المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تأخير.. مقصود



أحمد ص
17-04-2007, 02:45 PM
تأخير.. مقصود
" قلما تأتي الأفراح التي ننتظرها في محطة.
و قلما يجيء, أولئك الذين يضربون لنا موعدا. فيتأخر بنا أو بهم القدر".
أحلام مستغانمي
كان إعداد الطبق الرابع صعبا منذ البداية... و آلام المخاض هذه المرة كانت أطول.. بل كانت الأطول على الإطلاق. و لكن عمره لم يكن كذلك.. بل كان قصيرا.. كان أقصر من أن أقدمه للآخرين.. و لأحزانه أيضا. أقصر من أن أعرفه بالناس.. و أعرف الناس بأحزانه.. و ربما بأحلامه. إغماضة عينيه كانت أسرع من أن أعرف لونهما.. أسرع حتى من أن اقبلهما.. أو أودعهما..
للمرة الألف يسبقني الموت إلى من أحب.. فيأخذه و يتركني و ذكراه.. أرعاها و تعذبني. أحضنها فتحرقني.. دموعي و هي.
لا أدري.. ماذا أفعل؟ حتى أبني الثالث ذهب.. دون وداع - و كم أكره الوداع -. أظنه غرق في أعماقي.. هذه المرة.. كما يفعل الجميع. و كأنه مقدر أن لا يقرأ الناس ما كُتب. لا أدري هل كان سيئا لدرجة أنه فضل الاختفاء على أن يُقرأ؟ كما أفعل دائما.. فكلما أنتهيت من استحضار الذكريات... و استجماع ذاكرتي.. أجدني منحازا أكثر إلى الحزن.. و هل الحزن إلا أن تُخفي خلف ابتسامتك.. جرحا عميقا.. أو دمعة تقطر دما؟
لعله فضل الاختفاء.. ليعطيني فرصة لأفرح قليلا.. لتراقص ذاكرتي.. صوتا عذبا سكنها منذ ملايين السنين على أنغام قيثارة.. لم ألتقيها بعد. أليس الرقص لغة الصامتين؟ و كل من يحب.. يتقن فن الصمت.
أنها فرصة ذهبية.. لأعبر من خلالها و بها جراحاتي.. من جديد. و أتذكرك – هل نسيتك أصلا؟ - من جديد. كم أود أن لا أكتب أبدا.. فأنا متعب جدا.. جدا. حتى إغماصة عيني تتعبني.. فحتى هي تحملك في ذاكرتها.. و هل ذاكرتنا إلا ذكريات أجفاننا, عيوننا.. و كل همسة و نبضة؟
لكنني أعجز تماما عن التوقف.. و أعجز عن المضَي قدما.. أليس التسمر في المكان.. و معانقة الزمن هو الموت؟ أترانا متنا؟!!
و لأن الفُرص و خاصة الذهبية منها لا تتكرر, فقد قرر عقلي و قلبي معا أنه لا بد من المضَي قدما.. و هكذا فأني سأعاود الكرَة من جديد.. مغتنما فرصتي الذهبية.. و سأعد الطبق الرابع من جديد.. راجيا من الله التوفيق و الصبر.
معذرة, قد يأخذ هذا الإعداد وقتا أطول.. لأنني أمر بوعكة صحية, و أخرى دائمة.. و أنا معتاد على الثانية أكثر.. فأعذروا لي صحتي الضعيفة.
و في الختام.. هي يمكنني أن أقبل هذه الكلمات قبل أن أبعث بها لك..
" نأتي الحب متأخرين قليلا, متأخرين دائما.
نطرق قلبا بحذر, كمن مسبقا يعتذر, عن حب يجيء ليمضي."
أحلام مستغانمي
محبتي للجميع.. و خاصة أنت, نعم أنت
يتبع.. الطبق الرابع
أحمد صالح
15/4/2007

وفاء شوكت خضر
17-04-2007, 03:00 PM
الفاضل / أحمد ص ..

لا تحزن أخي الفاضل ، عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم ..
ما حضرته لنا هنا من وجبة سريعة ، كانت بحق رائعة .
إلا أنه احزنني أنك تعاني من وعكة صحية .
أسال الله لك الشفاء وأن يخفف عنك و أن يجعلها طهورا بإذنه تعالى .

تمنياتي لك بالشفاء العاجل .
تحيتي وطالقة ورد .

جوتيار تمر
18-04-2007, 09:10 AM
العزيز احمد..

طبقك هذه المرة كموجع..كاني بك بدات تفقد صبرك..على البقاء موجوعا..!
اراك تندب حظك..وفي الظاهر تريدني ان اراكقويا متماسكا.
اراك تندم..على تاخير؟؟؟

هل تحاسب الزمن...؟ على ذلك...؟
هل تراه من اخطا بحق.. بحسابك...؟

ردد معي هذه المقولة.."حينما يحرص الزمن على ان لايخطئ في حسابنا نحرص على ان لاتخطئ في حسابه"
ثم هذه ...

استعيد ذاكرتي،وليس لي سواها في هذا الزمن الكابي،الرمادي،الاصفر،الم تآكل،اتساءل مخطوفا،هل انا وحدي.....؟ لا...ابدا....لست وحدي..؟ ولن اكون وحدي....لكني فقط احتاج ان اعرف كيف امنحهم من يريدونني ان اكون معهم وجودي.


محبتي لك ايها السامق

جوتيار

أحمد ص
19-04-2007, 10:48 AM
العزيزة وفاء...

الحمد لله على كل شيء...
شكرا على المرور.. شكرا على الكلام الصادق.. شكرا لأنك دائما تقرأيني.

دمت بخير.. محبتي
أحمد صالح

أحمد ص
19-04-2007, 11:12 AM
العزيز جوتيار..

"لعله فضل الاختفاء.. ليعطيني فرصة لأفرح قليلا.. لتراقص ذاكرتي.. صوتا عذبا سكنها منذ ملايين السنين"

لم أفقد صبري.. صبري في دمي.. فإن أنا فقدت صبري.. سأفقد نفسي, و أنا ما زلت هنا.
و لا أندب حظي.. و كيف أندبه و هي جزء من حظي؟ و كيف أندبه.. و هي كل حظي؟
تراني نادم على تأخير.. لا أراني أفعل ذلك. بل أرى في هذا التأخير فرصة ذهبية.. و أنا دائما أبذل جهدي لأغتنم الفرص.. و خاصة الذهبية منها. لأن الفرص بالعادة لا تتكرر.

من منا يقدر أن يحاسب الزمن؟ الزمن دائرة تمر علينا و نمر بها.. فنحن من نفعل أو لا نفعل و ليس هو.. نحن من نترك آثارنا فيه. و من يحاسب هو من يملك الإرادة و القدرة على فعل أو عدم فعل الأشياء... و هو الإنسان.. العاقل.

جل ما حاولت أن أقوله هو: أنني متعب.. ألا يحق لنا ان نشعر بالتعب أحيانا؟
أردت أن أقول بأن ما يحصل لنا أحيانا.. و إن كان مؤذي, فأنه بطريقة ما يعطينا فرصة أخرى.. و الأفضل أن لا نندب حظنا بفقد ما ذهب.. بل لا بد أن نبحث عن الفرصة التي منحت لنا.. و نغتنمها حتى و لو كنا نشعر بالتعب.. و بعدم الرغبة على السير قدما.

عزيزي, أسعدتني جدا بكلماتك.. يروقني أن أجد من يراني كما لم أرى نفسي.. و كتاباتي.
نعم, أوافقك الرأي.. لست وحدك.. و لست وحدي. و كلنا يبحث كيف يمكنه التواجد بجانب من يحتاجه... أو نحتاجه..

أشكرك.. على مرورك.. الرائع و الراقي.

محبتي و إحترامي
أحمد صالح

علي أسعد أسعد
19-04-2007, 12:36 PM
أخي أحمد

قرأت بوحاً مختلفاً هنا


تحياتي لك بإعجاب كبير