المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أعوامُ الألمِ..!



منى الخالدي
01-04-2007, 03:46 PM
في أعوامٍ لم تخلُ من الهمّ والألم كنتُ ومعه (الأخير) على موعدٍ دائم والأحتضان بيننا كان و لم يزل قائماً دون قيدٍ دون شرطٍ دون حدود.
كنت أستمع لنبض قلبه (أبي) وهو يحكي قصة فراقه التي اقتربت , كان يبثّ لنا رسالةً " الغربة ما عادت تحتملني" ذلك الطوق من الكبرياء لم يعد قادراً على إخفائه عن عيوننا التي كانت تنظر إليه بوجلٍ و خشيةٍ من رحيله فجأة دون أن يخبرنا أو حتى نشعر به..
في تلك الليلةِ المشؤومة والتي رن بها هاتف منزلي يخبرني فيها أخي أن والدي في الطوارئ, أضعتُ بصيرتي... أبحث عن أمتعة السفرِ لا أجد منها شيئاً يدلني على نفسي ..

موشومٌ أنت بروحي و دمي..يا قطعة منك أنا؛ كيف غافلنا الزمن وحرمني من أن أحملك على أكتاف روحي وأنت تصارع بقعة دمٍ اقتحمتْ خلسةً دماغك التي كانت تزن بلداً ومائةً من الفتيان الأبطال.
كنت متوجسة أن لا أجدك سوى جثةً هامدةً أوَ قد هان عليك تركي حتى دون وداعي ؟! ها أنا ذي أصلكَ بخطىً كأنني محمولة على ريح تسرعُ بي إلى مجهولٍ و فضاءٍ لا أدرك آخره..
عند الباب أخي ينتظر وصولي ... كان وجهه منتفخاً من كثرة البكاء..!
-هل مات أبي؟ أخبرني بربك..قل لي أين أبي؟
-أبي في الإنعاش لم يغب اسمكِ عن صوتهِ ,إذهبي إليه ، لا تُشعريه بخطورة ما هو فيه حبيبتي

وصلتُ اخيراً إلى الغرفة البيضاء..كلّ شيء فيها أبيض..كأنهم غلّفوك بكفنٍ قبل موتكَ أبي..جعلوني أحفر لك قبراً بين أضلعي..وقفت إلى جانبك وأمسكت بيدك المشلولة..لم تشعر بي هممتُ بتقبيل جبينك الطاهر ..
سقطتْ من عينيّ دمعتان ... صحوتَ على أثرهما من الغيبوبة ورأيتني على رأسك..
خطفتُ خطوةً مسرعة رجوعاً إلى أخي:
-ما به أبي؟
-جلطة في الدماغ أدّت الى شلل نصفه الأيسر..
-يا الله !
-قد لا يعيش الا لساعات منى..سنفقد أبانا الذي أتعبته الغربة معنا..

على هوةٍ الفقد وقفتُ, ومساحة الوجعِ تمددت إلى أبعد حدّ , بكلّ جرأة تداخلت في اجزائي وأشعلت في داخلي فوضىً من المشاعر المحمومة وبدأت ينابيع البكاء تشاكس شط عينيّ
وكأنهما في عصر تحدٍ و أنا بينهما عنصر ذلك التحدي , أستسلمُ لهما بالوجيب .

كيف كنت تمنعني عنه وأنت تمارسه خلف أسوار الأبوةِ بعيداً عن عيوننا ؟ أتَعْلمُ أبي أنك في كلّ رحلةِ بكاءٍ لك..كنت تزرع في داخلي رجلاً جديداً بوجهٍ مختلفٍ عن سابقيه ممن بكوا من الرجال !

مضى عامٌ كاملٌ وبقيتَ تبكي صمتاً ,في كلّ زيارة لكَ تمسكُ بيدي رجاءً أن لا أغادر غرفتك و أتركك وحيداً بين جدران أربعة في غرفة لا تحوي غير البياض وكيساً من الطعام المطحون
موصولاً بأنبوب يخترقُ بقسوةٍ معدتك وكأنها رصاصةٌ في صدري أنا.

استسلمت للمرضِ وتمكّن منك بعد أن فشلتْ كل محاولاتنا في أن تعدلَكَ عن فكرة الرحيل عنّا, فاصطادكَ حتى بدأ يتمادى في أحتواء أجزائك..فقدمك فساقك اليمنى حتى... بُترتْ!

فجيعتي بساقك كانت أكبر من فجيعتي بالوطن الذي كان يصارع الغرباء حينها..ولا يحمل في أرضهِ درعاً غير اسم الله..
الغريبُ أنك كنت صامتاً حتى بعدَ أن بتروها لك..فكتمت الوجعَ في داخلك وودعتني كما توجستُ دون وداعٍ .
لا زلتُ أراك في أحلامي بأجملَ روحٍ تزورني كلما احتجتُكَ فيها ونعاكَ قلبي ..ستبقى أروع وأوسمَ رجلٍ مرّ في تأريخ أعوامي الماضية وحتى القادمة.

لمْ أسحب منك الألم و لم أفديكَ بروحي , فهل ستصفحُ عني ؟




منى الخالدي
01\04\2007

محمد سامي البوهي
01-04-2007, 05:46 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الأستاذة الأديبة / منى الخالدي

أهنئك على هذا الأسلوب السردي ، فقد جاء بسلاسة منسابة ، رصعت القصة بجواهر الخاطرة ، و فسيفساء النثر ، فكانت اللغة منثورة أكثر منها لغة حكي ، جاءت البداية تحمل إلينا نسيجاً قصصياً خالصاً ، يحوى داخله صوراً مرسومة بمشاعر صادقة ، وجاءت النهاية بنسيج الخاطرة ، فما اروعها من لغة ، وما أجملها من بساطة ، وكم كنت أتمنى أن تسير خيوط القص تغزل ثوب الحكاية حتى النهاية .

دمت مبدعة

منى الخالدي
02-04-2007, 12:12 PM
الكريم الفاضل
محمد سامي البوهي

حقيقةً لم يكن سهلاً عليّ اختصاركل تلك الأعوام من الألم في عدة سطور,
فقد كتبت وشطبت وأعدت الصياغة عدة مرات وفي كل مرة كنت أجدني أرنو إلى الابتعاد عن عنصر الإطالة,الذي لو كنت استخدمته لملأت صفحات متصفحي به..!

عزيزي
هل يعني ردكَ أن نهاية القصة كانت أقرب للخاطرة منها إلى القصة..؟

تحيتي لك وكل الاحترام
مع باقة وردٍ عطرة

أحمد عيسى
02-04-2007, 01:27 PM
فجيعتي بساقك كانت أكبر من فجيعتي بالوطن الذي كان يصارع الغرباء حينها..ولا يحمل في أرضهِ درعاً غير اسم الله..
ما أجمل المشاعر حين تتجسد أمامنا ، تحكي لنا حكايات النفس من الداخل ، تسير بين القص السردي الجميل ، وبين الخاطرة التي تعبث بخبايا النفس
تمضي بنا فتشدنا من أول كلمة حتى نهاية القصة / الحكاية ، فنلبس ثوبها
ونحس بها
ونبكي لبكائها

دمت أختي منى
وأسجل اعجابي

راضي الضميري
02-04-2007, 02:32 PM
الأديبة المبدعة منى الخالدي

أقف صامتاً إجلالاً لمشاعرك النبيلة .

دمتِ بخير وبحفظ الله

تقبلي تحياتي

صبيحة شبر
02-04-2007, 08:29 PM
العزيزة منى
قصة واقعية تتمتزج فيها العواطف الصادقة مع شعور هائل بالفقدان
ليس مثل الاب من يعمر خلايا الروح ويبهج اروقة الفؤاد
ومن يمنحنا اروع الامثلة في الصداقة الحقة والقدوة الجميلة لاعظم المثل
قصة ممتعة دام لنا ابداعك فتانا

منى الخالدي
03-04-2007, 01:07 AM
وما أجمل الحضور
حين يتكلل بنفحاتٍ من عبير حروفك

أخي الفاضل
أحمد عيسى

ألبستَ القصةَ ثوباً فضفاضاً عليها فضاعت بين قسمات إطرائك الكريم
لك مني كل الشكر والتقدير على هذا المرور

منى الخالدي
03-04-2007, 01:09 AM
الأستاذ الفاضل
راضي الضميري

لا يزيد حرفي جمالاً على ما تكتب من روائع

فألف شكرٍ على هذا المرور
ولك مني أطيب باقة وردٍ عطرة..

منى الخالدي
03-04-2007, 01:12 AM
الأديبة المتوهجةُ إشراقةً
صبيحة شبر

تصحبين الحرف معكِ وروعته
حتى حين تضعين رداً
فما أروع حسكِ
وما أطيب عطر تلكم الحروف..

أشكركِ من لبّة القلب غاليتي
ولا عدمت متابعتكِ الكريمة..

وفاء شوكت خضر
03-04-2007, 03:43 AM
الأديبة الرقيقة / منى الخالدي ..

ما نحن إلا أمشاج منهم .. وشطر روح ، حين يغزو الألم أجسادهم ، يمزقنا .. يرهقنا ، يزرع فينا آلامه ، ونتحرق خوفا على فقدهم ..
وحين نفقدهم .. نحس أن جزء منا قد فقد ..

منى ..
لك أسلوب أدبي متفرد ، مميز ، يخترق سكون نفوسنا ، يحرك مشاعرنا .
في هذه القصة ،، أو هذا النص الذي بدأ قصة ، ثم غلب عليه النثر والخاطرة ، كما قال الأخ الفاضل الأديب القاص / محمد سامي البوهي .. والذي أوافقه الرأي ..
أثرت فينا مشاعر خاصة ، لعله الخوف من القد ، أو استرجاع لحظات الفقد ، لنقف باجلال أمام مشاعرك الفياضة .

تقبلي مروري ..
تحيتي .

مأمون المغازي
03-04-2007, 02:45 PM
في أعوامٍ لم تخلُ من الهمّ والألم كنتُ ومعه (الأخير) على موعدٍ دائم والأحتضان بيننا كان و لم يزل قائماً دون قيدٍ دون شرطٍ دون حدود.
كنت أستمع لنبض قلبه (أبي) وهو يحكي قصة فراقه التي اقتربت , كان يبثّ لنا رسالةً " الغربة ما عادت تحتملني" ذلك الطوق من الكبرياء لم يعد قادراً على إخفائه عن عيوننا التي كانت تنظر إليه بوجلٍ و خشيةٍ من رحيله فجأة دون أن يخبرنا أو حتى نشعر به..
في تلك الليلةِ المشؤومة والتي رن بها هاتف منزلي يخبرني فيها أخي أن والدي في الطوارئ, أضعتُ بصيرتي... أبحث عن أمتعة السفرِ لا أجد منها شيئاً يدلني على نفسي ..
موشومٌ أنت بروحي و دمي..يا قطعة منك أنا؛ كيف غافلنا الزمن وحرمني من أن أحملك على أكتاف روحي وأنت تصارع بقعة دمٍ اقتحمتْ خلسةً دماغك التي كانت تزن بلداً ومائةً من الفتيان الأبطال.
كنت متوجسة أن لا أجدك سوى جثةً هامدةً أوَ قد هان عليك تركي حتى دون وداعي ؟! ها أنا ذي أصلكَ بخطىً كأنني محمولة على ريح تسرعُ بي إلى مجهولٍ و فضاءٍ لا أدرك آخره..
عند الباب أخي ينتظر وصولي ... كان وجهه منتفخاً من كثرة البكاء..!
-هل مات أبي؟ أخبرني بربك..قل لي أين أبي؟
-أبي في الإنعاش لم يغب اسمكِ عن صوتهِ ,إذهبي إليه ، لا تُشعريه بخطورة ما هو فيه حبيبتي
وصلتُ اخيراً إلى الغرفة البيضاء..كلّ شيء فيها أبيض..كأنهم غلّفوك بكفنٍ قبل موتكَ أبي..جعلوني أحفر لك قبراً بين أضلعي..وقفت إلى جانبك وأمسكت بيدك المشلولة..لم تشعر بي هممتُ بتقبيل جبينك الطاهر ..
سقطتْ من عينيّ دمعتان ... صحوتَ على أثرهما من الغيبوبة ورأيتني على رأسك..
خطفتُ خطوةً مسرعة رجوعاً إلى أخي:
-ما به أبي؟
-جلطة في الدماغ أدّت الى شلل نصفه الأيسر..
-يا الله !
-قد لا يعيش الا لساعات منى..سنفقد أبانا الذي أتعبته الغربة معنا..
على هوةٍ الفقد وقفتُ, ومساحة الوجعِ تمددت إلى أبعد حدّ , بكلّ جرأة تداخلت في اجزائي وأشعلت في داخلي فوضىً من المشاعر المحمومة وبدأت ينابيع البكاء تشاكس شط عينيّ
وكأنهما في عصر تحدٍ و أنا بينهما عنصر ذلك التحدي , أستسلمُ لهما بالوجيب .
كيف كنت تمنعني عنه وأنت تمارسه خلف أسوار الأبوةِ بعيداً عن عيوننا ؟ أتَعْلمُ أبي أنك في كلّ رحلةِ بكاءٍ لك..كنت تزرع في داخلي رجلاً جديداً بوجهٍ مختلفٍ عن سابقيه ممن بكوا من الرجال !
مضى عامٌ كاملٌ وبقيتَ تبكي صمتاً ,في كلّ زيارة لكَ تمسكُ بيدي رجاءً أن لا أغادر غرفتك و أتركك وحيداً بين جدران أربعة في غرفة لا تحوي غير البياض وكيساً من الطعام المطحون
موصولاً بأنبوب يخترقُ بقسوةٍ معدتك وكأنها رصاصةٌ في صدري أنا.
استسلمت للمرضِ وتمكّن منك بعد أن فشلتْ كل محاولاتنا في أن تعدلَكَ عن فكرة الرحيل عنّا, فاصطادكَ حتى بدأ يتمادى في أحتواء أجزائك..فقدمك فساقك اليمنى حتى... بُترتْ!
فجيعتي بساقك كانت أكبر من فجيعتي بالوطن الذي كان يصارع الغرباء حينها..ولا يحمل في أرضهِ درعاً غير اسم الله..
الغريبُ أنك كنت صامتاً حتى بعدَ أن بتروها لك..فكتمت الوجعَ في داخلك وودعتني كما توجستُ دون وداعٍ .
لا زلتُ أراك في أحلامي بأجملَ روحٍ تزورني كلما احتجتُكَ فيها ونعاكَ قلبي ..ستبقى أروع وأوسمَ رجلٍ مرّ في تأريخ أعوامي الماضية وحتى القادمة.
لمْ أسحب منك الألم و لم أفديكَ بروحي , فهل ستصفحُ عني ؟

منى الخالدي
01\04\2007





منى الخالدي وأعوام الألم

تمثل هذه القصة بواقعيتها تحولاً في مسار منى الخالدي الكتابي ، حيث لمحت هنا إصرارًا على تعميق المضمون ، والتعامل مع الحدث الواقعي بأسلوب رقيق يحد من قسوة الواقعية حيث استطاعت القاصة أن تبلور الحدث مغلفًا بأسلوبها المعهود في النثر ، وهذا الحزن النبيل .

عمدت القاصة في هذه القصة إلى استعراض كليات متصلة بالحدث المباشر مما يتيح الفرصة للقارئ أن يتخيل ، أو يغلق الدائرة ، إن الخالدي تتعامل معنا على أننا أنفس ، فهي تخاطب النفس قبل أن تخاطب العقل ، والقصة بذلك تعتمد على العنصر العاطفي الذي ناسب الحالة التي ارتكزت فيها القاصة على عواطفها الجياشة التي استحضرت حالة الفقد فامتطاها الفقد في رحلة ألم لذكرى والدها الذي أرى أنه كان يمثل حجر الزاوية في حياة القاصة ، وقد أثر ذلك على القصة وعلى حالتها البنائية حيث لم تستطع القاصة أن تحيد نفسها ، بل تدخلت تدخلاًا مباشرًا في عمل أدوات القص مما جعل القص يفلت منها إلى الحكي وسرد الذكريات ، إلا أنها في كثير من المواضع تستعيد الخيوط حتى إذا غلفتها الذكرى واحتواها االوجع عادت للبكاء الذي أراه يغرق النص من بدايته إلى آخره وكأننا نراه ، وكنت أتمنى أن تحرر القاصة نصها منها وتنظر إلى الحدث من خارج نفسها كي لا تبسط عليه أساليب لم تخدم القصة أحيانًا ، إلا أنها تتسلل إلى عاطفة المتلقي ليشاركها الحزن والألم وبما يسقط أوجاعه وآلامه وذكيات الفقد المريرة على هذه القصة ، وإن كان هذا يستغرق القارئ تأثرًا ، فإنه لا يستغرقه حدثيًا .

بقي أن أثني على اللغة السهلة الرقيقة التي استعملتها الأديبة .

أديبتنا ، منى الخالدي

لك محبتي وتقديري

مأمون

عمر علوي
03-04-2007, 08:05 PM
الأخت الأديبة منى
الأساتذة الكرام الذين مروا و تركوا بصماتهم واضحة على نصك الجميل،
لا أزيد عليهم ، و لكن وأنا أقرأ القصة تمثلتك أمامي، و لبست لباسك، و أنا آكل و أشرب مما تأكلين و تشربين كل يوم.. في غربتك .. ما أصعب أن نرى عزيزا يبتعد عنا و نحن لا حول لنا و لا قوة..
ما أصعب ذلك الإحساس الذي لا يشعر به سوى صاحبه!
بوركت و ألف تحية من أخيك عمر!

أحمو الحسن الإحمدي
03-04-2007, 08:49 PM
ما أروع هذه الحروف النيرة
لله درك مبدعة فذة
دمت للواحة الغناء

منى الخالدي
05-04-2007, 12:55 AM
الأديبة الفيّاضة عطاءً
وفاء شوكت

حضرتِ وبين يديكِ باقةً من بلسمٍ يحمل بعض عطركِ
فأفاض المكانُ بهجةً وحناناً

لا أنكر أن مشاعري انسابت حتى نسيتُ نفسي أنني على مشارف قصة أدبية
فعذراً منكم أحبتي وحتماً من أخطائنا نتعلم

لكِ كل محبة وتقدير
و شكرٍ جزيل

منى الخالدي
05-04-2007, 01:11 AM
منى الخالدي وأعوام الألم
تمثل هذه القصة بواقعيتها تحولاً في مسار منى الخالدي الكتابي ، حيث لمحت هنا إصرارًا على تعميق المضمون ، والتعامل مع الحدث الواقعي بأسلوب رقيق يحد من قسوة الواقعية حيث استطاعت القاصة أن تبلور الحدث مغلفًا بأسلوبها المعهود في النثر ، وهذا الحزن النبيل .
عمدت القاصة في هذه القصة إلى استعراض كليات متصلة بالحدث المباشر مما يتيح الفرصة للقارئ أن يتخيل ، أو يغلق الدائرة ، إن الخالدي تتعامل معنا على أننا أنفس ، فهي تخاطب النفس قبل أن تخاطب العقل ، والقصة بذلك تعتمد على العنصر العاطفي الذي ناسب الحالة التي ارتكزت فيها القاصة على عواطفها الجياشة التي استحضرت حالة الفقد فامتطاها الفقد في رحلة ألم لذكرى والدها الذي أرى أنه كان يمثل حجر الزاوية في حياة القاصة ، وقد أثر ذلك على القصة وعلى حالتها البنائية حيث لم تستطع القاصة أن تحيد نفسها ، بل تدخلت تدخلاًا مباشرًا في عمل أدوات القص مما جعل القص يفلت منها إلى الحكي وسرد الذكريات ، إلا أنها في كثير من المواضع تستعيد الخيوط حتى إذا غلفتها الذكرى واحتواها االوجع عادت للبكاء الذي أراه يغرق النص من بدايته إلى آخره وكأننا نراه ، وكنت أتمنى أن تحرر القاصة نصها منها وتنظر إلى الحدث من خارج نفسها كي لا تبسط عليه أساليب لم تخدم القصة أحيانًا ، إلا أنها تتسلل إلى عاطفة المتلقي ليشاركها الحزن والألم وبما يسقط أوجاعه وآلامه وذكيات الفقد المريرة على هذه القصة ، وإن كان هذا يستغرق القارئ تأثرًا ، فإنه لا يستغرقه حدثيًا .
بقي أن أثني على اللغة السهلة الرقيقة التي استعملتها الأديبة .
أديبتنا ، منى الخالدي
لك محبتي وتقديري
مأمون

الأديب الرائع
مامون المغازي

استطعت أن تلمس كل مواضع الألم في قصتي التي قاربت إلى الخاطرة
ووضعت يدك على مواطن الضعفِ فيها و جعلتني أعيش الحدث من جديد
حيث كنتَ مع المتلقين لمشاعر عفوية بثتها حروفي المتواضعة..
ليس بعد رأيك عزيزي محلاً للجدال
وبعد كل ما تقدم من الأحبة الأدباء حتماً سأدقق مستقبلاً فيما أكتب
ومنكم نستفيد.

هنا..مدرسةٌ بحق و يبقى جاهلٌ من يخرجُ منها دون ان يتعلم من أفكاركم الرائعة
وتوضيحاتكم ومتابعاتكم الكريمة

أيهّا المتألق
أعتزّ بكلّ حرفٍ تكتبه
فلك مني اطيب تحية وكل الاحترام..

منى الخالدي
05-04-2007, 01:40 AM
الأديب الكريم
عمر علوي

أراك تصبّ ماءً باردة
على كتلة جمرٍ لا زالت مشتعلة..

ليس هناك أصعب من الفقد وأنت أسيرٌ تحت اوكار الغربة!

أسعد الله قلبك الرقيق أخي
وأبعدك عن كلّ لحظة الم

شكراً لك
ولكلّ مشاعرك التي بثثتها هنا

منى الخالدي
05-04-2007, 01:44 AM
ما أروع هذه الحروف النيرة
لله درك مبدعة فذة
دمت للواحة الغناء
الشاعر الكريم
أحمو الحسن الإحمدي

أشكر لك هذا الحضور
الذي يزيدني حماسة بتشجيعك الكريم فيه

لك مني باقة وردٍ عطرة
مع التحية والتقدير..

هيثم مجدى الدهشان
05-04-2007, 11:31 AM
الاديبه / منى الخالدى
رائعه تلك المشاعر مشاعر فراق الاباء وتحت قسوة المرض
تحياتى لكى على تلك السلاسة وذاك السرد المجرد

محمد سامي البوهي
05-04-2007, 11:52 AM
الأديبة الفيّاضة عطاءً
وفاء شوكت
حضرتِ وبين يديكِ باقةً من بلسمٍ يحمل بعض عطركِ
فأفاض المكانُ بهجةً وحناناً
لا أنكر أن مشاعري انسابت حتى نسيتُ نفسي أنني على مشارف قصة أدبية
فعذراً منكم أحبتي وحتماً من أخطائنا نتعلم
لكِ كل محبة وتقدير
و شكرٍ جزيل

الأديبة القديرة/ منى الخالدي
ما فعلتيه ليس خطأً كما تفضلت بردك على الأستاذة وفاء ، ولست معك في ادراجه في سلة الأخطاء ، بل يمكن أن تطلقي عليه مسمى آخر ، وليكن محاولة ، أستاذتنا القدير ما أجمل أن ننسى أنفسنا بالأوراق ، ما ذكرته كان تنويها فنياً لا أكثر ، لكن العمل رائع .

منى الخالدي
05-04-2007, 06:45 PM
الأخ الفاضل
هيثم مجدي الدهشان

أشكر لك هذا المرور العاطر الماطر
جعلني الله عند حسن ظنكم بي دوماً

لك أجمل تحية وباقة ورد معطرة..

منى الخالدي
05-04-2007, 06:55 PM
الأديبة القديرة/ منى الخالدي
ما فعلتيه ليس خطأً كما تفضلت بردك على الأستاذة وفاء ، ولست معك في ادراجه في سلة الأخطاء ، بل يمكن أن تطلقي عليه مسمى آخر ، وليكن محاولة ، أستاذتنا القدير ما أجمل أن ننسى أنفسنا بالأوراق ، ما ذكرته كان تنويها فنياً لا أكثر ، لكن العمل رائع .
لنسمِها محاولة كما تفضلت
أديبنا الراقي
محمد سامي البوهي

ولك مني كل الشكر والتقدير
على متابعتك الكريمة وردك المشجّع

ورودي واحترامي

حنان الاغا
08-04-2007, 05:59 PM
منى الخالدي

لقد اختصرت لنا طريق الألم سيدتي وفرشته بعبق كلماتك ،فانزلقنا في دروبه بسلاسة حتى كدنا نستعذبه !
منى
رغم أنها تجربة شخصية قد تكون إلا أنك بفرادة وحذق جعلت منها عملا أدبيا يمس الروح ويهز الشغاف.
ومن قال أن تجربتنا الأدبية منفصلة عنا بالضرورة ؟
لست أعترض على ذكر اسمك في النص ولكن لو لم يكن هو اسمك الحقيقي لما استطعنا أن نخمن أنها تجربتك الشخصية.
لكنك ببراعة أذبت الخاص بالعام وخرجت إلينا بنص جميل في حزنه ، راقٍ في لوعته ، وثري في فقده.
تقبلي محبتي

منى الخالدي
10-04-2007, 11:29 AM
غاليتي الأديبة
حنان الاغا

يشرفني رأيك الكريم
وما الحياة إلا تجارب نستفيد منها فبعضنا يحول جزءً منها إلى سطورٍ ظاهرة
ليشاركنا الآخرون همومنا وما نعانيه من تلك التجارب
وفي قصتي هذه وجدتُ كلّ يدٍ حميمة لم تبخل بملاحظة أو حنو على الحرفِ بحنان

يا حنان
أشكركِ من القلب
ولك مني ودٌ لا ينتهي..

د. سمير العمري
17-07-2007, 08:48 PM
نص مؤلم موجع ، وقصة تعلق القلوب بها قبل العيون ، كيف لا وهو الحديث عن الأب وعن المعاناة وعن الوطن.

أحسنت جدا أيتها الأديبة السامقة. فهنا قرأت أدبا مميزا.


لك التحية

جوتيار تمر
17-07-2007, 09:30 PM
العزيزة منى..
لم ارى النص هذا الا الان وكأني تأخرت عنه كثيرا فعذرا..
اسجل مروري..فالسابقون لم يدعوا لي شيئا اضيفه...
اهنئك على هذه القدرة السردية الرصينة..
وعلى توظيف الواقع على اتم وجه.
دمت بخير
محبتي لك
جوتيار

منى الخالدي
05-08-2007, 02:46 AM
نص مؤلم موجع ، وقصة تعلق القلوب بها قبل العيون ، كيف لا وهو الحديث عن الأب وعن المعاناة وعن الوطن.
أحسنت جدا أيتها الأديبة السامقة. فهنا قرأت أدبا مميزا.
لك التحية

د . سمير العمري
شهادتك أفخر بها
وحضوركَ كان فيه كلّ الشرفِ لي
وكيف لا.. وأنت الأديب المرموق ذوقاً وأدبا

حياك ربي
وألف شكر لك على ما تفضلت به من ثناء..

منى الخالدي
05-08-2007, 02:48 AM
العزيزة منى..
لم ارى النص هذا الا الان وكأني تأخرت عنه كثيرا فعذرا..
اسجل مروري..فالسابقون لم يدعوا لي شيئا اضيفه...
اهنئك على هذه القدرة السردية الرصينة..
وعلى توظيف الواقع على اتم وجه.
دمت بخير
محبتي لك
جوتيار

حسبي أنك مررتَ يا ابن الوطن المعلق بين أهدابك والعيون
ألف شكر لك أديبنا المميز جوتيار على مرورك الغالي
وإن لم تمرّ فعطر روحك يملأ ساحات الإبداع..

حفظك ربي من كلّ سوء وشر..

أحمد الرشيدي
05-08-2007, 03:09 AM
استسلمت للمرضِ وتمكّن منك بعد أن فشلتْ كل محاولاتنا في أن تعدلَكَ عن فكرة الرحيل عنّا, فاصطادكَ حتى بدأ يتمادى في أحتواء أجزائك..فقدمك فساقك اليمنى حتى... بُترتْ!


آه يا منى كيف استطعت أن تقولي ما أحاول قوله منذ سنوات !
كيف استطعت يا أختاه أن تكتبي ما بعد ( حتى ) ؟ لقد كانت اليمنى أيضا

رحم الله الجميع

الطنطاوي الحسيني
05-08-2007, 11:14 AM
اختي الفاضلة الاديبة منى الخالدي

لو قلت كلمات بسيطة لطوفت قصة أروع ما تكون ألما وحبكة وموضوع بسياج من الذهب

فقط بعدما قلت كنت تقولين أبي وداعا لزيارة اخرى لقبرك الحبيب فكم احس انك تسمعني

او في هذا المعنى فأنت ذكرت حكاية سردية رائعة

ولا يخفى على الاديبة منى ان تحبكها حتى النهاية بما تشاء فأنها تفعل بأحاسيسنا ما تشاء

دمت مبدعة ايتها المنى الخالدي

ورحم الله والدنا ورد الله كل مغترب وشفى كل سقيم

اللهم امين

ابن الدين علي
07-08-2007, 08:19 PM
قرات القصة و لما أردت التعليق وجدت الذين سبقوني من المتدخلين قد قالوا كل شيء . مودتي

منى الخالدي
16-08-2007, 12:04 PM
آه يا منى كيف استطعت أن تقولي ما أحاول قوله منذ سنوات !
كيف استطعت يا أختاه أن تكتبي ما بعد ( حتى ) ؟ لقد كانت اليمنى أيضا
رحم الله الجميع
إذن يا أحمد
يبدو أننا نتشابه في أوجاعنا ،فأيّ ألمٍ أحاط بنا لحظة الفراق..؟
رحم الله والدينا ، وأسكنهما فسيح جناته..

شكراً لك أخي العزيز على مرورك الكريم ، وعلى حسن مواساتك
تقبل تحيتي وكل الاحترام

منى الخالدي
16-08-2007, 12:08 PM
الأخ الفاضل
الطنطاوي الحسيني
دوماً يكون مرورك مبلسماً ، لو كان هناك بعض الجراح
فأشكر لك هذه الوقفة الرائعة ،وتلك الكلمات التي أحطتَ بها نصي القصصي المتواضع

لك مني أجمل تحية وكل الاحترام..

منى الخالدي
16-08-2007, 12:10 PM
قرات القصة و لما أردت التعليق وجدت الذين سبقوني من المتدخلين قد قالوا كل شيء . مودتي
الأخ الفاضل
ابن الدين علي
وأنا يشرفني مرورك ، وكلماتك التي تعبر عن إعجابك

فألف شكر لك وكل الاحترام..

سحر الليالي
07-09-2007, 09:58 PM
الح ــبيبة منى":

صافحت قلبك هنا بدمعة حارقه...!!
ما أوجع الحرف هنا..!!
لـ روحكـ تحيه إجلال
همسه ود: اشتقتـ لكـ
لـ قلبكـ تراتيل ورد

منى الخالدي
18-09-2007, 10:11 AM
الح ــبيبة منى":
صافحت قلبك هنا بدمعة حارقه...!!
ما أوجع الحرف هنا..!!
لـ روحكـ تحيه إجلال
همسه ود: اشتقتـ لكـ
لـ قلبكـ تراتيل ورد
النقية دوماً سحر الليالي

كم من جرحٍ تداوين بهذه العذوبة السمحة
أشكركِ ياحبيبة على مروركِ الغالي
ومن القلبِ لكِ ألف تحية

آمال المصري
24-05-2013, 09:51 PM
أشاطرك هنا البكاء على الراحلين أديبتنا القديرة
رحم الله والدك ووالدي وجعل الجنة مثواهم
تمتلكين قدرة فائقة على الرسم بالكلمات واستخراج مكنونات الذات وكأنك تقرئينا
بوركت واليراع
ومرحبا بك في واحتك
تحاياي

لانا عبد الستار
10-06-2013, 08:11 PM
موشومٌ أنت بروحي و دمي..يا قطعة منك أنا؛ كيف غافلنا الزمن وحرمني من أن أحملك على أكتاف روحي وأنت تصارع بقعة دمٍ اقتحمتْ خلسةً دماغك التي كانت تزن بلداً ومائةً من الفتيان الأبطال.

قصة واقعية بلغة شاعرية وسرد من أجمل ما قرأت لك منى

أشكرك

ربيحة الرفاعي
01-07-2013, 06:45 PM
مدهشة
سرد شائق منساب رغم وجع محمولة دون عثرة في صورة أو تقلقل في تفصيل
ولغة تعبيرية رائعة حاكت بشاعرية حسا واقعيا غلف الحدث بتفاصيله

عانقت بالإبداع مرارة الرحيل فتألقت أديبتنا
رحم الله ووالدك ووالدينا وجميع موتى المسلمين

دمت بخير

تحاياي

ناديه محمد الجابي
01-07-2013, 07:46 PM
في لغة سهلة رقيقة شاعرية قدمت لنا عملا أدبيا رائعا ونصا جميلا راقيا
بمشاعر فياضة منسابة وحزن نبيل وصدق في التعبير عن شعور الفقد وألمه
خصوصا فقد الأب الذي لا يستطيع أن يملأ مكانه أي أحد .
وسرد شائق يشدنا فنعيشه ونبكي معك . دمت من مبدعة ـ ورحم الله والدك
ووالدي وجميع موتي المسلمين وأسكنهم فسيح جناته .
تحياتي وتقديري وودي.

نداء غريب صبري
29-07-2013, 07:36 AM
بخاطرة جميلة رسمت لنا مشهد الوداع فأبكيتنا تاثرا
رحمه الله واسكنه الجنة

شكرا لك اختي

بوركت

ناديه محمد الجابي
22-10-2023, 01:01 PM
يتدفق البوح من النص حارقا باكيا في لغة شفيفةوموحية
خواطر مرسومة بمشاعر صادقة وأحاسيس حزينة عميقة
ولكنها خلجات فاتنة بصورها ومعانيها
هى الذكريات تنشب مخالبها في الأحاسيس فتدمي المحاجر بكلمات
متدفقة بشفيف الإحساس المعطر بالصدق والسرد البديع.
تحياتي وتقديري.
:wow::009::wow: