تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ظِلالُ الرَّصَاصِ



محمد سامي البوهي
26-03-2007, 12:41 AM
ظِلالُ الرَّصَاصِ


سَقَطَتْ أبْوابُ الجَامِعةِ الحَديِّديةِ تَحْتَ الأقْدامِ ، السّيلُ يَتدفقُ بالهُتافاتِ ، ولافِتاتِ الأشْعارِ ، الشّوارعُ تَنصبُ شُطآنَها أمامَ أمواجِ الحريةِ ، تَناغَمتْ الأصواتُ المحتدمة بأغوارِ الصّمتِ ، المرأةَ تُخالطُها الفتاةُ ، الشّيخُ يَنسجمُ مع الطّفلِ الصّغيرِ ، الأعناقُ تحملُ غليانَ الشبابِ ، يُلوحون بقبضاتِ الغضبِ الممشوق منْ الأعماقِ "يا حرية فينك فينك .... بينا وبينك " ، الجّموعُ المتدفقةُ تلتقطُ الفُتاتَ الُمتناثرَ منْ لُحومِ البُؤسِ ... تتضخمُ ... في طريقِها نحو العرينِ منْ بين غاباتِ البيوتِ ، اليومُ ستجلبُ لنفسِها حياةً جديدةً، أو ستُكفنُ في قبورِ الخبزِ المُتصلبِ .... تُواصلُ التّقدم...

هَطلتْ غِيومُ البنادقِ بالرصاصاتِ العمياءِ فوقَ رؤوسِهم ، تُزاحمُ لِحومَ الأجْسادِ ، يأتي التّساقطُ تباعاً وسطَ صرخاتِ النِّساءِ ، الفوضى تندسُ بين التماسكِ ، الأحذيةِ ... الحقائبِ ... الكتبِ تُخالطها الدماءُ ، عِصّي الجنودِ تحاصرُ الهُتافاتِ "هه.. هه.. يا حرية فيـ هه.. هه ـنــك ... آآآه" ، ظِلالُ الرَّصاصِ تَحومُ حولَ البقايا ، تنجذبُ أنحاؤهم المتفرقةِ نحو كومةِ الحياة ِ، يَخوضُون وحلَ الدماءِ المعجونةِ بترابِ الطريقِ ، العرينُ يقتربُ من الطموحِ المنشود و.......... التساقطُ مُستمرٌ .
الأعدادُ ترتفعُ بسلةِ الموتِ ، امتلأتْ معدةُ الترابِ بالدماءِ ؛ فطفتْ جثثُ الشهداءِ تقبضُ على لافتاتِ الأشعارِ ، تتمسكُ أفواهُهم بأطرافِ الهُتافاتِ ، والناجُون يسبحون لقتلِ المسافاتِ المتبقية للوصولِ ، تتخيرُ الأغلالُ رقابَ بعضهم ؛ تأكلُ منْ الفلولِ الباقيةِ ، منظومةٌ لا تخمد إلا بذوبانِ الرؤوس ، جنودٌ وبنادق...رصاصاتٌ وعِصِّي... أصفادٌ وعربات ، لايهمُ أي شيء ، المهم تأمين العرين ، لمْ يعدْ سوى خمسةٍ منْ الرجالِ ، البحرُ يرتفعُ بأحْشَاءِ الحَقائبِ ، والبطونِ الخاويةِ ، اقتربَ منْ أنفاسِهم ، نأتْ عَنهم ظلالُ الرصاصِ ، اختفتْ أنصافُ أنوفِهم ، لمْ يعدْ سوى أربعةٍ من الرجالِ ... ثلاثةِ رجال... اثنين ... بقى رجلٌ واحدٌ ، وأخيراً أمامَ العرينِ ... تمسكَ بالأسوارِ للنجاةِ منْ الغرقِ ، آلافُ الظلالِ تنطلقُ ... آلافُ الرصاصاتِ تنطلق .... غرقَ في بحرِ الترابِ ، وبقيتْ يَدُه مُعلقة ...


محمد سامي البوهي

د. نجلاء طمان
26-03-2007, 10:59 AM
كان لون الظلال قديما بلون الشجيرات...
لون المنازل...هذى الصخور وتلك العمد...
كل ظل على الأرض كان بلون انفعالاتنا..
وعواطفنا وانتظاراتنا و.................الأمانى الجدد..
صار ظلى اذا أصبح الصبح يأسا بلون القنوط....
فإن جاء عصر النهار بشىء جميل ..
تلاشت ظلال الكرر..كل ذلك حينا ..فحينا سرى وشرد..
يا صفى النهار الذى كان ظلا حميما ..
إذا البرد جاء ..وقلب الصب ارتعد..
أين هذا الذى كان بالأمس صوتا وشكلا ومعنى...
وكيف تلاشى من الذاكرة ...العدد؟
صمتَ البحر...هذا البلد صمتْ..
لغةً.. كان هذا البحر لنا...
لغة.. كان هذا البلد!
تحية وشذى واهداء لفارس القصة
الوردة السوداء

عدنان أحمد البحيصي
26-03-2007, 11:30 AM
البوهي

رسمت هنا حقيقة مرة بأسلوب أدبي رائع

شكراً لك

الشربينى خطاب
26-03-2007, 05:37 PM
الأستاذ الفاضل / محمد سامي البوهي
دمت بخير
النص اسقاط سياسي مياشر لم نعهده في كتابتك القصصية ربما تسجل موقف من أحداث الطلبة ومظاهراتهم في مصر { المرأةَ تُخالطُها الفتاةُ ، الشّيخُ يَنسجمُ مع الطّفلِ الصّغيرِ ، الأعناقُ تحملُ غليانَ الشبابِ } وكأنك توحي في تلك الجمل أنك لم تجد رجال 00 المرأة مع الفتاه والشييخ ينسجم مع الأطفال ، تلك الهتافات مسجلة بإسم الجماعة الأصولية الدينية التي تسعي جاهدة لنيل مآربها
{ "يا حرية فينك فينك .... بينا وبينك " } والجملة المحزوفة { أمن الدولة } والمقصود مباحث أمن الدولة المصرية ـ اضرب المربوط يخاف السيب ـ وتصوير المشهد سينمائياً وتقطيع الصور وتداخلها
شيء جديد في النص القصصي { "هه.. هه.. يا حرية فيـ هه.. هه ـنــك ... آآآه" ، } فالحروف هه00 هه 00 هيه صيحة عساكر الأمن المركزي والحروف 00 00 " فيـ هه.. هه ـنــك ... آآآه " توحي بقطع الأحبال الصوتيه أثناء الضرب وصيحة الألم تخرج بعد استكمال الهتاف 00 لا نملك إلا المرتبة الثالثة 00 أضعف الإيمان 000
خالص تحياتي

صبيحة شبر
26-03-2007, 07:50 PM
قصة واقعية
دائما ينتصر الرصاص
على الناس المسالمين

محمد سامي البوهي
27-03-2007, 09:14 AM
كان لون الظلال قديما بلون الشجيرات...
لون المنازل...هذى الصخور وتلك العمد...
كل ظل على الأرض كان بلون انفعالاتنا..
وعواطفنا وانتظاراتنا و.................الأمانى الجدد..
صار ظلى اذا أصبح الصبح يأسا بلون القنوط....
فإن جاء عصر النهار بشىء جميل ..
تلاشت ظلال الكرر..كل ذلك حينا ..فحينا سرى وشرد..
يا صفى النهار الذى كان ظلا حميما ..
إذا البرد جاء ..وقلب الصب ارتعد..
أين هذا الذى كان بالأمس صوتا وشكلا ومعنى...
وكيف تلاشى من الذاكرة ...العدد؟
صمتَ البحر...هذا البلد صمتْ..
لغةً.. كان هذا البحر لنا...
لغة.. كان هذا البلد!
تحية وشذى واهداء لفارس القصة
الوردة السوداء
الأستاذة الأديبة / الوردة السوداء

ردك هو أبداع آخر فاق رقيق المشاعر ، وكم شرفني أن نصي أخرج من قلمك هذا الإبداع ...

دمت بكل الخير

منى الخالدي
27-03-2007, 11:57 AM
تبّاً لتلك الأحجار المعدنية الصغيرة
والتي تُسكتُ أكبر الأصوات ..ما أجمل الموت على أعتاب حريّةٍ نزيهة..

الأديب القاص الرائع
محمد سامي البوهي..

تتميز بأبداع منقطع النظير في أدارة أحداث القصة حتى جعلتني اعيش الحدث بصورةٍ راقية ومميزة
أشكّ أنها ستنجلي عن ذاكرتي بسهولة..

سلمت يداك الكريمتان
ودام لنا فكرك مميزاً

محمود الديدامونى
27-03-2007, 11:57 AM
الكاتب محمد البوهى
قصة تعبر عن انفعال ما واتجاه فكرىما
لكن تناول الحدث كان مباشرا للغاية
والبحث عن الحرية اسمى ما يطمح لهالإنسان المعاصر
والقضيةقديمة قدم الصراع بين السلطة والحياة
تحياتى

حسنية تدركيت
27-03-2007, 07:27 PM
حرفك اخي الفاضل شامخ وجميل جدا

مأمون المغازي
27-03-2007, 07:33 PM
ظِلالُ الرَّصَاصِ

لون بوهي جديد

قرأت هذه القصة من بين ما أقرأ ، وعدت معها إلى الكثير من إنتاج الأستاذ القاص : محمد البوهي ، فوجدت أن البوهي يحاول التحرر من طريقته القصصية تاركًا زركشاته وسيطرة اللفظ على المضمون ، إلا أن البوهي هنا بالتحديد يحاول جاهدًا التحرر من الإغراق المعنوي والرمزي الذي قد يفلت منه أحيانًا ، وربما كثرة معايشته للقصة الحداثية من أهم الأسباب وراء ذلك ، وبما أن صديقي البوهي كثير المحاولة والتجريب ؛ فأنا أشكر له هذه المحاولات .

ظلال الرصاص .

عنوان لافت ، ولافتة مغرية تستحث القارئ أن يتابع ما وراء هذه الظلال .

الدخول :

هجوم مباشر ، وزفرة قوية تتفق مع الحدث ، ومع الحالة ،وكعادة أديبنا يستخدم المجاز والتخييل ضمن الحالة الشعورية معتمدًا عليه في التشويق والإثارة ، فنحن مباشرة أمام أسوار الجامعة لنرى البوابات الحديدية تسقط في محاولة من القاص لتأكيد قوة المتظاهرين ، بل إنه لا يكتفي بأنها مظاهرة ، إنه يؤكد على أنها محاولة جادة للانتصار على الواقع الصعب .

سَقَطَتْ أبْوابُ الجَامِعةِ الحَديِّديةِ تَحْتَ الأقْدامِ ، السّيلُ يَتدفقُ بالهُتافاتِ ، ولافِتاتِ الأشْعارِ ، الشّوارعُ تَنصبُ شُطآنَها أمامَ أمواجِ الحريةِ ، تَناغَمتْ الأصواتُ المحتدمة بأغوارِ الصّمتِ ، المرأةَ تُخالطُها الفتاةُ ، الشّيخُ يَنسجمُ مع الطّفلِ الصّغيرِ ، الأعناقُ تحملُ غليانَ الشبابِ ، يُلوحون بقبضاتِ الغضبِ الممشوق منْ الأعماقِ "يا حرية فينك فينك .... بينا وبينك " ، الجّموعُ المتدفقةُ تلتقطُ الفُتاتَ الُمتناثرَ منْ لُحومِ البُؤسِ ... تتضخمُ ... في طريقِها نحو العرينِ منْ بين غاباتِ البيوتِ ، اليومُ ستجلبُ لنفسِها حياةً جديدةً، أو ستُكفنُ في قبورِ الخبزِ المُتصلبِ .... تُواصلُ التّقدم...


في هذا المشهد أجد البوهي يستخدم فنية التداخل ليضعك أمام فريقين تختلف غاية كل منهما عن الآخر ، بل إن كل منهما عدو حقيقي للآخر ، فنحن أمام جموع من أصحاب القضية بلغ بهم الجوع والضيق مبلغه حتى انها لم تعد تحسب للخطر أي حساب ، ولكن تغلب على البوهي المثالية في هذا العرض لدرجة أنه استخدم الصور المجازية بشكل لافت من مثل : ( الشّوارعُ تَنصبُ شُطآنَها أمامَ أمواجِ الحري )

كان القاص يقصد السدود ، حيث إن الشطآن جزء متمم للبحر وهي ليست عائقًا للأمواج في حد ذاتها . أما في تعبيره : (في طريقِها نحو العرينِ منْ بين غاباتِ البيوتِ) أرى أن غابات البيوت تعبير مستهلك ، والقاص يقصد به أن الحصار ليس بالجند وحدهم ولكن بغابة من المنازل ، ولو أننا في سياق آخر لجاء التعبير موظفًا لخدمة النص بشرط عدم إضافة البيوت إلى الغابات .
إلا أن القاص بمهارته المعهودة يمسك بخيوط القص ويحرك الحدث بمهارة ، وسنشير إلى ذلك في موضعه . أما هذه الصورة : (ستُكفنُ في قبورِ الخبزِ المُتصلبِ) رأيت في هذه الصورة جمالاً رائعًا أما كلمة المتصلب فقد جاءت غير خادمة للسياق كما كان يريد القاص .

المشهد الثاني :
هَطلتْ غِيومُ البنادقِ بالرصاصاتِ العمياءِ فوقَ رؤوسِهم ، تُزاحمُ لِحومَ الأجْسادِ ، يأتي التّساقطُ تباعاً وسطَ صرخاتِ النِّساءِ ، الفوضى تندسُ بين التماسكِ ، الأحذيةِ ... الحقائبِ ... الكتبِ تُخالطها الدماءُ ، عِصّي الجنودِ تحاصرُ الهُتافاتِ "هه.. هه.. يا حرية فيـ هه.. هه ـنــك ... آآآه" ، ظِلالُ الرَّصاصِ تَحومُ حولَ البقايا ، تنجذبُ أنحاؤهم المتفرقةِ نحو كومةِ الحياة ِ، يَخوضُون وحلَ الدماءِ المعجونةِ بترابِ الطريقِ ، العرينُ يقتربُ من الطموحِ المنشود و.......... التساقطُ مُستمرٌ .

في هذا المشهد حاول البوهي التخلص من الصور ، إلا أنها تزاحم الحدث لكنها في الأغلب تخدمه وقد أدى هذا المشهد دور الدليل للقارئ ؛ فهو يكشف عن هدف القاص من قصته وهو موفق فيه إلى حد كبير ، ولكن ننظر إلى الصور وما حققته . (هطلتْ غِيومُ البنادقِ بالرصاصاتِ العمياءِ فوقَ رؤوسِهم ، تُزاحمُ لِحومَ الأجْسادِ ، يأتي التّساقطُ تباعاً وسطَ صرخاتِ النِّساءِ) هنا مجموعة من الصور المتداخلة كان بإمكان القاص تنميتها لتخدم الحث إلا أنه اكتفى بها على هذا النسق ، ليأتي بصورة تالية : (الفوضى تندسُ بين التماسكِ)
لم يكن القاص في حاجة إلى التصوير هنا ، وإنما كان يكفيه أن يقول بأن الفوضى عمت ؛ لأن الفوضى لا تندس لأنها إذا اندست لا يكون لها أثر فوري ، فمثلاً عندما نقول : الجاسوس اندس بين الناس ، فهذا يعني أنه ذاب في جمعهم فصار واحدًا منهم . أما هذه الصورة : (عِصّي الجنودِ تحاصرُ الهُتافاتِ) فقد جاءت جميلة إذا حملناها على قوله الأول : الرصاصات فوق الرؤوس ، فهو هنا يعرض حالة واقعية ربما عاشها بالفعل ، او بالأرى نشاهدها كثيرًا . وفي صورته : (العرينُ يقتربُ من الطموحِ المنشود) جيدة هذه الصورة التي اعتمد فيها القاص على القلب ؛ فالطبيعي أن يقول : الجموع تقترب من العرين ، أما هو فقد أتى بصورة جيدة بما أحدثه من قلب . لكن للأسف لم يكن موفقًا أبدًا عندما صور الدماء المختلطة بالتراب بالوحل ، فكان بإمكانه استخدام تشبيه يناسب طهر هذه الدماء المناضلة من أجل حقها .

المشهد الأخير :

الأعدادُ ترتفعُ بسلةِ الموتِ ، امتلأتْ معدةُ الترابِ بالدماءِ ؛ فطفتْ جثثُ الشهداءِ تقبضُ على لافتاتِ الأشعارِ ، تتمسكُ أفواهُهم بأطرافِ الهُتافاتِ ، والناجُون يسبحون لقتلِ المسافاتِ المتبقية للوصولِ ، تتخيرُ الأغلالُ رقابَ بعضهم ؛ تأكلُ منْ الفلولِ الباقيةِ ، منظومةٌ لا تخمد إلا بذوبانِ الرؤوس ، جنودٌ وبنادق...رصاصاتٌ وعِصِّي... أصفادٌ وعربات ، لايهمُ أي شيء ، المهم تأمين العرين ، لمْ يعدْ سوى خمسةٍ منْ الرجالِ ، البحرُ يرتفعُ بأحْشَاءِ الحَقائبِ ، والبطونِ الخاويةِ ، اقتربَ منْ أنفاسِهم ، نأتْ عَنهم ظلالُ الرصاصِ ، اختفتْ أنصافُ أنوفِهم ، لمْ يعدْ سوى أربعةٍ من الرجالِ ... ثلاثةِ رجال... اثنين ... بقى رجلٌ واحدٌ ، وأخيراً أمامَ العرينِ ... تمسكَ بالأسوارِ للنجاةِ منْ الغرقِ ، آلافُ الظلالِ تنطلقُ ... آلافُ الرصاصاتِ تنطلق .... غرقَ في بحرِ الترابِ ، وبقيتْ يَدُه مُعلقة


في هذا المشهد بالتحديد لمحت اللون البوهي الجديد حيث الواقعية والتعامل مع العناصر ببراعة ، والتعامل مع ظلال الرصاص . حيث إنها في البداية تسيطر ، والآن تنحسر في بيان أنها حالة مؤقته ، وكأن القاص يهرب من الحقيقة ليوضح لنا أن هذا القمع أمر عارض .
وقد توقفت مع القاص الأستاذ البوهي عند ترك الرجل الأخير يده ، أو أنها بقيت معلقة على الجدار ، والعرين ، هذا الرمز الذي لم ينور له القاص ربما يقصد به مقر السلطة ، مقر القيادة ، أو أي عنصر من عناصر السيطرة ، وقد توقفت عندها مع نفسي ومع مدلولها ، فمن المعروف أن العرين بيت الأسد ، ونحن لسنا أمام أسد لما للأسد من صفات الشجاعة والإباء ، والكاتب يسقطه على من ليست لهم هذه الصفات وفق سياقه القصي ، فحبذا لو كان عبر عنها في سياق آخر يناسب الحدث والحالة .

بقي أن أقول أن القاص الأستاذ : محمد البوهي بهذه القصة يقدم لنا لونًا جديدًا من كتاباته القصصية بحتاج منه إلى المثابرة عليه وتأصيله وتعميقه ، فهو من المقدمين لدينا الذين يمتلكون من الأدوات ما يجعلهم في الصدارة دائمًا ، وقد حاول من خلال قصته هذه التحول إلى اللون الواقعي المباشر ، هذه المباشرة التي كانت تحتاج منه إلى تحرير النص منه كقاص أكثر من ذلك وإطلاق العنان لأدواته لتؤدي دورها متحررة من سيطرته ، وبالرغم من كل ما ألمحنا إليه في القصة تبقى قصة ( ظلال الرصاص ) عملاً متفردًا للقاص يجعلنا ننتظر منه الأعمال المتفردة على غيره . وأشكر أديبنا لحفاظه على اعتبار شكل الكلمات وأوصيه بالتدقيق دائمًا .

أديبنا القاص المبدع : محمد سامي البوهي
أستمتع وأنا أتعامل مع نصوصك دائمًا .

لك محبتي واحترامي

مأمون

محمد سامي البوهي
28-03-2007, 08:53 AM
البوهي
رسمت هنا حقيقة مرة بأسلوب أدبي رائع
شكراً لك
الأستاذ القدير / عدنان

وما أكثرها من حقائق تحيط بنا ، وتؤرقنا على مضاجعنا ، و على طاولات طعامنا ، وفي صحفنا ، وكتبنا ، وشوارعنا ، بل وفي دمائنا .

أشكرك على هذا الرد الموجز المعبر

محمد سامي البوهي
29-03-2007, 01:14 PM
الأستاذ الفاضل / محمد سامي البوهي
دمت بخير
النص اسقاط سياسي مياشر لم نعهده في كتابتك القصصية ربما تسجل موقف من أحداث الطلبة ومظاهراتهم في مصر { المرأةَ تُخالطُها الفتاةُ ، الشّيخُ يَنسجمُ مع الطّفلِ الصّغيرِ ، الأعناقُ تحملُ غليانَ الشبابِ } وكأنك توحي في تلك الجمل أنك لم تجد رجال 00 المرأة مع الفتاه والشييخ ينسجم مع الأطفال ، تلك الهتافات مسجلة بإسم الجماعة الأصولية الدينية التي تسعي جاهدة لنيل مآربها
{ "يا حرية فينك فينك .... بينا وبينك " } والجملة المحزوفة { أمن الدولة } والمقصود مباحث أمن الدولة المصرية ـ اضرب المربوط يخاف السيب ـ وتصوير المشهد سينمائياً وتقطيع الصور وتداخلها
شيء جديد في النص القصصي { "هه.. هه.. يا حرية فيـ هه.. هه ـنــك ... آآآه" ، } فالحروف هه00 هه 00 هيه صيحة عساكر الأمن المركزي والحروف 00 00 " فيـ هه.. هه ـنــك ... آآآه " توحي بقطع الأحبال الصوتيه أثناء الضرب وصيحة الألم تخرج بعد استكمال الهتاف 00 لا نملك إلا المرتبة الثالثة 00 أضعف الإيمان 000
خالص تحياتي

الأستاذ الأديب / الشربيني خطاب
كم يسعدني جدا تحليلك الذي يقفز بشوارعنا البسيطة ، فيرسم لنا ملامحها بأسلوب بسيط وينم عن ذكاء ، وتواضع جم ....

دمت بود

محمد سامي البوهي
31-03-2007, 11:12 AM
قصة واقعية
دائما ينتصر الرصاص
على الناس المسالمين
السلام عليكم

القاصة الأستاذة / صبيحة شبر

الرصاص الرصاص ارصاص ، فقط السلم ، فكثر الرصاص في عالم السلم ، فكانت الغلبة للكثرة .

أشكرك

حنان الاغا
31-03-2007, 02:30 PM
الأخ الأديب البوهي
تحية طيبة
لقد قمت بكتابة تعقيب على هذه القصة وللأسف الشديد حركة ما لا أدري ما هي ذهبت به تماما.
عذرا .
سأكتب غيره الآن فلا بأس.
تستوقفني نصوصك القصصية دائما ، وبموضوعية أقول أن بعضها أجوس خلاله بدهشة وسلاسة ،
وبعضها الآخر يحملني على قراءته أكثر من مرة لأصل معه إلى نقطة تفاهم واعية .
هذا النص القصصي الذي أقف أشاهده الآن أحسست أنه ينتمي لنوع ثالث من نصوصك التي هي في مجملها تحمل حسا جميلا وصحوة فكرية واضحة.
لقد وجدته مُصَوِّرة في يد صحفي بارع ، تسجل الحدث ولا تترك منه شاردة ولا واردة.
الغليان الطلابي الذي يسقط الحواجر لينصهر مع غليان شعبي . المضمون رائع
لكن كثرة التفاصيل أتعبتني قليلا ، بل يمكنها أن تجعل القارىء يحس ( ولو خطأ ) أن الكاتب يفتعل هذه التفاصيل برغم حقيقتها.
معروف جدا أن هناك بعض الأمور لتعدد تفصيلاتها وصورها ، قد لا تصدق لأنها تبدو شكلا من المبالغة.
المبالغة هنا لا يحتملها نص قصصي كهذا والسبب أن الموضوع يحتمل أمرا واحدا هو الصدق، وهو موجود.فالصور حميمية لا تحتاج لتلك التشبيهات كلها التي جعلتني أحس بوجود حشو أحيانا لم يكن النص يحتاجه ليبدو أجمل.
الأخ العزيز محمد
قصة صادقة ، تلهب المشاعر.
تقبل احترامي

جيهان عبد العزيز
31-03-2007, 03:14 PM
الكاتب المبدع " محمد سامي البوهي "
أفلحت قصتك " ظلال الرصاص " في استخدام تقنيات القص البارع ، والمشهد السينمائي المعبر ، بكل إمكانته من صورة وصوت وخلفية ، بل وغبار كاد يصيب عيوننا نحن المتفرجين / المتلقين . لتثبت أن الفن القصصي قادر على نقل وإيصال كل الأبعاد .
في الواقع لم يترك لي الأستاذ " مأمون المغازي " مجالا للتعليق ، حيث كان تعليقه أكثر من محيط بالعمل القصصي .
مازالت كتابتك القصصية تحتاج إلى المزيد من التكثيف ، أحسدك على غزارة انتاجك ، وتنوع أفكاره ، وجدة تناولاته .
أثق في موهبتك القصصية واتوقع مفاجآت أخرى ، وابداعات مغايرة تماما لما اعتدنا عليه .
فما أجمل من أن تظل اليد مرفوعة متشبثة بالأمل حتى النهاية ، فتلك النهايات هي التي تحدث بدايات جديدة .

تحياتي
جيهان عبد العزيز

محمد سامي البوهي
01-04-2007, 03:37 PM
تبّاً لتلك الأحجار المعدنية الصغيرة
والتي تُسكتُ أكبر الأصوات ..ما أجمل الموت على أعتاب حريّةٍ نزيهة..
الأديب القاص الرائع
محمد سامي البوهي..
تتميز بأبداع منقطع النظير في أدارة أحداث القصة حتى جعلتني اعيش الحدث بصورةٍ راقية ومميزة
أشكّ أنها ستنجلي عن ذاكرتي بسهولة..
سلمت يداك الكريمتان
ودام لنا فكرك مميزاً
الأستاذة القديرة/ منى الخالدي

كم أسعدني هذا التعليق والمرور المشارك للفكر والفكرة بانفعال صادق .

أشكرك

محمد سامي البوهي
02-04-2007, 09:24 PM
الكاتب محمد البوهى
قصة تعبر عن انفعال ما واتجاه فكرىما
لكن تناول الحدث كان مباشرا للغاية
والبحث عن الحرية اسمى ما يطمح لهالإنسان المعاصر
والقضيةقديمة قدم الصراع بين السلطة والحياة
تحياتى
السلام عليكم ورحمة الله

الأديب الرائع / محمود الدايداموني

أشكرك جدا على هذا التحليل الموجز الثري ، الذي عبر عن الكثير بالقليل .

محمد سامي البوهي
03-04-2007, 04:25 PM
حرفك اخي الفاضل شامخ وجميل جدا
الأديبة الأستاذة حسنية

الحرف العربي شامخ بلغتنا العربية دائماً ، وما نفعله هو ترتيب هذه الحروف لرسم الصور ، أشكرك جداً على هذا الإطراء .

محمد سامي البوهي
04-04-2007, 01:35 PM
ظِلالُ الرَّصَاصِ
لون بوهي جديد
قرأت هذه القصة من بين ما أقرأ ، وعدت معها إلى الكثير من إنتاج الأستاذ القاص : محمد البوهي ، فوجدت أن البوهي يحاول التحرر من طريقته القصصية تاركًا زركشاته وسيطرة اللفظ على المضمون ، إلا أن البوهي هنا بالتحديد يحاول جاهدًا التحرر من الإغراق المعنوي والرمزي الذي قد يفلت منه أحيانًا ، وربما كثرة معايشته للقصة الحداثية من أهم الأسباب وراء ذلك ، وبما أن صديقي البوهي كثير المحاولة والتجريب ؛ فأنا أشكر له هذه المحاولات .
ظلال الرصاص .
عنوان لافت ، ولافتة مغرية تستحث القارئ أن يتابع ما وراء هذه الظلال .
الدخول :
هجوم مباشر ، وزفرة قوية تتفق مع الحدث ، ومع الحالة ،وكعادة أديبنا يستخدم المجاز والتخييل ضمن الحالة الشعورية معتمدًا عليه في التشويق والإثارة ، فنحن مباشرة أمام أسوار الجامعة لنرى البوابات الحديدية تسقط في محاولة من القاص لتأكيد قوة المتظاهرين ، بل إنه لا يكتفي بأنها مظاهرة ، إنه يؤكد على أنها محاولة جادة للانتصار على الواقع الصعب .
سَقَطَتْ أبْوابُ الجَامِعةِ الحَديِّديةِ تَحْتَ الأقْدامِ ، السّيلُ يَتدفقُ بالهُتافاتِ ، ولافِتاتِ الأشْعارِ ، الشّوارعُ تَنصبُ شُطآنَها أمامَ أمواجِ الحريةِ ، تَناغَمتْ الأصواتُ المحتدمة بأغوارِ الصّمتِ ، المرأةَ تُخالطُها الفتاةُ ، الشّيخُ يَنسجمُ مع الطّفلِ الصّغيرِ ، الأعناقُ تحملُ غليانَ الشبابِ ، يُلوحون بقبضاتِ الغضبِ الممشوق منْ الأعماقِ "يا حرية فينك فينك .... بينا وبينك " ، الجّموعُ المتدفقةُ تلتقطُ الفُتاتَ الُمتناثرَ منْ لُحومِ البُؤسِ ... تتضخمُ ... في طريقِها نحو العرينِ منْ بين غاباتِ البيوتِ ، اليومُ ستجلبُ لنفسِها حياةً جديدةً، أو ستُكفنُ في قبورِ الخبزِ المُتصلبِ .... تُواصلُ التّقدم...

في هذا المشهد أجد البوهي يستخدم فنية التداخل ليضعك أمام فريقين تختلف غاية كل منهما عن الآخر ، بل إن كل منهما عدو حقيقي للآخر ، فنحن أمام جموع من أصحاب القضية بلغ بهم الجوع والضيق مبلغه حتى انها لم تعد تحسب للخطر أي حساب ، ولكن تغلب على البوهي المثالية في هذا العرض لدرجة أنه استخدم الصور المجازية بشكل لافت من مثل : ( الشّوارعُ تَنصبُ شُطآنَها أمامَ أمواجِ الحري )
كان القاص يقصد السدود ، حيث إن الشطآن جزء متمم للبحر وهي ليست عائقًا للأمواج في حد ذاتها . أما في تعبيره : (في طريقِها نحو العرينِ منْ بين غاباتِ البيوتِ) أرى أن غابات البيوت تعبير مستهلك ، والقاص يقصد به أن الحصار ليس بالجند وحدهم ولكن بغابة من المنازل ، ولو أننا في سياق آخر لجاء التعبير موظفًا لخدمة النص بشرط عدم إضافة البيوت إلى الغابات .
إلا أن القاص بمهارته المعهودة يمسك بخيوط القص ويحرك الحدث بمهارة ، وسنشير إلى ذلك في موضعه . أما هذه الصورة : (ستُكفنُ في قبورِ الخبزِ المُتصلبِ) رأيت في هذه الصورة جمالاً رائعًا أما كلمة المتصلب فقد جاءت غير خادمة للسياق كما كان يريد القاص .
المشهد الثاني :
هَطلتْ غِيومُ البنادقِ بالرصاصاتِ العمياءِ فوقَ رؤوسِهم ، تُزاحمُ لِحومَ الأجْسادِ ، يأتي التّساقطُ تباعاً وسطَ صرخاتِ النِّساءِ ، الفوضى تندسُ بين التماسكِ ، الأحذيةِ ... الحقائبِ ... الكتبِ تُخالطها الدماءُ ، عِصّي الجنودِ تحاصرُ الهُتافاتِ "هه.. هه.. يا حرية فيـ هه.. هه ـنــك ... آآآه" ، ظِلالُ الرَّصاصِ تَحومُ حولَ البقايا ، تنجذبُ أنحاؤهم المتفرقةِ نحو كومةِ الحياة ِ، يَخوضُون وحلَ الدماءِ المعجونةِ بترابِ الطريقِ ، العرينُ يقتربُ من الطموحِ المنشود و.......... التساقطُ مُستمرٌ .
في هذا المشهد حاول البوهي التخلص من الصور ، إلا أنها تزاحم الحدث لكنها في الأغلب تخدمه وقد أدى هذا المشهد دور الدليل للقارئ ؛ فهو يكشف عن هدف القاص من قصته وهو موفق فيه إلى حد كبير ، ولكن ننظر إلى الصور وما حققته . (هطلتْ غِيومُ البنادقِ بالرصاصاتِ العمياءِ فوقَ رؤوسِهم ، تُزاحمُ لِحومَ الأجْسادِ ، يأتي التّساقطُ تباعاً وسطَ صرخاتِ النِّساءِ) هنا مجموعة من الصور المتداخلة كان بإمكان القاص تنميتها لتخدم الحث إلا أنه اكتفى بها على هذا النسق ، ليأتي بصورة تالية : (الفوضى تندسُ بين التماسكِ)
لم يكن القاص في حاجة إلى التصوير هنا ، وإنما كان يكفيه أن يقول بأن الفوضى عمت ؛ لأن الفوضى لا تندس لأنها إذا اندست لا يكون لها أثر فوري ، فمثلاً عندما نقول : الجاسوس اندس بين الناس ، فهذا يعني أنه ذاب في جمعهم فصار واحدًا منهم . أما هذه الصورة : (عِصّي الجنودِ تحاصرُ الهُتافاتِ) فقد جاءت جميلة إذا حملناها على قوله الأول : الرصاصات فوق الرؤوس ، فهو هنا يعرض حالة واقعية ربما عاشها بالفعل ، او بالأرى نشاهدها كثيرًا . وفي صورته : (العرينُ يقتربُ من الطموحِ المنشود) جيدة هذه الصورة التي اعتمد فيها القاص على القلب ؛ فالطبيعي أن يقول : الجموع تقترب من العرين ، أما هو فقد أتى بصورة جيدة بما أحدثه من قلب . لكن للأسف لم يكن موفقًا أبدًا عندما صور الدماء المختلطة بالتراب بالوحل ، فكان بإمكانه استخدام تشبيه يناسب طهر هذه الدماء المناضلة من أجل حقها .
المشهد الأخير :
الأعدادُ ترتفعُ بسلةِ الموتِ ، امتلأتْ معدةُ الترابِ بالدماءِ ؛ فطفتْ جثثُ الشهداءِ تقبضُ على لافتاتِ الأشعارِ ، تتمسكُ أفواهُهم بأطرافِ الهُتافاتِ ، والناجُون يسبحون لقتلِ المسافاتِ المتبقية للوصولِ ، تتخيرُ الأغلالُ رقابَ بعضهم ؛ تأكلُ منْ الفلولِ الباقيةِ ، منظومةٌ لا تخمد إلا بذوبانِ الرؤوس ، جنودٌ وبنادق...رصاصاتٌ وعِصِّي... أصفادٌ وعربات ، لايهمُ أي شيء ، المهم تأمين العرين ، لمْ يعدْ سوى خمسةٍ منْ الرجالِ ، البحرُ يرتفعُ بأحْشَاءِ الحَقائبِ ، والبطونِ الخاويةِ ، اقتربَ منْ أنفاسِهم ، نأتْ عَنهم ظلالُ الرصاصِ ، اختفتْ أنصافُ أنوفِهم ، لمْ يعدْ سوى أربعةٍ من الرجالِ ... ثلاثةِ رجال... اثنين ... بقى رجلٌ واحدٌ ، وأخيراً أمامَ العرينِ ... تمسكَ بالأسوارِ للنجاةِ منْ الغرقِ ، آلافُ الظلالِ تنطلقُ ... آلافُ الرصاصاتِ تنطلق .... غرقَ في بحرِ الترابِ ، وبقيتْ يَدُه مُعلقة

في هذا المشهد بالتحديد لمحت اللون البوهي الجديد حيث الواقعية والتعامل مع العناصر ببراعة ، والتعامل مع ظلال الرصاص . حيث إنها في البداية تسيطر ، والآن تنحسر في بيان أنها حالة مؤقته ، وكأن القاص يهرب من الحقيقة ليوضح لنا أن هذا القمع أمر عارض .
وقد توقفت مع القاص الأستاذ البوهي عند ترك الرجل الأخير يده ، أو أنها بقيت معلقة على الجدار ، والعرين ، هذا الرمز الذي لم ينور له القاص ربما يقصد به مقر السلطة ، مقر القيادة ، أو أي عنصر من عناصر السيطرة ، وقد توقفت عندها مع نفسي ومع مدلولها ، فمن المعروف أن العرين بيت الأسد ، ونحن لسنا أمام أسد لما للأسد من صفات الشجاعة والإباء ، والكاتب يسقطه على من ليست لهم هذه الصفات وفق سياقه القصي ، فحبذا لو كان عبر عنها في سياق آخر يناسب الحدث والحالة .
بقي أن أقول أن القاص الأستاذ : محمد البوهي بهذه القصة يقدم لنا لونًا جديدًا من كتاباته القصصية بحتاج منه إلى المثابرة عليه وتأصيله وتعميقه ، فهو من المقدمين لدينا الذين يمتلكون من الأدوات ما يجعلهم في الصدارة دائمًا ، وقد حاول من خلال قصته هذه التحول إلى اللون الواقعي المباشر ، هذه المباشرة التي كانت تحتاج منه إلى تحرير النص منه كقاص أكثر من ذلك وإطلاق العنان لأدواته لتؤدي دورها متحررة من سيطرته ، وبالرغم من كل ما ألمحنا إليه في القصة تبقى قصة ( ظلال الرصاص ) عملاً متفردًا للقاص يجعلنا ننتظر منه الأعمال المتفردة على غيره . وأشكر أديبنا لحفاظه على اعتبار شكل الكلمات وأوصيه بالتدقيق دائمًا .
أديبنا القاص المبدع : محمد سامي البوهي
أستمتع وأنا أتعامل مع نصوصك دائمًا .
لك محبتي واحترامي
مأمون

السلام عليكم ورحمة الله
الأستاذ الأديب القاص الناقد / مأمون المغازي
بين تجاويف الأحرف تكمن بقايا من قطرات الصباح ، ننثرها بحجرات قلوبنا فتندى ، وتصنع الأحاسيس والمشاعر ، فنكتال منها ما نشاء لنزرع بذوره بقلوب غيرنا من البشر ، لا ننتظر الحصاد ... ولا ننتظر المقابل ... هنا وخلف ظلال الرصاص نحمل ثنايا الموت ، نلوح به لأنفسنا ، فنعلمها أننا راحلون ، نودع أجسادنا الباقية لنغيب مع نهايات الرصاص .... فنكتب بالدماء قصصاً لخطواتنا نحو الإنفجار ، فتأتي لمحاتكم مقومة تحمل إلىّ الرياحين المعطرة ، بوسطها الأشواك ، فتخدرني طلاوة العطر فلا أشعر بأشواكك .... لك أسلوب مميز في تبادلية العطر والأشواك .
دمت لنا ، ودام إبداعك
محمد

محمد سامي البوهي
04-04-2007, 01:44 PM
الأخ الأديب البوهي
تحية طيبة
لقد قمت بكتابة تعقيب على هذه القصة وللأسف الشديد حركة ما لا أدري ما هي ذهبت به تماما.
عذرا .
سأكتب غيره الآن فلا بأس.
تستوقفني نصوصك القصصية دائما ، وبموضوعية أقول أن بعضها أجوس خلاله بدهشة وسلاسة ،
وبعضها الآخر يحملني على قراءته أكثر من مرة لأصل معه إلى نقطة تفاهم واعية .
هذا النص القصصي الذي أقف أشاهده الآن أحسست أنه ينتمي لنوع ثالث من نصوصك التي هي في مجملها تحمل حسا جميلا وصحوة فكرية واضحة.
لقد وجدته مُصَوِّرة في يد صحفي بارع ، تسجل الحدث ولا تترك منه شاردة ولا واردة.
الغليان الطلابي الذي يسقط الحواجر لينصهر مع غليان شعبي . المضمون رائع
لكن كثرة التفاصيل أتعبتني قليلا ، بل يمكنها أن تجعل القارىء يحس ( ولو خطأ ) أن الكاتب يفتعل هذه التفاصيل برغم حقيقتها.
معروف جدا أن هناك بعض الأمور لتعدد تفصيلاتها وصورها ، قد لا تصدق لأنها تبدو شكلا من المبالغة.
المبالغة هنا لا يحتملها نص قصصي كهذا والسبب أن الموضوع يحتمل أمرا واحدا هو الصدق، وهو موجود.فالصور حميمية لا تحتاج لتلك التشبيهات كلها التي جعلتني أحس بوجود حشو أحيانا لم يكن النص يحتاجه ليبدو أجمل.
الأخ العزيز محمد
قصة صادقة ، تلهب المشاعر.
تقبل احترامي


الأستاذة الأديبة القديرة / حنان

المشاهد لا تتركنا في واقعنا أو أحلامنا ، نحن منها وهي منا ، فنحن صور متحركة تسير وتأكل وتتنفس ، و كل شىء من حولنا هو صور نتعامل معها ، ومشاهد نعيشها بحاضرنا ، ونخزنها في ماضينا ، ونطمحها في مستقبلنا ، معك أن هذه المشاهد والصور قد تزيد فيما أكتبه من نصوص ، لا أعترض أنها تصيب القارىء بالتشوش لذلك قمت بعمل تعديل آخر للقصة على ضوء ما أتت به قراءات أساتذتي ، ونصائحهم من خلال اللقاءات .

أشكرك .

محمد سامي البوهي
04-04-2007, 01:52 PM
الكاتب المبدع " محمد سامي البوهي "
أفلحت قصتك " ظلال الرصاص " في استخدام تقنيات القص البارع ، والمشهد السينمائي المعبر ، بكل إمكانته من صورة وصوت وخلفية ، بل وغبار كاد يصيب عيوننا نحن المتفرجين / المتلقين . لتثبت أن الفن القصصي قادر على نقل وإيصال كل الأبعاد .
في الواقع لم يترك لي الأستاذ " مأمون المغازي " مجالا للتعليق ، حيث كان تعليقه أكثر من محيط بالعمل القصصي .
مازالت كتابتك القصصية تحتاج إلى المزيد من التكثيف ، أحسدك على غزارة انتاجك ، وتنوع أفكاره ، وجدة تناولاته .
أثق في موهبتك القصصية واتوقع مفاجآت أخرى ، وابداعات مغايرة تماما لما اعتدنا عليه .
فما أجمل من أن تظل اليد مرفوعة متشبثة بالأمل حتى النهاية ، فتلك النهايات هي التي تحدث بدايات جديدة .
تحياتي
جيهان عبد العزيز

السلام عليكم ورحمة الله
الأستاذة الأديبة القاصة / جيهان
القص هو عالم يتداخل معنا ، يعيش على موائدنا ، وبين دموعنا ، خلف ضحكاتنا ، القص هو حياة أخرى ندثر بها حياتنا ، القصة هي دنيانا الخاصة التي نحتفظ ، ولا نحرم قصنا منها ، وهي عالمنا العام ، لغة لحوار من نوع جديد ، نسحق فيه همومنا ، فنغير فيه من الواقع ما يحلو لنا ، ونحقق ما يحلو لنا من أحلام تمنيناها دون ما يمنعنا ، ننسج دنيا غير دنيانا ، ونمرح بالبساتين ، والشوارع ، والطرقات ، وأيام لهونا ، نعود ونأتي ، نأتي ونعود ، نحبو ونقف ، نتعثر ، نتماسك ، نقع على رؤوسنا ، و نقاوم المستحيل ................. هكذا أعيش القصة ، فلا فرق بين ما أكتب وبين ما أعيش ...القصة هي حياة .
أخوك
محمد

محمد سامي البوهي
04-04-2007, 02:00 PM
السلام عليكم ورحمة الله
على ضوء ما وجه إلىّ من قراءات ، و ما تلقيته من توجيهات أساتذتي ، قمت بتعديل القصة طامحاً بأن أكون قد وصلت بها للقدر المطلوب :

ظِلالُ الرَّصَاصِ

سَقَطَتْ أبْوابُ الجَامِعةِ تَحْتَ الأقْدامِ ، السّيلُ يَتدفقُ بالهُتافاتِ ، ولافِتاتِ الشِّعارات ، الشّوارعُ تَنصبُ أحضانَها أمامَ أمواجِ الحريةِ ، تَناغَمتْ الأصواتُ المحتدمة بأغوارِ الصّمتِ ، المرأةَ تُخالطُها الفتاةُ ، الشّيخُ يَنسجمُ مع الطّفلِ الصّغيرِ ، الأعناقُ تحملُ غليانَ الشبابِ ، يُلوحون بقبضاتِ الغضبِ الممشوق منْ الأعماقِ "يا حرية فينك فينك .... بينا وبينك " ، الجّموعُ المتدفقةُ تلتقطُ الفُتاتَ الُمتناثرَ منْ لُحومِ البُؤسِ ... تتضخمُ ... في طريقِها نحو القلاعِ منْ بين غاباتِ البيوتِ ، اليومُ ستجلبُ لنفسِها حياةً جديدةً، أو ستُكفنُ بالخبزِ المتصلبِ .... تُواصلُ التّقدم....
هَطلتْ غِيومُ البنادقِ بالرصاصاتِ العمياءِ فوقَ رؤوسِهم ، تُزاحمُ لُحومَ الأجْسادِ ، يأتي التّساقطُ تباعاً وسطَ صرخاتِ النِّساءِ ، تَهدمُ الفوضى التّماسكَ ، الأحذيةَ ... الحقائبَ ... الكتبَ تُخالطها الدماءُ ، عِصّي الجنودِ تحاصرُ الهُتافاتِ "هه.. هه.. يا حرية فيـ هه.. هه ـنــك ... آآآه" ، ظِلالُ الرَّصاصِ تَحومُ حولَ البقايا ، تنجذبُ أنحاؤهم المتفرقةِ نحو كومةِ الحياة ِ، يَخوضُون عجينَ الدماءِ بترابِ الطريقِ ، القلاعُ تقتربُ من الطموحِ المنشود .......... التساقطُ مُستمرٌ .

الأعدادُ ترتفعُ بسلةِ الموتِ ، امتلأتْ معدةُ الترابِ بالدماءِ ؛ فطفتْ جثثُ الشهداءِ تقبضُ على اللافتاتِ ، تتمسكُ أفواهُهم بأطرافِ الهُتافاتِ ، والناجُون يسبحون لقتلِ المسافاتِ المتبقية للوصولِ ، تتخيرُ الأغلالُ رقابَ بعضهم ؛ تأكلُ منْ الفلولِ الباقيةِ ، منظومةٌ لا تخمد إلا بذوبانِ الرؤوس ، جنودٌ وبنادق...رصاصاتٌ وعِصِّي... أصفادٌ وعربات ، لمْ يعدْ سوى خمسةٍ منْ الرجالِ ، البحرُ يرتفعُ بأحْشَاءِ الحَقائبِ ، والبطونِ الخاويةِ ، اقتربَ منْ أنفاسِهم ، نأتْ عَنهم ظلالُ الرصاصِ ، ، لمْ يعدْ سوى أربعةٍ من الرجالِ ... ثلاثةِ رجال... اثنين … بقى رجلٌ واحدٌ ، مازالَ يقاوم ... ، يغوصُ في الأعماقِ ، ترتفعُ رأسُه بشهقةِ الحياة ِ، أخيراً أمامَ القلاعِ ... تشبثَ باللافتاتِ ... ، قبضَ بيديه على الأسلاكِ الشائكةِ ، تسلقَ غرورَ الأسوارِ، آلافُ الظلالِ تنطلق ...تَعثرتْ قدماه بالنتوءاتِ ،تأرجحَ جسدُه ، كادَ أنْ يسقطُ للخارجِ... قفزَ نحو الداخلِ.

محمد سامي البوهي
04-04-2007, 06:53 PM
السلام عليكم ورحمة الله
على ضوء ما وجه إلىّ من قراءات ، و ما تلقيته من توجيهات أساتذتي ، قمت بتعديل القصة طامحاً بأن أكون قد وصلت بها للقدر المطلوب :

ظِلالُ الرَّصَاصِ

سَقَطَتْ أبْوابُ الجَامِعةِ تَحْتَ الأقْدامِ ، السّيلُ يَتدفقُ بالهُتافاتِ ، ولافِتاتِ الشِّعارات ، الشّوارعُ تَنصبُ أحضانَها أمامَ أمواجِ الحريةِ ، تَناغَمتْ الأصواتُ المحتدمة بأغوارِ الصّمتِ ، المرأةَ تُخالطُها الفتاةُ ، الشّيخُ يَنسجمُ مع الطّفلِ الصّغيرِ ، الأعناقُ تحملُ غليانَ الشبابِ ، يُلوحون بقبضاتِ الغضبِ الممشوق منْ الأعماقِ "يا حرية فينك فينك .... بينا وبينك " ، الجّموعُ المتدفقةُ تلتقطُ الفُتاتَ الُمتناثرَ منْ لُحومِ البُؤسِ ... تتضخمُ ... في طريقِها نحو القلاعِ منْ بين غاباتِ البيوتِ ، اليومُ ستجلبُ لنفسِها حياةً جديدةً، أو ستُكفنُ بالخبزِ المتصلبِ .... تُواصلُ التّقدم....
هَطلتْ غِيومُ البنادقِ بالرصاصاتِ العمياءِ فوقَ رؤوسِهم ، تُزاحمُ لُحومَ الأجْسادِ ، يأتي التّساقطُ تباعاً وسطَ صرخاتِ النِّساءِ ، تَهدمُ الفوضى التّماسكَ ، الأحذيةَ ... الحقائبَ ... الكتبَ تُخالطها الدماءُ ، عِصّي الجنودِ تحاصرُ الهُتافاتِ "هه.. هه.. يا حرية فيـ هه.. هه ـنــك ... آآآه" ، ظِلالُ الرَّصاصِ تَحومُ حولَ البقايا ، تنجذبُ أنحاؤهم المتفرقةِ نحو كومةِ الحياة ِ، يَخوضُون عجينَ الدماءِ بترابِ الطريقِ ، القلاعُ تقتربُ من الطموحِ المنشود .......... التساقطُ مُستمرٌ .

الأعدادُ ترتفعُ بسلةِ الموتِ ، امتلأتْ معدةُ الترابِ بالدماءِ ؛ فطفتْ جثثُ الشهداءِ تقبضُ على اللافتاتِ ، تتمسكُ أفواهُهم بأطرافِ الهُتافاتِ ، والناجُون يسبحون لقتلِ المسافاتِ المتبقية للوصولِ ، تتخيرُ الأغلالُ رقابَ بعضهم ؛ تأكلُ منْ الفلولِ الباقيةِ ، منظومةٌ لا تخمد إلا بذوبانِ الرؤوس ، جنودٌ وبنادق...رصاصاتٌ وعِصِّي... أصفادٌ وعربات ، لمْ يعدْ سوى خمسةٍ منْ الرجالِ ، البحرُ يرتفعُ بأحْشَاءِ الحَقائبِ ، والبطونِ الخاويةِ ، اقتربَ منْ أنفاسِهم ، نأتْ عَنهم ظلالُ الرصاصِ ، ، لمْ يعدْ سوى أربعةٍ من الرجالِ ... ثلاثةِ رجال... اثنين … بقى رجلٌ واحدٌ ، مازالَ يقاوم ... ، يغوصُ في الأعماقِ ، ترتفعُ رأسُه بشهقةِ الحياة ِ، أخيراً أمامَ القلاعِ ... تشبثَ باللافتاتِ ... ، قبضَ بيديه على الأسلاكِ الشائكةِ ، تسلقَ غرورَ الأسوارِ، آلافُ الظلالِ تنطلق ...تَعثرتْ قدماه بالنتوءاتِ ،تأرجحَ جسدُه ، كادَ أنْ يسقطُ للخارجِ... قفزَ نحو الداخلِ.

فريد أحمد شوقي
04-04-2007, 07:09 PM
ظلال الرصاص " اسم جميل لقصة بها العديد من الاسقاطات الزمنية الجميلة والسياسية التي ليس في الامكان الحديث عنها في واقعنا المرير

د. نجلاء طمان
04-04-2007, 07:23 PM
الأديب القاص الفذ: الأستاذ محمد البوهى
انتظرنى
فلى عودة
تحية وشذى
الوردة السوداء

الشربينى خطاب
04-04-2007, 10:22 PM
الأستاذ الفاضل / محمد سامي البوهي
أنحني أمام هذا التواضع والأدب الجم ، هذا هو الأديب
الحق الذي يفيد ويستفيد ويعطي الدرس لمن خلفه ولن
اقرأ التعديل فأنا في نشوة التواضع أهذب نفسي
تحياتي علي هذه الشجاعة ولي عودة

وفاء شوكت خضر
04-04-2007, 10:53 PM
الأديب القاص / محمد سامي البوهي ..

قرات النص الأول ، ولكنك لم تمهلني للرد عليه ، فجاء تعديلك المبهر سريعا ..
أسلوب جديد أجده هنا ، بعيدا عن الرمزية العميقة ، لتأتي بالمزية بشكل يريح القارئ ولا يحس الرهق وهو يبحث بين دهاليز الرمزية المعتمة ، فيجد نفسه منسابا بحماسة مع نصك الذي اقتنص مجريات اللحظة ، ليصور بأسلوب أدبي جميل هذا الوقع الهام في حياة المواطن ، حين ينفجر غاضبا بعد سكون ، فتغص به الشوارع والصوت الهادر يقتحم الصمت ..

لن أقتحم النص بالنقد الذي استوفى النص حقه فيه قبل التعديل ، فالصور جميلة ، وعميقة ، أخذتنا لنكون وسط الحشود ، نرى ما يحدث عن قرب ، نسمع أزيز الرصاص ، ونحس وقع الهراوات ، وأصوات التحدي لا زالت تهتف .. يا حرية فينك .. فينك .

أعتقد أنك ستبدع لو اتبعت هذا الأسلوب الجميل في القص ، وأراك أجدت فيه .

تقبلك و استجابتك لما وجه لك من نقد وإرشاد ، جعلك كبيرا أكثر ..
دع قلمك يكتب دون خوف أو وجل ..
وإن تعرضنا للنقد ، فهذا لا يعني أننا فشلنا ، بل يعني أننا نجحنا وإن أصبنا بعض الأخطاء .

تحتي وتمنياتي بأن أرى لك الأجمل .

محمود الديدامونى
04-04-2007, 11:09 PM
هنا يمكن أن نقول معك
أحسنت يا محمد
قصتك تخلت كثيرا عن كل ما جعلنى اعلق عليها قبلا بمداخلة قد تكون قاسية
استمتعت كثيرا بتعميق الرؤية
ودلالات الفقد التى حملت فيها بشارات الكفاح والمحاولة والوجود لهو دليل غجادة
هذا الكائن المقهور ..... المسكين ....... الذى تقهره البنادق ... وتفرقه العصا ...
وهذه الأرض التى طفحت تربتها بدماء الشهداء الباحثين عن أسمى مطلب إنسانى ..
لهو دليل الكارثة المحدقة بكل واحد منا
نص يحتاج لقراءات عدة
تقبل خالص التحايا يا / محمد

منى الخالدي
05-04-2007, 01:29 AM
ما شاء الله عليك

أديبنا الجميل
محمد سامي البوهي

وكأنك كنت مدركاً تماماً أنّ التعديل سينال إعجابنا
فيا لك من أديب متواضعٍ ورائع

خطوة رائعة
ومشجعة على تعديل ما نراه مناسباً في نصوصنا التي تنال نقداً بنّاءً
تحيتي لك ولكلّ حرف ينساب من بين يديك

ألف رعاك الله

حنان الاغا
05-04-2007, 08:58 AM
الأديب المبدع محمد البوهي
أشكرك (للتواضع الذي هو شأن الأدباء ) .
فقط أود أن أوضح أمرا، هو أن أي تعقيب جاء على النص بشكله السابق ما كان ليقلل من قيمته ( لا سمح الله ). هذا رأيي بموضوعية أيها الأديب الذي يمتلك موهبة غنية .
لهذا أشارك الأستاذ الشربيني موقفه ولن أقرأ .
تقبل مودتي وتقديري

د. نجلاء طمان
05-04-2007, 03:31 PM
"ظلال الرصاص قبل وبعد التعديل ..."
للقاص الفذ:محمد سامى البوهى
في محاولة منى لإلقاء ظلالٍ ضعيفة واهية على رائعة أتت كالشمس إلى صفحة القصة ..
العنوان ..
وفق الكاتب إلى ابعد حد في اختيار عنوان لرائعته فقد غرس باختياره قنبلة منزوعة الفتيل في ذهن المتلقي جعلت ذهنه متقداً مستيقظاً منتبهاً لاستقبال حدثٍ جدٍ خطير وعندما تنسب لفظة " الظلال" للرصاص فذلك يدل على كثرة الطلقات وسرعتها وفوضويتها في الوقت ذاته .
اللغة :
..جاءت مناسبة ومتناسبة مع الجو الصراعي المحتدم.
الألفاظ والتراكيب:
..جاءت قوية .. معبرة .. شيقة .. وبالرغم من كونها كانت مبالغة إلى حد ما لكنها كانت متكاملة الأبعاد .. ضرورية وملحة للجو الإنتفاضى التظاهري .
الحركة :
..كانت متعددة وصاخبة .. بها شيء ما من المبالغة وخرج بها الكاتب من الأحادية إلى التعددية المفرطة بالرغم من ذلك كانت ملائمة تماماً وضرورية لجو القصة .
الصوت :
..كان تصورياً عالى الوترية جاء كموسيقى تصويرية رائعة ومعبرة لفيلم من أفلام الحركة .
التعقيب ...
تجتمع كل الأدوات السابقة لتكون شهقة من شهقات الكاتب الإبداعية فالجو التظاهري الذي يخلو من كل العاديات والمألوفات لابد وأن تكون أدوات التعبير عنه موحية وموازية لكل الصخب داخله حتى تقنع المتلقي بالتعايش معه .....مزج الكاتب هنا كل أدواته بالأبعاد الثلاثية المكانية والبعد الرابع الزمني فخلق أمام عين وذهن المتلقي شاشة عرض ..حبس أمامها المتلقي أنفاسه وهو يشاهدها رأى العين كأنه يشاهد فيلماً بأبعاده الرباعية الكاملة .
النهاية قبل التعديل ...
{منظومةٌ لا تخمد إلا بذوبانِ الرؤوس ، جنودٌ وبنادق...رصاصاتٌ وعِصِّي... أصفادٌ وعربات ، لايهمُ أي شيء ، المهم تأمين العرين ، لمْ يعدْ سوى خمسةٍ منْ الرجالِ ، البحرُ يرتفعُ بأحْشَاءِ الحَقائبِ ، والبطونِ الخاويةِ ، اقتربَ منْ أنفاسِهم ، نأتْ عَنهم ظلالُ الرصاصِ ، اختفتْ أنصافُ أنوفِهم ، لمْ يعدْ سوى أربعةٍ من الرجالِ ... ثلاثةِ رجال... اثنين ... بقى رجلٌ واحدٌ ، وأخيراً أمامَ العرينِ ... تمسكَ بالأسوارِ للنجاةِ منْ الغرقِ ، آلافُ الظلالِ تنطلقُ ... آلافُ الرصاصاتِ تنطلق .... غرقَ في بحرِ الترابِ ، وبقيتْ يَدُه مُعلقة}
بالرغم من أن النهاية جاءت تعيسة ومثبطة لحلم وأمل يتسوله المتلقي داخل جنباته.. إلا أنها جاءت واقعية تماماً ومتوقعة لهذا الجو التظاهري الصخب والفوضوي المحكوم بقوة غير متكافئة لسببين ..
أولا .. قوة الرصاص كانت هي الحكم في هذا العرض وقوة الرصاص لا تحكمها ضوابط.. فالرصاص طائش وفى هذا الجو المحتدم الموت هو النهاية الحتمية ..
ثانيا .. اختيار لفظة "العرين " كانت موفقة للغاية فالعرين بيت الأسد والشجاعة واحدة من صفات الأسد الشهيرة لكن هناك مثل واقعي لا يختلف عليه اثنان أن "الكثرة تغلب الشجاعة "فلابد أن يكون مصير هذا الأسد الشجاع في خضم كل ما سبق هو الموت المؤكد .
النهاية بعد التعديل...
{منظومةٌ لا تخمد إلا بذوبانِ الرؤوس ، جنودٌ وبنادق...رصاصاتٌ وعِصِّي... أصفادٌ وعربات ، لمْ يعدْ سوى خمسةٍ منْ الرجالِ ، البحرُ يرتفعُ بأحْشَاءِ الحَقائبِ ، والبطونِ الخاويةِ ، اقتربَ منْ أنفاسِهم ، نأتْ عَنهم ظلالُ الرصاصِ ، لمْ يعدْ سوى أربعةٍ من الرجالِ ... ثلاثةِ رجال... اثنين … بقى رجلٌ واحدٌ ، مازالَ يقاوم ... ، يغوصُ في الأعماقِ ، ترتفعُ رأسُه بشهقةِ الحياة ِ، أخيراً أمامَ القلاعِ ... تشبثَ باللافتاتِ ... ، قبضَ بيديه على الأسلاكِ الشائكةِ ، تسلقَ غرورَ الأسوارِ، آلافُ الظلالِ تنطلق ...تَعثرتْ قدماه بالنتوءاتِ ،تأرجحَ جسدُه ، كادَ أنْ يسقطُ للخارجِ... قفزَ نحو الداخلِ.}
بالرغم من كون النهاية جاءت متفائلة دغدغت الحلم داخل قلب المتلقي وعانقت الأمل داخله.. إلا أنها فجرت القنبلة الموضوعة مسبقاً داخل ذهنه تاركة داخله شعوراً بعدم الراحة والاقتناع فقد جاءت النهاية له ..مخالفة وبشكل واضح لكل الجو الإنتفاضى والفوضوي الذى عايشه.. فتركت تشويهاً في جمال الحدث وروعته .
أيها القاص العبقري ..
اختلاف الآراء وتعددها يفتح لعقولنا طاقات من النور فتجعلنا نتعلم ونتعلم ..
هي همسة أهمسها هنا على هذه الصفحة ولك كل الحرية في أن تسمعها أو تصم أذنيك ..
ظلا ل الرصاص قبل التعديل هي ...
" فلتة بوهية لقاص التفاصيل "
تحية وشذي
الوردة السوداء

محمد سامي البوهي
05-04-2007, 04:27 PM
"ظلال الرصاص قبل وبعد التعديل ..."
للقاص الفذ:محمد سامى البوهى
في محاولة منى لإلقاء ظلالٍ ضعيفة واهية على رائعة أتت كالشمس إلى صفحة القصة ..
العنوان ..
وفق الكاتب إلى ابعد حد في اختيار عنوان لرائعته فقد غرس باختياره قنبلة منزوعة الفتيل في ذهن المتلقي جعلت ذهنه متقداً مستيقظاً منتبهاً لاستقبال حدثٍ جدٍ خطير وعندما تنسب لفظة " الظلال" للرصاص فذلك يدل على كثرة الطلقات وسرعتها وفوضويتها في الوقت ذاته .
اللغة :
..جاءت مناسبة ومتناسبة مع الجو الصراعي المحتدم.
الألفاظ والتراكيب:
..جاءت قوية .. معبرة .. شيقة .. وبالرغم من كونها كانت مبالغة إلى حد ما لكنها كانت متكاملة الأبعاد .. ضرورية وملحة للجو الإنتفاضى التظاهري .
الحركة :
..كانت متعددة وصاخبة .. بها شيء ما من المبالغة وخرج بها الكاتب من الأحادية إلى التعددية المفرطة بالرغم من ذلك كانت ملائمة تماماً وضرورية لجو القصة .
الصوت :
..كان تصورياً عالى الوترية جاء كموسيقى تصويرية رائعة ومعبرة لفيلم من أفلام الحركة .
التعقيب ...
تجتمع كل الأدوات السابقة لتكون شهقة من شهقات الكاتب الإبداعية فالجو التظاهري الذي يخلو من كل العاديات والمألوفات لابد وأن تكون أدوات التعبير عنه موحية وموازية لكل الصخب داخله حتى تقنع المتلقي بالتعايش معه .....مزج الكاتب هنا كل أدواته بالأبعاد الثلاثية المكانية والبعد الرابع الزمني فخلق أمام عين وذهن المتلقي شاشة عرض ..حبس أمامها المتلقي أنفاسه وهو يشاهدها رأى العين كأنه يشاهد فيلماً بأبعاده الرباعية الكاملة .
النهاية قبل التعديل ...
{منظومةٌ لا تخمد إلا بذوبانِ الرؤوس ، جنودٌ وبنادق...رصاصاتٌ وعِصِّي... أصفادٌ وعربات ، لايهمُ أي شيء ، المهم تأمين العرين ، لمْ يعدْ سوى خمسةٍ منْ الرجالِ ، البحرُ يرتفعُ بأحْشَاءِ الحَقائبِ ، والبطونِ الخاويةِ ، اقتربَ منْ أنفاسِهم ، نأتْ عَنهم ظلالُ الرصاصِ ، اختفتْ أنصافُ أنوفِهم ، لمْ يعدْ سوى أربعةٍ من الرجالِ ... ثلاثةِ رجال... اثنين ... بقى رجلٌ واحدٌ ، وأخيراً أمامَ العرينِ ... تمسكَ بالأسوارِ للنجاةِ منْ الغرقِ ، آلافُ الظلالِ تنطلقُ ... آلافُ الرصاصاتِ تنطلق .... غرقَ في بحرِ الترابِ ، وبقيتْ يَدُه مُعلقة}
بالرغم من أن النهاية جاءت تعيسة ومثبطة لحلم وأمل يتسوله المتلقي داخل جنباته.. إلا أنها جاءت واقعية تماماً ومتوقعة لهذا الجو التظاهري الصخب والفوضوي المحكوم بقوة غير متكافئة لسببين ..
أولا .. قوة الرصاص كانت هي الحكم في هذا العرض وقوة الرصاص لا تحكمها ضوابط.. فالرصاص طائش وفى هذا الجو المحتدم الموت هو النهاية الحتمية ..
ثانيا .. اختيار لفظة "العرين " كانت موفقة للغاية فالعرين بيت الأسد والشجاعة واحدة من صفات الأسد الشهيرة لكن هناك مثل واقعي لا يختلف عليه اثنان أن "الكثرة تغلب الشجاعة "فلابد أن يكون مصير هذا الأسد الشجاع في خضم كل ما سبق هو الموت المؤكد .
النهاية بعد التعديل...
{منظومةٌ لا تخمد إلا بذوبانِ الرؤوس ، جنودٌ وبنادق...رصاصاتٌ وعِصِّي... أصفادٌ وعربات ، لمْ يعدْ سوى خمسةٍ منْ الرجالِ ، البحرُ يرتفعُ بأحْشَاءِ الحَقائبِ ، والبطونِ الخاويةِ ، اقتربَ منْ أنفاسِهم ، نأتْ عَنهم ظلالُ الرصاصِ ، لمْ يعدْ سوى أربعةٍ من الرجالِ ... ثلاثةِ رجال... اثنين … بقى رجلٌ واحدٌ ، مازالَ يقاوم ... ، يغوصُ في الأعماقِ ، ترتفعُ رأسُه بشهقةِ الحياة ِ، أخيراً أمامَ القلاعِ ... تشبثَ باللافتاتِ ... ، قبضَ بيديه على الأسلاكِ الشائكةِ ، تسلقَ غرورَ الأسوارِ، آلافُ الظلالِ تنطلق ...تَعثرتْ قدماه بالنتوءاتِ ،تأرجحَ جسدُه ، كادَ أنْ يسقطُ للخارجِ... قفزَ نحو الداخلِ.}
بالرغم من كون النهاية جاءت متفائلة دغدغت الحلم داخل قلب المتلقي وعانقت الأمل داخله.. إلا أنها فجرت القنبلة الموضوعة مسبقاً داخل ذهنه تاركة داخله شعوراً بعدم الراحة والاقتناع فقد جاءت النهاية له ..مخالفة وبشكل واضح لكل الجو الإنتفاضى والفوضوي الذى عايشه.. فتركت تشويهاً في جمال الحدث وروعته .
أيها القاص العبقري ..
اختلاف الآراء وتعددها يفتح لعقولنا طاقات من النور فتجعلنا نتعلم ونتعلم ..
هي همسة أهمسها هنا على هذه الصفحة ولك كل الحرية في أن تسمعها أو تصم أذنيك ..
ظلا ل الرصاص قبل التعديل هي ...
" فلتة بوهية لقاص التفاصيل "
تحية وشذي
الوردة السوداء


الأستاذة الأديبة الناقدة الدكتورة / الوردة السوداء

اتعلمين عندما قرأت ردك الاول ، اعتقدت بأنك لن تعودي هنا مرة أخرى ، ظننت ان القصة بعدما لاقت كل النقد السابق قبل التعديل لا تحتمل نقداً آخر ، لكن ما رأيته اليوم يجعلني أفكر بأن أكون محتالا ، أنزل النص ، ثم أنزل عليه تعديلاً آخر. قراءتك جاءت معها بوثائق الاقتناع كي تجعلني افكر كثيرا فيما كتبت ، وفيما لقبت به ، والله هذا كثير يا أستاذتي ، فما أنا الا (أ ب ت ث) قصة قصيرة .

مرآة النفس
05-04-2007, 04:54 PM
محمد سامي البوهي....
ولوحة فنية جديدة من لوحاتك المعهودة....أكثر ما يلفت انتباهي في كتاباتك هي قدرتك الفذة على التصوير السينمائي...
شعرت وكأنني أشاهد فيلماً أمامي,,,وتتراءى لي الحشود والألوان والدماء وأسمع صوت الرصاص يخترق مخيلتي...
أهنئك على قلمك المبدع وأعتذر عن تقصيري في متابعة قلمك الجواد...
دمت بخير

وفاء شوكت خضر
07-04-2007, 03:19 PM
ظللا الرصاص ..

أرى أن من سبقوني قد أوفو النص حقه بالنقد الإيجابي ، وقد رأيت النص بعد تعديله ، فكان رائعا من قبل ومن بعد ، حيث الفكرة تحاكي واقعا أليما نجده يتكرر في أكثر من مكان على امتداد الساحات السياسية في كثير من الدول .

أقترح أن يدمج هذا النص بالنص المعدل حتى يكونا في صفحة واحد ، أو أن يختار أحدهما وغلق الآخر ، حتى لا يختلط الأمر على المتابعين .

مجرد رأي ولكم الأمر .
تحيتي .

محمد سامي البوهي
07-04-2007, 03:56 PM
السلام عليكم ورحمة الله

السادة مشرفي منتدى القصة

أرجو دمج هذا الموضوع مع القصة المعدلة ، كي لا يحدث لبس للقارىء ، وتماشياً مع قوانين الموقع .
اشكركم

مأمون المغازي
09-04-2007, 01:10 AM
الأستاذ القاص الباهر : محمد سامي البوهي

كنت قد وعدتك أيها العزيز بالعودة إلى هنا ، وها أنا بين حروفك وصورك ، وكنا قد أبدينا رأينا في العمل الأصلي ، ولا تعني قراءتنا للعمل الإنقاص من قدره ، بل هي رؤية نقدمها بين يدي العمل ، أما ما أبهرتنا به من شجاعة وتواضع معهودين منك ، وما قمت به من تعديلات على العمل هي الأخرى تخضع لإبداء الرأي فمنا من يراها موفقة ومنا من يراها غير ذلك ؛ كل ذلك أستاذي لا يشفع للأديب أن يضع القراء في مأزق بين عملين هما في الأصل عمل واحد أجريت له جراحة تترك ندبة ظاهرة في النسختين ، وعلى هذا يمكننا أن نقول أن الآراء لن تتوقف في عمل أدبي مهما أجري له من جراحات ، ونحن لسنا ضد التجويد بالمرة بل نحض عليه ونتبعه ونمارسه ، لكن أن يكون بهذه السرعة وفي نفس المكان ، فهذا ما لا يمكن أن نتفق عليه حفاظًا على العمل الإبداعي وصاحبه الذي نعرفه جيدًا ونقدر موهبته وإبداعه وامتلاكه لأدوات لا تتوفر للكثيرين ، بل ما نرجوه من أنفسنا قبل أن نطلبه إليك أن نستفيد من تجاربنا السابقة في تجارب آتية بغض النظر عن التجربة محل النقاش باعتبارها مرحلة في مسيرة الأديب ، وليست آخر ما يكتب .

بقي أستاذنا أن نقر بأنك تتفوق على نفسك ، ولن أطيل فقد أوردت أديبتنا ( الوردة السوداء ) ما أفادنا وتواردت فيه الخواطر .

لك الحب المقيم أيها المبدع

مأمون

محمد سامي البوهي
11-04-2007, 12:59 PM
ظلال الرصاص " اسم جميل لقصة بها العديد من الاسقاطات الزمنية الجميلة والسياسية التي ليس في الامكان الحديث عنها في واقعنا المرير
الأستاذ فريد

أشكرك جدا على الحضور الرقيق نتمنى لك حسن المقام بيننا .

محمد سامي البوهي
11-04-2007, 01:01 PM
الأستاذ الفاضل / محمد سامي البوهي
أنحني أمام هذا التواضع والأدب الجم ، هذا هو الأديب
الحق الذي يفيد ويستفيد ويعطي الدرس لمن خلفه ولن
اقرأ التعديل فأنا في نشوة التواضع أهذب نفسي
تحياتي علي هذه الشجاعة ولي عودة

الأستاذ الأديب القدير / الشربيني خطاب

التواضع هو روح تبث في اجسادنا من جديد لنشعر بالرضى عن ذواتنا .