المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : دين التسامح



سلطان نعمان البركاني
11-03-2007, 06:11 PM
دين التسامح خاتم الأديان = وخلاصة التوحيد والإيمان
الرحمة المهداة من رب السما = للعالمين هدىً وظل أمان
دينٌ حنيفٌ حافلٌ بمبادئٍ = ومقاصدٍ للعدل والإحسان
دينٌ أقام قواعداً شرعيةً = وضوابطاً للعيش باطمئنان
يهدي إلى النور المبين مبيناً = سُبل الرشاد بأوضح التبيان
ويُنير درب التائهين بنوره الــ = ــوضاء يوقظ مهجة الغفلان
فرسالة الإسلام أسمى دعوةٍ = نادت إلى التفكير في الأكوان
قصدت مخاطبـة العقـول وحـاورت = أهل النُهى بالحق والسلطان
ودعت إلى حسن التعامـل بين كـل الـ = ـناس والتسليم للرحمن
والاستقامة في الحياة تحملاً = لرسالةٍ سلمت من النقصان
حملت لـواء الحـق وهـو أحـق أن = يلقى قبول الواعي العقلاني
وسعت لتحرير الشعـوب فحققـت = نصراً بأقصر مدةٍ وأوان
فعقيدة التوحيد أقوى حجة = سحقت دعـاوى الكفـر والنكـران
وقفت على أن الوجود حقيقة = عقلية الاثبات والبرهان
هدمت أباطيل الضلال وظلمة الـ = ـجهـل الـذي يجثـو على الأذهـان
فانجاب ليلُ الجاهلية وانجلى = زيف الهوى والزور والبهتان
وانهار بُنيان الجحود وما بناه = الشرك والإلحاد من أوثان
وهوت عـروش الظالمـين وزُلزلـت = عمدان ملك الفرس والرومان
برسالةٍ سمحاء تمسح دمعة الـ = ـباكي وتكشف حيرة الحيران
شرعاً سماوياً نظاماً شاملاً = ضوء يضيءُ مجاهل العميان
ملأ الدُّنا حقاً وعدلاً واعتنى = تحقيق إنسانية الإنسان
وأقام قاعدة التعايش مبدأ = للسلم ظلاً وارف الأفنان
لا فرق في الاسلام بين الناس في الـ = أعراق والأجناس والألوان
ولأجله جعل السلام تحية الـ = إسلام خير وقايةٍ وضمان
ليسود في الأرض السلام ويسلمَ = الإنسـان من ظلـمٍ ومن طغيـان
فالملةُ السمحاء روحانيةٌ = تُحيي وتبعث ميت الوجدان
حبٌ وإيثارٌ وروح أخوةٍ = وتعاونٍ وتراحمٍ وحنان
سُحبٌ من الأخلاق تغسـلُ قلـب من = مسـَّت وتمسـح مـا به مـن ران
وتُطهر الإنسان من درن الأنا = والشح والأحقاد والأضغان
تقضي على بؤر الشقاق ودافع = للشر والشحناء والشنآن
وإثارة النعرات والثارات بين = الناس والإرهاب والعصيان
فالأمن والإيمان دون تفرقٍ = مترابطانِ ترابط البنيان
بهما يطيب العيش لا بسواهما = تصفو الحياة وتستطيب أماني
وأساس تقديس الحياة سلامة الـ = إنسان من شرٍ ومن عدوان

* * *
سفكُ الدماءِ جريمةٌ ما جازها = عرفٌ ولا دينٌ من الأديان
والثأر إرثٌ جاهليٌ راجعٌ = لغياب فهم حقيقة الإيمان
يُردي البريء على جناية غيره = ظلماً ويوقعه بذنب الجاني
ولقتلُ نفسٍ دون أي جريرةٍ = قتلٌ لمن في الأرض من سكان
فالثأر أول ما يكون إثارة = للشر يستشري كما السرطان
كالنار تبدأ في الهشيم شرارةً = لا تنطفي وتصير كالطوفان
يأتي على كـل الحيـاة ومـا حـوت = حتماً ويترك كل شئٍ فاني
فإذا تفشـى الجهـل فابشـر بالهـوى = والغي والإيغال في الطيشان
والنفـس والشهـوات تنـزغ بالفـتى = حتى يميل إلى الهوى الفتان
تغوي وتغـري المـرء يسلك مسلكـاً = للشر عن وحيٍ من الشيطان
بئس العدو إذا استزل قرينه = أنساه ذكر الواحد الديان
فالثأر حمق يستثير حمية = وتعصباً يفضي إلى الخسران
آثاره فيها الكثير من الأسى = والرعب والترويع والأحزان
وبلا خلافٍ قد أثار مخاوفاً = لا تختفى في السر والإعلان
كم أُسرةٍ لم يبقَ من أفرادها = غير النساء وأصغر الولدان
تأسى وتحزن إن لمست ظروفها = وتضعضع الآباء والإخوان
وقبيلة للاقتتال تفرقت = لا تستقر ببقعةٍ ومكان
كانت ملاذاً للضعيف ونصرةً = واليوم صارت في أسى وهوان
فالثأر أخطر آفةٍ وأشدها = ضرراً وأسوؤها على الأوطان
داءٌ عضالٌ لا يكون دواؤهُ = إلا بعدلٍ قائم الميزان
يقضي وينصف في الحقوق بقوةٍ = متحرياً للحق والبرهان
وَلَكُمْ حياة في القصاص تَبَيَّنوا = وتدبروا ما جاء في القرآن
إن الذين يحاربون الله في = نشر الفساد فبئس فعل الجاني
فجزاؤهم أن يُقتلوا أويُصلبوا = ويُقطَّعوا والنفي في البلدان
جـراء ما اقترفـوه من نشـر الأسـى = والخوف والإرهاب والطغيان
عمَّ البلاءُ فهل يُلبي دعوتي = في دفع هذا الداء أهل الشأن ؟
عند انتشار الداء لا ينجو من الـ = أخطار قاصٍ في الدنا أو داني
هذا ونوشك أن نُباد بدائنا = ودواؤنا في المنهج الرباني
ولذا فيجدر أن نجود جميعنا = كلٌ بما يُجدي من الإمكان
إن السلام أساس كل تقدمٍ = وتطورٍ في الفكر والعمران
فافشوا السلام فإن أسمى مبدأ = ألاَّ تُمس كرامة الإنسان
فالدين حقق في الحياة عدالةً = عُدَّت أساس الحكم والسلطان