المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شجر الدر بين عرش الحكم ... وعرش القلب



محمد نديم
23-03-2007, 06:26 PM
شجر الدر بين عرش الحكم ... وعرش القلب.
( بقلم محمد نديم)

http://www.up7up.com/pics/e/10/1174753293.jpg (http://www.up7up.com)
شجر الدر .... القاتلة المقتولة ... هل قتلها حب الحكم ؟ أم حكم الحب؟

بين عرشين كانت وبين عرشين تألقت ... وبين عرشين ذابت ... عرش الحكم ... وعرش الحب .
شجر الدر ... وحكاية أغرب من قصص الجان وأساطير الخيال ... لأمرأة ... عز عليها قلبها قبل أن يعز عليها عرشها.
هي( أم خليل ) التي يتوارد بين الناس أن اسمها شجرة الدر ... غير أن اسمها الحقيقي هو ( شجر الدر ) بدون التاء المربوطة ..
وهي جارية من سبي الحروب ...من أصل تركي أو أرمني أعتقها الملك الصالح أيوب وتزوجها. وتميزت بالجمال الأخاذ و رجاحة العقل وقوة الشكيمة والقدرة على القيادة .. وكتمان الأسرار والقدرة على تحمل أعتى المسئوليات. إضافة إلى نزوعها لمساعدة الضعفاء والعجزة والمعوزين والتي أرى أنها نزعة سلطوية أرادت أن تتحلى بها كملكة ... أكثر منها نزعة حب للخير لوجه الخير.
يحبها معظم نساء العالم الإسلامي لقوتها ويتمنين أن يلعبن أدوارها.
وشجر الدر رغم قوتها وجبروتها .... فإنها في النهاية ذهبت ضحية قلبها وغيرتها العمياء كامرأة ... تحب وتكره وتنتقم.
ودخلت بها الأمة في صراع بين جيوشها ورجالها كان مزيجا من الصراع السياسي والعاطفي في آن واحد. في فترة من أخصب وأبهى فترات تاريخ مصر بقدر ما فيها من زهو النصر وبريق المجد فيها أيضا من أخطاء الحاكم ونزواته واندفاعه وراء مشاعره .... فما بالك لو كان هذا الحاكم امرأة بجمال ودهاء وقوة ... شجر الدر؟ ..
... التي لم تحزن أن سلب منها السلطان عز الدين أيبك خاتم الملك ( بناء على رفض الخليفة العباسي أن تتولى امرأة عرش مصر بعد وفاة الملك الصالح ثم مقتل توران شاه ) قدر حزنها على قلبها الذي تمزق ... فقتلته انتقاما منه لأن كسر قلبها لا لأنه استولى على عرشها. أيبك الذي لولا أن انتزع قلبها بعودته إلى أم ولده ( أم علي) ما كانت لتمس منه شعرة لأنها أيضا كانت تحبه.
أضطرت أن تتزوج من عز الدين أيبك ( أتابك الجند ) قائد الجيش الذي رأت أنه أكثر طيبة في نظرها من الثعلب أقطاي ... وأحست بدهاء المرأة أنها يمكنها أن تتحكم في أيبك دون غيره ممن يحيطونا ... فتوسد أيبك عرش مصر وعرش قلب شجر الدر ... فمنعته من زوجته وابنه .... وحاصرته في القلعة لها وحدها ... ولسان حالها يقول له لو أردت عرش مصر خالصا ... فعليك أن تكون خالصا لعرش قلبي أيضا.
واطمأن عز الدين إلى أن مقاليد الحكم بيديه ... وخيوط اللعبة بين أصابعه ... بعد أن استقرت له شئون العرش ... وتخلص من كل أعدائه ... وامتطى الكرسي .... وراح يشيح بوجهه بعيدا عن وسادتها الملكية الناعمة . والتفت إلى امرأته الأثيرة لديه وولده الصغير.ربما أحس أن تحت الوسادة الحريرية قد يكمن خنجر مسموم.
الآن أدركت بحس المرأة القوية المخدوعة أن عز الدين صار في نظرها رجلا ككل الرجال ... يكذب كي يحصل على ما يريد من أنثاه ... فإذا قضى منها وطره ألقى بها عظاما نخرة ... وارتمى بين ذراعي أمرأة أخرى ...هكذا أحست منه الغدر وقرأت في عينيه أنه سيتخلص منها لا محالة ... وزاد من بلة طين الشك بقلبها أنه هجرها إلى زوجته الأولى وأم ولده (علي ) .... فأكلت الغيرة كبدها وأصرت على استرجاعه .... ولعلها في ذلك تسترجع عرشين في آن واحد عرش مصر ... وعرش القلب.
استدرجت زوجها أيبك الذي عشقته وأتمنته على قلبها قبل عرشها _ جاءت به إلى القصر بعد أن غضبا من بعضهما البعض وتركها إلى زوجته الأولى .. فأكلت نار الغيرة قلبها فكان أن استدعته متلطفة ... متشوقة ... متدللة كأنثى .. بل كأفعى وجاء بقدميه إلى خدرها مرة أخرى ... نعم بقدميه وبكامل إرادته .... ووعدته بليلة حب خيالية .فصدقها .. وبين عطور رائعة وشموع متلألئة ورياش وسندس وطعام لذيذ .. هم أن يأخذها من شوقه بين ذراعيه .. ... لكنها أبعدته عنها بلطف ... وبدلال أشارت عليه أن يأخذ حمامه أولا من وعثاء السفر , فدخل إلى المسبح .. ولم يخرج منه إلى الأبد ... إذ قـُتل هناك غيلة ويقال ضربا بالقباقيب.ولما أن رددت دهاليز القلعة صرخة القتيل المغدور ( أدركيني يا شجرة الدر ) , ربما كانت في ذات اللحظة تصحح من وضح خصلتها فوق جبينها أمام مرآتها , وترش تحت أذنيها شيئا من عطرها الملكي الفاخر , وعلى وجهها القوي والجميل الملامح توهجت ابتسامة المنتصر.
لكن امرأته أم علي انتقمت منها – أرسلت لها جواريها فتكتلن عليها وقتلنها ضربا بالقباقيب , ثم احتفلت بهذه المناسبة بتوزيع الحلوى بين الناس وهي حلوى مصرية مملوكية ما زالت تعرف باسم( أم علي ) حتى الآن.
بين حبها للتحكم والحكم وحبها لقائد الأتابك عز الدين أيبك ... وغيرتها من زوجته ذاقت مصر حلاوة النصر في المنصورة وهي التي قادت معاركها بخاتم زوجها السلطان المحتضر ... وهي التي شهدت أسر لويس التاسع .... ومعها ذاقت مصر أيضا مرارة التقاتل بين جيوشها وعناصر الحكم فيها ... وذاقت أيضا حلوى أم علي التي لم تكن مجرد حلوى نسائية بقدر ما فيها من نعومة الصنع وحلاوة السكر ....بل كانت رسالة تحمل أيضا مرارة الحب وقسوة الغدر و نار الغيرة ولهيب الانتقام.
شجر الدر ... الملكة العاشقة .... والسلطانة القاتلة المقتولة .
أحببت كل حرف في سيرتك المنتصرة ... وغفر الله لك ما فيها من دماء ومؤامرات.
نسأل الله لك الرحمة ... ولنساء مثلك أيضا.
محمد نديم

محمد المختار زادني
23-03-2007, 06:47 PM
السلام عليكم

نص رائع أخي الكريم ولكن للتاريخ كلمة غير ما يقوله الحب

وللقلب كلام لا تسمعه إلا القلوب

تحياتي الأخوية

راضي الضميري
23-03-2007, 07:23 PM
الأخ الفاضل الأديب محمد نديم


نص ولا أجمل أيها الأديب ، نص يتكلم عن إمرأة ،أحبت الحكم أكثرَ من أي شيء، لكنها أبت إلا أن تكون إمرأة رغم كل شيء ، فدفعت حياتها ثمناً لكل شيء.


لقد كتبت هنا باسلوب راقي عن قدر إمرأة ، تستحق أن يكتب عنها وبكل فخر.


سلمت يداك


تقبل تحياتي

حوراء آل بورنو
23-03-2007, 08:44 PM
سردت حكاياها ببراعة فكانت ماتعة غاية المتعة .


تقديري .

سحر الليالي
23-03-2007, 09:07 PM
بحق ماتعة
قرأتها بشغف

سلم يراعك
تقبل خالص تقديري وباق ةورد

محمد نديم
24-03-2007, 12:52 AM
السلام عليكم
نص رائع أخي الكريم ولكن للتاريخ كلمة غير ما يقوله الحب
وللقلب كلام لا تسمعه إلا القلوب
تحياتي الأخوية


سعدت بتواجدك سيدي هنا
أطلالتك أبهجت الحرف والقلب والمكان.

ودي

محمد نديم
24-03-2007, 12:54 AM
الأخ الفاضل الأديب محمد نديم
نص ولا أجمل أيها الأديب ، نص يتكلم عن إمرأة ،أحبت الحكم أكثرَ من أي شيء، لكنها أبت إلا أن تكون إمرأة رغم كل شيء ، فدفعت حياتها ثمناً لكل شيء.
لقد كتبت هنا باسلوب راقي عن قدر إمرأة ، تستحق أن يكتب عنها وبكل فخر.
سلمت يداك
تقبل تحياتي


أستاذ راضي حمدت الله أنك راضي عن نص بسيط جاء وحي الخاطر.

لك الود و أعتز بشهادتك هنا.

محمد نديم
24-03-2007, 12:55 AM
سردت حكاياها ببراعة فكانت ماتعة غاية المتعة .
تقديري .


سلمت بخير سيدتي
وأهلا بوجودك العاطر بين سطوري قارئة ومتذوقة راقية.

محمد نديم
24-03-2007, 12:57 AM
بحق ماتعة
قرأتها بشغف
سلم يراعك
تقبل خالص تقديري وباق ةورد


سحر الليالي
امتناني لمرورك العاطر والآسر بالود وحسن القراءة.
أعتز دائما بضياء توقيعك هنا.

أهداب الليالي
24-03-2007, 11:30 PM
( شجر الدر )
قويـة ، ذكيـة ، ذات دهـاء ،تجيد القراءة و الغناء ، غيورة ، انتقمت لمشاعرها و كبريائها .
أعجبتني شخصيتها ، و أحزنتني نهايتها
لكم تمنيت أن يكون التاريخ مخطئاً في تسجيل هذه النهاية !!


تحيــتي أخي محمد

حسنية تدركيت
24-03-2007, 11:46 PM
أعجبتني جدا سلمت يمينك اخي الفاضل

محمد نديم
25-03-2007, 05:20 AM
( شجر الدر )
قويـة ، ذكيـة ، ذات دهـاء ،تجيد القراءة و الغناء ، غيورة ، انتقمت لمشاعرها و كبريائها .
أعجبتني شخصيتها ، و أحزنتني نهايتها
لكم تمنيت أن يكون التاريخ مخطئاً في تسجيل هذه النهاية !!
تحيــتي أخي محمد
وأنا أيضا لم أكن أتمنى هذا
لكنها
هي التي كتبت بيديها تاريخها
باختيارها وبمحض ارادتها
وصفات شخصيتها وسلوكياتها.
وما آلبت إليه كان نتيجة منطقية لمقدمات شخصية واجتماعية وسياسية أحاطت بها .
انها بالفعل تجسيد حي للبطل الدرامي
في صعوده وتألقه ... وفي سقوطه المدوي أيضا.
أعلم تمام العلم أن كل نساء الشرق قد أحببنها ....
أرجو لهن التألق ...
وأدعو الله أن يجنبهن السقوط في النهاية ضحية لعقولهن وحبهن للسيطرة.
سعدت بمرورك العاطر أهداب الليالي.
سلمت بخير.

وفاء شوكت خضر
25-03-2007, 11:23 AM
الأخ الأديب الصحفي / محمد نديم .

شجر الدر .. تلك الشخصية النسائية التاريخية ،القاتلة المقتولة ، التي تنازلت عن عرش الملك ، لتنال عرش القلب ، هي نموذجا للمرأة ، بعواطفها ، والتي مهما بلغت من القسوة إلا أنها تتحكم فيها ، ولا تحكمها ، القصة ليس شجر الدر ، وأم علي الزوجة الأولى مثال آخر للمرأة ، كانت بطلة ثانية للقصة التي سردت بشكل رائع ، لتأخذنا إلى عوالم المرأة بكل تناقضاتها .
مضوع تناولته بروعة وبراعة ، في بساطة السرد ، جمال المفردات ، التركيز على العواطف وتأثيرها على طبيعة المرأة ، والتي تجعل منها رقيقة حالمة معطاءة ، تتوقد عشقا لتمنح الحبيب أغلى ماتملك ، حين تتربع على عرش القلب ، وإذا ما انتزع منها هذا العرش ، تحولت لقاسية لا تتوانى عن فعل شيء لتعود هي المليكة الوحيدة عليه مرة أخرى ، فوجدنا شجر الدر هنا تقتل في سبيل عرشها ، لتنتقم أم على منها أيضا في سبيل هذا العرش .
هي المرأة التي تفقد العقل لو اشتعلت جذوة الحب واستعرت ، فتعطي بلا حدود ، وتوظف الغيرة والكيد وكل نفيس ، جيوشا لتذود عن عرشها هذا وتقاتل في سبيل أن تبقى عليه .

أمتعني المرور هنا ، فقد ذقت حلاوة وطلاوة النص الأدبي الذي كان له نكهة خاصة بما أضفاه قلمك عليه من جمال الكلمة والسرد .

تحيتي .

محمد نديم
25-03-2007, 01:55 PM
أعجبتني جدا سلمت يمينك اخي الفاضل
آن لي أن أفخر بشهادتك هنا
أن سطوري المتواضعة قد لاقت بعضا من استحسانك.
الأستاذة حسنية تدركيت
سلمت بود.

محمد نديم
25-03-2007, 02:13 PM
الأخ الأديب الصحفي / محمد نديم .
شجر الدر .. تلك الشخصية النسائية التاريخية ،القاتلة المقتولة ، التي تنازلت عن عرش الملك ، لتنال عرش القلب ، هي نموذج للمرأة ، بعواطفها ، والتي مهما بلغت من القسوة إلا أنها تتحكم فيها ، ولا تحكمها ، القصة ليس شجر الدر ، وأم علي الزوجة الأولى مثال آخر للمرأة ، كانت بطلة ثانية للقصة التي سردت بشكل رائع ، لتأخذنا إلى عوالم المرأة بكل تناقضاتها .
مضوع تناولته بروعة وبراعة ، في بساطة السرد ، جمال المفردات ، التركيز على العواطف وتأثيرها على طبيعة المرأة ، والتي تجعل منها رقيقة حالمة معطاءة ، تتوقد عشقا لتمنح الحبيب أغلى ماتملك ، حين تتربع على عرش القلب ، وإذا ما انتزع منها هذا العرش ، تحولت لقاسية لا تتوانى عن فعل شيء لتعود هي المليكة الوحيدة عليه مرة أخرى ، فوجدنا شجر الدر هنا تقتل في سبيل عرشها ، لتنتقم أم على منها أيضا في سبيل هذا العرش .
هي المرأة التي تفقد العقل لو اشتعلت جذوة الحب واستعرت ، فتعطي بلا حدود ، وتوظف الغيرة والكيد وكل نفيس ، جيوشا لتذود عن عرشها هذا وتقاتل في سبيل أن تبقى عليه .
أمتعني المرور هنا ، فقد ذقت حلاوة وطلاوة النص الأدبي الذي كان له نكهة خاصة بما أضفاه قلمك عليه من جمال الكلمة والسرد .
تحيتي .
نعم هي نموذج للمرأة المتسلطة التي تركت نفسها للغيرة وحب التملك والسيطرة
وأرى أنها مثال لامرأة هي نتاج بيئتها وزمنها ....
سبية ضعيفة ... تحمل من ذكريات الأحزان عن ماضيها ...
أكثر مما تحمل من حلاوة الأحلام عن مستقبلها ... ماذا عساها أن تفعل وقد وجدت نقسها قاب قوسين أو أدنى من عرش بلد مثل مصر!!!!؟
وجدت نفسها في حلبة دموية اتسمت بها فترات التاريخ المصري منذ عهود الفطاميين إلى عهد محمد على باشا ...
حلقات متتابعة من الدم والقتل والسيطرة والانتصارات والا نكسارات ,من الأمجاد والخيانات
صاغهتا بسيوفها ثلة من المماليك ... الذين هم أسرى وعبيد , أمراء وبسطاء , حكام ووزراء , وأبناء ملوك وصعاليك .. دخلوا الاسلام بعد دخوله بلادهم...
وبين تقلبهم في سوق الرقيق والجواري كانوا يحملون فن الساسة وقدرة العسكر ودهاء الأوغاد . لا لكي يتحكموا أو يسودوا فقط ولكن ببساطة أيضا كي يبقوا على قيد الحياة...
فهم ٌإما قاتل أو مقتول...
كان المملوكي يقتل رفيقه وهو يبكي ثم يستولي على ماله وعرشه ونسائه .. ثم يمشي له في جنازة قخمة تليق بمقام الصداقة والأخوة في قيد المملوكية ...ثم يقوم القاتل ببناء مسجد يحمل اسمه .داعيا الله فيه أن .. يكون تكفيرا لذنبه.!!!!!...
وقصة بيربس وقطز ما زالت ماثلة في الأذهان وهي حلقتي القادمة ان شاء الله.
المماليك الذين رغم ذلك .... هم الذين حموا الحمى ... وحرروا الأوطان .... ودافعوا عن حدودالأمة حتى الشهادة .... رغم أن أيدي الكثيرين منهم لم تكن دائما طاهرة من دم الأخ والصديق.وتلك ضريبة السياسة ... وتبعات الحكم .... ومتاعب السلطة.
المماليك الذين دفعوا ثمن أخطائهم دفعة واحدة في نهاية درامية دموية يعجز أبرع مخرجي الروائع السينمائية أن يتخيله .... مذبحة القلعة ... المأدبة الحمراء التي أعدها محمد علي باشا كي يطعمهم آخر لقمة في أرزاقهم قبل موتهم.
لم ينج منهم سوى واحد .... هو محمد بك الألفي الذي قفز بحصانه من فوق سور القلعة ... مات الحصان .... وفر هو إلى غزة, ثم إلى عكا.
وحينما سرت في ممر الأروام الأرناؤط الذي مر فيه موكب الماليك في أبهى ثيابهم ( عند زيارتي لقلعة صلاح الدين الأيوبي بالقاهرة . الصيف قبل الماضي ..)
... نظرت حولي إلى أعلى حيث الأسوار من الجانبين وتخيلت أن رؤؤس الجند وأفواه البنادق سوف تطل من هناك فوق رأسي لتنهمر بعدها رصاصات - تماما كالرصاصات التي انهمرت و حصدت بريق النياشين ولآلئ التيجان وحرير العمائم ... وصرخات وشتائم والفرسان وحمحة وصهيل الجياد في مأدبة دموية ... رهيبة طوت وللأبد صفحة المماليك في مصر إلى غير رجعة .... وتلك الأيام التي يداولها الله بين الناس استقرت الآن بين يدي الأسرة العلوية.
واستوى محمد علي باشا تاجر الدخان الألباني الأمي الذي لا يقرأ ولا يكتب ,على عرش مصر. وبدأت فاتحة جديدة من الأمجاد والانكسارات.
والمآدب الحقيقية والدموية أيضا.
أختي وفاء
بارك الله لقلمك باءه ولأسلوبك طلاوته وروعته .. وللغتك الوثوق الرائع على عتبات السطر.
دمت بود.
النديم.

شريف المهندس
25-03-2007, 02:44 PM
هناك قولٌ مأثورٌ يقول :
قد تمرض المرأة لأسباب كثيرة ومنها الحب ....
وقد تشفى المرأة لأسباب كثيرة ومن أهمها الحب....
تناولت يا سيدي سيرة شجر الدر من زاوية القلب،
وأتفق معك أنها كأي امرأة ... الركيزة التي تحركها تكون عادةً القلب ,
القلب الذي يحب الرجل وصولجان الحكم
ويحب أيضاً النفس والتي قال عنها الشاعر:
والنفس راغبةٌ إذا رغبتها
وإذا تُرَد إلى قليلٍ تقنعُ
كان عرضاً رومانسياً جعلنا نحب شجر الدر ونشفق عليها حتى وإن اختلفنا مع بعض تصرفاتها.
وقد حرك قلمك قلبك النابض بالحب فخرج الموضوع في صورةٍ أدبيةٍ رائعة تُعد درساً في بساطة البلاغة بعيداً عن تعقيدات اللغة....
كل التحية والاحترام،
شريـف

محمد نديم
25-03-2007, 03:21 PM
هناك قولٌ مأثورٌ يقول :
قد تمرض المرأة لأسباب كثيرة ومنها الحب ....
وقد تشفى المرأة لأسباب كثيرة ومن أهمها الحب....
تناولت يا سيدي سيرة شجر الدر من زاوية القلب،
وأتفق معك أنها كأي امرأة ... الركيزة التي تحركها تكون عادةً القلب ,
القلب الذي يحب الرجل وصولجان الحكم
ويحب أيضاً النفس والتي قال عنها الشاعر:
والنفس راغبةٌ إذا رغبتها
وإذا تُرَد إلى قليلٍ تقنعُ
كان عرضاً رومانسياً جعلنا نحب شجر الدر ونشفق عليها حتى وإن اختلفنا مع بعض تصرفاتها.
وقد حرك قلمك قلبك النابض بالحب فخرج الموضوع في صورةٍ أدبيةٍ رائعة تُعد درساً في بساطة البلاغة بعيداً عن تعقيدات اللغة....
كل التحية والاحترام،
شريـف
شكرا لمرورك الآسر
أخي شريف
وللمرأة في تاريخ الشرق شجون وشئون وصفحات
من بلقيس إلى زنوبيا ... ومن سميراميس إلى شجر الدر
ومسافات في التاريخ تتسع ... وصفات متشايهة ..
ومؤامرات متكررة
... وكأن الواحد فيهم لم يكن يعرف القراءة ولا الكتابة
أكاد أجزم أن لو قرأ أحد الطغاة تاريخ من سبقه من الطواغيت ...
لما صار إلى ما صار إليه ...
لكنه من الواضح أن من يتسنم سدة الحكم يأتيها لا لكي يتعظ ... بل كي يكرر ما وقع فيه السابقون.
لكن للنساء نكهة أخرى حتى في جريمتهم ... وطعم آخر حتى في نوع السم الذي يستخدمنه للتخلص من أعدائهن ... هو سم نتجرعه جميعا نحن الرجال ...بهدوء وطواعية ... ونحن نبتسم.
لك محبتي التي لا تذوب.
النديم

حنان الاغا
25-03-2007, 10:07 PM
التاريخ العربي والإسلامي حافل بنماذج نسوية غير عادية ، ومنها هذه السلطانة التي جلست على أكثر من عرش
عرش جمال وعرش حب وعرش حكم !
للأسف لم يشفع أحد هذه العروش للآخرفكل منهم يريد التفرد
محمد نديم أيها الشاعر الرائع
جميلة هي موضوعاتك النثرية ، وزادها جمالا هنا تناولك لهذه الشخصية الإشكالية .

محمد نديم
25-03-2007, 10:25 PM
التاريخ العربي والإسلامي حافل بنماذج نسوية غير عادية ، ومنها هذه السلطانة التي جلست على أكثر من عرش
عرش جمال وعرش حب وعرش حكم !
للأسف لم يشفع أحد هذه العروش للآخرفكل منهم يريد التفرد
محمد نديم أيها الشاعر الرائع
جميلة هي موضوعاتك النثرية ، وزادها جمالا هنا تناولك لهذه الشخصية الإشكالية .
نعم هي امرأة اشكالية
وهي نموذج عجيب
من النساء
قد نراه هنا من حولنا أيضا
تتحكم في مملكة البيت بأنانية وتسلط
وعنفوان.
فتدمر الأشياء من حولها.
دمت هنا دائما متذوقة.
وكاتبة متألقة.

عماد أبو لطيف
26-03-2007, 07:45 PM
سيدي:
أولا: أنت فعلا ثروة للابداع فلك القوافي...
ثانيا: سرد جميل نمقته صور ملونة تمتع القارئ و لا يصاب بالشلل...
ثالثا: ش : شكرا.. ك : كفيت ووفيت ر :ربي يطول عمرك ا : أنت مبدع.

محمد نديم
16-04-2007, 03:39 PM
سيدي:
أولا: أنت فعلا ثروة للابداع فلك القوافي...
ثانيا: سرد جميل نمقته صور ملونة تمتع القارئ و لا يصاب بالشلل...
ثالثا: ش : شكرا.. ك : كفيت ووفيت ر :ربي يطول عمرك ا : أنت مبدع.

الفنان الكبير ...عماد أبو لطيف ,
لك الود وسلمت من مبدع ثر الخواطر رقيق الحاشية شفيف الوجدان.

أخوك النديم.