأصلة فى عقولنا وأرضنا وهى فكرة الحرية والعبودية. اعتمدت القاصة فى النص على فكرة الترميز التى تصيب كبد الحقيقة فى مهارة. كان العمل سردى مباشر وواضح وكانت الرمزية هادئة وواضحة بعيدا عن التعقيد مما جعل المتلقى يستجيب لها فورا. بدأت القاصة بعنوان مناسب للهدف ووفقت فى الدخول ولم يفلت منها الخيط الحبكة حتى وصلت الى الخاتمة التى كانت موفقة الى حد كبير لفظا ومعنى . أختصر القصة فى كلمتين.. الحرية أو الموت.


شعاع من قوس قزح

وشذى من الوردة



د. نجلاء طمان

فاطمة اسماعيل
19-05-2007, 05:56 PM
فاطمة...
هل يمكن اننا ادمنا الخنوع والخضوع والعبودية لدرجة لم يعد باستطاعتنا ممارستها حتى والقيود قد كسرت ورفعت عنا..؟
هل يمكن اننا من كثر من استعبودنا، واذلونا، لم نعد نعي ماهية وجودنا..والى ما تصير امورنا ومصائرنا...؟
هل يكمن اننا اصبحنا نخاف وقوفنا لوحدنا دون نان يسند احدهم ظهرنا...؟
هل يمكن اننا لم نعد نعرف كيف ندير امورنا الا تحت مظلة الذين استعبودنا...؟
هل يمكن ان ننخدع برقة دموعهم وعذوبة كلماتهم ورونق حياتهم وهم يمدون ايديهم الينا...؟
هل يمكن ان العبودية اصبحت ولادتنا وليس لنا من حرية الا وارواحنا تعانق السماء...واجسادنا التراب...؟
لعمري انها لآفة...آفة.....!!!!!!
نص باذخ
دمت بخير
محبتي لك
جوتيار


جوتيار تمر
كل كلمة لها معنى ، و كل قصيدة نظمها شاعر ، وكل سؤال له جواب..
نجد الكل عندما نبحث عنهم ..

اشكر ردك
تحية طيبة

سحر الليالي
20-05-2007, 06:59 PM
المبدعة " فاطمة اسماعيل":

قصة مترفة بالروعة..!!
قرأتها عدة مرات ....
بحق جميلة حد الثمالة...!!

سلم قلمك ودام نبضك المبدع

لك حبي وباقة ورد

مأمون المغازي
20-05-2007, 10:55 PM
الأستاذة القاصة : فاطمة إسماعيل ،

حقيقة ؛ أتابع أعمالكِ ، وليست هذه المرة هي الأولى التي أزور فيها هذه الصفحة .

سعيد بأن أقرأ هذه القصة التي بدت بسيطة سهلة متدرجة في رقة متناسبة مع حالة الحزن ، وفقد الحرية .

أما الدخول والإدخال ، فقد اعتمدت فيهما القاصة على ما أسميه المصاحبة ، وقد استخدمت في ذلك الحكي القصصي ، حيث اصطحبتنا إلى القفص بسهولة ويسر لا لأن نراه ونرى ما فيه ، وإنما لندخله ، وهذه براعة منها مشكورة عليها ، إلا أن السرد أغراها في غير موضع فأطالت بما لو لم يكن موجودًا لرفع من قيمة العمل ، فمن الطبيعي أن تكون الشجرة في القفص من البلاستيك ، وهذه اللمحة وغيرها عدم وجودها بما يقتضي الفهم يفيد لا يضر ، إلا إذا صيغت لإضافة أبعاد تفيد الحدث ، أو تمت بصلة إلى حدث داعم للحدث الأصلي .
كما لاحظت أن القاصة بالفعل اعتمدت المصاحبة من بداية العمل وحتى النهاية ، بما مارسته من الرواية ، والإيضاح ، ما جعلنا أمام رمز وهو العصفور ، لكني أحببت أن أتعامل مع العصفور البطل بعيدًا عن الرمز لمن سجن محرومًأ من حريته بين من يرونه ولا يمدون له يد العون لأنهم مستمتعون بمنظره ، بينما عندما نأخذ النص على ظاهره ، نلمح فيه جماليات أوسع ، فالعصفور مخلوق حي ، والأحياء لا يحبون غير الحرية ، وبالتالي يمكن أن نحمل القصة على مسارات عدة ، وهذا إبداع ، أتمنى أن تأتينا القاصة بأعمال داعمة لهذه البراعة التي تؤكد مهاراتها القصية .

وقد أنهت القاصة عملها حين بينت أن الطائر لم يجد أجنحته ، لكني لم أجد تبريرًا لرغبته في العودة إلى القفص ، وكأن اليأس سكنه فأحب الحبس ، هنا حدثت مفاجأة ما لم تخدم القصة بقدر ما أفادت الإبهار ، ( ذات شمس غاربة ، فتحوا له باب القفص ، وقف على بوابته ، حاول أن يفرد جناحيه ، وبمجرد ان قرر الطيران اكتشف أنه بلا جانحين . ) بالعبارة السابقة انتهت القصة ولم تنته ، والذي أحدث ذلك تمام الحدث ، لتعود القاصة إلى ما تكمل به من أجل تحقيق هدفها من كتابة القصة ، وهو مفيد لكن الصياغة اللغوية لم تخدمه ، فافتتاح الفقرة الأخيرة بقولها : سقط على الأرض ، أحدث فصلاً بين العمل والمتلقي .

لكن يبقى هذا العمل جيدًا وماتعًا ومبشرًا بالخير ، وأوصي أختنا القاصة بمراجعة اللغة وتدقيقها ، وقراءة القصة مرات ومرات قبل النشر محبوسة في فكرها تتجدد وتنمو مثمرة بإذن الله .

القاصة : فاطمة إسماعيل
كانت هذه قراءتي

محبتي واحترامي

مأمون

فاطمة اسماعيل
22-05-2007, 03:16 PM
مشهد يصور الآم و أحزان ماضٍ وحاضر ، أنهكه الحزن والهم ، حتى كاد أن يصيبه اليأس ، لكنه ما زال يملك روح الأمل بمحاولة الطيران من جديد ، فلم يبقى له سوى هذا الامل الوحيد.
قراءة جديدة لنصك البديع تعطينا دفعاً جديداً نحو الحياة ، لا يأس ... إياك أن تنتهي ، تجلد ... إصبر ...ومت واقفاً في سجنك ، أو محلقاً بحريتك التي تستحقها.
تزدحم المعاني والعبر في ثنايا نصك المبدع ...
تقبلي أجمل التحيات


العزيز راضي
كل من ينال الحرية يمت واقفا ، و روحه بقيت راقصة و حرة و طائرة.
تحية طيبة