المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : التابوت ( قصةٌ قصيدة )



إكرامي قورة
20-03-2007, 09:29 PM
التابوت

(ليست شعراً قصصياً ولكن قصةٌ قصيدة)

وأخيراً ماتْ
وسمعتُ الملكَ يردّ سؤالَ الكاهنِ
عما قد خلّفه الراحلُ من ثرواتْ
وشردتُ بذهني
فاصطفتْ أوراقُ بناء الهرم أمامي
ألمحُ فيها جدي حين أتاه الموتُ على درجات الهرمِ
وأبصرُ سوطَ السخرةِ يهري ظهرَ أبي
في منطقةٍ أعلى من نفس الهرمِ
أكاد أصيح بأن الفرعون الراحلَ قد خلّف قبراً يدفن فيهِ
بناه له من قد سبقوه لدار الراحة من أمواتْ
وأجاب الملكُ بأن الثروة وُضعتْ في تابوت الراحلِ
كي يشتريَ ـ زمان البعث ـ بها أطناناً من ضحكاتْ
واسترسل في خطبته يشرح ما ينويه حيال الشعبِ
لمحتُ الخاتمَ في إصبع يسراه بدون الفصِّ المعهودِ
فقلتُ لنفسي:
فقد الفصّ ورفض تقشفُه أن يشتريَ جديداً بعد الملكِ
وأخذ الكاهنُ يسألُ .. يسألُ ..
والفرعونُ الرحب الصدرِ يجيبُ .. يجيبُ ..
فضقتُ بذاك الكاهنِ ذرعاً وتأففتُ
فدوماً كانت رائحة الكاهنِ تؤذيني
وتظلّ بأنفي أياماً إن جمعتْنا الساحاتْ !

ومضيتُ وصورة تابوت الملك الراحل تركض خلفي
وأمامي كان الفقرُ يسدّ علىّ طريقي
فجلستُ على مصطبة العجز أرتبُ أوراقي ساعاتْ
وجريتُ بفأسي لما جن الليلُ علىَّ
وعند البابِ خلعتُ النعلَ
وسرتُ كذئبٍ يخشى عين الحارسِ
ثم صعدتُ الدرجَ .. سلكتُ طريق الخطأ لمراتٍ
وأخيراً ......... كنتُ أمام البابْ !
وسمعتُ نداء الرهبةِ يعصرني
: لا تفتح هذا البابْ
..... فالموتُ يرفرفُ بجناحيه على من يفتحُ هذا البابَ
أحاط الرعبُ كياني
كدت أفرّ ولكنّ الفقرَ المهلك كان ورائي بالمرصادِ
فتحتُ البابَ
فشلتْ أطرافي لحظاتْ !!

ثم دخلتُ لغرفة دفن الموتى
كانت رائحةُ الموتِ تخيفُ السارقَ فيّ
أشعلتُ فتيلاً أخرى
ونظرتُ لمومياء الملك الراحلِ
كانت عاريةً من جبلِ الخيلاء وحتى من أوراق التوتِ
وكان التابوتُ بدون غطاءْ !
والحجرة خالية من أي دليل ثراءْ !!
دفعتني الحسرةَ أن أتحركَ كالمجنونِ
وأن أتحرق كالفقراءْ
فضربتُ الأرضَ ..
لعنت الـ ..
وحين هممتُ بأن أنصرفَ
شعرتُ بشيء قد لفظته الأرضُ فآلم كعبي !
فكتمتُ الآهة في نفسي
وشعرتُ بأنّ عدويَ قد أصبحَ كلّ العالمْ
وبكلّ اليأسِ جلستُ
فكتمتْ أنفي رائحةُ الكاهنِ !!
فتأففتْ
أدنيتُ فتيلي ليبددَ جهلَ اللون القاتمْ
ونزعتُ الشيء العالق في كعبي
فإذا .....
فصُّ الخاتمْ



ـــــــــــــــــــ
أبريل 2001

أحمد حسن محمد
20-03-2007, 10:19 PM
وحتى عودة...
أجدك تصر أن تكون وحدك في مكان يخصك يعرفك الناس به رغم
أنك تملك تماما القدرة على التواجد في أماكن اجتماعات الناس..
ولكنك تتفرد في أسلوب مهما اختلفنا حول صلاحيته أو بلاغيته فهو واحد لك
تحياتي أخي الأكرم

مصطفى الجزار
21-03-2007, 07:57 AM
قصيدة وراء القصيدة
وقصة داخل القصة
ومعنى تحت المعنى
وهدف فوق الهدف
وشاعر في شاعر
.........
فيا لها من ازدواجية رائعة نادرة
لا يملكها غير... إكرامي قورة
تحياتي يا صاحبي

خليل حلاوجي
21-03-2007, 08:28 AM
(ان فرعون وهامان وجنودهما كانوا .. خاطئين )

هكذا اخبرنا رب العزة من فوق سبع سماوات

ان الاثم موزع بين ثلاث .... واخسرهم من باع دينه بدنيا غيره

\
بالغ تقديري

مجذوب العيد المشراوي
21-03-2007, 01:31 PM
إكرامي قصة قصيدة ممممممممم

روعة 10/10

وائل محمد القويسنى
21-03-2007, 03:49 PM
والله مش لاقى كلام أقوله
أصل الجزار خلص الكلام
بس سواء أكانت قصة قصيده أو
قصيده قصصيه
فالعقاد قال ....
إن مستقبل القصيده العربيه .....
فى القصيده العموديه الدراميه...
القصصيه
.... ربنا يوفقك
..... أخوك .....
............. وائل القويسنى

محمد سليمان منصور
21-03-2007, 09:54 PM
ما زال الفقر يسد علي طريقي
لكني لم اجرؤ يوما ان اقتحم عليه الباب
من قال- باني رب الارباب-
من جند من جوع العبد اعاجيب الاوتاد
مازال يعيش ويحكم بالارهاب
ويذكر بمحاسن قانون الغاب
فهنيئا يامن غالبت الرعب
ودخلت -حتى لو كان بخوفك- في هذا السرداب
ودلفت الى الفرعون المومياء
واخذت الخاتم بعد عناء
حدثني هل هذا الخاتم فيه عن الجوع غناء
وجبة فكرية رائعة ودسمة
مع تقديري وحبي من العين الى تلبان

إكرامي قورة
22-03-2007, 09:19 PM
وحتى عودة...
أجدك تصر أن تكون وحدك في مكان يخصك يعرفك الناس به رغم
أنك تملك تماما القدرة على التواجد في أماكن اجتماعات الناس..
ولكنك تتفرد في أسلوب مهما اختلفنا حول صلاحيته أو بلاغيته فهو واحد لك
تحياتي أخي الأكرم

مرورك أسعدني
وعودة أترقبها بشوق


تحياتي ومحبتي

حسن صلاح حسن
23-03-2007, 10:17 AM
كيف أعبر عن إعجابي؟؟
والله إنى أحبك فى الله
بارك الله فيك يا أخي الشاعر ودمت مبدعا ألقا

إكرامي قورة
24-03-2007, 08:56 PM
قصيدة وراء القصيدة
وقصة داخل القصة
ومعنى تحت المعنى
وهدف فوق الهدف
وشاعر في شاعر
.........
فيا لها من ازدواجية رائعة نادرة
لا يملكها غير... إكرامي قورة
تحياتي يا صاحبي

أخجلني إطراؤك يا صديقي
جعاني الله عند حسن ظنك

حاولت أن أصنع لونا جديدا هنا ، يغاير الشعر القصصي ، فحاولت أن أكتب القصة أساسا بآلياتها من عين الشاعر ومن بين أصابع الفراهيدي

حاولت كما قلت وليتني أنجح

محبة أخيك

عبدالملك الخديدي
24-03-2007, 09:24 PM
بل قل قصة وقصيدة

نص قصصي رائع وضعته في قالب شعري جميل .

وأنا أقرأ في هذا النص المبهر تذكرت محاضرة للشيخ الشعراوي رحمه الله وهو يشرح آية ( بناء الصرح ).

بورك فيك أيها الشاعر القاص .

د. مصطفى عراقي
24-03-2007, 09:33 PM
التابوت
(ليست شعراً قصصياً ولكن قصةٌ قصيدة)
وأخيراً ماتْ
وسمعتُ الملكَ يردّ سؤالَ الكاهنِ
عما قد خلّفه الراحلُ من ثرواتْ
وشردتُ بذهني
فاصطفتْ أوراقُ بناء الهرم أمامي
ألمحُ فيها جدي حين أتاه الموتُ على درجات الهرمِ
وأبصرُ سوطَ السخرةِ يهري ظهرَ أبي
في منطقةٍ أعلى من نفس الهرمِ
أكاد أصيح بأن الفرعون الراحلَ قد خلّف قبراً يدفن فيهِ
بناه له من قد سبقوه لدار الراحة من أمواتْ
وأجاب الملكُ بأن الثروة وُضعتْ في تابوت الراحلِ
كي يشتريَ ـ زمان البعث ـ بها أطناناً من ضحكاتْ
واسترسل في خطبته يشرح ما ينويه حيال الشعبِ
لمحتُ الخاتمَ في إصبع يسراه بدون الفصِّ المعهودِ
فقلتُ لنفسي:
فقد الفصّ ورفض تقشفُه أن يشتريَ جديداً بعد الملكِ
وأخذ الكاهنُ يسألُ .. يسألُ ..
والفرعونُ الرحب الصدرِ يجيبُ .. يجيبُ ..
فضقتُ بذاك الكاهنِ ذرعاً وتأففتُ
فدوماً كانت رائحة الكاهنِ تؤذيني
وتظلّ بأنفي أياماً إن جمعتْنا الساحاتْ !
ومضيتُ وصورة تابوت الملك الراحل تركض خلفي
وأمامي كان الفقرُ يسدّ علىّ طريقي
فجلستُ على مصطبة العجز أرتبُ أوراقي ساعاتْ
وجريتُ بفأسي لما جن الليلُ علىَّ
وعند البابِ خلعتُ النعلَ
وسرتُ كذئبٍ يخشى عين الحارسِ
ثم صعدتُ الدرجَ .. سلكتُ طريق الخطأ لمراتٍ
وأخيراً ......... كنتُ أمام البابْ !
وسمعتُ نداء الرهبةِ يعصرني
: لا تفتح هذا البابْ
..... فالموتُ يرفرفُ بجناحيه على من يفتحُ هذا البابَ
أحاط الرعبُ كياني
كدت أفرّ ولكنّ الفقرَ المهلك كان ورائي بالمرصادِ
فتحتُ البابَ
فشلتْ أطرافي لحظاتْ !!
ثم دخلتُ لغرفة دفن الموتى
كانت رائحةُ الموتِ تخيفُ السارقَ فيّ
أشعلتُ فتيلاً أخرى
ونظرتُ لمومياء الملك الراحلِ
كانت عاريةً من جبلِ الخيلاء وحتى من أوراق التوتِ
وكان التابوتُ بدون غطاءْ !
والحجرة خالية من أي دليل ثراءْ !!
دفعتني الحسرةَ أن أتحركَ كالمجنونِ
وأن أتحرق كالفقراءْ
فضربتُ الأرضَ ..
لعنت الـ ..
وحين هممتُ بأن أنصرفَ
شعرتُ بشيء قد لفظته الأرضُ فآلم كعبي !
فكتمتُ الآهة في نفسي
وشعرتُ بأنّ عدويَ قد أصبحَ كلّ العالمْ
وبكلّ اليأسِ جلستُ
فكتمتْ أنفي رائحةُ الكاهنِ !!
فتأففتْ
أدنيتُ فتيلي ليبددَ جهلَ اللون القاتمْ
ونزعتُ الشيء العالق في كعبي
فإذا .....
فصُّ الخاتمْ
ـــــــــــــــــــ
أبريل 2001



=======

أخانا الكريم وشاعرنا المتجدد المتفرّد المُحلِّق في سماء الإبداع: الأستاذ إكرامي

عندما قرأت هذه القصة القصيدة الجامعة بين ألق الشعر شعورا وتصويرا ، وتدفق القصّ سردا وتعبيرا ، طالعت فيها جمالا فريدا جديدا لعله نابعٌ من هذه الصياغة الشعرية السمحة غير المتكلفة ، واتساقها مع أجواء القصة الرمزية الأسطورية الشاعرية.
كل هذا مع المحافظة على روحِ القصيدة تكثيفا وإيحاءً، وتقنية القصة من الكلمة الأولى حتى لحظة الكشف الأخيرة المثيرة. ومرورا برسم الشخوص من الخارج ومن الداخل . في تضافر بديع

ومن هنا كانت سعادتي بهذه التجربة الإبداعية المشرقة المحلقة .

وليسمح لي أخي الحبيب الغالي الشاعر المبدع مصطفى الجزار أن اختلف معه في استخدامه كلمة "ازدواجية " في نقده الجميل ، فقد رأيت التلاحم بينهما هنا يتجاوز الازدواجية إلى التلاحم والتناغم .

ودمتما وأسرة الواحة الغراء بكل الخير والسعادة والتالق ،



مصطفى

إكرامي قورة
26-03-2007, 07:06 PM
(ان فرعون وهامان وجنودهما كانوا .. خاطئين )
هكذا اخبرنا رب العزة من فوق سبع سماوات
ان الاثم موزع بين ثلاث .... واخسرهم من باع دينه بدنيا غيره
\
بالغ تقديري

صدقت أيها الحبيب
خسر من باع دينه

أسعدني مرورك العزيز

تحياتي مفكرنا الكبير

إكرامي قورة
29-03-2007, 12:17 AM
إكرامي قصة قصيدة ممممممممم
روعة 10/10

مرور أنتظره

استحسانك يسعدني

محبتي واحترامي أيها الشاعر الرائع

إكرامي قورة
29-03-2007, 07:30 PM
والله مش لاقى كلام أقوله
أصل الجزار خلص الكلام
بس سواء أكانت قصة قصيده أو
قصيده قصصيه
فالعقاد قال ....
إن مستقبل القصيده العربيه .....
فى القصيده العموديه الدراميه...
القصصيه
.... ربنا يوفقك
..... أخوك .....
............. وائل القويسنى

حضور بهي أيها الحبيب
وتعليق رقيق رقة صاحبه

محبتي واحترامي يا صديقي

د. سمير العمري
29-03-2007, 09:55 PM
بكلمات بسيطة ، وبأسلوب السهل الممتنع سرت لنا القصة لتحمل في ثناياها الكثير.

هي بالفعل قصيدة قصة كما أطلقت أنت عليها ، ووأنت بالفعل شاعر الإدهاش كما أطلق محبك عليك.



تحياتي

حسام القاضي
01-04-2007, 03:21 AM
أخي الحبيب المبدع / د. إكرامي قورة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بداية لاأعرف ما أقول على وجه التحديد إزاء هذا الابداع المتفرد والصعب ، فقد أفرزت ـ من خلال تزاوج بين القصة والشعر ـ جنس أدبي جديد أتفق معك في تسميتك إياه بالقصة القصيدة ؛ فهو بالفعل يختلف عن الشعر القصصي المعروف .
قصة مكتملة عناصرها ، فكرة وبناءً وصراعاً ، ثم دهشة الكشف والنهاية ..أستخدمت الرمز والأسطورة (كما قال أخي الفاضل د. عراقي ) ، وأجدت في توظيفهما بإلقاء ظلالهما على الحاضر ..كهنة المعبد والدور القذر الذي يقومون به مع كل فرعون (حاكم ) جديد قد يأتي نقياً ؛ فيتولون هم تلويثه وإفساده ليسير على دربهم حتى إذا ولى ألصقوا به كل نقائصهم ، ونسبوا إليه عيوب المرحلة وبرأوا أنفسهم إستعداداً للآتي الجديد ، وهكذا تعيد الأيام دورتها ، والضحية دائماً هي الرعية .
نسجت عملك من خلال لغة مكثفة موحية شاعرة أجدت اختيار نمط الشعر المناسب ، شعر موزون ( شعر التفعيلة *) وهو الأنسب لعملك هذا فلم يكن الشعر العمودي ليناسبه وإلا لتحول إلى شعر قصصي ، وبالتأكيد لم تكن القصيدة النثرية أيضاً تفيد هنا وإلا لصار قصة فقط .
هي إذاً قصة قصيدة تسود فيها القصة دون أن يغيب عنها الشعر .
أجدت أخي الحبيب في هذا اللون الفريد .
تقبل وجهة نظري المتواضعة تلك مع تقديري واحترامي .
حسام .
[line]
* لست خبيراً في أوزان الشعر وسألت هنا أهل الخبرة .

علي أسعد أسعد
01-04-2007, 01:51 PM
كيف تمسك بالقلم يا إكرامي


وكيف تكتب

وفي أي مرج تجلس



وربي إنك لشاعر

وكبير



تحياتي لنبضك العذب

محمد إبراهيم الحريري
02-04-2007, 04:43 PM
التابوت
(ليست شعراً قصصياً ولكن قصةٌ قصيدة)
وأخيراً ماتْ
وسمعتُ الملكَ يردّ سؤالَ الكاهنِ
عما قد خلّفه الراحلُ من ثرواتْ
وشردتُ بذهني
فاصطفتْ أوراقُ بناء الهرم أمامي
ألمحُ فيها جدي حين أتاه الموتُ على درجات الهرمِ
وأبصرُ سوطَ السخرةِ يهري ظهرَ أبي
في منطقةٍ أعلى من نفس الهرمِ
أكاد أصيح بأن الفرعون الراحلَ قد خلّف قبراً يدفن فيهِ
بناه له من قد سبقوه لدار الراحة من أمواتْ
وأجاب الملكُ بأن الثروة وُضعتْ في تابوت الراحلِ
كي يشتريَ ـ زمان البعث ـ بها أطناناً من ضحكاتْ
واسترسل في خطبته يشرح ما ينويه حيال الشعبِ
لمحتُ الخاتمَ في إصبع يسراه بدون الفصِّ المعهودِ
فقلتُ لنفسي:
فقد الفصّ ورفض تقشفُه أن يشتريَ جديداً بعد الملكِ
وأخذ الكاهنُ يسألُ .. يسألُ ..
والفرعونُ الرحب الصدرِ يجيبُ .. يجيبُ ..
فضقتُ بذاك الكاهنِ ذرعاً وتأففتُ
فدوماً كانت رائحة الكاهنِ تؤذيني
وتظلّ بأنفي أياماً إن جمعتْنا الساحاتْ !
ومضيتُ وصورة تابوت الملك الراحل تركض خلفي
وأمامي كان الفقرُ يسدّ علىّ طريقي
فجلستُ على مصطبة العجز أرتبُ أوراقي ساعاتْ
وجريتُ بفأسي لما جن الليلُ علىَّ
وعند البابِ خلعتُ النعلَ
وسرتُ كذئبٍ يخشى عين الحارسِ
ثم صعدتُ الدرجَ .. سلكتُ طريق الخطأ لمراتٍ
وأخيراً ......... كنتُ أمام البابْ !
وسمعتُ نداء الرهبةِ يعصرني
: لا تفتح هذا البابْ
..... فالموتُ يرفرفُ بجناحيه على من يفتحُ هذا البابَ
أحاط الرعبُ كياني
كدت أفرّ ولكنّ الفقرَ المهلك كان ورائي بالمرصادِ
فتحتُ البابَ
فشلتْ أطرافي لحظاتْ !!
ثم دخلتُ لغرفة دفن الموتى
كانت رائحةُ الموتِ تخيفُ السارقَ فيّ
أشعلتُ فتيلاً أخرى
ونظرتُ لمومياء الملك الراحلِ
كانت عاريةً من جبلِ الخيلاء وحتى من أوراق التوتِ
وكان التابوتُ بدون غطاءْ !
والحجرة خالية من أي دليل ثراءْ !!
دفعتني الحسرةَ أن أتحركَ كالمجنونِ
وأن أتحرق كالفقراءْ
فضربتُ الأرضَ ..
لعنت الـ ..
وحين هممتُ بأن أنصرفَ
شعرتُ بشيء قد لفظته الأرضُ فآلم كعبي !
فكتمتُ الآهة في نفسي
وشعرتُ بأنّ عدويَ قد أصبحَ كلّ العالمْ
وبكلّ اليأسِ جلستُ
فكتمتْ أنفي رائحةُ الكاهنِ !!
فتأففتْ
أدنيتُ فتيلي ليبددَ جهلَ اللون القاتمْ
ونزعتُ الشيء العالق في كعبي
فإذا .....
فصُّ الخاتمْ
ـــــــــــــــــــ
أبريل 2001
الأخ إكرامي تحية طيبة
وأخيرا
وصلنا النهاية قبل الدخول إلى سرادق البيان الموشح بالحزن ظاهرا ، بالتفاؤل جهرا وسرا ، وبين أخيرا وفص الخاتم نهيم في وديان شرورد وسهول وصل للحقيقة حتى تضع الأقلام نقاطها على آخر سطر من شرف بيانك على قارعة اليقين .
وأخيرا مات
بداية موفقة لنهاية جزمت بنا رحلة التوقع على عادة ومضة النهاية قبل البدء بمسير الألف كلمة .
وأخيرا لن يموت قلب يحمل قلم إيمان ، إنه
قلم إكرامي
أبي كريم

إكرامي قورة
06-04-2007, 01:14 AM
ما زال الفقر يسد علي طريقي
لكني لم اجرؤ يوما ان اقتحم عليه الباب
من قال- باني رب الارباب-
من جند من جوع العبد اعاجيب الاوتاد
مازال يعيش ويحكم بالارهاب
ويذكر بمحاسن قانون الغاب
فهنيئا يامن غالبت الرعب
ودخلت -حتى لو كان بخوفك- في هذا السرداب
ودلفت الى الفرعون المومياء
واخذت الخاتم بعد عناء
حدثني هل هذا الخاتم فيه عن الجوع غناء

وجبة فكرية رائعة ودسمة
مع تقديري وحبي من العين الى تلبانة

الحبيب الشاعر
محمد سليمان منصور

مرحبا بك هنا في واحة الكبار أيها الرائع

حضور بهي ومشاركة شعرية جذابة

أنتظر قصائدك أيها الحبيب

سعدت جدا بانضمامك وكل الشوق لك من قلوب صاقة تلبانية

إكرامي قورة
14-04-2007, 09:01 PM
كيف أعبر عن إعجابي؟؟
والله إنى أحبك فى الله
بارك الله فيك يا أخي الشاعر ودمت مبدعا ألقا

أحبك الله الذي أحببتني فيه

وأنا أحبك في الله أخي حسن


دمت بشعر وألق

محمد البدري محمد
15-04-2007, 10:52 AM
إكرامي نجحت فيما سعيتَ إليه, بداية لم أستطع الانفصال عنك
ومرورا لم أستطع الخرج منك , وختاماً أتمنى العودة للبداية والمرور
محمد البدري

محمد نديم
17-04-2007, 08:56 PM
التابوت
(ليست شعراً قصصياً ولكن قصةٌ قصيدة)
وأخيراً ماتْ
وسمعتُ الملكَ يردّ سؤالَ الكاهنِ
عما قد خلّفه الراحلُ من ثرواتْ
وشردتُ بذهني
فاصطفتْ أوراقُ بناء الهرم أمامي
ألمحُ فيها جدي حين أتاه الموتُ على درجات الهرمِ
وأبصرُ سوطَ السخرةِ يهري ظهرَ أبي
في منطقةٍ أعلى من نفس الهرمِ
أكاد أصيح بأن الفرعون الراحلَ قد خلّف قبراً يدفن فيهِ
بناه له من قد سبقوه لدار الراحة من أمواتْ
وأجاب الملكُ بأن الثروة وُضعتْ في تابوت الراحلِ
كي يشتريَ ـ زمان البعث ـ بها أطناناً من ضحكاتْ
واسترسل في خطبته يشرح ما ينويه حيال الشعبِ
لمحتُ الخاتمَ في إصبع يسراه بدون الفصِّ المعهودِ
فقلتُ لنفسي:
فقد الفصّ ورفض تقشفُه أن يشتريَ جديداً بعد الملكِ
وأخذ الكاهنُ يسألُ .. يسألُ ..
والفرعونُ الرحب الصدرِ يجيبُ .. يجيبُ ..
فضقتُ بذاك الكاهنِ ذرعاً وتأففتُ
فدوماً كانت رائحة الكاهنِ تؤذيني
وتظلّ بأنفي أياماً إن جمعتْنا الساحاتْ !
ومضيتُ وصورة تابوت الملك الراحل تركض خلفي
وأمامي كان الفقرُ يسدّ علىّ طريقي
فجلستُ على مصطبة العجز أرتبُ أوراقي ساعاتْ
وجريتُ بفأسي لما جن الليلُ علىَّ
وعند البابِ خلعتُ النعلَ
وسرتُ كذئبٍ يخشى عين الحارسِ
ثم صعدتُ الدرجَ .. سلكتُ طريق الخطأ لمراتٍ
وأخيراً ......... كنتُ أمام البابْ !
وسمعتُ نداء الرهبةِ يعصرني
: لا تفتح هذا البابْ
..... فالموتُ يرفرفُ بجناحيه على من يفتحُ هذا البابَ
أحاط الرعبُ كياني
كدت أفرّ ولكنّ الفقرَ المهلك كان ورائي بالمرصادِ
فتحتُ البابَ
فشلتْ أطرافي لحظاتْ !!
ثم دخلتُ لغرفة دفن الموتى
كانت رائحةُ الموتِ تخيفُ السارقَ فيّ
أشعلتُ فتيلاً أخرى
ونظرتُ لمومياء الملك الراحلِ
كانت عاريةً من جبلِ الخيلاء وحتى من أوراق التوتِ
وكان التابوتُ بدون غطاءْ !
والحجرة خالية من أي دليل ثراءْ !!
دفعتني الحسرةَ أن أتحركَ كالمجنونِ
وأن أتحرق كالفقراءْ
فضربتُ الأرضَ ..
لعنت الـ ..
وحين هممتُ بأن أنصرفَ
شعرتُ بشيء قد لفظته الأرضُ فآلم كعبي !
فكتمتُ الآهة في نفسي
وشعرتُ بأنّ عدويَ قد أصبحَ كلّ العالمْ
وبكلّ اليأسِ جلستُ
فكتمتْ أنفي رائحةُ الكاهنِ !!
فتأففتْ
أدنيتُ فتيلي ليبددَ جهلَ اللون القاتمْ
ونزعتُ الشيء العالق في كعبي
فإذا .....
فصُّ الخاتمْ
ـــــــــــــــــــ
أبريل 2001


الشاعر الفذ د. إكرامي ...
سعدت هنا بقراءة جديدك
بين القص والشعر
بين مشاهد واحداث ...
وأنا أدخل معك إلى ركن التابوت...
كنت أمشي على أطراف أحاسيسي ...

قصة في قصيدة بها التشويق والحدث الدرامي المتصاعد.
لعل الخاتم في نعل حذائك ..... يبدي رأيك في الأمر برمته ؟
ربما.

لك الود
ودمت شاعرا واديبا أحترم قلمه.

أخوك
النديم.

عارف عاصي
19-04-2007, 11:57 AM
د0 اكرامي
روعة مدهشة
قصة التاريخ
وتاريخ القصة
بين اليوم
وبين الأمس
حكايا خيال
نفس العزف
وذات النزف
وصوت الزيف
وبعض رجال

بورك القلب والقلم
تحاياي
عارف عاصي

أحمد عبد المنعم سرساوى
23-06-2008, 07:02 PM
أخي الدكتور إكرامي
أأسف لأني لم أر النص إلا اليوم
وتعجبت لأني منذ حوالي سنتين أتحسس جنساً أدبياً جديداً أيضاً
يحمل اسم "القصص الشاعرة"
والذي كتب عنه ووضع منهجاً علمياً له
الشاعر محمد الشحات محمد
وذكر أيضاً القصة القصيدة في الفروق بين القصة الشاعرة ومصطلحات أخرى
الآن وجدت بعض الفروق بين نصك ونصوصه
وهذا هو ثراء الفكر العربي حينما يؤمن بالحق
وفقك الله أخي
وأدعوك للبحث في جنس القصة الشاعرة ..
وحتماً ستفيد فيه كثيراً ..
فمثلك من يحيي الله على يديه الإبداع

لطفي الياسيني
23-06-2008, 08:05 PM
استاذنا الكبير المفضال الشاعر السامق الاخ اكرامي قورة
تحية الاسلام
جزاك الله خيرا وبارك الله لك وعليك
على هذه الرائعة الشعرية وكلماتك التي اثلجت الصدر
لك مني عاطر التحية واطيب المنى
دمت بحفظ المولى

عمر زيادة
24-06-2008, 02:42 PM
و اللهِ رائعٌ رائع
كما قال الجزار
و أعيده حرفيّاً

لكَ قلبٌ و وردْ

محبتي

وهاب شريف
18-08-2008, 08:49 PM
نص أخذني بعيدا حيث تنفتح الاشياء وتبوح اسرارها بمرح وألم
لا ادري كيف تداخل الفن والابداع بكل تفرعاته ليكون هذا النص المفتوح على الحياة بكل تناقضاتها الجميلة
شاعر من ماس
محبتي من العراق / نجف الجواهري