المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وَ السَّلامُ عَلَيْكَ !



حوراء آل بورنو
22-03-2007, 03:54 PM
بسم الله الرحمن الرحيم


وَ السَّلامُ عَلَيْكَ !

أَصَابَنِي اليّومَ الرّافِعيُّ بِسّهمٍ فِي مُخِ العَظْمةِ التي تَسْتندُ عَلى أَثَافِيهَا الثّلاثةِ .. أَصَابَ مُخَ قَلّمِي ، وَ جَحدتْ عَينِي الوّقِيعةَ .

دَونَ أَنْ يَدرِي المُحِبّ يَتَحولُ فِيهِ المَسْلوبُ إِلى سَالبٍ ؛ يُسْلبُ لُبّهُ وَ يَشْردُ فِكْرهُ وَ تَهْربُ بَناتُ أَفْكَارِهِ العَذْرَاواتِ لتُلاقِحَ فِكْرَ المَحْبوبِ وِ فِكَرِهُ .. ، وَ البِكْرُ مِنْهَا صَفَحَاتٌ بِيضٌ مُشْرَبَةٌ بِحُمرة وَهَجُهَا الحُبّ وِ الحُبّ وِ لا شَيءَ غَير الحُبّ . حَتى إِذَا كَانتْ الحُروفُ وَلاّدَةً انْقلَبَ السّحِرُ عَلى السّاحِرِ وَ سَلبَ المُحِبّ عُصَارَةَ الحَياةِ مِن المَحْبوبِ لِيسْقَي بِهَا جُذُورَ مَعَانِيهِ .
هَكَذا كُنْتُ وَ الرَافِعيُّ ؛ سَلَبنِي لُبّي وَ شَردَ فِكْرِي إِلَيهِ وَ هَرَبتْ كُلُّ بَناتِ أَفْكَارِي نَحْوَ أَفْكَارِهِ ... فَكَتَبتنِي مَعَانِيَهُ صَفَحاتٍ بَيضَاءَ مُشْرَبَةٍ بِحُمرَةٍ كَيْفَ يَشَاءُ بِكُلِّ حُبّ وَ حُبّ وَ لا شَيء غَير الحُبّ .
اليّوم عَلِمتُ أَنّ المَعْشُوقَ قِطْعَةُ أَلَمٍ يَكْسُوهَا السّكَرُ ، وَ حَلاوَةُ الرّافِعيّ ذَابَتْ فِي فَمِي لَذِيذَةً .. لَذِيذَةً ، وَ بَعْدَ أَنْ وَهَبَتْنِي كُلّ تِلكَ اللَّذَةِ حَلاوَةَ الصِياغَةِ وَ طَلاوَةَ العِبارَةِ أَفقْتُ فِي لَحْظَةٍ عَلى مَرَارَةِ الألَمِ أَنِّي أَسْلِبُ عُصَارَةَ فِكْرِهِ لأسْقِيّ جُذُورَ المعَانِي عِنْدِي .
و آه مَنْ أَلمٍ سَقَانِيهِ الرَافِعيّ .. وَ آه مِنْ أَلمٍ سَقَانِيهِ الرّافِعيّ !
وَ أَنْكَرَتْنِي كُلّ جَوَارِحِي ؛ فُؤَادِي وَ عَيْنِي وَ كَادَتْ أَصَابِعِي .
أَتَهْجُرِينَ الرّافِعِي يَا ابنَةَ قَلَمِهِ ؟ هُتَافٌ مَلأَ القَلبُ بِهِ مَسَامِعِي ، وَ ضَجَتْ بِهِ نَبَضَاتُ رُوحِهِ .. وَيْحَ نَفْسٍ تَهْجُرُ حِبّهَا وَ وَاهٍ عَلى رُوحٍ تُفَارِقُ صِنْوَهَا !
وَ حَارَ الدّمْعُ فِي تِلكَ الجُفُونِ فَمَا أَقْسَاهَا عَلى صَاحِبَتِهَا ، وَ وَالله إِنّي لَظَننتُ أَنّ بَيْنَهَا وَ بَيْنَ صَلّدِ الأرْضِ صَلةً وَ قَرَابَةً فَلا هِي ابْتَلعتْ مَاءهَا وَ لا هِي شَقتْ لهَا الأخَادِيدَ ؛ فَأَسِيلٌ هِي .. وَ لا هِي أَشْرَقتْ شَمْسُ السّكِينةِ عَليهَا فَجَفتْ .
نَعمْ أَهْجُرُهُ يَا كُلّ عِبارَاتِي المَأسُورَةَ فِي رِقّ " وَحْيّ القَلَمِ " ، وَ أَظْعَنُ فِي سَفَرٍ طَوِيلٍ يَا كُلّ مَعَانِيّ المُتَجَمِلَة بِـ " أَورَاقِ الوّرْدِ " ، وَ أُغَادِرُكِ يَا أَفْكَارِيّ المتَسَاقِطَة مِنْ " رَسَائِلِ الأحْزَانِ " ، وَ سَأجَفْفُ كُلّ مِاءٍ أَمْطَرَتْنِيهِ جُمَلَ " السّحَابِ الأحْمَرِ " ... ، نَعمْ ؛ أَنَا أَهْجُرُهُ .
وَ سَأغَيّرُ دَفّةَ قَلَمِي نَحْوَ فِكْرٍ لا يَعْرِفُ عَن الرّافِعِيّ غَيرَ أَصَالَتِهِ ، وَ سَأدِيرُ بَوصَلَةَ اليّرَاعَةِ نَحْوَ قَلْبٍ لا يَعِي مِنْ حُبّ الرّافِعِيّ إلا أَنّهُ سَلا حَبِيبَتَهُ ، وَ سَألملِمُ أَورَاقِي وَ أجْمَعُهَا حَتَى يَأتِي الخَرِيفُ القَادِمُ فَيَخْلَعَ عَلَيهَا مَنْ فُضُولِ مَعَانِيِهِ مَا سَكَنَ فِي نَفْسِي وَ اسْتَقَرَ مَعَ كُلّ وَرَقَةٍ لَفَظَتْهَا شَجَرَتُهَا .
فَمتى وَجَدْتُكِ يَا حُرُوفِي تَسْتَرِقِينَ النّظَرَ إِلى رَفِيقَاتٍ بَيْنَ طَياتِ صَفَحَاتٍ صَفْرَاءَ تَقَادَمَ عَهْدُهَا ، وَ دَفَعَكِ الحَنِينُ إِلى جَدَاولٍ رَقْرَاقةٍ سَقَتْ زَهْرَكِ أَزْمِنةً فَاعْلَمِي أَنّكِ مَوءُودَةٌ !
أَنْتِ جَمِيلَةٌ بِلا زِينَةٍ رَافِعِيةٍ ، وَ بَهِيةُ الطّلَةِ وَ إِنْ كَسَاكِ الذّبُولُ وَ لَكِنّ أَثَرَكِ فِيّ صَنَعَ لَكِ تِلكَ المَنِزلَةَ فِي نَفْسِي ؛ ذَابِلَةٌ .. ذَابِلَةٌ لَكِنّكِ أَنَا وَحْدِي دُونَ الرّافِعِي .
وَ ذُبُولكِ يَصْنَعُ مِنْ المعَانِي فِي كُلّ مَرَةٍ مَا لا يَصْنَعهُ فِي أَيّ مَرَةٍ ، فَهِي اللّذَةُ التي لا تَعْرِفَ اللّحَمَ وَ لا تَشْتَهيِهِ وَ لَكِنّهَا اللّذَةُ التي تَعْرِفُ الرّوحَ وَ تَشْتَهيِهِا ، فَيَتَلَونُ الخَرِيفُ بَيْنَ يَديِكِ بِكُلّ أَلُوانِ الرّبِيعِ ، وَ أَنْتِ الذّابِلَةُ !
يَا حُرُوفِي ! لا تَنْتَظِرِي الرِيّ مِنْ نَبْعِهِ ؛ فَمَا المَاءُ مِنْهَ إَلا مَسُ ظَاهِرٍ ، فَأَنْتِ الذّاوِيةُ ! وَ ثِقِي أَنّ البَاطِنَ رَيّانٌ وَ جُذُوركِ تَمْتَدُ إِلى أَعْمَاقِ القَلْبِ فَتِشْرَبُ مِنْهُ عُصَارَةَ لُبِّهِ وَ تَصَعَدُ بِهَا إَلى الأعَالِي لتَكُونِي صُورَةً مِنْ صُورِ الحُبِّ .
وَ يَا بَعْضَ مَعَانِي نَفْسَي ! ثِقِي أَنّكِ تَلْبَسِينَ عَارِيّةً وَ أَنْتِ بِهَا عَارِيّةٌ ؛ وَ لا بُدَ لِلعَارِيّةِ أَنْ تُسْتَردَ ، فَتَزَيَنِي بِبَيِانِي وَ إِنْ تَقَزّمَ أَمَامَ عِمْلاقِ البَيانِ وَ تَواضَعَ بَيْنَ يَدَيّ صَاحِبِ " إَعْجَازِ القُرآنِ " !
وَ خُذِي يَا صُورَةً مِنْ صُورِ رُوحِي كُلّ حِسْي ؛ يَصْبِغُكِ بِألوَانِ الطّيفِ تَارَةً وَ بِلونِ الضّياءِ تَارَةً وَ رُبَمَا بِلونِ شَقَائِقِ النّعْمَانِ دَائِمَاً .
وَ وَدْعِي مَعِي يَا بَعْضَ أَنْفَاسِي رَفِيْقَ البَلاغَةِ وَ صَاحِبَ الفّصَاحَةِ وَ الفّيلَسُوفَ العَظِيمَ ، وَ اكْتُبِي يَا كَلِمَاتِي إِلَيْهِ : ... وَ السَّلامُ عَلَيْكَ .

حسنية تدركيت
22-03-2007, 05:59 PM
اختي الغالية حوراء ساعود للرد على هذه الرائعة
واعلم انني لن افيها حقها

جزاك ربي الجنة

أحمد عبدالرحمن الحكيم
22-03-2007, 06:15 PM
الاديبه الرائعه

بصدق نص قرئته وقرئته ولم ازل اقرئه

ياااااااااااه عندما يكون الابداع مكتوب علينا



دمتي مبدعه وتقبلي قلمي المتواضع لديك

تلميذك
احمد الحكيم

جوتيار تمر
22-03-2007, 08:52 PM
حوراء..
لا اعلم أهو اتهام ام وضوح..ما اريد ان اقوله لكن تحمليني..!
اتباع نهج واحد مستنبط من منهج سابق في الكتابة لايمكن ان يكون نقصا..لكنه في كل الاحوال لايقدم الا الابداع من خلال الاخر..لذا...
المذهبية المرسومة المدروسة المفروضة تخريب وتمزيق للوعي والكتابة كجبهة بين الوعي واللاوعي لاترضخ ابدا للمذهبية الا في حدود التجربة الصادقة التجربة الانسانية المنكشفة.
عذرا...
انطلقي..فانت قادرة...
لاتنكري على الرافعي فرحة قد ترسمينها على وجهه وهو في منفاه
في قبره يرى ويسمع تلميذة بيانه تنطلق من افق قريب من افقه لكنه ليس بذات الافق

تقديري ومحبتي
جوتيار

مأمون المغازي
22-03-2007, 10:18 PM
سلاٌمٌ عَلَيْكِ من قلبٍ سَقاه الرافعيُُّ ، وسَلامٌ على الرافعِي .
أيا حُرَّة
كنت بين يَدَي السُّلطانِ ـوأنتِ أَعْلَمُ بالسُّلطانِ ـ وكانَ يبوحُ السِّر قائِلاً : أنا الابنُ العاقُ للرافِعي ، وَما قَصَد مِن العُقوقِ إلا التَّحَرر ، وها أنتِ يا حُرَّةُ تعلنين الانعِتاقَ ، إِلا أن الرافِعِيَّ مازالَ يروي العِباراتِ، تُعلنينِ الكُفرَ في صدقِ الإيمانِ ، وتنُثرينَ القَوْلَ من نبع البَيانِ ، إلا أن للحظةِ مُشْتَهاها ، ولا تُدْرِكُ الحُروفُ ـ وإن أطالَتْ التِّرْحالَ في الصَّفَحاتِ ـ مُبْتَغاها ، وقد رأيتكِ ذاتَ َيومٍ تُطَرِّزينَ من صفرِ الصفحاتِ ثوبًا ، وتَنْسجينَ من رسائلِ الأحزانِ بردةَ الهَوى المأسورِ ، ومن وحي القَلمِ أتتكِ رسالاتُ التبيينِ ، وأراكِ اليَومَ والرافِعِي رسول أحلامكِ تُعلنِين عَليهِ الفراقَ ، فراق الحَبيبةِ للحَبيبِ ، والسميرةَ للسَّميرِ ، ولا أظن الهوى قد بَرح الفُؤادَ ، ولا أرى الفَصْلَ إِلا مِن بابِ وصلٍ ، أتراكِ أحببتِ الورق الأصفرَ حَتى أشفقْتِ عليهِ من إهمالِ جيلٍ يعادي البَيانَ ، وقد طَّلق اليَراعَ والبنانَ إلى الأزرةِ باحثًا عن الظلالِ الشائِهةِ لا يَعرِفُ من السِّباحَةِ في الفَضاءِ غَيرَ القواقع ، تاركًا اللآلئ في الصدفاتِ .
أَيا حُرة ،
أَوَ عَزَمَتْ العُصْفورَةُ الانْعِتاق من قَفصِ الرافِعي ، مِنْ قلبِ الرافِعيِّّ ؛ لِتَسْبَحَ في عَوالِمها وقَدْ سَكَن مِنْها الرافِعيُّ الرُّدهاتِ والقاعاتِ ؟!
أعصفورة الواحة، حَلِّقي وقَد ملكتِ أشْرِعةَ الَبلاغةِ تَحْدوها ريحُ إِبْداعٍ تزجي رحل نَثْرِكِ إلى القلوبِ ، حيثُ يسكنها الرافعيُّ فرحًا كُلَّما رأى عُصْفورًا تَحَرَّر وامتلك الجَناحَ ، مُصَفِّقًا لكل من لم يَسْلُ المَحْبوبَ ، وهُوَ من سَلاهُ .
أديبتنا
كُلي تقدير
مأمون

سحر الليالي
22-03-2007, 11:30 PM
حور أيتها الحبيبة :

قرأتك كثيرا
متكئة على نبضي..أعدت القراءة مرة ،مرتان وثلاث ..أتحسس روعة النبض...حرفك مغسول بنهرالروعة ،أبحرت فيك حد الغرق ...!!

رائعة أنت حد الدهشة وأكثر ...!
سلمت ودام يراعك ماطرا

لك حبي وباقة بنفسج

وفاء شوكت خضر
23-03-2007, 01:50 AM
الفاضلة / حوراء ..

كنت أنتظر الردود على هذه النثرية الرائعة ، كنت أترقب ردود الفعل على تمردك الفجائي ، لأرى من سيوتفقك الرأي ومن سيكر عليك هذا الرفض ، الذي لا أعتبره رفضا ..
لعلك تتحررين من قيد الرافعي .. لكنك ستبقي تحلقي في فضائه ، وأنا على يقين بأنك ستضيفي بعض إبداع في تحررك هذا ..
من كانت بمقدرتك الأدبية ، كلنا على يقين بنجاحها فيما تصبو إليه ، وعلى يقين بأن إبداعا جديدا سيكون وليد لحظة التمرد هذه .
سأنتظر القادم من نصوصك كي أتابع التطور والنقلة التي ستنتقلي بنا إليها علني أتعلم على سطورك بعضا من هذا الإبداع .

سأبقى قريبة أتابع الردود التي يهمني أن أعرف من خلالها وجهات النظر بهذا الإنقلاب الأدبي الأبيض ، الذي ما حمل خيانة للرافعي ، ولا جحودا ولا خروجا عن عالمه .

احترامي وتقديري أيتها الرائعة الفكر .
لك مني طاقة ورد وباقة ود .

د. محمد حسن السمان
23-03-2007, 04:04 AM
سلام الـلـه عليكم
الأخت الفاضلة الأديبة الكبيرة الاستاذة حوراء آل بورنو

لقد وقفت أمام نصك الساحر , أقلب الطرف والافكار , أباحث نفسي , وأعيد شريط
مخزوني المعرفي , كان الوقت يمر مسرعا , ونظرت فإذا الساعة قد تجاوزت الخامسة
صباحا , ولا أملك شيئا أقول , عدت الى الأديب الكبير الرافعي , إلى أدبه وكتاباته ,
قرأت بعضا وتصفحت بعضا , ثم رجعت الى النص , في رحلة ممتعة شيّقة , واعتزاز
بالنفس , فأنا أقرأ للكبار , أرتقي بنفسي وذائقتي , وأنا بين المناغاة والحوار , اشتّم
عبق طيب الملامسة والاحتكاك , ابتسم وأنا ارى الانعتاق من الابداع الى الابداع ,
والجمال ينسل من الجمال , أتمنى أن لااغادر هذه الرحلة .

أخوكم
د. محمد حسن السمان

د. سلطان الحريري
23-03-2007, 12:35 PM
الفاضلة الأديبة حوراء آل بورنو:
بدأ الرافعي نصه: ( رسالة للتمزيق ) في أوراق الورد بأبيات شعرية يقول فيها:

وكم حار عشاق ولا مثل حيرتي=إذا شئت يوما أن أسوء حبيبي
وهل لي قلب غير قلبي يسوؤه=ويأخذ لي في الكبرياء نصيبي؟
ألا ليت لي قلبين : قلب بحبه=مريض، وقلب بعد ذاك طبيبي
ويا ليت لي نفسين : من رئم روضة=ألوف ، ومن ذي لبدتين غضوب
وكيف بقلب واحد أحمل الهوى=عجيبا على طبعي وغير عجيب
فو الله إن الحب خير محاسني= ووالله إن الحب شر عيوبي
ببيته الأخير سأبدا ، فقد وضع يده على الحقيقة ، وهذا ينطبق على الأدباء الذين تربوا على نصوصه ، فالحب قد يعد من المحاسن ، وقد يعد من العيوب ، ولا أراهما يتعارضان .
إن الحب رائع وجميل إلا إذا تحول المحب إلى نسخة ثانية من الحبيب ، عندها سيكون الأمر غير محبب ، ويدخل حينها في حيز العيوب .
ولا أخفيك - أيتها المبدعة - أنني مغتبط بهذا النص التحولي الانقلابي ، فقد كان الرافعي نفسه مرحلة تحول وتطور في تاريخ النثر ، فالجميل أن نتربى على يدي نصوصه ، ولكن الأجمل أن ننطلق في عوالمنا الذاتية ، لنكون حلقة تطور جديدة في التاريخ الأدبي ، وقد مررت بهذه المرحلة ، إلى درجة أنني كنت أقول إنني عققت أستاذي ، وما قصدت بالعقوق هنا عقوق الابن لوالده ومعلمه ، بل هو السعي للاستقلال الذاتي ، وبناء الرؤية الخاصة التي لا تنفصل عن الأصل ، بمنطق التأصيل .
وقد لامني أحبتي في فرع الكويت يوما لاستخدامي كلمة ( عقوق)، ولكنني كنت أقصدها بما أسلفت ، بالإضافة إلى أنني يجب أن أنحي نصوصه جانبا ، لا تنحية الكاره ، بل تنحية من يريد أن يشق طريقا جديدة تعيش على الجذور لتغذيها ، وتنطلق في الآفاق لتجدد وتثمر ثمارا يانعات.
أما نصك - أيتها الفاضلة- فهو رسالة منك إليك ؛ تكتبينها اليوم لتقرئيها غدا في نصوصك . أليس هذا ما قاله الرافعي نفسه في أوراق الورد؟؟؟
سيبقى الرافعي معلمنا الأثير ، وسنكون- إن شاء المولى - تلامذته النجباء الذين يبنون على ما أسس بصورة بهية تتناسب وذواتنا.
سنعيش في ذاكرة الزمن المجازي ، كما عاش الرافعي وغيره من المبدعين ، حتى يصبح لنا نصوص منجزة ، ووجود منجز .
سأنتظر نصك القادم الذي سيكون مرحلة جديدة في تاريخك الأدبي الحافل بالجمال ، فقد كنت رائعة وأنت في حرم الرافعي ، وستكونين أروع وأنت تمتحين من أرضه لتعيشي الزمن الحلم، وما بين الترقب والانتظار والأدوات الموصلة إليه سيكون القادم أجمل!!! .
دومي أميرة من أميرات الكلمة الرؤية.

حوراء آل بورنو
23-03-2007, 03:32 PM
اختي الغالية حوراء ساعود للرد على هذه الرائعة
واعلم انني لن افيها حقها
جزاك ربي الجنة


أيتها العزيزة

سأنتظر عودة أعلم فيها الود خالصا ، و الوداد عابقا .

و لك مثل دعوتك و زيادة .

راضي الضميري
23-03-2007, 05:27 PM
الأديبة الفاضلة ،،،


عندما يكتب الأديب أدباً بمثل هذه الروعة ، لا نملك إلا أن نقف إحتراماً لفكرٍ وقلبٍ ، انتجَ لوحة فنية ، ستبقى محفورة في ذاكرة الأدب ، ومن يحب الأدب .


مطابق للمواصفات والمقاييس الفنية ، وإن كنتُ غير مؤهل ...


تقبلي تحياتي وتقديري

حوراء آل بورنو
23-03-2007, 11:30 PM
الاديبه الرائعه
بصدق نص قرئته وقرئته ولم ازل اقرئه
ياااااااااااه عندما يكون الابداع مكتوب علينا
دمتي مبدعه وتقبلي قلمي المتواضع لديك
تلميذك
احمد الحكيم

شكر الله لك جميل مرورك و كريم رأيك .

تقديري .

منى الخالدي
24-03-2007, 02:13 AM
ماذا أقول؟
وقد سبقني أساتذتي الكرام والأحبة..إلى هذه الدوحة التي تعبق أنفاساً
تطلّ على بحر شوقنا المتعطش لأدب رفيع كهذا..!

الرفيعة الانيقة
حوراء آل بورنو

سلمت تلم الأنامل وعاشت للأدب الراقي..

بندر الصاعدي
24-03-2007, 07:28 AM
الأديبة / حوراء آل بورنو
سلام الله ورحمته عليك وعلى الرافعي
بعلمك أنني بدأت قراءاتي الأدبية لامرئ القيس شعرًا وللرافعي نثرًا فكانت جرعاتٍ ثقيلاتٍ أوهنَّ ما لغيرهما فلمْ أتخلص من هذا إلا بالإيمان بالتنوع والتعدد , وبما أنَّ الحديث عن نصك المتشرب أدب الرافعي غضارةً ونضارةً وآثار هذا الأدب في قلم وحرف حوراء أل بورنو فإنَّني أشاركك في ورود هذا المنهل الأدبي الناصح الذي يكفي الأديبَ مجاراتُهُ ولو على حسابِ شخصِهِ , لا أقول هذا حثًّا على التقليد إذ أنني لا أؤمن به بل لتكوين قاعدة أدبية أسلوبية أصيلة يمكن البناء عليها وكساؤها ثوبًا جديدًا يمثل الباني لا غيرُه وهذا ما أؤمن به , وأستشعر جيدًا مدى وعيك لهذه المسألة والذي بدا لنا في نصك , إذًا أنت تدركين جيدًا ماذا تريدين , وكيف تريدينه ولديك ما يحققه , والأدب دائمًا وأبدًا يستبشر بالأدباء والأديبات المتصفين والمتصفات أحق الصفة بذلك , وتبقى نقطة مهمة للغاية وهي مؤثرة في مسيرة الكاتب إذ تحدد له الهدف والمقصد وتهيِّئُ له المنهجية المتبعة , هذه النقطة هي غاية الكاتب مما يكتب وإيمانه بها .
لا أنفك أقرأ لك فكتاباتك تناسبني وتجذبني متذوقًا لأدب وأسلوب حوراء .
دمت بخير

حسنية تدركيت
24-03-2007, 01:52 PM
حوراء يسعدني أن أعود للمرات كي أرتشف رحيق الكلمات وأستنشق عبير الورد والياسمين من جمال ما كتبت , حفظك الله حوراء الرقيقة , وجزاك عنا كل خير

حسن القماطى
25-03-2007, 10:49 AM
بسم الله الرحمن الرحيم


وَ السَّلامُ عَلَيْكَ !

أَصَابَنِي اليّومَ الرّافِعيُّ بِسّهمٍ فِي مُخِ العَظْمةِ التي تَسْتندُ عَلى أَثَافِيهَا الثّلاثةِ .. أَصَابَ مُخَ قَلّمِي ، وَ جَحدتْ عَينِي الوّقِيعةَ .
دَونَ أَنْ يَدرِي المُحِبّ يَتَحولُ فِيهِ المَسْلوبُ إِلى سَالبٍ ؛ يُسْلبُ لُبّهُ وَ يَشْردُ فِكْرهُ وَ تَهْربُ بَناتُ أَفْكَارِهِ العَذْرَاواتِ لتُلاقِحَ فِكْرَ المَحْبوبِ وِ فِكَرِهُ .. ، وَ البِكْرُ مِنْهَا صَفَحَاتٌ بِيضٌ مُشْرَبَةٌ بِحُمرة وَهَجُهَا الحُبّ وِ الحُبّ وِ لا شَيءَ غَير الحُبّ . حَتى إِذَا كَانتْ الحُروفُ وَلاّدَةً انْقلَبَ السّحِرُ عَلى السّاحِرِ وَ سَلبَ المُحِبّ عُصَارَةَ الحَياةِ مِن المَحْبوبِ لِيسْقَي بِهَا جُذُورَ مَعَانِيهِ .
هَكَذا كُنْتُ وَ الرَافِعيُّ ؛ سَلَبنِي لُبّي وَ شَردَ فِكْرِي إِلَيهِ وَ هَرَبتْ كُلُّ بَناتِ أَفْكَارِي نَحْوَ أَفْكَارِهِ ... فَكَتَبتنِي مَعَانِيَهُ صَفَحاتٍ بَيضَاءَ مُشْرَبَةٍ بِحُمرَةٍ كَيْفَ يَشَاءُ بِكُلِّ حُبّ وَ حُبّ وَ لا شَيء غَير الحُبّ .
اليّوم عَلِمتُ أَنّ المَعْشُوقَ قِطْعَةُ أَلَمٍ يَكْسُوهَا السّكَرُ ، وَ حَلاوَةُ الرّافِعيّ ذَابَتْ فِي فَمِي لَذِيذَةً .. لَذِيذَةً ، وَ بَعْدَ أَنْ وَهَبَتْنِي كُلّ تِلكَ اللَّذَةِ حَلاوَةَ الصِياغَةِ وَ طَلاوَةَ العِبارَةِ أَفقْتُ فِي لَحْظَةٍ عَلى مَرَارَةِ الألَمِ أَنِّي أَسْلِبُ عُصَارَةَ فِكْرِهِ لأسْقِيّ جُذُورَ المعَانِي عِنْدِي .
و آه مَنْ أَلمٍ سَقَانِيهِ الرَافِعيّ .. وَ آه مِنْ أَلمٍ سَقَانِيهِ الرّافِعيّ !
وَ أَنْكَرَتْنِي كُلّ جَوَارِحِي ؛ فُؤَادِي وَ عَيْنِي وَ كَادَتْ أَصَابِعِي .
أَتَهْجُرِينَ الرّافِعِي يَا ابنَةَ قَلَمِهِ ؟ هُتَافٌ مَلأَ القَلبُ بِهِ مَسَامِعِي ، وَ ضَجَتْ بِهِ نَبَضَاتُ رُوحِهِ .. وَيْحَ نَفْسٍ تَهْجُرُ حِبّهَا وَ وَاهٍ عَلى رُوحٍ تُفَارِقُ صِنْوَهَا !
وَ حَارَ الدّمْعُ فِي تِلكَ الجُفُونِ فَمَا أَقْسَاهَا عَلى صَاحِبَتِهَا ، وَ وَالله إِنّي لَظَننتُ أَنّ بَيْنَهَا وَ بَيْنَ صَلّدِ الأرْضِ صَلةً وَ قَرَابَةً فَلا هِي ابْتَلعتْ مَاءهَا وَ لا هِي شَقتْ لهَا الأخَادِيدَ ؛ فَأَسِيلٌ هِي .. وَ لا هِي أَشْرَقتْ شَمْسُ السّكِينةِ عَليهَا فَجَفتْ .
نَعمْ أَهْجُرُهُ يَا كُلّ عِبارَاتِي المَأسُورَةَ فِي رِقّ " وَحْيّ القَلَمِ " ، وَ أَظْعَنُ فِي سَفَرٍ طَوِيلٍ يَا كُلّ مَعَانِيّ المُتَجَمِلَة بِـ " أَورَاقِ الوّرْدِ " ، وَ أُغَادِرُكِ يَا أَفْكَارِيّ المتَسَاقِطَة مِنْ " رَسَائِلِ الأحْزَانِ " ، وَ سَأجَفْفُ كُلّ مِاءٍ أَمْطَرَتْنِيهِ جُمَلَ " السّحَابِ الأحْمَرِ " ... ، نَعمْ ؛ أَنَا أَهْجُرُهُ .
وَ سَأغَيّرُ دَفّةَ قَلَمِي نَحْوَ فِكْرٍ لا يَعْرِفُ عَن الرّافِعِيّ غَيرَ أَصَالَتِهِ ، وَ سَأدِيرُ بَوصَلَةَ اليّرَاعَةِ نَحْوَ قَلْبٍ لا يَعِي مِنْ حُبّ الرّافِعِيّ إلا أَنّهُ سَلا حَبِيبَتَهُ ، وَ سَألملِمُ أَورَاقِي وَ أجْمَعُهَا حَتَى يَأتِي الخَرِيفُ القَادِمُ فَيَخْلَعَ عَلَيهَا مَنْ فُضُولِ مَعَانِيِهِ مَا سَكَنَ فِي نَفْسِي وَ اسْتَقَرَ مَعَ كُلّ وَرَقَةٍ لَفَظَتْهَا شَجَرَتُهَا .
فَمتى وَجَدْتُكِ يَا حُرُوفِي تَسْتَرِقِينَ النّظَرَ إِلى رَفِيقَاتٍ بَيْنَ طَياتِ صَفَحَاتٍ صَفْرَاءَ تَقَادَمَ عَهْدُهَا ، وَ دَفَعَكِ الحَنِينُ إِلى جَدَاولٍ رَقْرَاقةٍ سَقَتْ زَهْرَكِ أَزْمِنةً فَاعْلَمِي أَنّكِ مَوءُودَةٌ !
أَنْتِ جَمِيلَةٌ بِلا زِينَةٍ رَافِعِيةٍ ، وَ بَهِيةُ الطّلَةِ وَ إِنْ كَسَاكِ الذّبُولُ وَ لَكِنّ أَثَرَكِ فِيّ صَنَعَ لَكِ تِلكَ المَنِزلَةَ فِي نَفْسِي ؛ ذَابِلَةٌ .. ذَابِلَةٌ لَكِنّكِ أَنَا وَحْدِي دُونَ الرّافِعِي .
وَ ذُبُولكِ يَصْنَعُ مِنْ المعَانِي فِي كُلّ مَرَةٍ مَا لا يَصْنَعهُ فِي أَيّ مَرَةٍ ، فَهِي اللّذَةُ التي لا تَعْرِفَ اللّحَمَ وَ لا تَشْتَهيِهِ وَ لَكِنّهَا اللّذَةُ التي تَعْرِفُ الرّوحَ وَ تَشْتَهيِهِا ، فَيَتَلَونُ الخَرِيفُ بَيْنَ يَديِكِ بِكُلّ أَلُوانِ الرّبِيعِ ، وَ أَنْتِ الذّابِلَةُ !
يَا حُرُوفِي ! لا تَنْتَظِرِي الرِيّ مِنْ نَبْعِهِ ؛ فَمَا المَاءُ مِنْهَ إَلا مَسُ ظَاهِرٍ ، فَأَنْتِ الذّاوِيةُ ! وَ ثِقِي أَنّ البَاطِنَ رَيّانٌ وَ جُذُوركِ تَمْتَدُ إِلى أَعْمَاقِ القَلْبِ فَتِشْرَبُ مِنْهُ عُصَارَةَ لُبِّهِ وَ تَصَعَدُ بِهَا إَلى الأعَالِي لتَكُونِي صُورَةً مِنْ صُورِ الحُبِّ .
وَ يَا بَعْضَ مَعَانِي نَفْسَي ! ثِقِي أَنّكِ تَلْبَسِينَ عَارِيّةً وَ أَنْتِ بِهَا عَارِيّةٌ ؛ وَ لا بُدَ لِلعَارِيّةِ أَنْ تُسْتَردَ ، فَتَزَيَنِي بِبَيِانِي وَ إِنْ تَقَزّمَ أَمَامَ عِمْلاقِ البَيانِ وَ تَواضَعَ بَيْنَ يَدَيّ صَاحِبِ " إَعْجَازِ القُرآنِ " !
وَ خُذِي يَا صُورَةً مِنْ صُورِ رُوحِي كُلّ حِسْي ؛ يَصْبِغُكِ بِألوَانِ الطّيفِ تَارَةً وَ بِلونِ الضّياءِ تَارَةً وَ رُبَمَا بِلونِ شَقَائِقِ النّعْمَانِ دَائِمَاً .
وَ وَدْعِي مَعِي يَا بَعْضَ أَنْفَاسِي رَفِيْقَ البَلاغَةِ وَ صَاحِبَ الفّصَاحَةِ وَ الفّيلَسُوفَ العَظِيمَ ، وَ اكْتُبِي يَا كَلِمَاتِي إِلَيْهِ : ... وَ السَّلامُ عَلَيْكَ .

سيدتى العزيزة.. ( أما قبل ) :
تالله لو جددوا للخاطرة معانى تساق بها الكلمة كما تساق الغيمة الماطرة
لما أعطت كلماتها الا بعض ما فى نفس الرافعى من أحاسيس مرهفة صادقة
فكتاباته كالغيث النافع يحي القلوب ويثلج النفوس ويهذب الاخلاق ويذيب فى داخلنا الجمود
ويرحل بنا إليه نجلس بجانبه يحدثنا ونستمع اليه.
وكأنى بتلك الحبيبة تنظر إلينا ونحن جلوساً عندها وتقول فى نفسها:
ما أجمل هذا التلاقى وما أروعه.
وكأنى به يقول لنا:
أنظرو الى القمر واستمعو الى حديثه فكان( حديث القمر ) قمراً يتحدث الى نفسه ويحدثه بما فى
نفسه ونحن نحاول ان ننصت لنفهم أكثر ونتعلم أكثر ونفيد ونستفيد
بحق أنا أحب هذا الرجل جدا وعلاقتى بكتاباته ومقالته علاقة الاب بأبنائه يخاف عليهم ويرعاهم
فى نصك هذا سيدتى..
حوار مع النفس عميق ومحاولة للهرب ليس من كلام الرافعى بل هو هروب إليه
فعنده يجد المرء منا ضالته المنشودة .
فى نصك هذا سيدتى معانى تحتاج الى فسحت من الوقت لكى اعطيها حقها من الانصاف
لك تحياتى
ودمتى بخير وسعادة
وسلام عليك وعلى الرافعى

حوراء آل بورنو
26-03-2007, 10:01 PM
حوراء..
لا اعلم أهو اتهام ام وضوح..ما اريد ان اقوله لكن تحمليني..!
اتباع نهج واحد مستنبط من منهج سابق في الكتابة لايمكن ان يكون نقصا..لكنه في كل الاحوال لايقدم الا الابداع من خلال الاخر..لذا...
المذهبية المرسومة المدروسة المفروضة تخريب وتمزيق للوعي والكتابة كجبهة بين الوعي واللاوعي لاترضخ ابدا للمذهبية الا في حدود التجربة الصادقة التجربة الانسانية المنكشفة.
عذرا...
انطلقي..فانت قادرة...
لاتنكري على الرافعي فرحة قد ترسمينها على وجهه وهو في منفاه
في قبره يرى ويسمع تلميذة بيانه تنطلق من افق قريب من افقه لكنه ليس بذات الافق
تقديري ومحبتي
جوتيار

لا تخش أيها الفاضل لومي ؛ فما أسعدني بردك دوماً !

و صدقت فيما قلته ؛ فما من إبداع يكون في ظل إبداع آخر ، و لكن لا ريب أن الإبداع يحتاج إلى سقيا و لو في بداياته ، و أظنني شعرت للحظة أن سقيا الرافعي فاضت حتى أغرقت فكري و شرقت بها ... و لا أخفيك أني للحظة شعرت بوخز العزة أني تابعة .

يبقى الرافعي معلمي الأول ، و لا أظن أني في يوم سأطير بعيدا عن حدود عالمه .

كل التقدير لك و الفرح بحضورك .

يحـيى الحكـمي
26-03-2007, 10:15 PM
وَ سَأجَفْفُ كُلّ مِاءٍ أَمْطَرَتْنِيهِ جُمَلَ " السّحَابِ الأحْمَرِ " ... ، نَعمْ ؛ أَنَا أَهْجُرُهُ .


سموت فيه ذلك السحاب

فعشقت برَدَه .. وتلحفْت بغيومه

شكرا للأسلوب الماتع

حوراء آل بورنو
27-03-2007, 04:37 PM
سلاٌمٌ عَلَيْكِ من قلبٍ سَقاه الرافعيُُّ ، وسَلامٌ على الرافعِي .
أيا حُرَّة
كنت بين يَدَي السُّلطانِ ـوأنتِ أَعْلَمُ بالسُّلطانِ ـ وكانَ يبوحُ السِّر قائِلاً : أنا الابنُ العاقُ للرافِعي ، وَما قَصَد مِن العُقوقِ إلا التَّحَرر ، وها أنتِ يا حُرَّةُ تعلنين الانعِتاقَ ، إِلا أن الرافِعِيَّ مازالَ يروي العِباراتِ، تُعلنينِ الكُفرَ في صدقِ الإيمانِ ، وتنُثرينَ القَوْلَ من نبع البَيانِ ، إلا أن للحظةِ مُشْتَهاها ، ولا تُدْرِكُ الحُروفُ ـ وإن أطالَتْ التِّرْحالَ في الصَّفَحاتِ ـ مُبْتَغاها ، وقد رأيتكِ ذاتَ َيومٍ تُطَرِّزينَ من صفرِ الصفحاتِ ثوبًا ، وتَنْسجينَ من رسائلِ الأحزانِ بردةَ الهَوى المأسورِ ، ومن وحي القَلمِ أتتكِ رسالاتُ التبيينِ ، وأراكِ اليَومَ والرافِعِي رسول أحلامكِ تُعلنِين عَليهِ الفراقَ ، فراق الحَبيبةِ للحَبيبِ ، والسميرةَ للسَّميرِ ، ولا أظن الهوى قد بَرح الفُؤادَ ، ولا أرى الفَصْلَ إِلا مِن بابِ وصلٍ ، أتراكِ أحببتِ الورق الأصفرَ حَتى أشفقْتِ عليهِ من إهمالِ جيلٍ يعادي البَيانَ ، وقد طَّلق اليَراعَ والبنانَ إلى الأزرةِ باحثًا عن الظلالِ الشائِهةِ لا يَعرِفُ من السِّباحَةِ في الفَضاءِ غَيرَ القواقع ، تاركًا اللآلئ في الصدفاتِ .
أَيا حُرة ،
أَوَ عَزَمَتْ العُصْفورَةُ الانْعِتاق من قَفصِ الرافِعي ، مِنْ قلبِ الرافِعيِّّ ؛ لِتَسْبَحَ في عَوالِمها وقَدْ سَكَن مِنْها الرافِعيُّ الرُّدهاتِ والقاعاتِ ؟!
أعصفورة الواحة، حَلِّقي وقَد ملكتِ أشْرِعةَ الَبلاغةِ تَحْدوها ريحُ إِبْداعٍ تزجي رحل نَثْرِكِ إلى القلوبِ ، حيثُ يسكنها الرافعيُّ فرحًا كُلَّما رأى عُصْفورًا تَحَرَّر وامتلك الجَناحَ ، مُصَفِّقًا لكل من لم يَسْلُ المَحْبوبَ ، وهُوَ من سَلاهُ .
أديبتنا
كُلي تقدير
مأمون

أيها الفاضل

ممتنة بحق ؛ ممتنة لجمال البيان الذي طرزت به صفحتي ، و ممتنة للقراءة الواعية و العميقة للحظة وجع أنجبتها ذات أنفة أني تابعة لعظيم ، و ممتنة أكثر و أكثر لبلسم مسحت به جفن الجرح فسكن .

نعم ؛ رأيت أنه علي الانعتاق ، و علي أكثر ألا أسلوه فأتوه بعيداً عن أصالة فقدت شبيهها ، و بين الانعتاق و الاقتراب علمتُ أنها المعادلة الأصعب .. و لكنها الإبداع لو استطعتها .

بقي بعد الامتنان و الاعتراف دعوات صادقات أني لا أخذل يوماً من تمنى لي التوفيق .. و دعوات صادقات لهم و لك بالسداد .

كل التقدير لك و أكثر .

حوراء آل بورنو
28-03-2007, 03:59 AM
حور أيتها الحبيبة :
قرأتك كثيرا
متكئة على نبضي..أعدت القراءة مرة ،مرتان وثلاث ..أتحسس روعة النبض...حرفك مغسول بنهرالروعة ،أبحرت فيك حد الغرق ...!!
رائعة أنت حد الدهشة وأكثر ...!
سلمت ودام يراعك ماطرا
لك حبي وباقة بنفسج

أيتها الحبيبة

أبحث عن ردودك لأبعث إليك عبرها بكل ودي و محبتي ؛ فمن يملك قلباً كقلبك يا منار ؟
أتعلمين أني أحمد نصوصي لأنها تصنع تلك البهجة في روحك .. فإن كانت هي حسنتها الوحيدة فيكفيها فخراً .

كل ودي ياغالية .

حوراء آل بورنو
29-03-2007, 12:36 PM
الفاضلة / حوراء ..
كنت أنتظر الردود على هذه النثرية الرائعة ، كنت أترقب ردود الفعل على تمردك الفجائي ، لأرى من سيوتفقك الرأي ومن سيكر عليك هذا الرفض ، الذي لا أعتبره رفضا ..
لعلك تتحررين من قيد الرافعي .. لكنك ستبقي تحلقي في فضائه ، وأنا على يقين بأنك ستضيفي بعض إبداع في تحررك هذا ..
من كانت بمقدرتك الأدبية ، كلنا على يقين بنجاحها فيما تصبو إليه ، وعلى يقين بأن إبداعا جديدا سيكون وليد لحظة التمرد هذه .
سأنتظر القادم من نصوصك كي أتابع التطور والنقلة التي ستنتقلي بنا إليها علني أتعلم على سطورك بعضا من هذا الإبداع .
سأبقى قريبة أتابع الردود التي يهمني أن أعرف من خلالها وجهات النظر بهذا الإنقلاب الأدبي الأبيض ، الذي ما حمل خيانة للرافعي ، ولا جحودا ولا خروجا عن عالمه .
احترامي وتقديري أيتها الرائعة الفكر .
لك مني طاقة ورد وباقة ود .

أيتها الفاضلة و الغالية

قد كانوا يرون الأمر مثلما رأيته ؛ انعتاق لا زالت بعض قيوده .. و إن كانت غير ظاهرة ، و تحرر يدين للسيد بالفضل في الأولى و في التالية .
و آه لو تعلمين كم أني أشتاق إلى كتبه و قد حرمت روحي من عبيرها حتى حين ، و كم أتشوق للتلذذ بقضم بعض تلك الصفحات الحلوة - الصفراء - و علك معانيها مرة بعد مرة منتشية بها !

الرافعي يا وفاء بات بعضي و جلّ معاني نفسي و كل فصاحتي و بياني ، فكيف أفوز فيما تحديت فيه نفسي .. و أتحرر منه ؟!

آمل أن يكون بعدي عن كتبه بداية لحرية .. حرة .

كل تقديري و ودي .

حوراء آل بورنو
29-03-2007, 02:27 PM
سلام الـلـه عليكم
الأخت الفاضلة الأديبة الكبيرة الاستاذة حوراء آل بورنو
لقد وقفت أمام نصك الساحر , أقلب الطرف والافكار , أباحث نفسي , وأعيد شريط
مخزوني المعرفي , كان الوقت يمر مسرعا , ونظرت فإذا الساعة قد تجاوزت الخامسة
صباحا , ولا أملك شيئا أقول , عدت الى الأديب الكبير الرافعي , إلى أدبه وكتاباته ,
قرأت بعضا وتصفحت بعضا , ثم رجعت الى النص , في رحلة ممتعة شيّقة , واعتزاز
بالنفس , فأنا أقرأ للكبار , أرتقي بنفسي وذائقتي , وأنا بين المناغاة والحوار , اشتّم
عبق طيب الملامسة والاحتكاك , ابتسم وأنا ارى الانعتاق من الابداع الى الابداع ,
والجمال ينسل من الجمال , أتمنى أن لااغادر هذه الرحلة .
أخوكم
د. محمد حسن السمان

أيها الفاضل

كيف لي أن أرد على كريم رأيك فيه ، و ماذا أقول أمام ثقة عظيمة من أديب مثلك جاد بها لي !

هو الرافعي الذي لا أنفك أكتب اسمه بين أسطر الحياة حولي ، و أرسم فلسفته على جدارن مسكني .. هو الرافعي ، و كان انعتاقي الذي أرجوه ، فكيف تراني أصنع و هذا حالي معه ؟

أتعلم أني أحدث نفسي أن أعظم الحب أني أكون تلميذة له ، ثم أعود فأهدم كل أمنياتي تلك بمعول أني أريد التحرر من قيود فكره و فِكَره .. ، و أنا إلى الآن - كما أصف نفسي دوماً - بين العقل و القلب لا أجد منازلي .

جميل مرورك أيها الفاضل .. فكل التقدير لك .

حوراء آل بورنو
29-03-2007, 08:09 PM
الفاضلة الأديبة حوراء آل بورنو:
بدأ الرافعي نصه: ( رسالة للتمزيق ) في أوراق الورد بأبيات شعرية يقول فيها:

وكم حار عشاق ولا مثل حيرتي=إذا شئت يوما أن أسوء حبيبي
وهل لي قلب غير قلبي يسوؤه=ويأخذ لي في الكبرياء نصيبي؟
ألا ليت لي قلبين : قلب بحبه=مريض، وقلب بعد ذاك طبيبي
ويا ليت لي نفسين : من رئم روضة=ألوف ، ومن ذي لبدتين غضوب
وكيف بقلب واحد أحمل الهوى=عجيبا على طبعي وغير عجيب
فو الله إن الحب خير محاسني= ووالله إن الحب شر عيوبي
ببيته الأخير سأبدا ، فقد وضع يده على الحقيقة ، وهذا ينطبق على الأدباء الذين تربوا على نصوصه ، فالحب قد يعد من المحاسن ، وقد يعد من العيوب ، ولا أراهما يتعارضان .
إن الحب رائع وجميل إلا إذا تحول المحب إلى نسخة ثانية من الحبيب ، عندها سيكون الأمر غير محبب ، ويدخل حينها في حيز العيوب .
ولا أخفيك - أيتها المبدعة - أنني مغتبط بهذا النص التحولي الانقلابي ، فقد كان الرافعي نفسه مرحلة تحول وتطور في تاريخ النثر ، فالجميل أن نتربى على يدي نصوصه ، ولكن الأجمل أن ننطلق في عوالمنا الذاتية ، لنكون حلقة تطور جديدة في التاريخ الأدبي ، وقد مررت بهذه المرحلة ، إلى درجة أنني كنت أقول إنني عققت أستاذي ، وما قصدت بالعقوق هنا عقوق الابن لوالده ومعلمه ، بل هو السعي للاستقلال الذاتي ، وبناء الرؤية الخاصة التي لا تنفصل عن الأصل ، بمنطق التأصيل .
وقد لامني أحبتي في فرع الكويت يوما لاستخدامي كلمة ( عقوق)، ولكنني كنت أقصدها بما أسلفت ، بالإضافة إلى أنني يجب أن أنحي نصوصه جانبا ، لا تنحية الكاره ، بل تنحية من يريد أن يشق طريقا جديدة تعيش على الجذور لتغذيها ، وتنطلق في الآفاق لتجدد وتثمر ثمارا يانعات.
أما نصك - أيتها الفاضلة- فهو رسالة منك إليك ؛ تكتبينها اليوم لتقرئيها غدا في نصوصك . أليس هذا ما قاله الرافعي نفسه في أوراق الورد؟؟؟
سيبقى الرافعي معلمنا الأثير ، وسنكون- إن شاء المولى - تلامذته النجباء الذين يبنون على ما أسس بصورة بهية تتناسب وذواتنا.
سنعيش في ذاكرة الزمن المجازي ، كما عاش الرافعي وغيره من المبدعين ، حتى يصبح لنا نصوص منجزة ، ووجود منجز .
سأنتظر نصك القادم الذي سيكون مرحلة جديدة في تاريخك الأدبي الحافل بالجمال ، فقد كنت رائعة وأنت في حرم الرافعي ، وستكونين أروع وأنت تمتحين من أرضه لتعيشي الزمن الحلم، وما بين الترقب والانتظار والأدوات الموصلة إليه سيكون القادم أجمل!!! .
دومي أميرة من أميرات الكلمة الرؤية.

يا أستاذنا الفاضل

أو تستشهد بشعر الرافعي !
علمت أنه فاق أهل الأرض نثراً ، و فاقه غيره شعراً .. و فاق ذاته كل مرة وصف فيها معاني نفسه في تقلبها بين الحب و العتب والإقبال و الإدبار .. و الرضا و الغضب !
أتظن أنها رسالة مني إلي ؟ بل هي رسالة مني إليه .. و إليه ، ليقرأها متى شاء الله له ، و ليعلم بها أي ربيبة كانت في حجره ، و أي صبية صنيعة قلمه ! ثم أي متمردة كنتها يوم غلبني في معاني نفسي ، و صورها دون إذن مني كما هي ليعجزني ، ألا تذكر كيف صوّر إعجاب المرأة بجمالها أدق تصوير و هي تكاد تقبل رسمها و تطبع صباغ شفتيها على صفحة المرآة !!!
هل كنت رائعة في حرم الرافعي ؟! رحمك الله ، فأين عين كنت ترني بها ؟!
أرجو أنها ذات العين - في القادم الأجمل - و هي ترني ابنة الرافعي " العاقة " .

كل التقدير لشخصك النبيل .

الأندلسي الأخير
30-03-2007, 07:18 AM
ماذا أقول؟
حوراء آل بورنو
سلمت تلم الأنامل وعاشت للأدب الراقي..

.

صدقت منى , ماذا نقول ؟
سلمت أنامل حوراء
فلها سحرٌ يخفى ولا يخفى ..

وعليكما السلام
.

خلود داود أحمد
30-03-2007, 10:03 AM
وردة انشقت من أوراق الورد ، وغيث همي من سحابه الأحمر ، ونبض حزن يمتد من قلبه إلى قلبك..

كم هو مدهش قلمك الأصيل !

محبتي لك

خلود داود
:os: :os: :os:

حوراء آل بورنو
31-03-2007, 02:23 PM
الأديبة الفاضلة ،،،
عندما يكتب الأديب أدباً بمثل هذه الروعة ، لا نملك إلا أن نقف إحتراماً لفكرٍ وقلبٍ ، انتجَ لوحة فنية ، ستبقى محفورة في ذاكرة الأدب ، ومن يحب الأدب .
مطابق للمواصفات والمقاييس الفنية ، وإن كنتُ غير مؤهل ...
تقبلي تحياتي وتقديري

شكر الله لك أيها الفاضل مرورك الكريم و رأيك .

تقديري .

حوراء آل بورنو
31-03-2007, 02:30 PM
ماذا أقول؟
وقد سبقني أساتذتي الكرام والأحبة..إلى هذه الدوحة التي تعبق أنفاساً
تطلّ على بحر شوقنا المتعطش لأدب رفيع كهذا..!
الرفيعة الانيقة
حوراء آل بورنو
سلمت تلم الأنامل وعاشت للأدب الراقي..

و بارك بها أيتها الفاضلة و أحسن إليك .

و لا نزال نرجو الأدب الرفيع بكم و بكل محب للغة القرآن العظيم .

تحيتي .

حوراء آل بورنو
31-03-2007, 11:33 PM
الأديبة / حوراء آل بورنو
سلام الله ورحمته عليك وعلى الرافعي
بعلمك أنني بدأت قراءاتي الأدبية لامرئ القيس شعرًا وللرافعي نثرًا فكانت جرعاتٍ ثقيلاتٍ أوهنَّ ما لغيرهما فلمْ أتخلص من هذا إلا بالإيمان بالتنوع والتعدد , وبما أنَّ الحديث عن نصك المتشرب أدب الرافعي غضارةً ونضارةً وآثار هذا الأدب في قلم وحرف حوراء أل بورنو فإنَّني أشاركك في ورود هذا المنهل الأدبي الناصح الذي يكفي الأديبَ مجاراتُهُ ولو على حسابِ شخصِهِ , لا أقول هذا حثًّا على التقليد إذ أنني لا أؤمن به بل لتكوين قاعدة أدبية أسلوبية أصيلة يمكن البناء عليها وكساؤها ثوبًا جديدًا يمثل الباني لا غيرُه وهذا ما أؤمن به , وأستشعر جيدًا مدى وعيك لهذه المسألة والذي بدا لنا في نصك , إذًا أنت تدركين جيدًا ماذا تريدين , وكيف تريدينه ولديك ما يحققه , والأدب دائمًا وأبدًا يستبشر بالأدباء والأديبات المتصفين والمتصفات أحق الصفة بذلك , وتبقى نقطة مهمة للغاية وهي مؤثرة في مسيرة الكاتب إذ تحدد له الهدف والمقصد وتهيِّئُ له المنهجية المتبعة , هذه النقطة هي غاية الكاتب مما يكتب وإيمانه بها .
لا أنفك أقرأ لك فكتاباتك تناسبني وتجذبني متذوقًا لأدب وأسلوب حوراء .
دمت بخير

أخي الكريم بندر

حفظك الله و رعاك دوماً .

لا أخفيك أني ما وصلت إلى تلكم النقطة إلا و العناء أصابني في روحي قبل قلمي ؛ فالفكر و الأدوات كانت ترتسم خطا الرافعي - و هو من هو - إعجاباً .. بل انبهاراً و كل الرجاء أني أوافق يوماً نجاحه ،
ثم كانت تثور بي الحرية أني هنا و هو عند ربه و حياتي و حريتي أخفقت أمام ميت .. ميت ؛ توقف نبض حسه و جف مداد قلمه .. فماذا قدمت أنا !!!

ثم لا أخفيك أيضاً أني بت أهاب القادم ؛ أيكون تمردي بوابة توفيق أم فرجة على قبر !

أختك على كل حال ترجو منك لها الدعاء .

كل تقديري لك و زيادة .

بابيه أمال
01-04-2007, 12:46 AM
بسم الله الرحمن الرحيم


وَ السَّلامُ عَلَيْكَ !

أَصَابَنِي اليّومَ الرّافِعيُّ بِسّهمٍ فِي مُخِ العَظْمةِ التي تَسْتندُ عَلى أَثَافِيهَا الثّلاثةِ .. أَصَابَ مُخَ قَلّمِي ، وَ جَحدتْ عَينِي الوّقِيعةَ .
دَونَ أَنْ يَدرِي المُحِبّ يَتَحولُ فِيهِ المَسْلوبُ إِلى سَالبٍ ؛ يُسْلبُ لُبّهُ وَ يَشْردُ فِكْرهُ وَ تَهْربُ بَناتُ أَفْكَارِهِ العَذْرَاواتِ لتُلاقِحَ فِكْرَ المَحْبوبِ وِ فِكَرِهُ .. ، وَ البِكْرُ مِنْهَا صَفَحَاتٌ بِيضٌ مُشْرَبَةٌ بِحُمرة وَهَجُهَا الحُبّ وِ الحُبّ وِ لا شَيءَ غَير الحُبّ . حَتى إِذَا كَانتْ الحُروفُ وَلاّدَةً انْقلَبَ السّحِرُ عَلى السّاحِرِ وَ سَلبَ المُحِبّ عُصَارَةَ الحَياةِ مِن المَحْبوبِ لِيسْقَي بِهَا جُذُورَ مَعَانِيهِ .
هَكَذا كُنْتُ وَ الرَافِعيُّ ؛ سَلَبنِي لُبّي وَ شَردَ فِكْرِي إِلَيهِ وَ هَرَبتْ كُلُّ بَناتِ أَفْكَارِي نَحْوَ أَفْكَارِهِ ... فَكَتَبتنِي مَعَانِيَهُ صَفَحاتٍ بَيضَاءَ مُشْرَبَةٍ بِحُمرَةٍ كَيْفَ يَشَاءُ بِكُلِّ حُبّ وَ حُبّ وَ لا شَيء غَير الحُبّ .
اليّوم عَلِمتُ أَنّ المَعْشُوقَ قِطْعَةُ أَلَمٍ يَكْسُوهَا السّكَرُ ، وَ حَلاوَةُ الرّافِعيّ ذَابَتْ فِي فَمِي لَذِيذَةً .. لَذِيذَةً ، وَ بَعْدَ أَنْ وَهَبَتْنِي كُلّ تِلكَ اللَّذَةِ حَلاوَةَ الصِياغَةِ وَ طَلاوَةَ العِبارَةِ أَفقْتُ فِي لَحْظَةٍ عَلى مَرَارَةِ الألَمِ أَنِّي أَسْلِبُ عُصَارَةَ فِكْرِهِ لأسْقِيّ جُذُورَ المعَانِي عِنْدِي .
و آه مَنْ أَلمٍ سَقَانِيهِ الرَافِعيّ .. وَ آه مِنْ أَلمٍ سَقَانِيهِ الرّافِعيّ !
وَ أَنْكَرَتْنِي كُلّ جَوَارِحِي ؛ فُؤَادِي وَ عَيْنِي وَ كَادَتْ أَصَابِعِي .
أَتَهْجُرِينَ الرّافِعِي يَا ابنَةَ قَلَمِهِ ؟ هُتَافٌ مَلأَ القَلبُ بِهِ مَسَامِعِي ، وَ ضَجَتْ بِهِ نَبَضَاتُ رُوحِهِ .. وَيْحَ نَفْسٍ تَهْجُرُ حِبّهَا وَ وَاهٍ عَلى رُوحٍ تُفَارِقُ صِنْوَهَا !
وَ حَارَ الدّمْعُ فِي تِلكَ الجُفُونِ فَمَا أَقْسَاهَا عَلى صَاحِبَتِهَا ، وَ وَالله إِنّي لَظَننتُ أَنّ بَيْنَهَا وَ بَيْنَ صَلّدِ الأرْضِ صَلةً وَ قَرَابَةً فَلا هِي ابْتَلعتْ مَاءهَا وَ لا هِي شَقتْ لهَا الأخَادِيدَ ؛ فَأَسِيلٌ هِي .. وَ لا هِي أَشْرَقتْ شَمْسُ السّكِينةِ عَليهَا فَجَفتْ .
نَعمْ أَهْجُرُهُ يَا كُلّ عِبارَاتِي المَأسُورَةَ فِي رِقّ " وَحْيّ القَلَمِ " ، وَ أَظْعَنُ فِي سَفَرٍ طَوِيلٍ يَا كُلّ مَعَانِيّ المُتَجَمِلَة بِـ " أَورَاقِ الوّرْدِ " ، وَ أُغَادِرُكِ يَا أَفْكَارِيّ المتَسَاقِطَة مِنْ " رَسَائِلِ الأحْزَانِ " ، وَ سَأجَفْفُ كُلّ مِاءٍ أَمْطَرَتْنِيهِ جُمَلَ " السّحَابِ الأحْمَرِ " ... ، نَعمْ ؛ أَنَا أَهْجُرُهُ .
وَ سَأغَيّرُ دَفّةَ قَلَمِي نَحْوَ فِكْرٍ لا يَعْرِفُ عَن الرّافِعِيّ غَيرَ أَصَالَتِهِ ، وَ سَأدِيرُ بَوصَلَةَ اليّرَاعَةِ نَحْوَ قَلْبٍ لا يَعِي مِنْ حُبّ الرّافِعِيّ إلا أَنّهُ سَلا حَبِيبَتَهُ ، وَ سَألملِمُ أَورَاقِي وَ أجْمَعُهَا حَتَى يَأتِي الخَرِيفُ القَادِمُ فَيَخْلَعَ عَلَيهَا مَنْ فُضُولِ مَعَانِيِهِ مَا سَكَنَ فِي نَفْسِي وَ اسْتَقَرَ مَعَ كُلّ وَرَقَةٍ لَفَظَتْهَا شَجَرَتُهَا .
فَمتى وَجَدْتُكِ يَا حُرُوفِي تَسْتَرِقِينَ النّظَرَ إِلى رَفِيقَاتٍ بَيْنَ طَياتِ صَفَحَاتٍ صَفْرَاءَ تَقَادَمَ عَهْدُهَا ، وَ دَفَعَكِ الحَنِينُ إِلى جَدَاولٍ رَقْرَاقةٍ سَقَتْ زَهْرَكِ أَزْمِنةً فَاعْلَمِي أَنّكِ مَوءُودَةٌ !
أَنْتِ جَمِيلَةٌ بِلا زِينَةٍ رَافِعِيةٍ ، وَ بَهِيةُ الطّلَةِ وَ إِنْ كَسَاكِ الذّبُولُ وَ لَكِنّ أَثَرَكِ فِيّ صَنَعَ لَكِ تِلكَ المَنِزلَةَ فِي نَفْسِي ؛ ذَابِلَةٌ .. ذَابِلَةٌ لَكِنّكِ أَنَا وَحْدِي دُونَ الرّافِعِي .
وَ ذُبُولكِ يَصْنَعُ مِنْ المعَانِي فِي كُلّ مَرَةٍ مَا لا يَصْنَعهُ فِي أَيّ مَرَةٍ ، فَهِي اللّذَةُ التي لا تَعْرِفَ اللّحَمَ وَ لا تَشْتَهيِهِ وَ لَكِنّهَا اللّذَةُ التي تَعْرِفُ الرّوحَ وَ تَشْتَهيِهِا ، فَيَتَلَونُ الخَرِيفُ بَيْنَ يَديِكِ بِكُلّ أَلُوانِ الرّبِيعِ ، وَ أَنْتِ الذّابِلَةُ !
يَا حُرُوفِي ! لا تَنْتَظِرِي الرِيّ مِنْ نَبْعِهِ ؛ فَمَا المَاءُ مِنْهَ إَلا مَسُ ظَاهِرٍ ، فَأَنْتِ الذّاوِيةُ ! وَ ثِقِي أَنّ البَاطِنَ رَيّانٌ وَ جُذُوركِ تَمْتَدُ إِلى أَعْمَاقِ القَلْبِ فَتِشْرَبُ مِنْهُ عُصَارَةَ لُبِّهِ وَ تَصَعَدُ بِهَا إَلى الأعَالِي لتَكُونِي صُورَةً مِنْ صُورِ الحُبِّ .
وَ يَا بَعْضَ مَعَانِي نَفْسَي ! ثِقِي أَنّكِ تَلْبَسِينَ عَارِيّةً وَ أَنْتِ بِهَا عَارِيّةٌ ؛ وَ لا بُدَ لِلعَارِيّةِ أَنْ تُسْتَردَ ، فَتَزَيَنِي بِبَيِانِي وَ إِنْ تَقَزّمَ أَمَامَ عِمْلاقِ البَيانِ وَ تَواضَعَ بَيْنَ يَدَيّ صَاحِبِ " إَعْجَازِ القُرآنِ " !
وَ خُذِي يَا صُورَةً مِنْ صُورِ رُوحِي كُلّ حِسْي ؛ يَصْبِغُكِ بِألوَانِ الطّيفِ تَارَةً وَ بِلونِ الضّياءِ تَارَةً وَ رُبَمَا بِلونِ شَقَائِقِ النّعْمَانِ دَائِمَاً .
وَ وَدْعِي مَعِي يَا بَعْضَ أَنْفَاسِي رَفِيْقَ البَلاغَةِ وَ صَاحِبَ الفّصَاحَةِ وَ الفّيلَسُوفَ العَظِيمَ ، وَ اكْتُبِي يَا كَلِمَاتِي إِلَيْهِ : ... وَ السَّلامُ عَلَيْكَ .



حوراااااء حرة القلب
سلام الله عليك
على صفحاتك الراقية يهدء القلب عن النبض، وتستكين الجوارح، لتسمع الروح نشيد كلماتك العذبة يا عذبة المشاعر، ورقيقة الحروف في أرق المعاني وجمالية الأسلوب..

لن أعلق على محتوى النص، فكلماته قد أسرتني وأغلقت عني منافذ حاسة الفهم بين السطور:011:
وسأترك لك كلمة تقديـــــــــــــــــــــ ر واحتــــــــــــــــرام هنا تبقى راسخة رسوخ النقش على الحجر..

دمت بخير أيتها النبيلة وأراك الله في حياتك كل جميل..

حوراء آل بورنو
01-04-2007, 09:47 PM
حوراء يسعدني أن أعود للمرات كي أرتشف رحيق الكلمات وأستنشق عبير الورد والياسمين من جمال ما كتبت , حفظك الله حوراء الرقيقة , وجزاك عنا كل خير

و أنا أيتها العزيزة تسعدني عودتك كل مرة ؛ فما هي إلا لأنك كريمة .

كل ودي يا عزيزة .

محمد إبراهيم الحريري
03-04-2007, 12:16 AM
باسم الله
الفاضلة حوراء
لا خلاف بين قلم وسطر ، ولا فكاك فرع ألم عن جذع حزن ، أ وتمرد حرف على دراية خضوع لمتعلق به ، تلاحم فطري ، واتساع الأول يفضي للآخر ببسطة أمل ، وضيق مساحة البوح يجعلنا نلجأ للرمزية ، ولكن مع الاستدراك تقلب الموازين أحيانا ، وتتشح المقاييس بألوان رثاء ، أو شق عصا سوف بحاضر يكون سبيل الاختصار ...... و يبقى الألم نسغ القلم ، يرويه بمداد تمرده بيانات ِ احتساب ٍ على مكيال الزيادة ، فلا هو ينقص الأسى بصواع تقدير ، ولا القوى تثقلها أنات تساقط أوراق بعد هبوب خريف ، وما شوق الانطلاق إلى متسع الرحابة إلا تابع للخلاص .
تضاد وترادف ، أو مقابلات ربما تصل من خلال مبتغاها المشاعر ُ ، و حيث وضعت الأقلام نقاطها ، وانتهى عهد وبدأ قرع أجراس الرحيل ، وعن مجداف الضربة الأولى في عالم السمو ينقل نورس الحنين خبرا على عاجل شاشة النفس مقتضاه بدأت رحلة الميل الأخير .
لم أر بين الكلمات غرابة واقع ، ولا استغرابا عن ماضي حياة ، بل وجدت حقيقة تلهج بالنفس ، وتخطو بالقلب نحو اتزان اليقين على شرع الآتي وعن تحول اقتضاه الحاضر إلى جبهة كانت للعين نبراس حلم ، وبنان الشوق يشير إليه بكل جارحة ....
وضعت رحلة الفكر هنا ، وبدأت من بين الحروف بعد الانطلاق من البسملة إلى مواضع الأنين ، أتحرى القصد ، معتكفا بين السطور ، متلثما حينا بستار الخفية , وأخرى الأحايين أتمرد على اضمحلال العبارات في شرفة يراعي لأجد اليقين ماثلا أمام البصيرة مشرئب البلاغة ، يلبي ذائقة ، ويسكر الفصيح بعمق الألم ، ومع هذا لم أبرح سكينة ، ولم أغادر كلمة إلا بعد ربطها بشك التمرد على الرافعي ، وكأني بالكاتبة ترمز من خلاله إلى واقع تعيشه ، ورجما بالظن أبتعد عن ظواهر المعاني انطلاقا من مبدأ الشك يقود لليقين وليس إيمانا به مطلقا ، ولكنه استقرار لليراع حتى تستقيم دفة توجيهه ـ وهنا ملاحظة ربما تكون إلى المحال أقرب من حبل الظنون ، وربما تكون من عين اليقين مسافة الهدب من جفن التقوى ، فأعصر براحة مخيلتي ناصية توجسي من عبور عوالم مخفية ، ولكن الأدب لا يعترف بسدود ، وهويات أقوام ، لآن نتاج القلم مباح بحسب قوانين العلم ، ولا سواتر أمام رؤية ورؤى إلا ما حرم من دم ، وسفك سر على قارعة التحريم ، ليظل القلم ناقلا بأمانة ما يراود القلب من أسرار بقيت طي الخشية حتى إعلان التمرد على رمز كان .. وأصبح من العقوق أبعد ، احتراما لمن أزاح غشاوة الألم عن عيني تزكية النية بما يكوي الفؤاد من مياسم تسويف ، هنا فقط أدهش أكثر لأن القصد لم يكن إلى الرافعي مساره ، ولا إلى الظاهر من تشكيل جمل بيانه ، ولكن ربما ... أو يقينا لأبعد من هذا كان .
إنها علامات تشخص الواقع ، وتضع النص على طاولة التشريح ، ليكون عمق المأساة بمبضع النقد أشد قسوة من تخمين ظاهري ، ونرى من فتحات تهوية الروح مسارب وصلت إليها يراعة الأديبة لتنشر على أجنحة الحق ما سيكون .........
تحملي هذيان حرفي
وتحية لك
وجزاك الله خيرا
والسلام عليكم

حوراء آل بورنو
03-04-2007, 06:35 PM
سيدتى العزيزة.. ( أما قبل ) :
تالله لو جددوا للخاطرة معانى تساق بها الكلمة كما تساق الغيمة الماطرة
لما أعطت كلماتها الا بعض ما فى نفس الرافعى من أحاسيس مرهفة صادقة
فكتاباته كالغيث النافع يحي القلوب ويثلج النفوس ويهذب الاخلاق ويذيب فى داخلنا الجمود
ويرحل بنا إليه نجلس بجانبه يحدثنا ونستمع اليه.
وكأنى بتلك الحبيبة تنظر إلينا ونحن جلوساً عندها وتقول فى نفسها:
ما أجمل هذا التلاقى وما أروعه.
وكأنى به يقول لنا:
أنظرو الى القمر واستمعو الى حديثه فكان( حديث القمر ) قمراً يتحدث الى نفسه ويحدثه بما فى
نفسه ونحن نحاول ان ننصت لنفهم أكثر ونتعلم أكثر ونفيد ونستفيد
بحق أنا أحب هذا الرجل جدا وعلاقتى بكتاباته ومقالته علاقة الاب بأبنائه يخاف عليهم ويرعاهم
فى نصك هذا سيدتى..
حوار مع النفس عميق ومحاولة للهرب ليس من كلام الرافعى بل هو هروب إليه
فعنده يجد المرء منا ضالته المنشودة .
فى نصك هذا سيدتى معانى تحتاج الى فسحت من الوقت لكى اعطيها حقها من الانصاف
لك تحياتى
ودمتى بخير وسعادة
وسلام عليك وعلى الرافعى


نعم ؛ أيها الفاضل

فما بلل تطيب له النفوس و تطمئن إليه القلوب قدر بللها من غيث معاني الرافعي التي سقاها بعض نفسه .. بل كل نفسه .
أو تراني أحجد الرافعي و أنا ابنة قلمه ! و لكنها تلك اللحظة التي تأنف فيها الروح التبعية حتى لو كانت لعظيم .. و أي عظيم !
لا أزال أعيش الأسر و الانعتاق مع صاحب البيان ، و مهما تمرد الروح على قيده فما أظنني أستطيع الهرب بعيداً ؛ فسيظل بعضي يشرب من نبعه أبداً .. و إلا فارقني مفارقة لا عودة فيها .

كل الامتنان لرقيق ردك و كريم رأيك .

تقديري .

حوراء آل بورنو
04-04-2007, 08:39 PM
.
صدقت منى , ماذا نقول ؟
سلمت أنامل حوراء
فلها سحرٌ يخفى ولا يخفى ..
وعليكما السلام
.


أشكر لك رأيك و مرورك .

تحيتي .

حوراء آل بورنو
06-04-2007, 06:55 PM
وردة انشقت من أوراق الورد ، وغيث همي من سحابه الأحمر ، ونبض حزن يمتد من قلبه إلى قلبك..
كم هو مدهش قلمك الأصيل !
محبتي لك
خلود داود
:os: :os: :os:


نعم فقط صدقت الوصف ؛ فما أراني إلا نبض حزن يمتد من قلبه إلى قلبي !

شكر الله لك رأيك الكريم و مرورك العذب .

كل ودي لك .

خميس لطفي
06-04-2007, 07:35 PM
لا أزال أعيش الأسر و الانعتاق مع صاحب البيان ، و مهما تمرد الروح على قيده فما أظنني أستطيع الهرب بعيداً ؛ فسيظل بعضي يشرب من نبعه أبداً .. و إلا فارقني مفارقة لا عودة فيها .

صدقت أختي الكريمة حوراء ، فما أجمل أن يكون المرء نفسه ، ليس في كتاباته فقط ، بل في كل شيء.
فلكل منا طبعه الفريد وبصمته الخاصة به ، وهذا من نعم الله علينا ، وإلا لكانت الحياة رتيبة ولكان الأحياء مملين !
تحية لقلمك الراقي ، وإلى الأعالي دائماً .

حوراء آل بورنو
09-04-2007, 07:59 PM
حوراااااء حرة القلب
سلام الله عليك
على صفحاتك الراقية يهدء القلب عن النبض، وتستكين الجوارح، لتسمع الروح نشيد كلماتك العذبة يا عذبة المشاعر، ورقيقة الحروف في أرق المعاني وجمالية الأسلوب..
لن أعلق على محتوى النص، فكلماته قد أسرتني وأغلقت عني منافذ حاسة الفهم بين السطور:011:
وسأترك لك كلمة تقديـــــــــــــــــــــ ر واحتــــــــــــــــرام هنا تبقى راسخة رسوخ النقش على الحجر..
دمت بخير أيتها النبيلة وأراك الله في حياتك كل جميل..

و عليك السلام و الرحمة يا غالية

كنت أرجو أن تأسرك محتويات النص مع فهم ما بين سطوره ، فما فيها غير تمرد قلم تلميذ على أستاذه .

شكر الله لك صالح الدعاء و كتب لك الخير أينما كنت و حيثما .

كل ودي .

حوراء آل بورنو
12-04-2007, 03:10 PM
باسم الله
الفاضلة حوراء
لا خلاف بين قلم وسطر ، ولا فكاك فرع ألم عن جذع حزن ، أ وتمرد حرف على دراية خضوع لمتعلق به ، تلاحم فطري ، واتساع الأول يفضي للآخر ببسطة أمل ، وضيق مساحة البوح يجعلنا نلجأ للرمزية ، ولكن مع الاستدراك تقلب الموازين أحيانا ، وتتشح المقاييس بألوان رثاء ، أو شق عصا سوف بحاضر يكون سبيل الاختصار ...... و يبقى الألم نسغ القلم ، يرويه بمداد تمرده بيانات ِ احتساب ٍ على مكيال الزيادة ، فلا هو ينقص الأسى بصواع تقدير ، ولا القوى تثقلها أنات تساقط أوراق بعد هبوب خريف ، وما شوق الانطلاق إلى متسع الرحابة إلا تابع للخلاص .
تضاد وترادف ، أو مقابلات ربما تصل من خلال مبتغاها المشاعر ُ ، و حيث وضعت الأقلام نقاطها ، وانتهى عهد وبدأ قرع أجراس الرحيل ، وعن مجداف الضربة الأولى في عالم السمو ينقل نورس الحنين خبرا على عاجل شاشة النفس مقتضاه بدأت رحلة الميل الأخير .
لم أر بين الكلمات غرابة واقع ، ولا استغرابا عن ماضي حياة ، بل وجدت حقيقة تلهج بالنفس ، وتخطو بالقلب نحو اتزان اليقين على شرع الآتي وعن تحول اقتضاه الحاضر إلى جبهة كانت للعين نبراس حلم ، وبنان الشوق يشير إليه بكل جارحة ....
وضعت رحلة الفكر هنا ، وبدأت من بين الحروف بعد الانطلاق من البسملة إلى مواضع الأنين ، أتحرى القصد ، معتكفا بين السطور ، متلثما حينا بستار الخفية , وأخرى الأحايين أتمرد على اضمحلال العبارات في شرفة يراعي لأجد اليقين ماثلا أمام البصيرة مشرئب البلاغة ، يلبي ذائقة ، ويسكر الفصيح بعمق الألم ، ومع هذا لم أبرح سكينة ، ولم أغادر كلمة إلا بعد ربطها بشك التمرد على الرافعي ، وكأني بالكاتبة ترمز من خلاله إلى واقع تعيشه ، ورجما بالظن أبتعد عن ظواهر المعاني انطلاقا من مبدأ الشك يقود لليقين وليس إيمانا به مطلقا ، ولكنه استقرار لليراع حتى تستقيم دفة توجيهه ـ وهنا ملاحظة ربما تكون إلى المحال أقرب من حبل الظنون ، وربما تكون من عين اليقين مسافة الهدب من جفن التقوى ، فأعصر براحة مخيلتي ناصية توجسي من عبور عوالم مخفية ، ولكن الأدب لا يعترف بسدود ، وهويات أقوام ، لآن نتاج القلم مباح بحسب قوانين العلم ، ولا سواتر أمام رؤية ورؤى إلا ما حرم من دم ، وسفك سر على قارعة التحريم ، ليظل القلم ناقلا بأمانة ما يراود القلب من أسرار بقيت طي الخشية حتى إعلان التمرد على رمز كان .. وأصبح من العقوق أبعد ، احتراما لمن أزاح غشاوة الألم عن عيني تزكية النية بما يكوي الفؤاد من مياسم تسويف ، هنا فقط أدهش أكثر لأن القصد لم يكن إلى الرافعي مساره ، ولا إلى الظاهر من تشكيل جمل بيانه ، ولكن ربما ... أو يقينا لأبعد من هذا كان .
إنها علامات تشخص الواقع ، وتضع النص على طاولة التشريح ، ليكون عمق المأساة بمبضع النقد أشد قسوة من تخمين ظاهري ، ونرى من فتحات تهوية الروح مسارب وصلت إليها يراعة الأديبة لتنشر على أجنحة الحق ما سيكون .........
تحملي هذيان حرفي
وتحية لك
وجزاك الله خيرا
والسلام عليكم

وافق الانعتاق منه الانعتاق من كل ما التصق بسويداء القلب أو بجدران مخزن القلم ، و كلاهما كان عندي الأثير .. بل كان صاحب الأوراق أبرع في اصطناع الحب من صاحب البتلات ، و أوفى ، و لكني امرأة ما تأخذ من الحب إلا سلافته فمتى تعكر قذفت بالباقي في أتون .

إن كنت تكتبت ردودك بماء الليمون أو بحبر فهناك غيري يتقن حرق الورق فيقرأ ما أقرأ .

كل التقدير لك .

حوراء آل بورنو
12-04-2007, 09:20 PM
صدقت أختي الكريمة حوراء ، فما أجمل أن يكون المرء نفسه ، ليس في كتاباته فقط ، بل في كل شيء.
فلكل منا طبعه الفريد وبصمته الخاصة به ، وهذا من نعم الله علينا ، وإلا لكانت الحياة رتيبة ولكان الأحياء مملين !
تحية لقلمك الراقي ، وإلى الأعالي دائماً .

شكر الله لك رأيك أيها الفاضل ، و أكرمك .

تقديري .

حوراء آل بورنو
19-04-2007, 07:07 PM
حوراء يسعدني أن أعود للمرات كي أرتشف رحيق الكلمات وأستنشق عبير الورد والياسمين من جمال ما كتبت , حفظك الله حوراء الرقيقة , وجزاك عنا كل خير

و كم يسعدني عودك يا عزيزة ، و كلي حبور أن حاز النص على إعجابك و رضاك .

كل ودي و محبتي لك .

عتيق بن راشد الفلاسي
19-04-2007, 07:19 PM
سأكون لك شاكرا لو قبلت إبرام موعد لي معها لعودة بعيدة عن السحاب الأحمر ،قريبة من أوراق الورد،يجلو كدرها حديث القمر..لو انسكبت عليها رسائل الأحزان سُرّي عنها بشيء من وحي القلم ..فإلى العودة لكن بشوق............أحمد.

حوراء آل بورنو
20-04-2007, 06:57 AM
سأكون لك شاكرا لو قبلت إبرام موعد لي معها لعودة بعيدة عن السحاب الأحمر ،قريبة من أوراق الورد،يجلو كدرها حديث القمر..لو انسكبت عليها رسائل الأحزان سُرّي عنها بشيء من وحي القلم ..فإلى العودة لكن بشوق............أحمد.

ربما أيها الفاضل تجد عودة لها .. ربما !
مهما يكن مظهر العود فإني أرجو أن يكون أحمد .

تقديري .

عتيق بن راشد الفلاسي
20-04-2007, 07:55 AM
ربما أيها الفاضل تجد عودة لها .. ربما !
مهما يكن مظهر العود فإني أرجو أن يكون أحمد .
تقديري .
آه من (ربما)إذا استوطنت عالم اليقين فأومأت ببصيص بعيد بعيد كأنها ديمة الصيف أنهكها الهجير بلظاه فاستغاثت بالبحر فأعياها أجاجه..ماذا !!هل سأقف عند( رُبَّ )رائدة الشح ومنفقة القلة أم سأجنح إلى رَب القلم ،وإمام النبض من خلال كمِّ الأحاسيس هناأيتها الأديبة!!
ولي باديء الأمر محاولة صُلْح -لو أذنت أديبتي-بين غيمة الرافعي الحميمة ،ونبتة الأديبة العاتبة.فمهما اشتد أوار العتب ،وحمي وطيسُه لن يقلب ماتأصَّل ،ولن يفرَّع ما تأسّس،ولن يهمش ما في سويداء الباطن تربع وتمركز،وما المحب في شكواه من محبوبه إلا استعطاف المزيد في صورة التبرم ،وكأن المحب في إعلان القطيعة موجة البحر تلقي بنفسها بعيدا عن حضن بحرها تمويها باللجوء إلى غيره، وهي في الحقيقة ترتد إلى حضنه ولكن بأشدَّ مايكون الإلتصاق !..فدعوها تصنع من الشرود تمثالا من ورق ستمزقه يد طفل ليبقى الأصل هناك في مستودع السر ماثلا.
لا -أيتهاالأديبة- ما كتب الرافعي ولا خطت يمينه إلا ليبرز من حروفه حقائق مجسدة بعيدة عن التوهم ،مجانبة لدمى اللفظ العابثة بالمعاني العليا تقليدا ..وما فجره هنا من تمرد المحب لدليل صادق على لقاء سينشق فجره يوما لكن ليس على بساط قدم وإنما فوق أعالي السحب ..إلى اللقاء.

سحر الليالي
13-05-2007, 01:51 PM
الحبيبة "حور":

هل لي أن اطمع بنص جديد...؟؟؟فقد اشتقت لنبضك ولروائعك

اشتقت لمعانقة االدهشة

لك كل حبي وألف قبلة

عتيق بن راشد الفلاسي
13-05-2007, 04:41 PM
وأنا كذلك..
هناك صراع بين إيجاب انقطاعك ونفيه ،والغالب أنه انقطاع -أيتها الأديبة -وربما فثسر َ من قبيل الندب على فراق الرافعي..!!!!

حوراء آل بورنو
17-05-2007, 03:06 PM
الحبيبة "حور":
هل لي أن اطمع بنص جديد...؟؟؟فقد اشتقت لنبضك ولروائعك
اشتقت لمعانقة االدهشة
لك كل حبي وألف قبلة

الحبيبة منار

أتعلمين أني ما أكتب نصاً إلا و أنا على يقين أنك أول الوافدين و أكثرهم له معانقة !
يدفعني للرسم حبك للحرف مني يا منار .

يعاندني قلمي هذه الأيام و كأنه الحرون شوقاً لصاحبه .

كل ودي.

حوراء آل بورنو
20-05-2007, 05:02 PM
وأنا كذلك..
هناك صراع بين إيجاب انقطاعك ونفيه ،والغالب أنه انقطاع -أيتها الأديبة -وربما فثسر َ من قبيل الندب على فراق الرافعي..!!!!

أيها الأديب

شكر الله لك حسك .

" ربما " هو تأرجح بين النفي و الإيجاب ، و لكن لا انقطاع يدوم و دواة القلم فيضها من عندم !
و " ربما " هو ندب على فراق صاحب الأوراق .. لكن عاشر من تعاشر لابد من الفراق ، و حتما سيبتل المريض و يشفى العليل .. و يعود النهر إلى الجريان .

و كأنك أيها الفاضل انضممت إلى ركب من ينتظرون على قارعة الحرف بعض معاني نفسي !

تحيتي .

سحر الليالي
13-11-2009, 02:35 PM
لــرفع ، فالنصوص التي تنبض بالجمال تستحق الرفع..!

لقلبك يا حور كل الحب
كوني بخير

د. نجلاء طمان
06-02-2010, 01:12 AM
السلام عليه

وعليكِ

وعلى حرفكِ البهي

عساكِ بخير غاليتي !


ودي وتقديري