مشاهدة النسخة كاملة : رِفْقا بي !!
د. سلطان الحريري
16-04-2007, 01:30 AM
رفقا بي ...!!!
رسالَةٌ بِقَلَمِ : كَلِمَةِ الشّوْق
أكْتُبُ إِلَيْكَ وَ دُموعُ النّسمات ِمُحَمّلَةٌ بِحَبيبتِكَ الْحاضِرَةِ بي ...
أضْناني السَّفرُ وَأَنا الضّائِعَةُ بَيْنَ لياليكَ وَلَياليها ، وَلَيْسَ في يَدي إِلاّ ذلِكَ القِنديل الّذي يَهديني إلى قَلْبِ الْقَمَرِ ... وكُنْتُ وَحيدةً في السُّرى ... تُشْرِقُ الشّمْسُ عَلى أَحْزانِكَ الّتي تَطْبَعُني ، وَأَنا الْغارِقَةُ في شَجِنَكَ، وَكُلّما شَطّتْ بيَ الْمَسافاتُ أنْبُتُ مِنْ أَعْماقِ أسْئِلَتِكَ الدّائِمَةِ، ولا يُعْييني شَرْحُكَ ...!!
وَأراكَ وَقَدْ شاخَ الدّهْرُ مِنْ حَوْلِكَ ، وما تَزالُ في لـَحْظَةِ سَفَرِكَ الدّائِمِ إلى عَيْنَيْها، وَكُلّما شَكَوْتَ النّوى، وَأَعْجَزَكَ القولُ أتَولى شَرْحَكَ وأنتَ تذوُِّبني بَوحاً...
أعْلَمُ – أيُّها الْعاشِقُ – أنّكَ عِشْتَ بَعضَ إنْسانٍ يـَحْيا في الزِّحامِ ، ويـَمْتَصُّ الثَّباتَ الرّاجِفَ ، وَكُنْتُ أعيشُ جَوّالَةً في رَكْبِكَ ...
أراكَ وَأنْتَ تُنْفِقُ الْعُمْرَ بِتَباريحِ شَتاتٍ فَوْقَ أَكْتافِ الرِّياحِ، وأنْتَ تـُمنّي الْقَلْبَ بِِرُقْعَةٍ تَزْرعُ فيها أزهارَكَ...
أيُّها الرّاحِلُ في الْـحُلُمِ ، ارفُقْ بي ، فَقِدْ حوَّلْتَني إلى سُؤالٍ يُلِحُّ في الْأَعْماقِ ؛ سُؤالٍ مَبْحوحِ الرَّجاءِ ، وَكُنْتُ -أيُّها النّازِفُ غُرْبَةً- هُويتَكَ ، وَكانَ وجْهِيَ بِطاقَةَ دُخولٍ إلى بَوابَةِ شَمْسٍ تَسْكُنُ قَلْبَ غَيْمَةٍ..!!
كُنْتُ أنْقُلُ رَسائِلَكَ إلى حبيبتِكَ السّاهِرَةِ كالْقَمَرِ على شُبّاكِ غَدِها ، وَكُنْتُ أَعودُ إِلَيْكَ حامِلاً رِسالَتَها، وَأراها تَطْلُعُ مِنْ شُرْفَةِ جَفْنَيْكَ، وكُنْتُ قَدْ ثَقَبْتُ صَمْتَ لَيْلِها لأدْخِلَ النّورَ مِنْ كُوّةٍ لا تَعْرِفُ الانْغِلاقَ؛تَسْتَمِدُّ ضياءَها مِنْ قِنْديلِ لَيْلِها النّاعِسِ ، وَكُنْتُ أَحْمِلُكَ على نَسَماتِ الّليْلِ صَدى مَوّالٍ حَزينٍ ، يَزْرعُ الأزهارَ في كَفّيها...
أتّعْلّمُ!
مِسْكينٌ أنْتَ فَقَدْ باتَ فُؤادُكَ غَريباً في مَحَطّاتِ عَينيْكَ... تَسْكُنُ حَبيبتِكَ في الـمَسافَةِ بينَ الـحَنينِ والـجُنونِ، وأنا رَسولُكَ إليها ، وأنْتَ الـمُنْتَظرُ على قارِعَةِ الـحُزْنِ أخْبارَ عَيْنيها، تَتكِئُ على أَريكَةِ الصّمْتِ ، وَتَسْتَحِمُ قوافِلُكَ الـمُتْعباتُ في مياهِ اليقينِ!!
في لَيْلَةٍ مِنْ لياليكَ البائساتِ وَقَفْتُ على أهْدابِ عَينيْكَ لِأَخْتَلِسَ النّظرَ فَرأَيْتُكَ وَأَنْتَ تَنْقُشُها وَشْماً على صَدْرِ طُفولَتِكَ ، وَرَأيْتُكَ وَأَنْتَ تَكْتُبها بِلغتي سِراً عَصيّا على البوْحِ...
عندها اقْتَحَمْتُ عليكَ عالـَمَكَ لِأمْسَحَ أوْجاعَكَ الـمُسْتريبةِ ، وَدَخَلْتُ مِن نوافِذِكَ المـُغْلقاتِ لِأَكْسَِر الـحُدودَ بينَ التّرددِ والاقْتِحامِ.
أتَذَكّرُ حينَ حَمَلّتني ما لا طاقّةَ لي بِِهِ، وأنا أرْتدي ثَوْبَ المـُسْتحيلِ، وأثـْمَلُ بَيْنَ يَديْكَ، وَأَرْحَلُ مِنْ شَفَتَيْكَ لِأَشُقَّ لِروحِكَ دَرْباً في جِدارِ الصّوْتِ...
أيّها الهائِمُ السّاهِمُ !!
أكْتُبُ لَكَ لِأَتَنَفَسَ، بَعْدَ أنَ طَوَّقْتَني إلى حَدِّ الِاخْتِناقِ.. أَكْتُبُ لِأنّني أُريدُ الخُروجَ مِنَ العتْمَةِ بَعْدَ أنْ أيْقنْتُ أنّها في أنْ يَكونَ مِنْ حَوْلِك النّورُ، ، ولكنّكّ لا تراهُ ...
أكْتُبُ لِأنَّ الضّجيجَ يَعلو كُلَّ الوجوهِ ، والوحْدَةُ رِداءٌ ثَقيلٌ يكسوني ، لا يَنْتِزُعني ولا أَنْتَزِعُهُ.
قاسِيةٌ هيَ الّليالي – يا صاحِبي- حينَ تَأتي بِأرَقٍ لِا يَنْتهي، وَأنا وَأنْتَ نَسْكُنُ الأمانيَ العِذابَ، وَنـحْيا في بَياضِ لا يـُحَدُّ لَمْ تُدَنسْهُ أنْفاسُ العابرينَ..
أتّعْلَمُ لـِماذا كَتَبْتُ إليكَ ؟
حَسَنا سأقولُ لَكَ : كَتَبْتُ لَكَ لِأنّني أعْلَمُ أنّكَ أُميٌّ في كِتابةِ أبْجَديتي، رَغمَ أنّكَ مُتْخَمٌ بِي ؛ أَلَيْسَ عَجيباً أنْ تَكونَ ذاكِرَتُكَ مَسْكونَةَ بي وقلَمُك عاجِزٌ عَنْ كِتابَتي؟؟!!
كَتَبْتُ عِنْدَما ارْتَطْمْتُ بأرْضِ الِإجاباتِ الـمُسْتحيلَةِ ، وَكانَ بإمكاني أَنْ أَتَستْرَ وأخْتبئَ في حنايا روحِكَ، دونَ أنْ أكْشِفَكَ للعَيانِ ، وَعِنْدَما قَرّرتُ الـخُروجَ مِنْ صَمتي تَعرّيْتُ إِلاّ مِن ثَلاثة:
أنْتَ ، وَهِيَ، و مَساءاتٍ غائِمَةٍ بي .
كَتَبْتُ لَكَ بخافِقي فَقَدْ كَسَرْتَ سُنْبُلَةَ العِنادِ في خافِقي، فَجَلستُ على مائِدَةٍ مُنْعَزِلَةٍ في رُكْنٍ قَصِيٍّ عَليْها اثنانِ: ( صامِتٌ وَمُثَرْثِرَةٌ)...
كَتَبْتُ بَعْدَ أنْ تَوسّدْتُ رُخامَ الصّراحَةِ ، وَبَعْدَ أنْ عَلّقتَني على أطرافِ حُزْنِكَ رايةً لا تتمزّقُ ، لِتَهْطُلَ ذاكرَتي الـمُتخمَةُ بِكَ ، أَحِنُّ إليْكَ والدُّنيا مَشْغولةٌ بترْتيبِ مُفاجآتِها ذاتَ مَساءٍ ، فَقَدْ جَرّدتَني مِنْ أَناكَ لِأسْكُنَ عالـَمَها ...
أجْلِسُ بـِجِوارِها وَأنا الـمُخْتَنِقَةُ بهداياكَ الـمُقْفَلَةِ، وَبَعْدَها أَسْتريحُ في مُنْتَصَفِ الطّريقِ على رَصيفٍ غَريبٍ مِثلي جاءَ مِنَ الْعَدَمِ وَسُمّيَ مَكاناً ...مَكاناً لـِمَنْ لا وطنَ لَهُ...!!
مَكانَ مَنْ يُغادِرونَ وَ يأخذونَ مَعَهُمْ أعْمارَهُمْ في حقائِبِ سَفَرِهِمْ ، يـَحْضُنونَ سهاما جَرَحَتْهُمْ ، وَ يـمْتَصّونَ أَحْزانَهُمْ ...
كَتَبْتُ لأنّني تذكّرْتُ يَوماً وقوفَكَ عِنْدَ شاطِئِ الْبَحْرِ وأنْتَ ترسِلُني مِنْ عَينيكَ لأقاوِمَ أمْواجَهُ ،وَأشْرَبَ أمْلاحَهُ، وَأسْكُنَ قرارَهُ، لا أعْبَأُ بالـخَطَرِ مِنْ أَجْلِكَ ومِنْ أَجْلِها..
كَتَبْتُ لأنّكَ أدْخلتَني قواميسَ الـْحُبِّ بـَحْثاً عنْ كَلماتٍ لَمْ تُكْتَبْ في صَفَحاتِ الـمُحبيّنَ ،كَلِماتٍ يَسطو عَليها غُبارُ السّنين فلا يّبْرَحُها ، ولا يَدعوها للتّجَددِ.
أتَدْري؟
لَمْ أَجِدْ قاموساً يـحْتويني وَيـحْتويكَ ويـحْتويها غيرَ قاموسِ قَلْبِكَ المفْعَمِ بالسِّحْرِ ، الـمُغْرورِقِ بالْعِشْقِ والشُّجونِ الْقَديـمَةِ، وَعَلى حَوّافِ صَفَحاتِهِ يـَحْلو التّمْنّي ، وَتَسْتيقِظُ الذّكْرياتُ...
أرَأيْتَ - أيُّها الـمِسْكينُ - كَيْفَ أسْتَطيعُ تَرتيبَ فُصولِكَ عَبْرَ رِسالَةٍ؟؟؟
أعَرَفْتَ سِرَّ كِتابَتي إِلَيْكَ؟؟
أظُنّكَ لَمْا تَعْرِفْ السِّرَّ بَعْدُ...
السِّرُّ- يا سّيّدي- أَنّني كَلِمَةٌ تَكْتُبُ وَلا تُكْتَبُ !!!
مأمون المغازي
16-04-2007, 01:38 AM
وبالشوق أعانق كلمة الشوق وناثرها
ما أسعدني الآن أن اكون أول معانق لهذا النص الرائع الثري .
أستاذنا ، سلطاننا
أيها القابض على خيوط القمر ، تنسج منها بياض روحك المحلقة فينا وبنا عبر مساحات قوس قزح تستحم في ألوانه الكلمة لتبدأ رحلتها في كل مرة من طاولة الحوار حين تجتمع بك تتسامران ، تتعاتبان ، يبث كل منكما حبيبه مختزن الوجد ، والوجدان ، والترحال عبر النفس والروح والقلب ، وعبر المداد والقلم والصفحة البيضاء .
وفي العودة ـ بإذن الله ـ سأعانق الكلمة بما قد أستطيع أن أفي به بعض حق هذا الجمال .
الحب ، والاحترام لكم
مأمون
شموخ الحرف
16-04-2007, 01:45 AM
لأول مرة أتجرأ للرد على سطرك ، لا أعرف السبب !
لربما شعرت حرفك يتغلغل ثنايا الروح ليستلها في هدوء ، ولربما كان فيها بعض من ذات نفس
تتوق لهكذا سطر .
د/ سلطان :
لحرفي البسيط وقفة هاهنا فيها الكثير من الرفقة والكثير من الإعجاب
دام فكرك واحة غناء ، ودام الجمال مطية الحرف سيدي .
حسنية تدركيت
16-04-2007, 01:53 AM
نص جميل جدا كما كل مرة اخي الفاضل تتحفنا بروائعك
دمت بالف خير
حنان الاغا
16-04-2007, 02:29 AM
الأديب المبدع د. سلطان
أجواء ساحرة ولحظة تقف في نقطة التلاشي لمنظور معقد الأبعاد .
هذه اللحظة هي لحظة التوحد .
عندما يتوحد الإنسان مع كل عناصر تكوينه وحواسه وروحه . فتصبح العين شفة والنظرة أنملة والروح كلمة.
هي ثرثرة أعلم ولكني ما أحببت الوقوف صامتة !
تقديري واحترامي لروعة البيان وسحر الخيال
وفاء شوكت خضر
16-04-2007, 03:39 AM
هِيَ الفِكْرَةُ..تِلْكَ الَّتِي تُخْرِجُنَا كَلِمَاتٌ مِنْ عَالَمٍ نُغْلِقُ عَلَيْهِ بِأَقْفَالِ التَّكَتُّمِ ، تَخْرُجُ أَنْفَاسَاً تُلْهِبُ رَأْسَاً مَلَّ طُولَ انْتِظَارٍ لِعِنَاقِ الْبَيَاضِ ..
وَ يَبْقَى السِّرُّ دُونَ انْعِتَاق ..
سلطان النثر / د. سلطان ...
كان الأحرى بي أن أمر من هنا بصمت ..
سأبقى على ضفاف الفكرة ، أرتشف الحرف زلالا ..
جوتيار تمر
16-04-2007, 01:07 PM
دكتور الحريري..
اما قوة البيان..
وروعة الاحساس..يصمت القلم لانه لايستمد من العمق..من الجرح..من العشق مداده الحي..
لذا اعذرني لاني امام العشق الممتدد من البدء عبر اليوم للابد هذا اقف صامتا.
فقد ادخلتني كلماتك الى عالم اخر .. وكأني بما كتبت
ليس الا.. رحلة موفقة في اتون النفس والواقع ...
رحلة شملت اصناف الحب..وقول العشق..
الروحي..والعاطفي..والعقلي..ف ي آن واحد..
اجتمعت الاصناف في كلماتك..حتى بدا الواقع عاريا..
وتجلت الحكمة في فكرك..حتى بدا..الانسان كذاك العاشق الولهان..كل شيء سواه يستهلك قواه..وهو على ماهو عليه لايعلم من الامر شئيا..سوى انه عاشق
نصك رائع ...جامع...متحف بالحكمة...
تقبل مروري..
احترامي ومحبتي
جوتيار
محمد نديم
16-04-2007, 01:38 PM
سيدي طرزت الكلم بلون مشاعرك حاشية ومتونا ...
وزخرفت السطور بوهج أحاسيسك الغامرة.
يقف النص هنا كوحدة إبداعية متفردة ... النص بذاته دلالة فنية راقية. ومرآة متوقد بالصفاء ومزدانة بإطار له بريق .
دعني أقتفي أثر لهاثي وراء المشاهد المتتابعة والصور المتلاحقة في سلاسة ودقة ... وتنوع واسمح لي أن اقتبس قبسا من وهج مرآتك ( لَمْ أَجِدْ قاموساً ) يـحْتوي هذه الترنيمة (غيرَ قاموسِ قَلْبِكَ المفْعَمِ بالسِّحْرِ ، الـمُغْرورِقِ بالْعِشْقِ والشُّجونِ الْقَديـمَةِ، وَعَلى حَوّافِ صَفَحاتِهِ يـَحْلو التّمْنّي ، وَتَسْتيقِظُ الذّكْرياتُ.)
لك الود ودمت ألقا مبدعا.
النديم.
محمد إبراهيم الحريري
16-04-2007, 10:52 PM
رفقا بي...!!!
رسالَةٌ بِقَلَمِ : كَلِمَةِ الشّوْق
أكْتُبُ إِلَيْكَ وَ دُموعُ النّسمات ِمُحَمّلَةٌ بِحَبيبتِكَ الْحاضِرَةِ بي ...
أضْناني السَّفرُ وَأَنا الضّائِعَةُ بَيْنَ لياليكَ وَلَياليها ، وَلَيْسَ في يَدي إِلاّ ذلِكَ القِنديل الّذي يَهديني إلى قَلْبِ الْقَمَرِ ... وكُنْتُ وَحيدةً في السُّرى ... تُشْرِقُ الشّمْسُ عَلى أَحْزانِكَ الّتي تَطْبَعُني ، وَأَنا الْغارِقَةُ في شَجِنَكَ، وَكُلّما شَطّتْ بيَ الْمَسافاتُ أنْبُتُ مِنْ أَعْماقِ أسْئِلَتِكَ الدّائِمَةِ، ولا يُعْييني شَرْحُكَ ...!!
وَأراكَ وَقَدْ شاخَ الدّهْرُ مِنْ حَوْلِكَ ، وما تَزالُ في لـَحْظَةِ سَفَرِكَ الدّائِمِ إلى عَيْنَيْها، وَكُلّما شَكَوْتَ النّوى، وَأَعْجَزَكَ القولُ أتَولى شَرْحَكَ وأنتَ تذوُِّبني بَوحاً...
أعْلَمُ – أيُّها الْعاشِقُ – أنّكَ عِشْتَ بَعضَ إنْسانٍ يـَحْيا في الزِّحامِ ، ويـَمْتَصُّ الثَّباتَ الرّاجِفَ ، وَكُنْتُ أعيشُ جَوّالَةً في رَكْبِكَ ...
أراكَ وَأنْتَ تُنْفِقُ الْعُمْرَ بِتَباريحِ شَتاتٍ فَوْقَ أَكْتافِ الرِّياحِ، وأنْتَ تـُمنّي الْقَلْبَ بِِرُقْعَةٍ تَزْرعُ فيها أزهارَكَ...
أيُّها الرّاحِلُ في الْـحُلُمِ ، ارفُقْ بي ، فَقِدْ حوَّلْتَني إلى سُؤالٍ يُلِحُّ في الْأَعْماقِ ؛ سُؤالٍ مَبْحوحِ الرَّجاءِ ، وَكُنْتُ -أيُّها النّازِفُ غُرْبَةً- هُويتَكَ ، وَكانَ وجْهِيَ بِطاقَةَ دُخولٍ إلى بَوابَةِ شَمْسٍ تَسْكُنُ قَلْبَ غَيْمَةٍ..!!
كُنْتُ أنْقُلُ رَسائِلَكَ إلى حبيبتِكَ السّاهِرَةِ كالْقَمَرِ على شُبّاكِ غَدِها ، وَكُنْتُ أَعودُ إِلَيْكَ حامِلاً رِسالَتَها، وَأراها تَطْلُعُ مِنْ شُرْفَةِ جَفْنَيْكَ، وكُنْتُ قَدْ ثَقَبْتُ صَمْتَ لَيْلِها لأدْخِلَ النّورَ مِنْ كُوّةٍ لا تَعْرِفُ الانْغِلاقَ؛تَسْتَمِدُّ ضياءَها مِنْ قِنْديلِ لَيْلِها النّاعِسِ ، وَكُنْتُ أَحْمِلُكَ على نَسَماتِ الّليْلِ صَدى مَوّالٍ حَزينٍ ، يَزْرعُ الأزهارَ في كَفّيها...
أتّعْلّمُ!
مِسْكينٌ أنْتَ فَقَدْ باتَ فُؤادُكَ غَريباً في مَحَطّاتِ عَينيْكَ... تَسْكُنُ حَبيبتِكَ في الـمَسافَةِ بينَ الـحَنينِ والـجُنونِ، وأنا رَسولُكَ إليها ، وأنْتَ الـمُنْتَظرُ على قارِعَةِ الـحُزْنِ أخْبارَ عَيْنيها، تَتكِئُ على أَريكَةِ الصّمْتِ ، وَتَسْتَحِمُ قوافِلُكَ الـمُتْعباتُ في مياهِ اليقينِ!!
في لَيْلَةٍ مِنْ لياليكَ البائساتِ وَقَفْتُ على أهْدابِ عَينيْكَ لِأَخْتَلِسَ النّظرَ فَرأَيْتُكَ وَأَنْتَ تَنْقُشُها وَشْماً على صَدْرِ طُفولَتِكَ ، وَرَأيْتُكَ وَأَنْتَ تَكْتُبها بِلغتي سِراً عَصيّا على البوْحِ...
عندها اقْتَحَمْتُ عليكَ عالـَمَكَ لِأمْسَحَ أوْجاعَكَ الـمُسْتريبةِ ، وَدَخَلْتُ مِن نوافِذِكَ المـُغْلقاتِ لِأَكْسَِر الـحُدودَ بينَ التّرددِ والاقْتِحامِ.
أتَذَكّرُ حينَ حَمَلّتني ما لا طاقّةَ لي بِِهِ، وأنا أرْتدي ثَوْبَ المـُسْتحيلِ، وأثـْمَلُ بَيْنَ يَديْكَ، وَأَرْحَلُ مِنْ شَفَتَيْكَ لِأَشُقَّ لِروحِكَ دَرْباً في جِدارِ الصّوْتِ...
أيّها الهائِمُ السّاهِمُ !!
أكْتُبُ لَكَ لِأَتَنَفَسَ، بَعْدَ أنَ طَوَّقْتَني إلى حَدِّ الِاخْتِناقِ.. أَكْتُبُ لِأنّني أُريدُ الخُروجَ مِنَ العتْمَةِ بَعْدَ أنْ أيْقنْتُ أنّها في أنْ يَكونَ مِنْ حَوْلِك النّورُ، ، ولكنّكّ لا تراهُ ...
أكْتُبُ لِأنَّ الضّجيجَ يَعلو كُلَّ الوجوهِ ، والوحْدَةُ رِداءٌ ثَقيلٌ يكسوني ، لا يَنْتِزُعني ولا أَنْتَزِعُهُ.
قاسِيةٌ هيَ الّليالي – يا صاحِبي- حينَ تَأتي بِأرَقٍ لِا يَنْتهي، وَأنا وَأنْتَ نَسْكُنُ الأمانيَ العِذابَ، وَنـحْيا في بَياضِ لا يـُحَدُّ لَمْ تُدَنسْهُ أنْفاسُ العابرينَ..
أتّعْلَمُ لـِماذا كَتَبْتُ إليكَ ؟
حَسَنا سأقولُ لَكَ : كَتَبْتُ لَكَ لِأنّني أعْلَمُ أنّكَ أُميٌّ في كِتابةِ أبْجَديتي، رَغمَ أنّكَ مُتْخَمٌ بِي ؛ أَلَيْسَ عَجيباً أنْ تَكونَ ذاكِرَتُكَ مَسْكونَةَ بي وقلَمُك عاجِزٌ عَنْ كِتابَتي؟؟!!
كَتَبْتُ عِنْدَما ارْتَطْمْتُ بأرْضِ الِإجاباتِ الـمُسْتحيلَةِ ، وَكانَ بإمكاني أَنْ أَتَستْرَ وأخْتبئَ في حنايا روحِكَ، دونَ أنْ أكْشِفَكَ للعَيانِ ، وَعِنْدَما قَرّرتُ الـخُروجَ مِنْ صَمتي تَعرّيْتُ إِلاّ مِن ثَلاثة:
أنْتَ ، وَهِيَ، و مَساءاتٍ غائِمَةٍ بي .
كَتَبْتُ لَكَ بخافِقي فَقَدْ كَسَرْتَ سُنْبُلَةَ العِنادِ في خافِقي، فَجَلستُ على مائِدَةٍ مُنْعَزِلَةٍ في رُكْنٍ قَصِيٍّ عَليْها اثنانِ: ( صامِتٌ وَمُثَرْثِرَةٌ)...
كَتَبْتُ بَعْدَ أنْ تَوسّدْتُ رُخامَ الصّراحَةِ ، وَبَعْدَ أنْ عَلّقتَني على أطرافِ حُزْنِكَ رايةً لا تتمزّقُ ، لِتَهْطُلَ ذاكرَتي الـمُتخمَةُ بِكَ ، أَحِنُّ إليْكَ والدُّنيا مَشْغولةٌ بترْتيبِ مُفاجآتِها ذاتَ مَساءٍ ، فَقَدْ جَرّدتَني مِنْ أَناكَ لِأسْكُنَ عالـَمَها ...
أجْلِسُ بـِجِوارِها وَأنا الـمُخْتَنِقَةُ بهداياكَ الـمُقْفَلَةِ، وَبَعْدَها أَسْتريحُ في مُنْتَصَفِ الطّريقِ على رَصيفٍ غَريبٍ مِثلي جاءَ مِنَ الْعَدَمِ وَسُمّيَ مَكاناً ...مَكاناً لـِمَنْ لا وطنَ لَهُ...!!
مَكانَ مَنْ يُغادِرونَ وَ يأخذونَ مَعَهُمْ أعْمارَهُمْ في حقائِبِ سَفَرِهِمْ ، يـَحْضُنونَ سهاما جَرَحَتْهُمْ ، وَ يـمْتَصّونَ أَحْزانَهُمْ ...
كَتَبْتُ لأنّني تذكّرْتُ يَوماً وقوفَكَ عِنْدَ شاطِئِ الْبَحْرِ وأنْتَ ترسِلُني مِنْ عَينيكَ لأقاوِمَ أمْواجَهُ ،وَأشْرَبَ أمْلاحَهُ، وَأسْكُنَ قرارَهُ، لا أعْبَأُ بالـخَطَرِ مِنْ أَجْلِكَ ومِنْ أَجْلِها..
كَتَبْتُ لأنّكَ أدْخلتَني قواميسَ الـْحُبِّ بـَحْثاً عنْ كَلماتٍ لَمْ تُكْتَبْ في صَفَحاتِ الـمُحبيّنَ ،كَلِماتٍ يَسطو عَليها غُبارُ السّنين فلا يّبْرَحُها ، ولا يَدعوها للتّجَددِ.
أتَدْري؟
لَمْ أَجِدْ قاموساً يـحْتويني وَيـحْتويكَ ويـحْتويها غيرَ قاموسِ قَلْبِكَ المفْعَمِ بالسِّحْرِ ، الـمُغْرورِقِ بالْعِشْقِ والشُّجونِ الْقَديـمَةِ، وَعَلى حَوّافِ صَفَحاتِهِ يـَحْلو التّمْنّي ، وَتَسْتيقِظُ الذّكْرياتُ...
أرَأيْتَ - أيُّها الـمِسْكينُ - كَيْفَ أسْتَطيعُ تَرتيبَ فُصولِكَ عَبْرَ رِسالَةٍ؟؟؟
أعَرَفْتَ سِرَّ كِتابَتي إِلَيْكَ؟؟
أظُنّكَ لَمْا تَعْرِفْ السِّرَّ بَعْدُ...
السِّرُّ- يا سّيّدي- أَنّني كَلِمَةٌ تَكْتُبُ وَلا تُكْتَبُ !!!
من تحت زنار النور ينطلق شؤبوب السريرة، يعصر الروح بذبالة بوحه فيخرج ماء الشوق من بين شقي رحى الغيم، ليسقي فسيلة الوصل على مر نبضات العشق ، ويكتسي النجم غلالة مرح يختال بين طيور النعاس طيف متعة ، ومن هنالك حيث تخوم الحرس الفصلي تحمل فراشات النقاء عسالة الروض تخمرها تحت ألسنة الحنان ، وتنتقل من عطف مشرق القلب إلى جهة السمو وبالفؤاد نبضة نور .
ويظل كلم الشوق محملا على رسالة حروف تجلت بين يدي قلم رائعنا الدكتور سلطان بيان عفة .
فشكرا من القلب
وعذرا على قصر الرد
لظرف أنشب برأس قلمي هم الخروج عن دائرة عروض النص .
فمن أخيك العذر ومنك البقية معزوفة حب
أهداب الليالي
17-04-2007, 01:52 AM
الكلمـة وحـدة بنـاء الصـرح الذي نتخيـله و نستشـعره بدواخلنـا ، و تبقـى قـدرة المهنـدس الماهـر الذي يتقن خلـق هذا العالم الرحب و اللا محدود ؛ ليقرب أعماقنـا في دواخـل الآخرين .
أراك تتأبـط الدهشـة ؛ لتحيـل السكـون إلـى لغـة راقصـة ، فرحـاً أو حزنـاً ، و تستنطـق الصمـت بكلمـة نتنفـس بهـا ومعهـا روحـاً ندرك كنههـا في حضـرة مـوج من غـرق .
هكـذا رسمتَ روحانيـات الشـوق ، أفـق روح و فضـاء عقـل ، و تراتيـل مطـر يمتشـق سيـف الوجـد ، فأبصـرتَ العالـم من أعلـى قمـة نبضـك ، يهـدي الدنيـا قصائـد عشـق و طوق ياسمين ، و بتـلات ورد تنسل من تجاعيـد الكآبـة لتهـدي الطهـر بياضـه .
الشـوق أينـع خلـف فضـاء نافـذتك ، يهنـدم أنفاسـه ، و يبسـط كـف الحنيـن ليعانـق بتـلات عشـق قد أزهـرت بيـن أصابـع اللهفـة .
د. سلطان
لله در الكلمـة ، كيف سكبتـك بهـكذا جمـال !!
سأتفيـأ نبـض حرفـك حتى اكتمـال موسوعـة
" الكلـمة "
خالـص محبتـي و تقديري
أهـداب
ضحى بوترعة
17-04-2007, 12:22 PM
العزيز سلطان
رفقا بنا من لظى كلماتك أيها المبدع المتألق على الدوام
محبتي واحترامي
د. نجلاء طمان
17-04-2007, 06:39 PM
ترى
هل يسمح لى سلطان النثر
بالهمس على صفحته
تحية وشذى
د.نجلاء طمان
الوردة
منى الخالدي
18-04-2007, 03:01 AM
تسير بي تلك الكلمة،وتستقرّ في أحشاءِ وردةٍ صنعُتها من عطر روحي ،وألبستها ثوب الانتظارِ رغماً عنها وعني،أناجي طيفه الآسرَ ليلَ نهارٍ ،وحكايا الليلِ لا زالت فارغة ،تنتظرُ أن تمتلئ سلالها بأسرار
قلبينا،وحبة القمحِ تُنبتُ الحبّ ،ترتفع أغصانها تبلغ عنان السماء،وأنا كالميسمِ لا زلتُ أتوسط قمة وردتي،أصغي لوقع الريح،وهي تحمل بين أجنحتها نسمةً حانية تتخم ما تبقى في الروحِ من مساماتٍ
لم تمتلئ به،وأغفو حتى صباحٍ قادم..!
الدكتور المدهش
سلطان الحريري
حلّقتُ بهذا الحرف فراشةً بيضاء إلى أبعد ..أبعد فضاء
ولا زلتُ هناك ، أغتسلُ بهذا الجمال المبهر
لله درّ حرفك أخي الفاضل..
منى علي
18-04-2007, 04:40 PM
وكأنني
دخلت غابةً مليئةً بالورود الصادقة
عبر انسيالات حروفٍ معتقة
برونق اشتياق
عبر رسالة الود
كلمة الشوق
تُــكتب
بدموع النسمات الحزينة
رسمت للقمر
وعزفت النغم
لنبضة تؤرق
أحلام كبيرة التمني
لهفة الشوق تُــضني السهر
بعيون النظر
شواطئ الإنتظار كثيرة
بلهفة
و
شجون
الفاضل\\د.سلطان
قرأت جمالاً أخذني عبر متاهات بين الأمواج
لأصل إلى شاطئ الود والصدق والأمان
اعذر خربشاتي
أمام جمال قد أسحر النظر والفؤاد
تقبل جُــل تحياتي
جيهان عبد العزيز
27-04-2007, 03:37 PM
:001: الحالم المبدع الجميل " د. سلطان الحريري "
أن أقرأ لك يعني هذا أنني أفتح بوابة لبعد آخر يسحرني ويملك كل حواسي منذ النبضة الأولى لحروفك الساطعة ، وحسك المرهف ، وريشتك المبدعة
هل أتحدث عن الكلمات أم التشكيلات الفنية أم المعاني الراقية أم عن الخيال المراوغ المبدع
أم ذلك اللحن الشفيف المنساب من البدء للختام مستمرا في العقل والنفس حتى بعد الانتهاء من نسج الحروف و غزل الكلام .
حين نقرأ تلك الرسالة من كلمة الشوق تبعثها لذلك المشتاق الذي أرق ليلها وأرهق روحها
لا نملك إلا التعاطف معها ، مشاركتها حيرتها وذوبانها وألمها وفرحها
نذوب معها اشتياقا ونحن نتساءل في دهشة
كيف يكون حال المشتاق إذا كان هذا حال كلمته
كيف يكون حال المشتاق الذي قلب شوقه كل الموازين ، وغير حقائق المنطق والكون
ووحد بين المتناقضات ، أذابها جميعا في بوتقة عشقه وغرامه
وطوعها للغته المغامرة
أعْلَمُ – أيُّها الْعاشِقُ – أنّكَ عِشْتَ بَعضَ إنْسانٍ يـَحْيا في الزِّحامِ ، ويـَمْتَصُّ الثَّباتَ الرّاجِفَ ، وَكُنْتُ أعيشُ جَوّالَةً في رَكْبِكَ ...
أراكَ وَأنْتَ تُنْفِقُ الْعُمْرَ بِتَباريحِ شَتاتٍ فَوْقَ أَكْتافِ الرِّياحِ، وأنْتَ تـُمنّي الْقَلْبَ بِِرُقْعَةٍ تَزْرعُ فيها أزهارَكَ...
أيُّها الرّاحِلُ في الْـحُلُمِ ، ارفُقْ بي ، فَقِدْ حوَّلْتَني إلى سُؤالٍ يُلِحُّ في الْأَعْماقِ ؛ سُؤالٍ مَبْحوحِ الرَّجاءِ ، وَكُنْتُ -أيُّها النّازِفُ غُرْبَةً- هُويتَكَ ، وَكانَ وجْهِيَ بِطاقَةَ دُخولٍ إلى بَوابَةِ شَمْسٍ تَسْكُنُ قَلْبَ غَيْمَةٍ..!!
النص عامر بالجماليات التي تتطلب نسخ النص كله مرات ومرات للإشارة إليها
فلم أقل سوى القليل عن كثير أعجز عن مضارعة جماله وبهائه وتألقه .
فرفقا بها أيها الرائع
ودي وتقديري
جيهان عبد العزيز
عبدالله جبر صباح
27-04-2007, 11:56 PM
أحييك استاذي الفاضل على هذه الكلمات الرقيقة
وأشكرك
د. سلطان الحريري
08-05-2007, 11:51 PM
الجميل مأمون المغازي:
عبر ترحالي بين النفس والروح والقلب عدت إلى هذا النص المتواضع بعد طزول غياب لأبدأ بردك ، ربما لأزرع شجيرات مغتربة في عين الشمس ، أو ربما في قلوب من أحب..
أنتظر ردودك على ضفاف حرفي
فدم بخير
د. سلطان الحريري
08-05-2007, 11:53 PM
الفاضلة شموخ الحرف:
دام الجمال مطية لنفس عرفت كيف تستخرج الجمال من بين حروف متواضعات.
دومي بخير
د. سلطان الحريري
08-05-2007, 11:54 PM
الفاضلة حسنية :
مرورك أسعدني ، وسعادتك بحرفي أدخلت السرور إليه .
كوني بخير
د. سلطان الحريري
08-05-2007, 11:56 PM
الفاضلة المبدعة حنان الآغا:
عندما يتوحد الإنسان مع كل عناصر تكوينه لا يبرح مساحات البوح ، وينضد تاج الحروف لتسع ما به ..
أما سحخر البيان فهو سحر مرورك العطر .
فكوني دائما بخير
د. سلطان الحريري
08-05-2007, 11:56 PM
الفاضلة المبدعة حنان الآغا:
عندما يتوحد الإنسان مع كل عناصر تكوينه لا يبرح مساحات البوح ، وينضد تاج الحروف لتسع ما به ..
أما سحر البيان فهو سحر مرورك العطر .
فكوني دائما بخير
د. سلطان الحريري
08-05-2007, 11:58 PM
الفاضلة وفاء خضر:
أي صمت ذاك وقد احتوت حروفك الكثير والكثير من المعاني ، فالألفاظ بعض عروقنا !!..
دومي بخير
د. سلطان الحريري
09-05-2007, 12:00 AM
الجميل المبدع جوتيار:
كثيرا ما أقف مذهولا أمام ردودك الجميلة التي تدخل في تفاصيل الحرف ، وبين الحرف والحرف مودة تستقي من شريان المعاني ؛ لتنهمر أغنيات رائعات..
كن بخير
د. سلطان الحريري
09-05-2007, 12:03 AM
الجميل المبدع الصديق الدكتور نديم:
زادت سطوري المزخرفة بوهج أحاسيسي الغامرة كما وصفتها بهاء وجمالا بمرورك عليها ، وبوقوفك عند المعاني التي استفزت روحي كل حين ، فشكرا لكلمات مبدعات بحق نصي المتواضع.
ودم بخير
د. سلطان الحريري
09-05-2007, 12:05 AM
الحبيب أبا القاسم:
كثيرا ما يكون للقلب طقوس من صمت أمام محراب المعاني ، وبعضك - أيها النقي - يزيد عن كلي ، فكن دائما بخير، واعلم يا صاحبي أن القادم أجمل.
حبي ودعواتي
د. سلطان الحريري
09-05-2007, 12:09 AM
المبدعة المتألقة أهداب الليالي:
جملي وحروفي تخرج مكتظة بزخم من الحب لا ينتهي ، أصرفها حيث تصرف الرياح الغيوم ، فأسمع أصواتها ، وأرى جمالها ، وأحس بمذاقها ، وتبقى السكينة بيني وبين وشوشة الزمن القادم الجميل ..
مرورك زاد النص بهاء ، وكلمتي التي سكبتني جمالا كما أشرتِ تدين لحضورك وردك بفضل كبير .
دومي بخير
د. سلطان الحريري
09-05-2007, 12:15 AM
الفاضلة ضحى بوترعة:
تطلبين إلي الترفق من لظى كلماتي ، وأنا أطلب من كبمة الشوق الرفق بي ، وبين الرفق والرفق يكون انتظار فسحة من جمال يلتقي بها المبحرون على أمواج نفوسهم.
مرورك أسعدني
فكوني بخير
د. سلطان الحريري
09-05-2007, 12:18 AM
الفاضلة الدكتورة نجلاء طمان:
اسمحي لي بأن أرد التحية بمثلها ، وأن أقف معك هاهنا عند ضفاف الحرف ؛ لأعبر لك عن سعادتي بحضورك.
فكوني بخير
عطاف سالم
09-05-2007, 12:37 AM
رفقا بي ...!!!
رسالَةٌ بِقَلَمِ : كَلِمَةِ الشّوْق
أتّعْلَمُ لـِماذا كَتَبْتُ إليكَ ؟
حَسَنا سأقولُ لَكَ : كَتَبْتُ لَكَ لِأنّني أعْلَمُ أنّكَ أُميٌّ في كِتابةِ أبْجَديتي، رَغمَ أنّكَ مُتْخَمٌ بِي ؛ أَلَيْسَ عَجيباً أنْ تَكونَ ذاكِرَتُكَ مَسْكونَةَ بي وقلَمُك عاجِزٌ عَنْ كِتابَتي؟؟!!
كَتَبْتُ عِنْدَما ارْتَطْمْتُ بأرْضِ الِإجاباتِ الـمُسْتحيلَةِ ، وَكانَ بإمكاني أَنْ أَتَستْرَ وأخْتبئَ في حنايا روحِكَ، دونَ أنْ أكْشِفَكَ للعَيانِ ، وَعِنْدَما قَرّرتُ الـخُروجَ مِنْ صَمتي تَعرّيْتُ إِلاّ مِن ثَلاثة:
أنْتَ ، وَهِيَ، و مَساءاتٍ غائِمَةٍ بي .
كَتَبْتُ لَكَ بخافِقي فَقَدْ كَسَرْتَ سُنْبُلَةَ العِنادِ في خافِقي، فَجَلستُ على مائِدَةٍ مُنْعَزِلَةٍ في رُكْنٍ قَصِيٍّ عَليْها اثنانِ: ( صامِتٌ وَمُثَرْثِرَةٌ)...
كَتَبْتُ بَعْدَ أنْ .......................
كَتَبْتُ لأنّني .............
كَتَبْتُ لأنّكَ ..........
أعَرَفْتَ سِرَّ كِتابَتي إِلَيْكَ؟؟
أظُنّكَ لَمْا تَعْرِفْ السِّرَّ بَعْدُ...
السِّرُّ- يا سّيّدي- أَنّني كَلِمَةٌ تَكْتُبُ وَلا تُكْتَبُ !!!
ياالله ...
وياالله
نصٌ لا أدري أين كان مختبئا عني ؟! وأين كان منطويا في زحمة النصوص ؟!
تهنئة شامخة وسامقة لك أستاذي الأديب / سلطان الحريري
لقد أبدعت في هذا النص الناطق بالسحر والبهاء والبريق والجمال
أظنه نصا فاق كل صور الخيال وطاف فوق شعر الشاعرية أتدري لماذا ؟
لقد غص سيدي بالصور الشعرية الشماء.. صور تتزاحم .. وتتزاحم حتى أدهشتني ولم أستطع خطف واحدة منها أو تمزيعها عن أخرى لأنها كلها قطعة ولحمة واحدة تفيض روعة وإبداعا ..
وهذا حقيقة وبدون مجاملة هو النص الفاخر!!
لله درك كيف أنطقت تلك الكلمة بعد طول كتمان وطول مراودة .. لا شك أنه نص يلمح فيه رشح جبينك.
تحية لك
لقد تذكرت في بعض مقاطعك وهو قولك : ((أيُّها الرّاحِلُ في الْـحُلُمِ ، ارفُقْ بي ، فَقِدْ حوَّلْتَني إلى سُؤالٍ يُلِحُّ في الْأَعْماقِ ؛ سُؤالٍ مَبْحوحِ الرَّجاءِ ، ......))
تذكرت بيتا للرائع عمر أبو ريشة وهو يقول :
جـُــنَّ الـسـؤال ُ فــرُدي أتـُرانـي نــشـدتُ عـنــدكِ نجــمــا ً يتــأبـَّى عن النــزول إلـــيـــَّا ؟؟؟؟!!!!
يمنى سالم
09-05-2007, 03:26 AM
الأديب المبدع د. سلطان
رفقاُ بتلك الكلمة...وبنا..!!
فقلوبنا تعلقت بهذا البوح الجميل لتصوير حال الـ كلمة..
مجرد كلمة ولكنها تعرف الكثير عن المحبين...
ما اروع حرفك الذي انسكب كعطر معتق من بهاء..
تحياتي
حوراء آل بورنو
19-05-2007, 08:34 PM
الفاضل
كنت قد زرت كلمتك في منفاها الجبري ، و غادرتها و أنا بين من يعي الشكاة و بين من لا يعيها .. و اليوم عدت إليها و إذا بها تحدثني حديث الواثق و بضمير المستريح عن روحها التي تنازعها من بين ضيق أحرفك و فضاءات حبها !
ربما أتولى الدفاع عنها .
و في كل هذا يبارز بيانك المعاني ليخرجها من خدورها بهية الطلعة ناصة الجبين ، و نحن الرابحون .
تقديري .
سحر الليالي
07-05-2009, 01:20 PM
:
لــ رفع..!
كم تفتفد الواحة حرف يسكنه الدهشة..!!!!
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir