مشاهدة النسخة كاملة : تباريــــــح
مأمون المغازي
29-03-2007, 10:35 PM
https://www.rabitat-alwaha.net/alwaha/tabaree.jpg
الصورة مهداة من الأديبة المفتنة : حنان الآغا ، كل الشكر لها
تباريح ( قصة تشكيلية )
أجلس إلى الصورة ، أغوص فيها ... أعيد رسم القَسَمات ، أتصور كل ألوان التغير التي خلفتها السنون ... لا تُقنع عقلي ، لابد أن الرسم يخالف الواقع! .. ولو ترابت الأيام ؛ أين الأيام؟!
هل نفدت حقًا ؟!
أشعر بها تتفلت من بين أصابعي ، أحتلب الذكريات . كنت أقبض على الأيام ، ما هي إلا حفنة أشهر ، بعدها نلتقي ... سأتمم الصورة ... لم تكتمل بعد خطوط الرصاص ؛ كنا نحب الرسم بالرصاص .. الخطوط .. أصلنا الخطوط.. الخط هو الجوانية .. لن ننمو من غير خطوط .. الرصاص هو الأمثل ما دمت لا تعرف حدود الطريق .. نقِّط . خطط . حدِّد ... امح؛ ليس الكل .؟. ما لا يتفق . يجتمع الرأي ، نستقر .؟. أولاً الخط ... النقطة لا تعني . الخط نقاط . أنا وأنت .. ومن يأتي ؟! يمتد الخط. ما رأيك في العمق ؟!
ـ كنا طفلين.
ـ ما رأيك في اللون ؟
ـ الأفتح أنسب.
ـ الضوء الأصل .
ينعجن الخط ... ينتشر الضوء.
ـ ما لون الشعر ؟!
ـ ولماذا الشعر ؟!
ـ ابدأ بالعين .
ـ العين تراك .
ـ أنت العين ...
ـ فلنبدأ بالعين .
ترتسم الأحلام ، ينتشر الضوء بلون الحلم ، الأمل ، الأيام . كانت في كفي حفنة أيام .
ـ نجعلها البُعد !
ـ أيهما البُعد ؟!
ـ البعد الخط .. يسيل الخط ، ينتشر الظل تحت العين ، ننظر فوق ...
ـ ما أبعدنا من الظل!
ـ الظل الخط ، الخط الظل .. أنا وأنت ، أنت وأنا . فلننظر فوق ، ما أرفع أن ننظر فوق . لن أصعد وحدي .
ذهب الطفلان ، انتظم الشارب . نُحِتَ النهد . من منا في العُمق ؟!
ـ احذر البُعد .
ـ لن أتركها مسطحة ... نتفق على اللون .
ـ لون واحد ؟
ـ أربعة ألوان .؟. أمس ، اليوم ، غدًا ... حفنة أيام .
ـ أي كل الألوان .
نجلس ، يلتصق الكتفان ، حوار في صمت ، تتواتر خواطرنا فيما في الصورة ..
ـ أين الخط ؟!
ـ صار اللون .
ـ دُفن الخط ؟
ـ يبقى الخط ...
الصورة تتضح ، نمزج الألوان . أربعة ألوان . لون الصبح ، لون الغروب ، لون الليل ، حفنة أحلام .
ـ أي كل اليوم .
ـ أمامنا الأيام .
ـ أي طول العمر .
ـ لن ننسى ما فات .
ـ ما نحن بلا ما فات ؟!
في الصورة شبح ... طراطيش الألوان ...
ـ لنغسل الفُرش .
نعالج الشبح . اللون أصلي ، ثابت ، لا يَمَّحي .
ـ ماذا نفعل ؟! نشطب ؟
ـ سيضيع العمق .
نحاذر أن ينكسر الخط . الخط يستقيم . الشبح يستطيل ، يصبح جزءًا من الصورة ؛ تتعايش معه الألوان . تتجانس؟!
لا يمكن أن تتجانس . يأخذنا الحزن إلى ما بعد حفنة الأحلام . يقترب منا أكثر . نتبين ملامحه . الألوان تتجه إليه ؛ يمتص مني أحلامي ، يتلون ، يتغذى من أحلامي ، يتعملق ... نهرب في العمق ... نتدلى بالخط ، الخط رفيع ، لن نتخلى عن إتمام الصورة . الشبح خرج من الصورة .
نهدأ . نبتسم ، نجلس ... يلتصق الكتفان ... نتنفس في العمق . تتضح الرؤية ( في السكة ) نراها لم تعد طويلة ...( سيبهم مع بعضهم ) . نتلفت ، نشعر بوجود الشبح ... ( امش بعيد عنهم ) . نلتصق أكثر ... ملامحه أكثر وضوحًا . نثبت له أننا نعرفه .. نتعملق ... نلتصق ... نتمرد ... نلتحم . يلوذ بالفرار ، طرطش الألوان ، ازدحمت الصورة .
عاد ، يحاول ردم الصورة .
افعل ما تفعل ... لدينا الخط .
بدّل ملامحه ، يلوح من بعيد ... من خارج الصورة
ـ أنت معي ؟
ـ أنت معي ؟
عبد الوهاب يغني ( ... حبك رحلة عمري وقدري ...) الليل يخيم ، ترفرف الملائكة .. تصفر الشياطين . نحاول تنظيف الصورة ، نضحك رغمًا عنا ... الطرطشات صارت أشباحًا ، جيش الأشباح يحتل الصورة .
ـ ألواني ؟!
ـ ألوانك ؟!
سميرة سعيد تغني ( شفت يا قلبي ازاي وانا جنبه كنت حطير م الفرحة بقربه ؟! ) .. لن يفلح جيش الأشباح ... نعرفهم ، بدأ الحفر ، يريدون الخط ... نعرفهم ، نكثف الألوان ، يشتد الحفر ... نعرفهم ، تتضح الصورة ... نعرفهم أكثر . تتضح الصورة : حدود الصورة أشباح ترفع رايات النار إيذانًا بالدخول ، وردة الجزائرية تغني ( بعمري كله حبيتك وانت عارف شوقي لك أد إيه)
يعود الشبح . نعرفه ، نفس الشبح .. جِلدٌ آخر ، وجه آخر ، ثوب آخر ، نفس الشبح . البلدوزر يقتحم ... مكلل بالورود ، فيه من ملامح فيل أبرهة ، وعليه أبرهة ... يصفق له ألف أبرهة .
فتق الصورة ... شطر الألوان ... صلبة جدًا . نلوِّن قدر الطاقة ، السرعة فائقة ، نلون فوق الطاقة ، محمد منير يغني ( لو بطلنا نحلم نموت .. لو حاولنا يمكن نفوت ) .
يحفر في العمق ، معاوله كثيرة ، قوية ، تجتمع الأشباح ... انفجار .
ميادة تغني ( هي الليالي كدا هي الليالي ... بتفرق دا ودا ، وتقرب دا و دا ) وحدي مع الصورة ... ما زال الخط ... وحدك مع الصورة ... ما زال الخط ... حنان تغني ( في الشارع دا ... كانت أيام أجمل أيام .. فين الأيام دلوقتي ؟؟؟!!! )
لدينا الخط ... الأصل الخط . أحمد الحجار يغني ( الوهم فات والذكريات قالتلي حبك بالوجود يا ريت تعود ... يا ريت تعود)
مأمون المغازي
الكويت ـ 3/1/2004
أحمد حسن محمد
30-03-2007, 02:27 AM
انعتاق غريب أيها المثابر في متاهة الدنيا..
ما أحسه الآن يوجب على أن أرتشف إحساسي ونظرات عيني المنبهرة كلما حاولت الطيران من دمي ..
لتسبح سبحاً طويلا في دمي ، وتكرر التذاذتها بروح الفلسفة التي شكلها قلبك العبقري في كلمات/ مشوار حياة/ مأمون المغازي بحكمته اللذيذة، وترحيبه الرائع في تحليل الأمور والمواقف والأشخاص..
لكن ما شدني المحاذاة بين الرمزية الخفيفة جدا خفة خطوط التشكيل في الرسم.. وبين أصالة المعنى المراد وحدته وموقعه المرتب الحسن الجميل في الأذن والعين والسمع..
..
شكرا كاتبنا العادل في رمزية مشاعره
د. مصطفى عراقي
30-03-2007, 08:30 AM
http://www.alsowr.com/get-3-2007-cu1qaux8.jpg
الصورة مهداة من الأديبة المفتنة : حنان الآغا ، كل الشكر لها
تباريح ( قصة تشكيلية )
أجلس إلى الصورة ، أغوص فيها ... أعيد رسم القَسَمات ، أتصور كل ألوان التغير التي خلفتها السنون ... لا تُقنع عقلي ، لابد أن الرسم يخالف الواقع! .. ولو ترابت الأيام ؛ أين الأيام؟!
هل نفدت حقًا ؟!
أشعر بها تتفلت من بين أصابعي ، أحتلب الذكريات . كنت أقبض على الأيام ، ما هي إلا حفنة أشهر ، بعدها نلتقي ... سأتمم الصورة ... لم تكتمل بعد خطوط الرصاص ؛ كنا نحب الرسم بالرصاص .. الخطوط .. أصلنا الخطوط.. الخط هو الجوانية .. لن ننمو من غير خطوط .. الرصاص هو الأمثل ما دمت لا تعرف حدود الطريق .. نقِّط . خطط . حدِّد ... امح؛ ليس الكل .؟. ما لا يتفق . يجتمع الرأي ، نستقر .؟. أولاً الخط ... النقطة لا تعني . الخط نقاط . أنا وأنت .. ومن يأتي ؟! يمتد الخط. ما رأيك في العمق ؟!
ـ كنا طفلين.
ـ ما رأيك في اللون ؟
ـ الأفتح أنسب.
ـ الضوء الأصل .
ينعجن الخط ... ينتشر الضوء.
ـ ما لون الشعر ؟!
ـ ولماذا الشعر ؟!
ـ ابدأ بالعين .
ـ العين تراك .
ـ أنت العين ...
ـ فلنبدأ بالعين .
ترتسم الأحلام ، ينتشر الضوء بلون الحلم ، الأمل ، الأيام . كانت في كفي حفنة أيام .
ـ نجعلها البُعد !
ـ أيهما البُعد ؟!
ـ البعد الخط .. يسيل الخط ، ينتشر الظل تحت العين ، ننظر فوق ...
ـ ما أبعدنا من الظل!
ـ الظل الخط ، الخط الظل .. أنا وأنت ، أنت وأنا . فلننظر فوق ، ما أرفع أن ننظر فوق . لن أصعد وحدي .
ذهب الطفلان ، انتظم الشارب . نُحِتَ النهد . من منا في العُمق ؟!
ـ احذر البُعد .
ـ لن أتركها مسطحة ... نتفق على اللون .
ـ لون واحد ؟
ـ أربعة ألوان .؟. أمس ، اليوم ، غدًا ... حفنة أيام .
ـ أي كل الألوان .
نجلس ، يلتصق الكتفان ، حوار في صمت ، تتواتر خواطرنا فيما في الصورة ..
ـ أين الخط ؟!
ـ صار اللون .
ـ دُفن الخط ؟
ـ يبقى الخط ...
الصورة تتضح ، نمزج الألوان . أربعة ألوان . لون الصبح ، لون الغروب ، لون الليل ، حفنة أحلام .
ـ أي كل اليوم .
ـ أمامنا الأيام .
ـ أي طول العمر .
ـ لن ننسى ما فات .
ـ ما نحن بلا ما فات ؟!
في الصورة شبح ... طراطيش الألوان ...
ـ لنغسل الفُرش .
نعالج الشبح . اللون أصلي ، ثابت ، لا يَمَّحي .
ـ ماذا نفعل ؟! نشطب ؟
ـ سيضيع العمق .
نحاذر أن ينكسر الخط . الخط يستقيم . الشبح يستطيل ، يصبح جزءًا من الصورة ؛ تتعايش معه الألوان . تتجانس؟!
لا يمكن أن تتجانس . يأخذنا الحزن إلى ما بعد حفنة الأحلام . يقترب منا أكثر . نتبين ملامحه . الألوان تتجه إليه ؛ يمتص مني أحلامي ، يتلون ، يتغذى من أحلامي ، يتعملق ... نهرب في العمق ... نتدلى بالخط ، الخط رفيع ، لن نتخلى عن إتمام الصورة . الشبح خرج من الصورة .
نهدأ . نبتسم ، نجلس ... يلتصق الكتفان ... نتنفس في العمق . تتضح الرؤية ( في السكة ) نراها لم تعد طويلة ...( سيبهم مع بعضهم ) . نتلفت ، نشعر بوجود الشبح ... ( امش بعيد عنهم ) . نلتصق أكثر ... ملامحه أكثر وضوحًا . نثبت له أننا نعرفه .. نتعملق ... نلتصق ... نتمرد ... نلتحم . يلوذ بالفرار ، طرطش الألوان ، ازدحمت الصورة .
عاد ، يحاول ردم الصورة .
افعل ما تفعل ... لدينا الخط .
بدّل ملامحه ، يلوح من بعيد ... من خارج الصورة
ـ أنت معي ؟
ـ أنت معي ؟
عبد الوهاب يغني ( ... حبك رحلة عمري وقدري ...) الليل يخيم ، ترفرف الملائكة .. تصفر الشياطين . نحاول تنظيف الصورة ، نضحك رغمًا عنا ... الطرطشات صارت أشباحًا ، جيش الأشباح يحتل الصورة .
ـ ألواني ؟!
ـ ألوانك ؟!
سميرة سعيد تغني ( شفت يا قلبي ازاي وانا جنبه كنت حطير م الفرحة بقربه ؟! ) .. لن يفلح جيش الأشباح ... نعرفهم ، بدأ الحفر ، يريدون الخط ... نعرفهم ، نكثف الألوان ، يشتد الحفر ... نعرفهم ، تتضح الصورة ... نعرفهم أكثر . تتضح الصورة : حدود الصورة أشباح ترفع رايات النار إيذانًا بالدخول ، وردة الجزائرية تغني ( بعمري كله حبيتك وانت عارف شوقي لك أد إيه)
يعود الشبح . نعرفه ، نفس الشبح .. جِلدٌ آخر ، وجه آخر ، ثوب آخر ، نفس الشبح . البلدوزر يقتحم ... مكلل بالورود ، فيه من ملامح فيل أبرهة ، وعليه أبرهة ... يصفق له ألف أبرهة .
فتق الصورة ... شطر الألوان ... صلبة جدًا . نلوِّن قدر الطاقة ، السرعة فائقة ، نلون فوق الطاقة ، محمد منير يغني ( لو بطلنا نحلم نموت .. لو حاولنا يمكن نفوت ) .
يحفر في العمق ، معاوله كثيرة ، قوية ، تجتمع الأشباح ... انفجار .
ميادة تغني ( هي الليالي كدا هي الليالي ... بتفرق دا ودا ، وتقرب دا و دا ) وحدي مع الصورة ... ما زال الخط ... وحدك مع الصورة ... ما زال الخط ... حنان تغني ( في الشارع دا ... كانت أيام أجمل أيام .. فين الأيام دلوقتي ؟؟؟!!! )
لدينا الخط ... الأصل الخط . أحمد الحجار يغني ( الوهم فات والذكريات قالتلي حبك بالوجود يا ريت تعود ... يا ريت تعود)
مأمون المغازي
الكويت ـ 3/1/2004
ما أجمله من لقاءٍ بين ريشة ساحرة مفعمة بالصدق والجمال، وقلم نضير محلق في سماء البراعة والإبداع!
أتمنى التثبيت شكرا ، وتقديرا.
مع أجمل الشكر
وأطيب التحيات
وأصدق الدعوات
مصطفى
جوتيار تمر
30-03-2007, 01:31 PM
المغازي...
هل ننصف الالوان...نحن..ام هي من تنصفنا...؟
سؤال لطالما بحثت عن اجابة مقنعة عنه لكن .....!!!
الالوان هنا تتمازج وفق سلسلة حياتية..مرحلية..عمرية..متقنة ...وكأن لكل لون فاتح وغامق.. مغزى رمزي,,لشيء كامن في الداخل الانساني..ممتزجة بالظروف والبيئة والواقع بشكل كمالي متقن..وهي تبرز لنا الانا الداخلية للانسان..وفق معايير ومتطلبات لايمكن حصرها..او الوقوف عليها..لكنها لاتجعلنا نتوقف..انما تغرينا بالحبث والاستمرار..يمكن القول بان ايجاد قنوات لتسرب الافكار السلبية المكبوتة واستدعائها بغية تطهير نفس المريض وتنقيتها هو تدبير يقوم على تصور ان الافكار والمشاعر التي ترافق عدم اشباع رغبة ما او تنم عنه لاتزول وانما تزاح او تكيف في اللاوعي ويستمر تاثيرها على المرء مما ينم عنه ظهور اضطرابات في سلوكه لايعرف عن سببها او مصدرها اي شيء...لكن الالوان هنا تقوم بدور اخر..حي ثانها تظهر لنا الانسان من الداخل كانسان.
ايها الرائع...
نص رائع رائع بحق
محبتي لك
جوتيار
مأمون المغازي
31-03-2007, 02:34 AM
انعتاق غريب أيها المثابر في متاهة الدنيا..
ما أحسه الآن يوجب على أن أرتشف إحساسي ونظرات عيني المنبهرة كلما حاولت الطيران من دمي ..
لتسبح سبحاً طويلا في دمي ، وتكرر التذاذتها بروح الفلسفة التي شكلها قلبك العبقري في كلمات/ مشوار حياة/ مأمون المغازي بحكمته اللذيذة، وترحيبه الرائع في تحليل الأمور والمواقف والأشخاص..
لكن ما شدني المحاذاة بين الرمزية الخفيفة جدا خفة خطوط التشكيل في الرسم.. وبين أصالة المعنى المراد وحدته وموقعه المرتب الحسن الجميل في الأذن والعين والسمع..
..
شكرا كاتبنا العادل في رمزية مشاعره
الشاعر واللغوي الكبير : أحمد حسن محمد ، أيها الحبيب
كم أنا سعيد بقراءتك الواعية لهذه القصة ، وإني لأشكرك بحجم حبي لك .
إنه الحب يا صديقي ، التفريق ، وقانون القبيلة . إنها السطوة ، والمجتمع ، والوجع .
إنها الذكرى ، الألم ، الوحدة ، توازي الخطين المكتوب عليهما ألا يلتقيا إلا خيالاً .
إنها الرحلة من المبتدا إلى الخبر ، والخبر جملة أوجاع تطفو على الذكريات ، الحب المترعرع منذ
عمق الزمن إلى اليوم ....
إنها حالة حب شكلها الزمن ؛ ليشكل معها الفقد متلازمًا ، وكما قلت أيها الحبيب ، هي محاولة الانعتاق
، لكن إذا كانت روح القاص تسكن نصه ،إلا أن الحالة تبقى حالة كل من يعانيها .
بقي أيها الحبيب أن أشكرك مرات ومرات
مأمون
د. نجلاء طمان
31-03-2007, 04:21 AM
"تباريح الألوان فى قلب الواحة"
فى محاولة للنظر الى فكرة الكاتب من زاويته على العمل الذى يمثل نثريةبأسلوب قصصى..نجد هنا ان فكرة العمل ارتبطت لا بالتقسيم الزمنى فحسب ولكن أيضا بالتحديد الفنى ,فأصبح العمل ذا خصائص فنية وملامح ثابتة بغض النظر عن الفترة الزمنية التى أرخت لظهور العمل..
فى العمل صراع خفى مع مجهول أو يمكن أن نسميه غائبا-وهو الصوت الأنثوى الخافت- , هو صراع يتسم بالصراخ والوهج.. هذا الصراع الذى يبدو حثيثا فى طبقات متماوجة حدة وانخفاضا فى صور متداخلة , متناقضة, مكثفة الغموض..
ولهذا الصراع مجموعة من الأسباب .. فقد يكون غموض الآتى أحد أسباب هذا الصراع مما عكس قلقا عاما تولد فيه الصراع فى أوج صوره.
وقد يكون الاحساس بالغربة أو التغرب أحد أسباب هذا الصراع ..أو الاحساس المر بفقد الهوية لذا تنشط الزاكرة وترجع للخلف عشرات السنين لاستدعاء رمز يكون الانتماء اليه سببا مباشرا فى البحث عن الهوية المفقودة..
ولعل هذا الصراع الخفى الموجود مسبقا فى نفس الكاتب انعكس بطريقة ما على العمل وترك فيها بصماته ومنها أنه عمق التعبير الفردى الدال على الوحدوية من ناحية وعن الانشطار النفسى من ناحية أخرى وعلى الغربة المجتمعية من ناحية ثالثة..
والأساليب التى صاغت هذا الصراع_ غير المدرك فى كثير من الأحيان – فى هذا العمل هى كما يلى:
**التقسيم الدلالى المقصود للعمل: وهنا يصعد الكاتب مراحل هذا الصراع فى مراحل ثلاث: الأول ويظهر فى ايحاء الصوره التى أحسنت اختيارها الأديبة –وأنا أثنى على اختيارها- فهى توضح مدى الصراع والمعاناة مع امتزاجها بألوان متناقضة..الثانى ويظهر فى اختيار العنوان الذى يعكس حالة الشدة واللوع ..الثالث وهو يتناول بالتفصيل والتدرج الحالة الشعورية للكاتب وتدرجها مع الزمن..
**أسلوب الاستفهام: من بين مخاوف كثيرة وهموم شتى –قومية وفردية تتوالد الأسئلة صانعة حلقات طويلة من الجدل ومعمقة الصراع الذى يخرج الشاعر الى تناقض أسئلته وأطروحاته (أنا وأنت .. ومن يأتي ؟! -ـ ما رأيك في اللون ؟ -ما لون الشعر ؟!
ـ ولماذا الشعر ؟-!من منا في العُمق ؟! الى آخره)
**الحركة : وبدت واضحة جدا وبارزة بشكل قد يكون مبالغ فيه الى حد ما ( نهدأ . نبتسم ، نجلس .. يلتصق الكتفان ... نتنفس في العمق . تتضح الرؤية ( في السكة ) نراها لم تعد طويلة ...( سيبهم مع بعضهم ) . نتلفت ، نشعر بوجود الشبح ... ( امش بعيد عنهم ) . نلتصق أكثر ... ملامحه أكثر وضوحًا . نثبت له أننا نعرفه .. نتعملق ... نلتصق ... نتمرد ... نلتحم . يلوذ بالفرار ، طرطش الألوان ، ازدحمت الصورة..الى آخره) .
**الخروج عن أحادية الصوت: حيث تتعدد أصوات القصيدة وتتصارع ويصبح التعدد هنا نوعا من أوجه التصعيد الدرامى للصراع ( أغوص فيها- أحتلب الذكريات- نقِّط . خطط . حدِّد ... امح- نُحِتَ النهد- نمزج الألوان- طراطيش الألوان- لنغسل الفُرش- نشطب-صوت الأغانى..الى آخره)
**اللون: ظهر جليا ميل الكاتب الى الاستعراض بالألوان ورغبته الأكيده فى مزجها كعامل نفسى خفى لاخفاء الهويه ليكون اللون السائد هو اللون الرمادى أو الالون الذى يعطى ايحاء خفى بالرغبة فى اخفاء الأيام( الرسم بالرصاص- نمزج الألوان . أربعة ألوان . لون الصبح ، لون الغروب ، لون الليل ، حفنة أحلام-الى آخره) .
**الأغانى: بدا بوضوح تأثر الكتب بالأغانى فخصص لها مساحة أكبر مما يستدعى العمل فالبرغم انها عكست الحالة الشعورية له حيث تدرجت من الحب والشجن حتى الفراق واللوع الا أنها على الرغم من ذلك ظلت تشويها فى العمل ولو كان الكاتب حد منها لكان وصل الى حد الابداع المطلق (عبد الوهاب يغني ( ... حبك رحلة عمري وقدري ...) الليل يخيم ، ترفرف الملائكة .. تصفر الشياطين . نحاول تنظيف الصورة ، نضحك رغمًا عنا ... الطرطشات صارت أشباحًا ، جيش الأشباح يحتل الصورة .
ـ ألواني ؟!
ـ ألوانك ؟!
سميرة سعيد تغني ( شفت يا قلبي ازاي وانا جنبه كنت حطير م الفرحة بقربه ؟! ) .. لن يفلح جيش الأشباح ... نعرفهم ، بدأ الحفر ، يريدون الخط ... نعرفهم ، نكثف الألوان ، يشتد الحفر ... نعرفهم ، تتضح الصورة ... نعرفهم أكثر . تتضح الصورة : حدود الصورة أشباح ترفع رايات النار إيذانًا بالدخول ، وردة الجزائرية تغني ( بعمري كله حبيتك وانت عارف شوقي لك أد إيه)
يعود الشبح . نعرفه ، نفس الشبح .. جِلدٌ آخر ، وجه آخر ، ثوب آخر ، نفس الشبح . البلدوزر يقتحم ... مكلل بالورود ، فيه من ملامح فيل أبرهة ، وعليه أبرهة ... يصفق له ألف أبرهة .
فتق الصورة ... شطر الألوان ... صلبة جدًا . نلوِّن قدر الطاقة ، السرعة فائقة ، نلون فوق الطاقة ، محمد منير يغني ( لو بطلنا نحلم نموت .. لو حاولنا يمكن نفوت) .
يحفر في العمق ، معاوله كثيرة ، قوية ، تجتمع الأشباح ... انفجار .
ميادة تغني ( هي الليالي كدا هي الليالي ... بتفرق دا ودا ، وتقرب دا و دا ) وحدي مع الصورة ... ما زال الخط ... وحدك مع الصورة ... ما زال الخط ... حنان تغني ( في الشارع دا ... كانت أيام أجمل أيام .. فين الأيام دلوقتي ؟؟؟!!! )
لدينا الخط ... الأصل الخط . أحمد الحجار يغني ( الوهم فات والذكريات قالتلي حبك بالوجود يا ريت تعود ... يا ريت تعود)
..وأخيرا تبقى اللغة الى حد كبير مقاربة لمستوى الالحاح على مثل هذا الصراع الخفى ..وان كان التركيب التصويرى فى كثير من المواضع ناجحا (أشعر بها تتفلت من بين أصابعي ، أحتلب الذكريات . كنت أقبض على الأيام ، ما هي إلا حفنة أشهر- أربعة ألوان...... نمزج الألوان . أربعة ألوان . لون الصبح ، لون الغروب ، لون الليل ، حفنة أحلام -.؟. أمس ، اليوم ، غدًا ... حفنة أيام. - الطرطشات صارت أشباحًا ، جيش الأشباح يحتل الصورة..الى آخره)
أخيرا اقول للكاتب أن تحليلى لا ينقص أبدا من عملك الذى تحول من وجهة نظرى الى:
"ألوان الأتاريج فى قلب الواحة"
.
تحية وشذى لقلب الواحة
الوردة السوداء.
. ،
محمد سامي البوهي
31-03-2007, 10:43 AM
السلام عليكم ورحمة الله
قبل أن أبدأ بتحليلي المتواضع أحب أن أشيد بقراءات أساتذتي من سبقوني بخوض غمارات عالم تباريح ، وأتمنى أن أضيف جديداً في ظل هذه الروائع التحليلية السابقة :
متوالية تباريح
جاء النص معتمداً على تقنيات عدة ، وارتكزت هذه التقنيات على مجموعة من القوانين الإدراكية بعقل المتلقي ، بداية من الإدراك البصرى الخالص ، والإدراك البصري المترجم للخيال الذهني ، فجاء الإدراك البصري الخالص فارضاً نفسه بلوحة رائعة معبرة عن خليط النص الحسي منذ البداية الممهدة للحوار ، متماشية مع الشهقة الإبداعية للكاتب، وكأن الكاتب اختصر على المتلقي تخيل هذه المنطقة ، وجاء الإدراك البصري المترجم معتمداً على فنيات أساسية في عالم الخلق الأدبي ، بداية من السرد المنثور ، والحوار والذي أعتبره البطل الحقيقي لهذا النص ، ثم الرمز الممتد .......
* جاء الحوار في صورة متوالية كلامية ، بحيث تبدأ الحوارية التالية مكملة للحوارية السابقة ، لتفترش أمامنا شبكة واسعة من التوالي الكلامي ، المعتمد على لغة شعرية تخاطب النفس بشكل متوغل بين حناياها الغائرة ، وبنوع من الإثارة النفسية معتمداً على أسلوب الإستفهام المستفز للتفكير المبطن للشعور كما أشارت الأستاذة (الوردة السوداء).
ـ كنا طفلين.
ـ ما رأيك في اللون ؟
ـ الأفتح أنسب.
ـ الضوء الأصل .
ينعجن الخط ... ينتشر الضوء.
ـ ما لون الشعر ؟!
ـ ولماذا الشعر ؟!
* سار الكاتب بسيل كلماته مرتكزاً على عالم الأبعاد المتمثل في الطول والعرض والارتفاع والعمق واللون والزمن ، فجاءت لغته مصرحة بهذه الأبعاد ، حاصراً تخيل الكاتب ، فارضاً عليه قياسات الصورة الإبداعية ، لكنه قام بمعالجة هذه النقطة بلغته الشاعرة ، التي تضفي نوعاً من الطلاوة الخيالية للقارىء ، وقد لجأ الكاتب لهذا الفرض ليتماشى مع عالم الفن التشكيلي المجسد على لوحة ، أو بشكل ممثل ، لكن مع وجود الصورة في بداية العمل أرى أن هذه المنطقة قد زادت حلاوتها للشارب ، فشعر بحلاوة الطعم بأكثر مما يجب ، خصوصاً أن هناك عنوان ثان للنص (قصة تشكيلية) فهذا العنوان وحده يمثل صورة مرسومة في عقل المتلقى ، فكنت أتمنى الوسطية لإبراز هذه المساحة ، بحيث يتم الحفاظ على هدوء الألوان في اللوحة المكتوبة وقد سبقني في توضيح هذه النقطة الأستاذ (أحمد حسن).ترتسم الأحلام ، ينتشر الضوء بلون الحلم ، الأمل ، الأيام . كانت في كفي حفنة أيام .
ـ نجعلها البُعد !
ـ أيهما البُعد ؟!
ـ البعد الخط .. يسيل الخط ، ينتشر الظل تحت العين ، ننظر فوق ...
ـ ما أبعدنا من الظل!
ـ الظل الخط ، الخط الظل .. أنا وأنت ، أنت وأنا . فلننظر فوق ، ما أرفع أن ننظر فوق . لن أصعد وحدي .
ذهب الطفلان ، انتظم الشارب . نُحِتَ النهد . من منا في العُمق ؟!
* خيط ممتد بالرمز (الخط) وقد وفق الكاتب إلى حد بعيد بالإمساك بهذا الخط منذ البداية ، كأنه يدعو المتلقى بالسير على هذا الخط للتوصل للهدف ، مع أنه قام برسم معالم هذا الهدف منذ الفرشة السردية السابقة للحوار منذ البداية :
الصورة ... لم تكتمل بعد خطوط الرصاص ؛ كنا نحب الرسم بالرصاص .. الخطوط .. أصلنا الخطوط.. الخط هو الجوانية .. لن ننمو من غير خطوط .. الرصاص هو الأمثل ما دمت لا تعرف حدود الطريق .. نقِّط . خطط . حدِّد ... امح؛ ليس الكل .؟. ما لا يتفق . يجتمع الرأي ، نستقر .؟. أولاً الخط ... النقطة لا تعني . الخط نقاط . أنا وأنت .. ومن يأتي ؟! يمتد الخط.
بالفقرة السابقة وضع لنا الكاتب عنوان الهدف ، وحدد لنا ملامحه ، فالأصل فينا الخط ، فكلمة الأصل تستدعى لنا عوالم بحثية ذاتية ، للعودة إلى أصولنا الشعورية ( الحب ، الخير ، الجمال ) تلك هي خطوط الرصاص التى كانت بداية لرسم المشاعر ، وقد وفق الكاتب جداً في رسم ملامح هذه الخطوط من خلال المتوالية الحوارية .......التي اعتمدت إستثارة هذه الأصول داخلنا ، وقام العمل على توضيح رؤيتها التي بهتت مع تقدم الزمن ، فأصبحت اللوحة الداخلية المشكلة لنا لوحة مشوشة ، لكن الأصول مازالت موجودة تحتاج فقط إلى اعادة الرسم .
* بالأخير أراد الكاتب ان يستدعي الحالات الزمنية المختلفة من خلال إيراد كلمات الأغاني ، وهنا تأتي المفارقة والتى أؤيد فيها الأستاذة (الوردة السوداء) ، لأن الكاتب في هذه المساحة الأخيرة أخرجنا بصورة كلية من العالم الذي قام برسمه ببراعة فنان ، فأدخلنا فيه بسهولة ويسر ، فنسينا أنفسنا وتعايشنا مع التكوين الأول ، وفي الأصول الأولى المكونة لنا ، لنخرج إلى واقع مرير ومجتمع فاسد ، تعد هذه الأغاني من لزماته المميزة ، ومع ذكر أسماء المطربين ، وذكر بعض مقاطع من هذه الأغاني ،استفقنا من العودة للأصل، وحدث لنا نوعاً من الانفصال عن المجرة الأصولية التي برع الكاتب في ادخالنا فيها منذ البداية ، فكنت اتمنى أن تأتي هذه المساحة من اللوحة بشكل آخر ، ملائماً للرسم اللوني بباقي اللوحة المرسومة ، فكانت المساحة الأخيرةكبقعة حبر وسط نسيج من الألوان المتناسقة .
في النهاية ، لا أملك من الكلمات ما أقوله غير أن كاتبنا الرائع مأمون المغازي قد أبدع في رسم لوحته بكلماته وحوارته ، آخذنا إلى فضاء ملىء بالمرايا كي نرى فيها أصولنا .
دمت بكل الخير
مأمون المغازي
31-03-2007, 03:06 PM
ما أجمله من لقاءٍ بين ريشة ساحرة مفعمة بالصدق والجمال، وقلم نضير محلق في سماء البراعة والإبداع!
أتمنى التثبيت شكرا ، وتقديرا.
مع أجمل الشكر
وأطيب التحيات
وأصدق الدعوات
مصطفى
أستاذي الكبير وناقدنا الفذ ، الدكتور : مصطفى عراقي
إن مجرد مرورك وتوقفك مع عمل لي يأخذني إلى عالم من الزهو ، ويحثني على التجويد ، فأنت رائع تضفي على الأشياء من روعتك جمالاً .
أستاذي الحبيب ، ما زلت أنتظر نقدكم وتعاملكم مع النص بعلمكم وذائقتكم ، وهذا من أهم ما أنشر النصوص من أجله ، فلا أسعد وحدي ، وإنما يسعد كل صاحب ذوق ، وذائقة ، فتحليلاتكم فيها من التعليم والتوجيه ما نحتاجه جميعًا .
لك الحب وآيات التبجيل
مأمون
حنان الاغا
31-03-2007, 03:09 PM
حوارية لا تخلو من الشعر
فالشاعرية ألقت بغلائلها الشفيفة على جسد هذا النص الجميل فزادته ألقا وجمالا ،
وعمقت الرجع الشجي في أرجائه.
ولكي تكتمل الوحدة ، وحدة الإبداع استعان الكاتب بمفردات وعناصر وتكوينات تشكيلية حملت النص على أكفها مترعا بالخطوط والملامس والألوان،
حتى التدرجات التي يهبط معها الإيقاع اللوني، نراها تمسك بزمام النص ليهدأ إيقاعه الخاص ويتدرج هدوءا ،
ليعود ويصعد من جديد . والآن لأحاول قراءتها أكثر:
تجلس إلى الصورة (الذكرى)، وتثار التساؤلات.
تستخدم القلم الرصاص للمرحلة الأولية (اسكتش أو رسم تخطيطي سريع )، والخط قلق دائم ( ارسم خطا وافقده) .
تبدأ هنا الحوارية وكأنها استرجاع لوقت مضى :
غامق ؟ لا بل فاتح مثل الضوء .
نلون الشعر؟ لا العين أولى فهي ترانا والعين هي الوجود والمجتمع .
ويأتي الحلم ، واقع هو يرتدي حلة ما ورائية ، تساعد في تحرره من قوانين حكمته سابقا .
وذهب الطفلان (كبرا ) لم تعد قوانين الوجود في صالح بقائهما معا ، ولا تسهم في صياغة أحلامهما معا .
أما اللون فقد كبرت مهمته الآن ، امتدت ريشته لتلون الزمن ومراحل العمر ما هو آت منها وما قد مضى واندثر.
وتعود الحوارية هامسة مصرة على محاولة استرجاع ما فات لتجده وقد تغشّته الشوائب (الشبح )
الذي يحاول طمس معالم الصورة بما يلقيه من لون بطريقة فجة ساعيا للتخريب ، هذا هو الزمن عندما يكشر عن نيوبه. إلا أننا الحلم يستيقظ في الوقت المتبقي ليمسك القلم ويرسم خطوطا يعيد بوساطتها صياغة الأشياء (الصورة )
الأديب الناقد مأمون المغازي
شكرا لأن هذه القصة استفزت بي رغبة للتعبير ولا أقول النقد .
شكرا مرة أخرى لقبول لوحتي مع عنوان قصتك الجميلة
د. محمد حسن السمان
31-03-2007, 06:41 PM
قرات هذا العمل منذ لحظة نشره , وقفت عنده طويلا , ثم تركته قائلا سأعود , وفي الطريق الى اجتماع أدباء الواحة الاسبوعي , اجتمعت في الطريق بالاخ الغالي الأديب القاص الاستاذ حسام القاضي , تكلمنا عن العمل , سألني هل علقّت على النص ؟ , قلت لا , فالعمل يستخدم نوعا من الرمزية , واستخدام الرمز يتطلب مراجعة دقيقة لتتبع الامسام بالخيوط , ومدى النجاح في نقل الرسالة , ثم تحدثنا بأشياء كثيرة على هامش النص , منها أنني قلت : هناك خيط بين النثر والقصة , لم أكن مستعدا بعد للكتابة في الموضوع .
عدت اليوم لقراءة النص من جديد , ووقع ناظري على التعليقات والقراءات التي تفضل بها الأخوة الأدباء , فرحت لانهم سبقوني في القراءة , فالصورة أصبحت أكثر وضوحا , وحزنت لأنهم سبقوني في القراءة , فربما تأثرت بآرائهم , ولا أخفيكم سرّا , فقد تمنيت لو أن الأخ الغالي الأديب والناقد الحصيف الاستاذ الدكتور مصطفى عراقي , كان أكثر ولوجا في العمل , على الرغم من إعطائه صك نجاح واعجاب بالعمل , عندما كتب كلمات لاتزن إلا بموازين الذهب والماس :
"ما أجمله من لقاءٍ بين ريشة ساحرة مفعمة بالصدق والجمال، وقلم نضير محلق في سماء البراعة والإبداع!
أتمنى التثبيت شكرا ، وتقديرا. "
لابد لي من عودة بقراءة تتماشى مع القراءات الابداعية التي قدمت في العمل .
أخوكم
د. محمد حسن السمان
محمود البدوى
31-03-2007, 07:24 PM
فى كل مائدة يبسطها عميد أدب الواحة يكون نصيبي منها النظر فقط ،
شهيتي للقراءة تكتفي بالنظر إلى إسمه يزين قائمة المدعوين إلى حفله السامر ، الذاخـر بكل أصناف الأدب .
ومن كرمه أن جعل منزله مأمون كاسمه لمن دخله بغير دعوة ، فيحق للجمـيع التجول فى طرقات بساتين أروقته غير جزع ٍ لكنه مأخوذ بسحر تناسقه .
للجمــال من ربوعه عــنوان ، وللصــدق من كرم ضيافــته تاج ، ولرحابة صدره يطيب لنا المقام .
عــندما أكون هــنا ، لا أطلب غــير شيءٍ واحدٍ :
أن أتجــول بمفــردي بعــيدا عن الأنظــار لأرقب نظــرات ضــيوفه وقد انهالــت عليه إعجابا لكنني أفضــل التخفي والمراقــبة عن قرب .
لكنني لا أســتطيع إلى ذلك سبــيلا ، ففـي كل ركن من اركــان جنانه أرى من آثر فعلــي واحــتل المكــان .
وها أنا بعــد أن بحثــت عن موضع قدم لي ولم أجــد وقفــت فى صحــن قلعــته وحـــدي ، ترقــبني عيون الحاضـــرين .
لـــذا أقـــول :
لكم جميعــاً :
دعـــوني وهذياني قليلا فما زال الكف مقبض على كأس أخيرة وقد وصل مني الثمل حد التشبع .
ولي عودة بعد أن أستفيق وأصحو ، علني أتعود ارتشاف هذا الجمال جرعة واحدة بدون ثمل فيحق لي القول ولا يؤخذ عليّ من هذياني شيئا .
ولصاحب الدار :
شئت أم أبيت فإني آتٍ لا محــالة حتى وإن أغلقت جمــيع أبوابك والنوافذ حتمــاً سأجــد مدخــلاً إليــك .
فمــن في مثل كرمك أول ما ينسون فعــله هو الحــرص على ما يمتلكــون والخــوف من عبث المــارة به .
فإلى لقــــاء قريب .
لك من القلب تحــية مســــتمع .
/ محمــود البـــدوي .
اسامة يس
01-04-2007, 09:35 AM
الاستاذ الفاضل / مأمون
ما يبقى في الذاكرة هو العمق ، وتطوي الأيام نقاطا ليها لها نقطة ارتكاز ...
اتراني ابتعد حين أقول ان معادلة (هندسية ) حلت بروح النص فأمسكت به .. معادلة لها أبعادها وبرهانها ومنطقها .. ام تراني ازاد بعدا وتناقضاً مع الافتراض الأول، اذا قلت ان في النص يكمن الباطن ، لوحة لنا من الداخل ...
ذهب الطفلان ، انتظم الشارب . نُحِتَ النهد . من منا في العُمق ؟!
هل نحن نظل نحن ( ثبات الذاتيه ) ام نتغير مع تغير السنين والالوان والخطوب( الذات واحده .. ام مفككة ) ...
ثم يظل الخط، وتتشكل اللوحة، ولا تتشكل، ويطل الشبح ، ونظل نلهث والسؤال هو : لماذا من من رسم الآخر هل اللوحة المرسومة هي نحن .. علما بأننا نضيف عليها رؤيتنا بعد الانتهاء .. ام اننا نحاول دائما ان نكون على الورق ان نبقى للأبد .. ان نخلد ...
استاذي الكريم .. اعلم اني ربما ابتعدت كثيرا ولم اوف العمل حقه .. لكن للنص اثر سيبقى في الذاكرة ..
دمت بكل ود ..
خالص تحياتي ...
مأمون المغازي
01-04-2007, 12:46 PM
المغازي...
هل ننصف الالوان...نحن..ام هي من تنصفنا...؟
سؤال لطالما بحثت عن اجابة مقنعة عنه لكن .....!!!
الالوان هنا تتمازج وفق سلسلة حياتية..مرحلية..عمرية..متقنة ...وكأن لكل لون فاتح وغامق.. مغزى رمزي,,لشيء كامن في الداخل الانساني..ممتزجة بالظروف والبيئة والواقع بشكل كمالي متقن..وهي تبرز لنا الانا الداخلية للانسان..وفق معايير ومتطلبات لايمكن حصرها..او الوقوف عليها..لكنها لاتجعلنا نتوقف..انما تغرينا بالحبث والاستمرار..يمكن القول بان ايجاد قنوات لتسرب الافكار السلبية المكبوتة واستدعائها بغية تطهير نفس المريض وتنقيتها هو تدبير يقوم على تصور ان الافكار والمشاعر التي ترافق عدم اشباع رغبة ما او تنم عنه لاتزول وانما تزاح او تكيف في اللاوعي ويستمر تاثيرها على المرء مما ينم عنه ظهور اضطرابات في سلوكه لايعرف عن سببها او مصدرها اي شيء...لكن الالوان هنا تقوم بدور اخر..حي ثانها تظهر لنا الانسان من الداخل كانسان.
ايها الرائع...
نص رائع رائع بحق
محبتي لك
جوتيار
الأديب الفيلسوف : جوتيار تمر
توقفت أمام ردك الثري لأراني أمام تشريح هادئ لحالة يمكنني أن أطلق عليها : الانعتاق إلى القيد ، نعم يا عزيزي ، إننا ننعتق من الواقع إلى قيد الذكريات ، وهل من فكاك من الذكريات ؟! ، إنك تعزف على وتر الإنسان الذي هو إنسان ، إنها الحالة المرضية ـ كما أسميتها ـ التي استوقفتني لأجدك تريد منها الإطلاق ، بمعنى الكبح ، والكبح هنا لا أراه يعني المرض النفسي وإنما أراه يقولب لمعاناة الإنسان الذي ينعتق إلى العمق باحثًا عن الإنسان الذي هو الإنسان ، وهنا يا أستاذي ، تذكرني بمقولة كثيرًا ما أطلقها مؤداها أن القصة تمكننا من نقل عالم الواقع إلى عالم افتراضي تتاح فيه الإمكانات لتحقيق الرغبات ، والرغبات هنا مطلقة متحررة من الغرائز الجزئية إلى الغريزة الكلية وهي الحياة ، تلك الحياة التي لا تحكمها المادية المطلقة ، والقمع المطلق ، والكبح المطلق ، وعليه تأتي حالة السفر في العمق .
هل جربت أستاذي أن تغمض عينيك لتدخل الكهف الذي هو أنت دون دليل لتوقد فيه المصابيح وتغلق أبوابًا وتفتح أبوابًا ؟ وتقهر حالات الظلم وتنتصر على العتمة التي خلفها العالم الخارجي في العالم الداخلي ؟ أكاد أجزم أنك تمارسها آلاف المرات ، وتشهر سيفك النقي على العتمة ليحيلها عوالم من طهر ونقاء وعدل لا يقوم على الغرائز ولا على القهر ـ وما من إنسان إلا يملك هذا السيف الذي يتمنى التحرر من غمده المرصع بجراحات الواقع ، وجمر الخنوع والخضوع والقهر ـ ، يقيني أنك تعرف العدل القائم على القهر ، والرحمة المزعومة التي تنبني على مغالطات حسية بحتة ؛ لتنسب إلى القلب وهو منها براء .
إنها حالة استحضار اللوحة الكبرى التي هي أنت ، تاريخك ، ماضيك ، حاضرك ، اللمحة المستقبلية التي تقف حائرة في منطقة بين الشعاع والسراب ، هذه اللوحة التي بدأتها بالرصاص ، أليس الرصاص أنسب حين تكوين الخط ؟ هذا الخط الذي يتحول إلى يقين ، حللت كل الخطوط فلم أجد بينها أحد ، ولا أدق ، ولا أبقى من خط الحب ؛ إنه الخط الذي يمكن أن يكون طوق نجاتك ، أو القابض به على شراعك ، أو المتدلي به إلى أعماق الآخر ، أو المتسلق عليه قمم اليقين ، هو ذاته الخط الذي يمكن أن يحوله أبرهة حين يدفعك إلى مشنقتك ، لينقلك من عالمك المادي إلى عالم الفقد لتصارع الأشباح السوداء ، والأخرى المتشحة بالنور والألوان تنكرًا ؛ ليتحول هذا الخط إلى نسيج يلف روحك لتبقى في جسدك ؛ لينبعث فيك في لحظات التطهر عارضًا لك اللوحة من جديد حين يدخلك مملكة الحزن تتربع على عرشها تتأمل الصورة من جديد ، تحتلب الذكريات وتسمع الأصوات وتأتيك شواهد الآلام منتصبة تزلزل الصورة فيبعث كل من فيها من الأجداث التي هي نفسك ؛ لتدور بك الصورة دورتها ، ثم تلفظك إلى واقعك المرير بحالاته وأصواته ، لتعاني الصدمة الفارقة بين الوعي واللاوعي .
أديبنا : جوتيار ، تحليلك حرك ما حرك ، وبعث ما بعث ، وحث المداد أن ينسكب في الريشة ، وبهذا كله أشكرك ، وأنتظرك .
لك المحبة أيها الجاعل من النصوص منصة تقفز منها غواصًا في عوالم التأمل ، ومحرًا النص من صاحبه ليكون بكرًا كما تراه .
مأمون
د.إيهاب النجدي
01-04-2007, 02:06 PM
الأديب الفنان الأستاذ مأمون المغازي
تحية الإكبار والإعزاز
يتشكل المعنى خطا خطا , ولونا لونا , ونغمة نغمة
ويتكثف الضوء والظل , ويتصاعد الإيحاء كما إيقاع سيمفوني حميم
لتولد القصة ( اللوحة ) طازجة
هنا أتخلى _ كما الصوفي _ عن كدورة الأشياء , لأتحلى برونق الكلمات, وهي تتحدر همسا , وتعلو وجدا
إنها تباريح الحنين / الحب / الألم / الفقد / الفن
تباريح تذيب _ كما النار _ المعنى , لتقدم مسبوكة من طراز فني خاص , ذات وجوه عديدة , لكنها جديدة
صديقي النبيل
سعدت حقا بهذا العمل , وسعدت كذلك بالتبصير النقدي المميز للأساتذة الأفاضل : الوردة السوداء , محمد البوهي , حنان الأغا
وأضم صوتي لمن طلبوا التثبيت فهي جديرة به , تقديرا للفن والفكر وللإنسان
( سؤال : لماذا لم تثبت حتى الآن ؟)
مع خالص مودتي
إيهاب
جيهان عبد العزيز
01-04-2007, 06:01 PM
تقول شادية بصوت يغلفه الحنين " لما كنا صغيرين .... "
القاص المبدع "مأمون المغازي "
في البدء كانت النقطة فالخط فالألوان _ جنين يتخلق ، من الحروف والكلمات .
تمنحه عمودا فقاريا ، وتكسوه لحما ، فيصير في أجمل صورة .
مزج متكامل بين تقنيات السرد والحوار ، الحوار المتوحد وكأنه نابع من نفس الشخص ، واللغة الشاعرية بنغم رقيق وصوت خافت . شاعرية نحار في مصدرها أهي من تلك اللغة البسيطة المراوغة ، التي تجمع في نفس الآن بين الوضوح والإلغاز ، بين المنح والمنع ، أم هي براعة التصوير الفني والجمالي . المزج بين المشهد السينمائي ، الصور المتلاحقة ، والأغنيات .
إنها لوحات متعددة ، وحسن معايشة وتمثل واختبار ، ففي البداية القلم الرصاص ، التحديد ، ثم التلوين ، ثم ملء الفضاء .
الحلم والأمل ومحاولات منع المسح والتشويه .
لنجد أننا امام قصة مركبة ، تحمل رؤية مبدع ، تتصف بالجدل الخلاق .
فقط كان الغناء أكثر مما تحتمل تلك اللوحة المعبرة ، فقد كشف ما كان يمكن أن يجعله الغموض أكثر روعة .
نص ممتع لكل الحواس
تحياتي
جيهان عبد العزيز
منى الخالدي
01-04-2007, 10:28 PM
جلستُ هنا
فاختلطت ألوان ذكرياتي المتآلفة مع الألم
أختطفتُ فرشاةً أرسمُ بها لوحةً بيضاء..فتلطخت اللوحة بحفيف أشجارٍ مختنقة ووردٍ
اندسّتْ خلسةً بين مسامات الشِعْر والبوح..تتنفس جمالاً يشي بعطرها المختبئ خلف عصور الحزن..!
لم أكن بحاجة للبحث عن مخرجٍ من هذا الوجع الجاثم أمامي حيث أن أديبنا الرائع قد رسم لنا خطاً
انزلقت عليه أرواحنا إلى عالمٍ من التفاؤل والبسمة..
أيها الرائع
الأديب الكبير
مأمون المغازي
كنتُ هنا ولا زلت لا أهوى الخروج
تحيتي لك ولأجمل لوحةٍ رسمتها لنا..
وفاء شوكت خضر
02-04-2007, 03:34 AM
جلس إلى الصورة ..
الصورة التي دخلها باختياره ، ربما حنين للماضي ، وربما هروب من واقع ..
الصورة داخل إطار الذاكرة ، يعاود النظر إلى الخطط التي بدأ هو وهي بوضعها لرسم الصورة ، علاقة طفولة حميمة لدرجة انصهار الشخصيتين ببعضهما ، لتتوحد الأفكار والميول ، الخطوط ترسم طريق حياة وحب ومستقبل ، نريم خطوط .. ننقط .. نمحي .. النقطة .. الخط هو الأصل ..
وكأن كل هذه الحوارية التي أتت بصورة سرد نثري ، وبرمزية مكثفة ، هذيان ذاكرة محمومة ، لوم .. أو تبرير ، لنهاية لم تكن داخل الصورة .
يد دخيلة ، تتدخل في تغيير اتجاه الخطوط المرسومة بالصورة .. هي قدرية وبشريه ..
يبقى مع الصورة وحده ، وكلمات أغاني كلما مرت في قناة السمع ، تعيد إلى الذاكرة خطا من الخطوط التي تغيرت معالمه .. لتبهت ألوان الصورة قبل أن تكتمل ، وتبقى داخل الإطار ..
الرمزية العميقة ، ومقاطع الأغاني ، أحسست أنها لم تخدم النص .
أسلوب أدبي جميل ، مفردات قوية ، عمق في المشاعر ، تأخذنا لعالم الكاتب ، نعيش داخل إطار الصورة الذهبي بخطوطها وألوانها الباهته والقوية ..
ونبقى مع هذيان الذاكرة المحمومة ، وعمق الصور بجمالها ، بين سطور مأمون مغازي .
ويبقى الحب هو الخط .. الذي يبدأ بنا وننتهي به .
الأستاذ الأديب / مأمون مغازي ..
أسلوبك في التصوير فاق الروعة ، وأسلوبك الكتابي عميق جميل ، يجبر القارئ على أن يبقى على ضفاف حرفك .
تقبل تحيتي ومودتي .
مأمون المغازي
03-04-2007, 12:54 PM
أيها الأحبة الكرام ،
اسمحوا لي من فضلكم أن أشكر أساتذتي الكرام الذين رشحوا القصة للتثبيت ، والذين ثبتوها ، وأخص بالشكر ،
أستاذي الدكتور : مصطفى عراقي
أستاذي الدكتور : محمد حسن السمان
أستاذي الدكتور : إيهاب النجدي
أستاذي الأديب القاص : حسام القاضي
كل الشكر لكم ، فحروفي عاجزة عن نظم ما يليق بروعتكم
لكم الحب كله
مأمون
د. مصطفى عراقي
03-04-2007, 04:48 PM
أيها الأحبة الكرام ،
اسمحوا لي من فضلكم أن أشكر أساتذتي الكرام الذين رشحوا القصة للتثبيت ، والذين ثبتوها ، وأخص بالشكر ،
أستاذي الدكتور : مصطفى عراقي
أستاذي الدكتور : محمد حسن السمان
أستاذي الدكتور : إيهاب النجدي
أستاذي الأديب القاص : حسام القاضي
كل الشكر لكم ، فحروفي عاجزة عن نظم ما يليق بروعتكم
لكم الحب كله
مأمون
==========
أخي الفاضل الأديب السامق الأستاذ مأمون المغازي
أحب أن أوضح هنا أنني وإن تمنيتُ التثبيت تقديرا لريشة ساحرة ولقلم نضير فإنني لم أقم بتثبيت النص، هنا في قسم القصة تجاوزا لمشرفيها الأكارم.
أقول هذا لأنني لا أحب أن أكون ممن يحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا.
وأنا مع إعجابي الشديد باللوحة والنص لم أصرح أنها قصة
بل إنك تعلم موقفي من أنه ينبغي احترام أهل التخصص من مشرفي القصة،
كما بينت في مداخلات كثيرة ،
وقد قلت في جواب سؤال لابني النابه أحمد حسن، من قبل هذا :
إن أهل القصة أدرى بشعاب القصة.
ولهذا كنت أحب أن يصرح أخونا الفاضل الذي قام بتثبيت النص باسمه كما جرى العرف هنا.
وأنا على ثقة شديدة بأنك تستحق كل التقدير.
كما أنني على ثقة أيضا بأن حضورا جميلا من القراء ، وتعليقا صادقا منهم أجمل في قلب الكاتب من ألف تثبيت.
ودمت وأهل الواحة الغراء بكل الخير والسعادة والتألق
أخوكم : مصطفى
حسام القاضي
03-04-2007, 05:07 PM
أيها الأحبة الكرام ،
اسمحوا لي من فضلكم أن أشكر أساتذتي الكرام الذين رشحوا القصة للتثبيت ، والذين ثبتوها ، وأخص بالشكر ،
أستاذي الدكتور : مصطفى عراقي
أستاذي الدكتور : محمد حسن السمان
أستاذي الدكتور : إيهاب النجدي
أستاذي الأديب القاص : حسام القاضي
كل الشكر لكم ، فحروفي عاجزة عن نظم ما يليق بروعتكم
لكم الحب كله
مأمون
أخي الأديب الفاضل /مامون المغازي
السلام عليكم ورحمةالله وبركاته
أولاً أشكرك جداً على أخلاقك العالية
أخي الكريم
أو ان أشير أولاً إلى أنني لم أثبت العمل ،ولا اعرف من ثبته .
ثانياً ومع احترامي لآراء أساتذتي الأفاضل المطالبيت بتثبيت العمل إلا أنني أختلف معهم في أكثر من شيء:
1- لم يذكر احد منهم حيثيات تثبيت العمل ..هل للفكرة أم لجمال السرد ام للحوار القوي الذي أجيد توظيفه مثلا ..أم ..أم ..أم أو ربما لكثرة الاستشهاد بمقاطع من الأغاني .
2- عندما طالب د.مصطفى عراقي بثبيت العمل قال أتمنى والمعروف للغويين ان التمني ليس كالرجاء كما ان سيادته لم يلمح في رده إلى أن العمل قصة (راجع رده ).
3- لو سلمنا جدلاً بأن نصك هذا قصة فهل في هذه الحالة هي تستحق التثبيت بعد أن ضمنتها بمقاطع من أغان ليست واحدة أو إثنتين بل بثمان مقاطع من الأغنيات ، وهذا يهبط بمستوى العمل إلى مستو أدنى كثيراً ؛ فهل يثبيت عمل لهذا؟؟؟!!!
4- استخدمت في عملك أكثر من تقنية من الاستعانة بمفردات من الفن التشكيلي ..النقطة الخط اللون .. الملمس بالإضافة إلى المفردات الأدبية السرد والحوار ، وكذلك بشيء ربما هو جديد وهو الصوت (متمثلاً في مقاطع أغنيات ) ويا ليتك استخدمت تقنيات الملفات الصوتية في هذه الجزئية ، بمعنى أن يوجد ملف صوتي لكل أغنية ما ان يصل القاريء إلى مكانها حتى يفتح هذا الملف ويستمع إلى الأغنية بالفعل ، وهنا سترى العمل وقد اكتسب بعداً جديداً وهو الصوت الحي .
5- أرى أخي الفاضل / مأمون أنك لم تستطع السيطرة على هذا المزيج السابق فلم نعرف ماهو جنس العمل على وجه التحديد ..أهو قصة داخل نص ؟أم نص ؟ أم مشروع سيناريو ؟.
6- أشهد لك بصدق أنك من أنصار التجريب ، وهذا يحسب لك بالتأكيد ، ولكن كل تجربة قابلية للنجاح بنفس نسبة قابليتها للفشل .
وفي النهاية أرجو أن تتقبل كل التقدير والاحترام .
مأمون المغازي
03-04-2007, 06:24 PM
أستاذي الدكتور : مصطفى عراقي
أستاذي القاص : حسام القاضي
لله دركما من أستاذين
ما أسعدني بما أراه ، وما أحرصني مثلكما على أدب هذه اللغة المتجددة بروعتها ، وأنتما الأعلم أنني لا أسعد بتثبيت عمل قدر سعادتي بقراءة مفسرة ورأي أتعلم منه ولطالما صرحت أنني مازلت أحبو في دروب الأدب ، وأعتقد أن العمر ينتهي ولم ندرك من مشارب العلم إلا ما تسرب منها .
أما كوني أوقفت ردودي لشكر أساتذتي لاحترامي لهم ، ولكل أهل الواحة من علماء ومتعلمين ، بيد أن أهل العلم لهم على غيرهم درجة فآثرنا أن نعطي كل ذي حق حقه ، وما نحن بالجاحدين أبدًا ، وأنتم أعلم أني لم أزك نفسي أبدًا ، ويقيني أن ما قرأت هنا من قول أستاذي حسام القاضي لهو من باب الحرص على مبدأ تبناه وطريقة ارتضاها ، وإنني لأقدر له هذا الحرص الجميل ، وهذا الأسلوب المعلم ، وما زال الأدب بخير مادام قابلاً للتجديد ، وما دمنا نناقشه ، اما النجاح أوالفشل فأمر نتركه للأيام .
مرات ومرات ، أنا سعيد جدًا جدًا جدًا
وسأتم ردودي على الأفاضل والفضليات سواء مع التثبيت أو بعده
أستاذي العالم الناقد الكبير الدكتور : مصطفى عراقي ، لك الحب المقيم أيها السامق الرائع
أستاذي القاص : حسام القاضي : لك المحبة والاحترام
مأمون المغازي
حسنية تدركيت
03-04-2007, 06:57 PM
الأديب الرائع مأمون المغازي شكرا, فتحت لنا مساحة كبيرة للتفكير في حال الدنيا , من خلال الألوان أطلت الطفولة واللهو واللعب ’حفنة أيام معها لا أقول أحلام ولكن آلالام يعلم الله ماذا أخذت منا وماذا أخذنا منها من العبر والحكم , وخلاصة القول اقتطفناها من الجراح التي لم تندمل وربي إنها الدنيا بتقلباتها فلا يحزن من أجلها إلا من لم يعرف حقيقتها ....
مأمون المغازي , نصك الجميل هذا فتح لي بابا على حكمة أخرى قد تبقى معي أيام طويلة حتى أفهم مغزاها , وهي الألوان بكل أشكالها وما تعنيه بالنسبة لي , سواء كان زاهية أو رمادية ....
شكرا لك من أعماق قلب يحمل لك كل التقدير والاحترام , ويسأل الله لك وللجميع كل التوفيق .
مأمون المغازي
05-04-2007, 05:06 AM
"تباريح الألوان فى قلب الواحة"
فى محاولة للنظر الى فكرة الكاتب من زاويته على العمل الذى يمثل نثريةبأسلوب قصصى..نجد هنا ان فكرة العمل ارتبطت لا بالتقسيم الزمنى فحسب ولكن أيضا بالتحديد الفنى ,فأصبح العمل ذا خصائص فنية وملامح ثابتة بغض النظر عن الفترة الزمنية التى أرخت لظهور العمل..
فى العمل صراع خفى مع مجهول أو يمكن أن نسميه غائبا-وهو الصوت الأنثوى الخافت- , هو صراع يتسم بالصراخ والوهج.. هذا الصراع الذى يبدو حثيثا فى طبقات متماوجة حدة وانخفاضا فى صور متداخلة , متناقضة, مكثفة الغموض..
ولهذا الصراع مجموعة من الأسباب .. فقد يكون غموض الآتى أحد أسباب هذا الصراع مما عكس قلقا عاما تولد فيه الصراع فى أوج صوره.
وقد يكون الاحساس بالغربة أو التغرب أحد أسباب هذا الصراع ..أو الاحساس المر بفقد الهوية لذا تنشط الزاكرة وترجع للخلف عشرات السنين لاستدعاء رمز يكون الانتماء اليه سببا مباشرا فى البحث عن الهوية المفقودة..
ولعل هذا الصراع الخفى الموجود مسبقا فى نفس الكاتب انعكس بطريقة ما على العمل وترك فيها بصماته ومنها أنه عمق التعبير الفردى الدال على الوحدوية من ناحية وعن الانشطار النفسى من ناحية أخرى وعلى الغربة المجتمعية من ناحية ثالثة..
والأساليب التى صاغت هذا الصراع_ غير المدرك فى كثير من الأحيان – فى هذا العمل هى كما يلى:
**التقسيم الدلالى المقصود للعمل: وهنا يصعد الكاتب مراحل هذا الصراع فى مراحل ثلاث: الأول ويظهر فى ايحاء الصوره التى أحسنت اختيارها الأديبة –وأنا أثنى على اختيارها- فهى توضح مدى الصراع والمعاناة مع امتزاجها بألوان متناقضة..الثانى ويظهر فى اختيار العنوان الذى يعكس حالة الشدة واللوع ..الثالث وهو يتناول بالتفصيل والتدرج الحالة الشعورية للكاتب وتدرجها مع الزمن..
**أسلوب الاستفهام: من بين مخاوف كثيرة وهموم شتى –قومية وفردية تتوالد الأسئلة صانعة حلقات طويلة من الجدل ومعمقة الصراع الذى يخرج الشاعر الى تناقض أسئلته وأطروحاته (أنا وأنت .. ومن يأتي ؟! -ـ ما رأيك في اللون ؟ -ما لون الشعر ؟!
ـ ولماذا الشعر ؟-!من منا في العُمق ؟! الى آخره)
**الحركة : وبدت واضحة جدا وبارزة بشكل قد يكون مبالغ فيه الى حد ما ( نهدأ . نبتسم ، نجلس .. يلتصق الكتفان ... نتنفس في العمق . تتضح الرؤية ( في السكة ) نراها لم تعد طويلة ...( سيبهم مع بعضهم ) . نتلفت ، نشعر بوجود الشبح ... ( امش بعيد عنهم ) . نلتصق أكثر ... ملامحه أكثر وضوحًا . نثبت له أننا نعرفه .. نتعملق ... نلتصق ... نتمرد ... نلتحم . يلوذ بالفرار ، طرطش الألوان ، ازدحمت الصورة..الى آخره) .
**الخروج عن أحادية الصوت: حيث تتعدد أصوات القصيدة وتتصارع ويصبح التعدد هنا نوعا من أوجه التصعيد الدرامى للصراع ( أغوص فيها- أحتلب الذكريات- نقِّط . خطط . حدِّد ... امح- نُحِتَ النهد- نمزج الألوان- طراطيش الألوان- لنغسل الفُرش- نشطب-صوت الأغانى..الى آخره)
**اللون: ظهر جليا ميل الكاتب الى الاستعراض بالألوان ورغبته الأكيده فى مزجها كعامل نفسى خفى لاخفاء الهويه ليكون اللون السائد هو اللون الرمادى أو الالون الذى يعطى ايحاء خفى بالرغبة فى اخفاء الأيام( الرسم بالرصاص- نمزج الألوان . أربعة ألوان . لون الصبح ، لون الغروب ، لون الليل ، حفنة أحلام-الى آخره) .
**الأغانى: بدا بوضوح تأثر الكتب بالأغانى فخصص لها مساحة أكبر مما يستدعى العمل فالبرغم انها عكست الحالة الشعورية له حيث تدرجت من الحب والشجن حتى الفراق واللوع الا أنها على الرغم من ذلك ظلت تشويها فى العمل ولو كان الكاتب حد منها لكان وصل الى حد الابداع المطلق (عبد الوهاب يغني ( ... حبك رحلة عمري وقدري ...) الليل يخيم ، ترفرف الملائكة .. تصفر الشياطين . نحاول تنظيف الصورة ، نضحك رغمًا عنا ... الطرطشات صارت أشباحًا ، جيش الأشباح يحتل الصورة .
ـ ألواني ؟!
ـ ألوانك ؟!
سميرة سعيد تغني ( شفت يا قلبي ازاي وانا جنبه كنت حطير م الفرحة بقربه ؟! ) .. لن يفلح جيش الأشباح ... نعرفهم ، بدأ الحفر ، يريدون الخط ... نعرفهم ، نكثف الألوان ، يشتد الحفر ... نعرفهم ، تتضح الصورة ... نعرفهم أكثر . تتضح الصورة : حدود الصورة أشباح ترفع رايات النار إيذانًا بالدخول ، وردة الجزائرية تغني ( بعمري كله حبيتك وانت عارف شوقي لك أد إيه)
يعود الشبح . نعرفه ، نفس الشبح .. جِلدٌ آخر ، وجه آخر ، ثوب آخر ، نفس الشبح . البلدوزر يقتحم ... مكلل بالورود ، فيه من ملامح فيل أبرهة ، وعليه أبرهة ... يصفق له ألف أبرهة .
فتق الصورة ... شطر الألوان ... صلبة جدًا . نلوِّن قدر الطاقة ، السرعة فائقة ، نلون فوق الطاقة ، محمد منير يغني ( لو بطلنا نحلم نموت .. لو حاولنا يمكن نفوت) .
يحفر في العمق ، معاوله كثيرة ، قوية ، تجتمع الأشباح ... انفجار .
ميادة تغني ( هي الليالي كدا هي الليالي ... بتفرق دا ودا ، وتقرب دا و دا ) وحدي مع الصورة ... ما زال الخط ... وحدك مع الصورة ... ما زال الخط ... حنان تغني ( في الشارع دا ... كانت أيام أجمل أيام .. فين الأيام دلوقتي ؟؟؟!!! )
لدينا الخط ... الأصل الخط . أحمد الحجار يغني ( الوهم فات والذكريات قالتلي حبك بالوجود يا ريت تعود ... يا ريت تعود)
..وأخيرا تبقى اللغة الى حد كبير مقاربة لمستوى الالحاح على مثل هذا الصراع الخفى ..وان كان التركيب التصويرى فى كثير من المواضع ناجحا (أشعر بها تتفلت من بين أصابعي ، أحتلب الذكريات . كنت أقبض على الأيام ، ما هي إلا حفنة أشهر- أربعة ألوان...... نمزج الألوان . أربعة ألوان . لون الصبح ، لون الغروب ، لون الليل ، حفنة أحلام -.؟. أمس ، اليوم ، غدًا ... حفنة أيام. - الطرطشات صارت أشباحًا ، جيش الأشباح يحتل الصورة..الى آخره)
أخيرا اقول للكاتب أن تحليلى لا ينقص أبدا من عملك الذى تحول من وجهة نظرى الى:
"ألوان الأتاريج فى قلب الواحة"
.
تحية وشذى لقلب الواحة
الوردة السوداء.
. ،
أديبتنا الرائعة : صاحبة الوردة السوداء
ما أسعدني بهذه القراءة الراقية العلمية ، التي أكدت لي صدق حدسي ، والتي أبانت عن شخصية أدبية وعلمية راقية كنت أستحثها للإدلاء بدلوها في تقديم القراءات للقصة والنثر ، وها هي تقدم لنا تحليلاً راقيًا وجميلاً .
سيدتي الكريمة ، لقد تناولتِ القصة من منظور رائع لافت ، وامتلكتِ أدواتكِ ودخلتِ إلى النص وأنتِ تدركين ما تريدين كتابته ، وما تريدين إيصاله إلى المتلقي ، وما بين كون العمل قصة ، أو نثيرة في ثوب قصة ، أو حتى كونها عملاً غير محدد الهوية ، يبقى البحث عن تقديم لون جديد أمر يحتاج المثابرة ، ولكن تحليلكِ للنص عزيزتي ، أنا أعتبره البطل الحقيقي لهذا النص لأنه قدم رؤية خدمت الكثيرين ممن أرادوا قراءته على قصد معين ، إلا أن لمحاتكِ الفنية الرائعة تشي بمقدرتكِ العالية على إدراك المغزى من النص ، بيد أن الغربة والاغتراب كانتا ضمن الحواشي الخادمة للبحث عن الحب ، هذا الحب الذي هو الخط ، هذا الحب الذي يخضع لأحكام القبيلة ، الحب الذي يدفع هذا فيهتك ستره ، ويتقرب هذا فيجتاح قصره ، هذه الحالات التي صغتها في هذا العمل والذي أطلقت عليه ( قصة تشكيلية ) وأنا على يقين أنكِ تدركين مفاهيم التشكيل ، هذا اللون من الفن الراقي ، والذي يعتقد البعض أنه يتوقف عند حدود الرسم ، ولا يدركون أنه امتد إلى ألوان التعبير كلها .
على أية حال ؛ أعتذر أديبتنا لأن كلامي يستحضر بعض التعليقات التالية عليكِ ، إلا أنني من هذه الصفحة أتقدم لكِ بكل معاني الشكر والتقدير لما نثرته هنا من إبداعكِ وقراءتكِ الواعية المدركة الهدف مما تكتب ، وتوصل الرأي والقصد بطريقة علمية راقية لا تقلل من قيمة العمل مهما كان جيدًا أو سيئًا ، وعلى الرغم من بعض الاختلاف في الرأي بيننا ، إلا أنني صاحب العمل ، ولا يمكن في هذا المقام أن أناقشكِ في رأيكِ ، فهذا له مقامه في موضع آخر بإذن الله ، كي لا أكون ممن يقدمون الإجابات النموذجية ( على حد قول أستاذنا الدكتور : مصطفى عراقي )
ومن هذه الصفحة أيضًا أشكر الرائعة : حنان الآغا ، التي منحتني شرف الاختيار من بين لوحاتها الرائعة ما ألحق القصة به ، وألحقه بالقصة ، كم هي رائعة ، وكم أعمالها ثرية
أديبتنا الراقية ، أتوقف كثيرًا كلما مررت بهذه الصفحة أمام تعليقكِ لما فيه من أصالة ومنطقية ، كما أن رأيكِ مأخوذ به بإذن الله .
لكِ المحبة والاحترام والتقدير
مأمون
مأمون المغازي
05-04-2007, 08:04 PM
السلام عليكم ورحمة الله
قبل أن أبدأ بتحليلي المتواضع أحب أن أشيد بقراءات أساتذتي من سبقوني بخوض غمارات عالم تباريح ، وأتمنى أن أضيف جديداً في ظل هذه الروائع التحليلية السابقة :
متوالية تباريح
جاء النص معتمداً على تقنيات عدة ، وارتكزت هذه التقنيات على مجموعة من القوانين الإدراكية بعقل المتلقي ، بداية من الإدراك البصرى الخالص ، والإدراك البصري المترجم للخيال الذهني ، فجاء الإدراك البصري الخالص فارضاً نفسه بلوحة رائعة معبرة عن خليط النص الحسي منذ البداية الممهدة للحوار ، متماشية مع الشهقة الإبداعية للكاتب، وكأن الكاتب اختصر على المتلقي تخيل هذه المنطقة ، وجاء الإدراك البصري المترجم معتمداً على فنيات أساسية في عالم الخلق الأدبي ، بداية من السرد المنثور ، والحوار والذي أعتبره البطل الحقيقي لهذا النص ، ثم الرمز الممتد .......
* جاء الحوار في صورة متوالية كلامية ، بحيث تبدأ الحوارية التالية مكملة للحوارية السابقة ، لتفترش أمامنا شبكة واسعة من التوالي الكلامي ، المعتمد على لغة شعرية تخاطب النفس بشكل متوغل بين حناياها الغائرة ، وبنوع من الإثارة النفسية معتمداً على أسلوب الإستفهام المستفز للتفكير المبطن للشعور كما أشارت الأستاذة (الوردة السوداء).
ـ كنا طفلين.
ـ ما رأيك في اللون ؟
ـ الأفتح أنسب.
ـ الضوء الأصل .
ينعجن الخط ... ينتشر الضوء.
ـ ما لون الشعر ؟!
ـ ولماذا الشعر ؟!
* سار الكاتب بسيل كلماته مرتكزاً على عالم الأبعاد المتمثل في الطول والعرض والارتفاع والعمق واللون والزمن ، فجاءت لغته مصرحة بهذه الأبعاد ، حاصراً تخيل الكاتب ، فارضاً عليه قياسات الصورة الإبداعية ، لكنه قام بمعالجة هذه النقطة بلغته الشاعرة ، التي تضفي نوعاً من الطلاوة الخيالية للقارىء ، وقد لجأ الكاتب لهذا الفرض ليتماشى مع عالم الفن التشكيلي المجسد على لوحة ، أو بشكل ممثل ، لكن مع وجود الصورة في بداية العمل أرى أن هذه المنطقة قد زادت حلاوتها للشارب ، فشعر بحلاوة الطعم بأكثر مما يجب ، خصوصاً أن هناك عنوان ثان للنص (قصة تشكيلية) فهذا العنوان وحده يمثل صورة مرسومة في عقل المتلقى ، فكنت أتمنى الوسطية لإبراز هذه المساحة ، بحيث يتم الحفاظ على هدوء الألوان في اللوحة المكتوبة وقد سبقني في توضيح هذه النقطة الأستاذ (أحمد حسن).ترتسم الأحلام ، ينتشر الضوء بلون الحلم ، الأمل ، الأيام . كانت في كفي حفنة أيام .
ـ نجعلها البُعد !
ـ أيهما البُعد ؟!
ـ البعد الخط .. يسيل الخط ، ينتشر الظل تحت العين ، ننظر فوق ...
ـ ما أبعدنا من الظل!
ـ الظل الخط ، الخط الظل .. أنا وأنت ، أنت وأنا . فلننظر فوق ، ما أرفع أن ننظر فوق . لن أصعد وحدي .
ذهب الطفلان ، انتظم الشارب . نُحِتَ النهد . من منا في العُمق ؟!
* خيط ممتد بالرمز (الخط) وقد وفق الكاتب إلى حد بعيد بالإمساك بهذا الخط منذ البداية ، كأنه يدعو المتلقى بالسير على هذا الخط للتوصل للهدف ، مع أنه قام برسم معالم هذا الهدف منذ الفرشة السردية السابقة للحوار منذ البداية :
الصورة ... لم تكتمل بعد خطوط الرصاص ؛ كنا نحب الرسم بالرصاص .. الخطوط .. أصلنا الخطوط.. الخط هو الجوانية .. لن ننمو من غير خطوط .. الرصاص هو الأمثل ما دمت لا تعرف حدود الطريق .. نقِّط . خطط . حدِّد ... امح؛ ليس الكل .؟. ما لا يتفق . يجتمع الرأي ، نستقر .؟. أولاً الخط ... النقطة لا تعني . الخط نقاط . أنا وأنت .. ومن يأتي ؟! يمتد الخط.
بالفقرة السابقة وضع لنا الكاتب عنوان الهدف ، وحدد لنا ملامحه ، فالأصل فينا الخط ، فكلمة الأصل تستدعى لنا عوالم بحثية ذاتية ، للعودة إلى أصولنا الشعورية ( الحب ، الخير ، الجمال ) تلك هي خطوط الرصاص التى كانت بداية لرسم المشاعر ، وقد وفق الكاتب جداً في رسم ملامح هذه الخطوط من خلال المتوالية الحوارية .......التي اعتمدت إستثارة هذه الأصول داخلنا ، وقام العمل على توضيح رؤيتها التي بهتت مع تقدم الزمن ، فأصبحت اللوحة الداخلية المشكلة لنا لوحة مشوشة ، لكن الأصول مازالت موجودة تحتاج فقط إلى اعادة الرسم .
* بالأخير أراد الكاتب ان يستدعي الحالات الزمنية المختلفة من خلال إيراد كلمات الأغاني ، وهنا تأتي المفارقة والتى أؤيد فيها الأستاذة (الوردة السوداء) ، لأن الكاتب في هذه المساحة الأخيرة أخرجنا بصورة كلية من العالم الذي قام برسمه ببراعة فنان ، فأدخلنا فيه بسهولة ويسر ، فنسينا أنفسنا وتعايشنا مع التكوين الأول ، وفي الأصول الأولى المكونة لنا ، لنخرج إلى واقع مرير ومجتمع فاسد ، تعد هذه الأغاني من لزماته المميزة ، ومع ذكر أسماء المطربين ، وذكر بعض مقاطع من هذه الأغاني ،استفقنا من العودة للأصل، وحدث لنا نوعاً من الانفصال عن المجرة الأصولية التي برع الكاتب في ادخالنا فيها منذ البداية ، فكنت اتمنى أن تأتي هذه المساحة من اللوحة بشكل آخر ، ملائماً للرسم اللوني بباقي اللوحة المرسومة ، فكانت المساحة الأخيرةكبقعة حبر وسط نسيج من الألوان المتناسقة .
في النهاية ، لا أملك من الكلمات ما أقوله غير أن كاتبنا الرائع مأمون المغازي قد أبدع في رسم لوحته بكلماته وحوارته ، آخذنا إلى فضاء ملىء بالمرايا كي نرى فيها أصولنا .
دمت بكل الخير
الأستاذ القاص : محمد سامي البوهي
روعتك هنا فاقت حدها .
تحررت من كوني صاحب العمل ( وهذا طبعي ) لأقرأ هذا التحليل الثري ، الذي تعلمت منه كثيرًا كالعادة ؛ فأنا هنا أقف لأشيد بك وبصوت عال أمام الجميع من الأحبة في الواحةالغراء ، وأتمنى ألا تحرمنا أبدًا من هذا التبصير الراقي الذي احتل من العقل قبل القلب قبولاً لا جدال فيه ، ولن أقول لمست كذا وكذا وتركت كذا وكذا ، فالعمل عندما خرج من يدي صار ملككم ، ولكم الحرية في التعامل معه محيدين صاحبه ، وقد لمست ذلك منك أيها الأديب الرقيق .
أديبنا البوهي
رأيك محترمٌ لدينا ومأخوذ به بإذن الله ، وإن كنا نختلف معك أحيانًا فإننا نتفق معك كثيرًا .
لك المحبة والاحترام
مأمون
حسام السيد
06-04-2007, 01:14 AM
عندما يجذبنا الحرف يتملكنا
ونقع فى شركه ونسلم له
يأخذنا الى ابعد مما نتخيل
الى الالام والذكريات والمرح الذى كان و.... و....
وعندما يصاغ بذالك الاسلوب البديع
لا نملك الى تسجيل الاعجاب
مأمون المغازي
06-04-2007, 03:53 AM
حوارية لا تخلو من الشعر
فالشاعرية ألقت بغلائلها الشفيفة على جسد هذا النص الجميل فزادته ألقا وجمالا ،
وعمقت الرجع الشجي في أرجائه.
ولكي تكتمل الوحدة ، وحدة الإبداع استعان الكاتب بمفردات وعناصر وتكوينات تشكيلية حملت النص على أكفها مترعا بالخطوط والملامس والألوان،
حتى التدرجات التي يهبط معها الإيقاع اللوني، نراها تمسك بزمام النص ليهدأ إيقاعه الخاص ويتدرج هدوءا ،
ليعود ويصعد من جديد . والآن لأحاول قراءتها أكثر:
تجلس إلى الصورة (الذكرى)، وتثار التساؤلات.
تستخدم القلم الرصاص للمرحلة الأولية (اسكتش أو رسم تخطيطي سريع )، والخط قلق دائم ( ارسم خطا وافقده) .
تبدأ هنا الحوارية وكأنها استرجاع لوقت مضى :
غامق ؟ لا بل فاتح مثل الضوء .
نلون الشعر؟ لا العين أولى فهي ترانا والعين هي الوجود والمجتمع .
ويأتي الحلم ، واقع هو يرتدي حلة ما ورائية ، تساعد في تحرره من قوانين حكمته سابقا .
وذهب الطفلان (كبرا ) لم تعد قوانين الوجود في صالح بقائهما معا ، ولا تسهم في صياغة أحلامهما معا .
أما اللون فقد كبرت مهمته الآن ، امتدت ريشته لتلون الزمن ومراحل العمر ما هو آت منها وما قد مضى واندثر.
وتعود الحوارية هامسة مصرة على محاولة استرجاع ما فات لتجده وقد تغشّته الشوائب (الشبح )
الذي يحاول طمس معالم الصورة بما يلقيه من لون بطريقة فجة ساعيا للتخريب ، هذا هو الزمن عندما يكشر عن نيوبه. إلا أننا الحلم يستيقظ في الوقت المتبقي ليمسك القلم ويرسم خطوطا يعيد بوساطتها صياغة الأشياء (الصورة )
الأديب الناقد مأمون المغازي
شكرا لأن هذه القصة استفزت بي رغبة للتعبير ولا أقول النقد .
شكرا مرة أخرى لقبول لوحتي مع عنوان قصتك الجميلة
الأديبة الراقية النقية : حنان الآغا
ما بين اللوحة الفذة وهذا التعليق الرائع تنحصر القصة
قرأتُ قصتي في لوحتكِ فتفضلت علي بها
وقرأتِ قصتي بروعتكِ فأخجلت حروفي
شهادتي مجروحة أمام هذا التعليق الثري يا أستاذة
لكِ الاحترام بقدر روعتكِ
مأمون
مأمون المغازي
08-04-2007, 01:52 AM
قرات هذا العمل منذ لحظة نشره , وقفت عنده طويلا , ثم تركته قائلا سأعود , وفي الطريق الى اجتماع أدباء الواحة الاسبوعي , اجتمعت في الطريق بالاخ الغالي الأديب القاص الاستاذ حسام القاضي , تكلمنا عن العمل , سألني هل علقّت على النص ؟ , قلت لا , فالعمل يستخدم نوعا من الرمزية , واستخدام الرمز يتطلب مراجعة دقيقة لتتبع الامسام بالخيوط , ومدى النجاح في نقل الرسالة , ثم تحدثنا بأشياء كثيرة على هامش النص , منها أنني قلت : هناك خيط بين النثر والقصة , لم أكن مستعدا بعد للكتابة في الموضوع .
عدت اليوم لقراءة النص من جديد , ووقع ناظري على التعليقات والقراءات التي تفضل بها الأخوة الأدباء , فرحت لانهم سبقوني في القراءة , فالصورة أصبحت أكثر وضوحا , وحزنت لأنهم سبقوني في القراءة , فربما تأثرت بآرائهم , ولا أخفيكم سرّا , فقد تمنيت لو أن الأخ الغالي الأديب والناقد الحصيف الاستاذ الدكتور مصطفى عراقي , كان أكثر ولوجا في العمل , على الرغم من إعطائه صك نجاح واعجاب بالعمل , عندما كتب كلمات لاتزن إلا بموازين الذهب والماس :
"ما أجمله من لقاءٍ بين ريشة ساحرة مفعمة بالصدق والجمال، وقلم نضير محلق في سماء البراعة والإبداع!
أتمنى التثبيت شكرا ، وتقديرا. "
لابد لي من عودة بقراءة تتماشى مع القراءات الابداعية التي قدمت في العمل .
أخوكم
د. محمد حسن السمان
عالمنا الكبير ، وأديبنا الذي يعلو فوق كل وصف ، الدكتور : محمد حسن السمان
في كل مرة يعجز الحرف أمام حرفك الراقي ، أما هذه المرة يقف حرفي صامتًا متأملاً في خشوع المتعلم ؛ دمت لنا معلمًا وسراجًا .
تلميذكم ،
مأمون
مأمون المغازي
08-04-2007, 05:50 PM
فى كل مائدة يبسطها عميد أدب الواحة يكون نصيبي منها النظر فقط ،
شهيتي للقراءة تكتفي بالنظر إلى إسمه يزين قائمة المدعوين إلى حفله السامر ، الذاخـر بكل أصناف الأدب .
ومن كرمه أن جعل منزله مأمون كاسمه لمن دخله بغير دعوة ، فيحق للجمـيع التجول فى طرقات بساتين أروقته غير جزع ٍ لكنه مأخوذ بسحر تناسقه .
للجمــال من ربوعه عــنوان ، وللصــدق من كرم ضيافــته تاج ، ولرحابة صدره يطيب لنا المقام .
عــندما أكون هــنا ، لا أطلب غــير شيءٍ واحدٍ :
أن أتجــول بمفــردي بعــيدا عن الأنظــار لأرقب نظــرات ضــيوفه وقد انهالــت عليه إعجابا لكنني أفضــل التخفي والمراقــبة عن قرب .
لكنني لا أســتطيع إلى ذلك سبــيلا ، ففـي كل ركن من اركــان جنانه أرى من آثر فعلــي واحــتل المكــان .
وها أنا بعــد أن بحثــت عن موضع قدم لي ولم أجــد وقفــت فى صحــن قلعــته وحـــدي ، ترقــبني عيون الحاضـــرين .
لـــذا أقـــول :
لكم جميعــاً :
دعـــوني وهذياني قليلا فما زال الكف مقبض على كأس أخيرة وقد وصل مني الثمل حد التشبع .
ولي عودة بعد أن أستفيق وأصحو ، علني أتعود ارتشاف هذا الجمال جرعة واحدة بدون ثمل فيحق لي القول ولا يؤخذ عليّ من هذياني شيئا .
ولصاحب الدار :
شئت أم أبيت فإني آتٍ لا محــالة حتى وإن أغلقت جمــيع أبوابك والنوافذ حتمــاً سأجــد مدخــلاً إليــك .
فمــن في مثل كرمك أول ما ينسون فعــله هو الحــرص على ما يمتلكــون والخــوف من عبث المــارة به .
فإلى لقــــاء قريب .
لك من القلب تحــية مســــتمع .
/ محمــود البـــدوي .
الأستاذ الأديب : محمود البدوي
أهلاً ومرحبًا بك .
والله لقد أخجلتمونا ، وهنا أرى من الحب ما قتل ، لكنه كرمكم ، وحسن القول أوردتموه غير دالٍ علينا وإنما دال على جودكم ، فإن كنا قدمنا ما راق لكم ، ووجد في نفسكم استحسانًا فالفضل لله من قبل ومن بعد ، وإن كنا أسأنا فمن طبع ابن آدم غلبة الطين على الجوهر ، ولقد وقفت في دار قولي الفقيرة أتأملها فوجدتها لا تزدهي إلا بالكرام من ورادها ، أماهي ؛ فكوخ يسكنه فقير قد اغتنى بالحب قلبه ، فإن استعذبتم الحب فليس في أوانينا إلاه ، ومازلنا نرحب بكم بما يليق بقدركم ، فابق أخي ما طاب لك المقام ، واكتب ما جاد به قلمك ، لكن إياك وعنقي التي طوقتها ، واسمح لي أن أقول : أدب هذه الأمة بخير ما دام كرم الله فينا بمثل أساتذتنا في الواحة ، فلهم علينا ألف درجة وقد ينتهي العمر ولا نصعد منها درجة واحدة .
بقي أن أشكرك بحجم روعتك أيها الطيب
مأمون
مأمون المغازي
11-04-2007, 03:56 PM
الاستاذ الفاضل / مأمون
ما يبقى في الذاكرة هو العمق ، وتطوي الأيام نقاطا ليها لها نقطة ارتكاز ...
اتراني ابتعد حين أقول ان معادلة (هندسية ) حلت بروح النص فأمسكت به .. معادلة لها أبعادها وبرهانها ومنطقها .. ام تراني ازاد بعدا وتناقضاً مع الافتراض الأول، اذا قلت ان في النص يكمن الباطن ، لوحة لنا من الداخل ...
هل نحن نظل نحن ( ثبات الذاتيه ) ام نتغير مع تغير السنين والالوان والخطوب( الذات واحده .. ام مفككة ) ...
ثم يظل الخط، وتتشكل اللوحة، ولا تتشكل، ويطل الشبح ، ونظل نلهث والسؤال هو : لماذا من من رسم الآخر هل اللوحة المرسومة هي نحن .. علما بأننا نضيف عليها رؤيتنا بعد الانتهاء .. ام اننا نحاول دائما ان نكون على الورق ان نبقى للأبد .. ان نخلد ...
استاذي الكريم .. اعلم اني ربما ابتعدت كثيرا ولم اوف العمل حقه .. لكن للنص اثر سيبقى في الذاكرة ..
دمت بكل ود ..
خالص تحياتي ...
الأديب القاص : أسامة يس
مرورك هذا أسعدني جدًا ، كما أسعدتني هذه التأملات في الذات التي أوردتها ، والتي أكاد أن أجزم أنها ليست من إيحاء القصة ( أو النص كما يسميه البعض من الأساتذة ) وإنما هي انعكاس لفلسفتك ، وهذا رائع لأننا لا يمكن أن ندرك الغرض من وجودنا دون إدراك الغرض من الماضي المسبب للمستقبل عبر الحاضر ، إن من الناس من تكون له الصور شائهة لأنها من الأساس لم ترسم بإتقان وبالتالي تأتي كل ملامحه شائهة حتى الموت فيترك الدنيا بلا ذكرى ، أو بذكرى شائهة .
أديبنا :
إن تباريح يا أستاذي ، لقطة من حياة كل منا لكنها صيغت على نسق ربما يغاير المعتاد ، لكن ذات لحظة تأمل في الذات سنقرأ أحداثها وحوارها ، ونعرف كيف تتمازج الألوان ، فتتجانس حينًا وحينًا تتنافر ، وكيف يتسلل الضوء عبر الظل ، وكيف ..... ، وكيف ..... ، وكيف ....... ، أليست الحياة مجموعة من اللقطات ، تكون هذه الصورة ؟!
بقي أن أشكرك جزيل الشكر لمرورك الذي أسعدني جدًا .
محبتي واحترامي
مأمون
سحر الليالي
11-04-2007, 07:27 PM
أستاذي العزيز "مأمون المغازي":
أحس برقي الغيم وبياضه كلما كنت في مساحات حروفك..
أغرقتنا بروعة ابداعك
رائع بحق
دمت مبدعا سيدي
تقبل خالص إعجابي وتقديري وألف باقة ورد وفل
مأمون المغازي
14-04-2007, 03:03 PM
الأديب الفنان الأستاذ مأمون المغازي
تحية الإكبار والإعزاز
يتشكل المعنى خطا خطا , ولونا لونا , ونغمة نغمة
ويتكثف الضوء والظل , ويتصاعد الإيحاء كما إيقاع سيمفوني حميم
لتولد القصة ( اللوحة ) طازجة
هنا أتخلى _ كما الصوفي _ عن كدورة الأشياء , لأتحلى برونق الكلمات, وهي تتحدر همسا , وتعلو وجدا
إنها تباريح الحنين / الحب / الألم / الفقد / الفن
تباريح تذيب _ كما النار _ المعنى , لتقدم مسبوكة من طراز فني خاص , ذات وجوه عديدة , لكنها جديدة
صديقي النبيل
سعدت حقا بهذا العمل , وسعدت كذلك بالتبصير النقدي المميز للأساتذة الأفاضل : الوردة السوداء , محمد البوهي , حنان الأغا
وأضم صوتي لمن طلبوا التثبيت فهي جديرة به , تقديرا للفن والفكر وللإنسان
( سؤال : لماذا لم تثبت حتى الآن ؟)
مع خالص مودتي
إيهاب
ناقدنا الكبير والشاعر الرقيق ، الدكتور : إيهاب النجدي
أشكر لكم هذا التعليق الراقي شكلاً ومضمونًا والذي اختصر عالم الجمال في عبارات مختصرة ، لينثرها هنا في رقة العلماء ، ونبل الأصدقاء .
أستاذي الكريم ، شرف للنص قبل صاحبه أن تنثر فيه حرفك وترى منه أبعاده ، وأن تشدو على موسيقاه .
الدكتور : إيهاب النجدي
لك الحب والاحترام
مأمون
مأمون المغازي
16-04-2007, 12:48 AM
تقول شادية بصوت يغلفه الحنين " لما كنا صغيرين .... "
القاص المبدع "مأمون المغازي "
في البدء كانت النقطة فالخط فالألوان _ جنين يتخلق ، من الحروف والكلمات .
تمنحه عمودا فقاريا ، وتكسوه لحما ، فيصير في أجمل صورة .
مزج متكامل بين تقنيات السرد والحوار ، الحوار المتوحد وكأنه نابع من نفس الشخص ، واللغة الشاعرية بنغم رقيق وصوت خافت . شاعرية نحار في مصدرها أهي من تلك اللغة البسيطة المراوغة ، التي تجمع في نفس الآن بين الوضوح والإلغاز ، بين المنح والمنع ، أم هي براعة التصوير الفني والجمالي . المزج بين المشهد السينمائي ، الصور المتلاحقة ، والأغنيات .
إنها لوحات متعددة ، وحسن معايشة وتمثل واختبار ، ففي البداية القلم الرصاص ، التحديد ، ثم التلوين ، ثم ملء الفضاء .
الحلم والأمل ومحاولات منع المسح والتشويه .
لنجد أننا امام قصة مركبة ، تحمل رؤية مبدع ، تتصف بالجدل الخلاق .
فقط كان الغناء أكثر مما تحتمل تلك اللوحة المعبرة ، فقد كشف ما كان يمكن أن يجعله الغموض أكثر روعة .
نص ممتع لكل الحواس
تحياتي
جيهان عبد العزيز
القاصة المبدعة : جيهان علد العزيز
ما أجمل هذا المرور العذب ، وما أسعدني بهذه القراءة المتأنية الحاذقة ، وهذا الوقوف الموقن موضع القدم ، ولولا أن العمل بقلمي لقلت في قراءتكِ ما تستحق ، لكن لكِ أن تعلمي سيدتي ، أننا نثمن غالية هذه الرؤى الثاقبة ، وهذا التبصير الموحي ، الفاتح الكثير من الأبواب للدخول إلى العمل الأدبي .
أديبتنا الصادقة ،
محبتي وامتناني
مأمون
مروة عبدالله
18-04-2007, 02:23 PM
كيف أعبر
و لم أعبر
فلن تشفع لي كلماتي
في محاكمتي مع ذاتي
فاننى في هذه الوهلة
أقف أمام قضاة الحرف
أرتجيهم بكل انكسار
بأن يرءفوا بي
و بغيري
من عاشقي شهد اللغه
و الذي ينبع متدفقا بسلاسة
من شخصك الكريم
فصبرا
يا مروضي الكلمة
مهلا
يا ناحتي الابداع
ففيما تنسج أياديكم
روعة لا توصف
و في خط ريشتكم
خبايا لا تعرف
و في قصتكم الصامتة على الورق
مشاعر تنزف
فتشتتنا ببساطة رقة أحاسيسكم
و تستصغر ثرثراتنا عظمة مخطوطاتكم
لكننا مازلنا بكم نتشرف
فهنيئا لكم التميز الدائم
و مرحى لنا سجون البدايات
اذا كنتم الابداع
تقديرى واحترامى
مرمر
مأمون المغازي
19-04-2007, 02:22 PM
جلستُ هنا
فاختلطت ألوان ذكرياتي المتآلفة مع الألم
أختطفتُ فرشاةً أرسمُ بها لوحةً بيضاء..فتلطخت اللوحة بحفيف أشجارٍ مختنقة ووردٍ
اندسّتْ خلسةً بين مسامات الشِعْر والبوح..تتنفس جمالاً يشي بعطرها المختبئ خلف عصور الحزن..!
لم أكن بحاجة للبحث عن مخرجٍ من هذا الوجع الجاثم أمامي حيث أن أديبنا الرائع قد رسم لنا خطاً
انزلقت عليه أرواحنا إلى عالمٍ من التفاؤل والبسمة..
أيها الرائع
الأديب الكبير
مأمون المغازي
كنتُ هنا ولا زلت لا أهوى الخروج
تحيتي لك ولأجمل لوحةٍ رسمتها لنا..
أديبتنا النابهة : منى الخالدي
قطرة مطر حانية احتوت قصتي حين دونتِ حرفكِ الحاني هنا ، فما أسعدني بهذا الحرف الذي ينساب عذبًا رقيقًا حانيًا يبلسم جراحًأ كثيرة ، وما أسعدني أيضًا لأنها استوقفتك لا تريدين منها انفلاتًا ، فالكاتب تلفه صنوف السعادة إذا ما لمس عمله الأوتار الهامسة لدى المتلقي ، فما بالنا إذا كان القراء هم أهل الواحة ، أهل الذوق الرفيع قبل كل شيء ، والأخلاق الرفيعة وهي جماع كل شيء .
رائعة أنتِ يا قطرة المطر الساقية جدب الصحراء .
محبتي واحترامي
مأمون
مأمون المغازي
21-04-2007, 02:31 PM
أستاذنا الأديب الناقد الدكتور : مصطفى عراقي
أشكرك أساذي الحبيب ، دائمًا نتخذ من توجيهاتكم نبراسًا نهتدي به ، ومن علمكم منهلاً نرتوي من فضل جوده .
لك الحب المقيم
مأمون المغازي
29-04-2007, 01:34 PM
الأستاذ القاص : حسام القاضي
أعدت قراءة إلماحاتك كثيرًا واستفدت منها ورأيك محل تقدير ، أتفق معك ، وقد أختلف ، واختلاف الرأي لا يفسد للود قضية خصوصًا بين الأصدقاء الأحباب ، وما لنا إلا أن نعيد قراءة ما نكتب ونكتب ما نقرأ لنعيد القراءة والكتابة ، والعمل الذي يتناوله الأساتذة بالقبول والرفض والتخريج لهو عمل دافع لصاحبه أن يتعلم أكثر وأكثر ، وأن يبحث أكثر وأكثر ، وأن يحاول ويحاول ، ويجود ، ويجعل من العمل أعمالاً ، ولولا هذا لما فتح الأدب بابًا ، ولا قدمت الصورة شكلاً من أشكالها .
أستاذي الكريم ،
ما أفسد التجريب أبدًا ، ولا ضاقت بأهل القلم السبل ، وأنت أستاذنا لك علينا الاحترام والتقدير ، وصديقنا ؛ لك علينا المودة والحب .
تقبل محبتي التي لن تنضب ، واحترامي المتزايد .
مأمون
مأمون المغازي
02-05-2007, 02:55 PM
الأديب الرائع مأمون المغازي شكرا, فتحت لنا مساحة كبيرة للتفكير في حال الدنيا , من خلال الألوان أطلت الطفولة واللهو واللعب ’حفنة أيام معها لا أقول أحلام ولكن آلالام يعلم الله ماذا أخذت منا وماذا أخذنا منها من العبر والحكم , وخلاصة القول اقتطفناها من الجراح التي لم تندمل وربي إنها الدنيا بتقلباتها فلا يحزن من أجلها إلا من لم يعرف حقيقتها ....
مأمون المغازي , نصك الجميل هذا فتح لي بابا على حكمة أخرى قد تبقى معي أيام طويلة حتى أفهم مغزاها , وهي الألوان بكل أشكالها وما تعنيه بالنسبة لي , سواء كان زاهية أو رمادية ....
شكرا لك من أعماق قلب يحمل لك كل التقدير والاحترام , ويسأل الله لك وللجميع كل التوفيق .
أديبتنا : حسنية تدركيت
أيتها الطيبة ،
أشكر لكِ هذا المرور الذي هو كالندى ، وأشكر لكِ تعليقكِ الذي كنت أتوقعه من أديبة مفكرة ، متفكرة في كتاب الكون ، تقرأ كل نبضه ، وتداعب الحلم ، والروعة .
هي الألوان يا أختنا ، نحن الألوان ، ولا يمكن للوحة أن تبقى على حالها مادمنا في العالم الأرضي ، فالأشباح من لوازم الأحوال ، يأتون ينغصون علينا حياتنا ، ابتلاء في الحب ليس منا إلا وتعرض له ، فمنا من استمرت حياته بالأمل ، بالحب الخط ، نمسك به ، نقبض عليه ، نحترق به لنتطهر ، لنكون أوفياء ، لنحفظ العهد .
إنها الألوان والأصوات ، والصراع ، والحث ، الهجوم والدفاع ، والقمع والقهر ، والاستبسال ، ألا ترين الحياة حربًا إلا للمحبين ؟!
هو الحب ، وتباريحه ، وخطه الدقيق .
ونبقى في الصورة ، كم منا يتأمل صوره القديمة ؟
محبتي واحترامي
مأمون
مأمون المغازي
12-05-2007, 01:07 PM
عندما يجذبنا الحرف يتملكنا
ونقع فى شركه ونسلم له
يأخذنا الى ابعد مما نتخيل
الى الالام والذكريات والمرح الذى كان و.... و....
وعندما يصاغ بذالك الاسلوب البديع
لا نملك الى تسجيل الاعجاب
الأستاذ الكاتب : حسام السيد أشكرك أيها الطيب بقدر رقة كلماتك ، وإطرائك الذي أورد بحب .
وبحبك لك منا ألف حب .
مأمون
محمود الديدامونى
12-05-2007, 02:01 PM
المبدع / مأمون المغازى
تحية وتقدير
هذه المرة الأولى التى تعانق عيناى نص لك غير النقد
أقف مندهشا
لأننى ببساطة أعشق الفن التشكيلى
وكم شاركت العديد من الأصدقاء التشكيلين فرحتهم بمعارضهم
وكم ساهمت معهم بالصورة الشعرية
كانوا يحبون ذلك منى
الآن أجدك قاصا رائعا
لا أستطيع أن أنقد النص أو أتداخل معه لأنه أشبعنى
لك الود
ومزيد من الإبداع الراقى
مأمون المغازي
25-05-2007, 03:08 PM
أستاذي العزيز "مأمون المغازي":
أحس برقي الغيم وبياضه كلما كنت في مساحات حروفك..
أغرقتنا بروعة ابداعك
رائع بحق
دمت مبدعا سيدي
تقبل خالص إعجابي وتقديري وألف باقة ورد وفل
الرائعة : منار ،
مرورك الهامس يحيل الأعمال إلى بساتين يسعد بها أصحابها لأن مرورك دليل تفتح الأزهار ، أيتها الفراشة الرقيقة .
دائمًا ننتظر مرورك سحر الليالي .
محبتي والورد
مأمون
وفاء شوكت خضر
30-05-2007, 04:22 PM
الأديب الرائع / مأمون المغزي .
اسمحلي بوضع هذه القراءة هنا كرد على نص .
رؤية في نص الأديب / مأمون المغازي ( تباريح )
====================
نص استوقف الكثير من القراء بجمال حرفه ، ودقة تصويره ، وبالنقد الأدبي له كنص قصصي .
هنا أحاول أن أقوم بقراءة نقدية لسببين :
الأول : جمال النص وأسلوبه السردي .
الثاني : امتحان قدرتي على خوض غمار تجربة القراءة النقدية ، راجية من أساتذة النقد واللغة تقييم هذه القراءة ، وهذا من باب تطوير الذات ، فما زلت تلميذة أتلقى العلم على أيديكم .
بداية .. أنوه إلى أن أسلوب الأستاذ الأديب / مأمون المغازي ، أسلوب قوي السرد رائع المفردات ، عميق الصور ، ينقش الحروف بنبض القلب ، لذا نرى أن أي نص لمأمون المغازي ، يتفرد بموسيقى مميزة ، وسبك رائع .
في هذا النص ، دمج الأديب فن الرسم وفن الكتابة ، ليعطي نصه بعدا آخر في التأثير على القارئ ، حيث استهل النص بالجلوس إلى الصورة ..
وأي صورة التي جلس إليها الكاتب ، هي صورة منظورة وصورة أخرى غير منظورة ، الصورة المتجسدة أمامه ، والصورة المرسومة على لوح الذاكرة ، بخطوطها السطحية والعميقة وألوانها الباهته والقوية ، والتي شكلت بخطوطها فكرة النص .
تباريح ..
قصة بقلم الأديب / مأمون المغازي ..
هذا النص ، الذي اعتمد على حوارية مع الذات من خلال الذاكرة ، معتمدة أسلوب الاسترجاع ، من خلال لوحة حفرت في الذاكرة بكل تفاصيلها ، مرتكزا في فكرته على الخط الذي هو محور السرد ، والخط هو أول ما يبدأ به الرسام لوحته ، وكأن المستقبل في الماضي لوحة رسمت ولم تكتمل ، فعاد ليكملها في لحظة من لحظات الألم والشوق ، هربا من واقع غاير كل ما خطط له ، أو ما رسمه في اللوحة التي كان يملك كل خطوطها وألوانها يوما وثق فيه ، فغدر به .
الخط بعمقه ، الخط باضمحلاله ، قوة اللون وبهاؤه ، أمور نفسية مرت بها شخصية القصة ، وهي ترسم تلك اللوحة ( المستقبل الذي حلمت به ) ..
النص أتى بشكل فيه حديث مع الذات ، يدور حول فكرة مفهومة للكاتب ، لكنه لم يشرك القارئ بها ، يعرفها يحفظ تفاصيلها ، يمتلك أدق التفاصيل ، لكنه لا يبوح بكل شيء ، فقط نجد الخط الرمز، الذي حدد اللوحة ، واللون الذي لونها ما بين لون قاتم أو لون باهت ، حسب تغير المشاعر ، وحسب تغير الخطط للوصول للهدف ..
قصة حب عاشتها شخصية الكاتب ، قصة لم تكتمل ، حال الفراق دون أن تصل إلى النهاية المرسومة لها وهذا هو أساس اللوحة ، قصة لعب القدر والناس بتغيير تفاصيل نهايتها .
شخصية القصة ، بحوارها مع الذات داخل إطار اللوحة ، تبحث عن مهرب من واقع لا تستطيع تقبله ، وتلجأ لجلد النفس على ما لم تقترفه بأن تحمل نفسها اللوم على نهاية لم ترسمها .
الأديب مأمون المغازي ، يمتلك حسا رقيقا ، وتعبيرا رائعا اعتمد عليه في الكتابة ، مركزا على الجماليات ، ليخرج النص أقرب إلى النثر منه إلى القصة .
النص .. كأسلوب أدبي ، حقق نجاحا من حيث جمالية التعبير ، والنغمة التي جعلت النص ينساب في نفس القارئ بسلاسة وعذوبة ، فبهر الأعين بهذا الجمال ..
ما أفلت من يد الأديب / مأمون المغازي ..
أنه كتب القصة بنثرية فاقت الروعة ..
واعتمد على مقاطع الأغاني ليصل إلى النهاية ..
أتمنى أن يتقبل هذا الأديب السامق قراءتي البسيطة المتواضعة لنصه .
خليل حلاوجي
04-06-2007, 02:26 PM
الصورة تتضح ، نمزج الألوان . أربعة ألوان . لون الصبح ، لون الغروب ، لون الليل ، حفنة أحلام .
\
كنت اتأمل قول الله تعالى في قرآنه المجيد انه جل في علاه اذا قال للشىء كن فسيكون
وأتجرأ فأسأل نفسي
ايهما اسبق : الكينونة ام الشىء ؟
في قصة الاديب الكبير مأمون المغازي .... وجدت كما ً هائلا ً من التساؤلات
وسأقف عند عتبة يطرح فيها الاديب سؤالا ً مفصليا ً
وهو يرسم ويحدد لذاته الالوان الاربعة ... فينص على اختيار بياض الصبح وسواد الليل
فلا يعرف كيف هو لون الغروب وقسوته ... والرحيل ودمعته
لكن الاديب يمنحنا فسحة اخرى لم نكن نفطن اليها ... انها حفنة الاحلام التي تمنح لحياتنا الوانها
الاحلام
التي ترسمنا فنرسم لوحات الولاء ... لغدنا
اللوحة .... أضاءت لي انا شخصيا ً .... تباريج الفرح
\
نص ثري
مأمون المغازي
12-06-2007, 12:52 PM
كيف أعبر
و لم أعبر
فلن تشفع لي كلماتي
في محاكمتي مع ذاتي
فاننى في هذه الوهلة
أقف أمام قضاة الحرف
أرتجيهم بكل انكسار
بأن يرءفوا بي
و بغيري
من عاشقي شهد اللغه
و الذي ينبع متدفقا بسلاسة
من شخصك الكريم
فصبرا
يا مروضي الكلمة
مهلا
يا ناحتي الابداع
ففيما تنسج أياديكم
روعة لا توصف
و في خط ريشتكم
خبايا لا تعرف
و في قصتكم الصامتة على الورق
مشاعر تنزف
فتشتتنا ببساطة رقة أحاسيسكم
و تستصغر ثرثراتنا عظمة مخطوطاتكم
لكننا مازلنا بكم نتشرف
فهنيئا لكم التميز الدائم
و مرحى لنا سجون البدايات
اذا كنتم الابداع
تقديرى واحترامى
مرمر
أديبتنا ، صاحبة المواهب المتجهة نحو الروعة : مروة عبد الله
دائمًا لمروركِ ملامح الطفولة البريئة التي تبهج الروح ، وكثيرًا ما نقتطف أزهارًأ ندية من البساتين التي تزرعينها في صفحاتنا .
أتمنى أن تكوني دائمًا بخير أيتها الغالية .
محبتي واحترامي
مأمون المغازي
محمد سامي البوهي
15-06-2007, 04:39 PM
الاديب المتنوع / مأمون المغازي
كنت أقرأ بالامس ، مجموعة بيت من لحم للرائع يوسف إدريس ، فتوقفت كثيراً عند جمله المتسقة ، المتوالية ، فتذكرت (قصتك) تباريح ، لاني وجدتها تسير بنفس الأسلوب ... تحيتي لك أيها المجدد .
مأمون المغازي
20-07-2007, 12:29 AM
كيف أعبر
و لم أعبر
فلن تشفع لي كلماتي
في محاكمتي مع ذاتي
فاننى في هذه الوهلة
أقف أمام قضاة الحرف
أرتجيهم بكل انكسار
بأن يرءفوا بي
و بغيري
من عاشقي شهد اللغه
و الذي ينبع متدفقا بسلاسة
من شخصك الكريم
فصبرا
يا مروضي الكلمة
مهلا
يا ناحتي الابداع
ففيما تنسج أياديكم
روعة لا توصف
و في خط ريشتكم
خبايا لا تعرف
و في قصتكم الصامتة على الورق
مشاعر تنزف
فتشتتنا ببساطة رقة أحاسيسكم
و تستصغر ثرثراتنا عظمة مخطوطاتكم
لكننا مازلنا بكم نتشرف
فهنيئا لكم التميز الدائم
و مرحى لنا سجون البدايات
اذا كنتم الابداع
تقديرى واحترامى
مرمر
أيتها المرمرية الغالية
تأخرت عليكِ فسامحينا .
أما الشكر فكله لكِ لما تنثرينه بين ما نكتب .
لكِ المحبة
مأمون
ابن الدين علي
20-07-2007, 07:04 PM
كلما قرأت لك موضوعا إلا و بهرني. قلم يفيض مفعما بأرقى الاحاسيس
مأمون المغازي
12-08-2007, 04:42 PM
المبدع / مأمون المغازى
تحية وتقدير
هذه المرة الأولى التى تعانق عيناى نص لك غير النقد
أقف مندهشا
لأننى ببساطة أعشق الفن التشكيلى
وكم شاركت العديد من الأصدقاء التشكيلين فرحتهم بمعارضهم
وكم ساهمت معهم بالصورة الشعرية
كانوا يحبون ذلك منى
الآن أجدك قاصا رائعا
لا أستطيع أن أنقد النص أو أتداخل معه لأنه أشبعنى
لك الود
ومزيد من الإبداع الراقى
أديبنا الناقد : محمود الديداموني
أما التشكيل فهو جزء من الكتابة كالرسم تمامًا والنحت ( هذا رأي )
أما وجودك هنا أيها الحبيب فهو النسمة الرقيقة التي أسعد كلما هبت بعطرها .
وأما القصة فقد أجريت عليها بعض تعديل قبل نشرها في الصحف والآن مستريح لها تمامًا .
محبتي واحترامي
مأمون
مأمون المغازي
14-09-2007, 02:54 AM
الأديب الرائع / مأمون المغزي .
اسمحلي بوضع هذه القراءة هنا كرد على نص .
رؤية في نص الأديب / مأمون المغازي ( تباريح )
====================
نص استوقف الكثير من القراء بجمال حرفه ، ودقة تصويره ، وبالنقد الأدبي له كنص قصصي .
هنا أحاول أن أقوم بقراءة نقدية لسببين :
الأول : جمال النص وأسلوبه السردي .
الثاني : امتحان قدرتي على خوض غمار تجربة القراءة النقدية ، راجية من أساتذة النقد واللغة تقييم هذه القراءة ، وهذا من باب تطوير الذات ، فما زلت تلميذة أتلقى العلم على أيديكم .
بداية .. أنوه إلى أن أسلوب الأستاذ الأديب / مأمون المغازي ، أسلوب قوي السرد رائع المفردات ، عميق الصور ، ينقش الحروف بنبض القلب ، لذا نرى أن أي نص لمأمون المغازي ، يتفرد بموسيقى مميزة ، وسبك رائع .
في هذا النص ، دمج الأديب فن الرسم وفن الكتابة ، ليعطي نصه بعدا آخر في التأثير على القارئ ، حيث استهل النص بالجلوس إلى الصورة ..
وأي صورة التي جلس إليها الكاتب ، هي صورة منظورة وصورة أخرى غير منظورة ، الصورة المتجسدة أمامه ، والصورة المرسومة على لوح الذاكرة ، بخطوطها السطحية والعميقة وألوانها الباهته والقوية ، والتي شكلت بخطوطها فكرة النص .
تباريح ..
قصة بقلم الأديب / مأمون المغازي ..
هذا النص ، الذي اعتمد على حوارية مع الذات من خلال الذاكرة ، معتمدة أسلوب الاسترجاع ، من خلال لوحة حفرت في الذاكرة بكل تفاصيلها ، مرتكزا في فكرته على الخط الذي هو محور السرد ، والخط هو أول ما يبدأ به الرسام لوحته ، وكأن المستقبل في الماضي لوحة رسمت ولم تكتمل ، فعاد ليكملها في لحظة من لحظات الألم والشوق ، هربا من واقع غاير كل ما خطط له ، أو ما رسمه في اللوحة التي كان يملك كل خطوطها وألوانها يوما وثق فيه ، فغدر به .
الخط بعمقه ، الخط باضمحلاله ، قوة اللون وبهاؤه ، أمور نفسية مرت بها شخصية القصة ، وهي ترسم تلك اللوحة ( المستقبل الذي حلمت به ) ..
النص أتى بشكل فيه حديث مع الذات ، يدور حول فكرة مفهومة للكاتب ، لكنه لم يشرك القارئ بها ، يعرفها يحفظ تفاصيلها ، يمتلك أدق التفاصيل ، لكنه لا يبوح بكل شيء ، فقط نجد الخط الرمز، الذي حدد اللوحة ، واللون الذي لونها ما بين لون قاتم أو لون باهت ، حسب تغير المشاعر ، وحسب تغير الخطط للوصول للهدف ..
قصة حب عاشتها شخصية الكاتب ، قصة لم تكتمل ، حال الفراق دون أن تصل إلى النهاية المرسومة لها وهذا هو أساس اللوحة ، قصة لعب القدر والناس بتغيير تفاصيل نهايتها .
شخصية القصة ، بحوارها مع الذات داخل إطار اللوحة ، تبحث عن مهرب من واقع لا تستطيع تقبله ، وتلجأ لجلد النفس على ما لم تقترفه بأن تحمل نفسها اللوم على نهاية لم ترسمها .
الأديب مأمون المغازي ، يمتلك حسا رقيقا ، وتعبيرا رائعا اعتمد عليه في الكتابة ، مركزا على الجماليات ، ليخرج النص أقرب إلى النثر منه إلى القصة .
النص .. كأسلوب أدبي ، حقق نجاحا من حيث جمالية التعبير ، والنغمة التي جعلت النص ينساب في نفس القارئ بسلاسة وعذوبة ، فبهر الأعين بهذا الجمال ..
ما أفلت من يد الأديب / مأمون المغازي ..
أنه كتب القصة بنثرية فاقت الروعة ..
واعتمد على مقاطع الأغاني ليصل إلى النهاية ..
أتمنى أن يتقبل هذا الأديب السامق قراءتي البسيطة المتواضعة لنصه .
أديبتنا ، أختنا : وفاء خضر ،
كل الشكر لكِ سيدتي لهذا الإبحار في الحالات النفسية لبطل القصة ، فأبطال القصص أحيانًا يكون فيها بعض من ملامح القاص النفسية ، وليس الكل ، لكني هنا حاولت أن يكون الصدق أحد أبطال هذا العمل ، أما التشكيل فهو من أهم العناصر التي أحتاجها كقاص نه يعطي مساحات من النور لعمل ويؤثر في الونتاج الذي يقرب العمل من العدسة السينمائية ، وإن كنت مازلت أحاول ، وسأحاول أكثر بإذن الله .
وكل عام وأنتِ بألف خير .
محبتي والتقدير
مأمون
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir