المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ثريا وعناقيد العنب ....



اسامة يس
24-03-2007, 01:14 AM
في مستقر مكين الأمر مختلف. ثريا التي أهديتها عناقيد العنب لتزين بها صدرها عصرتها خمرا، ويا ليتها لم تفعل .
كعادتها كل صباح تطمئن، أجيبها بثبات يخفي قلقا: كل شيء على ما يرام.
ثريا لا تصدق قولي. ثريا محقة. تطالبني بكل حروف التوكيد وكل أيمان الجاهلية. لعمرك يا ثريا ليس في القلب سواك .
عندما عادت أصداء الفكرة تلتهم مخيلتي، رأيت طيورا تفر فزعة من أوكارها، بكل طاقتي حاولت أن أنسلخ من جسدي المثقل، عانقت روحي وتشبثت وعزمت، هنا تشرذمت أصداء الفكرة واتكأت على عصاها تفتش في الوجوه عن وجه آخر تلتهمه.
كان ذلك قبل أن تهاتفني . ثريا تهاتفني ليلا. بعد لحظات كنت هناك. قالت: تأخرت.
قلت: ليكن الجسد بيننا.
قالت: ليكن ما يكون.
عادت تلتهم الفكرة مخيلتي من جديد. لكني أقسمت أن ابتعد.
صديقي الذي يتراقص من الذكر طربا، منشدا "مولانا مولانا مولانا سيدنا الحسين ، مولانا مولانا مولانا سدنا الحسن، ستنا السيده زينب" أخبرني : أن في هذا المستقر الأمر مختلف.
قال أيضا: ألم يحن الوقت بعد.
عندما نفد البنزين من سيارتي تأخرت كثيرا عليها، كانت تنتظر ، في لهفة منها احتضنتني. ابتعدت.
قالت: لقد تغيرت كثيرا.
قلت: فلتكن الروح بيننا.
قالت: لعنك الله، أردفت وليكن ما يكون.
في ظلمة الليل المرعب كان الموكب رهيبا، ممسكا انا بذراع صديقي متشبث بها. دفن مولانا. صحت في الجمع مولانا لم يمت. كبر الجمع. مولنا لم يمت. عدت. كانت هناك. انفجرت باكيا.
ثريا قالت: لتكن الروح والجسد.
صرخت مولانا حي لم يمت.
ثريا التي لم تتحمل أن تراني هكذا، قطفت عنقودا آخر من العنب. وكان الخمر وكان الجسد.

جوتيار تمر
24-03-2007, 09:35 AM
اسامة...

كأني بك تريدن توجيه رسالة عاجلة الينا...تقول فيها:متى كان الانسان في حكم حواسه لن تعد الاشياء عنده كما هي في نفسها بمعانيها الطبيعية المحدودوة،وانقلبت كما هي في وهمه بمعان متفاوته مضطربة فلايشعر المرء بائتلاف الوجود وتعاونه ولكن باختلافه وتناقضه فمن ثم لاتكون اسباب اللذة الا في اسباب الالم...حتى لكأن النفس انما تعيش بها في ظاهر الحياة لا في الحياة نفسها.



لااعلم لعلي حلقت خارج السرب لكن هكذا بدا لي الامر...

محبت يلك
جوتيار

اسامة يس
24-03-2007, 03:44 PM
اسامة...
كأني بك تريدن توجيه رسالة عاجلة الينا...تقول فيها:متى كان الانسان في حكم حواسه لن تعد الاشياء عنده كما هي في نفسها بمعانيها الطبيعية المحدودوة،وانقلبت كما هي في وهمه بمعان متفاوته مضطربة فلايشعر المرء بائتلاف الوجود وتعاونه ولكن باختلافه وتناقضه فمن ثم لاتكون اسباب اللذة الا في اسباب الالم...حتى لكأن النفس انما تعيش بها في ظاهر الحياة لا في الحياة نفسها.
لااعلم لعلي حلقت خارج السرب لكن هكذا بدا لي الامر...
محبت يلك
جوتيار


الكريمة / جوتيار

اشكرك جدا على محاولة تفكيكك للنص والذهاب الى ما وراء الحروف ...
النص حين يخرج من صاحبه يصبح ملكاً للقارئ ولم يعد له عليه سلطان ... وللجميع ان يتناوله حسبما يرى ... ومع ذلك اراك اقتربت جدا مما اردت ان اقوله .. وربما ازيد فقط انه كان في حيرة بين الظاهر والباطن .. بين الجسد والروح .. كان في صراع دائم بينهما ... وربما كانت هي تمثل له النجاة والغرق في آن ...
دمت بكل ود..
لا حرمنا الله من تواجدكم الكريم

آمال المصري
11-12-2015, 04:32 AM
روح وجسد و كل مانشغف به من موجودات في الحياة تأخذنا بعيدًا عن الصراط ,
وتفاسخ في الأقاويل مابين التزام ورهبة من الذنب
فحينما أعطاها العنب الحلال , اعصرته خمرًا
وعندما اختار لها الروح لتكن بينهم نهرته فقد اعتصرت العنب خمرًا , إذاً فهي لاتعرف ماالروح ؟
جميلة الفكرة والسرد فشكرا لك
تحاياي

خلود محمد جمعة
13-12-2015, 08:18 AM
تناقض وصراع
رغبة ورهبة
ما نحب وما نريد
جسد وروح وبأيهما نكتف
ما نظهر وما نبطن وبم نفكر
هو اﻻختلاف ام الممنوع ما يدنينا او يقصينا
فلسفة وعمق وقصة تحكينا
اسجل اعجابي
بوركت و تقديري