د. مصطفى عراقي
09-04-2007, 07:55 PM
من وحي مشكاة النبوة:
ثلاثــــةٌ في الغــــــــــــــــــــــ ـــار
شعر: مصطفى عراقي
قد كان فيمن قبلنا عُصبةٌ = انطلقوا يسعوْن في الأمصارْ
و بينما يمشون جَنَّ الدُّجــى = وانهمرت عليهمُ الأمطارْ
ِالْتمَسُوا مأوًى لهم مُنْجدًا = فأسرعوا ينحُون صوبَ الغارْ
وكان هذا الغارُ فيما مضى = أنقذَ أهلَ الكهفِ من أشرارْ
وقد هوت ببابه صخــرةٌ = رهيبةٌ ، كالطودِ إذ ينهارْ
فســــــدَّتِ الغارَ لها صــورةٌ = تثير ألوانا من الأخطارْ
فأبصروا نجاتهم و الـمُنـَــــــى = في الصدق والإخلاص والأذكارْ
قد لجؤوا لله يرجونه = يدْعونه بصالحِ الأعمـــــــالْ
فيدلفُ الأول في نفســـــــــه = يدعو إله الكون في إقبـــــالْ
يا ربِّ إني عائلٌ أسرةً = وأبوين من أولي الأفضالْ
و كنتُ لا أوثر أو أصطفــى = عليهمــا أهـــــلا ولا أمـــــــوالْ
و ذاتَ يومٍ غبتُ في رحْلـــةٍ = و قدْ نأى بي طلبُ الأشجارْ
فلم أرحْ إلا و قد أغمضَـــا = جفنيْهما في راحةٍ بالــــــــــــدَّارْ
لبثتُ من خشية أن يصحيــــا = و القِدْحُ في كفِّى إلى الأسْحارْ
و كنتُ لا أغبق أهْلي بـــــــه = قبلهما ..و إن عوى الصِّغارْ
حتى إذا ديكُ الصباح صحا = و قد تحلَّى الكونُ بالأنــــــــوارْ
تناولا مني الغبـــوق رضــــــــا = أدعوك يا من تعلم الأســـــــرارْ
إن كان ما قدمته خالصـــــا = فنجنا من ظلمة الأســــــــــــــوارْ
فانفرجتْ شيئا و لكنـــــها = لما تزل تحبسهم في الغـــــــــــــــارْ
**********
و أقبل الآخر : أما أنـــــــا = فكنتُ قد أحببتُ بنتَ العمّْ
تعلق القلب بها عاشقـــا = و مازجتْ قلبي امتزاجَ الـــــدمْ
أردتها يوما على نفســها = فامتنعتْ مني تخاف الإثــــــــــمْ
حتى ألـمَّتْ ذات حين بها = نازلةٌ قد أنــــــذرتْ بالهــــــــــمْ
جاءت إلي الحزن يغـــــــــري بها = مضطرةً ، مدفوعــةً كالسهمْ
ساومتُها عن نفســــــــــها ظـالما = لكنّها ترضى بهذا الظلـــــــمْ
حتى إذا أصبحتُ منها قادرا = صاحتْ صياحًا مُسْمعًا للصمّْ
قالت : أيا ابن العمِّ لا تُخْــزني = فقمتُ توًّا مشفقًا من عاري
منحتها ما أمَّلـــــــتْ راغبــــــًـا = أن يغفر الرحمن لي إصـــــــراري
رباه إن قدمت هذا مخلصا = فنجنا من حـــــــيرة الأفكـــــــــارِ
فانفرجت شيئا و لكنهــــم = ظلوا حيارى في ظلام الغـــــــارِ
*************
و أقبل الثالث : أما أنــــــا = فكان لي حقلٌ عظيمٌ نضيــــــــرْ
و كنت أستأجر في زرعه = عمال خير .. ثم ولت شهـــــورْ
وفيتهم جميعهم أجرهــــــــم = بالخير و الإحسان إلا أجيــــــــــــــرْ
مضى و خلى عندنا حــظَّهُ = فكنتُ أرعــاه بلا تقصيــــــــــــــــرْ
و جاءني بعد سنينٍ مضتْ = يطلب ما خلَّف من نصيـــــــــبْ
فقلت : خذْ كلَّ الذي تبتغي = فقال : ما هذا الكلام العجيبْ
و صاح هل تسخرُ بي هازئا = فقلت : لا أسْخرُ يا حبيـــــــــبْ
فاستاق ما خلَّف من مالِهِ = و ما نما في حقْلنا الخصيـــــــــــبْ
فإن أكنْ قدمتُّـهُ مـُخْلصـــًــــــا = فنجِّنا من قسْوةِ الخطــــــــــــــــوبْ
فانفرجتْ عنهم كما أمَّلوا = و انطلقوا في العالم الرحيــــــــــبْ================ ==============
*عن حديث متفق عليه :
البخاري : ( كتاب بدء الخلق، باب ما ذكر عن بني اسرائيل)
ومسلم: (كتاب الرقاق ، بَاب قِصَّةِ أَصْحَابِ الْغَارِ الثَّلَاثَةِ وَالتَّوَسُّلِ بِصَالِحِ الْأَعْمَالِ)
ثلاثــــةٌ في الغــــــــــــــــــــــ ـــار
شعر: مصطفى عراقي
قد كان فيمن قبلنا عُصبةٌ = انطلقوا يسعوْن في الأمصارْ
و بينما يمشون جَنَّ الدُّجــى = وانهمرت عليهمُ الأمطارْ
ِالْتمَسُوا مأوًى لهم مُنْجدًا = فأسرعوا ينحُون صوبَ الغارْ
وكان هذا الغارُ فيما مضى = أنقذَ أهلَ الكهفِ من أشرارْ
وقد هوت ببابه صخــرةٌ = رهيبةٌ ، كالطودِ إذ ينهارْ
فســــــدَّتِ الغارَ لها صــورةٌ = تثير ألوانا من الأخطارْ
فأبصروا نجاتهم و الـمُنـَــــــى = في الصدق والإخلاص والأذكارْ
قد لجؤوا لله يرجونه = يدْعونه بصالحِ الأعمـــــــالْ
فيدلفُ الأول في نفســـــــــه = يدعو إله الكون في إقبـــــالْ
يا ربِّ إني عائلٌ أسرةً = وأبوين من أولي الأفضالْ
و كنتُ لا أوثر أو أصطفــى = عليهمــا أهـــــلا ولا أمـــــــوالْ
و ذاتَ يومٍ غبتُ في رحْلـــةٍ = و قدْ نأى بي طلبُ الأشجارْ
فلم أرحْ إلا و قد أغمضَـــا = جفنيْهما في راحةٍ بالــــــــــــدَّارْ
لبثتُ من خشية أن يصحيــــا = و القِدْحُ في كفِّى إلى الأسْحارْ
و كنتُ لا أغبق أهْلي بـــــــه = قبلهما ..و إن عوى الصِّغارْ
حتى إذا ديكُ الصباح صحا = و قد تحلَّى الكونُ بالأنــــــــوارْ
تناولا مني الغبـــوق رضــــــــا = أدعوك يا من تعلم الأســـــــرارْ
إن كان ما قدمته خالصـــــا = فنجنا من ظلمة الأســــــــــــــوارْ
فانفرجتْ شيئا و لكنـــــها = لما تزل تحبسهم في الغـــــــــــــــارْ
**********
و أقبل الآخر : أما أنـــــــا = فكنتُ قد أحببتُ بنتَ العمّْ
تعلق القلب بها عاشقـــا = و مازجتْ قلبي امتزاجَ الـــــدمْ
أردتها يوما على نفســها = فامتنعتْ مني تخاف الإثــــــــــمْ
حتى ألـمَّتْ ذات حين بها = نازلةٌ قد أنــــــذرتْ بالهــــــــــمْ
جاءت إلي الحزن يغـــــــــري بها = مضطرةً ، مدفوعــةً كالسهمْ
ساومتُها عن نفســــــــــها ظـالما = لكنّها ترضى بهذا الظلـــــــمْ
حتى إذا أصبحتُ منها قادرا = صاحتْ صياحًا مُسْمعًا للصمّْ
قالت : أيا ابن العمِّ لا تُخْــزني = فقمتُ توًّا مشفقًا من عاري
منحتها ما أمَّلـــــــتْ راغبــــــًـا = أن يغفر الرحمن لي إصـــــــراري
رباه إن قدمت هذا مخلصا = فنجنا من حـــــــيرة الأفكـــــــــارِ
فانفرجت شيئا و لكنهــــم = ظلوا حيارى في ظلام الغـــــــارِ
*************
و أقبل الثالث : أما أنــــــا = فكان لي حقلٌ عظيمٌ نضيــــــــرْ
و كنت أستأجر في زرعه = عمال خير .. ثم ولت شهـــــورْ
وفيتهم جميعهم أجرهــــــــم = بالخير و الإحسان إلا أجيــــــــــــــرْ
مضى و خلى عندنا حــظَّهُ = فكنتُ أرعــاه بلا تقصيــــــــــــــــرْ
و جاءني بعد سنينٍ مضتْ = يطلب ما خلَّف من نصيـــــــــبْ
فقلت : خذْ كلَّ الذي تبتغي = فقال : ما هذا الكلام العجيبْ
و صاح هل تسخرُ بي هازئا = فقلت : لا أسْخرُ يا حبيـــــــــبْ
فاستاق ما خلَّف من مالِهِ = و ما نما في حقْلنا الخصيـــــــــــبْ
فإن أكنْ قدمتُّـهُ مـُخْلصـــًــــــا = فنجِّنا من قسْوةِ الخطــــــــــــــــوبْ
فانفرجتْ عنهم كما أمَّلوا = و انطلقوا في العالم الرحيــــــــــبْ================ ==============
*عن حديث متفق عليه :
البخاري : ( كتاب بدء الخلق، باب ما ذكر عن بني اسرائيل)
ومسلم: (كتاب الرقاق ، بَاب قِصَّةِ أَصْحَابِ الْغَارِ الثَّلَاثَةِ وَالتَّوَسُّلِ بِصَالِحِ الْأَعْمَالِ)