تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : حالة تمرد !



أحمد منتصر
16-03-2007, 10:48 PM
(( يالك من وغد مخادع!... )).
قلتها في وجهه وهو أمامي يتردّى بتوسّله من على جبل غروره.
أشحت بوجهي بعيدًا عنه. استدرتُ. أترون ماذا فعل بي!؟.
(( يا (سلمى) كفي عن حماقاتك الجوفاء هذه وابقي معي!. )).
لا لن أبقى معه. أوليته ظهري مرغِمة أحاسيسي الفاترة نحوه على فك رباط قيده البرّاق. كفى يا هذا لعبًا بي. بجسمي. بعقلي. بوعيي!.
(( سأشتري لكِ ما تريدين!..تمنّي فقط!..ما عليكِ غير التمنّي!. )).
قالها لي وأنا أكاد أسمعه ونسمات الرّيح تختلس الحروف من كلماته.
وهل عليّ سماع كلماته بعد ما أضّتني تصرفاته!؟.
خطوتُ خطوة إضافية نحو منتهى أملي. تناهى إلى مسامعي صوته الفتّان الذي طالما غرّني به. داعبني به. أتعبني به وبنهيقه!.
(( طيب كلمة أخيرة!. ارجعي إليّ حبيبتي!. لن أعيشَ بدونك! )).
أيا كذاب!. لن ينطلي عليّ سُم كلامك بعد الآن. أنا الآن حُرّة. أنا الآن عزيزة. أنا بدونك خضرة.
حالة تمرّد هي. تمرد على عزلة سنين لم أعرف فيها غيره. تمرّد على مسيرة خرقاء كِنهها الطيش والانقياد الأعمى وراء تدابير ذكَر غاشم.
هذه الروح يا هذا سئمتْ الانصياعَ. الارتدادَ لكل اتجاهاتك العوجاء.
الانفرادَ منك بقرارت تحدد حياتي أنا.
نعم حياتي أنا التي امتلكتَها دون استشارتي البسيطة.
ألا ترى أنّه قد حان وقتُ قِطافِ قيادتك؟..ألا تدري أنّي في دوامةٍ مضطربةٍ في ظل ريادتك!؟.
(( والله سأنفذ كل ما تطلبين..كل ما تشتهين حبيبتي!. )).
أفٍ لك أتعدني وقد وعدت قبل ذا مرّاتٍ!؟.
صرير صوت انغلاق باب السندرة عليه واتساع عينيه وهو مغلول أشبع جزءً من انتقامي وشهوتي!.
أحمد منتصر- محرم 1428

محمد سامي البوهي
17-03-2007, 04:39 PM
السَلامُ عَلَيكُم ورَحمَةُ الله وبَركاته.

الأستاذُ الأديب/ أحمد منتصر.

أهلاً ومَرحباً بكْ ، تحتَ ظلالِ شجرةِ القصِ الورافةِ ، فقد زادَ حضورك منْ طَلاوتِها.

جاءَ النصُ ليعرضَ علينا لوحةً كَرْكَاتُورية ، تعالجُ بخطوطِها ملفاً منْ ملفاتِ القهر الإجتماعي ، بعالمِ الحياةِ الزوجيةِ ، بطريقةِ حوارية استطعنا أن نَلمسها ، ونَسْتَشعرُ اللهيبَ المفعمَ بالإنتقامْ ، لماضٍ من المعاناةِ والقهرِ من قِبل زوجٍ متسلط ، كما أنَ الكاتبَ نجحَ في نقلِ حالةِ التوسلِ اللئيمِ ، في محاولةٍ فاشلةٍ للتخلصِ منْ قيده ، مغرراً بالزوجةِ بتلبيةِ ما تريد ، ثم جاءت النهاية لتكشفَ لنا عن الحالةِ المشهدية ، بطريقةِ المفاجأةِ .
قصةٌ رائعةٌ ، أُحيي أديبنَا عليها .

جوتيار تمر
18-03-2007, 09:24 PM
المنتصر...
اهلا بك في الواحة
اهديك بضع كلماتك من شاعر مغربي....
لكن قبلها اتعلم لماذا افعل..لاني لامست في كلماته ما قد يعلل حالة التمرد هذه فيك..
في مرحلة انهيار الداخل الذي قد يمر به المرء..حيث يحتله دوار هذا الصراع و هذي الفجائع يصرخ وهذا انكسار يعوي في فلاته الموحشة..
(فتسلل الى عمق احشائك الان فتش..أ تلقى بها كبداُ...)
الشاعر محمد علي الرباوي

لكل صراع وجهته المعروفة..وتميزه الاني بلا شك..لكن لصراع الذات مع النفس اوجه غامضة لااحد يعرف اين تكون وجهتها لانها في الاصل بلا وجهة...!

نص يقدم لنا نموذجا راقيا من ادب التمرد ذاته

محبتي لك
جوتيار

أحمد منتصر
19-03-2007, 08:22 PM
أشكركما: الأستاذ محمد سامي البوهي.
والأستاذة جوتيار تمر.
على كلماتكما الرقيقة.
جزاكما الله خيرًا.