تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : بأقل قدر من الضجيج



جيهان عبد العزيز
23-03-2007, 09:40 AM
بأقل قدر من الضجيج
عائدة من المدرسة ، كالمعتاد الزحام الشديد عند الباب ، الصخب والجري والوجوه الصغيرة المتعبة ، العيون المتسعة لتحتوي العالم كله في لحظة ، عبرت بصعوبة بين جموع السائرين والراكضين ، متجنبة أي صدمات فجائية أو غير مقصودة من مرفق صبي يجري أو حقيبة مدرسية مندفعة في الهواء ، تصيح عاليا لتتمكن صديقاتها من سماع صوتها بينما يتردد النشيد من الحناجر " مروحين مروحين على بيوت الفلاحين "
تنتبه بسعادة إلى ان اليوم هو الخميس _ آخر أيام الدوام الأسبوعي _ وغدا الجمعة يوم العطلة السعيد . ستصحو من نومها في الثامنة أو التاسعة على أقصى تقدير ، تعطيها أمها النقود لشراء ( الفول والبليلة ) من عند "عم حسين" الذي يقف بعربته الصغيرة وصوته الصادح ينادي على الفول ويحيي الصغار بأسمائهم التي يعرفها جميعا ، يتوصى بالفول في الطبق ويزينه بحبات البليلة الساخنة .
كم تعشق تلك الرحلة الأسبوعية صباح الجمعة الهادئ الخالي من جموع العاملين والدارسين ، في طريقها لعم حسين تنزل درجات السلم مسرعة تستقبل الشمس الهادئة ونسمات الصبح بقلب مشرق ، تخرج من بين صفي البيوت إلى الشارع الواسع حيث تشرع في الدندنة
" واحد اتنين يا دنيا وجود مورنينج بنجور ردي علينا يا دنيا وقولي صباح النور "
لا تكف عن الغناء حتى تعود بالفول والبليلة والخبز الأسمر والفلافل الساخنة و
- إلى اللقاء يوم السبت .
- إلى اللقاء.
وصلت آخر رفيقة لها إلى منزلها ، لذا ستكمل وحدها الآن ، والطريق ليس طويلا على أية حال ، وهي لن تشعر به حتما ، فمازالت تفكر في طبق الفول اللذيذ وفي "عم حسين " كم هو جميل لأنه يعد أطعم فول وأشهى بليلة ،لأنه يحب الجميع ، لأن الابتسامة لا تفارق شفتيه ، و لأن ....
تنتبه لولدين يمسكان بثالث أصغر منهما كثيرا ، يهددانه، يحاولان سلبه ما معه ربما من حلوى أو من قروش قليلة ، ربما لا يريدان منه شيئا سوى رؤية الفزع وعدم الفهم في عينيه ، تتوقف لحظة ، ترتعش شفتاها لتنطق بكلام ما ، لكن النظرة المهددة من عيني أحدهما تدفعها للإشاحة بوجهها ومواصلة طريقها في صمت ، سرعان ما تلين ملامحها ثانية حين تلمح رجلا يتجه نحوهما فيفلتا الصغير بسرعة وينسحبا خائبين .
تطرد ما حدث من ذهنها سريعا وهي تعاود التفكير في الغد ، سيتزامن إعداد مائدة الإفطار مع بداية " سينما الأطفال " فتتناول الطعام وهي غائبة في "بلاد العجائب" أو في طريقها "للساحر أوز " .
هاهي بداية شارعها تلوح عند المنعطف التالي مباشرة ، خطوات قليلة بعد وتصل إليها ، و............................................... تمتد قدم أمامها تزيح خطوتها التالية عن الأرض فيطير جسدها في الهواء للحظة قبل أن يتهاوى ، تصدم مؤخرة رأسها بحافة الرصيف الصلبة ، للحظات يظلم كل شيء أمام عينيها بينما تدوي بأذنيها ضحكات عالية شامتة ، مبتعدة عنها ، استغرقت لحظات أخرى لتستوعب الألم الشديد في أعضائها ، ذلك الألم الذي تجمع كدقات شديدة على الرأس ، حاولت استعادة توازنها ، وبالكاد حاولت فهم ما حدث ، كان ولدا يقاربها عمرا ذلك القادم أمامها ،ذلك الذي مد قدمه امامها لتسقط - لم تكن تعرفه قبلا ، ولم يكن الرصيف مزدحما ، في الواقع كان الشارع كله خاليا فجأة إلا منهما حاولت النهوض عن الأرض ، شعرت برأسها الصغير يزن أطنانا ، أغلقت عينيها في ألم ثم عاودت فتحهما ، بحثت عن مار يساعدها على النهوض ، في لحظة كان العالم كله خاليا من حولها ، عاودت إغلاق عينيها ، تحسست موضع الألم في رأسها لتعيد أناملها وقد التصق بها دم لزج ، انهمرت الدموع من عينيها وهي تعاود النظر حولها من جديد ومن جديد لم تلمح سوى جسدا صغيرا مبتعدا . جمدت الدموع في عينيها فجأة ،استندت على مرفقها ، رفعت جسدها عن الأرض ‘أظلمت الدنيا في عينيها مرة أخرى لكنها تمسكت بوعيها بشدة ، رغم المطارق التي تدق رأسها بمنتهى العنف ، تجاهلت الدم النازف منها وهي تستند إلى الجدار حتى تصل إلى حقيبتها المدرسية الملقاة بعيدا ، انحنت لتلملم ما سقط بصعوبة ، ارتدت الحقيبة الثقيلة ،تمسكت بالجدار،وقد صارت الخطوات القليلة الباقية كأميال عليها أن تقطعها وهي تمشي مترنحة بدموع متحجرة ورؤية غائمة وقطرات داكنة ملتصقة بخصلاتها السوداء .
حين قابلتها نظرات أمها الملتاعة ، لم ترد عليها سوى بكلمات حازمة مقتضبة رغم ارتعاشها .
- تعثرت
لم تضف حرفا آخر ، لم تسمح لدموعها بالانهمار أو تطلق صرخة واحدة ، حتى حين كانت تنغرس إبرة الطبيب في رأسها ، كانت تضغط أسنانها في ألم مغمضة عينيها فلا ترى سوى قدما صغيرة تطيح بها وشبحا مبتعد.
.................................................. ................................
- وبعد؟
لم يعد هناك بعد ... كبرت الطفلة أعواما في ذلك اليوم ، وقد أدركت بنفسها ما لم يعلمه لها أحد من قبل .
أزاح أوراق قصتها جانبا ، مد أنامله يعبث بشعرها لتصتطدم أنامله بذلك البروز في فروة رأسها .
أهذا هو أثر الجرح القديم ؟
أزاحت يده بعيدا ونهضت ترتدي ملابسها قائلة : لا تشغل بالك لم يكن الأول ولن يكون الأخير.
جذبها إلبه مرة أخرى محاولا استبقائها معه فترة أطول إلا أنها أفلتت نفسها منه وهي تكمل ارتداء ملابسها بأيد مرتجفة متمتمة بعصبية واضحة .
يجب أن أغادر الآن
ابقي معي قليلا
لماذا ؟سأرحل عاجلا أم أجلا فلما الانتظار أكثر..؟
لن أدعك ترحلين
بل ستفعل
بدا الضيق على ملامحه وهو يتأمل حركاته المضطربة ، أشعلت لنفسها سيجارة وناولته أخرى ، جذب منها أنفاسا طويلة زفر يعضها في فضاء الغرفة شاحبة الضوء . أطلقت تنهيدة طويلة ثم اقتربت منه جلست بجواره ، ألقى بالسيجارة في المطفأة القريبة وأحاطها بذراعيه،أسندت رأسها على كتفه ، وسالت من عينيها دموع صامتة، ضمها إليه في قوة مربتا على ظهرها في حنو فاندفعت الكلمات من فمها :
أتعلم ما أدركته تلك الصغيرة في ذلك اليوم؟ أدركت معنى أن تكون وحيدا بالفعل ، أن تقوم من سقطتك بنفسك ، ململما روحك النازفة ، مكملا الطريق وأنت على يقين مؤلم بأن الجميع سيتساقطون من حولك تباعا ، أصدقاء وأقارب وأحباء ،.........
خطأ - ألست بجانبك الآن ؟!
بلى انت بجانبي الآن
أخذت انفاسا أخرى من سيجارتها المرتعشة ، وهي تفلت ثانية من بين ذراعيه ، وتقوم لتلملم باقي أغراضها،ثم التفتت إليه مكملة بلهجة مريرة ،:
لكنك لم تكن كذلك بالأمس ، ..... ومن يدري أين ستكون غدا ، افتح عينيك وانظر جيدا من حولك ، تلك الصغيرة لم تكن بحاجة إلى أن يقتحم ملثمون بيتها ، مفرغين الرصاصات في وجه رأس أبيها ، أو مغتصبين لأمها أو أرضها أو لها
كان الحدث أقل ضجة بكثير ، لكنه كان كافيا لمحو كلمة الأمان من مفرداتها الصغيرة .
جذبت كرسيا جلست عليه قبالته وهي تشعل سيجارة أخرى ، اقتربت بها من فمها ثم أبعدتها دون أن تأخذ منها نفسا واحدا، وهي تكمل في هدوء مثير ، وقد هامت عيناها بعيدا .
ذلك الصغير الذي أوقعها،مد قدمه أمامها بنفس السهولة التي يفتح بها عينيه أو يحرك فمه ، لم يلتفت ليرى ما حدث لها ، في لحظة كانت عدما بالنسبة له،لن يتذكرها لو قابلها بعد ذلك ، وهي لن تتعرف عليه.
انتبهت إلى الرماد المتساقط على الأرض ، اعتذرت والتقطت عدة أنفاس زفرتها في عنف قبل أن تطلق ضحكة ساخرة قصيرة :
ربما صار ذلك الفتى زميلا لها فيما بعد ، او صديق ، أو حبيبا..... ربما كان أنت نفسك . أعتقد أنها لن تعرف أبدا.
والآن؟
مدت كفها تمسك بيده قائلة :
الآن أنت معي _أليس كذلك ؟!
تناول السيجارة من يدها ، أطفأها وهي لم تنته بعد ، ثم مد كفيه ليحتوي كفيها بينهما ، رفعهما إليه يقبلهما قبل أن يفلتهما ليحتوي رأسها في صدره ، يقبلها مكان الجرح القديم ، استسلمت له تماما وهو يستكشف جسدها من جديد ، مقبلا كل الجروح القديمة .

جيهان عبد العزيز / الكويت / مايو 2005

حسام القاضي
23-03-2007, 11:26 AM
الأخت الفاضلة الأديبة / جيهان عبد العزيز
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أولاً مرحباً بك في ملتقى القصة

قصتك تشير إلى كاتبة متمكنة جداً من أدواتها
الفكرة أكثر من رائعة ، وكذلك التناول
لكن القصة تحتاج إلى اكثر من قراءة .

تقبلي مروري الأولي للترحيب
ولنا قراءة أخرى بإذن الله .

حسام .

جوتيار تمر
23-03-2007, 12:10 PM
جيهان...
اهلا بك في الواحة...

النص يحمل قيمة فنية عالية من حيث الادوات اليت اتبعتيها ومن حيث قدرتك الفائقة على السرد والترابط الجيمل والرقيق بين الاحداث..ومن حيث المضمون..الفكرة...ولقد لاحظت انك بارعة في الغوص في الاعماق..اعماق الاخر..الاخرى..بحيث تخرجين ما يخالجها بدقة وتفنن..والطفلة التي جعلتي المسؤلية الكبيرة على عاتقها في ايصال فكرتك وما تبغينه الينا..كابدت الكثير من العناء لتقدر ان تجاري نسق فكرك..وفي الاول والاخير..وقفت هنا "أزاحت يده بعيدا ونهضت ترتدي ملابسها قائلة : لا تشغل بالك لم يكن الأول ولن يكون الأخير" ومنها ادركت المغزى من القصة...هكذا تصبح الامور عندما لايعيش المرء وفق قيم ومبادئ..ويكون الاجتماع قطيع ذئاب..لاترى في ضعفائها الا نعاج ولحوم حمراء وبيضاء.

قصة رائعة..

اهلا بك من جديد

محبتي وتقديري لك
جوتيار

د. محمد حسن السمان
23-03-2007, 12:15 PM
سلام الـلـه عليكم
الأخت الفاضلة الأديبة جيهان عبد العزيز

يسعدني أن أبدأ بالترحيب بك في الواحة المباركة , بين النخبة المتميّزة , وأراك تحملين
جواز سفر المتميّزين , وأقتبس من الأخ الغالي الأديب الاستاذ حسام القاضي , بعضا من
تعليقه على القصة الجميلة :
"قصتك تشير إلى كاتبة متمكنة جداً من أدواتها
الفكرة أكثر من رائعة ، وكذلك التناول
لكن القصة تحتاج إلى اكثر من قراءة . "

لقد أدهشني هذا القص المتوازن , تمسكين الخيوط بشكل باهر , تلامسين أكثر من
منحى فني , وتقدمين أكثر من رؤية , في بناء موفق قوي العبارة سهل الأداء ,
مترع بالصور التي اعتدنا أن نحب تذكرها , وكل ذلك بخطى مشوّقة واثقة .

أخوكم
د. محمد حسن السمان

محمد سامي البوهي
23-03-2007, 12:25 PM
السَّلامُ عليكمُ ورحمةُ الله
الأستاذةُ الأديبة الزميلة / جيهان أحمد عبد العزيز
سعدتُ جداً برأي الأديبِ القاصِ الناقد الحصيف / حسام القاضي ، بأن هذه القصة تكشفُ عن قاصةٍ متمكنةٍ .
بأقلِ قدرٍ منْ الضجيجِ
جاءَ العنوانُ ليتناسبَ مع رحلةِ الإسترجاعِ التي أعتبرُها شكلاً جديداً في التجديدِ الضمني للفكرةِ ، فمحور التمركز في القصةِ هو العنصرُ الزمني ، الذي بدا واضحاً منذ البدايةِ بالاسترجاعِ الجزئي بين أحدث ِيومين من أيامِ الأسبوعِ (الخميس والجمعة ) ، والتى دارَ بينهما لفيفُ الحدث الأساسي ، وقد تلاعبتْ به الكاتبة بتمكنٍ ، فكانتْ تأخذُنا معها ذهاباً وإياباً ، محدثتاً بعض الدوائرِ في أذهانِنا ، مركزها الحدث الأساسي :
"تمتد قدم أمامها تزيح خطوتها التالية عن الأرض فيطير جسدها في الهواء ،للحظة قبل أن يتهاوى ، تصدم مؤخرة رأسها بحافة الرصيف الصلبة ، للحظات يظلم كل شيء أمام عينيها بينما تدوي بأذنيها ضحكات عالية شامتة ، مبتعدة عنها ، استغرقت لحظات أخرى لتستوعب الألم الشديد في أعضائها ، ذلك الألم الذي تجمع كدقات شديدة على الرأس ، حاولت استعادة توازنها ، وبالكاد حاولت فهم ما حدث ، كان ولدا يقاربها عمرا ذلك القادم أمامها ،ذلك الذي مد قدمه امامها لتسقط - لم تكن تعرفه قبلا ، ولم يكن الرصيف مزدحما ، في الواقع كان الشارع كله خاليا فجأة إلا منهما حاولت النهوض عن الأرض ، شعرت برأسها الصغير يزن أطنانا ، أغلقت عينيها في ألم ثم عاودت فتحهما ، بحثت عن مار يساعدها على النهوض " ،

وكانَ من عواملِ نجاحِ الفكرةَ أن الفاعلَ ظل طيفاً مجهولاً ، ثم تأتي مقدماتُ النهايةِ ، لتقدمَ لنا المفاجأةَ بأنَّ القصةَ السابقة هي عبارة عن قصةٍ مكتوبةٍ ، تعيدُ الكاتبةُ قراءتَها على شخصٍ ما ، يبادلُها مشاعر الحبِ ، وسط هذه المتاهات الغريبة التي تعرفُ طُرقها جيداً ، لكنها لم تتعرفْ على طريقِ الوصولِ بعد ، فمازالتْ جراحها سمة من سماتِ جسدها ، يذكرها بقسوةٍ اختزلت نتائجها بين حنايا طفولتها في كلمة:
- تعثرت .
وتأتي النهاية لتقدمَ علاجاً ربما مؤقتاً ، وربما دائماً ، فمازالتْ شخصيتها تتلثمُ بإدخار المشاعرِ داخلها ، تنفثُ عنها بحباتِ دخان طائرةٍ من سيجارتِها ، حتى ولو كانتْ هذه المشاعر هي مشاعر الحب الدافئة . فدارَ الحدثُ انطلاقاً من رحلةِ الاسترجاع الزمني ، والمجهول الماضي ، وانتهت عند نقطة للبحثِ عنْ سببِ الآلام بمجهولٍ حاضر.
مودتي
محمد

جيهان عبد العزيز
23-03-2007, 05:10 PM
الأساتذة الأفاضل "حسام القاضي " ، " د. محمد حسن السمان " " جوتيار " " محمد البوهي "

سلام الله عليكم جميعا
وتحية وتقديرا من القلب ، فلم أتوقع أبدا تلك السرعة في الرد ، والذي أسعدني أكثر الاهتمام الحقيقي ، والنقد الموضوعي ، فمجرد ردكم يعني لي الكثير ، ويضيف لي أكثر
أشرف بالانتساب لتلك الواحة الظليلة التي أرسلت لي نسماتها منذ اللحظة الأولى ، و بانتظار تعليقات أخرى إن استحقت قصتي عناء القراءة الثانية
تحية خاصة للصديق المبدع "محمد سامي " لتعريفي بهذا الموقع الجميل
جيهان عبد العزيز

جيهان عبد العزيز
24-03-2007, 04:52 PM
الأخت الفاضلة الأديبة / جيهان عبد العزيز
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أولاً مرحباً بك في ملتقى القصة
قصتك تشير إلى كاتبة متمكنة جداً من أدواتها
الفكرة أكثر من رائعة ، وكذلك التناول
لكن القصة تحتاج إلى اكثر من قراءة .
تقبلي مروري الأولي للترحيب
ولنا قراءة أخرى بإذن الله .
حسام .

أستاذي الفاضل " حسام القاضي " بالفعل كان شرفا لي وفرحا عظيما الانضمام إلى الواحة
زاده فرحا ذلك الترحاب الذي قوبلت به
فلم أتوقع أبدا أن يكون الرد والتواصل بتلك السرعة .
لست ادري هل ستعتبرني " طامعة "
_ وهي تهمة لن أتبرأ منها فيما يتعلق بالأدب والكتابة _
إذا أملت أن أحظى منك بتعليق أخر بعد القراءة الثانية التي وعدت بها .

تحياتي وتقديري

جيهان عبد العزيز

د. سلطان الحريري
24-03-2007, 05:49 PM
الفاضلة المبدعة جيهان عبد العزيز:
أعبر لك في البداية عن ترحيبي بك في واحة الكبار ، وعن تقديري لهذا القلم الذي أرى فيه التمكن من أدوات القص ، مع إبداع كبير تشهد لك به القصة .
فقد نقلت لنا عناصر التجربة الإنسانية بعد أن تمثلتها تمثلا فنيا صحيحا ، وقد عشت تفاصيل القصة بما تحتويه من جزئيات مهمة ، ومنها طبيعة الحارة المصرية ، وبائع الفول ... وكان جمعك بين السرد والحوار مساعدا لك على رسم جو من الصدق والبساطة والألفة ، يبدو لي وكأنه منشور على طبيعته دون تكلف أو افتعال ...وقد جمعت إلى ذلك كله بين الطريقتين التحليلية والتمثيلية ، رسمت في الأولى الشخصيات من الخارج ، وشرحت عواطفها وبواعثها وأفكارها وأحاسيسها ، ونحيت نفسك جانبا في الثانية لتتيحي للشخصية التعبير عن نفسها وكشف جوهرها، وكانت النهاية موفقة إلى حد كبير.

لا أريد أن أدخل في تفاصي النص أكثر ، فهو يحتاج مني إلى أكثر من قراءة ، هي إطلالة أولى على عالمك الرحب ، وسنلتقي بإذن الله تعالى في قصة أخرى .
لك مني خالص الود والتقدير

جيهان عبد العزيز
25-03-2007, 06:36 PM
جيهان...
اهلا بك في الواحة...
النص يحمل قيمة فنية عالية من حيث الادوات اليت اتبعتيها ومن حيث قدرتك الفائقة على السرد والترابط الجيمل والرقيق بين الاحداث..ومن حيث المضمون..الفكرة...ولقد لاحظت انك بارعة في الغوص في الاعماق..اعماق الاخر..الاخرى..بحيث تخرجين ما يخالجها بدقة وتفنن..والطفلة التي جعلتي المسؤلية الكبيرة على عاتقها في ايصال فكرتك وما تبغينه الينا..كابدت الكثير من العناء لتقدر ان تجاري نسق فكرك..وفي الاول والاخير..وقفت هنا "أزاحت يده بعيدا ونهضت ترتدي ملابسها قائلة : لا تشغل بالك لم يكن الأول ولن يكون الأخير" ومنها ادركت المغزى من القصة...هكذا تصبح الامور عندما لايعيش المرء وفق قيم ومبادئ..ويكون الاجتماع قطيع ذئاب..لاترى في ضعفائها الا نعاج ولحوم حمراء وبيضاء.
قصة رائعة..
اهلا بك من جديد
محبتي وتقديري لك
جوتيار
الكاتب المبدع " جوتبار "
كانت رسالتي الأولى ردا على ذلك الاستقبال الرحب في الواحة التي تستحق اسمها
أما ردي الآن فهو مقابلة تقدير كبييير بتقدير أكبر
شكرا على تلك القراءة النافذة ، فقرأتك عمل فني وإبداعي آخر أضاف إلى العمل الأصلي ،
أعترف لك أيضا بالبراعة الشديدة في الغوص في عالمي القصصي الصغير ، غوصا رشيقا تستحق عليه التحية .
تحياتي وتقديري
جيهان عبد العزيز

مأمون المغازي
30-03-2007, 01:29 PM
[QUOTE=جيهان عبد العزيز;250245]
بأقل قدر من الضجيج
[B][SIZE="4"]عائدة من المدرسة ، كالمعتاد الزحام الشديد عند الباب ، الصخب والجري والوجوه الصغيرة المتعبة ، العيون المتسعة لتحتوي العالم كله في لحظة ، عبرت بصعوبة بين جموع السائرين والراكضين ، متجنبة أي صدمات فجائية أو غير مقصودة من مرفق صبي يجري أو حقيبة مدرسية مندفعة في الهواء ، تصيح عاليا لتتمكن صديقاتها من سماع صوتها بينما يتردد النشيد من الحناجر " مروحين مروحين على بيوت الفلاحين "
تنتبه بسعادة إلى ان اليوم هو الخميس _ آخر أيام الدوام الأسبوعي _ وغدا الجمعة يوم العطلة السعيد . ستصحو من نومها في الثامنة أو التاسعة على أقصى تقدير ، تعطيها أمها النقود لشراء ( الفول والبليلة ) من عند "عم حسين" الذي يقف بعربته الصغيرة وصوته الصادح ينادي على الفول ويحيي الصغار بأسمائهم التي يعرفها جميعا ، يتوصى بالفول في الطبق ويزينه بحبات البليلة الساخنة .
كم تعشق تلك الرحلة الأسبوعية صباح الجمعة الهادئ الخالي من جموع العاملين والدارسين ، في طريقها لعم حسين تنزل درجات السلم مسرعة تستقبل الشمس الهادئة ونسمات الصبح بقلب مشرق ، تخرج من بين صفي البيوت إلى الشارع الواسع حيث تشرع في الدندنة
" واحد اتنين يا دنيا وجود مورنينج بنجور ردي علينا يا دنيا وقولي صباح النور "
لا تكف عن الغناء حتى تعود بالفول والبليلة والخبز الأسمر والفلافل الساخنة و
- إلى اللقاء يوم السبت .
- إلى اللقاء.
وصلت آخر رفيقة لها إلى منزلها ، لذا ستكمل وحدها الآن ، والطريق ليس طويلا على أية حال ، وهي لن تشعر به حتما ، فمازالت تفكر في طبق الفول اللذيذ وفي "عم حسين " كم هو جميل لأنه يعد أطعم فول وأشهى بليلة ،لأنه يحب الجميع ، لأن الابتسامة لا تفارق شفتيه ، و لأن ....
تنتبه لولدين يمسكان بثالث أصغر منهما كثيرا ، يهددانه، يحاولان سلبه ما معه ربما من حلوى أو من قروش قليلة ، ربما لا يريدان منه شيئا سوى رؤية الفزع وعدم الفهم في عينيه ، تتوقف لحظة ، ترتعش شفتاها لتنطق بكلام ما ، لكن النظرة المهددة من عيني أحدهما تدفعها للإشاحة بوجهها ومواصلة طريقها في صمت ، سرعان ما تلين ملامحها ثانية حين تلمح رجلا يتجه نحوهما فيفلتا الصغير بسرعة وينسحبا خائبين .
تطرد ما حدث من ذهنها سريعا وهي تعاود التفكير في الغد ، سيتزامن إعداد مائدة الإفطار مع بداية " سينما الأطفال " فتتناول الطعام وهي غائبة في "بلاد العجائب" أو في طريقها "للساحر أوز " .
هاهي بداية شارعها تلوح عند المنعطف التالي مباشرة ، خطوات قليلة بعد وتصل إليها ، و............................................... تمتد قدم أمامها تزيح خطوتها التالية عن الأرض فيطير جسدها في الهواء للحظة قبل أن يتهاوى ، تصدم مؤخرة رأسها بحافة الرصيف الصلبة ، للحظات يظلم كل شيء أمام عينيها بينما تدوي بأذنيها ضحكات عالية شامتة ، مبتعدة عنها ، استغرقت لحظات أخرى لتستوعب الألم الشديد في أعضائها ، ذلك الألم الذي تجمع كدقات شديدة على الرأس ، حاولت استعادة توازنها ، وبالكاد حاولت فهم ما حدث ، كان ولدا يقاربها عمرا ذلك القادم أمامها ،ذلك الذي مد قدمه امامها لتسقط - لم تكن تعرفه قبلا ، ولم يكن الرصيف مزدحما ، في الواقع كان الشارع كله خاليا فجأة إلا منهما حاولت النهوض عن الأرض ، شعرت برأسها الصغير



[COLOR="RoyalBlue"]قراءة مختصرة في قصة:
بأقل قدر من الضجيج
للقاصة : جيهان عبد العزيز


بداية ؛ يجب التركيز على أن هذه القصة تعبر عن كاتبة تعرف حدود الطريق ، صاحبة فلسفة عميقة في الحياة ، لها قانونها الذي تحكم به الأشياء .

العنوان : بأقل قدر من الضجيج ،
حقيقة تناولت هذا العنوان على عدة أوجه ، في كل مرة أجده يؤدي نفس الدور من أول القصة وحتى
نهايتها ، بل إن العنوان يمثل الدخول إلى القصة ، ويمثل محور الارتكاز القصي ، والنهاية .
ويبدو ذلك واضحًا جليًا من سياق الحدث حيث يتسم بالهدوء ، وبأقل قدر من الضجيج الذي لا نلمحه في مسارات القصة ، فلا نلمح الأصوات العالية ، أو الصراخ ، مع أن الأحداث كانت تقتضي ذلك في بعض اللقطات ؛ إلا أن القاصة ، وبذكاء استطاعت أن تسيطر على الجو العام للقصة .

بأقل قدر من الضجيج ، عنوان لعب الكثير من الأدوار في القصة ، هذه القصة التي جاء الحكي فيها عنصرًا بارزًا ، ولكنه حكي في عمق القص ، حيث لم نلمح خلال القصة ما يجعلنا نمل الحكي ، أو السرد ، حيث كانت لغة السرد قوية متينة تعبر عن كاتبة متمكنة من لغتها ، تعرف كيف يكون كل لفظة موظفة توظيفًا فاعلاً في موضعها ، وكيف تستغل ذلك في التشويق المرحلي ؛ فلم نكن أمام قصة تشوقنا إلى النهاية بل تشوقنا إلى مرحلة هي المخل لمرحلة فوقها .

في هذه القصة وجدت أن الكاتبة تسرد حالة واقعية ، لم تعمد القاصة إلى التخييل إلا لخدمة الحدث ، فنحن أمام قصة واقعية ، لا ترتكز على ثيمة بعينها ، وإنما نجدها تقوم على عدة ثيمات : اجتماعية ، وسياسية ، واقتصادية . هذا الحشد غير المعلن من الثيمات ، جعل القصة تأتي في نسيج قوي محكم كحالة بادية للعيان ؛ فأول ما نلمح في القصة هذه الحياة الريفية ، وبيوت الفلاحين في إشارة إلى الأصالة ( هذه الأصالة التي ستتعرض للتهميش والتزييف فيما بعد ) كما نلمح الأجواء الاقتصادية بالحديث عن العودة إلى القرية وبائع الفول ، والطريق ، أما السياسية ، فالكاتبة تلعب عليها وترًا خفيًا تتأثر به كل الأدوار .

في هذه القصة ، الكاتبة استخدمت المراحل في نقلات موفقة جدًا جدًا حيث لم تشعرنا بأي وقفة في الانتقال ، فقد استخدمت الحوار الرائع كوسيلة انتقال حين يسألها : وبعد ، وتجيب : لم يعد بعد ، لنجدنا أمام امرأة مكتملة ، وقصة مكتوبة ، لنقع في الدهشة ، لكن بعد قليل نكتشف مرة أخرى أنها البطلة في مراحلها الأولى ، وأنها المكتوبة قصتها هي أيضًا ، وقد اتضح ذلك عندما وضع يده على البروز الناجم عن الجرح القديم ، إلا أنني توقفت أمام هذا البروز وكنت أتمنى لو أنه كان ندبة في الجبين ، بما يتناسب وحالة الوقوع الناتج عن ( العنقلة ) حيث إن الصبي وضع رجله في طريق الفتاة ، ولم تكن تركض ، وإنما كانت تمشي ، والوقوع في هذه الحالة يكون إلى الأمام لتكون أكثر الأماكن إصابة من الوجه الذقن ، الأنف ، وفي حالة اعتراض للرصيف يصاب الجبين ) لن نتوقف هنا كثيرًا حيث وظفت القاصة هذه الأدات توظيفًا مميزًا .

نصل إلى التصعيد ، حيث نتبين أننا أمام امرأة ليست بريئة ( هكذا وضعتها القاصة ) لنتساءل ما الوضع الاجتماعي ، والأخلاقي الذان يربط بينها وبين الرجل الذي معها ، حيث تشير إلى أنها ستنصرف في كل الأحوال ، وتعتذر لما وقع من مخلفات السيجارة ، إننا أمام امرأة لديها من المشاكل الاجتماعية والأخلاقية ، ما يجعلنا نعيد القراءة لنتفحص تاريخها ، في حين لم تلمح القاصة إلى أي مشكلات اجتماعية في أسرتها ، فهل يمكن للسقطة المادية أن تؤدي إلى هذه السياقات وهذا الانفلات من القانون الأخلاقي ؟! لابد من وجود سقطة أكبر ، هنا تفتح القاصة أمامنا عدة قضايا ، ربما الظروف الاقتصادية والاجتماعية والزواج العرفي ، ربما التحرر والانفلات من الأخلاق والأعراف ، ربما ... حالات ونوافذ كثيرة تفتحها القاصة أمام القارئ ، إلا أنها لم تؤثر أبدًا على بناء القصة ولم تصبها بالترهل أو التمييع ، بل إنها مما يستحضره العقل أثناء القراءة .

إجمالاً ، نحن أمام عملٍ قصي متميز يحتاج التوقف معه لأكثر من مرة ، هذا العمل لقاصة تجيد استخدام أدواتها وتتعامل مع القص بحميمية تساعدها على تحقيق ما تهدفه للقصة التي تكتبها .

القاصة : جيهان عبد العزيز
مرحبًا بكِ بيننا في دار القصة ، ونتمنى أن تسعدينا دائمًا بإبداعتك .

تقديري واحترامي
مأمون

جيهان عبد العزيز
30-03-2007, 05:39 PM
سلام الـلـه عليكم
الأخت الفاضلة الأديبة جيهان عبد العزيز
يسعدني أن أبدأ بالترحيب بك في الواحة المباركة , بين النخبة المتميّزة , وأراك تحملين
جواز سفر المتميّزين , وأقتبس من الأخ الغالي الأديب الاستاذ حسام القاضي , بعضا من
تعليقه على القصة الجميلة :
"قصتك تشير إلى كاتبة متمكنة جداً من أدواتها
الفكرة أكثر من رائعة ، وكذلك التناول
لكن القصة تحتاج إلى اكثر من قراءة . "
لقد أدهشني هذا القص المتوازن , تمسكين الخيوط بشكل باهر , تلامسين أكثر من
منحى فني , وتقدمين أكثر من رؤية , في بناء موفق قوي العبارة سهل الأداء ,
مترع بالصور التي اعتدنا أن نحب تذكرها , وكل ذلك بخطى مشوّقة واثقة .
أخوكم
د. محمد حسن السمان
الأخ الفاضل "د. محمد حسن السمان "
حقا لم يعد لدي كلمات شكر توازي ابتهاجي بذلك الاحتفاء الذي لاقيته ، سعادتي بوصول القصة إليكم ، أو بمعنى أدق نجاحي في التعبير عن أفكاري ومشاعري فيها ، هو النجاح الحقيقي بالنسبة لي ، أما بالنسبة لجواز سفر المتميزين فالطريق إليه مازال طويلا ، أتمنى أن أعبر إليه من خلال الواحة ، وبفضل تشجيعكم الكريم .
محبتي وتقديري
جيهان عبد العزيز

جيهان عبد العزيز
31-03-2007, 02:45 PM
الفاضلة المبدعة جيهان عبد العزيز:
أعبر لك في البداية عن ترحيبي بك في واحة الكبار ، وعن تقديري لهذا القلم الذي أرى فيه التمكن من أدوات القص ، مع إبداع كبير تشهد لك به القصة .
فقد نقلت لنا عناصر التجربة الإنسانية بعد أن تمثلتها تمثلا فنيا صحيحا ، وقد عشت تفاصيل القصة بما تحتويه من جزئيات مهمة ، ومنها طبيعة الحارة المصرية ، وبائع الفول ... وكان جمعك بين السرد والحوار مساعدا لك على رسم جو من الصدق والبساطة والألفة ، يبدو لي وكأنه منشور على طبيعته دون تكلف أو افتعال ...وقد جمعت إلى ذلك كله بين الطريقتين التحليلية والتمثيلية ، رسمت في الأولى الشخصيات من الخارج ، وشرحت عواطفها وبواعثها وأفكارها وأحاسيسها ، ونحيت نفسك جانبا في الثانية لتتيحي للشخصية التعبير عن نفسها وكشف جوهرها، وكانت النهاية موفقة إلى حد كبير.
لا أريد أن أدخل في تفاصي النص أكثر ، فهو يحتاج مني إلى أكثر من قراءة ، هي إطلالة أولى على عالمك الرحب ، وسنلتقي بإذن الله تعالى في قصة أخرى .
لك مني خالص الود والتقدير
الأستاذ الفاضل " د. سلطان الحريري "
التقدير الحقيقي هو مني لكم ، لأنكم فتحتم لي نافذة جديدة على العالم الذي أعشقه ، وسعادتي بردكم على يضاهي سعادة الحروف الأولى لكتابتي القصة ، واسترجاعي أياما من الطفولة الجميلة والمشاعر البريئة ، كنت أستعيد شكل الشارع ، وطعم الفول والبليلة والطعمية الساخنة ، أستعيد ملامح عم حسين وطيبته .
تلك القصة قطعة حميمة من نفسي
واستقبالكم لها كذلك كان خير هدية لي
تحياتي وتقديري العميق
جيهان عبد العزيز

شريف المهندس
01-04-2007, 12:30 PM
الأخت الفاضله : جيهان عبد العزيز

تحياتى وتقديرى لاسلوبك المشوق فى السرد الهادىء
البعيد عن استخدام مفردات معقده , طرحت القصه
بأسلوب سهل يطلق خيال القارىء ويجعله يفكر
و تلك فى اعتقادى مهمة كل أديب..

و من قرائتى لقصتك الجميله ألاحظ ما يلى :
1- من وصف برامج يوم الجمعه....أنت مصريه ( نسعد و نشرف بك)
2-من بعض المفردات الأخرى .......أنت بالكويت الحبيبه منذ مده ليست بالقصيره.

كل التوفيق,

شريف

جيهان عبد العزيز
01-04-2007, 04:31 PM
الأخت الفاضله : جيهان عبد العزيز
تحياتى وتقديرى لاسلوبك المشوق فى السرد الهادىء
البعيد عن استخدام مفردات معقده , طرحت القصه
بأسلوب سهل يطلق خيال القارىء ويجعله يفكر
و تلك فى اعتقادى مهمة كل أديب..
و من قرائتى لقصتك الجميله ألاحظ ما يلى :
1- من وصف برامج يوم الجمعه....أنت مصريه ( نسعد و نشرف بك)
2-من بعض المفردات الأخرى .......أنت بالكويت الحبيبه منذ مده ليست بالقصيره.
كل التوفيق,
شريف
الأستاذ الفاضل : شريف المهندس
أسعدني تعليقك و أضحكني في نفس الوقت
واسمح لي من خلال تعليقك أن أتقمص دور محقق الشرطة البارع بدوري واستنتج ما يلي :
1- من معرفتك ببرامج يوم الجمعة .............. أنت مصري .
2- لست مهندسا رغم أن لقبك يحتوي على كلمة المهندس .
3- بدون مفردات أخرى وبحدث أنثوي لا يخطيء أنت بالكويت منذ مدة تفوق مدة وجودي بها .
تحياتي مرة أخرى ، وسعادة لا توصف بهذا التواصل الجميل من خلال تلك الواحة الظليلة .

حنان الاغا
01-04-2007, 08:26 PM
القاصة الأديبة جيهان
أود أولا أن أرحب بك في أفياء الواحة الظليلة
استمتعت أيما استمتاع وأنا أقرأ هذه القصة التي تنقلت بنا بين أمكنة وأزمنة مختلفة تباعدا وتقاربا ،
راوغتنا هذه القصة حتى أن القارىء يضطر للتوقف الفجائي أحيانا ليقول من؟ وأين ؟ ولم؟وهذه عزيزتي من الأمور التي حازت إعجابي ، فأن تتصرف القصة كما لو كانت أحد الأشخاص لهو جمال بحد ذاته.
أثني على ما كتبه الأخوة الأكارم ، وأرى أنها قصة تحتاج حقا لأكثر من قراءة
تقبلي محبتي

شريف المهندس
02-04-2007, 09:51 AM
الأستاذ الفاضل : شريف المهندس
أسعدني تعليقك و أضحكني في نفس الوقت
واسمح لي من خلال تعليقك أن أتقمص دور محقق الشرطة البارع بدوري واستنتج ما يلي :
1- من معرفتك ببرامج يوم الجمعة .............. أنت مصري .
2- لست مهندسا رغم أن لقبك يحتوي على كلمة المهندس .
3- بدون مفردات أخرى وبحدث أنثوي لا يخطيء أنت بالكويت منذ مدة تفوق مدة وجودي بها .
تحياتي مرة أخرى ، وسعادة لا توصف بهذا التواصل الجميل من خلال تلك الواحة الظليلة .

الأخت الفاضله / جيهان عبد العزيز:

أشكرك وأتفق معك أن الحدس الأنثوى قلمايخطىء
ولكن:
1- صحيح.
2-خطأ .
3-ربما.
يمكنك معرفة الكثير -دون تخمين- من خلال محاولتان لى في القصه
القصيره تم نشرهم على صفحات واحتنا الغناء وأيضا ترحيب -لا
أظننى أستحقه- من الأديب الرائع د. محمد نديم.

تمنياتى أن نرى المزيد من انتاجك السهل الممتنع .
أرق تحياتى.

شريف

د. سمير العمري
03-04-2007, 01:50 AM
الأخت الكريمة جيهان:

الأخ الكريم شريف:

نحفظ لكما مكانتكما ، ونقدر هذا الإخاء الطيب في ظلال الواحة الغراء ، ولكن أيها الكريمان مثل هذه الردود تخالف شروط المشاركة والانتساب التي تم قبولكم في الواحة على أساسها. كما أن مثل هذه الردود تضع بالواحة لتصبح مكاناً للشات والمحادثات الخاصة بدل دورها ومكانتها كصرح فكري أدبي.

وأنا هنا أستأذنكم في أن أوضح من خلال متصفحكم أن مثل هذه الردود تخالف شروط الانتساب والمشاركة في الواحة (يمكنكم الرجوع إليها) وأننا نأمل بمثلكم في الرقي والتطوير لمستوى التعاطي في الواحة فأنتما كما نعلم من الكرام الذين نطمع منهم بالكثير من الخير.

راجين أن يتم المشاركة بشكل جدي وإيجابي ومثمر.



تحياتي

شريف المهندس
03-04-2007, 10:51 AM
الأخت الكريمة جيهان:
الأخ الكريم شريف:
نحفظ لكما مكانتكما ، ونقدر هذا الإخاء الطيب في ظلال الواحة الغراء ، ولكن أيها الكريمان مثل هذه الردود تخالف شروط المشاركة والانتساب التي تم قبولكم في الواحة على أساسها. كما أن مثل هذه الردود تضع بالواحة لتصبح مكاناً للشات والمحادثات الخاصة بدل دورها ومكانتها كصرح فكري أدبي.
وأنا هنا أستأذنكم في أن أوضح من خلال متصفحكم أن مثل هذه الردود تخالف شروط الانتساب والمشاركة في الواحة (يمكنكم الرجوع إليها) وأننا نأمل بمثلكم في الرقي والتطوير لمستوى التعاطي في الواحة فأنتما كما نعلم من الكرام الذين نطمع منهم بالكثير من الخير.
راجين أن يتم المشاركة بشكل جدي وإيجابي ومثمر.
تحياتي

الأخ الكريم سمير:
أشكرك على حفظ المكانه و نحفظ لك مكانتك أيضا ,
ويبدو أنى لا أعرف شروط واحتكم الغراء ولكنى وبكل تأكيد
أعرف حدود اللياقه و حرية التعبير فى حدود الأدب......
وبما أن حرية التعبير غير مكفوله هنا فانى أشكركم
وأعلن الغاء اشتراكى فى الواحه مع أفضل أمنياتى لكم جميعا.

مهندس/شريف البلتاجى

جيهان عبد العزيز
04-04-2007, 01:24 PM
القاصة الأديبة جيهان
أود أولا أن أرحب بك في أفياء الواحة الظليلة
استمتعت أيما استمتاع وأنا أقرأ هذه القصة التي تنقلت بنا بين أمكنة وأزمنة مختلفة تباعدا وتقاربا ،
راوغتنا هذه القصة حتى أن القارىء يضطر للتوقف الفجائي أحيانا ليقول من؟ وأين ؟ ولم؟وهذه عزيزتي من الأمور التي حازت إعجابي ، فأن تتصرف القصة كما لو كانت أحد الأشخاص لهو جمال بحد ذاته.
أثني على ما كتبه الأخوة الأكارم ، وأرى أنها قصة تحتاج حقا لأكثر من قراءة
تقبلي محبتي
الأخت الفاضلة " حنان الأغا "
من متابعتي الحديثة للغاية للواحة وما ينشر فيها ، كانت تعليقاتك من أكثر التعليقات التي لفتت انتباهي ، وجعلتني في شوق للتواصل معك .
وهاهي أمنيتي تتحقق فأحظى منك بقراءة للقصة وأيضا بتعليق عليها .
فلك مني التحية مرتين .
وتقديرا عميقا لقراءتك الواعية المبدعة في ذاتها .
تشخيصك للقصة كان من أبدع ما قيل عنها ، فهذا هو إحساسي الفعلي تجاه ما أكتب ، فكل حرف هو كائن حي وصديق يصاحبني طوال العمر .
حبا وودا وتقديرا
جيهان عبد العزيز .

محمد نديم
06-04-2007, 03:11 AM
قاصة تملك أدواتها .. لا ترسم الحدث ... بل تعيشه ..
موحية هي البداية لما ستؤول إليه النهاية ...

البداية الرائعة التي قرأتها مرات ومرات ...
( عرقلها ... فسقطت ... ورسم باللون والصوت والحركة
والإحساس أيضا لما يرافق السقوط من
فقد التوازن والغيبوببة المؤقتة .. والشعور بالتبعثر ... واهدار الكرامة ... ومحاولة لملمة الذات ... والجرح )

وسرد سلس
وقلم يسيطر على اللغة ...ويوظفها في إذكاء روح الإنسان داخل الحدث وتشدنا اللغة معها كمطية
ندخل بها المشهد الصاخب ... في هدوء.
مخدومة بدفقةهي القصة ... بل هي معاشة بصدق.

تحياتي
محمد نديم.

جيهان عبد العزيز
09-04-2007, 05:26 PM
قاصة تملك أدواتها .. لا ترسم الحدث ... بل تعيشه ..
موحية هي البداية لما ستؤول إليه النهاية ...
البداية الرائعة التي قرأتها مرات ومرات ...
( عرقلها ... فسقطت ... ورسم باللون والصوت والحركة
والإحساس أيضا لما يرافق السقوط من
فقد التوازن والغيبوببة المؤقتة .. والشعور بالتبعثر ... واهدار الكرامة ... ومحاولة لملمة الذات ... والجرح )
وسرد سلس
وقلم يسيطر على اللغة ...ويوظفها في إذكاء روح الإنسان داخل الحدث وتشدنا اللغة معها كمطية
ندخل بها المشهد الصاخب ... في هدوء.
مخدومة بدفقةهي القصة ... بل هي معاشة بصدق.
تحياتي
محمد نديم.
الأستاذ الفاضل " محمد نديم " :
كالمعتاد و منذ انتسبت للواحة ، وكل تعليق جديد يضيف لكتابتي ولنفسي
شكر عميق على تلك القراءة الحساسة ، واعتراف مني بأنني حين أكتب أو حتى أقرأ فإن ذلك يكون انغماس كامل مني ، في عالم آخر أعيشه بكل مؤثراته ، وأحلامه وأوجاعه .
هذا هو ما يمنحه لنا الأدب
وتلك هي جائزته الكبرى لنا
تلك الحيوات التي نعيشها ، ونكسب منها أعمارا فوق أعمارنا .
تحياتي مرة أخرى ، وشكرا على ذلك التواصل الجميل
جيهان عبد العزيز

وفاء شوكت خضر
09-04-2007, 06:18 PM
الأديبة القاصة / جيهان عبدالعزيز ..

أمر من هنا ، لأرحب بك ، في واحة الخير أولا ، وفي منتدى القصة ثانيا ..

قاصة متمكنه ، أسرتنا من أول نص ، دون أدنى ضجيج ..
شخصية البطلة في قصتك قوية ، قادرةعلى التحمل ولها فلسفتها في معالجة الأمور وأن كانت خاطئة ، فغالبا التأثيرات البيئية والنفسية تكسبنا بعض التشوهات الأخلاقية والفكرية ، أو ربما العكس .

تقبلي مروري واقبلي اعتذارى عن تأخري بالترحيب ..

تحيتي .

جيهان عبد العزيز
09-04-2007, 06:55 PM
الأخت الفاضلة : " وفاء "
مرورا كريما ، وتحية مقبولة ، الفرح كله لي بالانضمام للواحة
، و السرور كل السرور بذلك التواصل الجميل
تحياتي وتقديري العميق
جيهان عبد العزيز

محمود الديدامونى
09-04-2007, 10:41 PM
الكاتبة الجميلة / جيهان عبدالعزيز
فقط ارحب بوجودك المبهر
واقدم خالص تقديرى لفنكم الراقى
ولى عودة مع النص
إلى أن يكون ذلك
أخرج ... أجهز للعودة
كل الود

جيهان عبد العزيز
19-04-2007, 07:42 PM
الكاتبة الجميلة / جيهان عبدالعزيز
فقط ارحب بوجودك المبهر
واقدم خالص تقديرى لفنكم الراقى
ولى عودة مع النص
إلى أن يكون ذلك
أخرج ... أجهز للعودة
كل الود
الكاتب المبدع " محمود الديدموني "
مازلت واقفة على محطة " القطار " أنتظر عودتك ومرورك ليكتمل التواصل بين المبدعين
تحياتي
جيهان عبد العزيز

جيهان عبد العزيز
19-04-2007, 08:17 PM
[QUOTE=جيهان عبد العزيز;250245]
بأقل قدر من الضجيج
[B]عائدة من المدرسة ، كالمعتاد الزحام الشديد عند الباب ، الصخب والجري والوجوه الصغيرة المتعبة ، العيون المتسعة لتحتوي العالم كله في لحظة ، عبرت بصعوبة بين جموع السائرين والراكضين ، متجنبة أي صدمات فجائية أو غير مقصودة من مرفق صبي يجري أو حقيبة مدرسية مندفعة في الهواء ، تصيح عاليا لتتمكن صديقاتها من سماع صوتها بينما يتردد النشيد من الحناجر " مروحين مروحين على بيوت الفلاحين "
تنتبه بسعادة إلى ان اليوم هو الخميس _ آخر أيام الدوام الأسبوعي _ وغدا الجمعة يوم العطلة السعيد . ستصحو من نومها في الثامنة أو التاسعة على أقصى تقدير ، تعطيها أمها النقود لشراء ( الفول والبليلة ) من عند "عم حسين" الذي يقف بعربته الصغيرة وصوته الصادح ينادي على الفول ويحيي الصغار بأسمائهم التي يعرفها جميعا ، يتوصى بالفول في الطبق ويزينه بحبات البليلة الساخنة .
كم تعشق تلك الرحلة الأسبوعية صباح الجمعة الهادئ الخالي من جموع العاملين والدارسين ، في طريقها لعم حسين تنزل درجات السلم مسرعة تستقبل الشمس الهادئة ونسمات الصبح بقلب مشرق ، تخرج من بين صفي البيوت إلى الشارع الواسع حيث تشرع في الدندنة
" واحد اتنين يا دنيا وجود مورنينج بنجور ردي علينا يا دنيا وقولي صباح النور "
لا تكف عن الغناء حتى تعود بالفول والبليلة والخبز الأسمر والفلافل الساخنة و
- إلى اللقاء يوم السبت .
- إلى اللقاء.
وصلت آخر رفيقة لها إلى منزلها ، لذا ستكمل وحدها الآن ، والطريق ليس طويلا على أية حال ، وهي لن تشعر به حتما ، فمازالت تفكر في طبق الفول اللذيذ وفي "عم حسين " كم هو جميل لأنه يعد أطعم فول وأشهى بليلة ،لأنه يحب الجميع ، لأن الابتسامة لا تفارق شفتيه ، و لأن ....
تنتبه لولدين يمسكان بثالث أصغر منهما كثيرا ، يهددانه، يحاولان سلبه ما معه ربما من حلوى أو من قروش قليلة ، ربما لا يريدان منه شيئا سوى رؤية الفزع وعدم الفهم في عينيه ، تتوقف لحظة ، ترتعش شفتاها لتنطق بكلام ما ، لكن النظرة المهددة من عيني أحدهما تدفعها للإشاحة بوجهها ومواصلة طريقها في صمت ، سرعان ما تلين ملامحها ثانية حين تلمح رجلا يتجه نحوهما فيفلتا الصغير بسرعة وينسحبا خائبين .
تطرد ما حدث من ذهنها سريعا وهي تعاود التفكير في الغد ، سيتزامن إعداد مائدة الإفطار مع بداية " سينما الأطفال " فتتناول الطعام وهي غائبة في "بلاد العجائب" أو في طريقها "للساحر أوز " .
هاهي بداية شارعها تلوح عند المنعطف التالي مباشرة ، خطوات قليلة بعد وتصل إليها ، و............................................... تمتد قدم أمامها تزيح خطوتها التالية عن الأرض فيطير جسدها في الهواء للحظة قبل أن يتهاوى ، تصدم مؤخرة رأسها بحافة الرصيف الصلبة ، للحظات يظلم كل شيء أمام عينيها بينما تدوي بأذنيها ضحكات عالية شامتة ، مبتعدة عنها ، استغرقت لحظات أخرى لتستوعب الألم الشديد في أعضائها ، ذلك الألم الذي تجمع كدقات شديدة على الرأس ، حاولت استعادة توازنها ، وبالكاد حاولت فهم ما حدث ، كان ولدا يقاربها عمرا ذلك القادم أمامها ،ذلك الذي مد قدمه امامها لتسقط - لم تكن تعرفه قبلا ، ولم يكن الرصيف مزدحما ، في الواقع كان الشارع كله خاليا فجأة إلا منهما حاولت النهوض عن الأرض ، شعرت برأسها الصغير

[COLOR="RoyalBlue"]قراءة مختصرة في قصة:
بأقل قدر من الضجيج
للقاصة : جيهان عبد العزيز
بداية ؛ يجب التركيز على أن هذه القصة تعبر عن كاتبة تعرف حدود الطريق ، صاحبة فلسفة عميقة في الحياة ، لها قانونها الذي تحكم به الأشياء .
العنوان : بأقل قدر من الضجيج ،
حقيقة تناولت هذا العنوان على عدة أوجه ، في كل مرة أجده يؤدي نفس الدور من أول القصة وحتى
نهايتها ، بل إن العنوان يمثل الدخول إلى القصة ، ويمثل محور الارتكاز القصي ، والنهاية .
ويبدو ذلك واضحًا جليًا من سياق الحدث حيث يتسم بالهدوء ، وبأقل قدر من الضجيج الذي لا نلمحه في مسارات القصة ، فلا نلمح الأصوات العالية ، أو الصراخ ، مع أن الأحداث كانت تقتضي ذلك في بعض اللقطات ؛ إلا أن القاصة ، وبذكاء استطاعت أن تسيطر على الجو العام للقصة .
بأقل قدر من الضجيج ، عنوان لعب الكثير من الأدوار في القصة ، هذه القصة التي جاء الحكي فيها عنصرًا بارزًا ، ولكنه حكي في عمق القص ، حيث لم نلمح خلال القصة ما يجعلنا نمل الحكي ، أو السرد ، حيث كانت لغة السرد قوية متينة تعبر عن كاتبة متمكنة من لغتها ، تعرف كيف يكون كل لفظة موظفة توظيفًا فاعلاً في موضعها ، وكيف تستغل ذلك في التشويق المرحلي ؛ فلم نكن أمام قصة تشوقنا إلى النهاية بل تشوقنا إلى مرحلة هي المخل لمرحلة فوقها .
في هذه القصة وجدت أن الكاتبة تسرد حالة واقعية ، لم تعمد القاصة إلى التخييل إلا لخدمة الحدث ، فنحن أمام قصة واقعية ، لا ترتكز على ثيمة بعينها ، وإنما نجدها تقوم على عدة ثيمات : اجتماعية ، وسياسية ، واقتصادية . هذا الحشد غير المعلن من الثيمات ، جعل القصة تأتي في نسيج قوي محكم كحالة بادية للعيان ؛ فأول ما نلمح في القصة هذه الحياة الريفية ، وبيوت الفلاحين في إشارة إلى الأصالة ( هذه الأصالة التي ستتعرض للتهميش والتزييف فيما بعد ) كما نلمح الأجواء الاقتصادية بالحديث عن العودة إلى القرية وبائع الفول ، والطريق ، أما السياسية ، فالكاتبة تلعب عليها وترًا خفيًا تتأثر به كل الأدوار .
في هذه القصة ، الكاتبة استخدمت المراحل في نقلات موفقة جدًا جدًا حيث لم تشعرنا بأي وقفة في الانتقال ، فقد استخدمت الحوار الرائع كوسيلة انتقال حين يسألها : وبعد ، وتجيب : لم يعد بعد ، لنجدنا أمام امرأة مكتملة ، وقصة مكتوبة ، لنقع في الدهشة ، لكن بعد قليل نكتشف مرة أخرى أنها البطلة في مراحلها الأولى ، وأنها المكتوبة قصتها هي أيضًا ، وقد اتضح ذلك عندما وضع يده على البروز الناجم عن الجرح القديم ، إلا أنني توقفت أمام هذا البروز وكنت أتمنى لو أنه كان ندبة في الجبين ، بما يتناسب وحالة الوقوع الناتج عن ( العنقلة ) حيث إن الصبي وضع رجله في طريق الفتاة ، ولم تكن تركض ، وإنما كانت تمشي ، والوقوع في هذه الحالة يكون إلى الأمام لتكون أكثر الأماكن إصابة من الوجه الذقن ، الأنف ، وفي حالة اعتراض للرصيف يصاب الجبين ) لن نتوقف هنا كثيرًا حيث وظفت القاصة هذه الأدات توظيفًا مميزًا .
نصل إلى التصعيد ، حيث نتبين أننا أمام امرأة ليست بريئة ( هكذا وضعتها القاصة ) لنتساءل ما الوضع الاجتماعي ، والأخلاقي الذان يربط بينها وبين الرجل الذي معها ، حيث تشير إلى أنها ستنصرف في كل الأحوال ، وتعتذر لما وقع من مخلفات السيجارة ، إننا أمام امرأة لديها من المشاكل الاجتماعية والأخلاقية ، ما يجعلنا نعيد القراءة لنتفحص تاريخها ، في حين لم تلمح القاصة إلى أي مشكلات اجتماعية في أسرتها ، فهل يمكن للسقطة المادية أن تؤدي إلى هذه السياقات وهذا الانفلات من القانون الأخلاقي ؟! لابد من وجود سقطة أكبر ، هنا تفتح القاصة أمامنا عدة قضايا ، ربما الظروف الاقتصادية والاجتماعية والزواج العرفي ، ربما التحرر والانفلات من الأخلاق والأعراف ، ربما ... حالات ونوافذ كثيرة تفتحها القاصة أمام القارئ ، إلا أنها لم تؤثر أبدًا على بناء القصة ولم تصبها بالترهل أو التمييع ، بل إنها مما يستحضره العقل أثناء القراءة .
إجمالاً ، نحن أمام عملٍ قصي متميز يحتاج التوقف معه لأكثر من مرة ، هذا العمل لقاصة تجيد استخدام أدواتها وتتعامل مع القص بحميمية تساعدها على تحقيق ما تهدفه للقصة التي تكتبها .
القاصة : جيهان عبد العزيز
مرحبًا بكِ بيننا في دار القصة ، ونتمنى أن تسعدينا دائمًا بإبداعتك .
تقديري واحترامي
مأمون
[SIZE="4"]المبدع العزيز " مأمون المغازي "
مرة أخرى يتأكد القول بأن النقد هو عمل إبداعي فوق النص الأصلي ، خاصة حينما يكون من مبدع متميز مثلك
يعبر في لغة ذات بهاء ورونق يحسد على امتلاكهما ،
ومثل هذا التحليل الدقيق والقراءة العميقة الواعية للنص ، هو ما ينتظره كل مبدع
أما بخصوص " العنقلة " فقد كان السقوط للخلف ضروريا حتى يختفي الجرح عن العيون ، ولا ينكشف إلا حين تحين اللحظة المناسبة للانكشاف.
لا أمتلك إزاء تحليلك الرائع سوى الامتنان العميق
تحياتي وأملي في دوام التواصل
جيهان عبد العزيز :hat:

جيهان عبد العزيز
22-04-2007, 12:29 PM
السَّلامُ عليكمُ ورحمةُ الله
الأستاذةُ الأديبة الزميلة / جيهان أحمد عبد العزيز
سعدتُ جداً برأي الأديبِ القاصِ الناقد الحصيف / حسام القاضي ، بأن هذه القصة تكشفُ عن قاصةٍ متمكنةٍ .
بأقلِ قدرٍ منْ الضجيجِ
جاءَ العنوانُ ليتناسبَ مع رحلةِ الإسترجاعِ التي أعتبرُها شكلاً جديداً في التجديدِ الضمني للفكرةِ ، فمحور التمركز في القصةِ هو العنصرُ الزمني ، الذي بدا واضحاً منذ البدايةِ بالاسترجاعِ الجزئي بين أحدث ِيومين من أيامِ الأسبوعِ (الخميس والجمعة ) ، والتى دارَ بينهما لفيفُ الحدث الأساسي ، وقد تلاعبتْ به الكاتبة بتمكنٍ ، فكانتْ تأخذُنا معها ذهاباً وإياباً ، محدثتاً بعض الدوائرِ في أذهانِنا ، مركزها الحدث الأساسي :
"تمتد قدم أمامها تزيح خطوتها التالية عن الأرض فيطير جسدها في الهواء ،للحظة قبل أن يتهاوى ، تصدم مؤخرة رأسها بحافة الرصيف الصلبة ، للحظات يظلم كل شيء أمام عينيها بينما تدوي بأذنيها ضحكات عالية شامتة ، مبتعدة عنها ، استغرقت لحظات أخرى لتستوعب الألم الشديد في أعضائها ، ذلك الألم الذي تجمع كدقات شديدة على الرأس ، حاولت استعادة توازنها ، وبالكاد حاولت فهم ما حدث ، كان ولدا يقاربها عمرا ذلك القادم أمامها ،ذلك الذي مد قدمه امامها لتسقط - لم تكن تعرفه قبلا ، ولم يكن الرصيف مزدحما ، في الواقع كان الشارع كله خاليا فجأة إلا منهما حاولت النهوض عن الأرض ، شعرت برأسها الصغير يزن أطنانا ، أغلقت عينيها في ألم ثم عاودت فتحهما ، بحثت عن مار يساعدها على النهوض " ،

وكانَ من عواملِ نجاحِ الفكرةَ أن الفاعلَ ظل طيفاً مجهولاً ، ثم تأتي مقدماتُ النهايةِ ، لتقدمَ لنا المفاجأةَ بأنَّ القصةَ السابقة هي عبارة عن قصةٍ مكتوبةٍ ، تعيدُ الكاتبةُ قراءتَها على شخصٍ ما ، يبادلُها مشاعر الحبِ ، وسط هذه المتاهات الغريبة التي تعرفُ طُرقها جيداً ، لكنها لم تتعرفْ على طريقِ الوصولِ بعد ، فمازالتْ جراحها سمة من سماتِ جسدها ، يذكرها بقسوةٍ اختزلت نتائجها بين حنايا طفولتها في كلمة:
- تعثرت .
وتأتي النهاية لتقدمَ علاجاً ربما مؤقتاً ، وربما دائماً ، فمازالتْ شخصيتها تتلثمُ بإدخار المشاعرِ داخلها ، تنفثُ عنها بحباتِ دخان طائرةٍ من سيجارتِها ، حتى ولو كانتْ هذه المشاعر هي مشاعر الحب الدافئة . فدارَ الحدثُ انطلاقاً من رحلةِ الاسترجاع الزمني ، والمجهول الماضي ، وانتهت عند نقطة للبحثِ عنْ سببِ الآلام بمجهولٍ حاضر.
مودتي
محمد

القاص المبدع الأستاذ " محمد سامي البوهي "
قراءة أخرى مبدعة ، وتحليل عميق لـ " بأقل قدر من الضجيج " ، و إمساك بالزمام وبطرف الخيط منذ البدء ، و حتى لحظات ما بعد النهاية .
شكر وامتنان وتقدير عميق لن يوازي أبدا تواصلك الرائع
جيهان عبد العزيز .

محمود الديدامونى
26-04-2007, 11:13 PM
بأقل قدر من الضجيج
بالطبع فإن العنوان هوعتبة النص الذى ندخل منه للعمل السردى ، ولما كان النقد ردة فعل على قراءة ، فقد شدنى العنوان بقوة للقراءة ، ولست مطالبا كقارىء إلا بفهم النص مدلولاته بل والمشاركة فى بناء دلائل وتلميحات جديدة تتفق وثقافتى ، ولأن الأمر كذلك فأتمنى أن أدخل بأقل قدر من الضجيج لهذا النص السردى ، الذى لن أصادر من البداية بتعميم حكم على النص ، ..
ما القصد أولا من النص ؟ لماذا كتب هذا النص وكيف ؟ مجموعة أسئلة تطرح نفسها حيال أى نص أدبى .. ، لابد أن الكاتبة هنا لم تقصد مطلقا استرجاع أو تناول عالم الطفولة ، من فرح بالخروج من المدرسة ، ولعلنا نتخيل شكل وأسلوب وطريقة خروج التلاميذ من المدرسة خاصة يوم الخميس ، البهجة بيوم تابع تنام فيه لوقت متأخر ، تستطيع أن تشترى بنفسها الفلافل والبليلة من عم حسين ، " تنتبه بسعادة إلى ان اليوم هو الخميس _ آخر أيام الدوام الأسبوعي _ وغدا الجمعة يوم العطلة السعيد . ستصحو من نومها في الثامنة أو التاسعة على أقصى تقدير ، تعطيها أمها النقود لشراء ( الفول والبليلة ) من عند "عم حسين" الذي يقف بعربته الصغيرة وصوته الصادح ينادي على الفول ويحيي الصغار بأسمائهم التي يعرفها جميعا ، يتوصى بالفول في الطبق ويزينه بحبات البليلة الساخنة .
كم تعشق تلك الرحلة الأسبوعية صباح الجمعة الهادئ الخالي من جموع العاملين والدارسين ، في طريقها لعم حسين تنزل درجات السلم مسرعة تستقبل الشمس الهادئة ونسمات الصبح بقلب مشرق ، تخرج من بين صفي البيوت إلى الشارع الواسع حيث تشرع في الدندنة
" واحد اتنين يا دنيا وجود مورنينج بنجور ردي علينا يا دنيا وقولي صباح النور "
لا تكف عن الغناء حتى تعود بالفول والبليلة والخبز الأسمر والفلافل الساخنة و ................"
يمكن لنا أن نتخيل هذا السرد لم يكن إلا مدخلا لنتعاطف كمتلقين ، مع هذه الشخصية ، التى راحت من خلال الاستدعاء تجذبنا وتشوقنا لكل حركة وهمسة تهمسها ، شخصية تحمل رأيا وموقفا ، ترفض وتستنكر ولكنها تجاه كل ما يحث حولها فى الشارع تظل عاجزة عن الفعل ، سوى البهجة التى تظهر على وجهها هنا " تنتبه لولدين يمسكان بثالث أصغر منهما كثيرا ، يهددانه، يحاولان سلبه ما معه ربما من حلوى أو من قروش قليلة ، ربما لا يريدان منه شيئا سوى رؤية الفزع وعدم الفهم في عينيه ، تتوقف لحظة ، ترتعش شفتاها لتنطق بكلام ما ، لكن النظرة المهددة من عيني أحدهما تدفعها للإشاحة بوجهها ومواصلة طريقها في صمت ، سرعان ما تلين ملامحها ثانية حين تلمح رجلا يتجه نحوهما فيفلتا الصغير بسرعة وينسحبا خائبين . " تصوير ولا أروع لبطلة القصة ، ترى وتستنكر لكنها لا تستطيع أن تتكلم ... تريد أن تتكلم .. لكن لسانها يتلعثم ويظل حبيسا ترتعش شفتاها " أى شخصية تلك وأى أولاد هؤلاء الذين تتحدث عنهم القصة ، لست ألمح هنا إلا ترميزا سياسيا وإسقاطا موظفا ودال .... يمكن أخذ النص على ألف وجه ... وهذا سر ثرائه ، أعتقد ذلك ولذلك كان النص يدخل إلينا بأقل قدر من الضجيج ، ولن أفضح النص لعل هناك رموزا أخرى يكتشفها غيرى ، " حين قابلتها نظرات أمها الملتاعة ، لم ترد عليها سوى بكلمات حازمة مقتضبة رغم ارتعاشها .
- تعثرت
لم تضف حرفا آخر ، لم تسمح لدموعها بالانهمار أو تطلق صرخة واحدة ، حتى حين كانت تنغرس إبرة الطبيب في رأسها ، كانت تضغط أسنانها في ألم مغمضة عينيها فلا ترى سوى قدما صغيرة تطيح بها وشبحا مبتعد. "
هنا فوضى الحياة وفوضى الشارع وفوضى ..................... ، لم يكن هذا الحوار المرتعش غلا دليلا قاطعا على مفردات الحياة .
وما أروع الختام عندما انتهى النص بهذا الوعى لقد فتحت الكاتبة النص على مصراعية نتخيل ، إنه الموقف المستمر مع الآخر
.......................................
على سبيل السرد جاءت الكتابة متابعة والوصف دال بعبارات أو كلمات تعبر عن المكان والزمان بقوة وجمالية عالية ...
ولنترك الحوار يعبر عن نفسه هنا ...المعنى والمغزى
( - وبعد؟
لم يعد هناك بعد ... كبرت الطفلة أعواما في ذلك اليوم ، وقد أدركت بنفسها ما لم يعلمه لها أحد من قبل .
أزاح أوراق قصتها جانبا ، مد أنامله يعبث بشعرها لتصتطدم أنامله بذلك البروز في فروة رأسها .
أهذا هو أثر الجرح القديم ؟
أزاحت يده بعيدا ونهضت ترتدي ملابسها قائلة : لا تشغل بالك لم يكن الأول ولن يكون الأخير. )
نص سردى ممتع ومشوق
وكان لابد ان أعلق عليه
كل الود صديقتنا الجميلة / جيهان عبدالعزيز
بقلم محمود الديدامونى

احسان مصطفى
27-04-2007, 10:59 AM
:001:


شكراً لإمتاعنا

جيهان عبد العزيز
27-04-2007, 01:00 PM
:hat:
بأقل قدر من الضجيج
بالطبع فإن العنوان هوعتبة النص الذى ندخل منه للعمل السردى ، ولما كان النقد ردة فعل على قراءة ، فقد شدنى العنوان بقوة للقراءة ، ولست مطالبا كقارىء إلا بفهم النص مدلولاته بل والمشاركة فى بناء دلائل وتلميحات جديدة تتفق وثقافتى ، ولأن الأمر كذلك فأتمنى أن أدخل بأقل قدر من الضجيج لهذا النص السردى ، الذى لن أصادر من البداية بتعميم حكم على النص ، ..
ما القصد أولا من النص ؟ لماذا كتب هذا النص وكيف ؟ مجموعة أسئلة تطرح نفسها حيال أى نص أدبى .. ، لابد أن الكاتبة هنا لم تقصد مطلقا استرجاع أو تناول عالم الطفولة ، من فرح بالخروج من المدرسة ، ولعلنا نتخيل شكل وأسلوب وطريقة خروج التلاميذ من المدرسة خاصة يوم الخميس ، البهجة بيوم تابع تنام فيه لوقت متأخر ، تستطيع أن تشترى بنفسها الفلافل والبليلة من عم حسين ، " تنتبه بسعادة إلى ان اليوم هو الخميس _ آخر أيام الدوام الأسبوعي _ وغدا الجمعة يوم العطلة السعيد . ستصحو من نومها في الثامنة أو التاسعة على أقصى تقدير ، تعطيها أمها النقود لشراء ( الفول والبليلة ) من عند "عم حسين" الذي يقف بعربته الصغيرة وصوته الصادح ينادي على الفول ويحيي الصغار بأسمائهم التي يعرفها جميعا ، يتوصى بالفول في الطبق ويزينه بحبات البليلة الساخنة .
كم تعشق تلك الرحلة الأسبوعية صباح الجمعة الهادئ الخالي من جموع العاملين والدارسين ، في طريقها لعم حسين تنزل درجات السلم مسرعة تستقبل الشمس الهادئة ونسمات الصبح بقلب مشرق ، تخرج من بين صفي البيوت إلى الشارع الواسع حيث تشرع في الدندنة
" واحد اتنين يا دنيا وجود مورنينج بنجور ردي علينا يا دنيا وقولي صباح النور "
لا تكف عن الغناء حتى تعود بالفول والبليلة والخبز الأسمر والفلافل الساخنة و ................"
يمكن لنا أن نتخيل هذا السرد لم يكن إلا مدخلا لنتعاطف كمتلقين ، مع هذه الشخصية ، التى راحت من خلال الاستدعاء تجذبنا وتشوقنا لكل حركة وهمسة تهمسها ، شخصية تحمل رأيا وموقفا ، ترفض وتستنكر ولكنها تجاه كل ما يحث حولها فى الشارع تظل عاجزة عن الفعل ، سوى البهجة التى تظهر على وجهها هنا " تنتبه لولدين يمسكان بثالث أصغر منهما كثيرا ، يهددانه، يحاولان سلبه ما معه ربما من حلوى أو من قروش قليلة ، ربما لا يريدان منه شيئا سوى رؤية الفزع وعدم الفهم في عينيه ، تتوقف لحظة ، ترتعش شفتاها لتنطق بكلام ما ، لكن النظرة المهددة من عيني أحدهما تدفعها للإشاحة بوجهها ومواصلة طريقها في صمت ، سرعان ما تلين ملامحها ثانية حين تلمح رجلا يتجه نحوهما فيفلتا الصغير بسرعة وينسحبا خائبين . " تصوير ولا أروع لبطلة القصة ، ترى وتستنكر لكنها لا تستطيع أن تتكلم ... تريد أن تتكلم .. لكن لسانها يتلعثم ويظل حبيسا ترتعش شفتاها " أى شخصية تلك وأى أولاد هؤلاء الذين تتحدث عنهم القصة ، لست ألمح هنا إلا ترميزا سياسيا وإسقاطا موظفا ودال .... يمكن أخذ النص على ألف وجه ... وهذا سر ثرائه ، أعتقد ذلك ولذلك كان النص يدخل إلينا بأقل قدر من الضجيج ، ولن أفضح النص لعل هناك رموزا أخرى يكتشفها غيرى ، " حين قابلتها نظرات أمها الملتاعة ، لم ترد عليها سوى بكلمات حازمة مقتضبة رغم ارتعاشها .
- تعثرت
لم تضف حرفا آخر ، لم تسمح لدموعها بالانهمار أو تطلق صرخة واحدة ، حتى حين كانت تنغرس إبرة الطبيب في رأسها ، كانت تضغط أسنانها في ألم مغمضة عينيها فلا ترى سوى قدما صغيرة تطيح بها وشبحا مبتعد. "
هنا فوضى الحياة وفوضى الشارع وفوضى ..................... ، لم يكن هذا الحوار المرتعش غلا دليلا قاطعا على مفردات الحياة .
وما أروع الختام عندما انتهى النص بهذا الوعى لقد فتحت الكاتبة النص على مصراعية نتخيل ، إنه الموقف المستمر مع الآخر
.......................................
على سبيل السرد جاءت الكتابة متابعة والوصف دال بعبارات أو كلمات تعبر عن المكان والزمان بقوة وجمالية عالية ...
ولنترك الحوار يعبر عن نفسه هنا ...المعنى والمغزى
( - وبعد؟
لم يعد هناك بعد ... كبرت الطفلة أعواما في ذلك اليوم ، وقد أدركت بنفسها ما لم يعلمه لها أحد من قبل .
أزاح أوراق قصتها جانبا ، مد أنامله يعبث بشعرها لتصتطدم أنامله بذلك البروز في فروة رأسها .
أهذا هو أثر الجرح القديم ؟
أزاحت يده بعيدا ونهضت ترتدي ملابسها قائلة : لا تشغل بالك لم يكن الأول ولن يكون الأخير. )
نص سردى ممتع ومشوق
وكان لابد ان أعلق عليه
كل الود صديقتنا الجميلة / جيهان عبدالعزيز
بقلم محمود الديدامونى

الأستاذ الفاضل " محمود الديداموني "
مرة أخرى يفاجئني كل من في الواحة بتلك القراءات المبدعة في حد ذاتها ، والنقد والتحليل العميق ل" بأقل قدر من الضجيج "
لتتضخم سعادتي وتتعالى وترتسم على شفتي ابتسامة ظافرة ماكرة حيث أحدثت تلك القصة أكبر قدر من الضجيج المثمر والمنير لعقلي وقلبي معا
تقديري لكم ليس له حدود ، وسعادتي بهذا التواصل لا تضارعها سعادة
خاصة حين يكون ذلك التواصل من قارئ ناقد بارع محلل عميق التحليل وبارع في الغوص للمداخل والنهايات والمتون ، وما بين السطور وخلف الحروف .
ودا وتقديرا
جيهان عبد العزيز

جيهان عبد العزيز
27-04-2007, 01:02 PM
:001:
شكراً لإمتاعنا


شكرا عميقا لمرورك الكريم
جيهان عبد العزيز