المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اللقاء المستحيل



أحمد عيسى
31-03-2007, 10:34 PM
اللقاء المستحيلهذه القصة بحذافيرها ، بهمساتها ولمساتها ، حدثت مع صديق عمري ، فاليه التحية قبل البداية
علماً أن ما يختلف هو ان نهاية قصته هو ، كانت أجمل وقد تحقق فيها مراده


فتحت حدود غزة ....
كانت هذه العبارة هي الحمم التي أشعلت البركان الخامد في أعماقه ،قفز (محمود) من مقعده ..اعتذر لمديره وترك مكان العمل وانطلق يسابق الريح نحو الحدود التي تعددت بها الفتحات في هذه اللحظة الخالدة بعيد انسحاب الجنود الإسرائيليين من غزة ...كانت الجموع تندفع من الاتجاهين ..جموع قدمت من سيناء تتلهف لرؤية أحبائها في غزة .. وجموع من غزة يسابقون الريح لرؤية الأحباء والأقارب في سيناء ..
وجوه متشوقة .. أعطاها الشوق طاقة لم يكن أصحابها يدرون أنهم يحملونها نساء وعجائز وأطفال وشيوخ ...
وهــــــــــو....
يدفع نفسه دفعا عبر فتحة صغيرة في الجدار الحديدي ...
فتى صغير يضع سلما خشبيا بجوار السور الحجري .. فيصعد عليه جريا ويواصل طريقه والفتى من خلفه يصرخ :-
- هل تظن أنني فاتحها سبيل ؟!... الصعود بشيكل ..
يضحك ضحكة مقتضبة ويرمي قطعة نقدية ما على الصبي وهو لا يعلم أهي شيكل أم عشرة ...
ويواصل طريقه عبر المزارع والحقول ..
السيارات ممتلئة ..والناس في كل مكان وكأنه الحشر ...
يلقي نفسه بشاحنة صغيرة مخصصة أصلا للدواجن ..لكنه لا يبالي ينطلق إلى العريش ، وفي أعماقه المتشوقة يحمد الله تعالى ، لقد تحققت المعجزة ..
سيصل إليها ...ما أجملها من لحظة ..
يتذكر جدته العجوز وهي تقول له :-
- دعك منها .. ما الذي يختلف فيها عن كل نساء الدنيا حتى تنتظرها خمس سنوات دون أمل بعودتها ..!
فيقول لها واليأس يكاد يغزو كلماته :-
- سيعطونهم تأشيرات يا جدتي ..، حتما سيمنحونهم تصاريح دخول وأراها ...
كانت (هدى ) تحمل الجنسية المصرية وقد منع الاحتلال مرور من لا يحملون الهوية الفلسطينية إلى غزة ،وها هو صديقه( أحمد ) يمازحه قائلا :-
- دعك منها والله لأزوجك ست ستها ...
وكل من حوله يقدمون النصح يريدونه أن يتركها ...لكنه يأبى ، يتشوق لها ، يحاول أن يراها لكي يخمد الشوق المستعر في أعماقه ، ولكن حتى هو لا يستطيع زيارتها بسبب ملفه الأمني لدى الاحتلال ..
إلى أن كاد يفارقه الأمل ...
كان قد اشترى لها شريحة مصرية لهاتفها المحمول ، يجددها لها كل عام ، وقبل يومين فقط من فتح الحدود ، كادت أن تنتهي فترة الصلاحية طلبت منه بإصرار أن يجددها لكنه ولأول مرة منذ خمس سنوات رفض ...وقال أنه سيكلمها بطرق أخرى ...
ترى هل كان قد فقد الأمل ؟ أم هو إحساسه بأنه سيراها قريبا ...؟!
تذكر آخر مرة قدمت لزيارتهم قبل أن تندلع الانتفاضة ويمنع دخولها ..
يومها أخذها من يدها ...اشترى لها دبلة ذهبية .. ربط بها قلبها وأعلن للملأ خطبتهما ... واتفقا على موعد الزفاف بعد أن تعود لتنهي عامها الأخير في الجامعة... وذهبــــــــــــت ثم لم تعد ..
وطال الانتظار ..سنة تلو سنة ..الانتفاضة متواصلة ،والتعنت الإسرائيلي متواصل ..وجميع من حوله ينصحه بتركها ، لكن كيف يتركها ؟!
هي من بثت في قلبه روح الحب ...وهي من شجعته على العمل ومواصلة الحياة دون يأس ..كلماتها له هي التي شجعته على العمل دون أن يلقي بالاً لشهادته ، المهم أن يعمل أن يعطي لحياته معنى ولوجوده طعم .
فطرح اليأس من قلبه وتشجع لمواجهة الحياة بعدما كرهها....
إذن كيف يتركها ؟؟! ..
صورتها تداعب مخيلته ..تتراقص أمامه والأمل أصبح كبيرا بعدما غدا الحلم أمام ناظريه وقد كاد يتحقق ....
السيارة تقف والسائق بصوته الأجش يقول :
- وصلنا يا أفندية ،كل واحد ايدو على عشرة جنيه ..
كان يعلم أن الأجرة أقل بكثير ...لكنه لم يبالِ ، دفع بالعملة الإسرائيلية فقبلها السائق ،وانطلق هو إلى المنزل ..
ضربات قوية على الباب لكن صوتها لم يكن يعلو على صوت خفقات قلبه بين جوانحه...حتى طالعه وجه والدها فصافحه بحرارة والدهشة تتبدى على ملامحه وقال له بعدما ذابت حرارة اللقاء :-
- لقد تأخرت يا بني ..ألم تسمع أن الطريق قد أغلقت مرة أخرى ...؟!
أحس محمود بالرهبة ،بالخوف من المجهول لكنه وجد عزائه في قربها فقال :
- لا يهم حتى لو أغلقت الحدود سنتزوج هنا حتى نجد طريقة للعودة .. حتماً سنجد وسيلة ... معاً ...
لكن المفاجأة كانت أعظم من أن يتحملها قلب محمود حين قال والدها متعجباً :-
- ولكنها يا بني وصلت منزل أختها في غزة قبل دقائق قليلة ..لقد أوصلها أخوها حين سمع بفتح الحواجز ...
يقفز كالملسوع ... والدهشة تتملكه ..
يغادر المنزل دون وعي ...
يعود أدراجه مرة أخرى ...
إلى الحواجز التي أغلقت من جديد ..
إلى الحلم الذي تراءى ثم غاب ...
لكن الأمل لم يفارقه تماما ...
فقد كان يحس باقتراب اللقاء....

********************
أحمد في أبريل 2006

وفاء شوكت خضر
01-04-2007, 12:45 AM
الفاضل / أحمد عيسى ..

قد قرأت قصتك بمشاعري وليس بعقلي ..
كنت ألهث وراء الأحداث وتسلسلها ، خشية أن أفقد انصهاري بالنص ..
لعله التعصب ، أو الإنحيازية ، لا يهمني السبب .. لكن انتمائي لهذه الأرض ، يجعلني أتعصب لها ولكل من ينتمي إليها بحمية .
وكأنها الإبن العليل الذي يبقى أثيرا إلى أن يشفى .

أتمنى أن تجد من يتابعك باهتمام هنا ، لنعمل على رفع مستوى قصص المقاومة ، والقصة الوطنية والتي تحكي مأساة شعوبنا .

لك التحية والتقدير .

حسام القاضي
01-04-2007, 01:46 AM
الأخ الفاضل الأديب /أحمد عيسى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قصة رائعة نجحت في نسجها بمهارة كبيرة
نقلت لنا تفاصيل قضية ربما يجهل الكثيرون هذه التفاصيل ..
الحواجز التي نتجت عن احتلال غزة وسيناء معا ثم فصلهما عن بعضهما
هذه المعاناة التي لا يستشعرها إلا من عايشها فقط ، ثم ها أنت تجعلنا نعيشها
معك بهذا الاحساس العالي ، والصادق .
لن تموت القضية أبداً مادام وراءها مجاهدون يحملون السلاح ،
ومجاهدون آخرون يحملون القلم ليسجلوا لنا أدب المقاومة .

أخي الكريم
وجود مقدمة قبل القصة يجعلنا لا نتعايش مع القصة بالشكل المرجو ؛ فإن كان ولابد منها فلتجعها في اسفل الصفحة وبعد هامش التوثيق ( وإن شئت قمت بهذا نيابة عنك )

أقول لك في النهاية استمر على هذا الدرب ؛ فما أحوجنا لمثل هذا النوع من الأدب .

تقديري واحترامي .

سعيد أبو نعسة
01-04-2007, 12:47 PM
أخي الكريم أحمد عيسى
فواجع الشعب الفلسطيني لا تنتهي كإصراره على استرداد الحق تماما
إلى ما تفضل الصديق الغالي حسام القاضي أضيف:
لا تحاول التسرع في تلقيمنا الخبر بل اترك الحدث يأخذ مساره بتسلسل طبيعي و دون تسريع متعمد منك و اترك الشخصيات ترسم الحدث بعفوية تماما كما يحدث على أرض الواقع :
(لكن المفاجأة كانت أعظم من أن يتحملها قلب محمود حين قال والدها متعجباً :-)
فلو حذفت هذا السطر لما تغير المعنى و لصار النص محكما أكثر ولتركت للقارئ استنتاج هذه المفاجأة
مقدرتك العالية على السرد و لغتك الصحيحة تمكنانك من مواصلة الطريق مع مزيد مزيد من قراءة الروايات و القصص و كتب النقد التي تتناول القصة القصيرة و ستنجح حتما ككل فلسطيني عنيد
دمت مبدعا

أحمد عيسى
01-04-2007, 01:24 PM
الفاضل / أحمد عيسى ..
قد قرأت قصتك بمشاعري وليس بعقلي ..
كنت ألهث وراء الأحداث وتسلسلها ، خشية أن أفقد انصهاري بالنص ..
لعله التعصب ، أو الإنحيازية ، لا يهمني السبب .. لكن انتمائي لهذه الأرض ، يجعلني أتعصب لها ولكل من ينتمي إليها بحمية .
وكأنها الإبن العليل الذي يبقى أثيرا إلى أن يشفى .
أتمنى أن تجد من يتابعك باهتمام هنا ، لنعمل على رفع مستوى قصص المقاومة ، والقصة الوطنية والتي تحكي مأساة شعوبنا .
لك التحية والتقدير .
الأخت والأديبة الفاضلة : وفاء خضر
سعيد أنا بمرورك ، وأسعد أكثرأن تنال شرف اعجابك حروفي ، وأن تحظى القصة بلحظات اهتمامك
وتعصبنا لهذه الأرض أختي
هو التعصب الطبيعي المطلوب
بحكم انتماءنا
وديننا
وتاريخنا

دمت بخير

أحمد عيسى
01-04-2007, 01:35 PM
الأخ الفاضل الأديب /أحمد عيسى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قصة رائعة نجحت في نسجها بمهارة كبيرة
نقلت لنا تفاصيل قضية ربما يجهل الكثيرون هذه التفاصيل ..
الحواجز التي نتجت عن احتلال غزة وسيناء معا ثم فصلهما عن بعضهما
هذه المعاناة التي لا يستشعرها إلا من عايشها فقط ، ثم ها أنت تجعلنا نعيشها
معك بهذا الاحساس العالي ، والصادق .
لن تموت القضية أبداً مادام وراءها مجاهدون يحملون السلاح ،
ومجاهدون آخرون يحملون القلم ليسجلوا لنا أدب المقاومة .
أخي الكريم
وجود مقدمة قبل القصة يجعلنا لا نتعايش مع القصة بالشكل المرجو ؛ فإن كان ولابد منها فلتجعها في اسفل الصفحة وبعد هامش التوثيق ( وإن شئت قمت بهذا نيابة عنك )
أقول لك في النهاية استمر على هذا الدرب ؛ فما أحوجنا لمثل هذا النوع من الأدب .
تقديري واحترامي .
الأخ الأديب : حسام القاضي
أشكر لك مرورك ، ونقدك ، وكلماتك
بالنسبة للمقدمة ، كنت فقط أحب التنويه الى أنها حدثت بالفعل ، أنا معك في ملاحظتك ،
ولكن

باب التعديل يقفل بسرعة
ولا أعلم كيف أعدل

كل التحية لمرورك الجميل
:noc:

أحمد عيسى
01-04-2007, 01:38 PM
أخي الكريم أحمد عيسى
فواجع الشعب الفلسطيني لا تنتهي كإصراره على استرداد الحق تماما
إلى ما تفضل الصديق الغالي حسام القاضي أضيف:
لا تحاول التسرع في تلقيمنا الخبر بل اترك الحدث يأخذ مساره بتسلسل طبيعي و دون تسريع متعمد منك و اترك الشخصيات ترسم الحدث بعفوية تماما كما يحدث على أرض الواقع :
(لكن المفاجأة كانت أعظم من أن يتحملها قلب محمود حين قال والدها متعجباً :-)
فلو حذفت هذا السطر لما تغير المعنى و لصار النص محكما أكثر ولتركت للقارئ استنتاج هذه المفاجأة
مقدرتك العالية على السرد و لغتك الصحيحة تمكنانك من مواصلة الطريق مع مزيد مزيد من قراءة الروايات و القصص و كتب النقد التي تتناول القصة القصيرة و ستنجح حتما ككل فلسطيني عنيد
دمت مبدعا
الأستاذ الفاضل : سعيد أبو نعسة
أشكر لك مرورك ، ويسعدني أن أرى اسمك بين حروف هذه الصفحة
بالنسبة لملاحظتك ، أتفق معك ، وأرحب بالنقد فهي فرصتي للتعلم

ولكن
كما قلت سابقاً
باب التعديل يقفل بسرعة ، ولكني سأعدل في أصل القصة باذن الله

كل التحية
ودمت بخير

ربيحة الرفاعي
06-04-2014, 12:42 AM
قصص الكبار كبيرة حتى في بداياتهم
هذا ما خطر لي لحظة قراءة قصتك الطيبة الفكرة والمحمول بجميل نسجها ودقيق تفصيلها للحدث دليلا على رفعة غايتها وثقيل رسالتها

أرفعها لحقها بمزيد من القراءة رغم انها من قديم قاصنا المبدع أحمد عيسى

دمت بخير وألق

تحاياي

ناديه محمد الجابي
06-04-2014, 06:25 PM
قصة واقعية إنسانية ومعاناة شعب وتسجيل بالقلم لأدب المقاومة
بأسلوب أدبي واعي بفكره وثقافته وعمقه
أديب متمكن من أدواتك بشكل لافت
تحية إليك بحجم روعة قلمك.

نداء غريب صبري
04-06-2014, 12:46 AM
أدب المقاومة من أجمل أشكال الأدب
وقصتك مكتوبة بمهارة جعلتنا نعيش مع البطل وحبيبته ونعاني لما يعانيان
ونصاب بالإحباط الذي أصابه عندما وصل ليجدها دخلت غزة بعد أن خرج منها

جميلة جدا أخي

شكرا لك

بوركت

خلود محمد جمعة
08-06-2014, 08:45 AM
لا مستحيل مع الاصرار
وهل هناك ارادة واصرار أكثر من ارادة و عزم الشعب الفلسطيني
لسردك نكهة الوطن وليراعك وقع مختلف ولحرفك كل التقدير
اسجل اعجابي وسأسجله دوما
كل التقدير

أحمد عيسى
09-06-2014, 09:05 AM
قصص الكبار كبيرة حتى في بداياتهم
هذا ما خطر لي لحظة قراءة قصتك الطيبة الفكرة والمحمول بجميل نسجها ودقيق تفصيلها للحدث دليلا على رفعة غايتها وثقيل رسالتها

أرفعها لحقها بمزيد من القراءة رغم انها من قديم قاصنا المبدع أحمد عيسى

دمت بخير وألق

تحاياي

القديرة ربيحة الرفاعي

سعدت بك وبرفعك لهذه القصة القديمة ، ولجميل ثنائك فشكراً لك دائماً على قلبك الكبير


تقبلي كل الود والتقدير

وتحية لا تنقطع

أحمد عيسى
09-06-2014, 09:07 AM
قصة واقعية إنسانية ومعاناة شعب وتسجيل بالقلم لأدب المقاومة
بأسلوب أدبي واعي بفكره وثقافته وعمقه
أديب متمكن من أدواتك بشكل لافت
تحية إليك بحجم روعة قلمك.

الزميلة القديرة نادية الجابي

القصص الواقعية كثيرة ، والمعاناة تستحق أن تسجل كل لحظة ، نسأل الله أن نكتب يوماً عن انتصارنا وعودتنا


تقديري لك وخالص الشكر

أحمد عيسى
09-06-2014, 09:09 AM
أدب المقاومة من أجمل أشكال الأدب
وقصتك مكتوبة بمهارة جعلتنا نعيش مع البطل وحبيبته ونعاني لما يعانيان
ونصاب بالإحباط الذي أصابه عندما وصل ليجدها دخلت غزة بعد أن خرج منها

جميلة جدا أخي

شكرا لك

بوركت

وهل هناك أجمل من قصص المقاومين لنكتبها ، وهل هناك قصة حب أجمل من قصة حب المقاوم لوطنه ..



شكراً لك أديبتنا القديرة نداء

دائماً أنت سباقة لقراءة أعمالنا ولنثر ربيع حروفك في كل مكان

تقبلي الود كله

أحمد عيسى
09-06-2014, 09:10 AM
لا مستحيل مع الاصرار
وهل هناك ارادة واصرار أكثر من ارادة و عزم الشعب الفلسطيني
لسردك نكهة الوطن وليراعك وقع مختلف ولحرفك كل التقدير
اسجل اعجابي وسأسجله دوما
كل التقدير

الأديبة والزميلة القديرة خلود محمد جمعة


تعلم الشعب الفلسطيني منذ زمن ، أنه لا ولن يبحث عن شيء سهل ، بل انه تعود خوض المخاطر ، والقتال من أجل هدفه ، والنضال من أجل استمراره ..



اعجابك يشرفني ، ووجودك يسعدني

كوني بخير دائماً أديبتنا الغالية