تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ( حكاية عِطْرَة )



علي الزهراني
04-04-2007, 05:25 PM
تقضي الساعات الطوال مترنمة أيامها السريعة , ويلاعب جفنها الرموش المتقطعة تحمل الأحلام بين جوانحها , ومتضمخة بالمستقبل الموشح بالسراب وتدندن بين فينة وأخرى مستلهمة أهزوجة لازالتْ تُسْمِعُ دقات قلبها " تك 00تك 00تك " وبالكاد تفرج من شفتيها مخرجا لعبور ضيق من حنجرة متلطمة بالحروف :ـــ
سوّاقَنَا فَنْي فَنْي
سواقنا رِكِبُهْ جُنْي
لم يدر بخلدها ولو للحظة أن حياة الشقاء غُمِسَتْ منذ أن رددت هذه الأهزوجة ! ودخلتْ " رغما عنها " عالم الخيال وأشياء تعدُّ من المِحال ! لازالتْ تتذكرُ أيام الطفولة وهي تقول : يا للحظة الطفولة ما أجملها ! , وهي محلاه بالشيطنة 00أتذكرُ عندما انزلقتْ قدمي من أعلى "الرعش" متدحرجة من درجنا الحجري وكنتُ أصرخ 00ولم يتلقفني سوى بقرتي وثورها وماعزي كنتُ أحبُ اللعب معهم هذه " تلوقني بلسانها " وتلك تدفعني برأسها ياه ما أجملها من لحظات !ّ! لم تكن تعلم أن القدر كان يخبئ لها شيئا 00تتلذذُ بشيئين اثنين القلم والورق تدون فيه كل ما أسعدها أو أغضبها, وأصبحا روحين في جسدها كانتْ مدرستُها ملاذا آمناً وأُعْطِتْ بسطة في العلم وروعة من جمال ففاقتْ أقرانَِها في كل شيء مارستْ طقوسَ النجاح بلا كلل أو ملل 00وكانتْ تحلمُ بفارس أحلامها وحصانه الأبيض كأي بنت تقارب مستقبلها بخيالها الجانح 00وفجأة تغير كل شيء في حياتها وأصبح نهارُها ليلاً وليلُها نهاراً !
تسللتْ يدُ عابث من أخوتها في دفاترها الخاصة وفيها من بعض خواطرها البريئة وبعض من مشاعرها النبيلة فثارتْ ثائرة أبيها وبدأ يمارس عضلاته من رفس ولطم ولُكَمٍ حتى جثتْ على ركبتيها وخارتْ قواها فاقدة وعيها دون حراك وأمها تصرخ 00عطرة حبيبتي عطرة 000ولكن دون جدوى وفورا أتوا مسرعين " بطارد العفاريت" وبدأ يقرأ القرآن ومع كل مقطع ينهال على جسها المتورم بالخيزران قائلا : أخرج 00 هل أنت أصم أم وأبكم ؟! حتى من كثرة صياحه ونفثات ريقه فاقت على ريح البصل وعينين محملقتين زاد من صراخها أكثر وأهلها " يهللون ويكبرون " هذا الموقف بات مؤلما لها كرهت من أجله كل شيء يدعوها إلى التفاؤل بالحياة ! كثر على بيتها القرّاء 000 وطرقوا كلَ الأبواب وتناسوا باب القريب المجيب سبحانه ! وفي لحظة صمت في ليل مظلم قررت الرحيل وهامت على وجهها في ملكوت الله في مغارة تمارس هوايتها وعشقها الأبدي تلتحف السماء وتتوسد الأرض وتكتب 00 وتكتب00

محمد سامي البوهي
07-04-2007, 10:34 AM
قراءة في
( حكاية عِطْرَة )
للقاص / على الزهراني
بداية ذكرتني هذه القصة برواية (أوقات عصيبة) لديكنز عندما كان يعلم ابنته لويزا (facts nothing but facts) ، ولكن الأمر هنا مختلفاً ، عن عالم لويزا التي كانت تحكمه المادة في العالم الغربي ، والتي يقابلها في العالم الشرقي الجهل ، وكلاهما عدوان للتعبير الخيالي .
شعوذة....
جاءت البداية كفرشة لحالة ماقبل الحدث الأصلي ، لتستعرض لنا ما قبل ، وما بعد ، والنقطة المحورية هي الخيال ، ومن هنا أتت المفارقة ، بين طفلة تتلقى تعليماً في عالم جاهل ، غارق في عالم الدجل والشعوذة ، ومحاولة منها لمغايرة طباع هذا العالم ، حدث مالا يحمد عقباه بقهر غير مباشر لقتل الجن الساكن داخلها ..... وكبت موهبة أرادت ان تخرج ، أو عفريتاً يتخللها كما يعتقدون ، ياله من ظلم ... أعادني لرواية قنديل أم هاشم للرائع (يحيى حقي)
همسة :
جاء العنوان مباشراً ، ولا يعبر عن الحدث ، أو الفكرة نهائياً ، كنت اتمنى لو تبدل بصورة تخدم العمل ، وتجذب القارىء .

دمت متألقاً

البوهي،،

جوتيار تمر
07-04-2007, 09:31 PM
الزهراني..

حكاية عِطْرَة )
جمعت بين العاطفة والنقد الاجتماعي في آن واحد..وقد اجدت في ذلك...فمع بداية لاحت لي بانها ستكون قصة عن فتاة طموحة..تستحضر ايامها.. والحياة البسيطة التي كانت تعيشها في ريفها، وهه التفاتة جميلة لمعرفة مدى النقاء الريفي في تعامله مع الحياة بدون تعقيد، ومن ثم استحضارها لبعض ملامح اليحاة تلك من مصاحبة ما يعتمد عليه اهل الريف..ووصفها بانها اصدقاء، وهذا تعبير في غاية الاهمية، لكون الانسان عندما لايجد في بني جنسه الامان وما يسطتيب يلجأ الى جنس اخر من المخلوقات،وهذا ما نراه ليومنا هذا في دول متطورة ومتقدمة ايضا، ومن ثم نراها تلملم بعض اوراقها في زمن الدراسة والقلم وهذا امر قلما يحدث مع فتيات الريف،لكن معها حدث ولااعلم هل كان ذلك امر شؤم ام راحة لها، فقد تكون تعلمت وعرفت كيف تفرغ ما في جوفها لقلمها واوراقها، لكن الامر ذاته كان سبب هلاكها..المهم في الامر ان هذه الرحلة اتسمت بفيض من العاطفة الجياشة لديها وكذلك بطابع اجتماعي متخلف لم يزل يتحكم بعقول اللالاف من البشر،بحيث تكبل اعماق الانسان حتى من البوح مع نفسه واوراقه وقلمه، بالاخص الفتاة حيث لم تزل النظرة الدونية والرجولية عامة بين تلك الاوساط،ولعل ما ذكرته من الاساليب التي يحاول بها هولاء من معالجة الاخرين الخيزان والقرأة وووووووووووو....امور باتت بلاشك لاتخدم المجتمعات التي تبغي الخروج من دائرة التخلف.
ما فعله الاخ ايضا هو ظاهرة لاتنم عن اخلاقيات الانسان الواعي حيث العبث باشياء وخصوصيات الاخت ،بدون اذنها، القصة بجملتها تحكي لنا واقعا ندركه ونعرفه لانه يتكرر معنا وفي جميع بلداننا.
العمل رسالة هادفة..رسالة واضحة واخرى وضمنية تحتاج الى رؤية وتفكير..!

تقديري ومحبتي
جوتيار

علي الزهراني
28-04-2007, 07:19 PM
قراءة في
( حكاية عِطْرَة )
للقاص / على الزهراني
بداية ذكرتني هذه القصة برواية (أوقات عصيبة) لديكنز عندما كان يعلم ابنته لويزا (facts nothing but facts) ، ولكن الأمر هنا مختلفاً ، عن عالم لويزا التي كانت تحكمه المادة في العالم الغربي ، والتي يقابلها في العالم الشرقي الجهل ، وكلاهما عدوان للتعبير الخيالي .
شعوذة....
جاءت البداية كفرشة لحالة ماقبل الحدث الأصلي ، لتستعرض لنا ما قبل ، وما بعد ، والنقطة المحورية هي الخيال ، ومن هنا أتت المفارقة ، بين طفلة تتلقى تعليماً في عالم جاهل ، غارق في عالم الدجل والشعوذة ، ومحاولة منها لمغايرة طباع هذا العالم ، حدث مالا يحمد عقباه بقهر غير مباشر لقتل الجن الساكن داخلها ..... وكبت موهبة أرادت ان تخرج ، أو عفريتاً يتخللها كما يعتقدون ، ياله من ظلم ... أعادني لرواية قنديل أم هاشم للرائع (يحيى حقي)
همسة :
جاء العنوان مباشراً ، ولا يعبر عن الحدث ، أو الفكرة نهائياً ، كنت اتمنى لو تبدل بصورة تخدم العمل ، وتجذب القارىء .

دمت متألقاً

البوهي،،
الحبيب محمد سامي البوهي
شكرا لك من أعماق قلبي
تحليلك أعجبني كثيرا
شكرا لهذا الغيث الجميل
ممكن أن تقترح سيدي الفاضل ما تراه في العنوان !!
علما أن حكاية عَطِرَة من العِطْرِ
أو حكاية عِطْرَة اسم أنثى
فلم تكن بها مباشرة كما تفضلت
هذا نصي فعصف به كما تشاء !!

عطاف سالم
28-04-2007, 08:32 PM
حكاية عِطرة ...
هكذا هو العنوان ولا أجد اختلاف بينه وبين مضمونة كما أشار البعض..إنما هو انسجام وائتلاف !!
مع تقديري الوفير لتحليله الرائع.. فتحية له من هنا.... إنما هو اختلاف في وجهات النظر.. لاأكثر.

أما النص فهو صورة واقعية تعكس حياة فتاة تضطرم بها المشاعر الانسانية البحتة والتي يراها من حولها أحيانا من المحرمات...
رؤية سلسة تبهتها الواقعية أحيانا لذا كنا نتمنى أن يغص النص ببعض الصور والأخيلة المصاحبة لا شك عندها سيكون أبهى خاصة وأنه لايخلو من مفردات غناء
كل التقدير أستاذ زهراني
وتحية.......... بانتظار النص الذي لم تكتبه بعد

علي الزهراني
02-05-2007, 05:36 AM
الزهراني..
حكاية عِطْرَة )
جمعت بين العاطفة والنقد الاجتماعي في آن واحد..وقد اجدت في ذلك...فمع بداية لاحت لي بانها ستكون قصة عن فتاة طموحة..تستحضر ايامها.. والحياة البسيطة التي كانت تعيشها في ريفها، وهه التفاتة جميلة لمعرفة مدى النقاء الريفي في تعامله مع الحياة بدون تعقيد، ومن ثم استحضارها لبعض ملامح اليحاة تلك من مصاحبة ما يعتمد عليه اهل الريف..ووصفها بانها اصدقاء، وهذا تعبير في غاية الاهمية، لكون الانسان عندما لايجد في بني جنسه الامان وما يسطتيب يلجأ الى جنس اخر من المخلوقات،وهذا ما نراه ليومنا هذا في دول متطورة ومتقدمة ايضا، ومن ثم نراها تلملم بعض اوراقها في زمن الدراسة والقلم وهذا امر قلما يحدث مع فتيات الريف،لكن معها حدث ولااعلم هل كان ذلك امر شؤم ام راحة لها، فقد تكون تعلمت وعرفت كيف تفرغ ما في جوفها لقلمها واوراقها، لكن الامر ذاته كان سبب هلاكها..المهم في الامر ان هذه الرحلة اتسمت بفيض من العاطفة الجياشة لديها وكذلك بطابع اجتماعي متخلف لم يزل يتحكم بعقول اللالاف من البشر،بحيث تكبل اعماق الانسان حتى من البوح مع نفسه واوراقه وقلمه، بالاخص الفتاة حيث لم تزل النظرة الدونية والرجولية عامة بين تلك الاوساط،ولعل ما ذكرته من الاساليب التي يحاول بها هولاء من معالجة الاخرين الخيزان والقرأة وووووووووووو....امور باتت بلاشك لاتخدم المجتمعات التي تبغي الخروج من دائرة التخلف.
ما فعله الاخ ايضا هو ظاهرة لاتنم عن اخلاقيات الانسان الواعي حيث العبث باشياء وخصوصيات الاخت ،بدون اذنها، القصة بجملتها تحكي لنا واقعا ندركه ونعرفه لانه يتكرر معنا وفي جميع بلداننا.
العمل رسالة هادفة..رسالة واضحة واخرى وضمنية تحتاج الى رؤية وتفكير..!
تقديري ومحبتي
جوتيار
جو 0000
شكرا لك
الجميل أن لكل ناقد غرباله00
تقديري ومحبتي
علي الزهراني

علي الزهراني
02-05-2007, 05:42 AM
حكاية عِطرة ...
هكذا هو العنوان ولا أجد اختلاف بينه وبين مضمونة كما أشار البعض..إنما هو انسجام وائتلاف !!
مع تقديري الوفير لتحليله الرائع.. فتحية له من هنا.... إنما هو اختلاف في وجهات النظر.. لاأكثر.
أما النص فهو صورة واقعية تعكس حياة فتاة تضطرم بها المشاعر الانسانية البحتة والتي يراها من حولها أحيانا من المحرمات...
رؤية سلسة تبهتها الواقعية أحيانا لذا كنا نتمنى أن يغص النص ببعض الصور والأخيلة المصاحبة لا شك عندها سيكون أبهى خاصة وأنه لايخلو من مفردات غناء
كل التقدير أستاذ زهراني
وتحية.......... بانتظار النص الذي لم تكتبه بعد
عطاف000
تحية طيبة لك
بينكما 000اختلاف تنوع لا اختلاف تضاد !
أنت تقول كنا نتمنى أن يغص النص ببعض الصور والأخيلة
فما تفسيرك فيما أوردته في آخر النص :
وهامت على وجهها في ملكوت الله في مغارة تمارس هوايتها
وعشقها الأبدي تلتحف السماء وتتوسد الأرض وتكتب 00 وتكتب00
شكرا لك من قبل ومن بعد

عطاف سالم
03-05-2007, 07:11 AM
أولا اسمي مؤنثا وإن خلا من علامات التأنيث ..
ثانيا أنا ما نفيت الصور والأخيلة عن موضوعك.......
إنما تمنيت الاستزادة منها ليكتمل بهاء النص وتكتحل واقعيته ببريق الخيال البديع أكثر
تحية طيبة لك ووفقك الله تعالى

علي الزهراني
04-05-2007, 11:04 PM
"]أولا اسمي مؤنثا وإن خلا من علامات التأنيث ..
ثانيا أنا ما نفيت الصور والأخيلة عن موضوعك.......[/U]
إنما تمنيت الاستزادة منها ليكتمل بهاء النص وتكتحل واقعيته ببريق الخيال البديع أكثر
تحية طيبة لك ووفقك الله تعالى
الأنثى عطاف السماوي : ربما من كثرة لدغاتكن لم أعرف أن أميز بين
الأفعى من الأنثى !!
فأصبحت الألوان معتمة لدي منذ فترة طويلة وصارت معتقة
عذرا أخيتي على هذا الخلط في اسمك الذي عطفتُ عليه مرغما عني !!
لكِ العتبى حتى ترضين
لتنبيه ( حكاية عطرة ) نص قصصي وليس موضوعا كما تفضلت به
أيتها الأنثى عطاف

ربيحة الرفاعي
07-04-2014, 11:10 PM
لعل لشاعرية جمل السرد دور كبير في تغلغل النص بفكرته في نفس المتلقي، رغم انفلات الحبكة من بين أنامله أحيانا
أجاد الكاتب اختيار بيئة النص واسم البطل الذي حمل بمعناه شيئا من صفة المحيط

طيب الحرف هادف نصك

دمت بخير

تحاياي

خلود محمد جمعة
10-04-2014, 08:45 AM
طرح لأكثر من قضية اجتماعية بأسلوب شيق ولغة جميلة
عمق الفكر يعبر عنه القلم الجاد
دمت بخير
مودتي وتقديري

كاملة بدارنه
14-04-2014, 11:26 AM
يقف الجهل في وجه المعرفة ويعرقل التّطوّر
والمؤسف أنّ طريقة الحلّ لمايعتقد أنّه مشكلة متخلّفة وقاتلة للطّموح
صراع الفرد مع المجموع صوّر بطريقة ملفتة
بوركت
تقديري وتحيّتي

نداء غريب صبري
12-06-2014, 12:46 AM
قصة واقعية بأسلوب جميل ولغة شاعرية ممتعة

شكرا لك أخي


بوركت