المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المعيدة الشقراء والبحث ...



اسامة يس
12-04-2007, 07:25 AM
المعيدة الشقراء قالت: بحثك تعوزه الدقة. لم يأت بجديد. أعد كتابته. ابتسمت بغيظ ظاهر الملامح. قبضت على الأوراق . انصرفت.
في المساء كان سامح الملقب بالوسيم،وهو حقا كذلك، دقيق الملامح ، جذّاب المظهر، لا يحمل في قلبه حقدا، وإن ظهر في حديثه المكر، ينتظرني في مقهى عم درويش . حين اقتربت انفجر ضاحكاً وقال: بحثك تعوزه الدقة ، كانت المعيدة الشقراء قد أشادت ببحث سامح ، وقالت له :بحثك مقبول شكلاً ومضموناً،وأردفت بالانجليزية: فيري جود فول مارك .
بعد أن منحني سيكارة قال: الأمر بسيط جداً، إذا ربطت بين شكلك وبحثك ، وبين شكلي وبحثي ، ثم ضحك بخبث بريء وقال : أعلم أن شكلي مقبول كما قالت ، لكني لا أدري كيف عرفت أن مضموني كذلك . وضع النادل أمامي فنجان القهوة وهو يتلفظ بنكته جنسية مقحمة دون أن يطلبها منه أحد ، أبعدتنا عن الموضوع، لكنّا على أي حال ضحكنا.
عاد سامح ليكمل، وكأنه يتحدث عن نظرية جديدة، ويمد يده من حين لآخر لكوب الشاي يرشفه ببطء،أما أنت يا صديقي فليس هناك تناسق نهائي بين أنفك الأفطس ووجهك، أليس كذلك؟!. كان سامح محقاً. لذلك انفجرت ضاحكاً. وقلت: دعنا من هذا التهريج، فقال: وقد رسم الجدية على وجهه: بحثك لم يأت بجديد، كما قالت الشقراء، بحثك أقرب إلى تجميع لآراء العلماء حول المستقبل ، بغيظ واضح قاطعته: ها وما الجديد في بحثك أنت؟!. قال : إذا أردت الحقيقة في بحثي ألف جديد: البحث كان عن العالم بعد ألف عام ، المتوقع كما فعلت أنت، أن تكتب عن التطور الرهيب ، وأن تحل أزمة الإسكان في مصر مثلا، بأن ينتقل الناس للعيش في المريخ وو إلخ. يا صديقي الشقراء تعرف كل هذا. أنا كتبت عن الموثولوجيا الأسطورة يا صديقي .كتبت لها مالا تعرفه هي، حكايات جدتي ربما، لكنها لا تعرفها . لأنها ببساطة لم تجلس مع جدتي قط . وأشار إلى شاشة التلفزيون حيث يطل الشيخ سيد مفسر الأحلام بوجهه القبيح والكل ينصت إليه ، صدقني أنا نقلت لها هذا ، وأشار إليهم، بالتأكيد ظنت هي أن هذا محال أن يحدث.
قلت: إذن فقد فضلت الخرافة على العقل،قال مبتسما : لا . فضلت الشكل والمضمون.
بعد ثلاثة أشهر. قدمت البحث. المعيدة الشقراء قالت: بحثك لم يأت بجديد، ليس لديك فرصة أخرى. انتهى الوقت.
حين رأيتها في المنام أشبعتها ضرباً. جررتها من رأسها.اغتصبتها . حين تكرر المنام أجابني الشيخ سيد على الهواء مباشرة :جر الرأس خير.
ثم تلا قول الله تعالى : ( وأخذ برأس أخيه يجره إليه) . فقذفته بأقبح الشتائم التي تلفظ بها الإنس والجان من القدم، وما توقعه صديقي سامح في بحثه عن شتائم المستقبل، وزدت عليها. وبكل هدوء ناديت أخي الصغير ليعلمني كيف ألعب البلاي استيشن . صدقوني لم يعد يتكرر الحلم . ولم أعد في حاجه لبحث .

حنان الاغا
12-04-2007, 10:41 AM
قصة طريفة
نص بناؤه متين من حيث الشكل والمضمون (استعارة من النص ).
هو نوع من السرد المتسارع ، تتخلله حواريات مقتضبة لكنها تقول. والتكثيف هنا جاء بشكل يبدو عفويا ، فهكذا أراده الكاتب ، فكان.
وباقتدارتنقل بنا الكاتب بعذوبة بين الأماكن دون تكلف .
الحوارات الساخرة جاءت لتضفي جمالا آخرللنص ، وكل هذا بلغة سلسة جميلة شائقة .

* يعوذه الدقة - تعوزه الدقة

أسامة يس
تقبل شكري لهذا النص الجميل

اسامة يس
12-04-2007, 11:02 AM
قصة طريفة
نص بناؤه متين من حيث الشكل والمضمون (استعارة من النص ).
هو نوع من السرد المتسارع ، تتخلله حواريات مقتضبة لكنها تقول. والتكثيف هنا جاء بشكل يبدو عفويا ، فهكذا أراده الكاتب ، فكان.
وباقتدارتنقل بنا الكاتب بعذوبة بين الأماكن دون تكلف .
الحوارات الساخرة جاءت لتضفي جمالا آخرللنص ، وكل هذا بلغة سلسة جميلة شائقة .
* يعوذه الدقة - تعوزه الدقة
أسامة يس
تقبل شكري لهذا النص الجميل
أختي الكريمة/ حنان الأغا
سعدت جدا بتشريفكم للعمل .. وتفاعلكم معه ..
وبالفعل حدث خلط بين الاستعاذة /الاستعانة/ والعوز /الحاجه .. ارجو تصحيحه في النص الأصلي .. واضافة ... ألف بعد حقد .. لتصبح حقداً...لا يحمل في قلبه حقد، دمت بكل ود ..
خالص تحياتي ..

مأمون المغازي
12-04-2007, 04:56 PM
القاص : أسامة يس

جيدة هذه اللقطة المكثفة ، وهذه الحوارات السريعة ، الملفت في هذه القصة هذه الروابط القوية بين الواقع والحلم والإتيان بالروابط والتعليلات في سرعة وكوميديا خدمت الخط الدرامي الجميل الذي اعتمده القاص .

أديبنا : أسامة يس

معجب بك وأتابع ، وعلى يقين أنك ستقدم لنا بعد كل أفضل الأفضل

محبتي واحترامي

مأمون

حنان الاغا
12-04-2007, 10:22 PM
أختي الكريمة/ حنان الأغا
سعدت جدا بتشريفكم للعمل .. وتفاعلكم معه ..
وبالفعل حدث خلط بين الاستعاذة /الاستعانة/ والعوز /الحاجه .. ارجو تصحيحه في النص الأصلي .. واضافة ... ألف بعد حقد .. لتصبح حقداً...لا يحمل في قلبه حقد، دمت بكل ود ..
خالص تحياتي ..


______________________-
الأخ الأديب أسامة
تم المطلوب
وأشكر سعة صدرك
وبانتظار إبداعاتك الجديدة

محمد سامي البوهي
13-04-2007, 01:09 AM
السلام عليكم ورحمة الله


الأستاذ القاص / أسامة يس

أحب أن أشيد بقراءة الأستاذة القديرة / حنان ، والأستاذ القدير/ مامون
كما أني أحييك على هذا السبك المتماسك ، و البراعة في إدارة الحوار الداخلي ، وخوض التفاصيل .

تحيتي

اسامة يس
14-04-2007, 07:11 PM
القاص : أسامة يس
جيدة هذه اللقطة المكثفة ، وهذه الحوارات السريعة ، الملفت في هذه القصة هذه الروابط القوية بين الواقع والحلم والإتيان بالروابط والتعليلات في سرعة وكوميديا خدمت الخط الدرامي الجميل الذي اعتمده القاص .
أديبنا : أسامة يس
معجب بك وأتابع ، وعلى يقين أنك ستقدم لنا بعد كل أفضل الأفضل
محبتي واحترامي
مأمون
أستاذي الكريم المبدع/ مأمون المغازي
بصدق انتظر دائما تشريفكم و تفاعلكم الكريم مع النصوص ..
شهادتكم وساماً على صدري ...
لا حرمنا الله من تكرار الزيارة ..
خالص تحياتي ...

جوتيار تمر
14-04-2007, 09:55 PM
العزيز اسامة..
للقصة اوجه يمكننا ان ندخل من خلالها الى المضمون الذي يمكننا ان نستنتجه من من خلال المتابعة والقراءة، وهي بلا شك تربط واقعا بات حيا وموجودا في اوساط التعليم سواء في المستوى العالي ام الادنى منه بقليل، حيث المظهر اصبح احد عوامل التسهيل، بل اصبح جواز سفر للتنقل الى المرحلة الاخرى بواسطة فيزة لامجال للحك ولا للشطب فيها.. وهذه المعيدة كغيرها من كلا الجنسين اصبحوا ينظرون الى الجسد والشكل قبل المضمون والعلم من اجل ارضاء بضع رغبات جسدية ولعلي هنا لااخفي ما سمعته من انسانة متفوقة في دراستها عندما طلب اليها دكتور يدرسها ان تحضر لغرفته ثم عرض عليها اعلى العلامات مقابل ان يمارس معه الجنس.
وسامح ايضا كشاب له القابلية على خرق اسوار القائمين عليه لايمكنه ان يرتشف القهوة الا وهو يفعله بطريقة تدل على خرق الفكرة لعقله فالجنس اذا كان مفتاحا لبلوغ هدفه فليفعله، لان لايخاطب الناس الا على قدر عقولهم، لست هنا استبيح الفكرة ولا العمل، لا..لكني اقول دائما ان الانسان قد وصل لمرحلة من اليأس حيث تجعله بلا شك يرضخ لمتطلبات حياته حتى وان خالفت عقدائه ومبادئه.
اما المضمون الحقيقي للبحث، فبلا شك ان المعيدة التي ربطت الشكل بالمضمون تريد شيئا جديدا لاشباع رغبتين فيها الاولى انها لاترى في الاخر الا فريسة وجسد والثانية اشباع فضولها العلمي بان تسمع شيئا جديدا لم تكتشفه هي او على الاغلب عندما كانت هي طالبة لم يطلب منها معيدها ان تبحث عنه لانه وقتها اكتفى بجسدها ليعطيها علامة العبور والجديد، وهنا استحضر قصة حدثت معنا في المرحلة الاخيرة حيث قام معيد صاحب ماجستير مختص بتاريخ تركيا الحديث بكتابة بحث كامل لطالبة جميلة كان هو مشرفها، ومع ان الطالبة كانت تستمع باستغلاله الا انها كانت تاتي لتقول لي اكثر من مرة هل هذه الفقرة صحيحة ام لا، ولننظر الى الامر عندما يعلم الطالب بان المعيد يفعل معه ما يفعل من اجل جسده فاكيد فان الامر يفقد الثقة بينهما، وهذا ما حصل بالضبط، اذا المضمون لم يعد له اساس في نظريات الجيل الجديد، انما الشكل، وهو المطلوب من اية براهين نقدمها.
ومضمون سامح الميثولوجيا والاسطورة بلا شك هو قديم وقديم جدا لكنه الاقرب الى نفس المعيدة لكونها هي تحمل نظرة قديمة للانسان المقابل الا وهي نظرة الجسد،ولاشيء يسبع هذه النظرة وكل شيء ياتي منها حتى وان كانت قديمة فهي جديدة لان الرغبة تتجدد ولاتنتهي الا بانقضاء بعضها ثم ماتلبث ان تعود لذا فبحث سامح اتى بالجديد بالرغم كونه عن الاسطورة ولكن بحث صديقه لا لانه يتحدث عن العلم والمستقبل وهذه الامور تعكر صفو الجسد ورغباته لانها تدخله في مغارات مظلمة.. وبلا شك فان النهاية كانت افضل حل، البلي ستيشن من اجل النساين والانشغال وقضاء الوقت .
دمت بخير
محبتي لك
جوتيار

اسامة يس
16-04-2007, 08:26 AM
السلام عليكم ورحمة الله

الأستاذ القاص / أسامة يس
أحب أن أشيد بقراءة الأستاذة القديرة / حنان ، والأستاذ القدير/ مامون
كما أني أحييك على هذا السبك المتماسك ، و البراعة في إدارة الحوار الداخلي ، وخوض التفاصيل .
تحيتي

الاستاذ المبدع/ محمد سامي البوهي...
سعيدا جدا برأيكم في العمل .. وسعيد جدا بتشريفكم لأعمالي ..
شكرا على اطرائكم الكريم ..
دمت بكل ود ..
خالص تحياتي ...

د. نجلاء طمان
17-04-2007, 07:56 PM
حسنا أعود مرة أخرى

انتظرنى

د. نجلاء طمان

الوردة

اسامة يس
18-04-2007, 08:22 AM
العزيز اسامة..
للقصة اوجه يمكننا ان ندخل من خلالها الى المضمون الذي يمكننا ان نستنتجه من من خلال المتابعة والقراءة، وهي بلا شك تربط واقعا بات حيا وموجودا في اوساط التعليم سواء في المستوى العالي ام الادنى منه بقليل، حيث المظهر اصبح احد عوامل التسهيل، بل اصبح جواز سفر للتنقل الى المرحلة الاخرى بواسطة فيزة لامجال للحك ولا للشطب فيها.. وهذه المعيدة كغيرها من كلا الجنسين اصبحوا ينظرون الى الجسد والشكل قبل المضمون والعلم من اجل ارضاء بضع رغبات جسدية ولعلي هنا لااخفي ما سمعته من انسانة متفوقة في دراستها عندما طلب اليها دكتور يدرسها ان تحضر لغرفته ثم عرض عليها اعلى العلامات مقابل ان يمارس معه الجنس.
وسامح ايضا كشاب له القابلية على خرق اسوار القائمين عليه لايمكنه ان يرتشف القهوة الا وهو يفعله بطريقة تدل على خرق الفكرة لعقله فالجنس اذا كان مفتاحا لبلوغ هدفه فليفعله، لان لايخاطب الناس الا على قدر عقولهم، لست هنا استبيح الفكرة ولا العمل، لا..لكني اقول دائما ان الانسان قد وصل لمرحلة من اليأس حيث تجعله بلا شك يرضخ لمتطلبات حياته حتى وان خالفت عقدائه ومبادئه.
اما المضمون الحقيقي للبحث، فبلا شك ان المعيدة التي ربطت الشكل بالمضمون تريد شيئا جديدا لاشباع رغبتين فيها الاولى انها لاترى في الاخر الا فريسة وجسد والثانية اشباع فضولها العلمي بان تسمع شيئا جديدا لم تكتشفه هي او على الاغلب عندما كانت هي طالبة لم يطلب منها معيدها ان تبحث عنه لانه وقتها اكتفى بجسدها ليعطيها علامة العبور والجديد، وهنا استحضر قصة حدثت معنا في المرحلة الاخيرة حيث قام معيد صاحب ماجستير مختص بتاريخ تركيا الحديث بكتابة بحث كامل لطالبة جميلة كان هو مشرفها، ومع ان الطالبة كانت تستمع باستغلاله الا انها كانت تاتي لتقول لي اكثر من مرة هل هذه الفقرة صحيحة ام لا، ولننظر الى الامر عندما يعلم الطالب بان المعيد يفعل معه ما يفعل من اجل جسده فاكيد فان الامر يفقد الثقة بينهما، وهذا ما حصل بالضبط، اذا المضمون لم يعد له اساس في نظريات الجيل الجديد، انما الشكل، وهو المطلوب من اية براهين نقدمها.
ومضمون سامح الميثولوجيا والاسطورة بلا شك هو قديم وقديم جدا لكنه الاقرب الى نفس المعيدة لكونها هي تحمل نظرة قديمة للانسان المقابل الا وهي نظرة الجسد،ولاشيء يسبع هذه النظرة وكل شيء ياتي منها حتى وان كانت قديمة فهي جديدة لان الرغبة تتجدد ولاتنتهي الا بانقضاء بعضها ثم ماتلبث ان تعود لذا فبحث سامح اتى بالجديد بالرغم كونه عن الاسطورة ولكن بحث صديقه لا لانه يتحدث عن العلم والمستقبل وهذه الامور تعكر صفو الجسد ورغباته لانها تدخله في مغارات مظلمة.. وبلا شك فان النهاية كانت افضل حل، البلي ستيشن من اجل النساين والانشغال وقضاء الوقت .
دمت بخير
محبتي لك
جوتيار
اخي الرائع / جوتيار
كم اسعدتني مداخلتك الكريمه .. ...
وكما ذكرتم في طرحكم الكريم / ان الرؤية تتشعب ولكل ان يرى النص كما يريد ...
لكني بصدق وجدت في تعليقكم عمقاً في الرؤية وقدرة على الربط والتحليل ...
فجرت في العمل رؤى جديدة ...
فجزاك الله خيراً .. ولا حرمنا الله من تكرار الزيارة ..
دمت بكل ود ...

اسامة يس
18-04-2007, 10:09 AM
حسنا أعود مرة أخرى
انتظرنى
د. نجلاء طمان
الوردة

أختي الكريمة/د. نجلاء طمان
ننتظر عودتكم الكريمة بشغف ...:001:
دمتم بكل ود ..
خالص تحياتي ...

د. مصطفى عراقي
19-04-2007, 07:55 AM
الأستاذ الفاضل الأديب المبدع الأستاذ : أسامة يس
أشهد ببراعتك في توظيف فن القص هنا للتعبير عن آرائك التي تؤمن بها، ولكنني أرى أن هذا لا يبرر بحال من الأحوال هذا الوصف غير الإنساني في قولك:
"وأشار إلى شاشة التلفزيون حيث يطل الشيخ سيد مفسر الأحلام بوجهه القبيح ".
كنت أوثر أن تركز على اختلافك معه ورفضك لأسلوبه بغير هذا السبّ المباشر الصريح.
ودمت بكل الخير والسعادة والتوفيق
مصطفى

اسامة يس
20-04-2007, 06:58 PM
الأستاذ الفاضل الأديب المبدع الأستاذ : أسامة يس
أشهد ببراعتك في توظيف فن القص هنا للتعبير عن آرائك التي تؤمن بها، ولكنني أرى أن هذا لا يبرر بحال من الأحوال هذا الوصف غير الإنساني في قولك:
"وأشار إلى شاشة التلفزيون حيث يطل الشيخ سيد مفسر الأحلام بوجهه القبيح ".
كنت أوثر أن تركز على اختلافك معه ورفضك لأسلوبه بغير هذا السبّ المباشر الصريح.
ودمت بكل الخير والسعادة والتوفيق
مصطفى
الأستاذ الفاضل الراقي / د. مصطفى عراقي ..
بداية اشكركم على اطرائكم الكريم ، وأسأل الله تعالى ان اكون اهلاً لهذه الصفات ...
وملحوظتكم الراقية صحيحة مئة في المئة في المطلق...
لكن كما تعلمون يا أستاذي الكريم / ان هذا قول البطل .. لكن افتراض ان الكاتب هو القائل هذا يعني ان السارق هو الكاتب ... اذا كان احد اشخاص العمل سارقاً...
أما كونه رأيي من عدمه فهذا لم يظهر في القصه / فالعبارة على لسان البطل:005: ...
وفي النهاية اشكركم على التنبيه ... واقدر وجة نظركم الراقية ...
دمتم بكل ود ...
خالص تحياتي ...

د. نجلاء طمان
02-05-2007, 11:51 AM
خبث وغباء....وسيم وقبيح

للكاتب الأستاذ الأديب: أسامة يس

العنوان

"المعيدة الشقراء والبحث"

جاء اختيار الكاتب للعنوان موحيا وشيقا وجديدا

المتن الحكائى:

"المعيدة الشقراء قالت: بحثك تعوزه الدقة. لم يأت بجديد. أعد كتابته. ابتسمت بغيظ ظاهر الملامح. قبضت على الأوراق . انصرفت."

الدخول المباشر فى قلب الحدث فى براعة وذكاء مفرزا كل الإيحاءات الدلالية المعقبة للمتن الحكائى.. فهنا عرف المتلقي فكرة القصة واستعد للتأقلم معها

"في المساء كان سامح الملقب بالوسيم،وهو حقا كذلك، دقيق الملامح ، جذّاب المظهر، لا يحمل في قلبه حقدا، وإن ظهر في حديثه المكر، ينتظرني في مقهى عم درويش ."

فقرة اعتراضية في منتهى الأهمية توضح أساس الشعور الانهزامي والسلبي الذي يظهر به بطل القصة ..فهو يعانى من شعور بالنقص وبكونه قبيحا يعزى كل تصرف وسلوك حياتي له أو للمجاورين - يعزيه لهذا الشعور داخله لغباء منه وإحساس بنقصه في ذات الوقت ..تظهر الفقرة أيضا خبث الوسيم الذي يلعب بذكائه المريض على أوتار النقص في الآخر
.
"حين اقتربت انفجر ضاحكاً وقال: بحثك تعوزه الدقة "

ينتظر الثعبان الوسيم ثم ينفجر ضاحكا باثا سمومه في الآخر ليجبره على الانفجار.

"، كانت المعيدة الشقراء قد أشادت ببحث سامح ، وقالت له :بحثك مقبول شكلاً ومضموناً،وأردفت بالإنجليزية : فيري جود فول مارك ."

جملة اعتراضية توضيحية لموقف الأستاذة من بحث الوسيم لكن كان يجب وضعها بين فواصل اعتراضية حتى لا تشتت موجات الاستقبال عند المتلقي

"بعد أن منحني سيكارة قال: الأمر بسيط جداً، إذا ربطت بين شكلك وبحثك ، وبين شكلي وبحثي ، ثم ضحك بخبث بريء وقال : أعلم أن شكلي مقبول كما قالت ، لكني لا أدري كيف عرفت أن مضموني كذلك ."

فقرة توضح في إبداع استعداد الثعبان للفتك بضحيته ممهدا خداعه بإهدائه سيكارة .. ثم يبدأ في تنفيذ هجومه وهى فقرة مكملة لما سبقها من دون الجملة الاعتراضية السابقة.

"وضع النادل أمامي فنجان القهوة وهو يتلفظ بنكته جنسية مقحمة دون أن يطلبها منه أحد ، أبعدتنا عن الموضوع، لكنّا على أي حال ضحكنا."

بالرغم من تدنى الفكرة في هذه الفقرة إلا أنها توضح للمتلقي تدنى كلا الطالبين فهما يرتادان أماكن تضج بالسيئات كما نفوسهم .

"عاد سامح ليكمل، وكأنه يتحدث عن نظرية جديدة، ويمد يده من حين لآخر لكوب الشاي يرشفه ببطء،أما أنت يا صديقي فليس هناك تناسق نهائي بين أنفك الأفطس ووجهك، أليس كذلك؟!. كان سامح محقاً. لذلك انفجرت ضاحكاً. وقلت: دعنا من هذا التهريج، فقال: وقد رسم الجدية على وجهه: بحثك لم يأت بجديد، كما قالت الشقراء، بحثك أقرب إلى تجميع لآراء العلماء حول المستقبل "

فقرة سردية رائعة توضح كيفية الصبر والمثابرة من جانب الثعبان الوسيم قبل الانقضاض وتوضح يأس الفريسة ومراوغتها قبل أن يفتك بها الوسيم ..فهو يصبر ويثابر وهو يبث أحقاده في ذهن الأخر موهما إياه أن السبب في رفض البحث يرجع إلى قبحه وليس إلى سوء البحث.

"، بغيظ واضح قاطعته: ها وما الجديد في بحثك أنت؟!. قال : إذا أردت الحقيقة في بحثي ألف جديد: البحث كان عن العالم بعد ألف عام ، المتوقع كما فعلت أنت، أن تكتب عن التطور الرهيب ، وأن تحل أزمة الإسكان في مصر مثلا، بأن ينتقل الناس للعيش في المريخ و و الخ. يا صديقي الشقراء تعرف كل هذا. أنا كتبت عن الموثولوجيا الأسطورة يا صديقي .كتبت لها مالا تعرفه هي، حكايات جدتي ربما، لكنها لا تعرفها . لأنها ببساطة لم تجلس مع جدتي قط .
وأشار إلى شاشة التلفزيون حيث يطل الشيخ سيد مفسر الأحلام بوجهه القبيح والكل ينصت إليه ، صدقني أنا نقلت لها هذا ، وأشار إليهم، بالتأكيد ظنت هي أن هذا محال أن يحدث.
قلت: إذن فقد فضلت الخرافة على العقل،قال مبتسما : لا . فضلت الشكل والمضمون."

جاءت هذه الفقرة لتوضيح محتوى البحثين وهى وان كانت تفرز نظرية البطء الانقضاضي للوسيم على الآخر..إلا أنها طالت أكثر مما ينبغي.

"بعد ثلاثة أشهر. قدمت البحث. المعيدة الشقراء قالت: بحثك لم يأت بجديد، ليس لديك فرصة أخرى. انتهى الوقت."

فقرة مهمة: فصاحب البحث مهما حاول من إبداء جهد لتغيير البحث لن يقبل لدى الأستاذة . مما يؤكد فشل البحث وسوءه منذ البداية.

"حين رأيتها في المنام أشبعتها ضرباً. جررتها من رأسها.اغتصبتها . حين تكرر المنام أجابني الشيخ سيد على الهواء مباشرة :جر الرأس خير.
ثم تلا قول الله تعالى : ( وأخذ برأس أخيه يجره إليه) . فقذفته بأقبح الشتائم التي تلفظ بها الإنس والجان من القدم، وما توقعه صديقي سامح في بحثه عن شتائم المستقبل، وزدت عليها."

جاءت هذه الفكرة تبرز بوضوح تدنى أخلاق بطل القصة بشكل استفز معه مشاعر المتلقي إلا أنها بقصد أو بدون قصد من الكاتب أبرأت ساحة الأستاذة الشقراء المتهمة في أمانتها وأوضحت سوء أخلاق البطل وانحطاط تفكيره المترسب في لا وعيه الباطني والمنعكس في أحلامه الشاذة.

"وبكل هدوء ناديت أخي الصغير ليعلمني كيف ألعب البلاي استيشن . صدقوني لم يعد يتكرر الحلم . ولم أعد في حاجه لبحث ".

خاتمة رائعة من قبل الكاتب وتأكيدية لتحليلي.. يوضح فيها الكاتب الوضع الطبيعي والنهائي لبطل قصته التافه وهى لعب البلاى استيشن.


التعقيب:

جاء الكاتب هنا بقصة جديدة وساقها في أسلوب جديد ورؤية جديدة اعتمد فيها على السرد والحوار المطول ولعب بذكاء على وتر نفسي لنوعين من الشخصيات الاجتماعية المشهورة والغنية بالبحث والكتابة ..على عكس ما قد يرتأى للمتلقي من إيحاءات تطعن أستاذة الجامعة ..حاول الكاتب _من وجهة نظري- أن يبرأها لكن بوجهة نظر خاصة ربما حدث معها اختلاط في ذهن المتلقي فاستفزته نوعا ما.

وأعقب أنا مؤكدة على وجهة نظري- التي ربما تكون وجهة نظر الكاتب أو لا – أن الأستاذة التي تفنى أكثر من ثلثي عمرها في العلم وأكثر من نصف عمرها في البحث العلمي أو الأدبي لا يمكن أن تنحدر بأي حال من الأحوال إلى المستوى الذي تحكم به على بحث مقدم لها بناءا على وسامة أو قبح صاحب البحث وكونها جميلة لا يجعلها أبدا تنظر إلى جمال البحث من خلال جمال وجه صاحبه..حتى ولو فرضنا جدلا بوجود مثال شاذ يعكس هذا المبدأ فهو مثال لم أسمع به أبدا ..لكن لو وجد فهو مثال شاذ لا يمكن أبدا تعميمه.


همستين:

أولا:

"حيث يطل الشيخ سيد مفسر الأحلام بوجهه القبيح والكل ينصت إليه"
جملة اعتراضية توضيحية من قبل الكاتب يؤخذ عليه فيها وصف وجه الشيخ "بالقبيح "
, حتى لا تتحول الكتابة لسب علني لأن الشخصية حقيقية موجودة في الواقع..فقط كان يكفى الإشارة إليه من غير الذم.- متفقة بذلك مع الأستاذ الكبير : مصطفى عراقي لأن العبارة أتت على لسان الكاتب وليس على لسان بطل قصته.


ثانيا:

لفظة المعيدة خاطئة تسمية.. لابد من تغييرها إلى الدكتورة أو الأستاذة أو الباحثة..فعلميا وأدبيا لا توجد معيدة تملك حق قرار رفض أو قبول أي بحث بل يرجع كل ذلك إلى الباحثة الحاصلة على درجة الدكتوراة أو أكثر _وإن فرضنا تمسك الكاتب باللفظة فهذا يأخذنا في اتجاه آخر مؤكد لتحليلي وهى أن المعيدة كانت همزة وصل بين الطلبة والأستاذة وصاحب القرار الأول والأخير كان الأستاذة -والذي وصل إلى الطلبة عن طريق المعيدة الشقراء حيث تصادف كونها جميلة فوقعت ضحية غباء قبيح وخبث وسيم.


بعض المسميات التوضيحية :

المعيد: باحث حديث التخرج حاصل على التمهيدي
المعيد (المدرس المساعد): باحث حاصل على درجة الماجستير
الدكتور (المدرس): باحث حاصل على درجة الدكتوراة
الدكتور (الأستاذ المساعد) : باحث حاصل على درجة الدكتوراة وقام بمناقشة عدد من الأبحاث الخاصة به يختلف عددها تبعا لكل جامعة.
الدكتور (الأستاذ) : باحث حاصل على درجة الدكتوراة وقام بمناقشة عدد من الأبحاث الخاصة به- يختلف عددها تبعا لكل جامعة- فأهلته لدرجة الأستاذية.


الأديب الرائع : أسامة يس
وضعت هنا تحليلا متواضعا لرائعتك أرجو أن يتسع له صدرك.



شذي الوردة

د. نجلاء طمان

اسامة يس
06-05-2007, 09:46 AM
خبث وغباء....وسيم وقبيح
للكاتب الأستاذ الأديب: أسامة يس
العنوان
"المعيدة الشقراء والبحث"
جاء اختيار الكاتب للعنوان موحيا وشيقا وجديدا
المتن الحكائى:
"المعيدة الشقراء قالت: بحثك تعوزه الدقة. لم يأت بجديد. أعد كتابته. ابتسمت بغيظ ظاهر الملامح. قبضت على الأوراق . انصرفت."
الدخول المباشر فى قلب الحدث فى براعة وذكاء مفرزا كل الإيحاءات الدلالية المعقبة للمتن الحكائى.. فهنا عرف المتلقي فكرة القصة واستعد للتأقلم معها
"في المساء كان سامح الملقب بالوسيم،وهو حقا كذلك، دقيق الملامح ، جذّاب المظهر، لا يحمل في قلبه حقدا، وإن ظهر في حديثه المكر، ينتظرني في مقهى عم درويش ."
فقرة اعتراضية في منتهى الأهمية توضح أساس الشعور الانهزامي والسلبي الذي يظهر به بطل القصة ..فهو يعانى من شعور بالنقص وبكونه قبيحا يعزى كل تصرف وسلوك حياتي له أو للمجاورين - يعزيه لهذا الشعور داخله لغباء منه وإحساس بنقصه في ذات الوقت ..تظهر الفقرة أيضا خبث الوسيم الذي يلعب بذكائه المريض على أوتار النقص في الآخر
.
"حين اقتربت انفجر ضاحكاً وقال: بحثك تعوزه الدقة "
ينتظر الثعبان الوسيم ثم ينفجر ضاحكا باثا سمومه في الآخر ليجبره على الانفجار.
"، كانت المعيدة الشقراء قد أشادت ببحث سامح ، وقالت له :بحثك مقبول شكلاً ومضموناً،وأردفت بالإنجليزية : فيري جود فول مارك ."
جملة اعتراضية توضيحية لموقف الأستاذة من بحث الوسيم لكن كان يجب وضعها بين فواصل اعتراضية حتى لا تشتت موجات الاستقبال عند المتلقي
"بعد أن منحني سيكارة قال: الأمر بسيط جداً، إذا ربطت بين شكلك وبحثك ، وبين شكلي وبحثي ، ثم ضحك بخبث بريء وقال : أعلم أن شكلي مقبول كما قالت ، لكني لا أدري كيف عرفت أن مضموني كذلك ."
فقرة توضح في إبداع استعداد الثعبان للفتك بضحيته ممهدا خداعه بإهدائه سيكارة .. ثم يبدأ في تنفيذ هجومه وهى فقرة مكملة لما سبقها من دون الجملة الاعتراضية السابقة.
"وضع النادل أمامي فنجان القهوة وهو يتلفظ بنكته جنسية مقحمة دون أن يطلبها منه أحد ، أبعدتنا عن الموضوع، لكنّا على أي حال ضحكنا."
بالرغم من تدنى الفكرة في هذه الفقرة إلا أنها توضح للمتلقي تدنى كلا الطالبين فهما يرتادان أماكن تضج بالسيئات كما نفوسهم .
"عاد سامح ليكمل، وكأنه يتحدث عن نظرية جديدة، ويمد يده من حين لآخر لكوب الشاي يرشفه ببطء،أما أنت يا صديقي فليس هناك تناسق نهائي بين أنفك الأفطس ووجهك، أليس كذلك؟!. كان سامح محقاً. لذلك انفجرت ضاحكاً. وقلت: دعنا من هذا التهريج، فقال: وقد رسم الجدية على وجهه: بحثك لم يأت بجديد، كما قالت الشقراء، بحثك أقرب إلى تجميع لآراء العلماء حول المستقبل "
فقرة سردية رائعة توضح كيفية الصبر والمثابرة من جانب الثعبان الوسيم قبل الانقضاض وتوضح يأس الفريسة ومراوغتها قبل أن يفتك بها الوسيم ..فهو يصبر ويثابر وهو يبث أحقاده في ذهن الأخر موهما إياه أن السبب في رفض البحث يرجع إلى قبحه وليس إلى سوء البحث.
"، بغيظ واضح قاطعته: ها وما الجديد في بحثك أنت؟!. قال : إذا أردت الحقيقة في بحثي ألف جديد: البحث كان عن العالم بعد ألف عام ، المتوقع كما فعلت أنت، أن تكتب عن التطور الرهيب ، وأن تحل أزمة الإسكان في مصر مثلا، بأن ينتقل الناس للعيش في المريخ و و الخ. يا صديقي الشقراء تعرف كل هذا. أنا كتبت عن الموثولوجيا الأسطورة يا صديقي .كتبت لها مالا تعرفه هي، حكايات جدتي ربما، لكنها لا تعرفها . لأنها ببساطة لم تجلس مع جدتي قط .
وأشار إلى شاشة التلفزيون حيث يطل الشيخ سيد مفسر الأحلام بوجهه القبيح والكل ينصت إليه ، صدقني أنا نقلت لها هذا ، وأشار إليهم، بالتأكيد ظنت هي أن هذا محال أن يحدث.
قلت: إذن فقد فضلت الخرافة على العقل،قال مبتسما : لا . فضلت الشكل والمضمون."
جاءت هذه الفقرة لتوضيح محتوى البحثين وهى وان كانت تفرز نظرية البطء الانقضاضي للوسيم على الآخر..إلا أنها طالت أكثر مما ينبغي.
"بعد ثلاثة أشهر. قدمت البحث. المعيدة الشقراء قالت: بحثك لم يأت بجديد، ليس لديك فرصة أخرى. انتهى الوقت."
فقرة مهمة: فصاحب البحث مهما حاول من إبداء جهد لتغيير البحث لن يقبل لدى الأستاذة . مما يؤكد فشل البحث وسوءه منذ البداية.
"حين رأيتها في المنام أشبعتها ضرباً. جررتها من رأسها.اغتصبتها . حين تكرر المنام أجابني الشيخ سيد على الهواء مباشرة :جر الرأس خير.
ثم تلا قول الله تعالى : ( وأخذ برأس أخيه يجره إليه) . فقذفته بأقبح الشتائم التي تلفظ بها الإنس والجان من القدم، وما توقعه صديقي سامح في بحثه عن شتائم المستقبل، وزدت عليها."
جاءت هذه الفكرة تبرز بوضوح تدنى أخلاق بطل القصة بشكل استفز معه مشاعر المتلقي إلا أنها بقصد أو بدون قصد من الكاتب أبرأت ساحة الأستاذة الشقراء المتهمة في أمانتها وأوضحت سوء أخلاق البطل وانحطاط تفكيره المترسب في لا وعيه الباطني والمنعكس في أحلامه الشاذة.
"وبكل هدوء ناديت أخي الصغير ليعلمني كيف ألعب البلاي استيشن . صدقوني لم يعد يتكرر الحلم . ولم أعد في حاجه لبحث ".
خاتمة رائعة من قبل الكاتب وتأكيدية لتحليلي.. يوضح فيها الكاتب الوضع الطبيعي والنهائي لبطل قصته التافه وهى لعب البلاى استيشن.
التعقيب:
جاء الكاتب هنا بقصة جديدة وساقها في أسلوب جديد ورؤية جديدة اعتمد فيها على السرد والحوار المطول ولعب بذكاء على وتر نفسي لنوعين من الشخصيات الاجتماعية المشهورة والغنية بالبحث والكتابة ..على عكس ما قد يرتأى للمتلقي من إيحاءات تطعن أستاذة الجامعة ..حاول الكاتب _من وجهة نظري- أن يبرأها لكن بوجهة نظر خاصة ربما حدث معها اختلاط في ذهن المتلقي فاستفزته نوعا ما.
وأعقب أنا مؤكدة على وجهة نظري- التي ربما تكون وجهة نظر الكاتب أو لا – أن الأستاذة التي تفنى أكثر من ثلثي عمرها في العلم وأكثر من نصف عمرها في البحث العلمي أو الأدبي لا يمكن أن تنحدر بأي حال من الأحوال إلى المستوى الذي تحكم به على بحث مقدم لها بناءا على وسامة أو قبح صاحب البحث وكونها جميلة لا يجعلها أبدا تنظر إلى جمال البحث من خلال جمال وجه صاحبه..حتى ولو فرضنا جدلا بوجود مثال شاذ يعكس هذا المبدأ فهو مثال لم أسمع به أبدا ..لكن لو وجد فهو مثال شاذ لا يمكن أبدا تعميمه.
همستين:
أولا:
"حيث يطل الشيخ سيد مفسر الأحلام بوجهه القبيح والكل ينصت إليه"
جملة اعتراضية توضيحية من قبل الكاتب يؤخذ عليه فيها وصف وجه الشيخ "بالقبيح "
, حتى لا تتحول الكتابة لسب علني لأن الشخصية حقيقية موجودة في الواقع..فقط كان يكفى الإشارة إليه من غير الذم.- متفقة بذلك مع الأستاذ الكبير : مصطفى عراقي لأن العبارة أتت على لسان الكاتب وليس على لسان بطل قصته.
ثانيا:
لفظة المعيدة خاطئة تسمية.. لابد من تغييرها إلى الدكتورة أو الأستاذة أو الباحثة..فعلميا وأدبيا لا توجد معيدة تملك حق قرار رفض أو قبول أي بحث بل يرجع كل ذلك إلى الباحثة الحاصلة على درجة الدكتوراة أو أكثر _وإن فرضنا تمسك الكاتب باللفظة فهذا يأخذنا في اتجاه آخر مؤكد لتحليلي وهى أن المعيدة كانت همزة وصل بين الطلبة والأستاذة وصاحب القرار الأول والأخير كان الأستاذة -والذي وصل إلى الطلبة عن طريق المعيدة الشقراء حيث تصادف كونها جميلة فوقعت ضحية غباء قبيح وخبث وسيم.
بعض المسميات التوضيحية :
المعيد: باحث حديث التخرج حاصل على التمهيدي
المعيد (المدرس المساعد): باحث حاصل على درجة الماجستير
الدكتور (المدرس): باحث حاصل على درجة الدكتوراة
الدكتور (الأستاذ المساعد) : باحث حاصل على درجة الدكتوراة وقام بمناقشة عدد من الأبحاث الخاصة به يختلف عددها تبعا لكل جامعة.
الدكتور (الأستاذ) : باحث حاصل على درجة الدكتوراة وقام بمناقشة عدد من الأبحاث الخاصة به- يختلف عددها تبعا لكل جامعة- فأهلته لدرجة الأستاذية.
الأديب الرائع : أسامة يس
وضعت هنا تحليلا متواضعا لرائعتك أرجو أن يتسع له صدرك.
شذي الوردة
د. نجلاء طمان
الدكتورة الكريمة/ نجلاء طمان ....
بداية جزاك الله خيراً على اهتمامكم بالنص، ووضعكم تحليلاً مستفيضاً له ... مبني على رؤية مستقلة مدعومة بما جاء في النص ..
وكما تعلمون أن النص الأدبي حين يخرج من كاتبه فيجف الحبر ، لا يكون له عليه سلطان .. ويراه المتلقي كيفما أراد ، إذا ما بنى تلك الرؤية على أسباب سائغة .. وهو ما وجدته في تحليكم الكريم ... سواء اختلفت او اتفقت معه من وجة نظري وكأني قارئ للنص ولست كاتباً له ....
اما بالنسبة للفظة (المعيدة) فلا أشاطركم الرأي فيها فهنا حتى اذا لم تكن مجازية فأنا قلت بحثاً في المطلق ، فلعلها طلبته منهم في (السيكشن) مثلاً.. او حتى تحت اشراف الدكتور وهي التي تتعامل مع الطلبة .. فهذه تفاصيل من الواقع .. بعيدا عن الرؤية القانونيه للأمر ...
سعدت بكم في صفحتي ...
وأسأل الله أن تتكرر الزيارات ..
دمت بكل ود ...