عبد الواحد الأنصاري
10-04-2007, 08:40 PM
الآن بعدك
رثاء لأختكم جوري
الآن بعدكِ لا حـبـرٌ ولا ورقُ = ولا كتـاب ٌ، ولا نومٌ ولا أرقُ
الآن يا حزنُ فلتجثمْ على كبدي = ولا تغادره إلاّ كله مزقُ
ولطّخ الأفْق، بعثِرْ شَعْرَ مفرقه = كي لا يعود بهذا الضوء ينبثقُ
واقذف إذا شئتَ إعصاراً صواعقه = تُردي النهار فيهوي وهو محترقُ
وعتّق الظلمة الظلماءَ واجرِ بها = على البسيطة حزنا ليس ينعتقُ
حتى يعود بياض الشعر أسودَهُ = أو يَحسبنّ قتاماً لونَه الشفقُ
الآن بعدكِ لا حيٌّ يجاذبني = ثوبَ الوداد ولا خلٌّ فيرتفقُ
يا وردةً في ابتسام الصبح يانعةً = يغدو الفراشُ إليها وهو يستبقُ
ويسقطُ الطّلُّ وهْناً حول منبتها = كأنّما هو في حافاتها الحدَقُ
ويرقص الضوء في أحضانها جذلاً = كذلك الروضُ يندى ثمّ يأتلقُ
ما بعدَك الآن لي صوتٌ يؤانسني = وإن نفيتِ فقولي من بهِ أثقُ؟!
من ذا يلملمُ أوراقي ويقرؤها = هَوْناً عليّ إذا ما استأسدَ الغسَقُ
ومن تُرى ترقص الراءاتُ في فمها = كأنما هي موجٌ فيه يصطفقُ
ومن يخاطبني والهول يعصف بي = ويسكب الجيم حتى يسكر العبقُ
يا أطهر الخلقِ يا من نسلِ فاطمةٍ = طابَ الغِراسُ وطاب الغصنُ والورقُ
إن كنت صرت إلى ما تسعدين بهِ = فإنني هاهنا ما زلت أحترقُ
= = =
أبيتُ يعجب هذا الليل من أسفي= ومن شراسة حزني حين يندلقُ
ويطرقُ المطر المدرارُ نافذتي = وليس يدري بأنّي بالأسى شرِقُ!
ما يفعل المرء بالذكرى وخاطرُه ُ= مهما تجلّد، في الآلام ينزلق؟
تحدّر الصيفُ أمطاراُ تعاندني = وتضربُ البابَ في سُخْطٍ وتخترقُ
وكان من قبلُ لا يُلقي على كتفي = إلا الغبارَ إذا ما قاءهُ الأفقُ
والآن يوسعني قصفا ويلهبني = هذي السياطَ إلى أن يطلعَ الفلقُ
كأنما الرعدُ مسجونٌ بأوردتي = إذا يضجّ كمن ينتابه الفرَقُ
= = =
كأنني إذْ نعتها كلُّ ناعيةٍ = صخرٌ تفجّر منه الماءُ يندفقُ
والله لولا بقايا الصبرِ في خلَدي = أو أن يصفِّقَ أعدائي ويرتزقوا
أو يذكروكِ بسوءٍ -والهوى قدرٌ- = إذن لـَبـُحـتُ بما في النفس يعتلقُ
كأنّ حبل الردى قد لفّ خاصرتي = إذْ لفّها، فأنا بالموتِ أختنقُ
يا أيها الكفنُ المملوءُ من شرفٍ = وبالعفافِ وبالإيمان يلتصقُ
لقد تمنيت ُ لو أنّي لها كفنٌ = أو أنني السدرُ والأشنانُ والحلَقُ
رثاء لأختكم جوري
الآن بعدكِ لا حـبـرٌ ولا ورقُ = ولا كتـاب ٌ، ولا نومٌ ولا أرقُ
الآن يا حزنُ فلتجثمْ على كبدي = ولا تغادره إلاّ كله مزقُ
ولطّخ الأفْق، بعثِرْ شَعْرَ مفرقه = كي لا يعود بهذا الضوء ينبثقُ
واقذف إذا شئتَ إعصاراً صواعقه = تُردي النهار فيهوي وهو محترقُ
وعتّق الظلمة الظلماءَ واجرِ بها = على البسيطة حزنا ليس ينعتقُ
حتى يعود بياض الشعر أسودَهُ = أو يَحسبنّ قتاماً لونَه الشفقُ
الآن بعدكِ لا حيٌّ يجاذبني = ثوبَ الوداد ولا خلٌّ فيرتفقُ
يا وردةً في ابتسام الصبح يانعةً = يغدو الفراشُ إليها وهو يستبقُ
ويسقطُ الطّلُّ وهْناً حول منبتها = كأنّما هو في حافاتها الحدَقُ
ويرقص الضوء في أحضانها جذلاً = كذلك الروضُ يندى ثمّ يأتلقُ
ما بعدَك الآن لي صوتٌ يؤانسني = وإن نفيتِ فقولي من بهِ أثقُ؟!
من ذا يلملمُ أوراقي ويقرؤها = هَوْناً عليّ إذا ما استأسدَ الغسَقُ
ومن تُرى ترقص الراءاتُ في فمها = كأنما هي موجٌ فيه يصطفقُ
ومن يخاطبني والهول يعصف بي = ويسكب الجيم حتى يسكر العبقُ
يا أطهر الخلقِ يا من نسلِ فاطمةٍ = طابَ الغِراسُ وطاب الغصنُ والورقُ
إن كنت صرت إلى ما تسعدين بهِ = فإنني هاهنا ما زلت أحترقُ
= = =
أبيتُ يعجب هذا الليل من أسفي= ومن شراسة حزني حين يندلقُ
ويطرقُ المطر المدرارُ نافذتي = وليس يدري بأنّي بالأسى شرِقُ!
ما يفعل المرء بالذكرى وخاطرُه ُ= مهما تجلّد، في الآلام ينزلق؟
تحدّر الصيفُ أمطاراُ تعاندني = وتضربُ البابَ في سُخْطٍ وتخترقُ
وكان من قبلُ لا يُلقي على كتفي = إلا الغبارَ إذا ما قاءهُ الأفقُ
والآن يوسعني قصفا ويلهبني = هذي السياطَ إلى أن يطلعَ الفلقُ
كأنما الرعدُ مسجونٌ بأوردتي = إذا يضجّ كمن ينتابه الفرَقُ
= = =
كأنني إذْ نعتها كلُّ ناعيةٍ = صخرٌ تفجّر منه الماءُ يندفقُ
والله لولا بقايا الصبرِ في خلَدي = أو أن يصفِّقَ أعدائي ويرتزقوا
أو يذكروكِ بسوءٍ -والهوى قدرٌ- = إذن لـَبـُحـتُ بما في النفس يعتلقُ
كأنّ حبل الردى قد لفّ خاصرتي = إذْ لفّها، فأنا بالموتِ أختنقُ
يا أيها الكفنُ المملوءُ من شرفٍ = وبالعفافِ وبالإيمان يلتصقُ
لقد تمنيت ُ لو أنّي لها كفنٌ = أو أنني السدرُ والأشنانُ والحلَقُ