المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وكان أن بكت ... ريم !



شروق الحب
13-03-2007, 07:59 AM
أفاقت من نومها متثاقلة على صوت المنبه الذي تشير ساعته إلى

الثامنة صباحا ..

كان في داخلها حزن غريب جعلها تقلّب ذاكرتها لتعرف سبب هذا

الحزن الذي يسكن وجدانها .. وهي تتساءل في نفسها عن السبب

لمحت على الأرض فستانها الأبيض فتذكرت أن اليوم هو يوم زفافها ..

صمتت عن التفكير لبرهة فكأن حدث زفافها الليلة قطع التعجب الذي أفاقت

عليه هذا الصباح .. عادت من جديد لتساؤلاتها ..

إلهي كيف أكون هذه الليلة لرجل آخر غير (خالد) وكيف سأستطيع

العيش معه والإخلاص لرابط الزواج بيننا وخالد بكل ذكرياته يحتل كل

قلبي .. كيف أجبر عقلي أن لا يخونه وأنا يوما لم أكف عن التفكير به ..

غزت الأسئلة كل تفكيرها وكأنه لا يكفيه ذاك الحزن الذي عاشته منذ

أن غاب خالد عن حياتها بعد أن طلبت منه أن يبتعد لاستحالة اجتماعهما

في بيت واحد يوما ..

أخذتها عاصفة الذكريات إلى تلك الذكرى العطرة التي لا زالت وفية لها

وكأن أحداثها لا زالت مستمرة على أرض الواقع .. كان خالد الحب

الأول الذي تذوقت معه السعادة والحلم الجميل الذي تمنت أن يظل معها

للأبد .. سرقته العادات البالية من حياتها .. فهي كانت من أسرة

عريقة لا تسمح بالزواج من أسر أخرى خاصة وإن كانت أقل منها

شهرة وعراقة ..
برغم محاولاتها الجادة في أن تغيّر بعضا من مفاهيم عائلتها لكن لم

يجدِ أي منها بالنفع ..

فما رسخ في العقل يستحيل على أنثى ضعيفة تغييره !

لم تكف عن حبه برغم غضب الكثيرين لكنها ولأنها ذات شخصية

قوية لم يهزها الرفض ولم يغيّرموقف أهلها من حبها لخالد يوما ..

فهي كانت تعتبره الأمل الذي أنقذ (ريم) من حياة الترف التي كانت

تعيشها بل هدف..

جعلها أنثى مختلفة رقيقة المشاعر دافئة بالحب بعد أن كانت تتعالى

على من هم أقل منها وتعتبر نفسها الأفضل في كل شيء ..

لكن وجود خالد لم يستمر للأبد .. فالقدر عاندها وأبعدها عنه بعد

أن كانت ملتصقة فيه كحبات المطر .. رحل عن ناظريها وهاجر إلى

دولة أخرى حتى لا يعمّق الألم فيها أكثر ويزيد من الفجوة بينها

وعائلتها بعد أن صارحتهم بأمر حبها له ..

مرّ على رحيله ما يقارب السبعة سنوات وهي لا زالت تذكره وكأنه

قد رحل ليلة الأمس ..

لا تعلم كيف قضت حياتها من بعده ولا كيف استطاعت أن تخفي

ألمها عن أنظار الجميع وتجرعت الحزن بمفردها بدون أن

تقاسمه أحد!

لم يكتفِ والدها برفضه لخالد وأصرّ أن تتزوج آخر (باختياره)

حتى تستعيد عقلها وتنسى جنونها بخالد .. قاومته طويلا ورفضت

أن تكون لأحد غيره لكن غضب والدها كان مختلفا هذه المرة ولم

تستطع إلا أن ترضخ لأمره ولو كلفتها هذه الموافقة حياتها الباقية !

انتفضت ريم من ذاكرتها وأحست بالألم يزداد اتساعا في أعماقها ..

اختنقت أنفاسها من ذلك النحيب الذي أطلقته دموعها الحارة ...

صمت المكان من الحركة ولم يبقَ سوى بضع دمعات على ملامحها

الباهتة لتخبر أباها بأنها لم تستطع إلا أن تكون .. وفيّة !

خليل حلاوجي
13-03-2007, 08:14 AM
مابين خالد وريم يكتب التاريخ ... معاناته

وكذب من قال نحن نصنع تاريخنا

وحق لفولتير ان يصرخ بنا ... ان اخنقوا آخر اقطاعي بامعاء آخر قسيس

خالد وريم يعيدان الى اذهاننا قصة الوفاء وقصة عجزنا ايضا ً

فمانريده غير مكن
وماهو مكن لانريده


ترى متى نكتب اقدارنا ؟؟؟
\

بالغ تقديري لصاحبة النص المدهش

راضي الضميري
13-03-2007, 12:19 PM
نص رائع يجسد صور الإضطهاد التي يتعرض لها الإنسان في مجتمعنا ، ماضياً وحاضراً ومستقبلاً ،
نعم ... فرموز التخلف ما زالت تمارس ساديتها تحت شعار العادات والتقاليد .
نص متخم بالحزن ، يصور إعدام إنسان كتب عليه ان يموت وهو حي .
شكراً لكِ على تذكيرنا باننا ما زلنا نعيش على هامش القرن التاسع عشر.
تقبلي تحياتي الحارة .

سحر الليالي
13-03-2007, 12:36 PM
أهلا بك أختي "شروق الحب":

قصة جميلة ...
سلمت وبإنتظار جديدك دوما

لك دي وباقة ورد

شروق الحب
15-03-2007, 02:31 PM
لن نكتب أقدرانا يوما

أتعلم لماذا؟

لأنها هي فقط من تزخرفنا كما تشاء !!!


خليل حلاوجي

أسعد النص حضورك

احترامي لشخصك الكريم


دمت بحب

شروق الحب
15-03-2007, 02:34 PM
ولا زالت العادات والتقاليد الستار الذي يختفي الظلم وراءه

وربما لن يسمح القدر بأن يكشف يوما هذا الستار ..


راضي الضميري

شكرا لهذا الحضور


دمت بحب

شروق الحب
15-03-2007, 02:35 PM
سحر الليالي

وأهلا بكِ بين طيات سطوري

شكرا لكِ من القلب


دمتِ بحب

مأمون المغازي
17-03-2007, 01:14 PM
أختنا الأديبة شروق الحب ،
أهلاً ومرحبًا بكِ في دار القصة حيث الإبهار والتوعية والتوجيه ، إلى جانب المتعة بالتأكيد .
قرأت إبداعك هنا ، ونشكركِ عليه أختًا كريمة .

حقيقة هذه القصة ثرية بالعواطف والمشاعر والتناقضات ، والقاصة حاولت من خلال السرد استعراض حزمة من الحالات المترتبة كلها على الوضع الاجتماعي الذي يؤدي التمسك به إلى إحداث الفقد المتعمد ، وقد استطاعت القاصة التعامل مع آثار الحب ،وآثار الفقد بصورة مريحة ، إلا أنني على يقين أن القاصة تستطيع أن تبدع ما هو أقوى من هذا العمل الذي ربما أفلتت بعض خيوطه من الكاتبة دون قصد منها ، ولأنها حاولت تنمية الصراع النفسي ، ولكن هذه التنمية لم تتوافق مع التكثيف ، ولو أن الكاتبة الكريمة اتبعت إحدى حالتين لجاء العمل في أروع ما هو عليه :
1ـ إما إتقان السرد وتسلسله وعدم التكرار .
2ـ رفع معدل التكثيف والتنازل عن العديد من عبارات الحكي التي اعتمدت على السردية غير الموجهة ، والتي أدت إلى أن أتت النهاية بصورة متوقعة من البداية ، أو أنها كانت النهاية الطبيعية لتكرار هذا النوع من القصص ، أما لو أن الكاتبة عالجت النص ، والنهاية فأنا على يقين تام أنها كانت ستبدع قصة تعتبر فتحًا جديدًا .

لقد لمست الموهبة ، والمقدرة على القص ، والحكي ، بيد أن النص لعذوبته ولأن اللغة خادمة للكاتبة كان كالنهر العذب الذي ينساب رقراقًا فأغرى الكاتبة بركوب موجته ، ولو أنها لمحت فكرة الجنادل والشلالات لأدركت أن ذلك يعطي لتدفق الماء روعة وجمالاً ، ولابد أن نتعامل مع النص الأدبي إجمالاً من هذا المنطلق الانسيابي ، وبالخصوص القصة ، لنتمكن من السيطرة على الحدث ، وإيجاد الخطوط الدلالية ، وتجويد الحبكة الدرامية ، وتنمية الشخوص ، أو الإتيان بها نامية إذا هجمنا على الحدث الذي نستخدم الحكي في تصعيد الصراعات المتصلة به لنصل إلى لحظة التوتر والكشف مختصرين الطرق إلى الغلق ما لم يكن السرد خادمًا مطواعًا ، فإذا استطعنا أن نأتي بالخاتمة المتسقة مع الفكر والوجدان في تشكيل مبهر ومغاير للعادة مما يحدث المفاجأة ، نكون قد ملكنا على القارئ فكره وقلبه ، لكن أحب أن أنوه إلى أن المفاجأة ليست غرضًا في حد ذاتها وإنما نفضل الفاجأة الخادمة للعلوق في الذهن والتفكير في أبعاد القصة ، حيث إن القصة لمحة من أحد عالمين : إما عالم الواقع كما هي هذه القصة ، وتنتمي إليها القصة الواقعية التي تصب في الخيال الصحي المعقول . وإما القصة المبنية في عالم الخيال ، التي ننقل الواقع إليه من أجل إعادة صياغته وسط عالم رحب نبدل فيه القوانين وننمي الشخوص بما يتفق وتحقق الهدف ، الذي سينعكس من خلال فهم المتلقي على الواقع .

أما تنسيق النص القصصي ، فلا يناسبه اختيار خاصية التوسيط ، وإنما الأنسب ترك النص على ما حدد للصفحة سلفًا ، أو اختيار المحاذاة إلى اليمين ليأتي في صورة أجمل ، تناسب التقسيم واستخدام علامات الترقيم .

أقول : كانت هذه قراءتي ، ويبقى ما كتبته وجهة نظر أوجهها لقاصة موهوبة لها من سعة الصدر ما يسمح لنا أن نبوح إليها من باب التناصح بما له من أهمية في الارتقاء بالفكر والمواهب الجادة .

أديبتنا : شروق الحب

محبتي وامتناني

مأمون

شروق الحب
17-03-2007, 10:06 PM
أهلا بك أستاذي ... مأمون المغازي

منذ زمن كنت أتمنى ان أجد نصائح كهذه .. لتغدو حروفي أفضل

سأعمل بما نصحتني به إن شاء الله

كل الشكر لشخصك الكريم ..


دمت بحب