تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : سادن الوجع الجليل



يحيى السماوى
12-03-2007, 03:20 PM
عاتَبْتُ لو سمعَ القريبُ عتابي=وكتبتُ لو قرأ البعيـدُ كتابي !
وسألتُ لو أنَّ الذين مَحَضْتُهُم=وِدّي أضـاؤوا حيرتي بجوابِ !
وَعَصَرْتُ ماءَ العينِ لو أنَّ الأسى=أبقى بحقلِ العمرِ عُشْبَ شبابِ
وَأنَبْتُ عني لو يُنابُ أخو الهوى=بسخينِ أحداقٍ ونزفِ إهـابِ
وَتَرَنَّمتْ لــو لم تكن مشلـولةً=شفتي ... ومصلوبَ اللحونِ ربابي
كيف الغناءُ؟ حدائقي مذبــوحةٌ=أزهــــارُها ... ويبيسةٌ أعنابي
شجري بلا ظِلٍّ .. وكلُّ فصولـهِ=قيظٌ .. وظمــآنُ الغيومِ سحابي
طَرَقَ الهوى قلبي .. وحين فَتَحْتُهُ=ألقى به عصـــفاً وعودَ ثقابِ
حتى إذا كشَفَ الضحى عن شمسهِ=ألفيتُني ميتـــاً بنبضِ ثيــابِ
يتقاتل الضِـــدّان بين أضالعي :=عَزْمُ اليقــــينِ وحيرةُ المرتابِ
صُبْحي بلا شمــسِ .. وأما أنجمي=فَبَريقُ بارودٍ وومــــضُ حرابِ
روحي تمصُّ لظى الهجــيرِ وَتَسْتَقي=شفتاي من دمـــعٍ ووهجِ سرابِ
أرفو بخيطِ الذكرياتِ حشـــاشةً=خَرَمَتْ ملاءَتَها نِصــــالُ غيابِ
الدارُ بالأحبابِ .. ما أفياؤُهـــا=إنْ أَقْفَرَتْ داري من الأحبــاب؟
عابوا على قلبي قنــــاعةَ نَبْضِهِ=أنَّ الردى في العشــقِ ليس بِعابِ
أنا سادنُ الوَجَـــعِ الجليلِ خَبَرْتُهُ=طفــلاً .. وها قـارَبْتُ يومَ ذهابي
****
صـــوفيَّةَ النـــيرانِ لا تترفَّقي=بيْ لو أتيتُكِ حامـــــلاً أحطابي
قـد جئتُ أستجدي لظاكِ .. لتحرقي=ما أَبْقَتِ الأيـــــامُ من أعشابي
أنا طِفْلُكِ الشيـخُ ... ابتدأتُ كهولتي=من قبــلِ بـــدءِ طفولتي وشبابي
لَعِبَتْ بي الأيـــــامُ حتى أَدْمَنَتْ=وَجَعي .. وَخَـــرَّزَتِ العثارُ شِعابي
يحدو بقافلتي الضَـــــياعُ كأنني=للـحـزنِ راحٌ والهمـــومِ خوابي1
إنْ تفتحي بــابَ العتـــابِ فإنني=أَغْلَقْتُ في وجـــــهِ الملامةِ بابي
أهواكِ ؟ لا أدري .. أَضَعـْتُ بداهتي=وأَضــاعني في ليــــلهِ تِغْرابي
كلُّ الــذي أدريـــهِ أني بَذْرَةٌ=أَمّا هــواكِ فجـــدولي وتُرابي
نَزَقي عفيفٌ كالطـــفولةِ فاهدئي=أنا طفلكِ المفـــطومُ .. لا ترتابي
الشيبُ ؟ ذا زَبَــدُ السنين رمى به=موجُ الحيــــاةِ على فتىً متصابي
"ستٌ وخمسون" انتهين وليــس من=فرحٍ أُخيــــطُ به فتوقَ عذابي !
الدغل والزُقّــــومُ فوق موائدي=والقيـــــحُ والغِسلينُ في أكوابي2
أحبيبة الوجــــع الجليل مصيبتي=أن العــــراق اليومَ غاب ذئابِ
لو كـــــان يفتح للمشردِ بابه=لأتيتُهُ زحــفــــاً على أهدابي
وطويتُ خيمةَ غربتي لو أنهــــا=عَرَفَتْ أمانــاً في العراق روابـي
أوقفتُ ناعـوري على بستانِـــهِ =وعلى دجــــاهُ المستريب شهابي
****
عانَقْتُها فتوضَّأتْ بزفيرِهـــــا=روحي..وعطَّـ ـرني شميمُ خضابِ
كادت تَفرُّ إلى زنابقِ خصرهـــا=شفتي فـــــرارَ ظميئةٍ لشرابِ
سكرتْ يدي لمّــا مَرَرْتُ براحتي=ما بينَ موجِ جــــدائلٍ وقِبابِ
وحقولِ نعناعٍ تَفَتَّحَ وردهــــا=وسهولِ ريحـــانٍ وَطَلِّ حُبابِ3
لُذْنا بثوبِ الليلِ نَسْترُ شوقنـــا=من عين مُلتصٍّ ومن مرتــــابِ
فشربتُ أعـــذبَ ما تمنّى ظامئٌ :=شهدٌ غَسَلتُ بهِ مُضاغَ الصّــابِ4
يا أيها المجنونُ – صاحَتْ- دَعْكَ من=تُفـــــاحِ بُستاني وَزِقٍّ رضابي
جَرَّحْتَ فستــاني فكيف بزنبقي ؟=فَأَعِــــدْ عليَّ عباءتي وحِجابي
حتى إذا نَهَضَ المُكِّبرُّ .....والدجى=فَرَكَ العيونَ ولاحَ خيـطُ شِهابِ
وتثاءَبَ القنديلُ ... وابتدأ السنـا=عريانَ مُلْتَفّــاً بثــوبِ ضَبابِ
صَلَّتْ وصلَّيتُ النوافلَ مثلَهــا=وبسطتُ صَحْنَ الروحِ للوهّـابِ
****
خوفي عليَّ – وقد تَلَبَّسَني الهـوى-=مني ...ومنكِ عليكِ يومَ حسـابِ
إنْ كنتِ جاحـدةً هوايَ فهاتِـني=قلبي وتِبْرَ عواطـفي وصــوابي
نَمْ يا طريدَ الجَّنتينِ معـــانقـاً=خالاًً يشعُّ سناهُ بين هضـــابِ
عَرَفَتْكَ مخبولاً تُقايضُ بالنـــدى=جمراً وكهفَ فجيعــةٍ برحـابِ
****
اصحــابَنا في دار دجلةَ عذرَكمْ=إنْ غَرَّبَتْ قدمـــاي يا أصحابي
جَفَّتْ ينابيعُ الوئــامِ وأّصْحَرَتْ=بدءَ الربيعِ حـدائق اللبــلابِ
أحبابَنـا ...واسْتَوْحَشَتْ أجفانَها=مُقَلي وشاكسَني طريقُ إيابــي
أحبابَنا عَزَّ اللقــــاءُ وآذَنَتْ=شمسي قُبيـلَ شروقِهـا بغيـابِ
أحبابَنا في الدجـــلتين تَعَطَّلَتْ=أعيــادُنا من بعــدكم أحبابي
ندعو ونجهل أَنَّ جُلَّ دُعائِنـــا=منذ احترفنـا الحقـدَ غيرُ مُجابِ
نَخَرَ الوباءُ الطائفيُّ عظامنـــا=واسْتَفْحلَ الطاعونُ بالأربــابِ
عشنا بديجورٍ فلمــا أَشْمَسَتْ=كشفَ الضحى عن قاتلٍ ومرابي
ومُسَبِّحينَ تكــاد حين دخولهم=تشكو الإلهَ حجارةُ المحــرابِ
ومُخَنَّثين يرون دكَّ مــــآذنٍ=مجداً ... وأنَّ النصرَ حزُّ رقـابِ
وطنَ اللصوصِ المـارقين ألا كفى=صبراً على الدُخــلاءِ والأذنابِ
****
1 الخوابي : دنان الخمر وما شابه ذلك
2 الغسلين : ما يسيل من أجسام أهل النار.
3 الطل : اللذيذ من الروائح والنعم.
4 الحباب : بضم الحاء : الحب والود . وبفتح الحاء: ما يعلو الماء أو الخمر من فقاقيع. الصاب : نبت شديد المرارة.

خالد الحمد
12-03-2007, 03:58 PM
قرأتها ولما انتهيت من قراءتها

رأيت دمعة حرى سقطت على لوحة المفاتيح

هكذا الشعر عندما يهززك

كن بخير ياشاعر الهمّة

راااااااائع يايحيى راااااااائع

عارف عاصي
12-03-2007, 03:58 PM
أخي الشاعر / يحي السماوي

لا فض فوك
قصيدة تقطر شاعرية وألما

تحاياي
عارف عاصي

حوراء آل بورنو
12-03-2007, 04:02 PM
يا أكرمك الله ما أعظم حرفاً تكتبه .

كل التقدير .

خميس لطفي
12-03-2007, 04:48 PM
الله الله !
أهنئك أخي يحيى على هذه المعلقة الرائعة !

عبد القادر رابحي
12-03-2007, 06:12 PM
الشاعر القدير يحي السماوي
تحياتي الخالصة

قرأت حزنك
و يبقى في الذائقة الكثير منه
قصيد حزين
و معلقة لا يتسع لها جدار

تحياتي
عبد القادر رابحي

نهر التسنيم
12-03-2007, 06:28 PM
أيها الطائر يحي بين سماوات الإبداع ألقاً ...

ألجمتَ لساني والله !!
وارتعش جسدي من روعة ما قرأت ..

هل هذه القصيدة وليدة ليلةٍ وضحاها !!
أم أنها كانت عسيرة المخاض !!

قد طال رأسي الدوار من فرط الذهول ..

سلمكَ الله أيها البديع .. وسلّم قلمك المبدع


تحياتي وإعجابي وخااااالص جنوني ،،

أختك / نهر التسنيم ..

محمد إبراهيم الحريري
12-03-2007, 08:27 PM
عاتَبْتُ لو سمعَ القريبُ عتابي=وكتبتُ لو قرأ البعيـدُ كتابي !
وسألتُ لو أنَّ الذين مَحَضْتُهُم=وِدّي أضـاؤوا حيرتي بجوابِ !
وَعَصَرْتُ ماءَ العينِ لو أنَّ الأسى=أبقى بحقلِ العمرِ عُشْبَ شبابِ
وَأنَبْتُ عني لو يُنابُ أخو الهوى=بسخينِ أحداقٍ ونزفِ إهـابِ
وَتَرَنَّمتْ لــو لم تكن مشلـولةً=شفتي ... ومصلوبَ اللحونِ ربابي
الشاعر يحيى السماوي
تحية طيبة .
أدمنا حرفك حتى غدت قوافينا لا يليق بها ثمل حرف إلا إذا كنت شاهد الطيف عليها ، وأصبحتْ صورة الشعر مقرونة بحواف مشاعرك ، كهدب فكر ، فما يلذ قريض على طاولة خيال إلا بوجود سامر حرفك ، يقرع كؤوس الرضا ، وينبه الندامى بجلال حضور .
عتاب كان، ولكن مقرون بأمنية لو سمع العتاب َ قريب ، وما أراه يتحقق ـ وكتابة مصفدة السطور بشرط ٍ ممنوع ’ لآن البعيد لم يقرأ ، وتجليات مقابلة توحي بنقيضين ، قريب وبعيد ، يحملنا إلى تلك البقاع المممتدة على أطراف خيال شاعر ، أرضه التي تسافر إليها المتناقضات وتستوطن بها بعد لحمة أهل بينهم ،وتقاسم رغيف الصبر مناصفة إيثار ، وفداء نخل ، إنها بلاد شاعرنا .
وسؤال كان، ولكن لا جواب ، ليبقى الحائر بين متاهات الخيال ، فلا سماع من قريب ، ولا قراءة من بعيد ، ولا جواب ممن كتبوا حروف حيرته ،
لذا كان عصر العيون لاستخراج مائها ضرورة حل ، بعد أن سدت منافذ الحيرة ، ويبقى المحال سيد المنع لأفعال مقيدة بشرط بقاء عمر ذبلت على أغصانه عشب الشباب .
ويلتجئ الشاعر بعدها لحل ، ربما فيه بعض الجدوى وهو إنابة أخي الهوى ، ليرتد أمله بلا تحقيق ، رغبة لفقدان المطلوب .
فيعود ليذكرنا بكل مآسيه ، ومنها شلل الشفة عن ترتيل طلبه ، لأن رباب الأماني قد صلبت عليها الألحان فلا يجدي معها ترنم ولا سماع ، ولا قرار أو جواب .
كيف الغناءُ؟ حدائقي مذبــوحةٌ=أزهــــارُها ... ويبيسةٌ أعنابي
شجري بلا ظِلٍّ .. وكلُّ فصولـهِ=قيظٌ .. وظمــآنُ الغيومِ سحابي
طَرَقَ الهوى قلبي .. وحين فَتَحْتُهُ=ألقى به عصـــفاً وعودَ ثقابِ
ولا مجال أمام شاعرنا بعد أن حبكت الحيرة خيوطها ، وشدت وثاق بيانه إلا بسؤال حار جوابه باستفهام تعجب
كيف الغناء ؟ وكأنه يقول : وهذه العلل موجودة منها هجرة الطيور عن الحدائق المذبوحة ، ويالها من صورة تحملنا إلى غياب الأشجار ، وموت الأزهار ، وهذا يقضي على تغريد الأمل بالرحيل ، وكيف إن يبست الأعناب فمن يثمل الجناح ؟
أسئلة وسيرة رجل ، شعر بغياب أدنى مقومات المشاعر الرطبة بأزهار الماضي ، إلا من حاضر قيظ تصلبت على أيامه شموس الحرقة ، فبدت أشجاره بلا ظل ، وغيوم موسمه سحاب مقفر الفصل . وهذا يستوجب إعلان نتيجة وهي :إن الهوى لما قرع بابه بعد كل هذه المآسي كانت على حافة الاشتعال ، فعصفت به أعواد قدحت يباس العمر فشبت نيران ضيم .
رحلة ستطول بنا ، ولكن هنا أضع رحال الأنين ، بعد أن طفرت دمعة ،....
ويبقى الشكر على صهوة حرفي تحية لعملاق الشعر .
القائل :
وطنَ اللصوصِ المـارقين ألا كفى=صبراً على الدُخــلاءِ والأذنابِ
نعم كفى ، وكفى .........

يحيى السماوى
15-03-2007, 04:43 PM
الاخ الشاعر خالد الحمد :ارجو ان لا يكون بعيدا اليوم الذي يتطهر فيه العراق من رجس خنازير البنتاغون ، وعند ذ
لك ستقرأ لي شعرا يغرس زهور الابتسامة على شفتيك .
تقبل شكري ومحبتي .
الاخ الاديب عارف عاصي : لا غادرت سفن السرور مرافئ قلبك وعينيك ...لك مني شكر الممتن .
الاخت المبدعة حوراء : كيف حالك سيدة الحرف المخضب بالعبير ؟ لك من اخيك ما يليق بفضائلك من الشكر .
الاخ خميس :وأنا أهنيء كهف وحشتي بقنديل محبتك يا صاحبي . دمت فلاحا طيبا في بستان الكلمة .
عبد القادر رابحي : سنديانة قلبي تهديك شكرها لما وضعت فيها من زهور حسن ظنك بي ...شكرا لقلبك النبيل .
الاخت نهر التنسيم : القصيدة والله ، وليدة آهة بحجم العراق ...كتبتها في ليل عميق الظلمة كعباءة أمي . تقبلي شكري وامتناني .
اخي الشاعر محمد ابراهيم الحريري : كانت قصيدتي تشتكي البرد ، لكنك ألبستها من حريرك ، فغفت متدثرة بدفء بصيرتك ...دمت مبدعا يا صديقي

سلطان السبهان
15-03-2007, 08:22 PM
ماذا يقال من كلام في حضرة شعر يحيى السماوي


أقسم أن الشعر حين قسّم كان ليحيى نصيب الأسد

دمت كما يحب الله

مجذوب العيد المشراوي
16-03-2007, 11:52 AM
لا أملك ُ لها إلا التثبيت أيها الشاعر الكريم

يحيى السماوى
16-03-2007, 03:48 PM
اخي الشاعر سلطان السبهان : أثملتني يوما بقصيدك ، فانتشيت ... وها أنت تثملني اليوم برحيق قلبك ... أوليس من حقي أن أحب الشعر ، لأنه الجسر الذهبي الذي عقد الألفة بين ضفتي قلبينا ؟
لك مني نهر محبة لا ينضب يا صديقي ، مع تمنياتي لبساتين شعرك ، بينابيع إبداع لا تنضب ، وبالمزيد من الخضرة والظلال .

يحيى السماوى
16-03-2007, 03:55 PM
الصديق الشاعر مجذوب العيد المشراوي : لن أخشى على طين كهولتي من الجفاف ، ما دام ندى محبتكم نديم أبجديتي .
لك مني المحبة الموصولة بالامتنان يا صديقي .

د. سمير العمري
16-03-2007, 05:55 PM
حين أدخل في رحاب حرفك أعلم يقيناً أنني أدخل مملكة الشعر بسمو الحرف وشموخ المعنى.

أيها الشاعر المحلق في مداره .. قد أبهرت وأذهلت وأجعت.

أيها السادن الجليل للحرف الجميل .. ليس عندي أجمل من قراءة شعرك وتلمس مشاعرك.


أعجزتني والله وتعجزني.



إكباري ومحبتي

عمر زيادة
16-03-2007, 07:11 PM
طويلة ....من الطوال الجياد....
فيها من المشاعر و المعاني و الصور الشعرية ما فيها....

لا فض فوك...

تحياتي

سعيدي الحمد
17-03-2007, 12:07 AM
الشيبُ ؟ ذا زَبَدُ السنين رمـى بـه *** موجُ الحياةِ علـى فتـىً متصابـي

يحيى السماوي

أيها الشاعر الفذ , لم يسبقك الى هذ الإبداع شاعر !
وكأني بك تتمثل العراق بهذه الصورة الفذة !

لك التقدير ايها الفذ

دم اصيلا فذاً

مجذوب العيد المشراوي
17-03-2007, 10:16 AM
أعود إلى هذه الزهرة ..

عاتَبْتُ لو سمعَ القريبُ عتابي=وكتبتُ لو قرأ البعيـدُ كتابي !
وسألتُ لو أنَّ الذين مَحَضْتُهُم=وِدّي أضـاؤوا حيرتي بجوابِ !
وَعَصَرْتُ ماءَ العينِ لو أنَّ الأسى=أبقى بحقلِ العمرِ عُشْبَ شبابِ
وَأنَبْتُ عني لو يُنابُ أخو الهوى=بسخينِ أحداقٍ ونزفِ إهـابِ
وَتَرَنَّمتْ لــو لم تكن مشلـولةً=شفتي ... ومصلوبَ اللحونِ ربابي

أقول هي َ الدفقة الأولى التي تدلل على أن شعورك لحظة الكتابة كان مرتفعا ووهاجا أيها الشاعر
هذه الدفقة جد مركزة تنبىء عن عواصف ستأتي .. رائع والله

ماجد الغامدي
17-03-2007, 01:11 PM
الأستاذ الكبير الشاعر السامي السماوي
ما أصدقها من نبضة وأبلغه من بيان وأعذبها من مشاعر

عاتَبْتُ لو سمعَ القريبُ عتابي=وكتبتُ لو قرأ البعيـدُ كتابي !
وسألتُ لو أنَّ الذين مَحَضْتُهُم=وِدّي أضـاؤوا حيرتي بجوابِ !

لاتعتبوا حيثُ لاجدوى من العتبِ=ولتعجبوا إنني في غايةِ العجبِ !!

قصيدة رائعة تجاوزت حدود الإبداع ولامست الأحاسيس وأنبضت أوتارَ الشجن ،عَذُبت لها الألفاظ وانسابت لها المعاني وسلسَ لها الإيقاع
بين آلام المحب ومعانة المغترب ووفاء الإبن المنتمي
قرأنا فيها ما يعتملُ في نفوسنا جميعاً
ومضات عديدة تستحق التوقف والإكبار تجسّدَ فيها صدق المشاعر وروعة الشعر وعبقرية الشاعر

الشيبُ ؟ ذا زَبَــدُ السنين رمى به=موجُ الحيــــاةِ على فتىً متصابي
"ستٌ وخمسون" انتهين وليــس من=فرحٍ أُخيــــطُ به فتوقَ عذابي !
يقول الدكتور الأديب غازي القصيبي

خمسٌ وستُونَ.. في أجفان إعصارِ=أما سئمتَ ارتحالاً أيّها الساري؟
أما مللتَ من الأسفارِ.. ما هدأت=إلا وألقتك في وعثاءِ أسفار؟
أما تَعِبتَ من الأعداءِ.. مَا برحوا=يحاورونكَ بالكبريتِ والنارِ
والصحبُ؟ أين رفاقُ العمرِ؟ هل بَقِيَتْ=سوى ثُمالةِ أيامٍ.. وتذكارِ
بلى! اكتفيتُ.. وأضناني السرى! وشكا=قلبي العناءَ!... ولكن تلك أقداري
وهنا نقف مع إلتفاتتك إلى الصراع الدموي في العراق

ندعو ونجهل أَنَّ جُلَّ دُعائِنـــا=منذ احترفنـا الحقـدَ غيرُ مُجابِ
نَخَرَ الوباءُ الطائفيُّ عظامنـــا=واسْتَفْحلَ الطاعونُ بالأربــابِ
عشنا بديجورٍ فلمــا أَشْمَسَتْ=كشفَ الضحى عن قاتلٍ ومرابي
ومُسَبِّحينَ تكــاد حين دخولهم=تشكو الإلهَ حجارةُ المحــرابِ
ومُخَنَّثين يرون دكَّ مــــآذنٍ=مجداً ... وأنَّ النصرَ حزُّ رقـابِ
وطنَ اللصوصِ المـارقين ألا كفى=صبراً على الدُخــلاءِ والأذنابِ
قلت في قصيدة يا أيها السارونَ ليلاً حسبكم (https://www.rabitat-alwaha.net/showthread.php?t=20525)

أَوهكذا الإخوانُ يـا لِمصابنـا!=ولمن نباركُ والجميـعُ مصـابُ؟
بالديـنِ يجمعُنـا ربـاطُ أُخـوّةٍ=فعلامَ تُشهرُ في الوجوهِ حِرابُ!!؟
بالعروةِ الوثقى نديـنُ ونحتمـي=ولنا بذلـكَ شِرعـةٌ وكتـابُ
ويضمنا شرفُ العروبـةِ موئـلاً=بُرداً تفـوحُ بعطـرهِ الأطيـابُ
يا قومُ: رجعى للكتـابِ فطالمـا=نِيلت بتشريعِ الكتـابِ رِغـابُ
يا أيها السارونَ ليـلاً حسبكـم=فالليلُ خطب والطريـقُ ذئـابُ
رُجعى بني الإسلامِ أربابَ الحِجى=ندعو الرجالَ فهل يُردُ جـوابُ!؟
لك التحية شاعرنا الكبير

د. محمد إياد العكاري
17-03-2007, 11:34 PM
شعرٌ لاكالشعر، ومشاعر تموج كما البحر ، وقصيدة سكبت بأنفس الدر
ماذا أقول أيها الفحل ؟؟
قرأتها في رسالتك الكريمة وقرأتها هنا وكأن المعاني تتجدد بقراءتها
وسعدت بروعة قافيتها وحلقت بآفاق معانيها
صُبْحي بلا شمسِ .. وأمـا أنجمـي=فَبَريـقُ بـارودٍ وومـضُ حــرابِ
روحي تمصُّ لظى الهجيرِ وَتَسْتَقـي=شفتاي مـن دمـعٍ ووهـجِ سـرابِ
أرفـو بخيـطِ الذكريـاتِ حشاشـةً=خَرَمَـتْ ملاءَتَهـا نِصـالُ غـيـابِ
الـدارُ بالأحبـابِ .. مـا أفياؤُهـا=إنْ أَقْفَـرَتْ داري مـن الأحـبـاب؟
عابوا علـى قلبـي قناعـةَ نَبْضِـهِأ=نَّ الردى في العشـقِ ليـس بِعـابِ
أنا سادنُ الوَجَـعِ الجليـلِ خَبَرْتُـهُ=طفلاً .. وها قارَبْـتُ يـومَ ذهابـي
اللهم اجعله ممن يطول عمره ويحسن عمله وينفع به الأمة ليسكب لنا القطر والدر
لنرتوي ونستمتع ،ونتملى ونستنفع
بارعٌ رائعٌ مجيدٌ فحل
هي من الروائع والله بورك من ثبت
أيها العراقي الحبيب خذ هذه الدرة من السماوي واحتفظ بها هنا والسلام

درهم جباري
18-03-2007, 10:55 AM
ستٌ و"خمسون" انتهين وليس مـن =فرحٍ أُخيـطُ بـه فتـوقَ عذابـي !
أطال الله بعمرك ومتعك بالصحة وكشف عنك الكرب بتحرير عراقنا الحبيب
بك وبأمثالك يتحرر العراق ويسقل الذوق والمذاق
الحبيب/ يحي .. خذ من القلب غزير حبه ودم به كما أنت ساكنا شغافه .

صباح الحكيم
18-03-2007, 06:19 PM
و ربي كلمة رائع قلقلة قبالة هكذا ابداع
انك تنسج الألم قصيدة
حين اقراؤك أقرأني

كن بخير سيدي
رعاك الله و ابعد عنك الأسى

تحياتي و باقة ورود من بساتين عراقنا الحبيب


صباح

إكرامي قورة
18-03-2007, 11:22 PM
يا الله

أي روعة تسكن قصيدك الذي زرع مسامي ببذور حزنك أيها الشاعر الفذ ؟

لك الله يا عراق

أطال الله عمرك أيها البلبل الذي يُسكن شعرُه الروحَ جنة السعادة

وأعاد العراق ركن أمن وعز

تقديري الكبير وأسجل إعجابي الدائم في سجل زوار نصوصك السامقة

دامت الروائع

د. محمد حسن السمان
19-03-2007, 06:52 AM
سلام الـلـه عليكم
الأخ الغالي الشاعر الكبير يحيى السماوي

لقد قرأت هذه القصيدة أكثر من مرة , أتذوق هذا السحر وهذا الابداع , غريب هذا
التوازن , بين الرقة والجزالة , وهذا الامساك بخيوط الكلمات والمشاعر , لتنسج
مثل هذه السيمفونية , لاأريد الاسترسال أكثر , بل أكتفي بأن أقول :
أنت شاعر كبير حقا .

تقبل محبتي وإعجابي

أخوكم
د. محمد حسن السمان

خليل حلاوجي
19-03-2007, 02:50 PM
قد جئتُ أستجدي لظاكِ .. لتحرقـيمـا أَبْقَـتِ الأيـامُ مـن أعشابـي
أنا طِفْلُكِ الشيخُ ... ابتدأتُ كهولتـيمن قبـلِ بـدءِ طفولتـي وشبابـي



\


انت
الشاعر الشاعر الشاعر


وكفى

قبلة على جبينك الوضاء يابن بلدي

أهداب الليالي
19-03-2007, 09:55 PM
الشاعر المبـدع / يحيى السماوي

رافقت حرفك النابض بالألم ، و انسابت آهات شعرك في الروح بشجنها المهيب
لا أدمى الله لك قلباً ، ولا أدمع عيناً

لك تحيـات أيها الشاعر الفذ تليق بروعة حضورك

زياد السعودي
20-03-2007, 05:56 AM
السامق
يحيى السماوي
كنت قد تلقفتها
على بريدي الالكتروني
وانفردت فيها لاكتشف من خلالها
ومن خلال ما تدفق من شاعريتكم
كم انت منفرد وفريد
وها انذا هنا
في هذا الفضاء الرحب
اتناولها من جديد

تحية تليق ايها افينيق

يحيى السماوى
21-03-2007, 02:33 PM
أخي الشاعر المبدع د. سمير العمري : ليست محاباة يا صديقي ...أنت رسّخت قناعتي في ان المتوضئين ببخور الايمان ، لا يسيل من اقلامهم غير العبير ...ها هو عبيرك يا ربيب الفضيلة
يغمرني من اغصان جسدي حتى جذور الروح .
العزيز عمر زيادة : أهدي نوافذ روحك الطيبة ، ستارة من حرير المحبة ...دمت فاضلا .
العزيز سعيدي الحمد : مرورك البهي على قصيدتي ، خضبها بالفرح ...تقبل شكري .
مجذوب العيد المشراوي : عزيزي الشاعر المبدع ، هلا أخبرت مدادك ، محبة سطوري ، بالدرجة التي احبك بها قلبي أخا .
ماجد الغامدي : اخي الشاعر ، قراءتك الجميلة لقصيدتي قد أضفت عليها خضرة حقول قلبك ...اسأل الله أن يسرج لك كل قناديل الفرح .
د. محمد اياد العكاري : يا ذا القلب البهي ، خلال حضوري مهرجان الجنادرية ، نصبت فخاخي لاصطياد عصافير صوتك ـ ففشلت ... ومع ذلك ، سأنصبها من جديد ...دمت شاعرا مبدعا يا صديقي العزيز .
الاخ الشاعر درهم جباري : سنديانة محبتك ، أكبر من أن تكفيها زهور حدائقي ...ولذا قفوتها بورود الدعاء .بوركت شعرا وشعورا يا صديقي .
العزيزة صباح الحكيم : أسأل الله أن يسيّجك بملائكة لطفه ورعايته ، فأنا أعرف أن العراق بات مسلخا بشريا ...
اكرامي قورة : عزيزي الشاعر العذب ، أصدقك القول ، إن لمطر حسن ظنك ، جميل الاثر على عشب قصيدي ...فتقبل من اخيك ما يليق بك من المحبة والود .
الحبيب اشاعر المبدع د .محمد حسن السمان : أقسم انني اشعر بالحيرة حين أقرأ تعليقك على شعري ، فمن أين لي بالنول الذي يليق بحريرك ايها العزيز ؟ دمت واحة محبة على سعة الافق ، ايها الشاعر الشاعر .
خليل حلاوجي : أكرمني سيدي الاخ والصديق بقبول انحناء قلمي لمدادك ...عساه ينوب عن قلبي بين سطورك .
أهداب الليالي : كحّل الله أجفانك بالحبور ، ومسّد اهدابك بالرفاهية ...شكرا لنبل مشاعرك .
زياد السعودي : اخي الشاعر ، انا ارسلت اليك رماد قصيدتي ، كي تبعث عنقاء من شرفات محبتك ايها السادن الفينيقي الجميل .

محمد سمير السحار
22-03-2007, 05:18 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيدنا محمد خير الأنام
الأخ الفاضل والشاعر الكبير يحيى السماوي
لله درّكَ من شاعر
ويا لجمال بحر الكامل ويا لجمال هذه القصيدة على بحر الكامل
أطالَ الله في عمركَ أستاذنا الشاعر وجعلكَ ذخراً للشعر الأصيل
ورحمَ الله الشهداء وحرر العراق الجريح إن شاء الله
عندما قرأتُ لكَ أول مرة ظننتُ أقرأ لشاعر في العصر العباسي
خالص تقديري ومحبتي
أخوك
محمد سمير السحار

يحيى السماوى
22-03-2007, 01:16 PM
العزيز محمد سمير السحار : مرورك على رصيف قصيدتي ، قد أعشب صخرها ، فلك من شعري

ومشاعري ، حديقتين من ورد الود والامتنان ...

رقية علي الحارثية
22-03-2007, 07:26 PM
تَوَقَّعْتُ أنْ أجِدَ وَجَعًا مُذابًا عَلى شِفاهِ الكَلماتِ مُنْذُ قَرأْتُ العُنوانَ !


تَبْقى مُتلفِّعًا بالزُّرْقَةِ الخَالِدَةِ أيُّها السَّماوِيُّ السَّامِقْ



احْتِرامي

كُنْتُ هُنا / رُقيَّـة

حازم محمد البحيصي
22-03-2007, 11:31 PM
رائع جدا اخى يحيى ز أرفع قبعتي احتراما لك ولقولك الجميل وشعرك النبيل
لـو كـان يفتـح للمشـردِ بـابـه لأتيتُـهُ زحـفـاً عـلـى أهـدابـي
أجبتي البلاغة الرائعة جدا في هذا البيت

عمار الخطيب
23-03-2007, 02:00 AM
أحبيبـة الوجـع الجليـل مصيبتـيأن العـراق اليـومَ غـاب ذئــابِ
لـو كـان يفتـح للمشـردِ بـابـهلأتيتُـهُ زحـفـاً عـلـى أهـدابـي
وطويتُ خيمـةَ غربتـي لـو أنهـاعَرَفَتْ أمانـاً فـي العـراق روابـي


صدقتَ أيها الشاعر صدقت!
لله درك وكفى!
أسأل الله تعالى أن يخفف عنا وعنكم...وأن يرجعنا وإياكم إلى الدّيار سالمين غانمين.

تحياتي واحترامي...

بندر الصاعدي
24-03-2007, 07:33 AM
وتبقى يا يحيى تزف لنا عرائسك من رحم المعاناة , إنك من القلةٍ البلغاء الذين تحيا بهم المفردة فتجول في مشاعرنا قبل خواطرنا فتتملكنا فرحين بها مستمتعين , ننفض لها غثاء الكلام المتراكم من حركة الحياة اليومية في آذاننا , فنستقبهلها خير استقبال ,و ولولا قلبي لقلت اكتب واكتب إلا أن هذه حاصل مادمت تعاني فأولى من ذلك سؤالي لك اللهَ صبرًا مثوبًا وفرجًا قريبًا ..
والله المستعان

يحيى السماوى
26-03-2007, 05:49 PM
[


رقية الحارثية : أنيخ عند بابك ، قافلة مثقلة الهوادج بيواقيت الشكر والامتنان ، سائلا الله أن يملأ أغصان حياتك بعناقيد الفرح ، ويطرز بستان عمرك ببيادر العافية والتوفيق . شكرا لنمير فضلك .

حازم محمد البحيصي : أكرمتني بحسن ظنك ... أكرمك الله بملائكة لطفه ، وأمطر حقول حياتك ، المسرة والحبور .


عمار الخطيب : وقوفك في بستان القصيدة ، قد اضفى على يبيس أشجارها ما كنت أرجو من الخضرة . شكرا لنداك يا صلحبي .


بندر الصاعدي : كيف لا تصبح أشواكي ورودا ، إذا كانت ينابيعك تمسّدها بنميرك العذب ؟

لك مني ما يليق بك من المحبة .

علي أسعد أسعد
26-03-2007, 06:45 PM
الله يا يحيى


هذي خوابيك

تسكر أرواحنا


معلقة هذه وربي


بارك الله بحرفك الرائع

يحيى السماوى
26-03-2007, 09:11 PM
الاخ العزيز علي اسعد اسعد : وبوركت يا صديقي ... واعلم ان نمير مشاعرك ، لأعذب الى روحي من دموع قصيدي . تقبل شكري ومحبتي.

حنان الاغا
26-03-2007, 10:07 PM
نادرة هي المرات التي أقرأ فيها كل الردود على نص ما،
ولكنني كلما قرأت ليحيى السماوي أحب أن أقرأ كل ما يكتب ، أحيانا قبل ردي وأخرى بعده.

بصراحة أحتار أيها الشاعر الذي يقطف ثمار الكلم من قمم الأشجار الرابضة فوق قمم الجبال أحيانا ، وأحيانا أخرى من أشتال نعناع ووريحان ترتوي من ماءدجلة أو الفرات.
وها أنا الآن محتارة لا أعرف ماذا أقول ، إلا أنني أجد ما قاله السبهان يسهل مهمتي
تحياتي وتقديري يحيى

يحـيى الحكـمي
26-03-2007, 10:09 PM
صُبْحي بلا شمسِ .. وأمـا أنجمـي **فَبَريـقُ بـارودٍ وومـضُ حــرابِ

خريدة تعلق على صدر الجمال

يحيى السماوى
27-03-2007, 02:06 PM
الأديبة الفنانة حنان الأغا : وددت عدم الإجابة على تعليقك ، خشية أن يفضح عبير حروفك ، دخان أبجديتي ...فمن أين لي بالفضاء الذي يتسع لأقواس قزحك سيدتي المبدعة ؟

بوركت يراع محبة ، وريشة تلون بالطيب غد الانسان .


الاخ الشاعر يحيى الحكمي : نحن متماثلان يا صديقي ....ليس لأننا ننتهل من نمير واحد ، وليس لأن جذورنا تتوغل في نفس الطين حسب ، إنما ، ولأن السوط الذي نهش عصافير أمانيك ، هو ذاته الذي ساط أجفاني ... أعني ، سوط الاحباط من حال الامة , دمت مبدعا ، مع محبتي .