تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : من يوميات أسير



راضي الضميري
24-03-2007, 10:18 PM
احياناً كثيرة أود الهروب من هنا الى هناك ، فقط لو استطيع أن الملم اشلائي وبقايا من احبهم ، لو استطيع أن احملهم معي واذهب بعيداً، هناك حيث لا احد يعرفني ... ولا أعرف احد ...
أريد أن أذهب ،رغم كل شيء ، رغم كل ما فعلته ، لم أعد أطيق الإنتظار ، أريد ان أذهب، وأن أنسى اشياء كثيرة في هذه البقعة الأسيرة ، حيث وطني ، لم يعرفني ولم يسمع صوتي ، فسياط الجلاد وأغاني أم كلثوم منعت اصواتنا ، حبستها فلم تصل ، وبقينا مناضلين نأكل السياط ، وبقايا تراب من هذا الوطن ، لم نعد نشعر بالجوع إلا لحريتنا المسلوبة ، بقينا هكذا سنيينَ طويلة نتحسس جراحاتنا ، ونعد العدة ليوم الرحيل الكبير ، ماتَ كل الذين كانوا معي ، لم يبقى احدٌ غيري وغير ظلي اخاطبه ويخاطبني ، تعودتُ على مخاطبة ظلي ، حتى لا أنسى الكلام ، فكان أنيسي في وحدتي ...
ثمَ خرجت بفعل فاعلٍ ، خرجتُ من سجني الصغير إلى سجنٍ كبير ، أحمل معي جراحاتٍ كثيرة ، أرّقت نظرَ السجّان ، فلم يعد يحتمل رائحتها ، فأطلق سراحي ، خرجت وما وزلتُ لا أعرفُ كيف خرجت ، ولماذا أصلاً دخلت هذا السجن الكبير ...
خرجتُ وبدأت أحاول البحثَ عن بقاياي ، عن وجوهٍ إشتقتُ لها كثيراً ، بحثتُ ، فلم أعثر على طريقٍ واضح المعالم ، فكل الضجيج من حولي أثار علىَّ جراحي ، فلم أعد أستطيع السيرَ وحدي ، ولم أنتبه إلى أن الزمن غيرَ حتى من ملامح الطبيعة التي تجاهلتني ، ولم تساعدني في بحثي ، وبقيتُ شارداً وحدي ، وآهٍ من جرحي ...
ذهبتُ بعد عناءٍ شديد ٍ إلى بيتي ، وبحثتُ في الوجوه ، هل تعرفون إبناً لكم كان هنا ذاتَ يوم ؟، لم يجبني أحد ولم يعرفني احد ، حتى صوتي تغير ، لعلَ السبب أن الآه كانت تخرج جافة ، رغم الدموع والدماء الغزيرة التي بللت حلقي ، فأحترقت أوتار الصوت ، لهذا لم يعرفني حتى أقربُ الناس إلى نفسي، إنتظرتُ أمام الباب طويلاً ، لم احاول أن أسأل كثيراً ، كل ما أعرفه أن هذاهو بيتي ، وأن أمي لم تزل على قيد الحياة ، سأنتظر إذن لعلها تأتي قبل أن أموت من خوفي .
إنتظرت طويلاً ،كثيرون مروا من امامي ، منهم من اعرفه مثل نفسي ،لكن لم يعرفني أحد ، إنتظرتُ حتى جاءت أمي ، فلم تكد تراني حتى صرخت و أغميَّ عليها ، نظرَ الجميع إليَّ ، وعندها فقط وجدتُ نفسي.
خرجتُ ونمتُ في حضنٍ دافئ ، ورغم الجراح نمتُ ولأول مرة أنام ، مغمضُ العينين ، لم يزعجني أحد ، لا دلو ماء بارد سقط فجأة من السماء ، ولا سوطٌ له نغمة غريبة ، تجعل من الأذن صفارة هواء في ليلٍ عبثَت فيه الرياح حتى الثمالة .
خرجتُ إلى هذا العالم مرة أخرى ، وليتني لم أخرج ، كل شيء هنا تبدل ، مبادئ كثيرة إندثرت ، ووجوه كثيرة أصبحَ لها شأن ، وبالأمس ما كانت تُذْكر، كل شيء تغير، حتى الموت أصبحَ له حضورٌ يومي ، وباتَ لا يعرف المرء الآن .. .لماذا يُقتل ، ليتني لم اخرج ، ليتني بقيتُ في سجني ، أريد الرحيل هكذا جاءني من يهتفُ في أذني ، إرحل يا فتى ، إرحل بعيداً لعلكَ تنسى بعضاً من جراحاتك والآمك ، إرحل ولا تنظر إلى الوراء ، إرحل قبل أن يحين أجلك ، لعلكَ تعرفُ يوماً لا تعرفُ فيه شقاء...
بقيتُ طوال الليل أفكر في هذا الكلام ، جلستُ تحت شجرة زيتون عمرها مئة عام ، اسأل أين المفر وأين سأرحل ، بقيتُ شارداً لا أعرفُ جواباً ، ثم إتكأت على جذع الشجرة ونمتُ نوماً لم أعرف مثله من قبل ، ثم إستيقظتُ على صوت أمي وأنا أحتضن شجرتي فعرفت الجواب الآن ...
لا... لن أرحل...

حسنية تدركيت
24-03-2007, 10:24 PM
لي عودة بحول الله فكتاباتك تعجبني جدا

د. نجلاء طمان
24-03-2007, 11:10 PM
لأن الزمان إستدار
وكل له وجهه المستعار
لأن هذا زمان التحول
فالكلب صالحه الذئب
والفأر صادقه القط
والماء لا يطفىء النار
والنار تأكل كل إخضرار
لأن الذى كنت تحسبه
لؤلؤا فى الصلف
ليس إلا عقيما من الرمل
بين المحار
يكتسى بخداع الصدف
وعندما اعترفت لنفسك
أن الزمان إستدار
خلعت وجهك
ولبست لهم ذلك المستعار
تحية وشذى لرائعتك
الوردة السوداء

بابيه أمال
25-03-2007, 12:23 AM
سلام الله عليكم..

فعلت حسنا راضي أن قررت عدم الرحيل.. وأتيت شيئا نكرا أن رضيت البقاء في حضن شجرة أصبحت غير ذات قيمة في زمن صارت فيه المادة هي كل شيء حيث الوجوه - كما المشاعر - تستعار..
لكن لا عليك.. فما دمت قد رضيت البقاء بنفس قانعة أن تفترش تربة الأرض حتى.. فرب العزة قادر أن ينبت لك فيها نباتا حسنا.. ويحفظها لك ولذويك زمنا قد يطول أو يقصر بحجم تشبتك بها..

لمثل معاني حروفك يسعد القلب ويأمن أنه لا زال فينا من يرضى البقاء.. حيث الوجوه والنفوس كما الأراضي تباع وتشترى في سوق عز أن يكون فيه نقاء..

احترامي لك ولحروفك القيمة.. ودمت بخير.

راضي الضميري
25-03-2007, 04:29 PM
لي عودة بحول الله فكتاباتك تعجبني جدا
الأخت الفاضلة حسنية تدركيت
إن مجرد مرورك يترك أثراً كبيراً في نفسي ...
يسعدني ويشرفني أن أكون حيثُ تكوني ...
دمت بحفظ الله ورعايته
تقبلي تحياتي

راضي الضميري
25-03-2007, 09:21 PM
لأن الزمان إستدار
وكل له وجهه المستعار
لأن هذا زمان التحول
فالكلب صالحه الذئب
والفأر صادقه القط
والماء لا يطفىء النار
والنار تأكل كل إخضرار
لأن الذى كنت تحسبه
لؤلؤا فى الصلف
ليس إلا عقيما من الرمل
بين المحار
يكتسى بخداع الصدف
وعندما اعترفت لنفسك
أن الزمان إستدار
خلعت وجهك
ولبست لهم ذلك المستعار
تحية وشذى لرائعتك
الوردة السوداء
لأن هذه أيام الباطل ، وقد استأسد فيه على أصحاب الحق ، فضحكَ على عقول الجهلة وما أكثرهم ، فسألهم : من أحق أن يمشي الباطل أم الحق ؟
فقال الجهلة : الحق يمشي ، فمشى الحق وساد الباطل .
وأحتج الظالم على الجاهل بلسانه ،وأيد المنافق الحجة ، فكان الحال مثل الجمل الذي نهب القرية وعاثَ فيها فساداً ودماراً ، فلما اجتمع القوم لإيجاد الحل ، إتفقوا على الذهاب للبيك ..!!، حتى يضعوا حلاً لمأساتهم ، وعندما ذهبوا ، تقدم كبير القوم للكلام ، فقال " يا بيك.." ثم التفت إلى الوراء فلم يجد احداً ، فكان أن تقدم بشكوى ظلم على لسان الجمل ، فهو وحيد وبحاجة إلى من يؤنس وحدته ، فكان الجمل وزوجته ، وهذا حالنا اليوم ، ما أكثر الجِمال ، وما أكثر المنافقون .
لقد تغير كل شيء ، لكن الأمل في الله كبير ، وفي النهاية لا يصح إلا الصحيح ، حتى وإن طال هذا الليل ، فلا بد من نهار يأتي...
وعسى أن يكون قريباً
/
شكراً لمرورك العطر أيتها الأخت الفاضلة .
/
تقبلي تحياتي

راضي الضميري
26-03-2007, 10:44 PM
سلام الله عليكم..
فعلت حسنا راضي أن قررت عدم الرحيل.. وأتيت شيئا نكرا أن رضيت البقاء في حضن شجرة أصبحت غير ذات قيمة في زمن صارت فيه المادة هي كل شيء حيث الوجوه - كما المشاعر - تستعار..
لكن لا عليك.. فما دمت قد رضيت البقاء بنفس قانعة أن تفترش تربة الأرض حتى.. فرب العزة قادر أن ينبت لك فيها نباتا حسنا.. ويحفظها لك ولذويك زمنا قد يطول أو يقصر بحجم تشبتك بها..
لمثل معاني حروفك يسعد القلب ويأمن أنه لا زال فينا من يرضى البقاء.. حيث الوجوه والنفوس كما الأراضي تباع وتشترى في سوق عز أن يكون فيه نقاء..
احترامي لك ولحروفك القيمة.. ودمت بخير.

الأخت الفاضلة نهيلة نور


كل كلامك هذا أضعه نُصبَ عيني ، وأتعلم منه ما غاب عن ذهني وخاطري حين كتبتُ ما كتبت.


لقد اضاف نصكُ على نصي ما لم أقله وما كان يجب أن أقوله .


لقد شرفتني بمرورك


دمت بحفظ الله ورعايته


تقبلي تحياتي وتقديري

حنان الاغا
26-03-2007, 11:15 PM
راضي الضميري
لقد لمست الصدق في كل حرف من حروفك ، وقد شاءت الظروف أن يكون زميلا لي في العمل قد قضى سنوات في سجون الاحتلال ، وكان يحدثني عن أمور وممارسات هي للخيال أقرب. وكنا نضحك في الوقت الذي يستدعي دمعة . فقد كان يقول أنه سعيد لأن الأشياءلها شكل جديد ، وأنه يحس كما لو كان طفلا يتعرف الحياة للمرة الأولى.
كان يحلو له بين الحين والآخر أن يقضي بعض الوقت قابعا في وضع القرفصاء بين خزائن الملفات بحيث لا يكتشف وجوده إلا من يعرف لعبته من الزملاء.وكان يبرر هذا بأنه شوق ربما للزنزانة .
كنا أحيانا ننسى ماذا نفعل ونخلط بين وقت الضحك ووقت الدموع!
هي الحياة هكذا ، فما بالك بحياة من يعاني من محتل بغيض ؟
لكننا نؤمن بأن الله سبحانه وتعالى قد خلقنا لنكون أقوياء وقادرين على تحمل هذا انتظارا ليوم عظيم
تحياتي لك ولنصك الذي صقلته الحدثان لغة وصياغة ورواء

حوراء آل بورنو
27-03-2007, 02:23 PM
أيها الفاضل

مرحباً بك .

لأرى أن نصك النثري هذا أقرب في خصائصه الفنية إلى القصة منه إلى المقال أو الخاطرة ، و لربما يمر هنا القصاصون فيكون له وجهة نظر فيها .

و بحق أرى هنا تقدماً كبيراً في رسم الكتابة و ترتيب الجمل و إن كانت تحتاج العلامات إلى مزيد من الضبط ، لكنه تقدم كبير على كل حال .
بقي أيها الفاضل أن تعاهد نفسك الدراسة اللغوية أكثر حتى تتجنب الوقوع في الأخطاء الإملائية و النحوية .

تقدم يسعد و كل الأمنيات لك بمزيد من السداد .

تقديري .

راضي الضميري
27-03-2007, 09:13 PM
راضي الضميري
لقد لمست الصدق في كل حرف من حروفك ، وقد شاءت الظروف أن يكون زميلا لي في العمل قد قضى سنوات في سجون الاحتلال ، وكان يحدثني عن أمور وممارسات هي للخيال أقرب. وكنا نضحك في الوقت الذي يستدعي دمعة . فقد كان يقول أنه سعيد لأن الأشياءلها شكل جديد ، وأنه يحس كما لو كان طفلا يتعرف الحياة للمرة الأولى.
كان يحلو له بين الحين والآخر أن يقضي بعض الوقت قابعا في وضع القرفصاء بين خزائن الملفات بحيث لا يكتشف وجوده إلا من يعرف لعبته من الزملاء.وكان يبرر هذا بأنه شوق ربما للزنزانة .
كنا أحيانا ننسى ماذا نفعل ونخلط بين وقت الضحك ووقت الدموع!
هي الحياة هكذا ، فما بالك بحياة من يعاني من محتل بغيض ؟
لكننا نؤمن بأن الله سبحانه وتعالى قد خلقنا لنكون أقوياء وقادرين على تحمل هذا انتظارا ليوم عظيم
تحياتي لك ولنصك الذي صقلته الحدثان لغة وصياغة ورواء
الاخت الفاضلة حنان الاغا
لقد قرأت جيداً ما كتبت هنا ، وزميلك في العمل له مني كل التحيات ، وأعرف كثيرون ممن قضوا زهرة شبابهم في سجون الإحتلال .
هل تعلمين ما هي الطامة الكبرى ها هنا..
إن السجن الذي أتحدث عنه هو سجن عربي بإمتياز ...
والمحتل أرحم بكثير من ابناء الجلدة .
الله وحده يعلم كم فرحت بمرورك ، أيتها الأخت الفاضلة .
لكِ مني كل شكر وتقدير

نور سمحان
27-03-2007, 09:27 PM
اخي الكريم
نزفت عيوني مع نزف حرفك
نبضك تغلغل في وجداني
وارتعاشاتك تسللت الى خباياي
ارهقني وجعك
نصك رائع بكل معنى الكلمة
تحياتي لك

د. مصطفى عراقي
28-03-2007, 06:57 AM
احياناً كثيرة أود الهروب من هنا الى هناك ، فقط لو استطيع أن الملم اشلائي وبقايا من احبهم ، لو استطيع أن احملهم معي واذهب بعيداً، هناك حيث لا احد يعرفني ... ولا أعرف احد ...
أريد أن أذهب ،رغم كل شيء ، رغم كل ما فعلته ، لم أعد أطيق الإنتظار ، أريد ان أذهب، وأن أنسى اشياء كثيرة في هذه البقعة الأسيرة ، حيث وطني ، لم يعرفني ولم يسمع صوتي ، فسياط الجلاد وأغاني أم كلثوم منعت اصواتنا ، حبستها فلم تصل ، وبقينا مناضلين نأكل السياط ، وبقايا تراب من هذا الوطن ، لم نعد نشعر بالجوع إلا لحريتنا المسلوبة ، بقينا هكذا سنيينَ طويلة نتحسس جراحاتنا ، ونعد العدة ليوم الرحيل الكبير ، ماتَ كل الذين كانوا معي ، لم يبقى احدٌ غيري وغير ظلي اخاطبه ويخاطبني ، تعودتُ على مخاطبة ظلي ، حتى لا أنسى الكلام ، فكان أنيسي في وحدتي ...
ثمَ خرجت بفعل فاعلٍ ، خرجتُ من سجني الصغير إلى سجنٍ كبير ، أحمل معي جراحاتٍ كثيرة ، أرّقت نظرَ السجّان ، فلم يعد يحتمل رائحتها ، فأطلق سراحي ، خرجت وما وزلتُ لا أعرفُ كيف خرجت ، ولماذا أصلاً دخلت هذا السجن الكبير ...
خرجتُ وبدأت أحاول البحثَ عن بقاياي ، عن وجوهٍ إشتقتُ لها كثيراً ، بحثتُ ، فلم أعثر على طريقٍ واضح المعالم ، فكل الضجيج من حولي أثار علىَّ جراحي ، فلم أعد أستطيع السيرَ وحدي ، ولم أنتبه إلى أن الزمن غيرَ حتى من ملامح الطبيعة التي تجاهلتني ، ولم تساعدني في بحثي ، وبقيتُ شارداً وحدي ، وآهٍ من جرحي ...
ذهبتُ بعد عناءٍ شديد ٍ إلى بيتي ، وبحثتُ في الوجوه ، هل تعرفون إبناً لكم كان هنا ذاتَ يوم ؟، لم يجبني أحد ولم يعرفني احد ، حتى صوتي تغير ، لعلَ السبب أن الآه كانت تخرج جافة ، رغم الدموع والدماء الغزيرة التي بللت حلقي ، فأحترقت أوتار الصوت ، لهذا لم يعرفني حتى أقربُ الناس إلى نفسي، إنتظرتُ أمام الباب طويلاً ، لم احاول أن أسأل كثيراً ، كل ما أعرفه أن هذاهو بيتي ، وأن أمي لم تزل على قيد الحياة ، سأنتظر إذن لعلها تأتي قبل أن أموت من خوفي .
إنتظرت طويلاً ،كثيرون مروا من امامي ، منهم من اعرفه مثل نفسي ،لكن لم يعرفني أحد ، إنتظرتُ حتى جاءت أمي ، فلم تكد تراني حتى صرخت و أغميَّ عليها ، نظرَ الجميع إليَّ ، وعندها فقط وجدتُ نفسي.
خرجتُ ونمتُ في حضنٍ دافئ ، ورغم الجراح نمتُ ولأول مرة أنام ، مغمضُ العينين ، لم يزعجني أحد ، لا دلو ماء بارد سقط فجأة من السماء ، ولا سوطٌ له نغمة غريبة ، تجعل من الأذن صفارة هواء في ليلٍ عبثَت فيه الرياح حتى الثمالة .
خرجتُ إلى هذا العالم مرة أخرى ، وليتني لم أخرج ، كل شيء هنا تبدل ، مبادئ كثيرة إندثرت ، ووجوه كثيرة أصبحَ لها شأن ، وبالأمس ما كانت تُذْكر، كل شيء تغير، حتى الموت أصبحَ له حضورٌ يومي ، وباتَ لا يعرف المرء الآن .. .لماذا يُقتل ، ليتني لم اخرج ، ليتني بقيتُ في سجني ، أريد الرحيل هكذا جاءني من يهتفُ في أذني ، إرحل يا فتى ، إرحل بعيداً لعلكَ تنسى بعضاً من جراحاتك والآمك ، إرحل ولا تنظر إلى الوراء ، إرحل قبل أن يحين أجلك ، لعلكَ تعرفُ يوماً لا تعرفُ فيه شقاء...
بقيتُ طوال الليل أفكر في هذا الكلام ، جلستُ تحت شجرة زيتون عمرها مئة عام ، اسأل أين المفر وأين سأرحل ، بقيتُ شارداً لا أعرفُ جواباً ، ثم إتكأت على جذع الشجرة ونمتُ نوماً لم أعرف مثله من قبل ، ثم إستيقظتُ على صوت أمي وأنا أحتضن شجرتي فعرفت الجواب الآن ...
لا... لن أرحل...

====

أخي الفاضل ، الأديب الصادق الأستاذ راضي

أشكرك أجمل الشكر على هذا السرد القصصي الذي يمس شغاف القلب بصدقه الشعوري ، وألقه التعبيري ، حيث خلا من التصنع والتكلف ، فجاء سمحا عذبا متسقا مع هذه الحالة الإنسانية العميقة

كنت أحب أن تكون البداية من :"أود الهروب من هنا الى هناك"
وأن تكون النهاية عند: " وأنا أحتضن شجرتي فعرفت الجواب الآن ..."
والله أعلم.

وأنا هنا أتفق مع أديبتنا الجليلة الأستاذة حوراء رغم أنني لست من القصاصين ، كما أتفق معها في ضرورة العناية باللغة اللتي هي أداة الإبداع الأولى ، ويجب على الأديب الراغب في التفوق أن يتقنها إتقانا

أديبنا المبدع
لقد شوقتنا إلى المزيد من مثل هذا الإبداع الجميل الأصيل

ودمت بكل الخير والسعادة والتوفيق

راضي الضميري
29-03-2007, 03:50 PM
أيها الفاضل
مرحباً بك .
لأرى أن نصك النثري هذا أقرب في خصائصه الفنية إلى القصة منه إلى المقال أو الخاطرة ، و لربما يمر هنا القصاصون فيكون له وجهة نظر فيها .
و بحق أرى هنا تقدماً كبيراً في رسم الكتابة و ترتيب الجمل و إن كانت تحتاج العلامات إلى مزيد من الضبط ، لكنه تقدم كبير على كل حال .
بقي أيها الفاضل أن تعاهد نفسك الدراسة اللغوية أكثر حتى تتجنب الوقوع في الأخطاء الإملائية و النحوية .
تقدم يسعد و كل الأمنيات لك بمزيد من السداد .
تقديري .


الأديبة الفاضلة حوراء آل بورنو


ربما أحتاج إلى مزيداً من الوقت ، كي الملم نفسي ، وبقايا ذاكرتي ، فتسعة اعوام مضت كانت كافية لكي تترك اثاراً مدمرة ، و ربما أحتاج إلى أكثر من صدمة كي أعيد الحياة إلى حروف هجرتها قسراً...


فقط ..احتاج إلى بعض الوقت كي أصالحَ نفسي ، وقد أعود مرة أخرى إلى الحياة ...


من يدري ..!؟


شكراً لكِ أيتها الحرة


تقبلي تحياتي وتقديري

حسام القاضي
29-03-2007, 06:09 PM
الأخ الفاضل الأديب / راضي الضميري
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أتفق تماماً مع الفاضلين الأستاذة الفاضلة / حوراء ،وأخي وأستاذي /د. مصطفى عراقي فيما ذهبا إليه
فقد أتفقا على أن ما أبدعته هنا ينتمي إلى فن القصة ،كما اتفقا على الاشارة إلى بعض اللغويات وهما أستاذان في هذا بلا شك.
اهم ما لفت انتباهي إلى قصتك أولا هو العنوان الذي يشير وبقوةإلى قصة ، بل قصة ملفتة ..
تناولت معاناتك بصدق عال جعل معاناتك تلك تتغلغل إلى أعماقنا لنعيشها أو تعيشنا هي ، وهذا نجاح يحسب لأي مبدع .
أتفق مرة أخرى مع ما قله أستاذي المبدع / د. عراقي بخصوص البداية والنهاية ، وأعتقد سيكون العمل أفضل هكذا .
أخي الكريم
فلتسمح لنا بنقل عملك الجميل هذا إلى حيث ينتمي .
تقبل تقديري واحترامي .

راضي الضميري
01-04-2007, 07:36 PM
[quote=نور سمحان;251626]اخي الكريم
نزفت عيوني مع نزف حرفك
نبضك تغلغل في وجداني
وارتعاشاتك تسللت الى خباياي
ارهقني وجعك
نصك رائع بكل معنى الكلمة
تحياتي لك[/quote

الأخت الفاضلة نور سمحان


لقد أخجلتِ كلماتي المتواضعة ، بشعورك الطيب وتفاعلك الإنساني الرائع.


أشكرك جزيل الشكر على مرورك الطيب .

تقبلي تحياتي وتقديري

صبيحة شبر
02-04-2007, 08:40 PM
الاخ العزيز راضي الضميري
قصة ممتعة بقيت معها وفي ذهني سؤال
هل يمكن للمرء ان يترك وطنه مهرولا الى مكان اخر
ان تحول الوطن الى سجن كبير ؟
وان كان المواطنون المحبون لاوطانهم يرحلون ، من يبقى للوطن الحبيب
كي يضمد جراحه الداميات ؟
حسنا فعلت انك لم تغادر ، واين تذهب وكل بقاع الغربة سجون ؟
يبقى الوطن اكثر رحمة لان فيه حضن الام الدافيء ومسكن الصديق الصدوق
لماذا نغادر ؟ وليس كالوطن يشفي جراح الروح

راضي الضميري
04-04-2007, 02:04 PM
====
أخي الفاضل ، الأديب الصادق الأستاذ راضي
أشكرك أجمل الشكر على هذا السرد القصصي الذي يمس شغاف القلب بصدقه الشعوري ، وألقه التعبيري ، حيث خلا من التصنع والتكلف ، فجاء سمحا عذبا متسقا مع هذه الحالة الإنسانية العميقة
كنت أحب أن تكون البداية من :"أود الهروب من هنا الى هناك"
وأن تكون النهاية عند: " وأنا أحتضن شجرتي فعرفت الجواب الآن ..."
والله أعلم.
وأنا هنا أتفق مع أديبتنا الجليلة الأستاذة حوراء رغم أنني لست من القصاصين ، كما أتفق معها في ضرورة العناية باللغة اللتي هي أداة الإبداع الأولى ، ويجب على الأديب الراغب في التفوق أن يتقنها إتقانا
أديبنا المبدع
لقد شوقتنا إلى المزيد من مثل هذا الإبداع الجميل الأصيل
ودمت بكل الخير والسعادة والتوفيق


أستاذي الشاعر الكبير الدكتور : مصطفى عراقي


ستبقى دائماً مصدر فخر واعتزاز كبيرين بالنسبة لي ، وليتكَ تعلم مدى سعادتي بنصائحك القيّمة ، والتي تجعلني دائماً أعيد النظر في كل ما اكتبه ، فانتَ الأديب السامق في عالم الأدب ، ونحن سنبقى تلامذتك الأوفياء مدى الحياة .


أستاذي الكبير دمت بخير وبحفظ الله


تقبل مني فائق الإحترام والتقدير

راضي الضميري
08-04-2007, 11:01 PM
الأخ الفاضل الأديب / راضي الضميري
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أتفق تماماً مع الفاضلين الأستاذة الفاضلة / حوراء ،وأخي وأستاذي /د. مصطفى عراقي فيما ذهبا إليه
فقد أتفقا على أن ما أبدعته هنا ينتمي إلى فن القصة ،كما اتفقا على الاشارة إلى بعض اللغويات وهما أستاذان في هذا بلا شك.
اهم ما لفت انتباهي إلى قصتك أولا هو العنوان الذي يشير وبقوةإلى قصة ، بل قصة ملفتة ..
تناولت معاناتك بصدق عال جعل معاناتك تلك تتغلغل إلى أعماقنا لنعيشها أو تعيشنا هي ، وهذا نجاح يحسب لأي مبدع .
أتفق مرة أخرى مع ما قله أستاذي المبدع / د. عراقي بخصوص البداية والنهاية ، وأعتقد سيكون العمل أفضل هكذا .
أخي الكريم
فلتسمح لنا بنقل عملك الجميل هذا إلى حيث ينتمي .
تقبل تقديري واحترامي .

الأديب الفاضل حسام القاضي


إنني أعتزُ كثيراً بشهادتك ، ولسوف اضعُ نُصبَ عيني كل ما تفضلتُ به .


أيها اأديب المبدع :


أجدُ نفسي عاجزاً عن شكرك ، ولسوف دائماً ابقى من متابعي إبداعك .


تقبل تحياتي وتقديري البالغين

حسنية تدركيت
09-04-2007, 01:07 PM
أخي راضي الضميري , كتاباتك تعجبني لأنها صادقة ومعبرة جدا, اجد فيها بعضا مني لأنها تحكي عن معاناة , لذا أخي الفاضل ستجدني دوما قريبة من نصوصك الأدبية
تحية كبيرة لقلم مبدع وصادق جدا

وفاء شوكت خضر
09-04-2007, 06:13 PM
راضي الضميري..

أقول لك إستمر ، واحتمل كل نقد ، واسمع لكل توجيه ..
قصتك هنا حركت مشاعري ، أخذتني إلى ما خلف الجدران حيث العتمة والرطوبة والتعفن ، تملست المكان لأحس اللزوجة ، ولا شيء سوى صوتأنفاسي المختنقه .
قصتك أثرت علي حسيا وشدتني ، وهذا ما يثبت أنك أجدت ، فنيات القصة ستجد أساتذتي هنا في نتدى القصة يوجهونك إليها ، فتقبل منهم برحابة صدر .

تحيتي وتمنياتي لك بأن يكون القادم أجمل .

راضي الضميري
12-04-2007, 04:43 PM
الاخ العزيز راضي الضميري
قصة ممتعة بقيت معها وفي ذهني سؤال
هل يمكن للمرء ان يترك وطنه مهرولا الى مكان اخر
ان تحول الوطن الى سجن كبير ؟
وان كان المواطنون المحبون لاوطانهم يرحلون ، من يبقى للوطن الحبيب
كي يضمد جراحه الداميات ؟
حسنا فعلت انك لم تغادر ، واين تذهب وكل بقاع الغربة سجون ؟
يبقى الوطن اكثر رحمة لان فيه حضن الام الدافيء ومسكن الصديق الصدوق
لماذا نغادر ؟ وليس كالوطن يشفي جراح الروح

الأديبة الفاضلة صبيحة شبر

كلماتك الصادقة تدل على جوهر صاحبتها ، و لقد قرات لكِ ما يجعلني أعرف وأتفهم سوألكِ والذي هو في مكانه تماماً من حيث الأهمية الكبرى التي يحملها.

نعم إلى أينَ الرحيل ، ولمن سنترك هذا الوطن ، وهل نستطيع العيش بعيداً عنه ، طبعاً لن نستطيع .

إن ما رأيته ما هو إلا وسوسة شيطان رجيم ، عبثَ بالذاكرة في لحظة غيابٍ عن الوعي ، فكانت التوبة تنادي المغفرة .. أدركيني فقد كدتُ أن أضيع.

ما أحلى الوطن وما أجمل أن نتوسد ترابه ، ، وما أجمل أن يكون طيفه آخر ما يداعبنا ساعة الرحيل الكبير .

سنبقى وسيبقى فينا هذا الوطن الجميل.

زادك الله علماً وحكمة .

تقبلي تحياتي وتقديري

راضي الضميري
15-04-2007, 05:02 PM
أخي راضي الضميري , كتاباتك تعجبني لأنها صادقة ومعبرة جدا, اجد فيها بعضا مني لأنها تحكي عن معاناة , لذا أخي الفاضل ستجدني دوما قريبة من نصوصك الأدبية
تحية كبيرة لقلم مبدع وصادق جدا

الأخت الفاضلة حسنية تدركيت


لعل الحزن يرحل عنا يومًا ما ، ولعل القادم يكون أجمل .


بكل صدق أجدُ نفسي عاجزًا عن شكر إنسانة تحمل قلبًا كبيرًا مثلك .


لك مني أجمل الأمنيات والتوفيق ، دمت بخير وصحة وعافية .


مع فائق الإحترام والتقدير

راضي الضميري
20-04-2007, 01:14 PM
راضي الضميري..
أقول لك إستمر ، واحتمل كل نقد ، واسمع لكل توجيه ..
قصتك هنا حركت مشاعري ، أخذتني إلى ما خلف الجدران حيث العتمة والرطوبة والتعفن ، تملست المكان لأحس اللزوجة ، ولا شيء سوى صوتأنفاسي المختنقه .
قصتك أثرت علي حسيا وشدتني ، وهذا ما يثبت أنك أجدت ، فنيات القصة ستجد أساتذتي هنا في نتدى القصة يوجهونك إليها ، فتقبل منهم برحابة صدر .
تحيتي وتمنياتي لك بأن يكون القادم أجمل .

الأديبة الفاضلة وفاء شوكت خضر

كلماتك الرائعة سأتذكرها جيدً ا في محاولاتي القادمة ، ولسوف أستفيد جدًا من ملاحظاتك القيمة.

تقبلي تحياتي وتقديري

ناديه محمد الجابي
24-04-2017, 06:55 PM
قصة مميزة ومؤثرة ـ أخي .. أنينك أرعشني ، آلمني، أفقدني صبري
سعيدة إنك تمسكت بالشجرة ولم ترحل
وأقول لكل أسير ..
لا ترحل .. ابق حيث أنت قائم راسخ ـ وإياك والضعف
أوقد من ذهنك دم ينير سبيل الخلاص ـاصبر ولا تهتز
وإياك أن يرى عدوك دمعك ، ونحو النصر سر ولا تتردد.
قصة ممتعة نسجت فيها بتلقائية أروع المعاني
ونثرت درر الكلام بين سطورها
تحياتي وتقديري. :0014: