المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إمرأة من هذا الزمان !!!



راضي الضميري
07-03-2007, 09:45 PM
قالوا ...كل عقل الرجل لا يساوي عاطفة من عواطف المرأة:0014:

جلست والحزن بعينيها تراقب ابنائها العشرة ، اطفالٌ عشرة يلتفون حول المائدة ينتظرون الأمر بالهجوم .
كل واحد منهم أعد سلاحه ، ينتظر خوض جولة جديدة من جولات البحث عن البقاء والشقاء.
جلست والحزن بعينيها ، مات الاب منذ زمن ، ذهب وحيداً ، كما جاء الى هذه الدنيا وحيداً و ترك اطفالٌ عشرة .
حملي كبير يا ويلي ، ماذا افعل بأفواه الارانب ، يا رب ارحمني وأعني على ماهو قادم .
انتهت المعركة وترك الجميع الساحة لم يبقى شئ ، لا يوجد شئ ، لا جرحى ولا اسرى ولا معتقلين
حتى النفايات لم يبقى لها نصيب من هذه المعركة ،هجرتنا الفئران والقطط نحن بيت بخيل ، بخلاء رغم أنوفنا .
جلست و بدأت تتذكر ، رحيل الحبيب وبرحيله كل شئ تغير ، كانت تقول له وتتذكر ...
اعدادنا في تزايد فيرد عليها... لا خوف وربنا الكريم هو الرزاق فلا نتذمر...
تقول وتتذكر ، الحمدلله ، أسأل الله أن يتحسن حالنا ويتغير ، تقول وتتذكر...
أيامنا سوداء ، ولا أحد يعين أحد ، كلٌ يغني على ليلاه ، لا قريب يسأل ، ولا بعيد يعبأ ، ونادراً ما نُذكر .
أعمل ليل نهار ، اخيط الثياب ، ظهري انحنى آهٍ من كلي، عيوني ذابت من السهر ومن شدة المحن.
الاولاد يكبرون ، وانا أبذل جهدي كي لا يتشردون ، أخاف عليهم من الذئاب، والفقر ملعون.
البنات يصَلون والأولاد تارة يصلون واحيانا كثيرة يتركون ، وكأنهم من اقدارهم يتذمرون .
ماذا افعل حتى يتغيرون ، رحل الفارس مبكراً ، وتركهم صِغاراً ، ليت شعري أي مصير ينتظرون .
يا بنُي صلوا وارجوا عفو الغفور ، ولا تقنطوا من رحمة الله ، وما شاء الله سوف يكون .
مرت الايام والشهور والحال لم يتغير ونحن صابرون وعلى الله متوكلون.
ثم جاء عريس لا بنتها ففرحت ، ومن شدة الفرح لم تسأل عنه من يكون .
مرت ايام وشهور و جاءت البنت غاضبة ، وعلى كتفها طفلة من أجمل ما يكون .
ياأيها الزوج أعدها وأصبري يا ابنتي وتوكلي على الله، وما سيكون سوف يكون،
اماه انه لا يصلي ويضربني ، ولا يعرف حلالاً من حراماً، أكاد أصاب بالجنون .
مرت سنة أخرى وعادت مطلقة وعلى كتفها بنت اخرى ، ماذا يمكنني أن أقول ؟
جلس الجميع حول المائدة ومرة أخرى ستجري حرب من أبشع ما يكون.
جلست الأم تنظر اليهم بقلبٍ حنون وابتسمت ملء شفتيها وهي تقول...
الحمدلله زاد عددنا اثنين ، يا رب عليك توكلت وبدون رحمتك لا أكون..

حسام القاضي
08-03-2007, 08:14 AM
الأخ الفاضل الأديب / راضي الضميري
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اولاً مرحباً بك في منتدى القصة

" جلست والحزن بعينيها..."
هكذا بدات القصة ، وهي بداية موفقة
ثم اخذتنا معك في التفاصيل حتى انهيت القصة

لك اسلوبك المميز ، تعبيرات جميلة مثل
"انتهت المعركة وترك الجميع الساحة ، لم يبق شيء ، لاجرحى ولا أسرى ، ولا معتقلين .. حتى النفايات لم يبق لها نصيب من هذه المعركة "

طريقة رائعة للتعبير عن معركة التصارع على الطعام ، وإن كنت اختلف معك في وصف المعركة بانها " من أبشع ما يكون"

هناك بعض التفاصيل في تقنيات الكتابة
جمل الحوار اما أن تكون داخل علامات تنصيص مثل"..." ان كانت داخل العمل ، او أن تضعها مستقلة في اول السطر بعد تقديمها بـ شرطة الحوار
ــ ...

ولي رأي في نهاية العمل
كنت اتمنى أن تكون عند:
" جلس الجميع حول المائدة ومرة اخرى ستجري حرب من أبشع ما يكون "

أرجو ان تتقبل وجهة نظري بصدر رحب .

تقبل تقديري واحترامي .

راضي الضميري
08-03-2007, 03:01 PM
الأخ الفاضل الأديب الكبير / حسام القاضي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكرك جزيل الشكر على ملاحظاتك الرائعة والقيمة ، وإذا لم يتسع صدري لمبدع مثلك ، كيف سنعرف أخطائنا ...
بارك الله فيك ،،
تقبل تحياتي

سحر الليالي
08-03-2007, 08:06 PM
قصة رائعة
أعجبتني بحق

سلم قلمك أخي راضي
وتقبل خالص تقديريhttps://www.rabitat-alwaha.net/images/smilies/017.gif

راضي الضميري
12-03-2007, 12:26 PM
قصة رائعة
أعجبتني بحق
سلم قلمك أخي راضي
وتقبل خالص تقديريhttps://www.rabitat-alwaha.net/images/smilies/017.gif
الأديبة المتألقة /سحر الليالي
لقلمك سحرٌ خاص ...
سلمتِ ...
تقبلي شكري وتقديري

د. نجلاء طمان
22-03-2007, 01:57 AM
هى الحرب ..
لغة العصر..
عملة الأوباش..
وصمة الكبار..
لأننا فى عصر العسر..
نبتاع القطرة بالقطر..
يجتاحنا اعصار الدولار..
والنهاية..
نخبو فى بئر القهر.
تحية وشذى
الوردة السوداء.

راضي الضميري
24-03-2007, 03:42 PM
هى الحرب ..
لغة العصر..
عملة الأوباش..
وصمة الكبار..
لأننا فى عصر العسر..
نبتاع القطرة بالقطر..
يجتاحنا اعصار الدولار..
والنهاية..
نخبو فى بئر القهر.
تحية وشذى
الوردة السوداء.
هي كل ما ذكرت واكثر...
هذه أيام الأوباش وأصحاب الرذيلة ، وعصر الدولار المنتشي بدماء أيامنا وحزن ابنائنا ، وصرخات امهاتنا ، وقهر الرجال ...
هذه أيام ستمضي يوماً ما وإلى غير رجعة ، علينا ان نصبر...قليلٌ من الصبر ، وكثيرٌ من الإيمان...
حتماً سنصل...
أيتها الوردة ،الأخت الفاضلة
سعدت بمرورك .
تقبلي تحياتي