تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : بحيرة شمع



خلود داود أحمد
14-03-2007, 06:01 PM
بحيرة شمع

بحيرة من الشمع تسبح داخل قلبي . يذوب جبل الشمع مع فتيل صغير من اللهب . مشاعري تذوب.. أحقادي تذوب.. كرهي يذوب.. آلامي تذوب.. أحزاني تذوب.. قلقي يذوب.. كل سواد يذوب.. كل هم يذوب.. كل جرح يذوب...
بحيرة متدفقة من الشمع السائل ، الساخن.. ها هي تشق لها مسارات في حنايا القلب.. تتسرب نحو جوانبه.. ثم تسقط.. تسقط.. مثل أمطار الشتاء.. مثل دموعي المالحة.. ثم تتجمد في الخارج.. على صورة ألمي !
تقاطرت دموع قلبي شمعا.. ساحت آلامي.. أسمع دقات قلبي ترتفع ، تبدو أكثر وضوحا ، ولها رنين هادئ ، يشبه نسيم الربيع الطلق .
أشعر بالشفاء.. وبلذعة الجراح داخل قلبي وهي تلتئم.. ولا زال الشمع يتدفق ، ويغلي ، ترتفع فقاعات على سطحه ، ثم تنفجر ، ويتطاير بخارها للأعلى..
آه.. آه.. لذعة شفاء !
الشمع الذي سد منافذ الإحساس لدي.. ها هو يذوب...
الشمع الذي سد منافذ الرحمة.. ها هو يغلي... ومع بخاره تتراءى لي صورة احتضان مع أشخاص كنت أحمل لهم النفور ، ورغبة الانتقام .
تسقط قطرة شمع ساخنة ، ولها دوي.. يصرخ قلبي : أحبهم !
ارتعشت عيناي ، انسابت دموعي ساخنة ، وكأني أراها امتزجت مع سيل الشمع الساخن . أشهد حالة فيضان.. بركان.. وفقاعات تنهد ترتفع.. آه.. آه.. لحظة شفاء !
ثمة جلاميد شمعية تقف صامدة.. بتكبر.. أمام حدة اللهيب. يندفع الشمع الساخن ، فيعلوها ، ولا تذوب معه.. ولا تنجرف مع تياره..
ارتعش القلب بهمهمات ، وأطرق بصري خاشعا مع خرير دموع.. تمتمات تغلي وسط البحيرة :
" إلهي ! إن كنت تعلم صدق نيتي في أن أملك قلبا سليما ؛ فلتقتلع كل جلاميد الشمع.. دعني أتنفس دفء الحياة من جديد.. على عهد طفولتي ."
آه.. آه.. هزات قلبية.. ترعد.. تبرق.. سيل جارف من الشمع الساخن.. والجلاميد تطفو على سطحه صاغرة !


2/3/2007م

صالح الحريري
14-03-2007, 06:32 PM
أذاب َ نبضكِ صخور الدهشة فينا ..
وكأن جداول الشمع الساخن تصنع نهراً من فتيل اللغة الدافئ ..
بحق للوصف مرآة عاكسة لشرخ الألم المنثور على ضفاف بحيرتكِ الصاخبة ..!


لكِ الجنّة ..

تحياتي
صالح الحريري

[/COLOR][/SIZE][/FONT]

سحر الليالي
14-03-2007, 07:14 PM
ما أروع الحرف عندما ينبض بالروعة ...!!
الحبيبة خلود :
رائعة أنت كما دوما ،نص مترف بالدهشة..!

سلمت ودمت بنقاء
لك حبي وباقة ياسمين

بابيه أمال
14-03-2007, 09:39 PM
خلوووود..

أمدك الله بسكينة النفس أخيتي كيما تستطيعين امتصاص كل الآلام والجراح سواء المتوقعة أو التي لم تكن في الحسبان..
فبسكينة النفس تسمو الإنسانية بداخلنا وتترفع عن كل ما يمكن أن يمس روح الخير التي بداخل كل واحد منا..
وستجدينها بحول الله في التفكير السليم الذي يقول أنه طالما ضميرك مرتاح ولم تتسببي أنت بالآلام لمن حولك.. فهذا وحده نعمة من الله كيما تبقين على الأقل بعيدة عن تعذيب الضمير..
بهذا ستتقوى نفسك أكثر فأكثر على مجابهة الألم بوجه ضاحك حتى.. بإدارك واع يقول أن من تسببوا لي بالألم يجهلون حقا قوة تحملي ولا طاقة احتمالي.. والشيء الوحيد الذي يبقى بعد كل هذا هو مسامحتهم والدعاء لهم بعدم تعذيب أنفسهم وتركها تعامل الآخرين كما يوجب الخلق القويم..

أسأل الله أن لا يدمع لنا عينا إلا من خشيته فيما تبقى من حياة كيما نعيش والسكينة بقلوبنا وسط كل الظروف..

جوتيار تمر
14-03-2007, 09:59 PM
خلود........
يبقى القلب محيطك
هذه اللغة المتناغمة العارية الشفافة..
هي لحديث الناس اقرب..
لغة لاتَصنُع فيها ولاتزويق..
بسيطة..قريبة من النفس..
اهنئك عليها...
وليس من جمل يفوق جمال قلب اعتنق الحزن
وهو يغني للصفاء..
للنقاء...للبقاء..
بقاء الامل فيك
جميل...
مع اني لست ممن يؤمنون به
لكن لاباس ان اجده في نصوص تتأمله
فاهنئهم...

محبتي لك
جوتيار

مروة عبدالله
14-03-2007, 10:36 PM
سيدتى

ابدعتِ حق الابداع ..

واجدتِ فن الاقناع ..

تحياتي لقلمك الذي ابهرني

لكِ كل الشكر والتقدير

مرمر

شروق الحب
14-03-2007, 11:05 PM
مع ذوبان شموعك ... انصهرت كل أحاسيسنا

وانتشت فرحتنا حد .. الابتسام


أسعدني أنكِ كنتِ بمرافقة الأمل هنا


دمتِ بحب

يسرى علي آل فنه
15-03-2007, 03:57 AM
الأديبة النقية الراقية خلود /بدار

لله درك

ليس أشد على النفس من تعهد القلب بالمراقبة ومحاولة تنقيته من ترسبات وتكدسات مشاعرنا السلبية

عزيزتي :-

أشعلتِ بنصك فكرة عميقة لابد أن نترافقنا في طريق الحياة لنعود إلى الله عزوجل بقلبٍ سليم.

عميق إعجابي و دمتِ رائعة.

حوراء آل بورنو
15-03-2007, 06:19 AM
الفاضلة خلود

ما أجمل أن يتعهد المرء قلبه يتطهر من كل أردان مسته من حقد و ضغينة ، و وصفك لزوال ذلك بالشمع المنصهر كان غريباً و فريداً .

أيتها الفاضلة
لو أنك استبدلت النقاط المتتابعة بعلامات ترقيم مناسبة و ربطت بين الكلمات بأحرف العطف أو أحرف المعاني الأخرى حسب ما يقتضيه المعنى .

تقديري .

خلود داود أحمد
16-03-2007, 12:56 PM
أذاب َ نبضكِ صخور الدهشة فينا ..
وكأن جداول الشمع الساخن تصنع نهراً من فتيل اللغة الدافئ ..
بحق للوصف مرآة عاكسة لشرخ الألم المنثور على ضفاف بحيرتكِ الصاخبة ..!
لكِ الجنّة ..
تحياتي
صالح الحريري

[/COLOR][/SIZE][/FONT]

الأخ الفاضل صالح الحريري..

سعيدة بمرورك وتعليقك ..

لك امتناني

خلود داود أحمد
16-03-2007, 01:02 PM
سحر الغالية..

يطربني مرورك دوما ..

امتناني وحبي
:0014:

خلود داود أحمد
16-03-2007, 01:08 PM
الحبيبة نهيلة نور..

كم سعد بكلماتك.. ودعواتك الرائعة..

شكرا شكرا لك وجرزاك الله خيرا

لك كل الحب والود

خلود داود أحمد
16-03-2007, 01:21 PM
خلود........
يبقى القلب محيطك
هذه اللغة المتناغمة العارية الشفافة..
هي لحديث الناس اقرب..
لغة لاتَصنُع فيها ولاتزويق..
بسيطة..قريبة من النفس..
اهنئك عليها...
وليس من جمل يفوق جمال قلب اعتنق الحزن
وهو يغني للصفاء..
للنقاء...للبقاء..
بقاء الامل فيك
جميل...
مع اني لست ممن يؤمنون به
لكن لاباس ان اجده في نصوص تتأمله
فاهنئهم...
محبتي لك
جوتيار

الأخ جوتيار تمر
سيظل القلب انطلاقتي..
لو أن 1% من أمتنا اعتنوا بقلوبهم حتى تصفو ، لكان لأمتنا شأن وأي شأن !
فالحديث في القلب ليس ذاتية ، وإنما هو درب يقودنا إلى أمل عظيم .

وأما الأمل فهو الحقيقة العظيمة..
وأما اليأس فهو الباطل المحض..

خالص تحياتي وامتناني لمرورك

خلود داود أحمد
19-03-2007, 08:59 AM
مع ذوبان شموعك ... انصهرت كل أحاسيسنا
وانتشت فرحتنا حد .. الابتسام
أسعدني أنكِ كنتِ بمرافقة الأمل هنا
دمتِ بحب


أشرقت الصفحة بإطلالتك الجميلة يا شروق الحب..

سعيدة بك هنا

تحياتي ومودتي
:os:

خلود داود أحمد
19-03-2007, 09:01 AM
الأديبة النقية الراقية خلود /بدار
لله درك
ليس أشد على النفس من تعهد القلب بالمراقبة ومحاولة تنقيته من ترسبات وتكدسات مشاعرنا السلبية
عزيزتي :-
أشعلتِ بنصك فكرة عميقة لابد أن نترافقنا في طريق الحياة لنعود إلى الله عزوجل بقلبٍ سليم.
عميق إعجابي و دمتِ رائعة.

الرائعة يسرى..

سعيدة جدا بهذا الاشتعال.. !!

سعيدة بحضورك البهي ..

لك مودتي وامتناني

خلود داود أحمد
19-03-2007, 09:07 AM
الفاضلة خلود
ما أجمل أن يتعهد المرء قلبه يتطهر من كل أردان مسته من حقد و ضغينة ، و وصفك لزوال ذلك بالشمع المنصهر كان غريباً و فريداً .
أيتها الفاضلة
لو أنك استبدلت النقاط المتتابعة بعلامات ترقيم مناسبة و ربطت بين الكلمات بأحرف العطف أو أحرف المعاني الأخرى حسب ما يقتضيه المعنى .
تقديري .

الأديبة حوراء..

شكرا لمرورك المثمر كما عودتنا دوما ..

وأما النقاط المتتابعة فقد اعتدت وضعها بحسب ما أجد في نفسي ، فكثير ما أرى في وضعها إشباعا لحاجة في نفس يعقوب قضاها .

لك خالص مودتي وامتناني

عماد عنانى على
29-03-2007, 11:14 PM
خلود المتألقة

عزفتى هنا بالكلمات

معزوفة رائعة من مشاعرك النبيلة

فـكانت أبجدياتك رقيقة وشفافة

مثلك

أحاول أن ارتوى من حرفك

لكن سرعان ما أشعر بالظمأ ، كلما فكرت بالرحيل عن زاويتك

دمت بود ايتها الرائعة

خلود داود أحمد
14-04-2007, 09:29 AM
الأديب المبدع عماد عناني علي...

مروركم هنا .. بين نبضي وحرفي ، يملؤني بشرا وحبورا !

لك خالص التحية

خلود

سحر الليالي
13-05-2007, 02:38 PM
خلود يا حبيبة :اشتقت لمدائن نبضك الجميل

ب‘نتظار غيمة هطولك

لك حبي وألف سوسنة

ضحى بوترعة
13-05-2007, 04:36 PM
الغالية خلود

نص رائع كلماته تتوهج له انسيابية وجدانية رائعة

محبتي

وفاء شوكت خضر
14-05-2007, 10:42 AM
خلود الرائعة ..

جاء وصفك لأدران النفس والقلب بالشمع موفقا ، فللإيمان حرارة تدفئ صقيع الغربة عن النفس حين تفزع الروح من أوجاعها ..
تتغير النفوس حينا ، تثور ، تتراكم عليها بعض أدران ، لكن لا تلبث أن تنفض عنها كل هذا حين تنظر بعين الأمل والحب والنقاء ..

كوني بخير ..
ودي والورد .

أسماء حرمة الله
15-05-2007, 06:38 AM
سلام اللـه عليك ورحمتـه وبركاتـه

تحيـة قطفتُها من قلبي


خلود،

ما أجملَ العودة إلى ذواتنا، نرتّّبُ أدراجهـا، نعتني بنقائهـا كيْ يغدو القلبُ بيتاً للصفاء وحدَه، مهما تعثّرَ في ألمٍ أوْ جرحٍ أوْ منغّصات تحرمـه السكينـة والأمان، تحرمـه التحليقَ إلى الشّمس .. القربَ من اللـه .

ليتكِ تعوديـن أيتها الغاليـة، فقوافلُنـا واقفة بباب الشوق، تنتظركِ لتحملَكِ معنا إلى الشّمس، نغتسلُ ببوحِها، ونقطفُ من عناقيدها الإشراقَ .


حماكِ ربّي أينما حللتِ وارتحلتِ
لكِ غزير دعائي :0014:
وألف طاقة من الورد والندى

خلود داود أحمد
02-07-2007, 06:35 PM
سحر الليالي

ضحى بو ترعة

وفاء شوكت خضر

أسماء حرمة الله

ممتنة جدا لتفاعلكن الجميل ، وحضوركن البهي :001:

محبتي وتحياتي وأشواااقي
:0014: :0014: :0014: :0014: :0014:

حسنية تدركيت
02-07-2007, 08:16 PM
نص جميل جدا
اختي خلود داود احمد احبك في الله

د. سمير العمري
10-09-2008, 02:40 PM
نص نثري لا يخلو من جودة وتأثير ، والمضمون يتناول قضية مهمة تناول القلب وعلله وتعهده بالتخلص من شوائبه بصورة الشمع السائل الذي يخرج فقاقيع ويريح النفس ولو بإحساس ساخن مؤلم.

المبنى يمكن أن يكون أكثر تكثيفا وأقل ترهلا ، وأجدر بك اعتماد علامات الترقيم والربط بين المعاني بما يناسب ولم أستسغ الغرق في ذات الصورة حدا كبيرا إذ كان أجمل لو خلقت منها صور جزيئة متممة.



تحياتي