تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الديموقراطية فوبيا ( أقصوصة صحفية )



محمد محمد البقاش
01-04-2007, 04:49 AM
ا لديموقراطية فوبيا

( أقصوصة صحفية )
يطوف عطار واشنطن بحمار أعرج أجرب, يحمل فوق ظهره سلعة لا يفتر عن تحريك يديه مراوح لها. جاب الشرق والغرب يعرضها على شعوب وأمم لا ترضى بديلا عن سلعتها , يستميت في الصياح دعاية لها , تكاد عيناه تخرجان من محجريها لولا ما يمنعها من مغناطيسية مائها الآسن , وحين استقر على قناعة رفض الناس لها اعتقد أن مرد ذلك إلى شدة نتنها؛ فقطع ذيل حماره البئيس ليضيفه إلى المراوح , ينشط كما لص الصفقات أنان عند محاصرة العراق , لم ييأس , نشط ولكن حماره لم ينشط , يتعثر في سيره , يتحرك كسيارة انفجرت إحدى عجلاتها , رسغه لا يسعفه في السير , دميت أطرافه فأخرج العطار نصل رمح صدئ وشرع يغرزه في كل بدنه , ينغز وينخس ويحذر من إيذائه , يسيل لذلك دمه ويفـور وهو عند رحمته به يقف , وعند شفقته عليه يستقر , لم ييأس الأزرق وقد أمل في رعد أن يخلصه مـن الفارس رماح ؟
نزل بلاد الأفغان ساخرا من عمائمها , يرميها بسهام خارجة من عينيه بعدما غمسها في مستنقع الإرهاب, وصبغها بطلاء السادية, ثم ما لبث أن ولى وجهه شطر بلاد يريد أهل ضفتيها على الماء الأحمر , ساق حماره إلى الشاطئ حتى أدخله البحر, ثم دفعه لخوضه بعدما حمل عنه سلعته, فسبح إلى جواره , لا يفتر عن الدعاية , يسمع السمك والحيتان , ويقرع آذان القواقع والرخويات , يعتقد أن سلعته مرغوبة حتى لقاطني القيعان .
خرج البحر وشق طريقه في تهامة ففاح لسلعته الحجر والصخر . هاجت لها أمعاء الحبيبات الذهبية , ثم اهتز كيانه خوفا ورهبا فأسرع إلى بلاد الرافدين , لم يذق حماره طول رحلتهما علفا , لم يستسغ التبن لمنافسته له فيه فعافه .
استقر به المقام حيث رفات المعتصم, فانطلقت ذراته تقاتل نيابة عن عرب اليوم ومسلمي اللحظة ؛ فهم بإنزال سلعته فنفرت منه دابته لظلمه , لساديته , لطغيانه , لعدالتها , نهرته حتى أفصحت, فخاطبها قائلا :
ــ ويحك , تتكلمين ؟ فهل أنت أيضا إرهابية ؟ تريدين تصديق ما سمعت ؟ ألم يقل قرآنهم بإخراج دابة للناس تكلمهم ؟ هل أنت هي ؟
هاج واشتعل غيظا فشرع يسبها ويركلها , يلكمها ويصفعها , وحين عيي اقتاده عياؤه إلى تلبس الرأفة والرحمة فتناول نصل رحمته وقرر غرزه في عين دابته , عندها ركضت لا تلوي على شيء , فصاح بها :
ــ سلعتي.. سلعتي..
لم تلتفت الدابة , تركته يندب حظه على ضياع سلعته , هرب بها حماره , لم تكن سلعته سوى ديمقراطية فوبيا ينوء بها وهو عنها ساه .
=======
محمد محمد البقاش
طنجة في :
9 شتنبر 2006

حسام القاضي
01-04-2007, 05:08 AM
الأخ الفاضل الأديب / محمد محمد البقاش
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أجدت التعبير بالفعل عن عطار واشنطن الذي يطوف بحماره الأجرب..
أمريكا تحاول معالجة الأمور على طريقتها لاكما ينبغي لأصحاب الداء
وهي أيضاً تزرع الداء وترعاه ، فهي كمن يربي أفعى حتى تكبر فيكون
لدغها له بمثابة أول رد للجميل.
أخي الكريم
قصتك معبرة ولكنها بالفعل صحفية وتقترب من المقالة ، ولما كان ملتقى القصة هنا مخصصاً للقصة الأدبية لذا فلتسمح لي بنقلها إلى المكان الأنسب .
تقبل تقديري واحترامي .