تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : أدب أسماء و التوحد مع الطبيعة و الجمال



حوراء آل بورنو
10-03-2007, 12:39 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

( حتى هو..أمي..وضع الليل في جيبي و غطاني بستائر الجرح ....ظننتُ أنني سأجد الوردةَ نائمة بعمق على كتفـه يهدهدها وينفض عن قلبها الصغير كل الرماد.. يحكي لها كعادته عن حكايا العشاق الذين مروا من هنا وبأيديهم جِرارُ الماء...لكنني قبل أن أدير ظهري لأستقبل الربيع القادم على حصانه الأبيـض ، وجدتُ الوردة قد ماتتْ..!! )

لقطة صغيرة من زاوية أصغر يستطيع القارئ أن يدرك – و سريعاً - أين يتجه الأدب بأسماء أو أين هي تتجه بالأدب .. اختر أيهما شئت ؛ ففي أي خيار تجد شيئاً ماتعاً يبهرك .
و كأن العدوى أصابتني من كثرة ملازمة أحرفها ؛ فرأيت نفسي أجمع مفردات أدبها نرجساً أو ياسميناً و أرتبه في سلال الذائقة الأدبية كأحلى ما يكون الجمع و الضم في طاقات .. هذا هو أدب أسماء كما رأيته ؛ أدب ملك الطبيعة بين السطور ، و صبغ الوريقات البيض بأزهى ما يكون زاهي النوّار و تباشير اللوز و الليمون .
إذا نجد الطبيعة ماثلة أمام العيون في " هطول " و في " شتاء " و في " ابتمسي " و في كل نص سكبت فيه الأديبة بعض معاني ذاتها ، و أدرك إدراك اليقين أنها توحدت مع تلك الطبيعة أنفاساً و لساناً صادقاً ترجمانه الحبر هنا !

قـلْ لي إذاً !! يا مَـنْ سكنَ معي النجمـاتِ والغيماتِ وأغاريـدَ قوس قزح، يـا مَـنْ وزّعَ معي قناديـلَ النجوم على ليالي المعذّبيـن ؟؟ يا مَـنْ زرعَ معي شتلاتِ الحلـمِ قبـلَ أنْ تنبتَ على مهَـلٍ بقلبيْنـا .. كيفَ لكَ أنْ تحبّنـي أكثـرَ، والحياةُ اختُزِلَـتْ فيـك ؟؟؟!

فهي تسكن النجمات مع حِبها و تفرش الغيمات و تصعد تلال قوس قزح .. بل النجوم قناديل تعلقها متى أدلج الليل و الحلم نبت يسقيه الحب في قلبها !
لكن الطبيعة لا تكتفي أن تقف عند بابها آنية للزينة .. بل نرى تشخيصها بلغ حداً عظيماً قلما نجد له مثيلاً ؛ فالشوق و الحنين و حتى الشتاء أرواح تتحدث و تتنقل و تعذب و تقبل و تدبر !

لِمَ يا شتاءُ ؟ ! لِم تستمرّ في التوغّل حتّى بينَ حرفي وشهيقه، وتصرّ رغمَ انفلاتي من ساعاتكَ الطويلة أنْ تحطّمَ ساعاتي، أن تُطفِئَ أنفاسَها، أنْ تمسخَها وحشةً ؟! وكلّما داويتُ معصمَ الأمنياتِ من بعض الجراح، تقفُ حائلاً بينه وبينَ الشفاء، بلْ وبكفّكَ القاسية تطرد الألوانَ عن ثغري وثغره، وتملأ مدفأةَ الذكريات بالبرد !

و الشوق !

هاقدْ بدّدَ الشوقُ مدّخراتِ القلب كلّها، بعدَ أن كنتُ أجمعهـا على مهلٍ مِن حدائق عينيْــه، فأصنعُ منها عِقداً، أحمرَ كأحلامي المؤجّلـة، أبيضَ كقلبِ حبيبي، ورديّاً كرحيق الأمنيات، لازوردياً كقسماتِ البحر، وهي ترتّبُ أماكنَهـا، أخضرَ كصباحاتٍ ماتزالُ ترمقني بشزرِ، مصبوغة بألوان قوس قزح، وهي تحتفلُ بقلبٍ يعودُ للأنقاض !

و تظل الأديبة تحدث الشوق و يحدثها ، و تناجي الحنين و يناجيها ليكون موضوعها الأكثر بروزاً ، و الأعظم تعلقاً بأهداب الحبر المهرق على صفحاتها ، و لتثبت لنا أنها جمعت في أدبها كافة سمات مدرسة أدبية أفل نجمها عن ساحة الأدب إلا قليلاً ليسطع نوره بين يدي قلم أسماء من جديد .


حرة: يا أغنيةَ الزنبـق،
كنتُ جالسةً إلى الشوق، كما تعرفين، أحدّثُه عن أحبابٍ لي رحلوا، فما ارتضى عني رحيلاً ..ارتعشتْ أناملي وهي ترتعد بوحاً، تهفو إلى أن تنحتَ على جدرانِ الأوراق حروفاً، أو شكلاً لا يشبه وجهَ الشوق، ولكن الشوقَ كان أنانيا، أبى أن يحرّر شواطئي، أراد أن يحتلّ قائمة الزمن، فانهملتْ كل المسافاتِ بين يديّ مغمىً عليها، وأصبحَ القريبُ بعيداً والبعيدُ أبعدَ...

و القارئ لأدب هذه الأدبية الرائعة يدرك تماماً مقدرتها على الحفاظ على تلك الموسيقى العذبة الرقيقة و التي تشي دوماً بنهجها الممتد من سويداء قلبها إلى العيون ثم القلوب ؛ فلا أثر لتلك الموسيقى النحاسية الجرس ، و لا الصاخبة الصوت ؛ فلا نداء عالياً و لا هتافاً مجلجلاً .. بل همس يعتمد على استعمال اللغة استعمالاً جديداً في دلالات و صور غاية في الرقة مع كبير إبهار : " عُشَّ سنابل ، باقات الملح المزروعة بالأصداف ، يصنعُ للشمسِ تاجـاً من الحروف ، حمامةَ البوح ، شفة الربيع ، قناديـلَ النجوم و أغاريد قوس قزح ... "

يدفعني أدب أسماء – بكل خلاله – إلى صورة واحدة لا أرى غيرها يمثله تمثيلاً فريداً و دقيقاً و غاية في الكمال ؛ صورة المدرسة الأدبية الرومانسية الحديثة .
فما من أديب أو أديبة رأيت يتوحد مع الطبيعة و الجمال قدر حرفها ، و مع ميل كبير إلى التشخيص و التجسيد في الصور و تحقيق وحدة عضوية عن تجاربها الذاتية ، مع جرس حرفها الناعم المتوافق مع أنين الحنين و الشوق .
و مما يزيد الأمر تمكيناً في نفسي أنها من أبناء المغرب العربي و الذين انطّبعوا تأثراً بالأدب الفرنسي الرومانسي السمت .
غير أن سمة واحدة من سمات تلك المدرسة نفضتها الأديبة عن ثوب أدبها بكل فخر و اعتزاز ؛ أنها تحسن الظن بربها فلا مجال لتشاؤم و لا استسلام للآلام و الأحزان ، فها هي رغم كل الأوجاع تقرّ أنها بألف خير من الله :

" أمي..يا حبّة القلب..تغيرت أمور كثيرة لو تدرين ! ..لكني أشفقتُ على الدمعة الملقاة هنا من أن ترويها عيون المزن فتصبح وريدا من أوردة الصمت.. لا تقلقي عليّ..كل شيء بخير والحمد لله...إنني الآن أزركش قلب البحر بأغنية المساء..أغنّيها و أغنّيك..لا تنسي أن البحر أهداني قلبه قبل أن يعود إلى هنا..قلبا نصفه ياسمين و نصفه أنا ."

أقرأ أسماء عائدة بأدب المدرسة الرومانسية عودة قوية ، و باعثة لموات كثير من سماتها ، و ممثلة لها خير تمثيل يكون في هذه الحقبة .

مأمون المغازي
10-03-2007, 01:07 AM
الأستاذة الأديبة / حوراء آل بورنو

وكأن روحك حلقت حولنا في اجتماع أدباء الواحة بالكويت ، إذ قدمت أوراق وقراءات في أدب الأستاذة أسماء حرمة الله ، تناولت العديد من المحاور في أدبها .

أديبتنا الكريمة ، اسمحي لي أن أثني على ما قدمتِ هنا خير الثناء ، وأن أقف أمام آرائك متأملاً ، وفي انتظار ما ينشره أساتذتي في فرع الكويت .

تقبلي تحياتي وتقديري

مأمون المغازي

وفاء شوكت خضر
10-03-2007, 01:22 AM
الفاضلة حوراء آل بورنو ..

قراءة في أدب أسماء والتوحد مع الطبيعة والجمال .. قراءة لشخض أسماء الذي يتمثل بأدبها ..
فأسماء تعيش بالطبيعة ومعها كأنها جزء من تكوينها ، تتفاعل وتنفعل بها ، حتى باتت أسماء هي اليمامة ، والياسمينة ، والسنابل .. حملت أسماء من الطبيعة أرق صفاتها ، فكان مدادها يرسم طبيعة الإنسان ، وطبيعة الكون .
قراءتك هنا أظهرت جانبين ..
الأول .. أدب أسماء الرائع وسماته ووصفه ..
الثاني .. قدرتك الأدبية الفائقة .

أسماء وحوراء .. روحان تآلفتا ، فباتت إحداها توأما للأخرى بالخلق والأدب والرقة .. والتميز في الأسوب الأدبي ، والإنسانية الرقيقة المؤمنة المتصفة بالنقاء والصفاء .

لا أدري هنا هل أقرأ أسماء وأدبها ، أم أقرأ حوراء وتفاعلها مع نصوص أسماء الأديبة بقلم حوراء الأديبة .

أبدعت أيتها الحرة بهذه القراءة العميقة الرائعة ..

شكرا لك ..

تقديري الكبير لأديبة تبهرنا كل مرة ، بما تقدمه لنا على مائدة الأدب ..


تحيتي وتقديري .

د. محمد حسن السمان
10-03-2007, 08:57 PM
سلام الـلـه عليكم
الأخت الفاضلة الأديبة الكبيرة الاستاذة حوراء آل بورنو

وقفت طويلا عند هذا العنوان الجميل الأخاذ " أدب أسماء و التوحد مع الطبيعة و الجمال " ,
كأنه يلخص دراسات ومقالات في أدب الأديبة الراقية أسماء حرمة الـلـه , أقرّ دون شك ,
بأن لاأحد يمتلك مثل هذا الاحساس في التذوق الأدبي , إلا أديبة متمكنة راقية , تقدّر المعاني الجمالية , تحس الحرف والكلمة وتعرف أهمية توظيف الكلمة في التعبير عن الحالة والمشاعر ,
إن الدرر النفيسة , لابد لها من جواهري حاذق متذوق يدرك سحرها وخفايا الجمال فيها , لقد
سحرتنا ايتها الأديبة في الاحساس والغوص في التصوص , وترجمة الأبعاد الجمالية , وكم
تمنيت لو حظينا بهذه القراءة المتميّزة , في اجتماع أدباء الواحة الاسبوعي في الكويت ,
عندما جرت القراءت والدراسات رفيعة المستوى , في أدب الأديبة أسماء حرمة الـلـه , لكانت
نورا على نور , فلم نكن بعيدين عن مثل هذه الافكار وهذا التذوق , فقد نقلنا إليه أدباء رائعون ,
مثلك أيتها الأديبة الكبيرة , واسمحي لي أن أقتبس من الأخ الغالي الأديب الراقي الاستاذ مأمون المغازي , في تعليقه على مقالتك الجميلة :

" وكأن روحك حلقت حولنا في اجتماع أدباء الواحة بالكويت "

نعم وكأن روحك حلقت وكانت معنا , بل تفوقت بشفافيتك كثيرا , لدرجة أنني ضعت , فلم أعد
أعرف نفسي هل أتابع روعة الأدب عن الأديبة أسماء حرمة الـلـه , أم أتابع روعة الأدب
عند الأديبة حوراء آل بورنو , وفي هذا المجال , لم أجد أجمل مما تفضلت به الأديبة الراقية
وفاء خضر , عندما كتبت , بعد قراءة هذه المقالة المتميّزة :
"
أسماء وحوراء .. روحان تآلفتا ، فباتت إحداها توأما للأخرى بالخلق والأدب والرقة .. والتميز
في الأسوب الأدبي ، والإنسانية الرقيقة المؤمنة المتصفة بالنقاء والصفاء .

لا أدري هنا هل أقرأ أسماء وأدبها ، أم أقرأ حوراء وتفاعلها مع نصوص أسماء الأديبة بقلم
حوراء الأديبة . "

تقبلي احترامي , وأعتزازنا بكما في الواحة المباركة , أيتها الأديبتان المتألقتان , تعيدان لنا
أيام الأدب الجميل .

أخوكم
السمان

سحر الليالي
10-03-2007, 09:35 PM
هنا رائعة العطر تفوح من روعة النبض..!
حور :
قرأت روحك هنا وتوسدت حرفك وشعرت كأني أحتضن أسماء ...!!
أخبريني يا حور كيف تصيغين الأبجدية بهكذا دهشة ...؟!
لله ما أروع قلبك الذي ينبض بالنقاء

لك خالص حبي وباقة سوسن وألف قبلة

حوراء آل بورنو
10-03-2007, 09:43 PM
الأستاذة الأديبة / حوراء آل بورنو
وكأن روحك حلقت حولنا في اجتماع أدباء الواحة بالكويت ، إذ قدمت أوراق وقراءات في أدب الأستاذة أسماء حرمة الله ، تناولت العديد من المحاور في أدبها .
أديبتنا الكريمة ، اسمحي لي أن أثني على ما قدمتِ هنا خير الثناء ، وأن أقف أمام آرائك متأملاً ، وفي انتظار ما ينشره أساتذتي في فرع الكويت .
تقبلي تحياتي وتقديري
مأمون المغازي


الأخ الفاضل

لا ريب أن روحي محلقة دوماً مع كل نسمات اسمها " أسماء " ، و حولها تدور !

كان قد بعث إلي الدكتور الفاضل سلطان الحريري يخبرني عن نواياكم الطيبة في مدارسة أدب الغالية أسماء لهذا الأسبوع ، و لعلمه بوشائج الود التي تربطني بها كان إخباره لي لعلي - و قد علمت أسماء - أن أقرأ حرفها و أكتب فيه .
و لكني أملك قلماً ملولاً و صاحب أنفاس قصار فما كان منه إلا ما رأيتم ، فصّر في حق أدب الغالية أسماء أيما تقصير ؛ فإن أدبه - يعلم الله - ليستحق أكثر مما ذكرت أضعافاً ؛ وصفاً و تحليلاً و قراءة نقدية أوسع و أشمل .

ثم كان أني تمنيت أن تقرأ عليكم هذه الورقة في حينها .. غير أن الظروف لم تمكني من إرسالها إليكم في حينها .

شكر الله لك و أحسن إليك .

حوراء آل بورنو
11-03-2007, 08:38 PM
الفاضلة حوراء آل بورنو ..
قراءة في أدب أسماء والتوحد مع الطبيعة والجمال .. قراءة لشخض أسماء الذي يتمثل بأدبها ..
فأسماء تعيش بالطبيعة ومعها كأنها جزء من تكوينها ، تتفاعل وتنفعل بها ، حتى باتت أسماء هي اليمامة ، والياسمينة ، والسنابل .. حملت أسماء من الطبيعة أرق صفاتها ، فكان مدادها يرسم طبيعة الإنسان ، وطبيعة الكون .
قراءتك هنا أظهرت جانبين ..
الأول .. أدب أسماء الرائع وسماته ووصفه ..
الثاني .. قدرتك الأدبية الفائقة .
أسماء وحوراء .. روحان تآلفتا ، فباتت إحداها توأما للأخرى بالخلق والأدب والرقة .. والتميز في الأسوب الأدبي ، والإنسانية الرقيقة المؤمنة المتصفة بالنقاء والصفاء .
لا أدري هنا هل أقرأ أسماء وأدبها ، أم أقرأ حوراء وتفاعلها مع نصوص أسماء الأديبة بقلم حوراء الأديبة .
أبدعت أيتها الحرة بهذه القراءة العميقة الرائعة ..
شكرا لك ..
تقديري الكبير لأديبة تبهرنا كل مرة ، بما تقدمه لنا على مائدة الأدب ..
تحيتي وتقديري .

الغالية وفاء

شكر الله لكِ حسكِ و كريم خلقك ، و يعلم الله أن حرفي في أسماء قاصر .. قاصر و مقصّر ، و أنها تستحق أكثر منه هذا .. و أكثر .
نعم ؛ قد صدقت فحرف أسماء و كلمتها نبض رجعه عندي هنا .

كل تقديري لك و اعتزازي بك .

د.إيهاب النجدي
12-03-2007, 11:52 PM
الأديبة الفاضلة حوراء
قرأت بشغف بالغ ما سطر قلمك من تجليات التذوق النبيل , وهو يستوحي أدب المبدعة
أسماء حرمة الله
وكم كنت موفقة حقا في تلك الملاحظات التحليلية التي وقفت عليها :
الرومانسية , التشخيص , الموسيقى العذبة , الهمس ( وهي ملاحظات تبقى في حاجة كما ذكرت إلى مزيد من التفصيل والتحليل )
ثم تأتي الطبيعة معبدها الأثير .
وفي حضرة أدب أسماء أستعيد دائما شيئا من بودلير ( الفرنسي ):
الطبيعة معبد تكتنفه الأسرار
ويجوس منه الإنسان في غابات من الرموز
وكما تختلط الأصداء المديدة في الآفاق البعيدة
في وحدة غامضة عميقة
كذلك في معبد الطبيعة
تتجاوب العطور والألوان والأنغام ." بودلير "


تحيتي وتقديري

حوراء آل بورنو
14-03-2007, 01:03 PM
سلام الـلـه عليكم
الأخت الفاضلة الأديبة الكبيرة الاستاذة حوراء آل بورنو
وقفت طويلا عند هذا العنوان الجميل الأخاذ " أدب أسماء و التوحد مع الطبيعة و الجمال " ,
كأنه يلخص دراسات ومقالات في أدب الأديبة الراقية أسماء حرمة الـلـه , أقرّ دون شك ,
بأن لاأحد يمتلك مثل هذا الاحساس في التذوق الأدبي , إلا أديبة متمكنة راقية , تقدّر المعاني الجمالية , تحس الحرف والكلمة وتعرف أهمية توظيف الكلمة في التعبير عن الحالة والمشاعر ,
إن الدرر النفيسة , لابد لها من جواهري حاذق متذوق يدرك سحرها وخفايا الجمال فيها , لقد
سحرتنا ايتها الأديبة في الاحساس والغوص في التصوص , وترجمة الأبعاد الجمالية , وكم
تمنيت لو حظينا بهذه القراءة المتميّزة , في اجتماع أدباء الواحة الاسبوعي في الكويت ,
عندما جرت القراءت والدراسات رفيعة المستوى , في أدب الأديبة أسماء حرمة الـلـه , لكانت
نورا على نور , فلم نكن بعيدين عن مثل هذه الافكار وهذا التذوق , فقد نقلنا إليه أدباء رائعون ,
مثلك أيتها الأديبة الكبيرة , واسمحي لي أن أقتبس من الأخ الغالي الأديب الراقي الاستاذ مأمون المغازي , في تعليقه على مقالتك الجميلة :
" وكأن روحك حلقت حولنا في اجتماع أدباء الواحة بالكويت "
نعم وكأن روحك حلقت وكانت معنا , بل تفوقت بشفافيتك كثيرا , لدرجة أنني ضعت , فلم أعد
أعرف نفسي هل أتابع روعة الأدب عن الأديبة أسماء حرمة الـلـه , أم أتابع روعة الأدب
عند الأديبة حوراء آل بورنو , وفي هذا المجال , لم أجد أجمل مما تفضلت به الأديبة الراقية
وفاء خضر , عندما كتبت , بعد قراءة هذه المقالة المتميّزة :
"
أسماء وحوراء .. روحان تآلفتا ، فباتت إحداها توأما للأخرى بالخلق والأدب والرقة .. والتميز
في الأسوب الأدبي ، والإنسانية الرقيقة المؤمنة المتصفة بالنقاء والصفاء .
لا أدري هنا هل أقرأ أسماء وأدبها ، أم أقرأ حوراء وتفاعلها مع نصوص أسماء الأديبة بقلم
حوراء الأديبة . "
تقبلي احترامي , وأعتزازنا بكما في الواحة المباركة , أيتها الأديبتان المتألقتان , تعيدان لنا
أيام الأدب الجميل .
أخوكم
السمان

أيها الفاضل و الكريم و الكبير

لست أدري ما أقول و أنا أرى كل هذه الحفاوة بقلمي و قد خطا خطواته الأولى نحو القراءات النقدية ، و لا أخفيك أن ودي الكبير لأسماء رسم لي الخطوط العريضة لفتح نوافذ تذوق أدبها - و إن كان أدبها الرفيع في غنى عن رسمي .

ثم أن روحي باتت لصيقة بروح أسماء تدور معها حيث تدور هنا و هناك و في كل مكان ، فما تراه من جمال هو امتداد لها و ما تلمسه من أدب هو أيضاً بعض أدبها .

ثم أني ممتنة لكم جميعاً كل هذا الود الذي تحملونه لأسماء و صاحبتها .

كل تقديري لك .

خليل حلاوجي
14-03-2007, 02:42 PM
لقد اعطاها الله ووهب ... ان تكون الأبلغ عندما تخط بريشتها الحروف

ذلك انها تنصت الى عزف نبضنا .... فتحيل الموسيقى الربانية في أفئدتنا ... الى نزف للمحابر

نعم

انها أسماء

التي تدهشك عندما تذرف دموعها حزن ازقتنا العتيقة ....

اسماء

التي لاتعرف لليأس سبيلا ً فتصر على مرافقتنا في الحلم .... حلم الغد الازهر


وهنا فقط قرأت ماقرأته اديبتنا الكبيرة حوراء .... فتيقنت اننا سنكدح سوية الى عدل الله ورضاه متوحدين في ولاءنا له جل في علاه .... لعله عن حروفنا يرضى


لك العتبى اختاه

محمد إبراهيم الحريري
15-03-2007, 02:09 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
( حتى هو..أمي..وضع الليل في جيبي و غطاني بستائر الجرح ....ظننتُ أنني سأجد الوردةَ نائمة بعمق على كتفـه يهدهدها وينفض عن قلبها الصغير كل الرماد.. يحكي لها كعادته عن حكايا العشاق الذين مروا من هنا وبأيديهم جِرارُ الماء...لكنني قبل أن أدير ظهري لأستقبل الربيع القادم على حصانه الأبيـض ، وجدتُ الوردة قد ماتتْ..!! )
لقطة صغيرة من زاوية أصغر يستطيع القارئ أن يدرك – و سريعاً - أين يتجه الأدب بأسماء أو أين هي تتجه بالأدب .. اختر أيهما شئت ؛ ففي أي خيار تجد شيئاً ماتعاً يبهرك .
و كأن العدوى أصابتني من كثرة ملازمة أحرفها ؛ فرأيت نفسي أجمع مفردات أدبها نرجساً أو ياسميناً و أرتبه في سلال الذائقة الأدبية كأحلى ما يكون الجمع و الضم في طاقات .. هذا هو أدب أسماء كما رأيته ؛ أدب ملك الطبيعة بين السطور ، و صبغ الوريقات البيض بأزهى ما يكون زاهي النوّار و تباشير اللوز و الليمون .
إذا نجد الطبيعة ماثلة أمام العيون في " هطول " و في " شتاء " و في " ابتمسي " و في كل نص سكبت فيه الأديبة بعض معاني ذاتها ، و أدرك إدراك اليقين أنها توحدت مع تلك الطبيعة أنفاساً و لساناً صادقاً ترجمانه الحبر هنا !
قـلْ لي إذاً !! يا مَـنْ سكنَ معي النجمـاتِ والغيماتِ وأغاريـدَ قوس قزح، يـا مَـنْ وزّعَ معي قناديـلَ النجوم على ليالي المعذّبيـن ؟؟ يا مَـنْ زرعَ معي شتلاتِ الحلـمِ قبـلَ أنْ تنبتَ على مهَـلٍ بقلبيْنـا .. كيفَ لكَ أنْ تحبّنـي أكثـرَ، والحياةُ اختُزِلَـتْ فيـك ؟؟؟!
فهي تسكن النجمات مع حِبها و تفرش الغيمات و تصعد تلال قوس قزح .. بل النجوم قناديل تعلقها متى أدلج الليل و الحلم نبت يسقيه الحب في قلبها !
لكن الطبيعة لا تكتفي أن تقف عند بابها آنية للزينة .. بل نرى تشخيصها بلغ حداً عظيماً قلما نجد له مثيلاً ؛ فالشوق و الحنين و حتى الشتاء أرواح تتحدث و تتنقل و تعذب و تقبل و تدبر !
لِمَ يا شتاءُ ؟ ! لِم تستمرّ في التوغّل حتّى بينَ حرفي وشهيقه، وتصرّ رغمَ انفلاتي من ساعاتكَ الطويلة أنْ تحطّمَ ساعاتي، أن تُطفِئَ أنفاسَها، أنْ تمسخَها وحشةً ؟! وكلّما داويتُ معصمَ الأمنياتِ من بعض الجراح، تقفُ حائلاً بينه وبينَ الشفاء، بلْ وبكفّكَ القاسية تطرد الألوانَ عن ثغري وثغره، وتملأ مدفأةَ الذكريات بالبرد !
و الشوق !
هاقدْ بدّدَ الشوقُ مدّخراتِ القلب كلّها، بعدَ أن كنتُ أجمعهـا على مهلٍ مِن حدائق عينيْــه، فأصنعُ منها عِقداً، أحمرَ كأحلامي المؤجّلـة، أبيضَ كقلبِ حبيبي، ورديّاً كرحيق الأمنيات، لازوردياً كقسماتِ البحر، وهي ترتّبُ أماكنَهـا، أخضرَ كصباحاتٍ ماتزالُ ترمقني بشزرِ، مصبوغة بألوان قوس قزح، وهي تحتفلُ بقلبٍ يعودُ للأنقاض !
و تظل الأديبة تحدث الشوق و يحدثها ، و تناجي الحنين و يناجيها ليكون موضوعها الأكثر بروزاً ، و الأعظم تعلقاً بأهداب الحبر المهرق على صفحاتها ، و لتثبت لنا أنها جمعت في أدبها كافة سمات مدرسة أدبية أفل نجمها عن ساحة الأدب إلا قليلاً ليسطع نوره بين يدي قلم أسماء من جديد .

حرة: يا أغنيةَ الزنبـق،
كنتُ جالسةً إلى الشوق، كما تعرفين، أحدّثُه عن أحبابٍ لي رحلوا، فما ارتضى عني رحيلاً ..ارتعشتْ أناملي وهي ترتعد بوحاً، تهفو إلى أن تنحتَ على جدرانِ الأوراق حروفاً، أو شكلاً لا يشبه وجهَ الشوق، ولكن الشوقَ كان أنانيا، أبى أن يحرّر شواطئي، أراد أن يحتلّ قائمة الزمن، فانهملتْ كل المسافاتِ بين يديّ مغمىً عليها، وأصبحَ القريبُ بعيداً والبعيدُ أبعدَ...
و القارئ لأدب هذه الأدبية الرائعة يدرك تماماً مقدرتها على الحفاظ على تلك الموسيقى العذبة الرقيقة و التي تشي دوماً بنهجها الممتد من سويداء قلبها إلى العيون ثم القلوب ؛ فلا أثر لتلك الموسيقى النحاسية الجرس ، و لا الصاخبة الصوت ؛ فلا نداء عالياً و لا هتافاً مجلجلاً .. بل همس يعتمد على استعمال اللغة استعمالاً جديداً في دلالات و صور غاية في الرقة مع كبير إبهار : " عُشَّ سنابل ، باقات الملح المزروعة بالأصداف ، يصنعُ للشمسِ تاجـاً من الحروف ، حمامةَ البوح ، شفة الربيع ، قناديـلَ النجوم و أغاريد قوس قزح ... "
يدفعني أدب أسماء – بكل خلاله – إلى صورة واحدة لا أرى غيرها يمثله تمثيلاً فريداً و دقيقاً و غاية في الكمال ؛ صورة المدرسة الأدبية الرومانسية الحديثة .
فما من أديب أو أديبة رأيت يتوحد مع الطبيعة و الجمال قدر حرفها ، و مع ميل كبير إلى التشخيص و التجسيد في الصور و تحقيق وحدة عضوية عن تجاربها الذاتية ، مع جرس حرفها الناعم المتوافق مع أنين الحنين و الشوق .
و مما يزيد الأمر تمكيناً في نفسي أنها من أبناء المغرب العربي و الذين انطّبعوا تأثراً بالأدب الفرنسي الرومانسي السمت .
غير أن سمة واحدة من سمات تلك المدرسة نفضتها الأديبة عن ثوب أدبها بكل فخر و اعتزاز ؛ أنها تحسن الظن بربها فلا مجال لتشاؤم و لا استسلام للآلام و الأحزان ، فها هي رغم كل الأوجاع تقرّ أنها بألف خير من الله :
" أمي..يا حبّة القلب..تغيرت أمور كثيرة لو تدرين ! ..لكني أشفقتُ على الدمعة الملقاة هنا من أن ترويها عيون المزن فتصبح وريدا من أوردة الصمت.. لا تقلقي عليّ..كل شيء بخير والحمد لله...إنني الآن أزركش قلب البحر بأغنية المساء..أغنّيها و أغنّيك..لا تنسي أن البحر أهداني قلبه قبل أن يعود إلى هنا..قلبا نصفه ياسمين و نصفه أنا ."
أقرأ أسماء عائدة بأدب المدرسة الرومانسية عودة قوية ، و باعثة لموات كثير من سماتها ، و ممثلة لها خير تمثيل يكون في هذه الحقبة .
الأخت حوراء
تحية طيبة
ـ من أحب شيئا أكثر من ذكره ـ حديث يحملني إلى حيث مررت هنا، بعد قراءات اتسمت بتنهدات أحيانا ، وأحايين أخرى جرت مقل ذكرى ، فباتت قاب حرفين أو أدنى من تصفيد قلمي ، والنكوص إلى آخر المستمعين لنبض ود أهرق من بيان الصدق مداد نقد، تأدب في مدرسة الذوق دينا ، ونهل شربة الحنان من نهر نبوة الأخلاق ، فجادت حروفه ببيان صدق .
لم أعد أستطيع انتظار أكثر فقد طفح كيل الصمت ، وبلغت زبى الروح معاني ذائقة شربت معين الرؤية بكؤوس رؤى ، لا مجرد حروف قرأت ، بل كنت مابين الحرف والمعنى أجد وحدة روحين وقلمين ، وتآخي وجدان على صراط حزن مخبوء بين طرفي سطر ، لا هامش مناورة لهما إلا مزج المعاني بتباين نثرهما ، وتنوع المشارب ، ليصبا في غدير الأنين كوثر فطرة غنية عن تعريف، يضيق به توصيف الحالتين .
فما قرأت هنا لا قواعد نقد مقولبة ، أونظريات مسطحة ، أو قوانين فترت عليه أصابع الخيال ، ولكن قرأت وجدانا اتسم نورا تجلى على بيان، فأصبح من واقع القصد أقرب بل هو نفسه ، لا يحيد عن نية الأديبة أسماء قيد نقطة ، أو إشارة تعجب ، إنما جاءت رؤية الأخت حوراء من مركز البوح دفقات شعور تتوحد تحت دالية النهى ليكون الدفق اللاشعوري يجتاز سدود النظريات المجسمة بملامح نقد أخلاقي ، ليس به زلل ، ولا خطل معنى ، فكل حرف يتحد بمعنى ، وما عنك يا اخت ببعيد هذا ، فقد قرأنا لك ، وهذه ليست شهادة ، إنما للحقيقة سطوع .
جاءت القراءة لأدب أسماء ضمن وجدانيات تحلق في ملكوت الهمس ، تصمت الآقلام إجلالا لها ، وكأني بها تعلن ولادة نظرية نقدية تقول
النقد شخصية القارئ ، ومن خلال نافذة الصدق تتعالى قواعد الإخلاص للأدب .
شكرا أختي الفاضلة
وما التحية الباقية في كنانة صمتي إلا لأختنا أسماء

حسنية تدركيت
15-03-2007, 03:21 AM
جزاك الله خيرا اختي حوراء على هذه الرائعة
اسماء الرقيقة تستحق اسال الله ان يديم علينا نعمة الاخوة والمحبة في الله
لي عودة للنص ان شاء الله تعالى:001: :v1:

د. سلطان الحريري
16-03-2007, 12:19 PM
قال أحدهم :

من كان يشعر دائما بشعوري=في الليل أو في الفجر أو في النور
رأى الحياة بما نجدد دائما=أسمى من الإيضاح والتعبير
وهذه حال أديبتنا المبدعة الفاضلة حوراء آل بورنو في قراءتها النقدية مع نصوص الأديبة المبدعة أسماء حرمة الله ، فقد زودت حروفها النقدية بحرارة قلب وإيمان ، ورجاحة عقل وبرهان، ويبدو لي أن ممارسة الفاضلة حوراء آل بورنو للأدب علمتها معنى التجربة الأدبية ، كما علمتها كيف يتوهج الأدب بالعبارة المضيئة ، والصورة الحية ، والحركة المسايرة للانفعال والفكرة.
وبهذا الرصيد الكتابي ، والتجارب الأدبية ، إلى جانب قرب حميمي من أدب أسماء حرمة الله دخلت حوراء آل بورنو عالمها الرحب .
وتبعا لقراءتي لهذه القراءة فقد وجدتها تتبع منطق النقد التفسيري الذاتي ، إلى جانب النقد التحليلي الخارجي ،وقد كان الجمع بينهما موفقا إلى حد كبير ، أدخلتنا فيه القارئة الفاضلة إلى عالم أديبتنا المبدعة ، وقد رأيتها كالنحلة التي تمتص الرحيق من الزهر فتيحله بعد عملية واعية إلى شهد ، ولذها الشهد لون الزهرة وطعمها ورائحتها ، ولكن بقوام جديد.
أعجبتني القراءة أيتها الفاضلة ، فكتبت معقبا عليها بخربشاتي التي أرجو ألا تخدش القراءة نفسها.
لك خالص الود والتقدير

حوراء آل بورنو
18-03-2007, 08:16 PM
هنا رائعة العطر تفوح من روعة النبض..!
حور :
قرأت روحك هنا وتوسدت حرفك وشعرت كأني أحتضن أسماء ...!!
أخبريني يا حور كيف تصيغين الأبجدية بهكذا دهشة ...؟!
لله ما أروع قلبك الذي ينبض بالنقاء
لك خالص حبي وباقة سوسن وألف قبلة

بل أنت الرائعة بكل هذا الحس بمن تحبين !

أتريدين أن تعلمي كيف أصوغ الأبجدية هكذا ؟!
أتركها تصوغني !

كل ودي لك يا حبيبة .

حوراء آل بورنو
20-03-2007, 06:42 PM
الأديبة الفاضلة حوراء
قرأت بشغف بالغ ما سطر قلمك من تجليات التذوق النبيل , وهو يستوحي أدب المبدعة
أسماء حرمة الله
وكم كنت موفقة حقا في تلك الملاحظات التحليلية التي وقفت عليها :
الرومانسية , التشخيص , الموسيقى العذبة , الهمس ( وهي ملاحظات تبقى في حاجة كما ذكرت إلى مزيد من التفصيل والتحليل )
ثم تأتي الطبيعة معبدها الأثير .
وفي حضرة أدب أسماء أستعيد دائما شيئا من بودلير ( الفرنسي ):
الطبيعة معبد تكتنفه الأسرار
ويجوس منه الإنسان في غابات من الرموز
وكما تختلط الأصداء المديدة في الآفاق البعيدة
في وحدة غامضة عميقة
كذلك في معبد الطبيعة
تتجاوب العطور والألوان والأنغام ." بودلير "
تحيتي وتقديري

نعم أيها الفاضل ؛ هذه هي أسماء تتخذ من الطبيعة مادة حرفها ، و من معانيها تلبس معاني نفسها .. فهي و الطبيعة شيء واحد .

و الله أن أدبها ليستحق الكثير من التحليل و النقد ، و أقرّ أني ما أعطيته بعض بعض حقه ، و لكنه قلمي الضعيف عن متابعة الطريق - كما عادته .

شكر الله لك رأيك و جميل مرورك .

حوراء آل بورنو
21-03-2007, 08:18 PM
الأخت حوراء
تحية طيبة
ـ من أحب شيئا أكثر من ذكره ـ حديث يحملني إلى حيث مررت هنا، بعد قراءات اتسمت بتنهدات أحيانا ، وأحايين أخرى جرت مقل ذكرى ، فباتت قاب حرفين أو أدنى من تصفيد قلمي ، والنكوص إلى آخر المستمعين لنبض ود أهرق من بيان الصدق مداد نقد، تأدب في مدرسة الذوق دينا ، ونهل شربة الحنان من نهر نبوة الأخلاق ، فجادت حروفه ببيان صدق .
لم أعد أستطيع انتظار أكثر فقد طفح كيل الصمت ، وبلغت زبى الروح معاني ذائقة شربت معين الرؤية بكؤوس رؤى ، لا مجرد حروف قرأت ، بل كنت مابين الحرف والمعنى أجد وحدة روحين وقلمين ، وتآخي وجدان على صراط حزن مخبوء بين طرفي سطر ، لا هامش مناورة لهما إلا مزج المعاني بتباين نثرهما ، وتنوع المشارب ، ليصبا في غدير الأنين كوثر فطرة غنية عن تعريف، يضيق به توصيف الحالتين .
فما قرأت هنا لا قواعد نقد مقولبة ، أونظريات مسطحة ، أو قوانين فترت عليه أصابع الخيال ، ولكن قرأت وجدانا اتسم نورا تجلى على بيان، فأصبح من واقع القصد أقرب بل هو نفسه ، لا يحيد عن نية الأديبة أسماء قيد نقطة ، أو إشارة تعجب ، إنما جاءت رؤية الأخت حوراء من مركز البوح دفقات شعور تتوحد تحت دالية النهى ليكون الدفق اللاشعوري يجتاز سدود النظريات المجسمة بملامح نقد أخلاقي ، ليس به زلل ، ولا خطل معنى ، فكل حرف يتحد بمعنى ، وما عنك يا اخت ببعيد هذا ، فقد قرأنا لك ، وهذه ليست شهادة ، إنما للحقيقة سطوع .
جاءت القراءة لأدب أسماء ضمن وجدانيات تحلق في ملكوت الهمس ، تصمت الآقلام إجلالا لها ، وكأني بها تعلن ولادة نظرية نقدية تقول
النقد شخصية القارئ ، ومن خلال نافذة الصدق تتعالى قواعد الإخلاص للأدب .
شكرا أختي الفاضلة
وما التحية الباقية في كنانة صمتي إلا لأختنا أسماء

أعجز كثيراً أيها الفاضل عن الرد بمثل حرفك ، و يغلبني بيانك و أقف حائرة أي طرف من زوايا أسطرك أبدأ ... فمغلوب قلمي .
لا تعلم مقدار سعادتي أن بعض فرحي بأسماء رفيقة ظهر للعيان في أبهى حلة ، فما أصعب أن ننسج الفرح و نهديه أثواب دفء ! و لكني - بشهادتكم - نجحت في حياكة بعض هذا الفرح .

كل امتناني لردك الجميل .

و كل أشواقي لكِ يا أسماء .

حوراء آل بورنو
23-03-2007, 11:24 PM
جزاك الله خيرا اختي حوراء على هذه الرائعة
اسماء الرقيقة تستحق اسال الله ان يديم علينا نعمة الاخوة والمحبة في الله
لي عودة للنص ان شاء الله تعالى:001: :v1:

و جزيت الخير كله .

نعم ؛ أسماء و قلمها يستحقان كل الرعاية و الاهتمام .. كيف لا و هي إنسانة تحمل بين جنبيها كل معاني الإنسانية الحقة ، و قلمها قلم أديب كله بيان و فصاحة .

كل التقدير لك .

حوراء آل بورنو
28-03-2007, 11:17 AM
قال أحدهم :

من كان يشعر دائما بشعوري=في الليل أو في الفجر أو في النور
رأى الحياة بما نجدد دائما=أسمى من الإيضاح والتعبير
وهذه حال أديبتنا المبدعة الفاضلة حوراء آل بورنو في قراءتها النقدية مع نصوص الأديبة المبدعة أسماء حرمة الله ، فقد زودت حروفها النقدية بحرارة قلب وإيمان ، ورجاحة عقل وبرهان، ويبدو لي أن ممارسة الفاضلة حوراء آل بورنو للأدب علمتها معنى التجربة الأدبية ، كما علمتها كيف يتوهج الأدب بالعبارة المضيئة ، والصورة الحية ، والحركة المسايرة للانفعال والفكرة.
وبهذا الرصيد الكتابي ، والتجارب الأدبية ، إلى جانب قرب حميمي من أدب أسماء حرمة الله دخلت حوراء آل بورنو عالمها الرحب .
وتبعا لقراءتي لهذه القراءة فقد وجدتها تتبع منطق النقد التفسيري الذاتي ، إلى جانب النقد التحليلي الخارجي ،وقد كان الجمع بينهما موفقا إلى حد كبير ، أدخلتنا فيه القارئة الفاضلة إلى عالم أديبتنا المبدعة ، وقد رأيتها كالنحلة التي تمتص الرحيق من الزهر فتيحله بعد عملية واعية إلى شهد ، ولذها الشهد لون الزهرة وطعمها ورائحتها ، ولكن بقوام جديد.
أعجبتني القراءة أيتها الفاضلة ، فكتبت معقبا عليها بخربشاتي التي أرجو ألا تخدش القراءة نفسها.
لك خالص الود والتقدير

الفاضل و الكريم

كما يجب على الناقد أن يتصف بالموضوعية و الإنصاف حتى لا يهضم حق الكاتب في الإبداع .. فعلى الناقد - المحب - أيضاً أن ينهج في نقده ما تعاهد الناقدون عليه من أسس تبعده عن عين الرضا وحدها في الحكم على نصوصه .. و قد حاولت ذلك بانتقاء بعض من نصوص الأدبية أسماء مما يؤكد على ما أراه في أدبها من انتهاجه نهج المدرسة الرومانسية ؛ فأدبها يملك بكل صدق أبجديات تلك المدرسة باقتدار .

مرورك أيها الفاضل يضيف من البهجة و الجمال الكثير و الكثير على صفحاتي ، و إن من خدش فهو أن تغفو عينك - يوماً - عنها فلا تمر بها .

كل التقدير لك .

أسماء حرمة الله
15-05-2007, 02:46 AM
سلام اللـه عليك ورحمتـه وبركاتـه

تحيـة قطفتُها من قلبي


الحبيبـة حوراء،

أكرمتِني والأحبة بأكثرَ مما أستحقّ واللـهِ !
سامحيني على تأخري في الردّ عليكِ لِما تعلميـنَ شقيقتي، أتمنى من قلبي أن تستيقظَ الشّمسُ صباحاً، فتحملني على أجنحتها إلى أبعدَ من الأرض، حيثُ الأحزانُ ناحلـة، والآلامُ قد جفّـتْ !

اعذري قصورَ قلمي عن نثرِ بعضِ زهيراتٍ بين كفّيْـكِ، وقصورَه عن تلوينِ شرفتكِ الوارفـة بألوان قوس المطر، إكراماً لكِ وعرفاناً بفضلكِ، فمازالَ يشكو يُبْساً وخجلاً، وقد أحاطتْ بوريدهِ الدموع، فهلْ تقبلينَ بزهرة بنفسجٍ أزرعها بقلبـك، امتنانـاً ؟؟ وبدعاءٍ بظهر الغيب لا ينضب ؟؟
أدينُ لكِ بكِ شقيقتي. فدتْكِ نفسي، فدتْـكِ .


أحبّتي :

أديبنـا مأمون
الحبيبة وفاء
أستاذي د. السّمان
أديبنـا د. إيهاب
أديبنـا خليـل
أستاذي محمد
الغالية حسنية
أستاذي د. سلطان

أتمنّـى لكمْ ولحبيبتي حوراء السعادةَ وتحقيق الأماني في الدنيا والآخرة، وما ذلكَ على أرحم الراحمين بعزيز، باركَ ربّي بكمْ وبكرمكمْ الوارف. ممتنـة لكمْ وسأبقى كذلك حتّى آخر رمقٍ .



خالص تقديري، وارفُ امتناني :0014:
وألف طاقة من الورد والندى