المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الدرس الأول (( تفسير ))



الاسطورة
27-07-2003, 06:59 PM
سورة لقمان

بسم الله الرحمن الرحيم

(( الم * تلك آيات الكتاب الحكيم * هدى و رحمة للمحسنين * الذين يقيمون الصلاة و يؤتون الزكاة و هم بالآخرة هم يوقنون * أولئك على هدى من ربهم و أولئك هم المفلحون ))

الكتاب: القرآن الكريم.
الحكيم: أي لا خلل فيه و لا تناقص/ ذو الحكمة.

أن الله سبحانه و تعالى جعل هذا القرآن هدى و شفاء و رحمة للمحسنين و هم الذين أحسنوا العمل بإتباع الشريعة فأقاموا الصلاة المفروضة بحدودها و أوقاتها و ما يتبعها من النوافل راتبة وغير راتبة ( فإقامة الصلاة أي القيام بها على أكمل وجه و بما أن الفرائض لا يأتي بها الفرد غالبًا على أكمل وجه فإتيان النوافل يكمّل الناقص منها فتصبح الصلاة قائمة على أصولها و لذلك نلاحظ أن القرآن ما ذكر الصلاة إلا و الواجب فيها القيام ليس الفعل مثلا) و آتوا الزكاة المفروضة عليهم إلى مستحقيها و وصلوا أرحامهم و قراباتهم و أيقنوا بالجزاء في الدار الآخرة ( و أختار الله عزّ وجل لفظ يوقنون بدلاً من يؤمنون لأن اليقين أكثر تصديقًا من لفظ الإيمان ) فوصفهم الله بالبصيرة و البينة و المنهج الواضح الجلي من ربهم.






تابع شرح السورة سيكون بإذن الله فيما ورد عن الغناء و أحكامه و اختلاف المذاهب فيها







و صلي اللهم و سلم على محمدٍ
و على آله و صحبه و سلم

ياسمين
29-07-2003, 12:06 PM
شكرا لك اختى الاسطورة على هذا الدرس الاول

واتمنى منك الاستمرار لهذه الدروس والشرح والتفسير

وفى انتظار شرح باقى السورة ان شاء الله

شكرا لك سيدتى وجزاك الله عنا خيرا

لك تحياتى ,,, وباقة ياسمين

الاسطورة
03-08-2003, 03:33 AM
لك الشكر موصول يا سمينا ..

و بإذن الله سيستمر ما لم يعرض لي عارض ..


أراك على الدوم و إلى اللقاء




(
)
(
)
(
شـذا

نسرين
03-08-2003, 09:49 AM
بارك الله فيك اختي الغالية شذا
فائدة قيمة وجهد كبير وعظيم تشكرين عليه
سنتابع دائما باذن الله

نسرينه:0014:

الاسطورة
04-08-2003, 03:14 AM
و سانتظركم دائمًا غاليتي

نسرين

دمتي لي
(
)
(
)
(
شـذا

د. سمير العمري
01-11-2003, 02:15 PM
أختي الفاضلة الأسطورة:

ما زلنا ننتظر وإننا والله نفتقدك كثيراً.


ألا تكملين لنا ما بدأت في هذا الشهر الفضيل؟


كل عام وأنت بخير


تحياتي وتقديري
:0014:

أبو القاسم
01-11-2003, 10:54 PM
ما شاء الله تبارك الله ، جزاك الله خيراً ......

ولنكمل معك الدرب إلى الخيرات .

الاسطورة
06-11-2003, 01:00 AM
حياك الله أخي أبو القاسم ..

و اشكر لك تواجدك الذي أسأل الله أن لا يحرمنا منه

و أما عن اسم المرجع فلعلي نسيت ذكره ..

هو جمع من عدة تفاسير :

- تفسير القرآن العظيم لإبن كثير

- الجامع لأحكام القرآن للقرطبي

- تفسير القاسمي: المسمى مجالس التأويل لمحمد جمال الدين القاسمي

- تفسير الدرّ المنثور في التفسير المأثور للسيوطي




دمتم بحفظ الله

أبو القاسم
10-11-2003, 11:15 PM
جزاك الله خيراً يا أسطورة
ووفقك الله إلى ما يحب ويرضى
وأشكرك على استجابة الطلب ونشر المصادر الهامة
، أكرر شكرك ودعائي ..

الاسطورة
26-11-2003, 10:40 AM
لعلّ الأيام الماضية لم أتفرغ فيها بالدخول على الشبكة فأعتذر من الجميع على التأخير في الطرح ..

-------------------------

قال تعالى :

(( و من الناس من يشتري لهو الحديث لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علمٍ و يتخذها هزوًا أولئك لهم عذابٌ مهين* و إذا تتلى عليه ءاياتنا ولّى مستكبرًا كأن لم يسمعها كأنَّ في أذنيه وقرًا فبشره بعذابٍ أليم ))

المناسبة :

قيل نزلت في النضر بن الحارث بن علقمة. أنه اشترى قينة فكان لا يسمع بأحدٍ يريد الإسلام إلا انطلق به إلى قينته فيقول: أطعميه و اسقيه و غنيه ،هذا خير مما يدعوك إليه محمد من الصلاة و الصيام و أن تقاتل بين يديه .

لهو الحديث: باطل الحديث / الغناء و المزامير أشباهه .
اشتراؤه : استحبابه الشئ شراؤه.

قال عبدالله بن مسعود: الغناء و الله الذي لا إله إلا هو يرددها ثلاثًا .
قال قتادة : و الله لعله لا ينفق فيه مالا و لكن شراؤه استحبابه بحسب المرء من الضلالة أن يختار حديث الباطل على حديث الحق و ما يضر على ما ينفع.
قال يزيد بن الوليد : يا بني أمية إياكم و الغناء فإنه ينقص الحياء و يزيد الشهوة و يهدم المروءة و إنه لينوب عنه الخمر و يفعل ما يفعل السكر فإن كنتم لابد فاعلين فجنبوه النساء فإن الغناء بريد الزنا.
قال رافع بن حفص المدني: أربع لا ينظر الله إليهن يوم القيامة : الساحرة .و النائحة.و المغنية .و المرأة مع المرأة. قال : من أدرك ذلك الزمان فأولى به طول الحزن.

ورد الغناء في القرآن الكريم في ثلاثة مواضع :
1- (( لهو الحديث )) :الغناء
2- (( و أنتم سامدون )) :هو الغناء بالحميرية ؛ اسمدي لنا أي غني لنا.
3- (( و استفزز من استطعت منهم بصوتك )) :أي الغناء و المزامير.

حالات الغناء المتعارف عليها و حكمها:
1- الغناء المعتاد عند المشتهرين به و هو الذي يحرك النفوس و يبعثها على الهوى و الغزل و المجون و يحرك الساكن و يكثر في هذا الشعر ( ذكر النساء و وصف محاسنهن و ذكر الخمور و المحرمات ) و هذا لا اختلاف في تحريمه.

2- الغناء الذي ابتدعته الصوفية من الإدمان على سماع المغاني فحرام.

3- الغناء الخالي من الكلام المحرم و يسمع وقت الأفراح و الأعياد و عند التنشيط من الأعمال الشآقة
( حفر الخندق) فجائز.

الاشتغال بالغناء على الدوام سفه و ترد به الشهادة و إن لم يدم لم ترد.



رأي المذاهب في حكم الغناء :
1- مذهب أبي حنيفة فإنه يكره الغناء و يجعل سماع الغناء من الذنوب.
2- مذهب الشافعي فالغناء مكروه يشبه الباطل و من استكثر منه فهو سفيه و ترد شهادته.
3- مذهب أحمد ابن حنبل أن الغناء المباح هو ما كان في الزهديّات ( الأناشيد ).

و أن هذا الذي يشتري لهو الحديث إنما هدفه هو إضلال الناس و هذا المقبل على سماع الآلات اللهو الطرب إذا تليت عليه آيات الله ة ذكر الله ولى و أعرض و أدبر و تصامم و ما به صمم.





و صلي اللهم و سلم على محمدٍ
و على آله و صحبه و سلم

اميمة الشافعي
07-02-2004, 12:50 PM
الاسطورة

مشاء الله عليك اختى

جزاك الله خيرا عنا جميعا

اكملى نحن فى انتظار المزيد

الاسطورة
14-02-2004, 03:01 PM
انتظرني قريبًا

ذهب الملف الذي جمعتُ به تفسير بعض السور منها سورة لقمان مع الجهاز القديم :008:

و لكن بحول الله سأعيد جمعها من المراجع و أطرحها مجددًا :010:








دمتم سالمين
شذا

اميمة الشافعي
15-02-2004, 12:34 AM
فى انتظارك

وشكرا لك على هذا المجهود

جعله اله فى ميزان حسناتك

أبو القاسم
12-03-2004, 05:19 PM
بارك الله فيك.. وجزاك خيراً
ولدي اقتراح بالنسبة للقرّاء ، ألا وهو أن نحاول حفظ أو مراجعة المقاطع التي تدرجينها ، لعلنا نستفيد جميعا ..


:os:........:os:

الاسطورة
01-05-2004, 11:30 PM
أهلاً بكم جميعًا و أكرر أعتذاري و أسفي على هذا التقصير إلا أن العفو منكم ما أرجوه و انتظره

رائع أبا القاسم فكرتكَ جميلة و من ناحيتي أنا فسأراجعها معكم و سأبدأ من الليلة ..


نبدأ من قوله تعالى: (( إن الذين ءامنوا و عملوا الصالحات لهم جنات النعيم * خالدين فيها وعد الله حقًا و هو العزيز الحكيم ))

العزيز: الذي قهر كل شئ و أدان له كل شئ.
الحكيم: في أقواله و أفعاله الذي جعل القرآن هدى للمؤمنين .

جعل الله جزاء المؤمنين حقًا هو جنات النعيم و أن هذا الوعد كائن لا محالة
و قال مالك بن دينار رضي الله عنه (( جنات النعيم )) بين جنات الفردوس و بين جنات عدن و فيها جوار خلقن من ورد الجنة . قيل و من يسكنها؟ قال : الذين هموا بالمعاصي ،فلما ذكروا عظمتي راقبوني و الذين انثنت أصلابهم في خشيتي .

(( خلق السماوات بغير عمدٍ ترونها و ألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم و بث فيها من كل دآبة و أنزلنا من السماء ماء فأنبتنا من كل زوجٍ كريم * هذا خلق الله فأروني ماذا خلق الذين من دونه بل الظالمون في ضلالٍ مبين ))

رواسي : الجبال
تميد : تضطرب بأهلها على وجه الماء
قيل ليس لها عمد مرئية و لا غير مرئية و قيل لها عمد لا ترونها.

و ذرأ فيها من أصناف الحيوانات مما لا تعلم عدد أشكالها و ألوانها إلا الذي خلقها ؛و لما قرر سبحانه أنه الخالق نبه أنه هو الرازق بقوله و أنزلنا من السماء ماء فأنبتنا فيها من كل زوج كريم أي من كل زوج من النبات كريم أي حسن المنظر؛ فمن دخل الجنة فهو كريم و من دخل النار فهو لئيم .
هذا هو خلق الله فماذا خلق الذين من دونه من المشركين بالله العابدين غيره (ضلال ) أي جهل و عمى و هذا الجهل واضح ظاهر لا خفاء فيه.




الدرس القادم بإذن الله
عن قصة لقمان
و من أقواله
و حكمه في الآيات و ربطها بحياتنا




و السلام عليكم

أبو القاسم
02-05-2004, 06:23 PM
ما شاء الله تبارك الله ..
عمل لا يضيع ، فائدة جمة للجميع .
وحمداً لله على عودتك سالمة إلى الواحة




رواسي : الجبال
تميد : تضطرب بأهلها على وجه الماء
قيل ليس لها عمد مرئية و لا غير مرئية و قيل لها عمد لا ترونها.
بالنسبة لهذا المقطع فهو أحد صور الإعجاز العلمي ، إذ أنه بلا هذه الجبال لاصطدمت القارات ببعضها ولغرقت في البحر ، ولا استعطنا العيش عليها .
فسبحان الله ، هو إلهي ، من عنده إله مثلي ؟؟؟

الاسطورة
03-06-2004, 07:50 AM
أشكرك أخي الكريم أبو القاسم على مشاركتك الموفقة ..

نستهل الدرس بإذن الله تعالى

قال تعالى : (( و لقد ءاتينا لقمان الحكمة أن اشكر لله و من يشكر فإنما يشكر لنفسه و من كفر فإنّ الله غني حميد ))

اختلف السلف في لقمان هل كان نبيًا أو عبدًا صالحًا من غير النبوة ؟
و الراجح أن الله أعطاه الحكمة و منع عنه النبوة و قيا أنه أسود الوجه أفطس الأنف من النوبة.

وعظ لقمان ابنه بالشكر لله على ما آتاه و منحه إياه من الفضل الذي خصصه به عمن سواه و أن نفع هذا الشكر و الحمد إنما يعود ثوابه على الشاكرين لقوله تعالى (( و من عمل صالحًا فلأنفسهم يمهدون ))؛ ثم يبين غنى الله سبحانه و تعالى عن العباد فلا يتضرر بذلك لو كفر أهل الأرض جميعًا.




من أقوال لقمان :

- يا بني أكثر من قول رب اغفر لي . فإن لله ساعة لا يرد فيها سائل.
- يا بني إن العمل لا يستطاع إلا باليقين و من يضعف يقينه يضعف عمله
- يا بني إذا جاءك الشيطان من قبل الشك و الريبة فاغلبه باليقين و النصيحة و إذا جاءك من قبل الكسل و السآمة فأغلبه بذكر القبر و القيامة و إذا جاءك من قبل الرغبة و الرهبة فأخبره أن الدنيا مفارقة متروكة.
- يا بني اتخذ تقوى الله تجارة يأتك الربح من غير تجارة .
- يا بني لا ينزلن بك أمر رضيته أو كرهته إلا جعلت في الضمير منك أن ذلك خير لك .
- من كذب ذهب ماء وجهه ،و من ساء خلقه كثر غمه و نقل الصخور من مواضعها أيسر من إفهام من لا يفهم.
- لا أسأل عما قد كفيت و لا أتكلف مالا يعنيني.

(( و إذ قال لقمان لابنه و هو يعظه يا بني لا تشرك بالله إن الشكر لظلم عظيم* و وصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنًا على وهن و فصاله في عامين أن اشكر لي و لوالديك إلي المصير* و إن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علمٌ فلا تطعهما و صاحبهما في الدنيا معروفا و اتبع سبيل من أناب إلي ثم إلي مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعملون * يا بني إنها إن تك مثقال حبة ٍ من خردل فتكن في صخرة في السماوات أو في الأرض يأتِ بها الله إنّ الله لطيف خبير* يا بني أقم الصلاة و أمر بالمعروف و أنه عن المنكر و اصبر على ما أصابك إنّ ذلك من عزم الأمور * و لا تصعر خدك للنّاس و لا تمشِ في الأرض مرحًا إنّ الله لا يحب كل مختال فخور * و اقصد في مشيك و اغضض من صوتك إنّ أنكر الأصوات لصوت الحمير ))

وصايا لقمان لابنه على ضوء الآيات:
1- أوصاه أولا بأن يعبد الله وحده و لا يشرك به شيئًا ثم حذره بأنه أعظم الظلم و أن لا يطيع في الشرك والديه فإن الله أوصى بهما في طاعته مما لا يكون شركًا و معصية لله تعالى.

2- أوصاه بوالديه و أن طاعتهما واجبة و لكنها لا تراعى في فعل كبيرة و لا في ترك فريضة و تلزم طاعتهما على المباحات؛ و خص تعالى الأم بدرجة بمرتبة الحمل و الرضاع فحصل لها بذلك ثلاث مراتب و للأب واحدة ؛ و أشبه ذلك قوله صلى الله عليه وسلم عندما سئل من أحق الناس بحسن صحبتي ؟...... و أن حملها تزدادا فيه كل يوم ضعفًا على ضعف و المقصود بالفصال الفطام.

3- أوصاه مرة أخرى بالشكر و قيل أن الشكر لله على الإيمان و للوالدين على نعمة التربية و قال سفيان بن عيينة : من صلى الصلوات الخمس فقد شكر لله تعالى و من دعا لوالديه في أدبار الصلوات فقد شكرهما.

المناسبة :
نزلت هذه الآية في سعد بن مالك قال : كنت رجلا برًا بأمي فلما أسلمت قالت يا سعد ما هذا الذي أرآك قد أحدثت لتدعن دينك هذا أولا آكل و لا أشرب حتى أموت فتعير به يا قاتل أمه فقال : لا تفعلي يا أمة فإني لا أدع ديني هذا لشئ . فمكثت ثلاثة أيام لا تأكل و لا تشرب حتى اشتد جهدها قال فلما رأيت ذلك قلت : يا أمة تعلمين و الله لو كان لك مائة نفس فخرجت نفسًا نفسًا ما تركت ديني هذا لشئ فإن شئتِ فكلي و إن شئتِ لا تأكلي، فأكلت.

4- من وصاياه دوام صلة الوالدين و إن كانا كافرين بما أمكن ( المال- إلانة الدعاء- الدعاء إلى الإسلام برفق....) و مصاحبتهما بكل حسن.

5- وصية لجميع العالم كأن المأمور بها الإنسان بأن يتبع سبيل من يميل و يعود للحق و هذا سبيل الأنبياء و الصالحين و المؤمنين.

6- يبين له قدر قدرة الله تعالى أن الإساءة أو الإحسان أو الرزق لو كانت مثقال حبة خردل ( و يقال أن الخردل لا يدرك الحس له ثقلا ) و كانت محصنة محجبة داخل صخرة صماء في السماوات أو في الأرض فإن الله يحضرها و يحاسب عليها فهو سبحانه لطيف العلم أي لا تخفى عليه الأشياء و إن لطفت و دقت الخبير بدبيب النمل في الليل البهيم .

7- أوصاه بإقامة الصلاة ( و لفظ الإقامة تدل على تأديتها بحدودها و أوقاتها و نوافلها ) و هذا لتكميل النفس ثم الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر لتكميل غيرك و هما أعظم الطاعات .

8- أوصاه بالصبر على البلايا و المحن التي قد تواجهه في طريق الدعوة بالمعروف و النهي عن المنكر فالداعي إلى الحق معرض للأذى و الصبر على شدائد الدنيا عامة و أن لا يخرجه الجزع إلى معصية الله.

و بيَّن أن جزاء الصبر على المكاره ( إقامة الصلاة و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و الصبر على المكاره ) كل هذا مما عزمه الله من الأمور أي قطعه قطع الإيجاب.

9- أوصاه بعدم الإعراض عن الناس و احتقارهم و الميل عنهم بل أن يقبل عليهم و يتواضع لهم و أن يكون مؤنسًا مستأنسًا كذلك لا يكون المسلم ذليلاً يذل نفسه لغير حاجة .

10- نهاه عن المشي متبخترًا متكبرًا أو النشاط و المشي فرحًا في غير شغلٍ و لا حاجة لأن أهل هذا الخلق ملازمون للفخر و الخيلاء و هذا الخلق يبغضه الله، و روي أن رجلاً سأل الرسول صلى الله عليه و سلم فقال : ( و الله يا رسول الله إني لأغسل ثيابي فيعجبني شراك نعلي و علاقة سوطي ، فقال : ليس ذلك الكبر إنما الكبر أن تسفه الحق و تغمط الناس ) ، و يدخل فيه لباس الشهرة و من جرّ ثوبه خيلاء فعن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعًا " لا ينظر الله يوم القيامة إلى من جر إزاره ، و بينما رجل يتبختر في برديه أعجبته نفسه خسف الله به الأرض فهو يتجلجل فيها إلى يوم القيامة "، الفخور هو من يعدد النعم و لا يشكر الله.

11- لما نهاه عن الخلق الذميم رسم له الخلق الكريم و هو التوسط في المشي مابين الإسراع و الإبطاء و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: (( سرعة المشي تذهب بهاء المؤمنين ))، و قيل القصد هو تحديد الهدف و النية من العمل.

12- أوصاه بأن يخفض من صوته و لا يبالغ أو يتكلف رفعه، فأقبح الأصوات و أوحشها هو صوت الحمير لأنها عالية ( كان من تفاخر الجاهلية علو الصوت و جهارته ).


و انتهت بذلك وصايا لقمان لابنه، تلك الوصايا التي شملت الكثير من الحكم و الأحكام ما خاب من طبقها و انتهجها فلو أنّا سرنا عليها لكنا من أكثر الشعوب حضارة و خلقًا و أدبا ..

و الحمدلله