سيد أحمد قرشاوي
17-04-2007, 06:16 PM
و منْ بَعْدها …؟
منْ قال أنّ سليمى رحلتْ و أفل نجمها و توقف نبضها بالقلب...
لعمري هي حديث الزمان و المكان ...
مثَلها كمثل الريح لا نلمسها ولكن نشعر بها كلما هبّت نسائمها علينا.
( أبيات من قصيدة مطوّلة )
سُليْمـى هلمّـي غـدا و اقْبِلـي=نعيـد وصـالا الــى الأمـثـلِ
نذكّـر بعْضًـا بعـهْـدٍ مـضـى=وكيف التقينـا بـذا المنـزلِ
فكنّـا كـمـنْ عــاد أحبـابـه=نشـدّ الرحـال الـى المحـفـلِ
وكــلاّ نـبــادل أفـراحـنـا=و همًّـا نُواسـي بمـنْ ذا بُلـي
و بعض الصبابـة تبلـي الفتـى=وحيـن تصيـب ففـي مقـتـلِ
**/**
فيـوم رحلـتِ السمـا أخْيلـتْ=كأنّي بها الحوْلَ لم تهضَـلِ
و رحْلـكِ حطَّـتْ برَبْـعٍ لـهـا=و باليـمّ رحْلـي أوِ المـوْحِـلِ
شريـدُ الديـار أعُـدُّ الخـطـى=لدهْرا مشيـتُ علـى الأرجـلِ !
فأسمَـل ثوبـي و مـا همّـنـي=و نـارٌ كوتنـي بهـا أصْطلـي
وخلفيَ صحْبٌ سُدىً قـدْ دعـوْا=و هلْ ردُّهُمْ من فتًى مُغْفَلِ ؟
أكلِّـمُ نفسـي و مــا أخْـبَـلٌ=أنا في الهـوى كالفتـى الأخْبَـلِ!
**/**
فحاججْتُـهـا كيفـمـا أقبـلـتْ=و قلتُ : عزمـتِ و لـم تفعلـي
فضاعتْ سُليمـى و هـلْ بَعدهـا=يطيـب مقـامٌ و إنْ عُـدّ لــي؟!
فقالـتْ : سألتـمْ و ربٌ قضـى=و فِعـلُ الإلـهِ فــلا يُـسـألِ
و إنّ الـبـلايـا إذا قُـــدّرتْ=فلا يعْصـمِ القـوْمُ مِـنْ مُقبِـلِ
و لا تفْرحـنَّ إذا مــا غَــدتْ=و إنْ يمـهـلِ الله لا يُـهـمِـلِ
**/**
فقلـتُ : أعاذلـتـي بالـهـوى=رويْدكِ ! إنْ زدتِنـا تَتْبُلـي
فلـسـتُ المُعـيـب و لكنّـهـا=جـراحٌ تبقّـتْ و لــم تَـدمَـلِ
و أعـلـم أنّــي أ فارقـتـهـا=أوِ الشوق حـنّ ، غـدا ترحـلِ
فتلك سليمـى و مَـنْ مثْلهـا ؟=بطـونٌ عجـزنَ و لـم تَحـبَـلِ !
كـأنّ الـورود لهـا أزْهــرتْ =بربِّك ...قولي ... ألـمْ تَذبُـلِ ؟!!
**/**
و ذاك الفِنـاء لـكـمْ ضمّـنـا=تناديـكِ سلمـى مـنَ المَدخـلِ
فبَعـد الرحيـل بـدا موحـشـا=و أنَّ لــه بعـدنـا يـأهَـلِ ؟
فلا الزهـرَ أبقـوْا و لا مجلسـا=جدارا أقامـوا من الجنْـدَلِ
أمُــرّ بــهِ كلّـمـا قـادنـي=حنينـي إلــى عهـدنـا الأوّلِ
أنـا و سُليمـى و مِـنْ حولنـا=طـيـورٌ تـغــرّد كالبـلـبـلِ
اذا مـا جلسنـا أتانـا الهـوى=يـنـادي الـفـؤاد ألا فقْـبِـلِ
فآتيـه طوعـا و قـد ضمّـنـي=بلوْعـاتـه كالفـتـى الأعــزلِ
فبيـن الجوانـح يُذْكـي اللَظـى=و بالعيـن سهـمـه كالنـابـلِ
فيَقتـلُ صمتـا بحسْـنٍ لـهـا=و في الصمتِ حُسنا و إن يَقتُـلِ
و قـول سُليْمـى كمـاءٍ جـرى=بفـيـهٍ لطعـمـه كالسلـسَـلِ
بـغـمٍ لتُـذهـبُ ما بْتـسـمَـتْ=و مـنْ ضِحِكهـا آخَـرٍ زائــلِ
**/**
سليمـى أتيـتُ و بـي لـوعـةً=اليـك الـمـلاذ فــلا تُنكِـلـي
فحسْبـي كلامـا يعيـد اللـقـا=و يشفـي عليـلا و لـم يجمَـلِ
لآهٍ سليـمـى و قــدْ أقبـلـتْ=علينـا الهمـوم بنـا تختـلـي
فهـذا العزيـز أخـا قـدْ رحـلْ=و ذاك العـمـاد أبًــا يـأفــلِ
وحتّـى الخليـل جفـا بعـدهـم=وما كان (قربـى) فـلا تسألـي
و علـمٌ حسِبنـا بقـى مـجـده=و جهـلٌ علـى عرشـه يعتلـي
و عيـشٌ رغيـدٌ قضـى نحبـه=و بـؤسٌ تجلّـدَ لــم يُـبْـدِلِ
كـدأْبِ العـروش بنـا أزهـرتْ=و عمْـرا تــودّ إلــى الأرذلِ
توسّـدُ كرهـا علـى نعشـهـا=و طوعا تُـزفّ علـى المحْمَـلِ
تهـابُ الــرؤوسَ إذا أينـعـتْ=فتغدو قطافـا بمـن يُخطِـلِ
وتبـدي وعـودا بهـا أخْلفـتْ=كبيـتٍ حلُمنـا و لـم نـدخُـلِ
فمن ذا يعيب و يحصـي الخطـى=و نفـسٌ بلاهـا هـوى المأكـلِ
نــودّع أيّامـنـا بـالـرجـى=عساهـا الهمـوم غـدا تنجلـي
عاشق القافية 10/2006
____________
أخيلتِ السماء : تَهَيَّأَتْ لِلْمَطَرِ فَأَغَامَتْ وَرَعَدَتْ وَبَرَقَتْ ، أَهْضَلَتِ السَّمَاءُ : صَبَّتْ مَطَرَهَا
رَجُلٌ مُغْفَلٌ : رَجُلٌ مَجْهُولُ الاسْمِ
تَبَلَ : أنهكَ و أسقمَ
الجنْدَل : الصخرة.
يُخطِل : يُقول كلاما فارغا
منْ قال أنّ سليمى رحلتْ و أفل نجمها و توقف نبضها بالقلب...
لعمري هي حديث الزمان و المكان ...
مثَلها كمثل الريح لا نلمسها ولكن نشعر بها كلما هبّت نسائمها علينا.
( أبيات من قصيدة مطوّلة )
سُليْمـى هلمّـي غـدا و اقْبِلـي=نعيـد وصـالا الــى الأمـثـلِ
نذكّـر بعْضًـا بعـهْـدٍ مـضـى=وكيف التقينـا بـذا المنـزلِ
فكنّـا كـمـنْ عــاد أحبـابـه=نشـدّ الرحـال الـى المحـفـلِ
وكــلاّ نـبــادل أفـراحـنـا=و همًّـا نُواسـي بمـنْ ذا بُلـي
و بعض الصبابـة تبلـي الفتـى=وحيـن تصيـب ففـي مقـتـلِ
**/**
فيـوم رحلـتِ السمـا أخْيلـتْ=كأنّي بها الحوْلَ لم تهضَـلِ
و رحْلـكِ حطَّـتْ برَبْـعٍ لـهـا=و باليـمّ رحْلـي أوِ المـوْحِـلِ
شريـدُ الديـار أعُـدُّ الخـطـى=لدهْرا مشيـتُ علـى الأرجـلِ !
فأسمَـل ثوبـي و مـا همّـنـي=و نـارٌ كوتنـي بهـا أصْطلـي
وخلفيَ صحْبٌ سُدىً قـدْ دعـوْا=و هلْ ردُّهُمْ من فتًى مُغْفَلِ ؟
أكلِّـمُ نفسـي و مــا أخْـبَـلٌ=أنا في الهـوى كالفتـى الأخْبَـلِ!
**/**
فحاججْتُـهـا كيفـمـا أقبـلـتْ=و قلتُ : عزمـتِ و لـم تفعلـي
فضاعتْ سُليمـى و هـلْ بَعدهـا=يطيـب مقـامٌ و إنْ عُـدّ لــي؟!
فقالـتْ : سألتـمْ و ربٌ قضـى=و فِعـلُ الإلـهِ فــلا يُـسـألِ
و إنّ الـبـلايـا إذا قُـــدّرتْ=فلا يعْصـمِ القـوْمُ مِـنْ مُقبِـلِ
و لا تفْرحـنَّ إذا مــا غَــدتْ=و إنْ يمـهـلِ الله لا يُـهـمِـلِ
**/**
فقلـتُ : أعاذلـتـي بالـهـوى=رويْدكِ ! إنْ زدتِنـا تَتْبُلـي
فلـسـتُ المُعـيـب و لكنّـهـا=جـراحٌ تبقّـتْ و لــم تَـدمَـلِ
و أعـلـم أنّــي أ فارقـتـهـا=أوِ الشوق حـنّ ، غـدا ترحـلِ
فتلك سليمـى و مَـنْ مثْلهـا ؟=بطـونٌ عجـزنَ و لـم تَحـبَـلِ !
كـأنّ الـورود لهـا أزْهــرتْ =بربِّك ...قولي ... ألـمْ تَذبُـلِ ؟!!
**/**
و ذاك الفِنـاء لـكـمْ ضمّـنـا=تناديـكِ سلمـى مـنَ المَدخـلِ
فبَعـد الرحيـل بـدا موحـشـا=و أنَّ لــه بعـدنـا يـأهَـلِ ؟
فلا الزهـرَ أبقـوْا و لا مجلسـا=جدارا أقامـوا من الجنْـدَلِ
أمُــرّ بــهِ كلّـمـا قـادنـي=حنينـي إلــى عهـدنـا الأوّلِ
أنـا و سُليمـى و مِـنْ حولنـا=طـيـورٌ تـغــرّد كالبـلـبـلِ
اذا مـا جلسنـا أتانـا الهـوى=يـنـادي الـفـؤاد ألا فقْـبِـلِ
فآتيـه طوعـا و قـد ضمّـنـي=بلوْعـاتـه كالفـتـى الأعــزلِ
فبيـن الجوانـح يُذْكـي اللَظـى=و بالعيـن سهـمـه كالنـابـلِ
فيَقتـلُ صمتـا بحسْـنٍ لـهـا=و في الصمتِ حُسنا و إن يَقتُـلِ
و قـول سُليْمـى كمـاءٍ جـرى=بفـيـهٍ لطعـمـه كالسلـسَـلِ
بـغـمٍ لتُـذهـبُ ما بْتـسـمَـتْ=و مـنْ ضِحِكهـا آخَـرٍ زائــلِ
**/**
سليمـى أتيـتُ و بـي لـوعـةً=اليـك الـمـلاذ فــلا تُنكِـلـي
فحسْبـي كلامـا يعيـد اللـقـا=و يشفـي عليـلا و لـم يجمَـلِ
لآهٍ سليـمـى و قــدْ أقبـلـتْ=علينـا الهمـوم بنـا تختـلـي
فهـذا العزيـز أخـا قـدْ رحـلْ=و ذاك العـمـاد أبًــا يـأفــلِ
وحتّـى الخليـل جفـا بعـدهـم=وما كان (قربـى) فـلا تسألـي
و علـمٌ حسِبنـا بقـى مـجـده=و جهـلٌ علـى عرشـه يعتلـي
و عيـشٌ رغيـدٌ قضـى نحبـه=و بـؤسٌ تجلّـدَ لــم يُـبْـدِلِ
كـدأْبِ العـروش بنـا أزهـرتْ=و عمْـرا تــودّ إلــى الأرذلِ
توسّـدُ كرهـا علـى نعشـهـا=و طوعا تُـزفّ علـى المحْمَـلِ
تهـابُ الــرؤوسَ إذا أينـعـتْ=فتغدو قطافـا بمـن يُخطِـلِ
وتبـدي وعـودا بهـا أخْلفـتْ=كبيـتٍ حلُمنـا و لـم نـدخُـلِ
فمن ذا يعيب و يحصـي الخطـى=و نفـسٌ بلاهـا هـوى المأكـلِ
نــودّع أيّامـنـا بـالـرجـى=عساهـا الهمـوم غـدا تنجلـي
عاشق القافية 10/2006
____________
أخيلتِ السماء : تَهَيَّأَتْ لِلْمَطَرِ فَأَغَامَتْ وَرَعَدَتْ وَبَرَقَتْ ، أَهْضَلَتِ السَّمَاءُ : صَبَّتْ مَطَرَهَا
رَجُلٌ مُغْفَلٌ : رَجُلٌ مَجْهُولُ الاسْمِ
تَبَلَ : أنهكَ و أسقمَ
الجنْدَل : الصخرة.
يُخطِل : يُقول كلاما فارغا