تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الانتظار



صبيحة شبر
20-03-2007, 10:29 PM
الانتظار




القاعة ملاى بالمنتظرين، رجال ونساء أثقلتهم الهموم، ودوا لو يجدون عنها براحا، أوقاتي مثقلة، تتراكم علي الأعباء، لا أجد متنفسا لأخلو إلى نفسي او أؤدي عملا أثيرا أحبه، فكل ما أقوم به مفروض
الحاضرون يحدث بعضهم بعضا، يسرد عليه همومه ويقص عليه متاعبه، وأنا لا أجد من ينجدني من وهدني، أمنياتي قليلة، أتمنى لو أحظى بلحظات حرة لا يملكها الآخرون، أتمدد، اجلس مسترخية، أفكر بشيء لا محدود، أسير بلا هدف، لا أهرول واهرب من أمور لا اعرف كنهها، تدفعني متاعبي إلى مضاعفة سرعتي، وتدفع بي قوة غامضة فلا أقوى معها على التقاط أنفاسي
عملي جميل مع كونه مرهقا، يسخرون مني حين اخبرهم باني عاشقة لمهنتي، تفكيري باحتمال فقدانها يثير في رعبا أخطبوطيا، بدأت افقد العديد من الأصدقاء المقربين، لا يريدون تصديقي وحالتي ميئوس من برائها
تنادي السكرتيرة على اسم رجل من الحاضرين، يقف المعني بالنداء ويدخل... هذا الطبيب مشهود له بالكفاءة، لكني لم الحظ تحسنا في وضعي النفسي، وقد عدته مرات عديدات، لم يعد الأمر يطاق، ماذا الم بي ؟ لم يعد نسياني مما يستهان به، أضحى لا يغتفر، أدخلني في مآزق لم استطع لها تبريرا..... أحدى الحاضرات وجهها مألوف، هذه الأناقة وذلك الجمال رايتهما، أنا واثقة من هذه الحقيقة، تحدثت مع صاحبة هذا الوجه، ولكن أين ؟ ومتى كان ذلك اللقاء ؟ وما نوع الأحاديث التي أجريناها ؟ وأين تم ذلك ؟هل تشاركني عملي ؟ أم تجاورني في سكني ؟ وهل تشترك معي في هواياتي واهتماماتي ؟ من يدريني ؟ قد أكون حدثتها أو استمعت إليها
عند ذهابي إلى السوق آخر مرة.....إنها تبتسم محيية إياي، فمن تراها تكون ؟ ولكن ما بالي وماذا جرى لي ؟ حتى المقربين مني لم يعودوا بمنأى عن تفاقم حالتي، التي كثيرا ما بررتها بضغط الأعباء علي وتراكمها
لم اعرف للوهلة الأولى مديري في العمل، فقد ناله مع زوجته نصيب من نكراني..... لم يقولا شيئا، ربما لم يلحظا نسياني.....
تذكرتهما بعد لحظة فتلعثمت وسال عرق الخجل مني ثم بادرتهما بالتحية...... السكرتيرة تنادي على اسم امرأة، تنهض الزائرة بارتياح
كمن يحقق انتصارا، المراة الأنيقة تقوم ، اتابعها وأحاول تذكر من تكون ؟ تتصفح المراة الجميلة إحدى المجلات النسائية، الطريقة المتبخترة في السير اعرفها أنا على يقين ،وقد رأيت تلك الابتسامة ، ولكن ما حسبي ؟ كثيرا ما أصادف أشخاصا في الطريق واجد وجوههم مألوفة، واشعر أنني اعرفهم وأبدا بسؤال نفسي عمن يكونون، ولا اهتدي إلى الجواب إلا بعد أن يبتعدوا عني
الوقت يمر بتثاقل وبطء، الطبيب بارع يضع يده على موضع الداء، ولكن كيف يمكنه تشخيص الدواء إن تعددت مواضع الألم
يقرع الباب، يدخل رجل جاوز الخمسين، وخطه المشيب عركه الدهر بنابه، أنا متيقنة أنني اعرفه ولكن كيف ؟ يقترب الزائر بأدب جم وابتسامة تزيل تجاعيد وجهه المتغضن، يحييني الرجل، يستفسر عن الزوج والأولاد، أجيبه بكلام عام، ولكن هل أساله عن الزوجة والأولاد كما فعل هو أم اكتفي بالابتسام، هل هو متزوج ؟ اله أولاد ؟ كم عددهم ؟ يخبرني الرجل أن سميرة تسال عني وهي تشتاق إلى رؤيتي ، فمن تكون سميرة هذه ؟ أقرر أنني سأخبره أنني اشتاق إليها أكثر مما تشتاق إلي، ولكن من يدريني أن الرجل يعرفني حقا ألا يحتمل انه يشبه وهو يعني امرأة أخرى ؟ هل أحاول أن استفسر منه عمن يكون ؟ ومن سميرة هذه ؟
ينقذني من حيرتي والورطة التي تكتنفني أن السكرتيرة تنادي على اسم آخر، يبتسم الرجل ويجلس بعيدا عني لعله أدرك أخيرا أنني لا اعرف عن عائلتهم الموقرة شيئا، وأنني أعاني من متاعب نفسية قد تكون أكثر مما يعانيه هو، أتظاهر بقراءة موضوع في إحدى المجلات، والحيرة تتضاعف في نفسي يبتسم لي احدهم، اشعر انه قد حان دوري للاستفسار عن العائلة وعن صحة الأولاد، يبدو الاستغراب واضحا على محيا الرجل وما أن أحاول الإجابة، تنادي السكرتيرة على اسمي، أتنفس الصعداء، ادخل مهرولة كعادتي





صبيحة شبر

مأمون المغازي
20-03-2007, 10:49 PM
أختنا الكاتبة : صبيحة شبر

أهلاً ومرحبًا بكِ

قرأنا عملكِ الجميل الذي تهديننا إياه في أول لقاء بيننا فأهلاً بكِ في الواحة ، واحة الخير بين الأدباء والأعلام والأساتذة ؛ لذلك آثرنا أن يكون أول ما نخطه في أول متصفح لكِ الترحيب بك وبأدبك .

مرات ومرات نرحب بكِ ، وسنعود بإذن الله لنسجل قراءتنا لقصتكِ

لكِ منا الود والتحية

مأمون

صبيحة شبر
20-03-2007, 10:53 PM
أختنا الكاتبة : صبيحة شبر
أهلاً ومرحبًا بكِ
قرأنا عملكِ الجميل الذي تهديننا إياه في أول لقاء بيننا فأهلاً بكِ في الواحة ، واحة الخير بين الأدباء والأعلام والأساتذة ؛ لذلك آثرنا أن يكون أول ما نخطه في أول متصفح لكِ الترحيب بك وبأدبك .
مرات ومرات نرحب بكِ ، وسنعود بإذن الله لنسجل قراءتنا لقصتكِ
لكِ منا الود والتحية
مأمون
الاخ العزيز مأمون المغازي
الشكر الجزيل لك على جمال الترحيب
في واحة الخير
لقد سمعت بها فجئتها مسرعة
تحياتي لكم:noc:
دمتم بخير

د. محمد حسن السمان
21-03-2007, 03:12 AM
سلام الـلـه عليكم
الأخت الفاضلة الأديبة صبيحة شبر

" الانتظار "
عمل قصصي يملك نكهة خاصة , وقد أعجبت بالقصة , ابتداء من المفردات الرصينة ,
إلى البناء المتين المحكم للعبارات , وهذا التميّز بامساك خيوط الانتقال , بملامسات
نفسية موفقة , يقود القارئ لمتابعة الاحداث بتشوق وترقب , لابد لي أن أقرأ لك المزيد ,
فقد لمحت من خلال العمل فنيات عالية لايتقنها إلا أديب متمكن .
ولايفوتني هنا , أن أغتنم الفرصة لأرحب بك , في الواحة المباركة , معربا عن سعادتي
الغامرة , لانضمام هذا القلم الجميل للاقلام المبدعة .
تقبلي احترامي

أخوكم
د. محمد حسن السمان

صبيحة شبر
21-03-2007, 12:53 PM
سلام الـلـه عليكم
الأخت الفاضلة الأديبة صبيحة شبر
" الانتظار "
عمل قصصي يملك نكهة خاصة , وقد أعجبت بالقصة , ابتداء من المفردات الرصينة ,
إلى البناء المتين المحكم للعبارات , وهذا التميّز بامساك خيوط الانتقال , بملامسات
نفسية موفقة , يقود القارئ لمتابعة الاحداث بتشوق وترقب , لابد لي أن أقرأ لك المزيد ,
فقد لمحت من خلال العمل فنيات عالية لايتقنها إلا أديب متمكن .
ولايفوتني هنا , أن أغتنم الفرصة لأرحب بك , في الواحة المباركة , معربا عن سعادتي
الغامرة , لانضمام هذا القلم الجميل للاقلام المبدعة .
تقبلي احترامي
أخوكم
د. محمد حسن السمان
الاخ العزيز الاديب محمد حسن السمان
الشكر الجزيل للترحيب الذي اسعدني
ابهجتني قراءتك الواعية
والثناء الذي جاد به قلمك على قصتي
اترقب فراءاتك المقبلة بشوق
دمت بخير وابداع

خليل حلاوجي
21-03-2007, 01:07 PM
دعوني ارحب بالضيفة القديرة الاستاذة والمفكرة والاديبة النجيبة
أختنا الكاتبة : صبيحة شبر


والواحة دار الكرام تنبض بقلب الفرح بمقدمك

فاهلا ً وسهلا ً بالقلم الناقد وبصاحبة الرؤية الثاقبة

أهلاً ومرحبًا بكِ

صبيحة شبر
21-03-2007, 01:14 PM
دعوني ارحب بالضيفة القديرة الاستاذة والمفكرة والاديبة النجيبة
أختنا الكاتبة : صبيحة شبر
والواحة دار الكرام تنبض بقلب الفرح بمقدمك
فاهلا ً وسهلا ً بالقلم الناقد وبصاحبة الرؤية الثاقبة
أهلاً ومرحبًا بكِ

الاخ العزيز والاديب المميز خليل حلاوجي
اسعدني ترحيبك الجميل
وانني اجد مجموعة رائعة من الاقلام المتوهجة بالجمال
في هذه الواحة الظليلة
دامت لنا ابداعاتكم التي تجعل حياتنا اكثر دفئا

ينابيع السبيعي
21-03-2007, 03:49 PM
الأخت الرائعة والأديبة الراقية
قصتك جدا رائعة
وأسلوبها الراقي
سعدت بقراءتها
فأهلا بك في واحة الأدب
فالقصة توحي بالقصيدة
اذا هما متلازمان
عزيزتي لي عودة بإذن الله
تقديري
اختك
ينابيع السبيعي

صبيحة شبر
21-03-2007, 03:53 PM
الأخت الرائعة والأديبة الراقية
قصتك جدا رائعة
وأسلوبها الراقي
سعدت بقراءتها
فأهلا بك في واحة الأدب
فالقصة توحي بالقصيدة
اذا هما متلازمان
عزيزتي لي عودة بإذن الله
تقديري
اختك
ينابيع السبيعي
الاخت العزيزة ينابيع السبيعي
اسعدتني كلماتك الجميلة
والثناء العذب
انتظر عودتك بشوق المحبين:0014:

جوتيار تمر
22-03-2007, 09:44 PM
الشبر..
لوحة ترسمها يد ماهرة..هي تلك اللوحة التي تستطيع ان تظهر لنا مكنونات النفس بهذه الدقة اللامتناهية..دقة تصف لنا كل حالة من حلات الذات بصورة انيقة وملائمة مع نوعية الحدث وحالة الاخر..هذه السردية جعلتني استعيد..بعض حواراتي القديمة مع نفسي..ذاتي..حيث كنت مثلك اعاني النسيان..ولم ازل لكني لم اصل الى درجة اني لااعرف من هي سميرة..لاني اصلا لم اتعرف على سميرة.
الاحظ انك هنا تؤكدين بشدة على ظاهر غدت غير مخفية..اسمها النسيان واخرى يقابلها تسمى التناسي..اكيد هناك فرق بينهما.. فرق شاسع..فالنسيان..يعد بلا شك شكل من اشكال الحرية..لكنها تبقى حرية ذات اعباء كبيرة لانها تفقد المرء مقومات الاخر في حياته..وكأنه يغدو وحيدا يغرد وحيدا على اغصان يزورها اللحظة وينساها بعد ان تحط قدماه غصنا اخرا فتخلق السابقة فيه تساؤلات كثيرة وهكذا يبقى المرء رهين تساؤلات لا نهاية لها..انه يتحرر من كل شيء ليقع اسير تساؤلات كل شيء..؟
والتناسي امر لايختلف عليه اثنان..لكنه ليس محملا بالحرية ولاصورها..لانه يقيد المرء بكل شيء وفي شيء..ظنا منه بان المقابل يعرف ما ينكره..!
اذا...النساين في حالتك..له وجهان..وجه اراه ينقذك من صور وذكريات والام واوجاع الماضي..التي تقيد حركتك نحو الاتي والقادم..والوجه الاخر نسيان يخلق فيك الف سؤال فيعيدك الى متاهات الذات المشبعة بالرطوبة.!
صراع..مرير بلا شك..مع رتابة العمل..وروتين الايام..يغدو المرء في مثل هذه الحالة لوحة بيضاء بعد كل نوم وصباح.. حيث لايتعلق في اللوحة سوى الاماني التي داهمها ليلا على صورة احلام ..تنسى بعد ربع ساعة على اقل تقدير.

الشبر...
تعلمين مقدرا محبتي لك
جوتيار

سحر الليالي
22-03-2007, 11:37 PM
قصة بديعة أيتها المبدعة "صبيحة"

سلمت ودام نبضك بروعة

لك ودي وباقة بنفسج

صبيحة شبر
24-03-2007, 04:53 PM
الشبر..
لوحة ترسمها يد ماهرة..هي تلك اللوحة التي تستطيع ان تظهر لنا مكنونات النفس بهذه الدقة اللامتناهية..دقة تصف لنا كل حالة من حلات الذات بصورة انيقة وملائمة مع نوعية الحدث وحالة الاخر..هذه السردية جعلتني استعيد..بعض حواراتي القديمة مع نفسي..ذاتي..حيث كنت مثلك اعاني النسيان..ولم ازل لكني لم اصل الى درجة اني لااعرف من هي سميرة..لاني اصلا لم اتعرف على سميرة.
الاحظ انك هنا تؤكدين بشدة على ظاهر غدت غير مخفية..اسمها النسيان واخرى يقابلها تسمى التناسي..اكيد هناك فرق بينهما.. فرق شاسع..فالنسيان..يعد بلا شك شكل من اشكال الحرية..لكنها تبقى حرية ذات اعباء كبيرة لانها تفقد المرء مقومات الاخر في حياته..وكأنه يغدو وحيدا يغرد وحيدا على اغصان يزورها اللحظة وينساها بعد ان تحط قدماه غصنا اخرا فتخلق السابقة فيه تساؤلات كثيرة وهكذا يبقى المرء رهين تساؤلات لا نهاية لها..انه يتحرر من كل شيء ليقع اسير تساؤلات كل شيء..؟
والتناسي امر لايختلف عليه اثنان..لكنه ليس محملا بالحرية ولاصورها..لانه يقيد المرء بكل شيء وفي شيء..ظنا منه بان المقابل يعرف ما ينكره..!
اذا...النساين في حالتك..له وجهان..وجه اراه ينقذك من صور وذكريات والام واوجاع الماضي..التي تقيد حركتك نحو الاتي والقادم..والوجه الاخر نسيان يخلق فيك الف سؤال فيعيدك الى متاهات الذات المشبعة بالرطوبة.!
صراع..مرير بلا شك..مع رتابة العمل..وروتين الايام..يغدو المرء في مثل هذه الحالة لوحة بيضاء بعد كل نوم وصباح.. حيث لايتعلق في اللوحة سوى الاماني التي داهمها ليلا على صورة احلام ..تنسى بعد ربع ساعة على اقل تقدير.
الشبر...
تعلمين مقدرا محبتي لك
جوتيار

العزيز جوتيار
يسعدني دائما كلامك الجميل
يعاني احدنا من النسيان الاليم
لامور قد لايجدها مهمة كثيرا
الاصدقاء المقربون لاننساهم حتما
والاحباب لا يفارقوننا
وحسن ما قلته ان النسيان حرية
اتفق معك تمام الاتفاق

صبيحة شبر
24-03-2007, 04:56 PM
قصة بديعة أيتها المبدعة "صبيحة"
سلمت ودام نبضك بروعة
لك ودي وباقة بنفسج

سحر الليالي
اسعدتني اطلالتك الجميلة
دمت بخير وابتهاج