المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الفصل الأخيــر



احسان مصطفى
16-04-2007, 07:36 PM
انتهت الحكاية ، لمْ أعد لكِ ولم تعودي لي ،لا تنظري لي كمنْ نسي حقيبتهُ في صندوق السيارة الخلفي ويتهم السائق بسرقتها ،، سأتفقد بعض الأغراض وأذهب سريعاً لأجد نفسي في مكانٍ آخر ، لقد أصبح المكان يكره تواجدنا في ساعة واحدة والموائد تستخف بتلك اللحظات التي قضيناها معاً ونحن نتصنّع الحب ونحاول أن نجدد هوسنا الفائت ببعضنا،
هوسنا القديم ، حين كنتُ أرقص تحت المطر وأنا أحدثك عبر الهاتف ، وحينَ كنتِ تفتحين النوافذ لتدخل منها مشاعري الساخنة في الجوّ المطير، كم كنا ساذجين ،، لا أنكر انني عشتُ الكثير من الأمل أمامكِ ، ومعكِ كنت أشعر أنني سأواجه الدنيا بما فيها بكل ما أملك من حبّ في جيبي!،
لن أحدثك عن الذاكرة وكيف أنكِ كنتِ أنا وأني حين كنتُ أنتِ ،لن أحدثكِ وسأحاول أن لا أغضب حينَ أشم رائحة رجلٍ آخر في حديثك الذي أسترق الإستماع إليهِ كالمراهقين ، لن أغضب ولن أغار عليكِ رغم أني ما زلتُ أشعر بفتاتِ تلك الرعشة وهيَ تغمر مفاصل عضامي ضدّ كل مذكرٍ تحكين عنهُ حتى ولو كانَ أنا بصيغة اسمٍ آخر!،
لا تتحدثي عن الحب، لا تقولي كيف أنكِ غامرتِ بي حين لم أكنْ مستعداً لفعلِ أيّ شيء عدا كلّ شيءٍ لكِ !حتى لو لم تكن النهاية كأفلامِ هوليود ، ولكنكِ طلبتِ المزيد والمزيدَ الذي لم أستطع فعله ، أو ربما طلبهُ زمنكِ الذي هو ليس زمني ، أو ربما نحن نعيش في زمنين مختلفين ولكننا حاولنا أن نكون في زمانٍ واحد رغم أن الأمكنة لم تكن ضرورية،، ولتذهب نظرية أنشتاين لما بعد الحبْ ،
وما بعده لم يعد كلّ شيء إلى نصابهِ كما لم أعدْ أنا لي ،حينَ استرجعتِ ذاتكِ ،
حاولتُ أن أنظر ولكني حيث أجلس لم أرى سوى ما هو أمامي ، حاولتُ أن أتفقد نفسي بين الضحايا الذين سقطوا البارحة والذين سيسقطون غداً والغريب أنني كلما شاهدتُ شريط الأخبار وجدتُ اسمي ملطخاً بدماءِ السهر والحمى الليلية ،حمى فيها كل شيء بلون الحزنْ ،لونٌ لطالما صاحب ملابسي وأربطتي ومعاطفي ،
لنْ أبرر لكِ ولستُ مجبراً أن أفعل ذلك لأنّ من يقف ليحجب الضوء هو تفكيرك المشبع بهواجس الخيانة ، هواجسٌ عشتِ معها وفيها وبها مع من صاحبتِ ومن تكلمتِ ومن مشيتِ، ولا أدري حين أنني لم ولن أكن وصيّاً على ماضيكِ عمّا حدث، ولكن للأمانة ..فالطريق هو خط سريع لا يتفقد المارين يميناً وشمالاً ،والدهسُ محتملٌ بشدة كما قلتُ سابقاً في شارعِ الحب ،
انتهت بنا السبل أيتها النقيّة حد السذاجة ، وأنتِ تعلمين جيداً أنني وقفت بوجه الطوفان ولكنهُ قلعني بطريقةٍ غير شرعية, وهزمني بداخلك حينَ لم يهزمكِ بداخلي ،
لا أريد شيئاً ،، لا ذكرياتي معكِ ولا حتى وجهكِ الطفوليّ الذي كنت أعشقهُ حد الثمالة لا أريد صوركِ البريئة ولا حديثكِ النديّ الرقيق،، فقط دعيني أذهب وأذوق النومَ باكراً، دعيني فالساعة الان السادسة صباحاً وأنتِ ما زلتِ هنــــــــا!

وأنا تركتــُني على بعد شارعين أنتظرُ أن تفتح أوّل صيدلية....

حسنية تدركيت
16-04-2007, 10:49 PM
سعيدة لانني او من عانق هذاالنص أهو الهجر ام البحث عن الذات بعيدا عن الآخر ؟
نصك فتح امامي نافذة للتفكير في اشياء خطرت على بالي لاادري ماهي بعد
شكرا لك جزيلا

جوتيار تمر
17-04-2007, 08:08 AM
وأنتِ تعلمين جيداً أنني وقفت بوجه الطوفان ولكنهُ قلعني بطريقةٍ غير شرعية,

احسان..
لكل نهاية نهاية ...
ونهايتنا بدأت بعد ولادتنا...
حيث لاامان..وجدناه..
ولاحياة عشناها..
ولاحتى حب..ذقناه..دون خوف..
دون موت...
دون عناد..
دون صعاب..

احسان...

للجرح..جراح وللاخر مآسي..
ولك انت القلب الكبير..

ايها السامق..
انتهى...لكن هناك في الافق انت..ولاشيء يوقف مد من هو احسان


محبتي لك
جوتيار

سحر الليالي
17-04-2007, 12:39 PM
الفاضل "إحسان مصطفى":

نزفك موجع حد الثمالة...!!
مؤلم ..!
حروف كتبت من مداد الحزن والمرارة والفقد..

سلمت ودمت بسعادة

لك خالص إعجابي وتقديري وباقة ورد

يسرى علي آل فنه
17-04-2007, 03:56 PM
تحية طيبة

أخي الفاضل الأديب المرهف احسان مصطفى

من المدهش بعد كل سفر في هذه الحياة إدراكنا أي إنسان نحن وفي أي زمنٍ نعيش

ولعل من علاجات النفس البدء في ترجمة وعثاء الفكر والشعور إلى قراءة موضوعية كنصك هذا

يحمل جرعة معنوية بأنه في كل حالٍ خير.

احترمي لك وتقديري.

ليال
15-05-2007, 02:37 AM
كثيرا ما أتساءل لماذا نتعامل مع عواطفنا في الغالب على أنها رواية لابد ان تنتهي بانتهاء فصلها الأخير!!
بينما نحن ندرك في اعماقنا وبدرجة تقترب من اليقين بأن هناك شيئ ما وراء كل ذلك ، هناك أحساس يمتد عبرنا ، احساس لا يبدأ بنا حيثما أبتدأت القصة وحتما لن ينتهي بانتهائها أو بانتهائنا!

على كل كان هذا فصله الأخير
تصفيق حار جدا للعمق في قلمك يا احسان.
تقبل خالص الأحترام والتقدير.

أسماء حرمة الله
15-05-2007, 08:45 AM
سلام اللـه عليك ورحمتـه وبركاتـه

تحيـة تهطل دمعاً


إحسـان،

ما انتهت الحكايـة وكلاكما يعيش بالآخر، ينبض به وفيـه ومن أجلـه، بلْ أكادُ أراهـا تبتدئ من جديد، ولكنْ بطقوس مختلفة مكثّفـة، ومواعيد ألمٍ أخرى.. لا تُصغي إلاّ لدقّـاتِ ساعة الفراق، وهي تُشيرُ إلى التاسعةِ عذاباً، وقد اتسعتْ مساحاتُ الذكريات عرضاً وطولاً !
أتُراهُ الزمنُ المرُّ الذي أجبرَ طقوسَ الحبّ أنْ تتعلمَ لغةً واحدة : أن تمشي حافيةَ الأحلام إلاّ مِنْ دمعـةٍ مختالة بنفسِها، وفراقٍ يزهو بحطام روحيْـن، بشتات قلبيْن، كانا معاً يوماً، ثمّ تشتّتتْ أنفاسُهما على قارعـة الغياب ؟؟؟!

لا أظنـه الفصلَ الأخير يا إحسان ! بلْ أظنـه الطقْسَ الأولَ الذي ستفتتحُ بـهِ الأشواقُ مواسمَ كلَفِهـا، وقد ضربتْ بالسّلوّ عرضَ الحائط، وطردت النسيانَ إلى أرضٍ لم تطأْها أرواحُ العاشقيـن !
ما أقسـى بدايـةَ الفصل الأخير !!


أثبّتُ النصّ احتفاءً بهذا الحزن النبيل، وترقّباً للشّمس، فلعلّها تعيد إليكَ وإليها زمنكُما الجميل ..



لاتدع الألمَ يقتربُ من حرفكَ الصافي الصادق كما فعل بهذه النبضات :
تواجدنا = وجودنا
الإستماع = الاستماع
لم أرى = لم أرَ
لن أكن = لن أكون


حماكَ ربّي وأسعدكَ في الداريْن
خالص تقديري، غزير دعائي :0014:
وألف طاقة من الورد والندى

احسان مصطفى
16-05-2007, 10:17 PM
سعيدة لانني او من عانق هذاالنص أهو الهجر ام البحث عن الذات بعيدا عن الآخر ؟
نصك فتح امامي نافذة للتفكير في اشياء خطرت على بالي لاادري ماهي بعد
شكرا لك جزيلا


وانا حزين جداً لأنني تأخرت عن الرد .....

عذراً أختي

أشكركم لأنكم لم تتركوا الفصل الاخير ينتهي بسرعة


تقديري

وفاء شوكت خضر
16-05-2007, 11:03 PM
أخي الفاضل / إحسان ..

لا زلت ترسم الألم ، ولا زال النزف مستمرا ..
الحدود فصلت عوالم ، لكن الحزن عالما واحدا بلا حدود ، ولا يحتاج لأوراق سمفر ولا تأشيرات مرور ، ندخله ولا نخرج منه ، إقامة جبرية ، أو باختيارنا ، كلنا نقيم فيه ، رغم أننا قادرون على أن نهجر منه ، فهو باعتقادنا وطننا الذي لا نستطيع أن نبرحه ..
الحزن صحراء تبتلع دموعنا ولا تنبت إلا الشوك ، ولو أنا حاولنا أن نغدره أو ننظر خارجه ، لرأينا للسعادة مساحة أوسع ، وأرض خصبة ، نستطيع أن نزرع بها الحب .

رغم الحزن ..
نصك جميل بصدق مشاعر الحزن فيه .

خليل حلاوجي
19-05-2007, 02:43 PM
كان المرحوم ... كامل الشناوي

يقول

اخاف فقط من شيئين

غموض مرض لاأعرفه
وغموض إمرأة اعرفها

بعض الرحيل ... غموض

\

اكتب ايها الاديب الرقيق .... حكاية الولاء في زمن الزيف هذا
اكتب ... لاتتوقف