تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : قراءة في قراءة الدكتور مصطفى عراقي في الشاعر الكبير الدكتور سمير العمري



د. محمد حسن السمان
20-03-2007, 06:10 PM
سلام الـلـه عليكم



ملامح القراءة في "إطلالة أولى على عالم الشاعر: سمير العمري "
للأديب الكبير والناقد الراقي الاستاذ الدكتور مصطفى عراقي
بقلم د. محمد حسن السمان

عندما أقرأ للأديب الكبير والناقد الراقي الاستاذ الدكتور مصطفى عراقي , أشعرني أهيم
في عالم من السحر الحلال , لا ادري كيف يصل الى هذه اللمحات الخارقة , في تذوق اللفظ ,
ويغوص متأملا في حركيته الموسيقية , وكأنه يعالج لحنا موسيقيا , يتعمق في شاراته
وطبقات الصوت والتناغم فيه , يفعل ذلك بشكل مذهل , حتى جعلني بشكل فطري , اتبع معه
النغمات والايحاءات والمدلولات , لأجد نفسي , في عالم ثرّ من المتعة وتذوق الابداع ,
تفوق فيه على مدارس النقاد , حينما يخرج من اطار الشكل , في علوم البديع , ليحس
البلاغة والبعد النفسي ويستشرف الصورة بابعادها اللفظية والموسيقية والنفسية والفكرية ,
قلّما يجاريه في ذلك قارئ أو ناقد , وكأنه جواهري يقدّر قيمة النقاء والصفاء , والوزن
والقيمة , ومستويات القطع وتناغم المستويات , والبريق المتولد عن حركة الضوء في
التشكيل الهندسي , وأشعر برغبة بين الدهشة والاعجاب , لأسوق هنا بعضا مما حلّق به
الأديب الكبير الناقد الراقي :
وأما فيما يتعلق بملمح الجمع بين التشكيل والتوظيف ، فأحب أن اعرض له من خلال مشهد
مثير هو مشهد الطوفان ، من قصيدة : "فلك نوح":
حيث جاء الرمز هنا مصورا موفقا في قلب القصيدة حيث جاء مناسبا للبداية الشبيهة بالطوفان،
وتمهيدا لرجاء الشاعر بالانتصارعلى الظلم وكأنه استحضار ضمني لقوله تعالى :
"فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ (سورة القمر: 10)
فنهض الرمز (عبارةً وإشارةً أو تصريحا وتلميحا) بوظيفته في تشكيل القصيدة وبنائها بناءً
جماليا ودلاليا ، ولم يجئ مجرد حلية جمالية !
فجاء المشهد ثريا عن طريق تعدد طبقات الصوت : بين الشدة كما في
"صَفِّقِي يا روحُ
ثُوري
وازأرِي كالليثِ فِي الغاباتِ "
فهو هنا صوت رهيب صارخ كما تدل ظلال الفعل :"صفقي" ودلالة الفعل "ازأري" بما يوحي
بالرهبة والجلال
ثم ينحو منحى الجمال حيث نسمعه
"كالأطيارِ
تشدُو الحبَّ في دوحٍ صدوحْ"
وكما تعددت طبقات الصوت في رسم المشهد حيا متدفقا، يأتي دور الحركة متراوحة كذلك بين
التحليق الخارجي في الأفق مع الأفلاك والأطياف
والتحليق في الذات مع مشاعر العز والإيمان
كما أثرى المشهد هذه المفارقة بين ضجيج ليل الواقع وارتقاب إشراق شمس الأمل
ولم يكتف شاعرنا بتصوير المشهد بل جعلنا نطالع من خلاله رموزا فرعية تتصارع بينها
صراعا فنيا مثيرا
أعاصير و ريح - طوفان آخر داخل قلب الشاعر - خيل جموح في مهجته .
مما جلى المشهد أمامنا حيا مثيرا.
هذا من حيث التصوير
أما من حيث التعبير
فقد وقفت بإعجاب ودهشة عند "القلب النحوي البلاغي" هنا:
قدْ ملَّتِ النفسَ الْجروحْ
حيث جعل الشاعر "الجروح" فاعلا ، و"النفس" مفعولا ، فصارت الجروح هي التي تمل
النفس والأصل أن النفس هي التي تمل، ولكن الشاعر رسم لنا صورة نحوية إبداعية مبتكرة
عن طريق تبادل الوظائف النحوية بمهارة للدلالة على المبالغة الشعورية.
وهذا قريب من التشبيه المقلوب الذي أشرت إليه في قول الشاعر:

البَدْرُ يَعْرِفُ فِيكِ رِقَّةَ فَجْرِهِ=وَالفَجْرُ مِنْكِ الطُّهُرَ فِي الأَبْكَارِ "
ويشدنا الناقد ببراعة وتشويق , نحو تذوق مفهوم البناء التوازني , مستشهدا بنماذج ناجحة ,
في شعر الشاعر الكبير الدكتور سمير العمري , حيث تتضافر الصور مختلفة الانتماء
الاحساسي والحسي , لتستكمل مشهدا ما , او التعبير عن حالة شعرية ما :

"

وَبِأَنَّ عَيْنَيكِ ابْتِسَامَةُ خَاطِرِي=وَحَدِيثَهُنَّ مَوَاسِمُ الأَزْهَـارِ

بالجمع بين الابتسامة والحديث لأن بهما كليهما تكتمل الصورة الإيجابية بخلاف ما لو اكتفى
بأحدهما دون الآخر.، ومن الجميل أنه لم يضف الحديث إليها بل إلى روحها وعينيها مستخدما
نون النسوة فكأنها صارت شخوصا حية في القصيدة
فأما على مستوى التشكيل فنلمسه في هذه الأبيات التي تتضافر فيها عناصر الطبيعة مع سمات المحبوبة لرسم صورة شعرية مشهدية ، حيث يتم تبادل الدوار بينها فيما يسمى في البلاغة
العربية بالتشبيه المقلوب تحقيق عنصر الإدهاش في ذهن المتلقي:


البَدْرُ يَعْرِفُ فِيـكِ رِقَّـةَ فَجْـرِهِ=وَالفَجْرُ مِنْكِ الطُّهُرَ فِي الأَبْكَـارِ
وَالدَّهْرُ لا عَينٌ تَغـضُّ وَلا فَـمٌ=يَحْكِي وَلا أُذُنٌ لِغَيـرِ السَّـارِي
وَقَفَ الوُجُودُ عَلَيكِ وَالْتَزَمَ الهَوَى=يَرْنُـو إِلَيـكِ بِنَظْـرَةِ اسْتِعْبَـارِ
يَرْنُو إِلَيكِ فَأَنْتِ كُـلُّ مَسَالِكِـي=وَمَدَائِنِـي وَمَرَافِئِـي وَبِحَـارِي


فالبدر هو الذي يعرف فيها رقة فجره ، ولا تقف الصورة هنا بل تنمو تصاعديا فإذا بنا نتأمل
هذا الفجر في الأطهار، بل إن الدهر بل الوجود كله يشارك في هذا المشهد المثير وقد أضحينا
نطالعها وقد أضحت فيه كل المسالك والمدائن والمرافئ والبحار يضيفها الشاعر إلى ذاته .

نجد أنفسنا في هذه القراءة , أمام درس شيّق في الدراسة الفنية والتذوق الجمالي , يعلمنا
ليس كيف نفتح اعيننا على مواطن الجمال في العمل , بل أن نعمل كل حواسنا , لتحسس
الابعاد الفنية والأدبية والجمالية , بل ويقود المشهد نحو تكريس النقد الايجابي , حيثما تلوح
ملامح ابداعية .

أحمد حسن محمد
24-03-2007, 12:54 PM
شاعر قال وشاعر=حقق القول بآخرْ
وأتى بعد حبيب=مؤمن الفكر وباهرْ
قال في التعليق أحلى=ما به المرء يفاخرْ
شاعر قال وشاعر=بعدُ، قد أتبع شاعرْ

وفاء شوكت خضر
24-03-2007, 01:49 PM
أستاذي الفاضل الكبيرقدرا / محمد حسن السمان .

حين يضاف للإبداع إبداع وإبداع ..
إلى أي مرحلة تراه يصل بنا ، وقد أبدع أستاذنا الشاعر الأديالأريب /د. سمير العمري ، ليأتي بعده الأديب الراقي الرقيق الحس /د. مصطفى عراقي ليلحن الكلمات ، فتأتي أنغام شجن ، ونراك تأتي بعده لتضفي النور والألق هنا .
سبق تساوت نتائجه النهائية بأن بات الكل في المركز الأول مع مرتبة الشرف في الإبداع والتألق .
لا زلنا نتعلم الحرف على مدارج سطوركم ، وما زلتم في عطاء دؤوب لتلامذة ينهلون من منابعكم الدافقة العلم الزلال .

تحيتي لعمالقة الفكر والأدب .
احترامي وتقديري .

د. سمير العمري
19-07-2007, 07:56 PM
أيها الأخ الأديب الفذ د. محمد حسن السمان:

لا تزال نبع عطاء صادق لا ينضب ولا ينصب.

والشكر للأخ الشاعر الأديب الكبير د. مصطفى عراقي على ما جادت به قريحته تكرما بندى نفسه ونقاء روحه. شكرا لكما أيها الكريمان الكبيران.



تحياتي

خليل حلاوجي
21-07-2007, 04:26 PM
قراءة ... مترعة بالدهشة


بورك الحبر الباهر

د. محمد حسن السمان
29-07-2007, 08:13 AM
شاعر قال وشاعر=حقق القول بآخرْ
وأتى بعد حبيب=مؤمن الفكر وباهرْ
قال في التعليق أحلى=ما به المرء يفاخرْ
شاعر قال وشاعر=بعدُ، قد أتبع شاعرْ

سلام الـلـه عليكم
الابن الغالي
الأديب الشاعر واللغوي الفذ أحمد حسن

اطلالتك على القراءة , غمرتني بسعادة وفرح , لمنزلتك في قلبي , ومكانتك أديبا وشاعرا ولغويا فذا , وهذه المنثورات الشعرية , بلغت عميق قلبي , فهي شهادة أديب متمكن , وروح محب مخلص .
تقبل محبتي , وكن بخير

د. محمد حسن السمان

د. محمد حسن السمان
29-07-2007, 09:18 AM
سلام الـلـه عليكم
الأخت الفاضلة الأديبة المتألقة وفاء شوكت خضر

صدقت ايتها الأديبة , فالشاعر الكبير الدكتور سمير العمري , أبدع وتسامى شعرا وشاعرية , وأغدق متفوقا متفردا , والأديب الكبير الدكتور مصطفى عراقي , قارئ ناقد متذوق , ووقعت بين يديه درة شعرية , فلامسها بحبه واحاسيسه وأدواته الأدبية , فرفد العذوبة بالعذوبة , فما كان مني وأنا المعجب المأسور بشاعرية الدكتور سمير العمري , والمحب المعجب بتذوق الدكتور مصطفى عراقي , إلا أن أسجّل ما شعرت به , ومن يتعامل بالدر والجوهر , لابد أن يرتقي لما بين يديه من كريم البضاعة , وقد حرضتني كلماتك الراقية لأعيش مع نفسي حالة التذوق الرائعة التي قادتني لكتابة القراءة .
تقلي احترامي وتقديري

أخوك
د. محمد حسن السمان

د. محمد حسن السمان
30-07-2007, 08:29 PM
أيها الأخ الأديب الفذ د. محمد حسن السمان:
لا تزال نبع عطاء صادق لا ينضب ولا ينصب.
والشكر للأخ الشاعر الأديب الكبير د. مصطفى عراقي على ما جادت به قريحته تكرما بندى نفسه ونقاء روحه. شكرا لكما أيها الكريمان الكبيران.
تحياتي

سلام الـلـه عليكم
الأخ الحبيب الغالي الشاعر العربي الكبير الدكتور سمير العمري

أعتبر ملامستك للنص معلقا , مفخرة كبيرة للعمل , الذي بدأ بقراءات ودراسات في أدب الدكتور سمير العمري , خلال أكثر من جلسة أدبية , وقد لقيت النواحي الجمالية والأدبية العالية , الأديب الناقد المتمكن الاستاذ الدكتور مصطفى عراقي , الذي تأثر بالقدرات والجماليات في أدب الدكتور سمير العمري , فصاغ دراسة نقدية موفقة مدهشة , ولم أكن بعيدا عن الدراسات والقراءات , بل عشتها بحالة صوفية , فقادني كل هذا إلى محاولتي المتواضعة , في القيام بقراءة على القراءة البارعة .
فإن كان من نجاح , فنحن مدينون للأدب الابداعي , عند الأديب الشاعر العربي الكبير الدكتور سمير العمري .
تقبل محبتي وشكرا لمرورك .

أخوك
د. محمد حسن السمان

د. نجلاء طمان
03-08-2007, 09:44 AM
الناقد الفذ: د. محمد حسن السمان

يستحق الشاعر الراقى المبدع د. سمير العمرى أن يخص عملا له الناقد الرائع د. مصطفى عراقى بإبحار من عقله الفذ. لله درهما!.

أما أنت أيها الماسة الوضاءة التى أذهلت عتمة محيط الأدب, فقد نقرت أنامل فكرك على مواطن الجمال فى الدراسة النقدية, فانبثق فكرك على صفحات العقل كلافتات مطر تزخر بالبساطة والتدفق المعانق لإحساس الدراسة الفياض. لله درك أيها الناقد العملاق.

شذى الوردة لهذا المثلث العملاق

د. نجلاء طمان

د. عبدالله حسين كراز
03-08-2007, 11:46 AM
الحبيب الوفي الأب الكبير مقاماً سامقاً/ د. محمد السمان

نعم، صدقت ورسمت لنا لوحة بثالوث أروع: د. سمير العمري و د. محمد السمان و د. عمران عراقي، سموتم جميعاً ببوحكم الذي استقر في منتهى القلب.

د. عبدالله حسين كراز

د. محمد حسن السمان
03-08-2007, 02:00 PM
قراءة ... مترعة بالدهشة
بورك الحبر الباهر

سلام الـلـه عليكم
الأخ الغالي الأديب والمفكر الاستاذ خليل حلاوجي

أشكر لك كريم مرورك على القراءة , وبأحرف قليلة تختزل الصفحات , وتوصل ما تريد , لايتقن هذا التكثيف المدهش غير أديب مفكر , صاحب بصمة : هو أنت .
نعم " ... قراءة مترعة بالدهشة " , وكيف لاتكون كذلك , ونحن أمام شاعر كبير متفرد , وناقد كبير متذوق , وناقل أمانة صدوق .
تقبل محبتي

أخوك
د. محمد حسن السمان

د. محمد حسن السمان
03-08-2007, 02:30 PM
الناقد الفذ: د. محمد حسن السمان
يستحق الشاعر الراقى المبدع د. سمير العمرى أن يخص عملا له الناقد الرائع د. مصطفى عراقى بإبحار من عقله الفذ. لله درهما!.
أما أنت أيها الماسة الوضاءة التى أذهلت عتمة محيط الأدب, فقد نقرت أنامل فكرك على مواطن الجمال فى الدراسة النقدية, فانبثق فكرك على صفحات العقل كلافتات مطر تزخر بالبساطة والتدفق المعانق لإحساس الدراسة الفياض. لله درك أيها الناقد العملاق.
شذى الوردة لهذا المثلث العملاق
د. نجلاء طمان
سلام الـلـه عليكم
الأخ الفاضلة الأديب الناقدة الدكتور نجلاء طمان

إن الصفحات تتألق بمرورك عليها , أديبة متمكنة , وقارئة ناقدة حصيفة الحرف والفكرة , ومتذوقة راقية , ومثلك من يقدّر الأعمال الأدبية اللافتة , ومما لاشك فيه , فأن أدب الشاعر الكبير الدكتور سمير العمري , هو موضوع تحريضي , ذو منحى ايجابي راق , والأخ الغالي الأديب الناقد الدكتور مصطفى عراقي , قنّاص أدبي مذهل , فوجدت أمامي ثنائية جمالية خلاّبة , فلم يكن من الصعب , أن أرسم الضلع الثالث , وما وصفتني به من جميل القول , ليس إلا سمة من سمات شخصيتك الكريمة .
تقبلي احترامي

أخوك
د. محمد حسن السمان

د. سمير العمري
05-11-2008, 08:19 PM
سلام الـلـه عليكم
الأخت الفاضلة الأديبة المتألقة وفاء شوكت خضر
صدقت ايتها الأديبة , فالشاعر الكبير الدكتور سمير العمري , أبدع وتسامى شعرا وشاعرية , وأغدق متفوقا متفردا , والأديب الكبير الدكتور مصطفى عراقي , قارئ ناقد متذوق , ووقعت بين يديه درة شعرية , فلامسها بحبه واحاسيسه وأدواته الأدبية , فرفد العذوبة بالعذوبة , فما كان مني وأنا المعجب المأسور بشاعرية الدكتور سمير العمري , والمحب المعجب بتذوق الدكتور مصطفى عراقي , إلا أن أسجّل ما شعرت به , ومن يتعامل بالدر والجوهر , لابد أن يرتقي لما بين يديه من كريم البضاعة , وقد حرضتني كلماتك الراقية لأعيش مع نفسي حالة التذوق الرائعة التي قادتني لكتابة القراءة .
تقلي احترامي وتقديري
أخوك
د. محمد حسن السمان

لا حرمنا الله من صدق نقائك وعظيم إخائك وفائض وفائك.

كنت هنا من نعرف ونحب فتشدنا الذكرى الجميلة لأيام جميلة بصحبتكم.

كن كما أنت دائما عالي الهمة صادق التوجه وفي الخلق.

ولن تبرح فينا صاحب مكان ومكانة.




تحياتي

ربيحة الرفاعي
10-03-2015, 01:23 AM
روعة ما بعدها روعة أن تجد نفسك في دوحة قراءة في قراءة، فكيف القراءة الأولى في شاعر حباه الله زمام الكلم وزكى منه الروح وأكرم القلم فعبق فضاء حرفه بأغاريد الطيور زهى قوله بالحكم
لا أعرف كيف فاتتني حتى اليوم قراءة هذه الرائعة في قراءة وقعت عليها في بدايات وجودي في هذه الدوحة العظيمة

رحم الله فقيدنا الدكتور مصطفى عراقي
وحفظكم بخير أديبنا الكبير الدكتور محمد حسن السمان
وأدام على أمير الشعر الدكتور سمير العمري ما ملكّه من صولجان الحرف

تحاياي