المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من كنوز تراثنا الفصيح



مصطفى الجزار
18-04-2007, 10:45 PM
إخواني وأخواتي أهل الواحة الكرام
سلام الله عليكم ورحمته وبركاته

في هذه المشاركة سوف نغوص معاً في عُمق تراثنا العربي الفصيح
لنستخرج منه اللآلئ والجواهر المرصّعة بأحاسيس عظماء شعراء العرب في مختلف العصور السالفة

وهذه المشاركة ليست مقتصرة على صاحبها فقط
بل هي لكل رُوّاد الواحة جميعاً
ليضعوا فيها كل ما أَعجبهم من قصائد وروائع من كنوز التراث في الشعر العربي

والهدف من هذه المشاركة هو الاطّلاع على روائع أسلافنا لنتعلّم منهم ولنستمتع بما جادت به قرائهم
فينعكس ذلك على إبداعاتنا من جهة
ومن جهة أخرى هي فرصة للقراءة في الأدب العربي قد لا تُتاح للكثيرين منا لانشغالهم
فيكون أمامهم في هذه المشاركة وجبة دسمة جاهزة من روائع الشعر العربي الأصيل
*****
هذا ويُشترط على مَن يأتي بقصيدة أعجبته من كنوز التراث ليشارك بها هنا ما يأتي:
1- أن تقتصر المشاركات على قصائد (التراث) في العصور السابقة، وليست قصائد لشعراء معاصرين.
2- أن يذكر اسم الشاعر صاحب القصيدة، (وإنْ أمكن) المناسبة التي قيلت فيها.
3- أن تخلو القصيدة مما قد يسيء إلى أخلاقنا أو يخدش الحياء من غزل صريح ونحوه.
4- يجوز أن يختار المشارك (جزءاً) من القصيدة إن كانت القصيدة طويلة جداً، فيختار منها أروع وأجمل المقاطع.
* * *
علماً بأن المشاركات التي تخالف هذه الشروط سيتم حذفها من قِبَل الإدارة
* * *
وأخيراً
أرجو من جميع أهل الواحة التفاعل والمشاركة بما أعجبهم من قصائد التراث
فما أكثر كنوزنا من الشعر العربي وتراثنا المجيد
* * *
واسمحوا لي أن أقدّم إليكم أوّل مشاركة في هذه السلسلة
أرجو أن تنال إعجابكم كما أعجبتني:

مصطفى الجزار
18-04-2007, 10:50 PM
سنُحَلِّقُ مع أبي الفوارس، وشاعر الجاهلية الأسطورة
إنه....... "عنترة بن شدّاد"

يقول عنترة:

لا يَحمِلُ الحِقدَ مَن تَعلو بِهِ الرُتَبُ=وَلا يَنالُ العُلا مَن طَبعُهُ الغَضَبُ
وَمَن يَكُن عَبدَ قَومٍ لا يُخالِفُهُم=إِذا جَفَوهُ وَيَستَرضي إِذا عَتَبوا
قَد كُنتُ فيما مَضى أَرعى جِمالَهُمُ=وَاليَومَ أَحمي حِماهُم كُلَّما نُكِبوا
لِلَّهِ دَرُّ بَني عَبسٍ لَقَد نَسَلوا=مِنَ الأَكارِمِ ما قَد تَنسلُ العَرَبُ
لَئِن يَعيبوا سَوادي فَهوَ لي نَسَبٌ=يَومَ النِزالِ إِذا ما فاتَني النَسَبُ
إِن كُنتَ تَعلَمُ يا نُعمانُ أَنَّ يَدي=قَصيرَةٌ عَنكَ فَالأَيّامُ تَنقَلِبُ
اليَومَ تَعلَمُ يا نُعمانُ أَيَّ فَتىً=يَلقى أَخاكَ الَّذي قَد غَرَّهُ العُصَبُ
إِنَّ الأَفاعي وَإِن لانَت مَلامِسُها=عِندَ التَقَلُّبِ في أَنيابِها العَطَبُ
فَتىً يَخوضُ غِمارَ الحَربِ مُبتَسِماً=وَيَنثَني وَسِنانُ الرُمحِ مُختَضبُ
إِن سَلَّ صارِمَهُ سالَت مَضارِبُهُ=وَأَشرَقَ الجَوُّ وَاِنشَقَّت لَهُ الحُجُبُ
وَالخَيلُ تَشهَدُ لي أَنّي أُكَفكِفُها=وَالطَعنُ مِثل شَرارِ النارِ يَلتَهِبُ
إِذا اِلتَقَيتُ الأَعادي يَومَ مَعرَكَةٍ=تَرَكتُ جَمعَهُمُ المَغرورَ يُنتَهَبُ
لِيَ النُفوسُ وَلِلطَيرِ اللُحومُ وَلِلـ=وَحشِ العِظامُ وَلِلخَيّالَةِ السَلَبُ
لا أَبعَدَ اللَهُ عَن عَيني غَطارِفَةً=إِنساً إِذا نَزَلوا جِنّاً إِذا رَكِبوا
أُسُودُ غابٍ وَلَكِن لا نُيوبَ لَهُم=إِلّا الأَسِنَّةُ وَالهِندِيَّةُ القُضُبُ
تَحدو بِهِم أَعوَجِيّاتٌ مُضَمَّرَةٌ=مِثلُ السَراحينِ في أَعناقِها القَبَبُ
ما زِلتُ أَلقى صُدورَ الخَيلِ مُندَفِقاً=بِالطَعنِ حَتّى يَضِجَّ السَرجُ وَاللَبَبُ
فَالعُميُ لَو كانَ في أَجفانِهِم نَظَروا=وَالخُرسُ لَو كانَ في أَفواهِهِم خَطَبوا
وَالنَقعُ يَومَ طِرادَ الخَيلِ يَشهَدُ لي=وَالضَربُ وَالطَعنُ وَالأَقلامُ وَالكُتُبُُ

والقادم أجمل إن شاء الله

د. مصطفى عراقي
18-04-2007, 11:25 PM
إخواني وأخواتي أهل الواحة الكرام
سلام الله عليكم ورحمته وبركاته
أرجو من جميع أهل الواحة التفاعل والمشاركة بما أعجبهم من قصائد التراث
فما أكثر كنوزنا من الشعر العربي وتراثنا المجيد[/COLOR]
* * *
واسمحوا لي أن أقدّم إليكم أوّل مشاركة في هذه السلسلة
أرجو أن تنال إعجابكم كما أعجبتني:



ابننا الخلوق وشاعرنا المبدع الأستاذ مصطفى الجزار

ما أجمله من منهلٍ عذب مورود ، ومعين ثرٍّ ننهل منه ونرتوي.

واسمح لنا بتثبيته مساحةً رائقةً لعيون الشعر ودرر القصائد.

ودمت ودامت أفكارك النيرة وكلماتك الطيبة


أخوك: مصطفى

د. عمر جلال الدين هزاع
19-04-2007, 12:52 AM
بورك فيك أخي
مشروع مميز وفكرة رائدة
نأمل لها النجاح
وسنشارك بها إن شاء الله
مع بعض المقترحات لتطوير هذا الموضوع
خالص ودي

مصطفى الجزار
19-04-2007, 08:38 AM
ابننا الخلوق وشاعرنا المبدع الأستاذ مصطفى الجزار
ما أجمله من منهلٍ عذب مورود ، ومعين ثرٍّ ننهل منه ونرتوي.
واسمح لنا بتثبيته مساحةً رائقةً لعيون الشعر ودرر القصائد.
ودمت ودامت أفكارك النيرة وكلماتك الطيبة
أخوك: مصطفى

أبي الفاضل، وأستاذي العزيز/ د. مصطفى عراقي

حمداً لله أن الفكرة نالت الاستحسان، وشكراً لك على تشجيعك لها وتثبيتك... ثبتك الله على الحق.

في انتظار مختاراتك التي نحن على يقين من أنها مميزة ورائعة إلى أقصى حد.

تحياتي وتقديري

مصطفى الجزار
19-04-2007, 08:45 AM
بورك فيك أخي
مشروع مميز وفكرة رائدة
نأمل لها النجاح
وسنشارك بها إن شاء الله
مع بعض المقترحات لتطوير هذا الموضوع
خالص ودي


أخي الكريم/ د. عمر جلال الدين هزاع

شكراً على مؤازرتك وحضورك الذي تعودناه في كل ركن من أركان الواحة.

وأهلاً بمشاركاتك ومختاراتك المميزة.

ثم أهلاً بأي مقترحات لتطوير هذا الموضوع.

تحياتي وتقديري.

علي أسعد أسعد
19-04-2007, 10:56 AM
بارك الله بك يامصطفى

موضوع مميز


وسأعود إليه إن شاء الله

مصطفى الجزار
19-04-2007, 11:22 AM
بارك الله بك يامصطفى
موضوع مميز
وسأعود إليه إن شاء الله


مرحباً بك أخي الكريم/ علي أسعد أسعد

وفي انتظار عودتك

ومختاراتك

تحياتي

عبدالملك الخديدي
19-04-2007, 01:43 PM
فكرة رائعة يا مصطفى
وأنا اقترح انشاء قسم خاص بالقصائد التراثية والأدب الجاهلي والعربي القديم .
ومشاركتي في موضوعك الجميل هي قصيدة الشنفرى ( لامية العرب ) .
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه ( علموا أولادكم لامية العرب ) لأنها تعلمهم مكارم الاخلاق..
ولامية العرب هي للشاعر الجاهلي ..ثابت بن أوس الأزدي الملقب بالشنفرى ، نشأ بين بني سلامان من بني فهم الذين أسروه وهو صغير ، فلما عرف بالقصة حلف أن يقتل منهم مائة رجل ، وقد تمكن من قتل تسعة وتسعين منهم ، وأما المائة فقيل إنه رفس جمجمة الشنفرى بعد موته فكانت سبباً في موته .
وهو - من أشهر عدَّائي الصعاليك كتأبط شراً وعمرو بن براقة ، ومن أشهرهم جرأة وقد عاش في البراري والجبال

أقيموا بني أمِّي ، صُــــــــــــــــــــــد ُورَ مَطِيِّكم=فإني ، إلى قومٍ سِـــــــــــــــــــــوا كم لأميلُ !
فقد حـُـــــمَّتِ الحـــــاجـــــــاتُ ، والليلُ مقمرٌ= وشُـــــــــــــــــــــد َّت ، لِطياتٍ ، مطايا وأرحُلُ؛
وفي الأرض مَنْأىً ، للكـــــــــــريم ، عن الأذى= وفيها ، لمن خــــــــــــــــــاف القِلى ، مُتعزَّلُ
لَعَمْرُكَ ، ما بالأرض ضـــــــــــــــيقٌ على أمرئٍ= سَـــــــــــــــــــــرَ ى راغباً أو راهباً ، وهو يعقلُ
ولي ، دونكم ، أهـــــــــــــلونَ : سِيْدٌ عَمَلَّسٌ= وأرقطُ زُهــْـــلـُـــولٍ وَعَـــــــرفــاءُ أجْيلُ
هم الأهلُ . لا مستودعُ الســـــــــــــــــــرِّ ذائعٌ= لديهم ، ولا الجـــــــــــــــــاني بما جَرَّ ، يُخْذَلُ
وكلٌّ أبيٌّ ، باســــــــــــــــــــــ ـــــلٌ . غير أنني= إذا عرضت أولى الطرائدِ أبســــــــــــــــــــــ ــلُ
وإن مُــــــــــدَّتْ الأيــــــــدي إلى الزاد لم أكن= بأعجلهم ، إذ أجْشَــــــــــــــــــــ عُ القومِ أعجلُ
وماذاك إلا بَسْـــــــــــطـَةٌ عن تفضــــــــــــــــلٍ= عَلَيهِم ، وكنتُ الأفضــــــــــــــــــــ ــلَ المتفضِّلُ
وإني كفــــــــاني فَقْدُ من ليس جـــــــــــــازياً= بِحُســــــــــــــــــــ ـــنى ، ولا في قـربه مُتَعَلَّلُ
ثلاثةُ أصــــــــــــــــحـــــا بٍ : فؤادٌ مشـــــــيعٌ ،= وأبيضُ إصــــــليتٌ ، وصــــــــــــــــــفراءُ عيطلُ
هَـــــتوفٌ ، من المُلْسِ المُتُونِ ، يـــزيـــنـــــها= رصـــــــــــــــــــــــ ائعُ قد نيطت إليها ، ومِحْمَلُ
إذا زلّ عنها الســـــــــــــــــــــه مُ ، حَنَّتْ كأنها= مُـــــــــــرَزَّأةٌ ، ثــــكــــلى ، تــــــرِنُ وتُعْــــــوِلُ
ولســــــــــــــــــــتُ بمهيافِ ، يُعَشِّى سَوامهُ= مُــــجَـــــــــدَعَةً سُــــــــــــقبانها ، وهي بُهَّلُ
ولا جبأ أكهى مُرِبِّ بعرسـِـــــــــــــــــــ ــــــــــهِ= يُطـــــــــــــالعها في شــــــــــــأنه كيف يفعـلُ
ولا خَــــــــرِقٍ هَيْـــــــــقٍ ، كأن فُـــــــــــــؤَادهُ= يَظَـــــــــلُّ به الكَّـــــــــاءُ يعلو ويَسْــــــــــفُلُ ،
ولا خــــــــــــــــــــــــ ــــــــالفِ داريَّةٍ ، مُتغَزِّلٍ ،= يــــروحُ ويـــغــــــدو ، داهـــــــــــــــناً ، يتكحلُ
ولستُ بِعَلٍّ شَـــــــــــــــــــــــ ـــــرُّهُ دُونَ خَيرهِ= ألفَّ ، إذا ما رُعَته اهـــــــــــــــــــــــ تاجَ ، أعزلُ
ولســـــــــــــــــــتُ بمحيار الظَّلامِ ، إذا انتحت= هدى الهوجلِ العســــــــــــــيفِ يهماءُ هوجَلُ
إذا الأمعزُ الصَّوَّان لاقى مناســــــــــــــــــــم ي= تطــــــــــــــاير منه قـــــــــــــــــــــــا دحٌ ومُفَلَّلُ
أُدِيمُ مِطالَ الجــــــــــــــــــــــ ــوعِ حتى أُمِيتهُ ،= وأضربُ عنه الذِّكرَ صـــــــــــــــــــفحاً ، فأذهَلُ
وأســــــــــــــــــتفُّ تُرب الأرضِ كي لا يرى لهُ= عَليَّ ، من الطَّــــــــــــــــــــ ــوْلِ ، امرُؤ مُتطوِّلُ
ولولا اجتناب الذأم ، لم يُلْفَ مَشـــــــــــــــربٌ= يُعــــــــــــــــــــــ ــــــاش به ، إلا لديِّ ، ومأكلُ
ولكنَّ نفســــــــــــــــــــــ ـــــــاً مُرةً لا تقيمُ بي= على الضــــــــــــــــــــــ ــــيم ، إلا ريثما أتحولُ
وأطوِي على الخُمص الحـــــــوايا ، كما انطوتْ = خُـــــــــيـُوطَــــــــ ـــــــــــــــةُ ماريّ تُغارُ وتفتلُ
وأغدو على القوتِ الزهـــــــــــــــــيدِ كما غدا= أزلُّ تـــهـــــــاداه التَّــنــائِـــــــــفُ ، أطــــحـــلُ
غدا طَــــــــاوياً ، يعــــارضُ الرِّيــــــحَ ، هـــافياً= يخُــــــــوتُ بأذناب الشِّــــــــــــــعَاب ، ويعْسِلُ
فلمَّا لواهُ القُـــــــــــــــــــــ ــــوتُ من حيث أمَّهُ= دعــــــــــا ؛ فأجــــــــابته نظــــــــــــــــائرُ نُحَّلُ
مُهَلْهَلَةٌ ، شِيبُ الوجـــــــــــــــــــــ ــوهِ ، كأنها= قِداحٌ بكفيَّ ياسِـــــــــــــــــــــ ــــــــرٍ ، تتَقَلْقَلُ
أوالخَشْـــــــــــــــــ ـــرَمُ المبعوثُ حثحَثَ دَبْرَهُ= مَحَابيضُ أرداهُنَّ سَــــــــــــــــــــــا مٍ مُعَسِّلُ ؛
مُهَرَّتَةٌ ، فُوهٌ ، كأن شُـــــــــــــــــــــــ ـــــدُوقها= شُقُوقُ العِصِيِّ ، كالحاتٌ وَبُسَّــــــــــــــــــ ـــلُ
فَـــضَــــــــــجَّ ، وضَــــــــــجَّتْ ، بِالبَرَاحِ ، كأنَّه= وإياهُ ، نــــــــوْحٌ فــــــــوقَ عـــــــــلياء ، ثُكَّلُ ؛
وأغضى وأغضتْ ، واتســـى واتَّســــــــــتْ بهِ= مَــــرَامــــيلُ عَــــزَّاها ، وعَــــزَّتهُ مُــــرْمِـــــــلُ
شَكا وشـــــــــــــكَتْ ، ثم ارعوى بعدُ وارعوت= ولَلصَّـــــــبرُ ، إن لم ينفع الشــــــــــكوُ أجملُ!
وَفَــــــــاءَ وفــــــــاءتْ بادِراتٍ ، وكُــــــــــــلُّها ،= على نَكَـــــظٍ مِمَّا يُكـــــــاتِمُ ، مُـــجْــــمِـــــــلُ
وتشربُ أســــــــــــــــآرِي القطا الكُدْرُ ؛ بعدما= ســـــــرت قـــــــرباً ، أحـــناؤها تتصــلصــــــلُ
هَمَمْتُ وَهَمَّتْ ، وابتدرنا ، وأسْـــــــــــــــدَلَتْ = وَشَـــــــــــــــمــَّر َ مِني فَـــــــــــــــارِطٌ مُتَمَهِّلُ
فَـــــــوَلَّـــــيْتُ عنها ، وهي تكـــــــــــبو لِعَقْرهِ= يُباشــــــــــــرُهُ منها ذُقـــــونٌ وحَوْصَــــــــــــلُ
كأن وغـــــــاهــــــا ، حــــجــــرتيهِ وحـــــــولهُ= أضاميمُ من سَـــــــفْــــرِ القـــبائلِ ، نُـــــــزَّلُ ،
توافــــــينَ مِن شَــــــتَّى إليهِ ، فضَـــــــــــمَّها= كما ضَـــــــــمَّ أذواد الأصـــــــاريم مَـــنْـــهَــــل
فَعَبَّتْ غـــشــــــاشــــــــــــ اً ، ثُمَّ مَرَّتْ كأنها ،= مع الصُّــــــــــــــبْحِ ، ركبٌ ، من أُحَاظة مُجْفِلُ
وآلف وجه الأرض عند افتراشـــــــــــــــــــ ــها = بأهـْــــــــدَأ تُنبيه سَــــناسِـــــنُ قُــحَّــــــــلُ ؛
وأعـــــدلُ مَـــنـــحـــوضـــاً كــأن فـــصُـــوصَـــهُ= كِـــــــــعَـــــابٌ دحـــاها لاعــــــبٌ ، فهي مُثَّلُ
فإن تبتئس بالشـــــــنـــفــــرى أم قســـــطلِ= لما اغتبطتْ بالشــــــنــــفـــرى قبلُ ، أطولُ !
طَــــــرِيدُ جِــــناياتٍ تياســــــــــرنَ لَــحْــمَــهُ ،= عَــــــقِــــــيـــرَتـُ هُ فـــــي أيِّـــهــا حُـــــمَّ أولُ ،
تـــنــــامُ إذا مــا نـــام ، يــقــظــى عُــيــُونُـها ،= حِــــثــــاثــــاً إلى مـــكـــروهــــهِ تَتَغَــلْغَــــــلُ
وإلفُ هــــــــمــــومٍ مــــا تــــزال تَــــعُــــــــودهُ= عِــــيــاداً ، كـــحــمـــى الرَّبعِ ، أوهي أثقـــــلُ
إذا وردتْ أصـــــــــــــــــــــــ ــــدرتُــــها ، ثُمَّ إنها= تـــثـــوبُ ، فــتــأتــي مِــن تُــحَــيْتُ ومن عَــلُ
فــإمـــا تــريــنــي كـابنة الرَّمْلِ ، ضــــــاحـــياً= على رقــــــةٍ ، أحــــــفى ، ولا أتنعـــــــــــــلُ
فأني لمــــولى الصــــــبر ، أجـــــــــــــتابُ بَزَّه= على مِثل قلب السَّــــــــــــمْع ، والحزم أنعلُ
وأُعـــــــدمُ أحْـــــــــياناً ، وأُغــــــــــنى ، وإنما= يـــنـــالُ الغِـــنى ذو البُــعْـــدَةِ المـــتــبَــــــذِّلُ
فلا جَـــــــــــــــــــــــ ـــــــزَعٌ من خِلةٍ مُتكشِّفٌ= ولا مَـــــــــرِحٌ تحــــــــــت الغِـــــــــــنى أتخيلُ
ولا تزدهــــــــي الأجـــهـــال حِلمي ، ولا أُرى= ســــــــــــــــــــــــ ـــؤولاً بأعقاب الأقاويلِ أُنمِلُ
وليلةِ نحــــــــــــــــــسٍ ، يصطلي القوس ربها= وأقـــطـــعـــهُ اللاتــي بــهــا يــتـنبـــــــــــــــلُ
دعستُ على غطْشٍ وبغشٍ ، وصــــــــــحبتي= سُـــــــــــــــــــــــ ــعارٌ ، وإرزيزٌ ، وَوَجْرٌ ، وأفكُلُ
فأيَّمتُ نِســــــــــــــــــــــ ــــواناً ، وأيتمتُ وِلْدَةً= وعُــــــــــــــــــــــ ـدْتُ كما أبْدَأتُ ، والليل أليَلُ
وأصــــــــــــــــبح ، عني ، بالغُميصاءِ ، جالساً= فريقان : مســــــــــؤولٌ ، وآخرُ يســـــــــــــألُ
فقالوا : لقد هَـــــــــــــــــــــــ ـــرَّتْ بِليلٍ كِلابُنا= فـــقـــلنا : أذِئــبٌ عـــــــــسَّ ؟ أم عسَّ فُرعُلُ
فــــلــــمْ تَـــــــكُ إلا نـــبــــأةٌ ، ثم هـــوَّمَــــتْ= فقلنا قـــــــــطــــــــــاةٌ رِيعَ ، أم ريعَ أجْــــــدَلُ
فإن يَكُ من جنٍّ ، لأبرحَ طَـــــــــــــــــــــــ ـــارقاً= وإن يَكُ إنســـــــــــــــــــاً ، مَاكها الإنسُ تَفعَلُ
ويومٍ من الشِّــــــــــــــــــــ عرى ، يذوبُ لُعابهُ ،= أفاعيه ، في رمضــــــــــــــــــــــ ــائهِ ، تتملْمَلُ
نَصَـــــــــــبـْتُ له وجـــهــــي ، ولاكـــــنَّ دُونَهُ=ولا ســــــــــــــــــــــــ ـتر إلا الأتحميُّ المُرَعْبَلُ
وضافٍ ، إذا هــــــــــــــــــبتْ له الريحُ ، طيَّرتْ= لبائدَ عن أعـــطــــافـــــهِ ما ترجَّـــــــــــــــــــل ُ
بعيدٍ بمسِّ الدِّهـــــــــــــــــــ ــنِ والفَلْى عُهْدُهُ= له عَبَسٌ ، عافٍ من الغسْــــــــــــــــــل مُحْوَلُ
وخَــــــــــــرقٍ كــــظــــهر الترسِ ، قَفْرٍ قطعتهُ= بِعَامِلتين ، ظـــــــــــــهــــــــــ ـــرهُ ليس يعملُ
وألحـــــقـــــتُ أولاهُ بأخـــــــــــــــــراه ، مُوفياً= على قُنَّةٍ ، أُقــــــعـــــــي مِـــــــراراً وأمـــــثُلُ
تَرُودُ الأراوي الصــحــــــــــــــــمُ حولي ، كأنَّها= عَــــــذارى عــــلــيهـــنَّ المــــــــــــلاءُ المُذَيَّلُ
ويركُـــــــــدْنَ بالآصــــــــــــــالٍ حولي ، كأنني= مِن العُصْمِ ، أدفى ينتحــــــــــــي الكيحَ أعقلُ

محمد أبو الفتوح
19-04-2007, 01:59 PM
أستاذنا مصطفى الجزار .. كم هو جميل هذا الموضوع و اسمح لي في المشاركة بقصيدةٍ كثيراً ما قرأتها و كلما قرأتها ازداد إعجابي بها و بشاعرها لما بها من الوفاء و الحب


رثاء جرير لزوجته
لولا الحياء لهاجني استــعبارُ = ولزرت قبركِ والحـبيبُ يزارُ
ولقد نظرتُ وما تمتعُ نظــرةٌ=في اللحدِ حيث تمكنُ المحفارُ
فجزاكِ ربكِ في عشيركِ نظرةٌ = وسقى صداك مجلجل مدرارُ
ولَّهتِ قلبي إذ علتني كــــبرةٌ=وذوو التمائم من بنيك صغارُ
أرعى النجومَ وقد مضـتْ غوريةٌ = عصبُ النجومِ كأنهنَ صوارُ
نعم القرينُ وكنتِ عــلق مضنةٍ = وارى بنعف بلية ،الأحجـارُ
عمرت مكرمةَ المساكِ وفارقتْ=ما مسها صلفٌ ولا إقتارُ
فسقى صدى جدث ببرقة ضاحكٍ = هزم أجش ، وديمةُ مدرارُ
متراكبٌ زجلٌ يضيء وميضهُ =كالبلق تحت بطونها الأمهارُ
كانت مكرمةَ العشيرِ ولم يكنْ = يَخشى غوائلَ أم حزرةَ جارُ
ولقد أراكِ كسيتِ أجملَ منظرٍ =ومعَ الجمالِِ سكينةٌ و وقار
والريح طيبةٌ إذا استقبلتِها = والعرضُ لا دنسٌ ولا خــوارُ
وإذا سريتُ رأيتُ ناركِ نورتْ = وجهاً أغرَ ، يزينهُ الإسفارُ
صلَّى الملائكة الذينَ تخيروا = والصالحونَ عليكِ والأبرارُ
وعليكِ من صلواتِ ربك كلما = نصبَ الحجيجُ ملبدين وغاروا
يا نظرةً لك يوم هاجتْ عبرةٌ =منْ أم حزرةَ ، بالنميرةِ ، دارُ
تحييِ الروامسَ ربعها فتجدهُ = بعدَ البلى ، وتميتهُ الأمطارُ
وكأنَ منزلةً لها بجُلاجلٍ =وحيُ الزبورِ تجدهُ الأحبارُ
لا تكثرنَ إذا جعلت تلومني = لا يذهبنَّ بحِــــلمكَ الإكثــارُ
كان الخليطُ هم الخليطَ فأصبحوا=متبدلينَ ، وبالديار ديارُ
لا يلبثُ القرناءُ أن يتفـــرقوا =ليـــــلٌ يكرُ عليـهـــمُ ونهـارُ
أفأمَّ حرزةَ ، يا فرزدقُ عبتمِ=غَضِبَ المليكُ عليكم القهارُ
كانت إذا هجرَ الحليلُ فراشُها=خُزِنَ الحديـثُ وعفًّتِ الأسرارُ

مصطفى الجزار
19-04-2007, 09:53 PM
ونعود ثانية إلى عنترة العبسي
حيث يقول:



دَعني أَجِدُّ إِلى العَلياءِ في الطَلبِ=وَأَبلُغُ الغايَةَ القُصوى مِنَ الرُتَبِ
لَعَلَّ عَبلَةَ تُضحي وَهيَ راضِيَةٌ=عَلى سَوادي وَتَمحو صورَةَ الغَضَبِ
إِذا رَأَت سائِرَ الساداتِ سائِرَةً=تَزورُ شِعري بِرُكنِ البَيتِ في رَجَبِ
يا عَبلَ قومي اِنظُري فِعلي وَلا تَسَلَي=عَنّي الحَسودَ الَّذي يُنبيكِ بِالكَذِبِ
إِذ أَقبَلَت حَدَقُ الفُرسانِ تَرمُقُني=وَكُلُّ مِقدامِ حَربٍ مالَ لِلهَرَبِ
فَما تَرَكتُ لَهُم وَجهاً لِمُنهَزِمٍ=وَلا طَريقاً يُنَجّيهِم مِنَ العَطَبِ
فَبادِري وَاِنظُري طَعناً إِذا نَظَرَت=عَينُ الوَليدِ إِلَيهِ شابَ وَهوَ صَبي
خُلِقتُ لِلحَربِ أُحميها إِذا بَرَدَت=وَأَصطَلي نارَها في شِدَّةِ اللَهَبِ
بِصارِمٍ حَيثُما جَرَّدتُهُ سَجَدَت=لَهُ جَبابِرَةُ الأَعجامِ وَالعَرَبِ
وَقَد طَلَبتُ مِنَ العَلياءِ مَنزِلَةً=بِصارِمي لا بِأُمّي لا وَلا بِأَبي
وَقَد طَلَبتُ مِنَ العَلياءِ مَنزِلَةً=بِصارِمي لا بِأُمّي لا وَلا بِأَبي
فَمَنْ أَجَابَ نَجَا مِمَّا يُحَاذِرُهُ=وَمَنْ أَبَى ذَاقَ طَعْمَ الحَرْبِ والحَرَبِ

ماجد الغامدي
21-04-2007, 11:17 AM
فكرة رائعة أخي الكريم مصطفى
وهذه إحدى روائع البحتري

إنما الغيُّ أن يكونَ رشيداً =فانقصا من ملامهِ أوفزيدا
خليّاه وجدةَ اللهوِ مادا =مَ رداءُ الشبابِ غضا جديداً
إن ايامَه من البيضِ بيضٌ =ما رأينَ المفارقَ السودَ سودا
أيها الدهرُ حبذا أنت دهراً=قف حميداً ولاتولِ حميداً
كل يومٍ تزداد حسناً فما تب =ـعثُ يوماً إلا حسبناه عيدا
إن في السربِ لو يساعدنا السر =بُ شموساً يمشين مشياً وئيدا
يتدافعن بالأكفِ ويعرض =ـن علينا عوارضاً وخدودا
يتبسمن عن شتيتٍ أراه =اقحوانا مفصلاً أو فريداً
رحن والليلُ قد اقام رواقاً =فأقمن الصباحَ فيه عمودا
بمهاةٍ مثل المهاة أبت أن =تصلَ الوصلَ أو تصد الصدودا
ذات حسنٍ لو استزادت من الحسـ = ـنِ إليه لما أصابت مزيداً
فهيَ الشمسُ بهجة ً والقضيبُ الـ = ـغضُ لِيناً والرئمُ طرفاُ وجيدا
يا ابنةِ العامريَّ كيف يرى قو=مُك عدلاً أن تبخلي وأجودا
إن قومي قومُ الشريفِ قديما =وحديثاً أُبوةً وجدودا
وإذا ما عددتُ يحيى وعمراً =وأبانا وعامرا والوليدا
وعبيداً ومسهراً وجدياً =وتدولاً وبحتراً وعتودا
لم ادَعْ من مناقبِ المجدِ ما يقـ =ـنع من هم أن يكون مجيدا
ذهبت طيءُ بسابقةِ المجـ = ـدِ على العالمين بأسا وجودا
معشرٌ أمسكت حلومهم الأر = ـضَ وكادت من عزهم أن تميدا
نزلوا كاهلَ الحجاز فأضحى =لهمُ ساكنوه طراً عبيدا
منزلاً قارعوا عليه العماليـ = ـقَ وعاداً في عزها وثمودا
فإذا قوتُ وائلٍ وتميمٍ = كان إن كان حنظلاً وهبيدا
ظل ولدانُنُا يغادون نخلاً =مؤتياً أكلَهُ وطلحا نضيدا
بلدٌ ينبتُ المعالي فما يثغر =الطفلُ فيه حتى يسودا
وليوثٌ من طيءٍ وغيوثٌ=لهم المجدُ طارفاً وتليدا
فإذا المحلُ جاء جاؤوا سيولاً =وإذا النقعُ ثارَ ثاروا اسودا
يحسنُ الذكرُ عنهم والأحاديـ = ـثُ إذا حدَّثَ الحديدُ الحديدا
في مقامٍ تَخِرُّ في ضنكه البيـ= ـضُ على البيضِ ركعا وسجوداً
معشرٌ ينجزون بالخير والشرِ =يد الدهر موعداً ووعيداً
يفرجون الوغى إذا ما أثار الضرب =من مصمت الحديد صعيد ا
بوجوه تُعشي السيوفَ ضياءً = وسيوف تعشي الوجوه وقودا
عدلوا الهضبَ من تهامةَ أحلا = ما ثقالاً ورملَ نجدٍ عديدا
ملكوا الأرضَ قبل أن تُملك الأر =ضُ وقادوا في حافتيها الجنودا
وجروا قبل مولد الشيخ ابرا =هيم في المكرمات شاواً بعيدا
فهم قوم تُبَّعٍ خيرُ قومٍ=لهم الله بالفخار شهيداً
بمساعٍ منظمومةٍ البستهنَّ =اللالي قلائداً وعقودا
سائلِ الدهرَ مذ عرفناه هل يعـ =رفُ منا إلا الفعالَ الحميدا
قد لعمري رزناه كهلاً وشيخاً =ورأيناه ناشئاً ووليدا
وطوينا أيامه ولياليـ = ـه على المكرماتِ بيضا وسودا
لم نزل قط مذ ترعرع نكسو = هُ ندىً ليِّناً وبأسا شديداً
فهو من مجدنا يروح ويغدو =في عُـلىً لاتبيدُ حتى يبيدا
عبد شمسٍ شمسُ العريب أبونا =ملكَ الناس واصطفاهم عبيدا
وَطــِىءَ السهلَ والحزونة بالأبـ = ـطالِ شعثا والخيل قبا وقودا
وأبو الأنجم التي لاتَنِي تجـ = ـري على الناس انحسا وسعودا
نحن ابناءُ يعربٍ أعربَ النا = سِ لساناً وأنضرَ الناسِ عودا
وكأن الإلهَ قال لنا في الـ =حربِ كونوا حجارةً أو حديدا

مصطفى الجزار
22-04-2007, 08:33 AM
فكرة رائعة يا مصطفى
وأنا اقترح انشاء قسم خاص بالقصائد التراثية والأدب الجاهلي والعربي القديم .
ومشاركتي في موضوعك الجميل هي قصيدة الشنفرى ( لامية العرب ) .
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه ( علموا أولادكم لامية العرب ) لأنها تعلمهم مكارم الاخلاق..
ولامية العرب هي للشاعر الجاهلي ..ثابت بن أوس الأزدي الملقب بالشنفرى ، نشأ بين بني سلامان من بني فهم الذين أسروه وهو صغير ، فلما عرف بالقصة حلف أن يقتل منهم مائة رجل ، وقد تمكن من قتل تسعة وتسعين منهم ، وأما المائة فقيل إنه رفس جمجمة الشنفرى بعد موته فكانت سبباً في موته .
وهو - من أشهر عدَّائي الصعاليك كتأبط شراً وعمرو بن براقة ، ومن أشهرهم جرأة وقد عاش في البراري والجبال


بورك فيك أخي عبد الملك الخديدي

اختيار موفق وجميل، وقصيدة تنم عن ثقافة وفكر مختارها.

في انتظار روائع اختياراتك القادمة.

تحياتي.

مصطفى الجزار
22-04-2007, 08:49 AM
أستاذنا مصطفى الجزار .. كم هو جميل هذا الموضوع و اسمح لي في المشاركة بقصيدةٍ كثيراً ما قرأتها و كلما قرأتها ازداد إعجابي بها و بشاعرها لما بها من الوفاء و الحب

رثاء جرير لزوجته[/gasida]

أخي الكريم محمد أبو الفتوح

اختيارك راااااائع بكل معاني الكلمة، فهي قصيدة بالفعل تستحق كل إعجاب لأنها تخاطب المشاعر بشكل صادق.

شكراً لك وفي انتظار اختياراتك الموفقة القادمة إن شاء الله.

تحياتي.

خالد الحمد
23-04-2007, 06:12 PM
أخي مصطفى

درر غالية ونفيسة

كي تحفظ ونعود لها متى ما أردنا

واحة غناء ونخيل تساقط رطبا جنيا

سوف أعود بعد أن أجلب صيدا سمينا كصيدكم

دام النقاء

مصطفى الجزار
24-04-2007, 04:26 PM
فكرة رائعة أخي الكريم مصطفى
وهذه إحدى روائع البحتري

[/gasida]


أخي الكريم الماجد/ ماجد الغامدي

هي فعلاً من -روائع البحتري- وهي أيضاً من -روائع مختارات ماجد الغامدي-.

بورك فيك أيها الشاعر الذواقة، وفي انتظار المزيد والمزيد من هذه الكنوز الرائعة.

تحياتي وتقديري.

مصطفى الجزار
24-04-2007, 04:32 PM
أخي مصطفى
درر غالية ونفيسة
كي تحفظ ونعود لها متى ما أردنا
واحة غناء ونخيل تساقط رطبا جنيا
سوف أعود بعد أن أجلب صيدا سمينا كصيدكم
دام النقاء

أخي الكريم المبدع/ خالد الحمد

بورك فيك وفي مرورك.

وفي انتظار مختاراتك الذهبية، وصيدك السمين الثمين.

تحياتي وتقديري.

ماجد الغامدي
29-04-2007, 11:08 AM
مرحباً ياعراقُ...! جئتُ أُغنيكَ=وبعضٌ من الغــــــــناءِ بكاءُ

مرحباً ..مرحباً.. أتعرفُ وجهاً= حَفَـــــــــــرَتْهُ الأيامُ والأنواءُ

أكلَ الحبُ من حشاشةِ قلبي=والبقايا تقاسمتها النساءُ

كلُ أحبابي القدامى نسوني=لا نُــــوارٌ تُجيبُ أو عفـــــراءُ

فالشفاهُ المُطيَّباتُ رمادٌ=وخيامُ الهوى رماها الهواءُ

سكنَ الحزنُ كالعصافيرِ قلبي= فالأسى خمرةٌ وقلبي الإناءُ

أنا جرحٌ يمشي على قدميهِ=وخيولي قد هَدَّها الإعياءُ

فأنا الحزنُ من زمانٍ صديقي=وقليلٌ في عصرنا الأصدقاءُ

مرحباً يا عراقُ..كيف العباءات=وكيف المها..وكيف الظِباءُ

مرحباً ياعراقُ هل نَسِيَتْني=بعد طولِ السنين..سامُرّاءُ

مرحباً يا جسورُ..يا نخلُ..يانهرُ=وأهلاً يا عُشبُ.... يا أفياُ

كيف أحبابُنا على ضفةِ النهرِ=وكيف البساطُ والندماءُ

كان عندي هنا أميرةُ حبٍ=ثم ضاعت أميرتي الحسناءُ

إنني السندبادُ مَزَّقهُ البحرُ=وعينا حبيبتي الميناءُ.....

مَضَغَ الموجُ مركبي... وجبيني=ثقبتهُ العواصفُ الهوجاءُ

إنَّ في داخلي عُصوراً من الحزنِ=فهل لي إلى العراقِ إلتجاءُ

وأنا العاشقُ الكبيرُ ..ولكن =ليس تكفي دفاتري الزرقاءُ

يا حزيرانُ. مالذي فعلَ الشعرُ =وماذا أعطى لنا الشعراءُ

الدواوينُ في يدينا طُرُوحٌ=والتعابيرُ كلُّها إنشاءُ

كلُ عامٍ نأتي لسوقِ عكاظٍ=وعلينا العمائمُ الخضراءُ

ونهزُّ الرؤوسَ مثلَ الدراويش=وبالنارِ تكتوي سيناءُ

كُلُ عامٍ نأتي فهذا جريرٌ=يتغنّى... وهذه الخنساءُ

لم نزل..لم نزل..نمصمصُ قِشراً=وفلسطينُ خضَّبتها الدماءُ

ياحزيرانُ أنتَ أكبرُ منّا=وأبٌ أنتَ... مالهُ أبناءُ

لو مَلكنا بقيةً من إباءٍ=لانتخينا لكننا جبناءُ

يا عصورَ المعلَّقاتِ... مللنا=ومن الجسمِ قد يمَلُّ الرداءُ

نصفُ أشعارنا نقوشٌ.. وماذا=ينفعُ النقشُ حين يهوي البناءُ


ماهو الشعرُ.. حين يصبحُ فأراً=كِسرةُ الخبزِ هَمَّهُ والغذاءُ

وإذا أصبح المفكرُ بوقاً= يستوي الفكرُ عندها.. والحذاءُ

يُصلبُ " الأتقياءُ" من أجلِ رأيٍ=فلماذا لا يُصلبُ الشعراءُ

الفدائيُ وحدَهُ يكتبُ الشعرَ=وكلُ الذي كتبنا هُراءُ

إنهُ الكاتبُ الحقيقيُ للعصرِ=ونحنُ الحُجَّابُ والأُجراءُ

عندما تبداُ البنادقُ بالعزفِ=تموتُ القصائدُ العصماءُ

مالنا ..مالنا نلومُ حزيرانَ؟=وفي الإثمِ كُلنا شركاءُ

مَن همُ الأبرياءُ؟ نحنُ جميعاً= حاملوا عارِهِ.. ولا استثناءُ

عقلنا ..فكرنا..هُزال أغانينا=رؤانا ..أقوالنا الجوفاءُ

نثرنا.. شعرنا.. جرائدنا الصفراءُ=والحبرُ والحروفُ الإماءُ

وحدويّون؟!..والبلادُ شظايا=كلُ جزءٍ من لحمها أجزاءُ

ما ركسيون؟! والجماهيرُ تشقى=فلماذا لا يشبعُ الفقراءُ؟

قرشيّون؟!.. لو رأتهم قريشٌ= لاستجارت من رملها البيداءُ

لا يمينٌ يجيرنا أو يسارٌ=تحت حِّدِ السكين نحنُ سواءُ

لو قرأنا التاريخَ.. ما ضاعت القدسُ=وضاعت من قبلها الحمراُ


نزار قبّاني

د. سمير العمري
29-04-2007, 07:46 PM
جهد كريم نثمنه ونشجعه.

وتراثنا العربي زاخر بالكنوز الجميلة فاستخرجوا الدرر التي لا يبهت الدهر بريقها.



تحياتي

جواد.الخازن
30-04-2007, 04:03 PM
مجنون ليلى

هو قيس بن الملوح بن مزاحم العامري
من شعراء العصر الأموي
توفي سنة 86 هـ / 687 م
شاعر غزل، من المتيمين، من أهل نجد.
لم يكن مجنوناً وإنما لقب بذلك لهيامه في حب ليلى بنت سعد التي نشأ معها إلى أن كبرت وحجبها أبوها عنه، فهام على وجهه ينشد الأشعار ويأنس بالوحوش، فيرى حيناً في الشام وحيناً في نجد وحيناً في الحجاز، إلى أن وجد ملقى بين أحجار وهو ميت فحمل إلى أهله.

تذكرت ليلى


تَذكَّرْتُ لَيْلَـى والسِّنيـنَ الْخوَالِيـا=وَأيَّامَ لاَ نَخْشَى على اللَّهْـوِ نَاهِيَـا
وَيَومٌ كَظِلِّ الرُّمْـحِ قَصَّـرْتُ ظِلَّـهُ=بِلَيْلَـى فَلَهَّانِـي وَمَا كُنْـتُ لاَهِيَـا
بِثَمْدِينَ لاَحَتْ نَارُ لَيْلَـى وَصُحْبَتِـي=بِذاتِ الْغَضَى تُزْجي المَطِيَّ النَّوَاجِيَـا
فَقَالَ بَصيرُ الْقَوْمِ ألْمَحْـتُ كَوْكَبـاً=بَدَا فِي سَوَادِ اللَّيْـلِ فَـرْداً يَمَانِيَـا
فَقُلْتُ لَهُ : بَـلْ نارُ ليْلـى تَوقَّـدتْ=بِعَلْيَا تَسَامَـى ضَوْؤُهَـا فَبَـدَا لِيَـا
فَلَيْتَ رِكابَ الْقَوْم لَمْ تَقْطَعِ الْغَضَـى=وَليْتَ الْغَضَى مَاشَى الرِّكَابَ ليَاليَـا
فَيَا لَيْلَ كَمْ مِنْ حَاجَـةٍ لِي مُهِمَّـةٍ=إِذَا جِئْتُكُمْ بِاللَّيْـلِ لَـمْ أدْرِ مَا هِيَـا
خَلِيلَـيَّ إِنْ لاَ تَبْكِيَـانِـيَ أَلْتمِـسْ=خَلِيلاً إِذَا أَنْزفْتُ دَمْعِـي بَكَـى لِيَـا
فَمَا أُشْـرِفُ الأَيْفَـاعَ إِلاَّ صَبَابـةً=وَلاَ أُنْشِـدُ الأَشْعَـارَ إِلاَّ تَـدَاوِيَـا
وَقَدْ يَجْمَـعُ اللهُ الشَّتِيتَيـنِ بَعْدَمَـا=يَظُنَّـانِ كُـلَّ الظَّـنِّ أَنْ لاَ تَلاَقِيَـا
لَحَـى اللهُ أَقْوَامـاً يَقُولُـونَ إِنَّنَـا=وَجَدْنَا طَوَالَ الدَّهْرِ لِلحُـبِّ شَافيَـا
وَعَهْدِي بِلَيْلَـى وَهْيَ ذاتُ مُؤَصَّـدٍ=تَـرُدُّ عَلَيْنَـا بِالْعَشِـيِّ المَـوَاشيَـا
فَشَبَّ بنُو لَيْلَـى وَشَبَّ بَنُـو ابْنِهَـا=وَأعْلاَقُ لَيْلَى فِي فُـؤَادِي كَمَا هِيَـا
إِذَا مَـا جَلَسْنَـا مَجْلِسـاً نَسْتَلِـذُّهُ=تَوَاشَوْا بِنَـا حَتَّـى أَمَـلَّ مَكَانيَـا
سَقَى اللهُ جَارَاتٍ لِلَيْلَـى تَبَاعَـدَتْ=بِهنَّ النَّوَى حَيْثُ احْتَلَلْـن المطَالِيَـا
وَلَمْ يُنْسِنِي لَيْلَى افْتِقَـارٌ وَلاَ غِنـىً=وَلاَ تَوْبَةٌ حَتَّى احْتَضَنْـتُ السَّوَاريَـا
وَلاَ نِسوةٌ صبَّغْـنَ كَبْـدَاءَ جَلْعَـداً=لِتُشْبِـهَ لَيْلَـى ثُـمَّ عَرَّضْنَـهَا لِيَـا
خَلِيلَـيَّ لاَ وَاللهِ لاَ أمْـلِكُ الَّـذي=قَضَى اللهُ فِي لَيْلَى ولاَ مَا قضَى لِيَـا
قَضَاها لِغَيْـري وَابْتَلاَنِـي بِحُبِّـها=فَهَلاَّ بشَـيْءٍ غيْـرِ لَيْلَـى ابْتلاَنِيَـا
وَخبَّـرْتُمَـانِـي أَنَّ تَيْـمَاءَ مَنْـزِلٌ=لِلَيْلَى إِذَا مَا الصَّيْفُ ألْقَـى المَرَاسيَـا
فَهَذِي شُهُورُ الصَّيْفِ عَنَّا قَدِ انْقَضتْ=فَمَا لِلنَّوَى تَرْمِـي بِلَيْلَـى المَرَاميَـا
فَلَـوْ أنَّ وَاشٍ بِـالْيَـمَـامَـةِ دَارُهُ=وَدَارِي بأَعْلَى حَضْرَ مَوْت اهْتَدَى لِيَا
وَمَاذَا لَهُـمْ لاَ أَحْسَـنَ اللهُ حَالَهُـمْ=مِنَ الحَظِّ فِي تصْرِيـمِ لَيْلَى حبَالِيَـا
وَقَدْ كُنْتُ أعْلُو حُبَّ لَيْلَى فلَمْ يَـزَلْ=بِيَ النَّقْضُ وَالإِبْـرامُ حَتَّـى عَلاَنِيَـا
فيَا رَبِّ سَوِّ الحُـبَّ بيْنِـي وَبَيْنَـهَا=يَكُـونُ كَفَافـاً لاَ عَلَـيَّ وَلاَ لِيَـا
فَمَا طلَعَ النَّجْـمُ الَّذي يُهْـتَدَى بِـهِ=وَلاَ الصُّبْحُ إلاَّ هيَّجَـا ذِكْرَهـا لِيَـا
وَلاَ سِرْتُ مِيلاً مِنْ دِمَشْـقَ وَلاَ بَـدَا=سُهَيْـلٌ لأِهْـلِ الشَّـامِ إلاَّ بَدا لِيَـا
وَلاَ سُمِّيَـتْ عِنْـدِي لَهَا مِنْ سَمِيَّـةٍ=مِنَ النَّـاسِ إِلاَّ بَـلَّ دَمْعـي رِدَائِيَـا
وَلاَ هَبَّتِ الرِّيحُ الجنُـوبُ لأِرْضِـهَا=مِنَ اللَّيْـل إلاَّ بِـتُّ لِلرِّيـحِ حَانِيَـا
فَإِنْ تَمْنَعُوا لَيْلَـى وَتَحْمُـوا بِلاَدَهَـا=عَلَيَّ فَلَـنْ تَحْمُـوا عَلَـيَّ الْقَوَافِيَـا
فَـأشْهَـدُ عِنْـدَ اللهِ أنِّـي أُحِبُّـهَا=فَهَذا لَهَا عِنْدِي فَمَـا عِنْدَهَـا لِيَـا
قَضَى الله بِالْمَعْرُوفِ مِنْـهَا لِغَيْرِنَـا=وَبِالشَّوْق مِنِّي وَالْغَـرَامِ قَضَـى ليَـا
وإنَّ الَّـذي أمَّلْـتُ يَـا أُمَّ مَـالِكٍ=أَشَابَ فُوَيْـدِي وَاسْتَـهَامَ فُؤَادِيـا
أعُـدُّ اللَّيَـالِـي لَيْلَـةً بَعْـدَ لَيْلَـةٍ=وقَدْ عِشْتُ دَهْـراً لاَ أعُـدَّ اللَّيَالِيَـا
وأخْـرُجُ مِنْ بَيْنِ الْبُيُـوتِ لَعَلَّنِـي=أُحَدِّثُ عَنْكِ النَّفْسَ بِاللَّيْـلِ خَالِيـا
أرَانِي إذَا صَلَّيْـتُ يَمَّمْـتُ نَحْوَهَـا=بِوَجْهِي وَإِنْ كَانَ المُصَلَّـى وَرَائِيَـا
وَمَا بِـيَ إشْـرَاكٌ وَلَكِـنَّ حُبَّـهَا=وَعُظْمَ الجَوَى أَعْيَا الطَّبِيـبَ المُدَاوِيَـا
أُحِبُّ مِنَ الأَسْمَاءِ مَا وَافـقَ اسْمَـهَا=أَوْ اشْبَـهَهُ أَوْ كَـانَ مِنْـهُ مُدَانِيَـا
خَلِيلَيَّ لَيْلَى أكْبَرُ الْحَـاجِ وَالْمُنَـى=فَمَنْ لِي بِلَيْلَى أوْ فَمَـنْ ذَا لَها بِيَـا
لَعَـمْري لَقَدْ أبْكَيْتِنِـي يَا حَمَامَـةَ=الْعقيقِ وَأبْكَيْـتِ الْعُيُـونَ الْبَوَاكِيَـا
خَلِيلَيَّ مَا أَرْجُو مِنَ الْعَيْـشِ بَعْدَمَـا=أَرَى حَاجَتِي تُشْرَى وَلاَ تُشْتَرى لِيَـا
وَتُجْـرِمُ لَيْلَـى ثُـمَّ تَزْعُـمُ أنَّنِـي=سَلْوْتُ وَلاَ يَخْفى عَلَى النَّاسِ مَا بِيَـا
فَلَـمْ أَرَ مِثْلَيْنَـا خلِيلَـيْ صَبَـابَـةٍ=أَشَدَّ عَلَى رَغْـمِ الأَعَـادِي تَصَافِيَـا
خَلِيلاَنِ لاَ نَرْجُو اللِّقـاءَ وَلاَ نَـرَى=خَلِيْلَيْـنِ إلاَّ يَـرْجُـوَان تـلاَقِيَـا
وِإنِّي لأَسْتحْيِيكِ أَنْ تَعـرِضَ المُنَـى=بِوَصْلِكِ أَوْ أَنْ تَعْرِضِي فِي المُنَى لِيَـا
يَقُـولُ أُنَـاسٌ عَلَّ مَجْنُـونَ عَامِـرٍ=يَرُومُ سُلُـوّاً قُلْـتُ أنَّـى لِمَا بِيَـا
بِيَ الْيَـأْسُ أوْ دَاءُ الهُيَـامِ أصَابَنِـي=فَإيَّاكَ عنِّـي لاَ يَكُـنْ بِـكَ مَا بِيَـا
إِذَا مَا اسْتَطَالَ الدَّهْـرُ يَا أُمَّ مَـالِكٍ=فَشَأْنُ المَنَايَـا الْقَاضِيَـاتِ وَشَانِيَـا
إِذَا اكْتَحَلَتْ عَيْنِي بِعَيْنِـكِ لَمْ تـزَلْ=بِخَيْرٍ وَجَلَّـتْ غَمْـرَةً عَنْ فُؤادِيَـا
فَأنْتِ الَّتِي إِنْ شِئْتِ أشْقَيْتِ عِيشَتِـي=وَأنْتِ الَّتِي إِنْ شِئْتِ أنْعَمْـتِ بَاليَـا
وَأنْتِ الَّتِي مَا مِنْ صَدِيقٍ وَلاَ عِـدى=يَرَى نِضوَ مَا أبْقيْـتِ إلاَّ رَثـى لِيَـا
أمَضْرُوبَـةٌ لَيْلَـى عَلَـى أَنْ أَزُرَهـا=وَمُتَّخَـذٌ ذَنْبـاً لَهَـا أَنْ تَـرَانِيَـا
إِذَا سِرْتُ فِي الأرْضِ الْفَضَاءِ رَأيْتُنِـي=أُصَانـعُ رَحْلِـي أَنْ يَمِيـلَ حِيَالِيَـا
يَمِيـناً إِذَا كَانَتْ يَمِيـناً وَإنْ تَكُـنْ=شِمَالاً يُنَازِعْنِي الـهَوَى عَنْ شِمَالِيَـا
هِيَ السِّحْـرُ إِلاَّ أَنَّ للسِّحْـرَ رُقْيَـةً=وَإنِّـيَ لاَ أُلْفِـي لَهَا الدَّهْـرَ رَاقِيَـا
إِذَا نَحْـنُ أدْلَجْنَـا وأَنْـتِ أمَامَنَـا=كَفَـى لِمَطَايَانَـا بِذِكْـرَاك هَادِيَـا
ذَكَتْ نَارُ شَوْقِي فِي فُؤَادِي فَأَصْبَحَتْ=لَهَا وَهَـجٌ مُسْتَضْـرَمٌ فِـي فُؤَادِيَـا
أَلاَ أيُّها الرَّكْبُ الْيَمانُـونَ عَرِّجُـوا=عَلَيْنَـا فَقَدْ أمْسَـى هَوَانَـا يَمَانِيَـا
أسَائِلكُمْ هَلْ سَـالَ نَعْـمَانُ بَعْدَنَـا=وَحُبَّ علينا بَطـنُ نَعْـمَانُ وَادِيَـا
أَلاَ يَا حَمَامَيْ بَطْنِ نَعْـمَانَ هِجْتُـمَا=عَلَـيَّ الـهَوَى لـمَّا تَغَنَّيْتُـمَا لِيَـا
وَأبكيْتُمَانِي وَسْطَ صَحْبِي وَلَمْ أكُـنْ=أُبَالِي دُمُوعَ الْعَيْنِ لَوْ كُنْـتُ خَالِيَـا
وَيَا أيُّهـا الْقُمْـرِيَّتَـانِ تَجَـاوَبَـا=بِلَحْنَيْكُ مَا ثُـمَّ اسْجَـعَا عَلِّلاَنِيَـا
فَإنْ أنْتُـمَا اسْتطْرَبْتُـمَا أَوْ أَرَدْتُمَـا=لَحَاقاً بأطْـلاَل الْغَضَـى فَاتْبَعَانِيَـا
أَلاَ لَيْتَ شِعْـرِي مَا لِلَيْلَـى وَمَا لِيَـا=وَمَا لِلصِّبَا مِنْ بَعْـدِ شَيْـبٍ عَلانِيَـا
أَلاَ أيُّهَا الْوَاشِـي بِلَيْلَـى أَلاَ تَـرَى=إلى مَنْ تَشِيهَا أَوْ بِمَنْ جِئْت وَاشِيَـا
لئِنْ ظَعَنَ الأَحْبَـابُ يَـا أُمَّ مَـالِكٍ=فَمَا ظَعَنَ الْحُـبُّ الَّذِي فِي فُؤَادِيَـا
فَيَا ربِّ إِذْ صَيَّـرْتَ لَيْلَى هِيَ المُنَـى=فَزِنِّـي بِعَيْنَيْـهَا كَمَـا زِنْتَـهَا لِيَـا
وإلاّ فَبـغِّـضْـهَا إلَـيَّ وَأهْـلَـهَا=فَإنِّي بلَيْلَـى قَـدْ لَقِيـتُ الدَّوَاهيَـا
عَلَى مِثْل لَيْلَى يَقْتُـلُ المَـرْءُ نَفْسَـهُ=وَإن كُنْتُ مِنْ ليْلَى عَلَى الْيَأْسِ طَاوِيَا
خَلِيلَـيَّ إِنَّ ضَنُّـوا بِلَيْلَـى فقرِّبَـا=لِيَ النَّعْشَ وَالأَكْفَانَ وَاسْتغْفِـرَا لِيَـا

حسن كريم
01-05-2007, 02:11 AM
هنا الإمتاع

هنا فصاحة يعرب


هنا ما يستحق عليه مصطفى وسام الرضى.

قد أكون من المشاركين هنا

قريبا.

أخوك.

جواد.الخازن
01-05-2007, 11:40 PM
قال الأصمعي : بينما أنا أسير في البادية إذ مررت بحجر مكتوب عليه هذا البيت:


أيا معشر العشاق بالله خبّروا=إذا حلّ عشقٌ بالفتى كيف يصنعُ؟

فكتبت تحته:


يداري هواه ثم يكتم سِرّهُ=ويخشع في كل الأمور ويخضعُ

ثم عدت في اليوم الثاني فوجدت مكتوباً تحته:


فكيف يداري والهوى قاتلُ الفتى=وفي كل يومٍ قلبه يتقطّعُ؟

فكتبت تحته:


إذا لم يجد صبراً لكتمان سِرّهِ=فليس له شيء سوى الموتِ أنفعُ

ثم عدت في اليوم الثالث فوجدت شاباً ملقى تحت ذلك الحجر ميتاً وقد كتب قبل موته:


سمعنا أطعنا ثم متنا فبلِّغوا=سلامي إلى من كان للوصل يمنعُ


مع تحياتي للجميع

حسن كريم
02-05-2007, 01:43 AM
أبو الطيب المتنبي:


أرق عـــلى أرق ومثــلي يــأرقُ=وجــوى يزيــدُ وعَــبرة تـترقرقُ
جـهد الصبابـة أنْ تكـون كمـا أرى=عيــنٌ مســهدةٌ وقلــبٌ يخــفقُ
مــا لاح بــرقٌ أو تــرنم طـائرٌ=إلا انثنيــتُ ولــي فــؤاد شــيّقُ
جـرّبت مـن نـار الهـوى ما تنطفي=نــار الغضـى وتكـلّ عمـا تحـرقُ
وعــذلت أهـل العشـق حـتى ذقتـه=فعجـبت كـيف يمـوت مَـن لا يَعشقُ !
وعــذرتهم وعــرفت ذنبـي أننـي=عــيّرتُهم فلقيــتُ فيـه مـا لقـوا

جواد.الخازن
03-05-2007, 05:10 PM
يزيد بن معاوية


نَالَتْ عَلَى يَدِهَا مَا لَـمْ تَنَلْـهُ يَـدِي=نَقْشاً عَلَى مِعْصَمٍ أَوْهَتْ بِهِ جَلَـدِي
كَأنـهُ طَـرْقُ نَمْـلٍ فِـي أنَامِلِـهَا=أَوْ رَوْضَةٌ رَصَّعَتْهَا السُّحْـبُ بالبَـرَدِ

كأَنَّهَا خَشِيَـتْ مِنْ نَبْـلِ مُقْلَتِـهَا=فَأَلْبَسَتْ زَنْدَها دِرْعـاً مِـنَ الـزَّرَدِ

مَدَّتْ مَواشِطَهَا فِي كَفِّـهَا شَرَكـاً=تَصِيدُ قَلْبِي بِـهِ مِنْ دَاخِـلِ الجَسَـدِ

وَقَوْسُ حَاجِبِـهَا مِنْ كُـلِّ نَاحِيَـةٍ=وَنَبْلُ مُقْلَتِـهَا تَرْمِـي بِـهِ كَبِـدِي

وَخَصْرُهَا نَاحِلٌ مِثْلِـي عَلَى كَفَـلٍ=مُرَجْرَجٍ قَدْ حَكَى الأَحْزَانَ فِي الخَلَـدِ

أُنْسِيَّةٌ لَوْ رَأتْهَا الشَّمْـسُ مَا طَلَعَـتْ=مِنْ بَعْدِ رُؤيَتِهَا يَـوْماً عَلَـى أَحَـدِ

سَأَلتُهَا الوَصْلَ قَالَـتْ لاتُغَـرَّ بِنَـا=مَنْ رَامَ منَّا وِصَالاً مَـاتَ بالكَمَـدِ

فَكَمْ قَتِيلٍ لَنَا بالحُبِّ مَـاتَ جَـوًى=من الغَـرَامِ وَلَمْ يُبْـدِي وَلَـمْ يَعِـدِ

فَقُلْتُ : أَسْتَغْفِـرَ الرَّحْمنَ مِنْ زَلَـلٍ=إِنَ المُحِـبَّ قَلِيـلُ الصَّبْـرَ وَالجَلَـدِ

قَالَتْ وَقَدْ فَتَكَـتْ فِينَـا لَوَاحِظُـهَا=مَا إِنْ أَرَى لِقَتِيـل الحُـبِّ مِنْ قَـوَدِ

قَدْ خَلَّفَتْنِـي طَرِيحـاً وَهـي قَائِلَـه=تَأَمَّلُوا كَيْفَ فَعَـلَ الظَبْـيِ بالأَسَـدِ

قَالَتْ لِطَيْفِ خَيَالٍ زَارَنِـي وَمَضَـى=بِاللهِ صِـفْـهُ وَلاَ تَنْقُـصْ وَلاَ تَـزِدِ

فَقَالَ : خَلَّفْتُهُ لَوْ مَـاتَ مِـنْ ظَمَـأٍ=وَقُلْتِ : قِفْ عَنْ وَرُودِ المَاءِ لَمْ يَـرِدِ
وَاسْتَرْجَعَتْ سَألَتْ عَنِّي فَقِيْـلَ لَهَـا=مَا فِيهِ مِنْ رَمَقٍ ، دَقَّـتْ يَـدّاً بِيَـدِ

وَأَمْطَرَتْ لُؤلُؤاً منْ نَرْجِسٍ وَسَقَـتْ =وَرْداً وَعَضَّتْ عَلَى العُـنَّابِ بِالبَـرَدِ

وَأَنْشَـدَتْ بِلِسَـانِ الحَـالِ قَائِلَـةً =مِنْ غَيْرِ كَـرْهٍ وَلاَ مَطْـلٍ وَلاَ مَـدَدِ

وَاللّهِ مَا حَزِنَـتْ أُخْـتٌ لِفَقْـدِ أَخٍ =حُزْنِـي عَلَيْـهِ وَلاَ أُمٍّ عَلَـى وَلَـدِ

فَأْسْرَعَتْ وَأَتَتْ تَجرِي عَلَى عَجَـلٍ =فَعِنْدَ رُؤْيَتِـهَا لَمْ أَسْتَطِـعْ جَلَـدِي

وَجَرَّعَتْنِـي بِرِيـقٍ مِـنْ مَرَاشِفِـهَا =فَعَادَتْ الرُّوحُ بَعْدَ المَوْتِ فِي جَسَدِي

هُمْ يَحْسِدُونِي عَلَى مَوْتِي فَوَا أَسَفِـي =حَتَّى عَلَى المَوتِ لاَ أَخْلُو مِنَ الحَسَـدِ

مصطفى الجزار
06-05-2007, 07:58 AM
هنا الإمتاع
هنا فصاحة يعرب
هنا ما يستحق عليه مصطفى وسام الرضى.
قد أكون من المشاركين هنا
قريبا.
أخوك.

أخي الحسن الكريم/ حسن كريم

بارك الله فيك، وشكراً على حضورك، ووسامك الذي أشرف به.

في انتظار المزيد من مختاراتك المميزة.

تحياتي وتقديري.

جواد.الخازن
06-05-2007, 11:59 PM
عمر بن أبي ربيعة
هو عمر بن عبد الله بن أبي ربيعة المخزومي القرشي، أبو الخطاب
من شعراء العصر الأموي
ولد سنة 23 هـ / 643 م – توفي سنة 93 هـ / 711 م

أرق شعراء عصره، من طبقة جرير والفرزدق، ولم يكن في قريش أشعر منه.
ولد في الليلة التي توفي بها عمر بن الخطاب، فسمي باسمه، وكان يفد على عبد الملك بن مروان فيكرمه ويقربه.
رُفع إلى عمر بن عبد العزيز أنه يتعرض للنساء ويشبب بهن، فنفاه إلى دهلك، ثم غزا في البحر فاحترقت السفينة به وبمن معه، فمات فيها غرقاً.





أبـتِ البخـيـلـةُ أن تنـولنـي= فـأظـنُّ أنـي زائـرٌ رمـسـي

لا خيـرَ فِـي الدُّنيـا وبـهجتهـا = إنْ لَـمْ تـوافـقْ نفسهـا نفسـي

لا صبـرَ لـي عنهـا، إذا بـرزت = كالبـدرِ، أو قـرنٍ مـن الشمـسِ

نظـرتْ إليـكَ بعيـنِ جـازئـةٍ = كحـلاءَ، وسـطَ جـآذرٍ خنـسِ

فسبـتْ فـؤادكَ، عنـد نظرتـها = بـمـلاحـةِ الأنيـابِ، والانـسِ

جـودي لـمـن أورثتـه سقمـاً = وتـركتـهِ حـيـرانَ فِـي لبـسِ

لا تَحرميـهِ الوصـلَ، واتـخـذي = أجـراً، فليـس بـذاك من بـأسِ

ولقد خشيـتُ بأن يكـون بـهش = من حبكـم طـرفٌ من الـمـسِّ

ماجد الغامدي
09-05-2007, 10:45 AM
أرى كلَّ معشوقينِ غيري وغيرها=يلذّانِ في الدنيا ويغتبطانِ
وأمشي وتمشي في البلادِ كأننا=أسيرانِ للأعداء مرتهنانِ
اُصلّي فأبكي في الصلاةِ لذكرها=ليَ الويلُ مما يكتبُ الملَكَانِ
ضمنتُ لها أن لا أهيمَ بغيرها=وقد وثقت مني بغيرِ ضمانِ
ألا يا عبادَ اللهِ قوموا لتسمعوا=خصومةَ معشوقينِ يختصمانِ
وفي كلِ عامٍ يستجدّانِ مرةً=عتاباً وهجراً ثم يصطلحانِ
يعيشانِ في الدنيا غريبين أينما=أقاما.. وفي الأعوامِ يلتقيانِ
جميل بثينه

اسلام محروس
09-05-2007, 11:25 AM
اخى وحبيبى الشاعر الجميل مصطفى الجزار
والله موضوع رائع بحق ففى التراث العربى من الكنوز ما لا يحصى
وعموما ان سمحت لى ان استدعى عدد من المقتطفات من الذاكرة ولكن فلتعذرنى ان لم اتذكر اسماء الشعراء فالعقل يضج بالكثير والكثير يا صديقى
-----

لا تخف ما فعلت بك الاشواق
واشرح هواك فكلنا عشاق
فعسى يعينك من شكوت له الهوى
فى حمله والعاشقين رفاق
لا تجزعن فلست اول مغرم
فتكت به الوجنات والأحداق
واصبر على هجر الحبيب فربما
عاد الوصال وللهوى اخلاق

***********************************************
للجنة ظل أخضر خلف ضفاف الصمت أريق
ولنار جهنم ظل احمر وبريق
ولمن شاء الصخب طريق
ولمن شاء الدعة طريق
وانا ما بين الجنة فى عينيك وبين النار على شفتيك
اشب الى الفردوس على اطراف حريق
***********************************************
بلغوها اذا زرتم حماها اننى مت فى الغرام فداها
واذكرونى لها بكل جميل فعسى تحن على عساها
واصحبوها لتربتى فعظام قبر تشتهى ان تدوسها قدماها
هى التى علمتنى كيف اعشقها هى التى سقتنى شهد رياها
نور من الله سواها لنا بشرا
كساها حسنا وجملها وحلاها
انا ان عبدتها فلا إشراك بالله
لاننى انا فى هواها اعبد الله
***********************************************
جاءت معذبتى فى غيهب الغسق
كأنها الكوكب الدرى فى الافق
فقلت نورتنى يا خير زائرة
اما خشيت من الحراس فى الطرق
فجاوبتنى ودمع العين يسبقها
من يركب البحر لا يخشى من الغرق
***********************************************
ولقد خلوت مع الحبيب وبيننا
سر أرق من النسيم اذا سرى
فأباح طرفى نظرة املتها
فغدوت معروفا وكنت منكرا
فدهشت بين جماله وجلاله
وغدا لسان الحال عنى مخبرا
فادر لحاظك فى محاسن وجهه
تلقى جميع الحسن فيه مصورا
لوأن كل الحسن يكمل صورة
ورآه كان مهللا ومكبرا

دى لسلطان العشق ابن الفارض فاكرها كويس



ارجو ان تنال المجموعة رضاكم

مصطفى الجزار
09-05-2007, 05:30 PM
أخي إسلام......... المقطوعة الأولى للشاب الظريف.

أهلاً بك، وفي انتظار المزيد....... لكن بأسماء الشعراء إذا تكرمت حتى يُنسَب الفضل إلى أهله. :005:

تحياتي.

ماجد الغامدي
12-05-2007, 05:05 PM
سقى دارَها بالرقمتين وحيّاها= مُلِثٌ يُحيلُ التربَ في الدارِ أمواها

وكيفَ بوصلِ الحبلِ من أُمِّ مالكٍ= وبين بِلادينا زرودٌ ودهناها

يراها بعينِ الشوقِ قلبي على النوى= فيحظى ولكن مَن لعيني برؤياها

فللهِ ما أصفى وأكدرَ حُبّها..!= وأبعدها مني الغداةَ وأدناها

وأعتنقُ الغصنَ الرطيبَ لِقَدِّها= وارشفُ ثغر الكأسِ أحسبهُ فاها

يُدَلّهُ خوفُ الثكلِ حَبّةَ قلبها= فتزدادُ حسناً مقلتاها ولِيتاها

فإن لم تكوني خَدَّها وجبينها= فإنكِ أنتِ الجيدُ أو أنتِ عيناها

دَعُوهُ ونجداً إنها شأنُ قلبِهِ= فلو أنَّ نجداً بُلغةً ما تعدّاها

وهبكُم منعتم أن يراها بعينهِ= فلن تمنعون القلب أن يتمنّاها

وليلٍ بذاتِ الأثلِ قَصَّرَ طولَهُ=سرى طيفها آهاً لِذكْرتهِ آها






مهيار الديلمي

حسن كريم
23-05-2007, 02:15 AM
أبو الطيب المتنبي:

لـم يـترك الدهـر فـي قلبي ولا كبدي = شــيئا تتيمــه عيــن ولا جــيد
يــا سـاقيي أخـمر فـي كؤوسـكما= أم فــي كؤوســكما هــم وتسـهيد
أصخــرة أنــا مـا لـي لا تتيمنـي =هــذي المــدام ولا تلـك الأغـاريد
إذا أردت كــميت اللــون صافيــة = وجدتهــا وحــبيب النفس مفقــود

جمعة قنيبر
23-05-2007, 11:54 AM
اجتمع أبو نواس وأبو الشيص وشاعر ثالث لا تسعفني الذاكرة باسمه فقال أبو نواس : سيذكر جمعنا هذا فليأت كل منا بما يذكر إن ذكر الجمع فقال أبو الشيص :

وقف الهوى
في حيث أنت فليس لي
متأخر عنه
ولا
متقدمُ
أجد الملامة
في هواكِ لذيذة
حبا لذكركِ
فليلمني اللّومُ
وأهنتِـني
فأهنت نفسي صاغراً
ما من يهون عليكِ
ممن أكرمُ
أشبهتِ أعدائي
فصرتُ أحبهم
إذ كان حظي منكِ
حظي
منهمُ

أسماء حرمة الله
02-06-2007, 04:29 AM
قبرَ الغريــب سقاك الرائـــحُ الغــادِي
حقـــــا ظفــــرتَ بأشلاء ابــن عبـــّادِ
بالحِلْم، بالعلـم، بالنُّعمــى إذا اتصـلت
بالخِصب إن أجدبوا، بالرّيّ للصّـادِي
بالطّاعنِ،الضاربِ،الرّامي إذا اقتتلوا
بالمــوت أحمرَ، بالضّرغامة الـعـادِي
بالدهر في نِقـــــَم، بالبحـــر في نِعــَم
بالبدر في ظُُلمٍ، بالصّدر في النّــــادِي
نعــــم، هو الحــــق وافانـــي بـه قـدرٌ
مـــن السمـــاء، فوافانـــي لميعــــــادِ
ولم أكن قبـــل ذاك النّعـــش أعلمــــُه
أنّ الجبــــال تَهــــادى فوق أعـــــوادِ
كفاك، فارفُق بما استودعت من كـرم
روّاك كـلّ قَطــــوب البـــرق رعــــــّادِ
يبكــي أخـــاه الذي غيّبــــتَ وابلـَـــــه
تحت الصفيح، بدمع رائـــح غـــــادِي
حتى يجودك دمــعُ الطــّلّ منهمــــــرا
من أعين الزهــر لم تبخل بإسعــــــادِ
ولا تــــزل صلــــوات الله دائمـــــــــة
علــى دفينــــك لا تُحصـــى بتعــــــدادِ



المعتمـد بن عباد



----
شكرا وارفاً للكريم مصطفى . :0014:

أسماء حرمة الله
02-06-2007, 05:15 AM
أيا ليلَ زَنْدُ الْبَيْن يقدَحُ فـي صَـدْري
ونار الأسى ترمي فـؤادي بالجمـر
أبَـى حَدَثـانُ الـدهـر إلاَّ تشتُّـتـاً
وأيُّ هَوى ً يَبْقَى على حَـدَثِ الدهـرِ
تعز فإن الدهر يجـرح فـي الصفـا
ويقدح بالعصرين في الجبـل الوعـر
وإني إذا مـا أعـوز الدمـع أهلـه
فزعت إلـى دلحـاء دائمـة القطـر
فو الله ما أنساك مـا هبـت الصبـا
وما ناحتِ الأطيارُ في وَضَح الفَجْـرِ
وما نطقـت بالليـل ساريـة القطـا
وما صدحت في الصبح غادية الكـدر
وما لاح نجم في السماء ومـا بكـت
مُطَوَّقة ٌ شَجْـواً علـى فَنَـنِ السِّـدْرِ
وما طلعت شمس لدى كـل شـارق
وما هطلت عين على واضح النحـر
وما اغْطَوطَشَ الغِرْبيبُ واسْوَدَّ لونـهُ
وما مر طول الدهر ذكرك في صدري
وما حَمَلَتْ أُنْثَى ومـا خَـبَّ ذِعْلِـبٌ
وما طفح الآذي فـي لجـج البحـر
وما زحفت تحـت الرحـال بركبهـا
قِلاصٌ تؤمّ البَيْتَ فـي البَلـدِ القفْـرِ
فلا تحْسَبي يـا ليـلَ أنـي نَسيتُكُـمْ
وأنْ لَسْتِ مِنِّي حيثُ كنتِ على ذُكْـرِ
أيبكي الحمامُ الوَرْقُ مـن فَقْـدِ إلْفِـه
وتَسْلو وما لي عَنْ أليفيَ مِـنْ صَبْـرِ
فأقسـم لا أنسـاك مـا ذر شـارق
ومـا خـب آل فـي معلمـة فـقـر
ألا ليت شعـري هـل أبيتـن ليلـة
أُناجيكُمُ حَتَّـى أرى َ غُـرَّة َ الفجْـرِ
لقد حملـت أيـدي الزمـان مطيتـي
على مَرْكَبٍ مَسْتَعْطِل النَّاب والظُّفْـرِ


قيس بن الملّوح

ينابيع السبيعي
02-06-2007, 01:39 PM
أغرب قصيدة لأغرب شاعر"]نعم شاعرنا هذا غريب بل إنه جعل الغربة عنوانا له غريب عن العارفين بالأدب فلم يعرف من سيرته إلا اسمه وحتى ماعرفوه عن فقره وعن كونه من محلة الكرخ ببغداد وعن أنه كان متزوجاً كل هذا استنبطوه من قصيدته هذه التي نحن بصدد الحديث عنها وهو غريب في شعره فلايعرف من شعره إلا هذه القصيدة ولم يرو الناس له بيتاٌ واحداً غيرها بل والأغرب من ذلك هو كيف يقول هذه القصيدة المتناهية في الروعة والتي فاقت في مستواها وتأثيرها قصائد عظماء الشعراء كيف يقولها شخص لم يشتهر بالشعر . وبالإضافة إلى كل هذه الغرائب فإن شاعرنا كما تحكي قصته أجبره فقره على التغرب عن وطنه والبعد عن زوجته الفائقة الجمال والرحلة في طلب الرزق من بغداد إلى الأندلس وهذه غريبة تضاف إلى غرائب هذه القصة فبغداد مدينة غنية وكانت في جميع عصورها مهوى لأفئدة طالبي العمل فماالذي يدفع أحد أهلها للبحث عن الرزق في بلد غيرها ؟! وأين؟! في الأندلس! ولكثرة الغرائب في قصة القصيدة والشاعر أضافوا الناس لها أم الغرائب وقالوا أن هذه القصيدة ليست من شعر شاعرنا هذا ولكنها من شعر الجن قالوها وهم يعايشون قصته المؤلمة وكتبوها ثم وضعوها في رقعة تحت رأسه.
شاعرنا هو أبو الحسن علي (أبو عبد الله) بن زريق الكاتب البغدادي.
انتقل إلى الأندلس وقيل إنه توفي فيها.
وقد عرف ابن زريق بقصيدته المشهورة ( لا تعذليه فإن العذل يولعه )
والتي يقال أنه تزوج بابنة عمه وكان قليل المال فرحل في طلب الرزق ومات ووجدت له هذه القصيدة التي تعد من عيون الشعر العربي

(لاتعذليه فإن العذل يولعه) [/CENTER]


لا تَعذَلِيه فَإِنَّ العَذلَ يُولِعُهُ=قَد قَلتِ حَقاً وَلَكِن لَيسَ يَسمَعُهُ
جاوَزتِ فِي لَومهُ حَداً أَضَرَّبِهِ=مِن حَيثَ قَدرتِ أَنَّ اللَومَ يَنفَعُهُ
فَاستَعمِلِي الرِفق فِي تَأِنِيبِهِ بَدَلاً=مِن عَذلِهِ فَهُوَ مُضنى القَلبِ مُوجعُهُ
قَد كانَ مُضطَلَعاً بِالخَطبِ يَحمِلُهُ=فَضُيَّقَت بِخُطُوبِ المَهرِ أَضلُعُهُ
يَكفِيهِ مِن لَوعَةِ التَشتِيتِ أَنَّ لَهُ=مِنَ النَوى كُلَّ يَومٍ ما يُروعُهُ
ما آبَ مِن سَفَرٍ إلا وَأَزعَجَهُ=رَأيُ إِلى سَفَرٍ بِالعَزمِ يَزمَعُهُ
كَأَنَّما هُوَ فِي حِلِّ وَمُرتحلٍ=مُوَكَّلٍ بِفَضاءِ اللَهِ يَذرَعُهُ
إِنَّ الزَمانَ أَراهُ في الرَحِيلِ غِنىً=وَلَو إِلى السَدّ أَضحى وَهُوَ يُزمَعُهُ
تأبى المطامعُ إلا أن تُجَشّمه=للرزق كداً وكم ممن يودعُهُ
وَما مُجاهَدَةُ الإِنسانِ تَوصِلُهُ=رزقَاً وَلادَعَةُ الإِنسانِ تَقطَعُهُ
قَد وَزَّع اللَهُ بَينَ الخَلقِ رزقَهُمُ=لَم يَخلُق اللَهُ مِن خَلقٍ يُضَيِّعُهُ
لَكِنَّهُم كُلِّفُوا حِرصاً فلَستَ تَرى=مُستَرزِقاً وَسِوى الغاياتِ تُقنُعُهُ
وَالحِرصُ في الأرِزاقِ وَالأَرزاقِ قَد قُسِمَت=بَغِيُ أَلا إِنَّ بَغيَ المَرءِ يَصرَعُهُ
وَالدهرُ يُعطِي الفَتى مِن حَيثُ يَمنَعُه=إِرثاً وَيَمنَعُهُ مِن حَيثِ يُطمِعُهُ
اِستَودِعُ اللَهَ فِي بَغدادَ لِي قَمَراً=بِالكَرخِ مِن فَلَكِ الأَزرارَ مَطلَعُهُ
وَدَّعتُهُ وَبوُدّي لَو يُوَدِّعُنِي=صَفوَ الحَياةِ وَأَنّي لا أَودعُهُ
وَكَم تَشبَّثَ بي يَومَ الرَحيلِ ضُحَىً=وَأَدمُعِي مُستَهِلاتٍ وَأَدمُعُهُ
لا أَكُذب اللَهَ ثوبُ الصَبرِ مُنخَرقٌ=عَنّي بِفُرقَتِهِ لَكِن أَرَقِّعُهُ
إِنّي أَوَسِّعُ عُذري فِي جَنايَتِهِ=بِالبينِ عِنهُ وَجُرمي لا يُوَسِّعُهُ
رُزِقتُ مُلكاً فَلَم أَحسِن سِياسَتَهُ=وَكُلُّ مَن لا يُسُوسُ المُلكَ يَخلَعُهُ
وَمَن غَدا لابِساً ثَوبَ النَعِيم بِلا=شَكرٍ عَلَيهِ فَإِنَّ اللَهَ يَنزَعُهُ
اِعتَضتُ مِن وَجهِ خِلّي بَعدَ فُرقَتِهِ=كَأساً أَجَرَّعُ مِنها ما أَجَرَّعُهُ
كَم قائِلٍ لِي ذُقتُ البَينَ قُلتُ لَهُ=الذَنبُ وَاللَهِ ذَنبي لَستُ أَدفَعُهُ
أَلا أَقمتَ فَكانَ الرُشدُ أَجمَعُهُ=لَو أَنَّنِي يَومَ بانَ الرُشدُ أتبَعُهُ
إِنّي لأقطَعُ أيّامِي وَأنفِقها=بِحَسرَةٍ مِنهُ فِي قَلبِي تُقَطِّعُهُ
بِمَن إِذا هَجَعَ النُوّامُ بِتُّ لَهُ=بِلَوعَةٍ مِنهُ لَيلي لَستُ أَهجَعُهُ
لا يَطمِئنُّ لِجَنبي مَضجَعٌ وَكَذا=لا يَطمَئِنُّ لَهُ مُذ بِنتُ مَضجَعُهُ
ما كُنتُ أَحسَبُ أَنَّ الدهرَ يَفجَعُنِي=بِهِ وَلا أَظن بي الأَيّامَ تَفجعُهُ
حَتّى جَرى البَينُ فِيما بَينَنا بِيَدٍ=عَسراءَ تَمنَعُنِي حَظّي وَتَمنَعُهُ
فِي ذِمَّةِ اللَهِ مِن أَصبَحَت مَنزلَهُ=وَجادَ غَيثٌ عَلى مَغناكَ يُمرِعُهُ
مَن عِندَهُ لِي عَهدُ لا يُضيّعُهُ=كَما لَهُ عَهدُ صِداقٍ لا أُضَيِّعُهُ
وَمَن يُصَدِّعُ قَلبي ذِكرَهُ وَإِذا=جَرى عَلى قَلبِهِ ذِكري يُصَدِّعُهُ
لأَصبِرَنَّ لِدهرٍ لا يُمَتِّعُنِي=بِهِ وَلا بِيَ فِي حالٍ يُمَتِّعُهُ
عِلماً بِأَنَّ اِصطِباري مُعقِبُ فَرَجاً=فَأَضيَقُ الأَمرِ إِن فَكَّرتَ أَوسَعُهُ
عَسى اللَيالي الَّتي أَضنَت بِفُرقَتَنا=جِسمي سَتَجمَعُنِي يَوماً وَتَجمَعُهُ
وَإِن تُغِلُّ أَحَدَاً مِنّا مَنيَّتَهُ=فَما الَّذي بِقَضاءِ اللَهِ يَصنَعُهُ

مروان المزيني
05-06-2007, 10:43 AM
ليس بغريب على أمير الشعراء القادم (الجزار) هذا التميز في طرحه ..

وتثبيته دليل على قيمة الكلمة والشعر هنا ..

فلك أخي مصطفى (الجزار ) ، ولك أخي مصطفى ( عراقي ) على هذا الاصطفاء الراقي ..

ولي عودة إن شاء الله ..

تحيتي

عطاف سالم
05-06-2007, 08:46 PM
مرحبا أستاذ / مصطفى الجزار
فكرة رائدة.............. وراااااااااائعة
لطالما حفل التراث بالروائع التي تخلب الألباب وتحيي القلوب وتنعشها .. بل تبعث فيها النشوة والسحر اللذان لم يخلقا بعد ..
انتظرني أسجل هنا أروع قصيدة مرت في حياتي........ وماأكثرها
وربما أعود أسجل أيضا.... وأسجل:005:
لقد فتحت شهيتي حقا............ واثرت شجون عشقي للتراث الأخاذ لغة وصورة ومعنى !!
تقبل كل تحيتي وتقديري

أحمد عبد المنعم سرساوى
19-06-2007, 09:50 AM
المبدع المتكامل / مصطفى الجزار
ننتظرك مُجيداً ومَجيداً وأميراً للشعراء
أبايعك على الإمارة كما يبايعك أهل الواحة
ومرحباً بكل ما تطل علينا به

محمود عبد الفتاح
18-07-2007, 12:04 PM
رائعة ابن زيدون في الألم والفراق
أضْحَـى التّنائـي بَديـلاً مِـنْ تَدانِينَـا = وَنَـابَ عَـنْ طـيـبِ لُقْيـانَـا تجافيـنَـا
ألاّ وَقَد حانَ صُبـحُ البَيـنِ، صَبّحَنـا= حَـيْـنٌ، فَـقَـامَ بِـنَـا للـحَـيْـنِ نَاعـيِـنَـا
مَــنْ مبـلـغُ الملبسِيـنـا، بانتزاحِـهـمُ = حُزْنـاً، مـعَ الدهـرِ لا يبلـى ويُبْلينَـا
غِيظَ العِدا مِنْ تَساقِينا الهوَى فدعَوْا = بِــأنْ نَـغَـصَّ، فَـقـالَ الـدّهـرًُ آميـنَـا
فَانحَـلّ مــا كــانَ مَعـقُـوداً بأَنْفُسِـنَـا = وَانْبَـتّ مـا كـانَ مَـوْصُـولاً بأيْدِيـنَـا
وَقَـدْ نَـكُـونُ، وَمَــا يُخـشَـى تَفَرّقُـنـا = فاليـومَ نحـنُ، ومَـا يُـرْجـى تَلاقيـنَـا
يا ليتَ شعرِي، ولم نُعتِـبْ أعاديَكـم = هَلْ نَـالَ حَظّـاً مـنَ العُتبَـى أعادينَـا
لــم نعتـقـدْ بعـدكـمْ إلاّ الـوفـاء لـكُـمْ = رَأيـــاً، ولَـــمْ نَتَـقـلّـدْ غَـيــرَهُ دِيـنَــا
مـا حقّنـا أن تُقِـرّوا عيـنَ ذي حَسَـدٍ = بِـنـا، ولا أن تَـسُـرّوا كاشِـحـاً فِيـنَـا
كُنّا نـرَى اليَـأسَ تُسْلِينـا عَوَارِضُـه = وَقَــدْ يَئِسْـنَـا فَـمَـا للـيـأسِ يُغْـرِيـنَـا
بِنْتُـم وَبِنّـا، فَمـا ابتَلّـتْ جَوَانِحُنَـا = شَوْقـاً إلَيـكُـمْ، وَلا جَـفّـتْ مآقِيـنَـا
نَكـادُ، حِيـنَ تُنَاجِيـكُـمْ ضَمائـرُنـا = يَقضي علَينا الأسَى لَـوْلا تأسّينَـا
حَـالَـتْ لِفقـدِكُـمُ أيّامُـنـا، فـغَــدَتْ = سُوداً، وكانتْ بكُـمْ بِيضـاً لَيَالِينَـا
إذْ جانِبُ العَيشِ طَلْقٌ مـن تألُّفِنـا = وَمَرْبَعُ اللّهْوِ صَافٍ مِنْ تَصَافِينَا
وَإذْ هَصَرْنَا فُنُونَ الوَصْلِ دانيةً = قِطَافُهـا، فَجَنَيْنَـا مِـنْـهُ مــا شِيـنَـا
ليُسقَ عَهدُكُمُ عَهـدُ السّـرُورِ فَمـا = كُـنْـتُـمْ لأروَاحِـنَــا إلاّ رَياحـيـنَـا
لا تَحْسَبُـوا نَأيَـكُـمْ عَـنّـا يغيّـرُنـا = إنْ طالَمـا غَيّـرَ النّـأيُ المُحِبّينَـا!
وَاللهِ مَـا طَلَـبَـتْ أهْـواؤنَـا بَــدَلاً = مِنْكُمْ، وَلا انصرَفتْ عنكمْ أمانينَا
يا سارِيَ البَرْقِ غادِ القصرَ وَاسقِ به = مَن كانَ صِرْف الهَوى وَالـوُدَّ يَسقينَـا
وَاسـألْ هُنالِـكَ : هَــلْ عَـنّـى تَذكُّـرُنـا = إلــفــاً، تــذكُّــرُهُ أمــسَــى يـعـنّـيـنَـا؟
وَيَـــا نـسـيـمَ الـصَّـبَـا بـلّــغْ تحيّـتَـنَـا = مَنْ لَـوْ علـى البُعْـدِ حَيّـا كـان يحيِينـا
فهـلْ أرى الدّهـرَ يقضينـا مساعـفَـةً = مِـنْـهُ ، وإنْ لــم يـكُـنْ غـبّـاً تقاضِـيـنَـا
رَبـيــبُ مُـلــكٍ، كَـــأنّ الـلَّــهَ أنْـشَــأهُ = مِسكـاً، وَقَــدّرَ إنـشـاءَ الــوَرَى طِيـنَـا
أوْ صَـاغَـهُ وَرِقــاً مَحْـضـاً، وَتَـوجـهُ = مِـنْ نَاصِـعِ التّـبـرِ إبْـداعـاً وتَحسِيـنَـا
إذَا تَـــــــأوّدَ آدَتْـــــــهُ، رَفــاهِــيّـــةً = تُــومُ العُـقُـودِ، وَأدمـتَـهُ الـبُـرَى لِيـنَـا
كانـتْ لَـهُ الشّمـسُ ظئـراً فـي أكِلّـتـه = بَـــلْ مـــا تَـجَـلّـى لـهــا إلاّ أحايِـيـنَـا
كأنّمـا أثبـتَـتْ ، فــي صَـحـنِ وجنـتِـهِ = زُهْــرُ الـكَـوَاكِـبِ تَـعـوِيـذاً وَتَزَيِـيـنَـا
مـا ضَـرّ أنْ لـمْ نَـكُـنْ أكـفـاءه شـرَفـاً = وَفـي الـمَـوَدّة ِ كــافٍ مِــنْ تَكَافِيـنَـا؟
يـا رَوْضَــة ً طالَـمـا أجْـنَـتْ لَوَاحِظَـنَـا = وَرْداً، جَـلاهُ الصِّـبـا غـضّـاً، وَنَسْرِيـنَـا
ويَــــا حــيـــاة ً تـمـلّـيْـنَـا، بـزهـرَتِـهَــا = مُـنــى ً ضــروبَــاً، ولــــذّاتٍ أفـانـيـنَـا
ويَــا نعِيـمـاً خطـرْنَـا، مِــنْ غَـضـارَتِـهِ = فـي وَشْـيِ نُعْمَـى ، سحَبنـا ذَيلَـه حيـنَـا
لَـسـنـا نُـسَـمّـيـكِ إجْــــلالاً وَتَـكْـرِمَــة ً = وَقَـــدْرُكِ المُعْـتَـلـي عَـــنْ ذاك يُغْنِـيـنَـا
إذا انفـرَدَتِ ومـا شُورِكـتِ فـي صِفَـةٍ = فحسبُـنـا الـوَصْـفُ إيـضَـاحـاً وتبْيـيـنَـا
يــا جـنّــة َ الـخـلـدِ أُبـدِلـنـا، بسـدرَتِـهـا = والكـوثـرِ الـعـذبِ ، زقّـومــاً وغسلـيـنَـا
كـأنّـنَـا لـــم نـبِــتْ ، والـوصــلُ ثالـثُـنَـا = وَالسّعـدُ قَـدْ غَـضَّ مـن أجفـانِ وَاشيـنَـا
إنْ كـان قـد عـزّ فـي الدّنيـا اللّقـاءُ بكـمْ = فــي مَـوْقِـفِ الحَـشـرِ نَلقـاكُـمْ وَتَلْقُـونَـا
سِــرّانِ فــي خـاطِـرِ الظّلـمـاءِ يَكتُمُـنـا = حـتـى يـكـادَ لـســانُ الـصّـبـحِ يفشـيـنَـا
لا غَرْوَ في أنْ ذكرْنا الحزْنَ حينَ نهتْ = عنـهُ النُّهَـى ، وَتركْنـا الصّـبْـرَ ناسِيـنَـا
إنّا قرَأنا الأسَى ، يوْمَ النّوى ، سُورَاً = مَكتـوبَـة ً، وَأخَـذْنَـا الصّـبـرَ يكفيـنـا
أمّــا هــواكِ ، فـلــمْ نـعــدِلْ بمَنْـهَـلِـهِ = شُـرْبـاً وَإنْ كــانَ يُرْوِيـنَـا فيُظمِيـنَـا
لـمْ نَجْـفُ أفـقَ جمـالٍ أنـتِ كوكـبُـهُ = سالِـيـنَ عـنـهُ، وَلــم نهـجُـرْهُ قالِيـنَـا
وَلا اخْتِـيـاراً تَجَنّبْـنـاهُ عَــنْ كَـثَــبٍ = لكـنْ عَدَتْنَـا ، عـلـى كُــرْهٍ عَوَادِيـنَـا
نأسَـى عَليـكِ إذا حُثّـتْ مُشَعْشَعَـةً = فِـيـنـا الـشَّـمُـولُ، وغـنَّـانَـا مُغـنّـيـنَـا
لا أكْؤسُ الـرّاحِ تُبـدي مـن شمائِلِنَـا = سِيّمـا ارْتيـاحٍ ، وَلا الأوْتــارُ تُلْهِيـنَـا
دومي على العهدِ ما دُمنا مُحافِظةً = فالحـرُّ مَـنْ دانَ إنْصـافـاً كـمـا ديـنَـا
فَمـا استعضْنـا خَليـلاً منـكِ يحبسُنـا = وَلا استفـدْنـا حبِيـبـاً عـنــكِ يثنـيـنَـا
وَلَوْ صبَـا نحوَنَـا مـن عُلـوِ مطلعـه = بدرُ الدُّجى لم يكنْ حاشـاكِ يصبِينَـا
أبْكـي وَفـاءً ، وَإنْ لـم تَبْذُلـي صِـلَـةً = فَالطّـيـفُ يُقْنِعُـنَـا ، وَالـذّكـرُ يَكفِـيـنَـا
وَفي الجَـوَابِ مَتَـاعٌ إنْ شَفَعـتِ بـهِ = بيضَ الأيادي التي ما زِلتِ تُولينَـا
إلـيـكِ مـنّـا سَــلامُ الـلَّـهِ مــا بَقِـيَـتْ = صَـبَـابَـة ٌ بِـــكِ نُخْفِـيـهَـا ، فَتَخْفِـيـنَـا

تحياتي إلى شاعرنا الكبير الأستاذ مصطفى الجزار
وقلوبنا معكم , وعين الله ترعاكم
--------------------

ماجد الغامدي
19-07-2007, 01:29 AM
ليس الجمالُ بمئزرٍ= فاعلمْ وإن رُدِّيتَ بُرْدا

إنَّ الجمالَ معادنٌ=ومناقبٌ أورثنَ مجدا

أعددتُ للحدثانِ سا=بِغةً وعداءً علندى

نهْداً وذا شطبٍ يقُــ = ـــــدُّ البيضَ والأبدانَ قدَّا

كلُّ امرىءٍ يجري إلى=يومِ الهياجِ بما استعدّا

لمّا رأيتُ نساءنا=يفحصنَ بالمعزاء شَدّا

وبدت لميسُ كأنها=بدرُ السماء إذا تبدّى

وبدت محاسنُها التي=تَخفَى وكانَ الأمرُ جدّا

نازلتُ كبشهمُ ولم=أرَ من نزالِ الكبشِ بُدَّا



عمر بن معد يكرب

مصطفى الجزار
02-11-2007, 10:32 AM
مرحبا أستاذ / مصطفى الجزار
فكرة رائدة.............. وراااااااااائعة
لطالما حفل التراث بالروائع التي تخلب الألباب وتحيي القلوب وتنعشها .. بل تبعث فيها النشوة والسحر اللذان لم يخلقا بعد ..
انتظرني أسجل هنا أروع قصيدة مرت في حياتي........ وماأكثرها
وربما أعود أسجل أيضا.... وأسجل:005:
لقد فتحت شهيتي حقا............ واثرت شجون عشقي للتراث الأخاذ لغة وصورة ومعنى !!
تقبل كل تحيتي وتقديري

أختي الفاضلة/ عطاف سالم

مرحباً بك في هذه الساحة التاريخية العريقة، وكنوز تراثنا الفصيح.


شكراً لك على مرورك وتشجيعك للفكرة، وفي انتطار اختياراتك الرائعة بالتأكيد.


تحياتي وتقديري.

د. مصطفى عراقي
02-11-2007, 01:49 PM
الابن الخلوق الشاعر الشاعر الأستاذ : مصطفى الجزار


الشكر موصول لك أيها الكريم لهذه الصفحة المشرقة بعيون الشعر الأصيل الجميل
وأحب أن أضع هنا هذه القطعة الشعرية الحبيبة إلى قلبي في جواركم المبارك.



أولا:الشاعر:

هو عبدالرحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك (توفي 788) الملقب بصقر قريش. كان أحد الأمراء الأمويين المرشحين للخلافة,جده الخليفة هشام بن عبد الملك عاشر الخلفاء الأمويين . هرب من العباسيين عند قيام دولتهم, وفر إلى الأندلس حيث دخلها,وسمي بذلك عبد الرحمن الداخل ،وأكمل فترة الخلافة الأموية هناك, حكم من 756-788.


http://www.24arabia.com/shop/images/AS151.jpg


ثانيا : النص:



أيها الراكبُ الميمِّم أرضي = أقرِ من بعضيَ السلامَ لبعْضي
.
إن جسمي كما علمتَ بأرضِ = وفُؤادي ومالكِيهِ بأرضِ
.

قُدِّرَ البينُ بيننا فافْترقْنا = وطوى البينُ عن جُفونيَ غمْضِي
.

قدْ قضَى اللهُ بالفِراقِ عليْنا = فعسَى باجْتماعِنا سوْف يقْضِي!


ودمت وواحتنا الظليلة بكل الخير والسعادة والنور

راضي الضميري
28-11-2007, 02:53 PM
كل الشكر لأخي الشاعر الرائع مصطفى الجزار ، وأرجو أن تتقبل مني هذه المشاركة الأولى للشاعر الكبير أبو فراس الحمداني ، وحبذا لو تعمل على تنسيقها بشكل يليق بالقصيدة ، وبما عُرفَ عن ذوقك الرفيع أيها الفنان المبدع.

أبو فراس الحمداني (320- 357 ) هو الحارث بن سعيد بن حمدان، فارس أسرة بني حمدان وشاعرهم، ولد في الموصل ونشأ يتيما لأن ناصر الدولة صاحب الموصل، وهو أخ سيف الدولة كان قتل سعيدا والد أبي فراس، فكفله علي (سيف الدولة) الذي كان زوج أخته.

رأى سيف الدولة في أبي فراس دلائل النجابة والفروسية فجعله صاحب منبج، وأوكل إليه أمر الثغور في نواحيها لصد الروم أو هجمات الأعراب، فأبدى شجاعة فائقة وإقداما عظيما.

وفي سنة 348 أسرت الروم أبا فراس، ففداه سيف الدولة سنة 355. ويقال إنه أسر مرتين إحداهما سنة 348 والثانية سنة 351، وفي الثانية ذهبوا به إلى القسطنطينية فأقام ينتظر فداء سيف الدولة له بمال وفير أو مبادلة بأسير عظيم فطال ذلك حتى سنة 355. وبعد فداء أبي فراس ولاه سيف الدولة "حمص"، ولم يلبث أن توفي الأمير سنة 356 وتولى ابنه أبو المعالي تحت وصاية الوزير قرغويه، ولكن أمر السلطة دعا القريبين إلى الاقتتال قرب حمس، وانتهى الأمر بمصرع أبي فراس، وقبره معروف في قرية "صدد" قرب حمص.قيل عن شعره "بُدئ الشعر بملك وختم بملك، يعني امرؤ القيس وأبا فراس"


أقُولُ وقَدْ نَاحَـتْ بقُرْبـي حمامـةٌ
أيا جارتا هـلْ بـاتَّ حالـك حالـي
معاذَ الهوى ما ذقتُ طارقـة النـوى
ولا خطـرتْ منـكِ الهمـوم ببـالِ
أتحمـلُ محـزونَ الفـؤادِ قــوادم
على غصنٍ نائـي المسافـة عـالِ؟
أياجارتا، ما أنصـف الدهـر بيننـا
تعالـي أُقاسمـك الهمـوم تعـالـي
تعالي تـريْ روحـاً لـدي ضعيفـةً
تـردد فـي جسـم يـعـذب بــالِِ
أيضحـكُ مأسـورٌ وتبكـي طليقـةٌ
ويسكـت محـزونٌ وينـدب سـالِ
لقد كنتُ أولى منـك بالدمـع مقلـةًً
ولكنّ دمعـي فـي الحـوادث غـالِ

بابيه أمال
06-12-2007, 12:57 AM
سلام الله عليكم..
أبو الفتح البستي:
كان رحمه الله تعالى شاعر عصره، وكاتب دهره، وأديب زمانه، في النظم والنثر كما شهد لد بذلك معاصروه؛ وله شعر رائق تكثر فيه الحكم والمعاني البديعة، كما تشيع فيه الصنعة البلاغية العذبة، وله ديوان شعر مطبوع، وله مدائح كثيرة في الإمام الشافعي رضي الله عنه، وله (شرح مختصر الجويني) في فقه السادة الشافعية، ذكره له صاحب (كشف الظنون).
وله نثر رائع بديع، يكثر فيه التجنيس والتبديع، فمن أقواله الحكيمة التي جرت مجرى الأمثال: من أصلح فاسده، أرغم حاسده. من أطاع غضبه، أضاع أدبه. عادات السادات، سادات العادات. من سعادة جَدِّك، وقوفك عند حدك. الفهم شعاع العقل. حد العفاف، الرضا بالكفاف. المنية تضحك من الأُمنيَّة. الدعة، رائد الضعة. من حسنت أطرافه، حسنت أوصافه. أحصن الجُنَّة، لزوم السنة. العقل، جهبذ النقل. الإنصاف، أحسن الأوصاف. إذا بقي ما قاتك، فلا تأس على ما فاتك.
وقد ترجم له صاحبه الإمام الأديب المؤرخ أبو منصور الثعالبي، في كتابه (يتيمة الدهر في محاسن أهل العصر)، في اثنتين وثلاثين صفحة، فأطنب وأسهب في مدحه والثناء عليه، وأورد من نثره العالي وشعره البديع في مختلف الأغراض الشيء الكثير.
(وأكثر أشعار أبي الفتح البستي مقطعات، وأبياتها أبيات القصائد، وفرائد القلائد، وأطول قصائده وأشهرها قافيته النونية في الأمثال، يستهيم في حفظها وروايتها أهل الأدب، يعنى بها الناس حتى الصبيان في المكتب، ومطلعها: (زيادة المرء في دنياه نقصان). وقد شرحها غير واحد من العلماء، وممن شرحها ذو النون بن أحمد السرماري البخاري ثم العينتابي، المتوفى سنة 677، وترجمت إلى الفارسية، ذكر ذلك صاحب كشف الظنون.
والحق أنها قصيدة تفيض بالنصح والهداية والتبصير، ومع العذوبة والفصاحة والجزالة، وحسن الصنعة البلاغية الرشيقة، فهي كما قال ناظمها رحمه الله تعالى في أوائلها:
وأرع سمعك أمثالاً أفصلها كما يفصل ياقوت ومرجان
وهي أنطق دليل على رفعة أدبه، وبلاغة بيانه، وكياسة فكره، وصلاح نفسه، وقد ضمنها النصائح الغالية، والمواعظ البليغة الواعية، فهي لآلئ منثورة، وجواهر منظومة، وكل بيت منها حكمة مستقلة بنفسه، يغني عن قراءة رسالة أو كتاب، فهي من خير الشعر الحِكَميِّ وأبلغه.
توفي رحمه الله سنة أربعمائة، وقيل سنة إحدى وأربعمائة ببخارى، والله أعلم..


زيادة المرء في دنياه نقصان= وربحه غير محض الخير خسران
وكل وجدان حظ لاثبات له=فإن معناه في التحقيق فقدان
يا عامرا لخراب الدار مجتهدا=بالله هل لخراب العمر عمران
ويا حريصا على الأموال تجمعها=أنسيت أن سرور المال أحزان
زع الفؤاد عن الدنيا وزينتها=فصفوها كدر والوصل هجران
وأرع سمعك أمثالا أفصلها=كما يفصل ياقوت ومرجان
أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم=فطالما استعبد الإنسان إحسان
يا خادم الجسم كم تشقى بخدمته=أتطلب الربح فيما فيه خسران
أقبل على النفس واستكمل فضائلها=فأنت بالنفس لا بالجسم إنسان
وإن أساء مسيء فليكن لك في=عروض زلته صفح وغفران
وكن على الدهر معوانا لذى أمل=يرجو نداك فإن الحر معوان
واشدد يديك بحبل الله معتصما=فإنه الركن إن خانتك أركان
من يتق الله يحمد في عواقبه=ويكفه شر من عزوا ومن هانوا
من استعان بغير الله في طلب=فإن ناصره عجز وخذلان
من كان للخير مناعا فليس له=على الحقيقة إخوان وأخدان
من جاد بالمال مال الناس قاطبة=إليه والمال للإنسان فتان
من سالم الناس يسلم من غوائلهم=وعاش وهو قرير العين جذلان
من كان للعقل سلطان عليه غدا=وما على نفسه للحرص سلطان
من مد طرفا لفرط الجهل نحو هدى=أغضى على الحق يوما وهو خزيان
من عاشر الناس لاقى منهم نصبا=لأن سوسهم بغى وعدوان
ومن يفتش عن الإخوان يقلهم=فجل إخوان هذا العصر خوان
من استشار صروف الدهر قام له=على حقيقة طبع الدهر برهان
من يزرع الشر يحصد في عواقبه=ندامة ولحصد الزرع إبان
من استنام إلى الأشرار نام وفي=قميصه منهم صل وثعبان
كن ريق البشر إن الحر همته=صحيفة وعليها البشر عنوان
ورافق الرفق في كل الأمور فلم=يندم رفيق ولم يذممه إنسان
ولا يغرنك حظ جره خرق=فالخرق هدم ورفق المرء بنيان
أحسن إذا كان إمكان ومقدرة=فلن يدوم على الإحسان إمكان
فالروض يزدان بالأنوار فاغمة=والحر بالعدل والإحسان يزدان
صن حر وجهك لا تهتك غلالته=فكل حر لحر الوجه صوان
فإن لقيت عدوا فألقه أبدا=والوجه بالبشر والإشراق غضان
دع التكاسل في الخيرات تطلبها=فليس يسعد بالخيرات كسلان
لا ظل للمرء يعرى من تقى ونهى=وإن أظلته أوراق وأفنان
والناس أعوان من والته دولته=وهم عليه إذا عادته أعوان
سحبان من غير مال باقل حصر=و باقل في ثراء المال سحبان
لا تودع السر وشاء يبوح به=فما رعى غنما في الدو سرحان
لا تحسب الناس طبعا واحدا فلهم=غرائز لست تحصيهن ألوان
ما كل ماء كصداء لو ارده=نعم ولا كل نبت فهو سعدان
لا تخدشن بمطل وجه عارفة=فالبر يخدشه مطل وليان
لا تستشر غير ندب حازم يقظ=قد استوى فيه إسرار وإعلان
فللتدابير فرسان إذا ركضوا=فيها أبروا كما للحرب فرسان
وللأمور مواقيت مقدرة=وكل أمر له حد وميزان
فلا تكن عجلا بالأمر تطلبه=فليس يحمد قبل النضج بحران
كفى من العيش ما قد سد من عوز=ففيه للحر إن حققت غنيان
وذو القناعة راض من معيشته=وصاحب الحرص إن أثرى فغضبان !
حسب الفتى عقله خلا يعاشره=إذا تحاماه إخوان وخلان
هما رضيعا لبان حكمة وتقى=وساكنا وطن : مال وطغيان
إذا نبا بكريم موطن فله=وراءه في بسيط الأرض أوطان
يا ظالما فرحا بالعز ساعده=إن كنت في سنة فالدهر يقظان
ما استمرأ الظلم لو أنصفت آكله=وهل يلذ مذاق المرء خطبان
يا أيها العالم المرضي سيرته=أبشر فأنت بغير الماء ريان
ويا أخا الجهل لو أصبحت في لجج=فأنت ما بينها لا شك ظمان
لا تحسبن سرورا دائما أبدا=من سره زمن ساءته أزمان
إذا جفاك خليل كنت تألفه=فاطلب سواه فكل الناس إخوان
وإن نبت بك أوطان نشأت بها=فارحل فكل بلاد الله أوطان
يا رافلا في الشباب الرحب منتشيا=من كأسه هل أصاب الرشد نشوان
لا تغترر بشباب رائق نضر=فكم تقدم قبل الشيب شبان
ويا أخا الشيب لو ناصحت نفسك لم=يكن لمثلك في اللذات إمعان
هب الشبيبة تبدي عذر صاحبها=ما عذر أشيب يستهويه شيطان
كل الذنوب فإن الله يغفرها=إن شيع المرء إخلاص وإيمان
وكل كسر فإن الدين يجبره=وما لكسر قناة الدين جبران
خذها سوائر أمثال مهذبة=فيها لمن يبتغي التبيان تبيان
ما ضر حسانها والطبع صائغها=أن لم يصغها قريع الشعر حسان

بابيه أمال
08-12-2007, 12:51 AM
سلام الله عليكم..
لامية ابن الوردي، وهو عمر ابن المظفر ابن الفوارس ابن الوردي، وهو من أئمة القرن السابع الهجري والقرن الثامن، ولد عام 689 وتوفي رحمه الله عام 749 للهجرة. وهذه اللامية هي نحوا من سبعين بيتا من الشعر، وقد تضمنت كثيرا من الآداب والسلوك التي حث عليها الشرع وحثت عليها الفطر السوية، ولذلك جمع فيها الكثير من الآداب والسلوكات الإنسانية..


سر على مهلك يا من قد عقل=واجتهد في الخير قولا وعمل
وإذا ما شئت تسموا وتُجَلّ=اعتزل ذكرى الغواني والغزل
وقل الفصل وجانب من هزل
****
إن تذكرت أويقات الصِّبا=أو تقس ريح الدبور بالصَّبا
فاترك القول لوقت ذهبا=ودع الذكرى لأيام الصبا
فللأيام الصبا نجم أفل
****
هذه نفسك قد أهملتها=وعلى فعل الدُّنا ربيتها
كم لذيذا سالفا غذيتها=إن أهنى عيشة قضيتها
ذهبت لذاتها والإثم حل
****
فضل الأخرى ولا ترغب بذي=حبها رأس الخطايا فانبذِ
واجتنب قول صقيع و بذيء=وافتكر في منتهى حسن الذي
أنت تهواه تجد أمرا جلل
****
إن شرب الخمر للمرء فتن=ودليل للمعاصي والفتن
فانبذ الرجس الخبيث الممتهن=واهجر الخمرة إن كنت فتىً
كيف يسعى في جنون من عقل
****
فلها الله تعالى حرّما=والذي يقربها قد ظلما
فهي أم الخبث لحما ودما=و اتق الله فتقوى الله ما
باشرت قلب امرئ إلا وصل
****
فهنيئا للذي قد عملا=صالحا ثم اتقى المولى علا
في جنان آمنا قد نزلا= ليس من يقطع طرقا بطلا
إنما من يتقِ الله البطل
****
فعلى مولاك كن متكلا= فو يكفيك ويعطي الأملا
وإذا كنت رزينا عاقلا=صدق الشرع ولا تركن إلى
رجل يرصد في الليل زحل
****
إن أمر الله حتم سلماً= فتقبل مغلقا باب الفتن
وارض بالله حكيما ذا منن=حارت الأفكار في قدرة من
قد هدانا سبلنا عز وجل
****
ربنا المبدئ حي لم ينم=أوجد العالم حقا من عدم
حكمه ينفذ فينا إذ حكم=كتب الموت على الخلق فكم
فل من جيش وأفنى من دول
****
غرت الدنيا غريرا فافتتن= كنز المال وأخفى وخزن
ثم ولى لم ينل غير الكفن=أين نمرود وكنعان ومن
ملك الأرض وولى وعزل
****
أين إسكندر سلطان الزمن=قهر الدنيا وأفنى وسجن
أين قارون و أقيان اليمن=أين عاد أين فرعون ومن
رفع الأهرام من يسمع يخل
****
أين من عاثوا فسادا وعتوا=وأذلوا واستبدوا وطغوا
أين من نالوا السبايا واقتنوا=أين من سادوا وشالوا و بنوا
هلك الكل فلم تغني القلل
****
هذه الآثار لو توقنها=قد عفت لما خلت أزمنها
عبرت جلت لمن يفطنها=أين أرباب الحجى أهل النهى
أين أهل العلم والقوم الأول
****
إن تكن تحظى بعلم عنهم=فهموا نحو البلى قد يمموا
بليت أجسامهم والأعظم=سيعيد الله كلا منهم
وسيجزي فاعلا ما قد فعل
****
كل نفس كسبت ما صنعت=حفظت أعمالها أو ضيعت
قم وبلغ ناصحا أذنا وعت=أي بني أسمع وصايا جمعت
حكماً خصت بها خير الملل
****
وتأملها تجدها مغنما=وإلى أوج المعالي سلما
فهي تحكي عقد در نظما=أطلب العلم ولا تكسل فما
أبعد الخير على أهل الكسل
****
من يكن يحظى بفقه حصّلا=فبه يرقى المقامات العلا
فابتغ الجد وخلي الكسلا=واحتفل للفقه في الدين ولا
تشتغل عنه بمال وخول
****
إن علم الفقه من أولى المنن=وهو كنز ماله قط ثمن
فاسع في تحصيله يا ذا الفطن=واهجر النوم وحصله فمن
يعرف المطلوب يحقر ما بذل
****
لا تقل قد شتت أصحابه=لا تقل قد بددت أحزابه
لا تقل قد فرقت طلابه=لا تقل قد ذهبت أربابه
كل من سار على الدرب وصل
****
اتخذ شيخا يجنبك الردى=ويبين لك أعلام الهدى
إن تشاء ترغم عدوا حاسدا=بازدياد العلم إرغام العدا
وجمال العلم إصلاح العمل
****
أوما يكفيك أو يرضيك أن=تكمد الحاسد لمّا تنطقاً
فترى فيهم علامات الحزن= جمل المنطق بالنحو فمن
حرم الإعراب بالنطق اختبل
****
فهو مفتاح كلام العربي=وكملحٍ في طعام طيب
وإذا رمت كمال الأدب=انظم الشعر ولازم مذهبي
في اطّراح الرفد لا تبغي النحل
****
إنما الشعر شعار الحكماء=وهو نور العقل يجلوا الظلماء
حكمة تهدى إلى من فهما=فهو عنوان على الفضل وما
أحسن الشعر إذا لم يُبتذل
****
كنت في أنس بي جيران اللوى=نتقن الدرس ونحصي ما حوى
رحلوا عني فقاسيت الجوى= مات أهل الجود لم يبق سوى
مقرف أو من على الأصل اتكل
****
كم سعى الناس لنحس أنكد=ورجو كل خبيث مفسد
أنا عنهم في مقام مفرد=أنا لا أختار تقبيل يدِ
قطعها أجمل من تلك القبل
****
تلك كف للئيم مسرف=حازت الشح وبالبخل تفي
فاعتبر فيها مقالا منصف=إن جزتني عن مديحي صرت في
رقها أولى فيكفيني الخجل
****
حلوة الأخرى بدنيا مرة=مرة أخرى بدنيا حلوة
كل شئ لك فيه عبرة=ملك كسرى عنه تغني كسرة
وعن البحر اكتفاء بالوشل
****
أبعد المطمع عن النفس وجد=وإلى الأطماع يوما لا تلذ
وبرب العرش من بُخل فعذ=أعذب الألفاظ قولي لك خذ
وأمر اللفظ نطقي بلعل
****
فعلام الشح يؤذي دينهم=وترى الحقد ينمّي حزنهم
أين من يفقه عني أينهم=اعتبر نحن قسمنا بينهم
تلقه حقا وبالحق نزل
****
لا تنازع حاكما في حكمه=أو عليما ماهرا في علمه
أو رئيسا قد علا في قومه= ليس ما يحوي الفتى من عزمه
لا ولا ما فات يوما بالكسل
****
إنما الدنيا على حالاتها=تجلب التنغيص في لذاتها
شأنها الإيذاء في ساعاتها=اطرح الدنيا فمن عاداتها
تخفض العالي وتعلى من سَفل
****
قد مضى الجاهل في تبجيلها= وسعى سعيا إلى تذليلها
و غدى يرغب في تسهيلها=عيشة الراغب في تحصيلها
عيشة الزاهد فيها أو أقل
****
كم غبي في هواها يسهر= وعليم عن مناها يُضمرُ
كسرت قوماً وقوماً تنصر= كم جهول وهو مثرٍ مكثرُ
وعليم مات منها بالعلل
****
قلل السعي وكن متزنا=ما قضاه الله لابد لنا
لا يزيد المرء بالسعي غنى= كم شجاع لم ينل فيها المنى
وجبان نال غايات الأمل
****
فوض الأمر لربي واستعذ= ثم سر نحو المعالي واجتهد
نابذاً دنياك عنها مبتعد= فاترك الحيلة فيها واتئد
إنما الحيلة في ترك الحيل
****
خالق الأنفس أحصاها عدد=ثم غذاهم فلم ينس أحد
فابذل الخير وكن خير سند= أي كف لم تنل مم تُفد
فرماها الله منه بالشلل
****
ليس بالآباء تدعى مفردا= أو بخال ثم عم تسعدا
بل بنفس كنت منها مجهدا= لا تقل أصلى وفصلي أبدا
إنما أصل الفتى ما قد حصل
****
إنما المرء بخلقٍ طيب=كيف ما كان بصدر رحبِ
في اكتساب المجد أو في أدب=قد يسود المرء من غير أبِ
وبحسن السبك قد ينفى الزغل
****
إن يكن شخص على القوم سما= فأبوه آدم تربٌ وماء
وكذا المسك دم علما=وكذا الورد من الشوك وما
يطلع النرجس إلا من بصل
****
قد بذلتُ النصح فاعمل واعملا=واقرأ القرآن تكسى الحللا
وخبرت الدهر فاخترت العلا= مع أني أحمد الله على
نسبي إذ بأبي بكر اتصل
****
رتبة المرء بما يتقنه=عاملا منه الذي يمكنه
حبذا لو يبتغي أحسنه=قيمة الإنسان ما يحسنه
أكثر الإنسان منه أو أقل
****
فإذا كنت لبيبا فطنا=حازما في أمره لم يُهنا
لا تكن بالسر يوما معلنا= اكتم الأمرين فقرا وغنى
واكسب الفلس وحاسب من مطل
****
زر لأهل العلم دوما واقترب=وكذا وقر لمن منهم نسب
وتورع عن حرام واكتسب=و ادّرع جدا وكدا واجتنب
صحبة الحمقى وأرباب الدَّول
****
صاحب الشح دهته حسرة= يده في عنْقه مغلولةٌ
وعلى المسرف حلت لومةٌ= بين تبذير وبخل رتبةٌ
وكلا هذين إن زاد قتل
****
لا تعادي معشراً عنا نأوا =وبحسن القول وصوا وقضوا
واتخذهم قدوة فيما رأوا=لا تخض في حق سادات مضوا
إنهم ليسوا بأهل للزلل
****
فاز من أحسن فيهم ظنه=ربك المعطي يوفي وزنه
و ألزم الصمت وأحكم حصنه=وتغافل عن أمور إنه
لم يفز بالحمد إلا من غفل
****
ساعد الخل وسامح لا تهن=وإذا يكبوا بسير فأعن
ثم إن أوذيت بالصبر استعن=ليس يخلوا المرء من ضد وإن
حاول العزلة في رأس جبل
****
لا تبن قولك أو تفتح فما= تشمت الأعداء مما دهما
إن ترم في عصرنا أن تسلما= مِلْ عن النمام وازجره فما
بلغ المكروه إلا من نقل
****
ادفع الشر بخير واستعن= بإله من يكن معه يعن
فإذا الباغي حميم قد أمن=داري جار السَّوء بالصبر وإن
لم تجد صبرا فما أحلى النُّقل
****
انصر الحق وأسس عرشه= واهجر الباطل واترك نبشه
وابذل النصح وحاذر غشه= جانب السلطان واحذر بطشه
لا تعاند من إذا قال فعل
****
منصب الحكم مقام شاغل= وهو للمرء كنار تشعل
فتباعد عنه يا من يعقل=لا تل الحكم وإن هم سألوا
رغبة فيك وخالف من عذل
****
إن والي الحكم دوما ممتحن=وله دامت بلايا ومحن
وهو بين الخلق قِدماً ممتهن=إن نصف الناس أعداء لمن
ولي الأحكام هذا إن عدل
****
لم يحز يوما على حالاته= راحةً في نفسه أو ذاته
وهو لاه عن قضى حاجاته=فهو كالمحبوس عن لذاته
وكلا كفيه بالحشر تغل
****
ولتكن في مثل هذا الموقف=حيث لم ينفى له من مسعف
قائلا فيه بقول المنصف= إن للنقص و للاستثقال في
لفضة القاضي لوعظاً ومثل
****
اتعظ يا من قضا أو حكما= سوف يلقى الشخص ما قد قدما
وهو إن يعرض عزل ندما=لا تُوازى لذة الحكم بما
ذاقه الشخص إذا الشخص انعزل
****
قيل في الحكم سرور ومحن= وكذاك السقم يجري للبدن
فاتخذ في لوعة العز فنن=فالولايات وإن طالت لمن
ذاقها فالسم في ذاك العسل
****
إن لوم الناس أوهى كبدي=وعنا المنصب أفنى جسدي
نحي عني حكمهم يا سندي=نَصب المنصب أوهى جلدي
وعنائي من مداراة السَّفل
****
دارهم في دارهم حتى تجز=و أرضهم في أرضهم كيما تفز
والفتى في كل شيء لا يحز= قصر الآمال في الدنيا تفز
فدليل العقل تقصير الأمل
****
خاب من كان يطيل الأملا=يرتجي الخلد وينسى الأجلا
غافلا في غيه مسترسلا= إن من يطلبه الموت على
غرت منه جدير بالوجل
****
صل صديقا لم تغيره المحن=وإذا زرت فقلل في الزمن
قد روينا فيه عن جد الحسن= طب وزر غِبّا تزد حبا فمن
أكثر الترداد أقصاه الملل
****
من رأى المجد بثوب عنده=أو بمال ليس يحصى عده
فهو مغرور تعدى حده=خذ بحد السيف واترك غمده
واعتبر فضل الفتى دون الحلل
****
من يكن بالفقر يوما موسِما=وله فضل جليل علما
فله الإكرام حتما لزما=لا يضر الفضل إقلال كما
لا يضر الشمس إطباق الطفل
****
إنما الأسفار خير ظاهر=وهو للأسرار يوما شاهر
أمر الهادي بهذا سافروا=حبك الأوطان عجز ظاهر
فاغترب تلق عن الأهل بدل
****
فالذي سافر يحظى بالمنى= وتسلى بأعجب ما في الدُّنى
فاترك الأهل وخل الوطنا= فبمكث الماء يبقى آسنا
وسرى البدر بالبدر أكتمل
****
فعلام اللوم يا من عبثا= لم لا تترك قول الخبثا
وأَسِرْ كالبدر لما يلبثا=أيها العائب قولي عبثا
إن طيب الورد مؤذ بالجعل
****
إن ذا التخميس حق ما نظر=مثله فليعتبر من يعتبر
فاستفد من وعظه لا تحتقر=عدِّ عن أسهم قولى واستتر
لا يصيبنك سهم من ثُعل
****
إحترس من ذي هدوء معتا=لا تحاول أن تسئ المخبتا
ربما قد كان سيفا مصلتا=لا يضرنك لين من فتى
إن للحيات لينا يعتزل
****
فتواضع فهو خير بالغ=واحترس فالختم مؤذٍ وارغ
ذاك قول فيه حق دامغ=أنا مثل الماء سهل سائغ
ومتى سُخِّن آذى وقتل
****
أنا ممن قد تعالى قدره= لست ممن قد تناهى شره
وبدا بين الأنام وزره=أنا كالخيزر صعب كسره
وهو لدن كيف ما شئت انفتل
****
قول ذي الفقر ثقيل في الأذن=كيف ما كان في القَدر ثمن
فاتبع الحكمة تسعد لا تهن=غير أني في زمان من يكن
فيه ذا مال هو المولى الأجل
****
أو يكن عَيرا يرائي عظمه=وكرام الأصل هم خدامه
وعلى الرأس علت أقدامه=واجب عند الورى إكرامه
وقليل المال فيه المستقل
****
إن تحقق لن تجد من فطنا=مرتضى في دينه قد حسنا
إنما العصمة للرسل جنا= كل أهل العصر غمر وأنا
منهم فاترك تفاصيل الجُمل
****
بكمال النظم أرجو المددا=من إله قد تعالى أحدا
وله الحمد وشكر سرمدا=وصلاة وسلاما أبدا
للنبي المصطفى خير الدول
****
ما دعى داعي إليها وهدا=أو سعى سعي رشاد وهدى
أو خبا نجم بأفق وبدا= وعلى الآل الكرام السعدا
وعلى الأصحاب والقوم الأول

مصطفى الجزار
13-04-2008, 02:37 PM
شكراً لكم جميعاً أيها الكرام

على مشاركتكم وإسهاماتكم القيمة في إحضار هذه الكنوز من تراثنا الفصيح

ونواصل

على بركة الله

:
:
:
:
:

عبد الوالي الضّمّاد
15-04-2008, 12:23 PM
السّلامُ عليكم ورحمةُ اللّهَ وبَرَكاتُهُ
مُختاراتٌ جميلةٌ حَقًّا. كلُّ الشُّكرِ للّذينَ ساهموا في هذا المجالِ. ولي مُلاحَظاتٌ أَوَدُّ أنْ أُبْديَها :
1 ) هناكَ بعضُ المفرداتِ الغامضةِ التي تَحُولُ دونَ فَهمِ المعنى، أرجو مِنَ الإخوةِ أن يورِدوا معانيها ، حتّى لايُصْبحَ الموضوعُ مُبْهَمًا مُسْتغلَقًا.
2 ) الاكتِفاءُ بما هو جميلٌ ومُفيدٌ، ولا داعٍ للإطالةِ حتّى لا نَمَلَّهُ، وبالتّالي نَزْوَرُّ عنه وننْأى.
3 ) الانتباهُ إلى الحَرَكاتِ ؛ فهي علاماتٌ إعرابيّةٌ تُرْشِدُنا إلى فَهمِ النَّصِّ، فالإعرابُ يعني الإفصاح والتّوضيح.
بدليلِ ما وَقَعَ بهِ أخي محمّد أبو الفتوحِ (عن غير ما قَصْدٍ طَبْعًا) في نسخِ قصيدةِ جرير الرّثائيّةِ:
ففي البيتِ : (لايلبث القرناءُ أن يتفرَّقوا) فيلزمُ وضعُ الضّمّةِ على الياءِ ( يُلبِِثُ) ، وكذلكَ (القرناء) فحركةُ الهمزةِ الفَتحةُ بدلاً مِنَ الضّمّةِ؛ لأنّها مفعولٌ بهِ منصوب، وفاعل ( يُلْبِِثُ) هو كلمةُ (ليلٌ). أي لا( لايُلبِثُ القرناءَ ليلٌ ونهارٌ (من) أن يتفرَّقوا.
وفي البيتِ قبْلَ الأخيرِ؛ ورَدَتْ (عبتمِ)بكسر الميمِ، والصّحيحُ الضّمُّ (عبتُمُ).
وفي البيتِ الأخيرِ: وَرَدَتْ كلمةُ ( فراشُها ) بضمِّ الشّين، والصّحيحُ فَتْحُها؛ فهي مفعولٌ به منصوب. وهذا كلُّهُ مِنْ قبيل الأغلاطِ المطبعيّة الّتي ترافقُنا جميعا.
أرجو الاطّلاع ، ولكم منّي فائقُ التّقديرِ والاحترامِ.
عبد الوالي الضّمّاد

مصطفى الجزار
29-04-2008, 12:03 PM
أخي الكريم / عبد الوالي الضماد

شكراً لك على مرورك المعطر وعلى نتويهك الضروري المفيد.

وفي انتظار مختاراتك أيها المبدع.

تقبل كل التحية.

عبد الوالي الضّمّاد
29-04-2008, 01:07 PM
السّلام عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاتُه

أشكرُكَ أخي مصطفى الجزار، وأرجو من الزُّمَلاءِ التمهُّلَ في أثناءِ الكتابةِ، والتقيُّدَ بضبطِ بعضِ الحروفِ بالشّّكلِ المُناسبِ، ووضعَ علاماتِ التّرقيمِ عندَ الضّرورةِ.
وَأُوْرِدُ هنا مِنْ قَبيلِ الدّعابة طبعًا؛ أنّكَ أورَدْتَ كلمةَ ( نتويهك ) بدلاً مِنْ ( تنويهك ).
وتَقَبَّلْ خالصَ التّحيّةِ ووافرَ الاحترامِ.

عبد الوالي الضّمّاد

احمد حمود الغنام
29-04-2008, 01:34 PM
شكر الله لك على هذه الصفحة الطيبة والتي تفوح بالأدب الأصيل وما أكثره في تاريخنا ، تحيتي لك أخي الكريم شاعرنا مصطفى الجزار واسمح لي بهذه القصيدة :
صور من لوم المحب لفرط العشق للمحبوب :

عَلامَ وقدْ أذبتَ القلبَ شوقاً = تصدُّ وقدْ عزمتَ علَى ارتِحالِ
ولمْ أكُ قبلَ ذاكَ أتيتُ ذنباً = سِوى أنِّي نهيتُكَ عنْ خصالِ
أردتُ بذاكَ أنْ تُدعَى رشيداً = إذا افتضحَ المعارفُ بالمقالِ
وألاَّ تُبتلَى بدنيءِ قومٍ = فيكثرَ فيكَ مِنْ قيلٍ وقالِ
فيسمعهُ المصادقُ والمُعادِي = فتندمَ عندَ مُفتخرِ الرِّجالِ
وما كلٌّ يصدِّقُ فيكَ قولِي = فكنتَ تكونُ فوقَ ذُرى المعالِي
فصنْ نفساً عليَّ أعزَّ منِّي = وقاكَ السُّوءَ أهلِي ثمَّ مالِي
وأيقنْ أنَّني لمْ آتِ ذنباً = ودونكَ ما هويتُ منَ الفعالِ
تجدْنِي راضياً بهواكَ طوْعاً = لأمركَ في الحرامِ وفي الحلالِ
فواللهِ العظيمِ لَوَ انَّ قلبِي = عصاكَ هممتُ عنهُ بانتقالِ
أقِلْني تدَّخرْ في الحشرِ أجراً = إذا احتاجَ المُقيلُ إلى المقالِ

ولا أعلم قائلها فمن عنده به علم فليتفضل علينا مشكوراً

مصطفى الجزار
17-07-2008, 10:52 AM
السّلام عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاتُه
أشكرُكَ أخي مصطفى الجزار، وأرجو من الزُّمَلاءِ التمهُّلَ في أثناءِ الكتابةِ، والتقيُّدَ بضبطِ بعضِ الحروفِ بالشّّكلِ المُناسبِ، ووضعَ علاماتِ التّرقيمِ عندَ الضّرورةِ.
وَأُوْرِدُ هنا مِنْ قَبيلِ الدّعابة طبعًا؛ أنّكَ أورَدْتَ كلمةَ ( نتويهك ) بدلاً مِنْ ( تنويهك ).
وتَقَبَّلْ خالصَ التّحيّةِ ووافرَ الاحترامِ.
عبد الوالي الضّمّاد

d:d:d:

أضحك الله سنك يا أخي عبد الوالي الضماد.

شكراً لك مرة ثانية.

تحياتي وتقديري.

مصطفى الجزار
17-07-2008, 10:59 AM
شكر الله لك على هذه الصفحة الطيبة والتي تفوح بالأدب الأصيل وما أكثره في تاريخنا ، تحيتي لك أخي الكريم شاعرنا مصطفى الجزار واسمح لي بهذه القصيدة :
صور من لوم المحب لفرط العشق للمحبوب :

عَلامَ وقدْ أذبتَ القلبَ شوقاً = تصدُّ وقدْ عزمتَ علَى ارتِحالِ
ولمْ أكُ قبلَ ذاكَ أتيتُ ذنباً = سِوى أنِّي نهيتُكَ عنْ خصالِ
أردتُ بذاكَ أنْ تُدعَى رشيداً = إذا افتضحَ المعارفُ بالمقالِ
وألاَّ تُبتلَى بدنيءِ قومٍ = فيكثرَ فيكَ مِنْ قيلٍ وقالِ
فيسمعهُ المصادقُ والمُعادِي = فتندمَ عندَ مُفتخرِ الرِّجالِ
وما كلٌّ يصدِّقُ فيكَ قولِي = فكنتَ تكونُ فوقَ ذُرى المعالِي
فصنْ نفساً عليَّ أعزَّ منِّي = وقاكَ السُّوءَ أهلِي ثمَّ مالِي
وأيقنْ أنَّني لمْ آتِ ذنباً = ودونكَ ما هويتُ منَ الفعالِ
تجدْنِي راضياً بهواكَ طوْعاً = لأمركَ في الحرامِ وفي الحلالِ
فواللهِ العظيمِ لَوَ انَّ قلبِي = عصاكَ هممتُ عنهُ بانتقالِ
أقِلْني تدَّخرْ في الحشرِ أجراً = إذا احتاجَ المُقيلُ إلى المقالِ

ولا أعلم قائلها فمن عنده به علم فليتفضل علينا مشكوراً

أخي الكريم / أحمد

شكراً لك على هذا الاختيار الرائع.

وبالمناسبة:

صاحب هذه القصيدة هو/ محمد بن داود بن علي بن خلف الظاهري، أبو بكر، (255 – 297 هـ) أديب، مناظر، شاعر. قال الصفدي: الإمام ابن الإمام، من أذكياء العالم، أصله من أصبهان، ولد وعاش ببغداد، وتوفي بها مقتولاً، كان يلقب بعصفور الشوك لنحافته وصفرة لونه، له كتب وتصانيف في الأدب والفقه، منها: (الزهرة –ط) الأول منه، في الأدب، و(الوصول إلى معرفة الأصول)، و( الانتصار على محمد بن جرير وعبد الله بن شرشير وعيسى بن إبراهيم الضرير)، و(اختلاف مسائل الصحابة). وهو ابن الإمام داود الظاهري الذي ينسب إليه المذهب الظاهري.
تحياتي لك أخي الكريم.

مصطفى الجزار
13-08-2008, 11:29 PM
نستأنف الروائع والكنوز
عُمَرِيّة حافظ إبراهيم
******


عُمَرِيّة حافظ إبراهيم
******
عُمَر بن الخطاب
حَسْبُ القَوافي وَحَسْبي حينَ أُلقيها=أَنّي إِلى ساحَةِ الفاروقِ أُهديها
لاهُمَّ هَب لي بَياناً أَستَعينُ بِهِ=عَلى قَضاءِ حُقوقٍ نامَ قاضيها
قَد نازَعَتنِيَ نَفسي أَن أَوَفّيها=وَلَيسَ في طَوقِ مِثلي أَن يُوَفّيها
فَمُر سَرِيَّ المَعاني أَن يُواتِيَني=فيها فَإِنّي ضَعيفُ الحالِ واهيها
******
(مقتل عُمَر)
مَولى المُغيرَةِ لا جادَتكَ غادِيَةٌ=مِن رَحمَةِ اللهِ ما جادَت غَواديها
مَزَّقتَ مِنهُ أَديماً حَشوُهُ هِمَمٌ=في ذِمَّةِ اللهِ عاليها وَماضيها
طَعَنتَ خاصِرَةَ الفاروقِ مُنتَقِماً=مِنَ الحَنيفَةِ في أَعلى مَجاليها
فَأَصبَحَت دَولَةُ الإِسلامِ حائِرَةً=تَشكو الوَجيعَةَ لَمّا ماتَ آسيها
مَضى وَخَلَّفَها كَالطَودِ راسِخَةً=وَزانَ بِالعَدلِ وَالتَقوى مَغانيها
تَنبو المَعاوِلُ عَنها وَهْيَ قائِمَةٌ=وَالهادِمونَ كَثيرٌ في نَواحيها
حَتّى إِذا ما تَوَلاّها مُهَدِّمُها=صاحَ الزَوالُ بِها فَاندَكَّ عاليها
واهاً عَلى دَولَةٍ بِالأَمسِ قَد مَلأَت=جَوانِبَ الشَرقِ رَغداً مِن أَياديها
كَم ظَلَّلَتها وَحاطَتها بِأَجنِحَةٍ=عَن أَعيُنِ الدَهرِ قَد كانَت تُواريها
مِنَ العِنايَةِ قَد رِيشَت قَوادِمُها=وَمِن صَميمِ التُقى ريشَت خَوافيها
وَاللهِ ما غالَها قِدماً وَكادَ لَها=وَاجتَثَّ دَوحَتَها إِلاّ مَواليها
لَو أَنَّها في صَميمِ العُربِ قَد بَقِيَت=لَما نَعاها عَلى الأَيّامِ ناعيها
يا لَيتَهُم سَمِعوا ما قالَهُ عُمَرٌ=وَالروحُ قَد بَلَغَت مِنهُ تَراقيها:
لا تُكثِروا مِن مَواليكُم فَإِنَّ لَهُم=مَطامِعاً بَسَماتُ الضَعفِ تُخفيها
******
(إسلام عُمَر)
رَأَيتَ في الدِّينِ آراءً مُوَفَّقَةً=فَأَنزَلَ الله قُرآناً يُزَكّيها
وَكُنتَ أَوَّلَ مَن قَرَّت بِصُحبَتِهِ=عَينُ الحَنيفَةِ وَاجتازَت أَمانيها
قَد كُنتَ أَعدى أَعاديها فَصِرتَ لَها=بِنِعمَةِ الله حِصناً مِن أَعاديها
خَرَجتَ تَبغي أَذاها في مُحَمَّدِها=وَلِلحَنيفَةِ جَبّارٌ يُواليها
فَلَم تَكَد تَسمَعُ الآياتِ بالِغَةً=حَتّى انكَفَأتَ تُناوي مَن يُناويها
سَمِعتَ سورَةَ طَهَ مِن مُرَتِّلِها=فَزَلزَلَت نِيَّةً قَد كُنتَ تَنويها
وَقُلتَ فيها مَقالاً لا يُطاوِلُهُ=قَولُ المُحِبِّ الَّذي قَد باتَ يُطريها
وَيَومَ أَسلَمتَ عَزَّ الحَقُّ وَارتَفَعَت=عَن كاهِلِ الدِّينِ أَثقالٌ يُعانيها
وَصاحَ فيهِ بِلالٌ صَيحَةً خَشَعَت=لَها القُلوبُ وَلَبَّت أَمرَ باريها
فَأَنتَ في زَمَنِ المُختارِ مُنجِدُها=وَأَنتَ في زَمَنِ الصِدّيقِ مُنجيها
كَمِ استَراكَ رَسولُ الله مُغتَبِطاً=بِحِكمَةٍ لَكَ عِندَ الرَأيِ يُلفيها
******
(عُمَر وبيعة أبي بكر)
وَمَوقِفٍ لَكَ بَعدَ المُصطَفى افتَرَقَت=فيهِ الصَحابَةُ لَمّا غابَ هاديها
بايَعتَ فيهِ أَبا بَكرٍ فَبايَعَهُ=عَلى الخِلافَةِ قاصيها وَدانيها
وَأُطفِئَت فِتنَةٌ لَولاكَ لاستَعَرَت=بَينَ القَبائِلَ وَانسابَت أَفاعيها
باتَ النَبِيُّ مُسَجّىً في حَظيرَتِهِ=وَأَنتَ مُستَعِرُ الأَحشاءِ داميها
تَهيمُ بَينَ عَجيجِ الناسِ في دَهَشٍ=مِن نَبأَةٍ قَد سَرى في الأَرضِ ساريها
تَصيحُ: مَن قالَ نَفسُ المُصطَفى قُبِضَت=عَلَوتُ هامَتَهُ بِالسَيفِ أَبريها
أَنساكَ حُبُّكَ طَهَ أَنَّهُ بَشَرٌ=يُجري عَلَيهِ شُؤونَ الكَونِ مُجريها
وَأَنَّهُ وارِدٌ لا بُدَّ مَورِدَهُ=مِنَ المَنِيَّةِ لا يُعفيهِ ساقيها
نَسيتَ في حَقِّ طَهَ آيَةً نَزَلَت=وَقَد يُذَكَّرُ بِالآياتِ ناسيها
ذَهِلتَ يَوماً فَكانَت فِتنَةٌ عَمَمٌ=وَثابَ رُشدُكَ فَانجابَت دَياجيها
فَلِلسَقيفَةِ يَومٌ أَنتَ صاحِبُهُ=فيهِ الخِلافَةُ قَد شيدَت أَواسيها
مَدَّت لَها الأَوسُ كَفّاً كَي تَناوَلَها=فَمَدَّتِ الخَزرَجُ الأَيدي تُباريها
وَظنَّ كُلُّ فَريقٍ أَنَّ صاحِبَهُم=أَولى بِها وَأَتى الشَحناءَ آتيها
حَتّى انبَرَيتَ لَهُم فَارتَدَّ طامِعُهُم=عَنها وَآخى أَبو بَكرٍ أَواخيها
******
(عُمَر و علي)
وَقَولَةٍ لِعَلِيٍّ قالَها عُمَرٌ=أَكرِمْ بِسامِعِها أَعظِمْ بِمُلقيها
حَرَقتُ دارَكَ لا أُبقي عَلَيكَ بِها=إِن لَم تُبايِعْ، وَبِنتُ المُصطَفى فيها
ما كانَ غَيرُ أَبي حَفصٍ يَفوهُ بِها=أَمامَ فارِسِ عَدنانٍ وَحاميها
كِلاهُما في سَبيلِ الحَقِّ عَزمَتُهُ=لا تَنثَني أَو يَكونَ الحَقُّ ثانيها
فَاذكُرهُما وَتَرَحَّمْ كُلَّما ذَكَروا=أَعاظِماً أُلِّهوا في الكَونِ تَأليها
******
(عُمَر و جبلة بن الأيهم )
كَم خِفتَ في اللهِ مَضعوفاً دَعاكَ بِهِ=وَكَم أَخَفتَ قَوِيّاً يَنثَني تيها
وَفي حَديثِ فَتى غَسّانَ مَوعِظَةٌ=لِكُلِّ ذي نَعرَةٍ يَأبى تَناسيها
فَما القَوِيُّ قَوِيّاً رَغمَ عِزَّتِهِ=عِندَ الخُصومَةِ وَالفاروقُ قاضيها
وَما الضَعيفُ ضَعيفاً بَعدَ حُجَّتِهِ=وَإِنْ تَخاصَمَ واليها وَراعيها
******
(عُمَر و أبو سفيان )
وَما أَقَلتَ أَبا سُفيانَ حينَ طَوى=عَنكَ الهَدِيَّةَ مُعتَزّاً بِمُهديها
لَم يُغنِ عَنهُ وَقَد حاسَبتَهُ حَسَبٌ=وَلا مُعاوِيَةٌ بِالشامِ يَجبيها
قَيَّدتَ مِنهُ جَليلاً شابَ مَفرِقُهُ=في عِزَّةٍ لَيسَ مِن عِزٍّ يُدانيها
قَد نَوَّهوا بِاسمِهِ في جاهِلِيَّتِهِ=وَزادَهُ سَيِّدُ الكَونَينِ تَنويها
في فَتحِ مَكَّةَ كانَت دارُهُ حَرَماً=قَد أَمَّنَ الله بَعدَ البَيتِ غاشيها
وَكُلُّ ذَلِكَ لَم يَشفَع لَدى عُمَرٍ=في هَفوَةٍ لأبي سُفيانَ يَأتيها
تَالله لَو فَعَلَ الخَطّابُ فَعلَتَهُ=لَما تَرَخَّصَ فيها أَو يُجازيها
فَلا الحَسابَةُ في حَقٍّ يُجامِلُها=وَلا القَرابَةُ في بُطلٍ يُحابيها
وَتِلكَ قُوَّةُ نَفسٍ لَو أَرادَ بِها=شُمَّ الجِبالِ لَما قَرَّت رَواسيها
******
(عُمَر و خالد بن الوليد)
سَل قاهِرَ الفُرسِ وَالرومانِ هَل شَفَعَت=لَهُ الفُتوحُ وَهَل أَغنى تَواليها
غَزا فَأَبلى وَخَيلُ الله قَد عُقِدَت=بِاليُمنِ وَالنَصرِ وَالبُشرى نَواصيها
يَرمي الأَعادي بِآراءٍ مُسَدَّدَةٍ=وَبِالفَوارِس قَد سالَت مَذاكيها
ما واقَعَ الرومَ إِلاّ فَرَّ قارِحُها=وَلا رَمى الفُرسَ إِلاّ طاشَ راميها
وَلَم يَجُز بَلدَةً إِلاّ سَمِعتَ بِها="اللهُ أَكبَرُ" تَدوي في نَواحيها
عِشرونَ مَوقِعَةً مَرَّت مُحَجَّلَةً=مِن بَعدِ عَشرٍ بَنانُ الفَتحِ تُحصيها
وَخالِدٌ في سَبيلِ الله موقِدُها=وَخالِدٌ في سَبيلِ الله صاليها
أَتاهُ أَمْرُ أَبي حَفصٍ فَقَبَّلَهُ=كَما يُقَبِّلُ آيَ اللهِ تاليها
وَاستَقبَلَ العَزلَ في إِبّانِ سَطوَتِهِ=وَمجدِهِ مُستَريحَ النَفسِ هاديها
فَاعجَبْ لِسَيِّدِ مَخزومٍ وَفارِسِها=يَومَ النِزالِ إِذا نادى مُناديها
يَقودُهُ حَبَشِيٌّ في عِمامَتِهِ=وَلا تُحَرِّكُ مَخزومٌ عَواليها
أَلقى القِيادَ إِلى الجَرّاحِ مُمتَثِلاً=وَعِزَّةُ النَفسِ لَم تُجرَح حَواشيها
وَانضَمَّ لِلجُندِ يَمشي تَحتَ رايَتِهِ=وَبِالحَياةِ إِذا مالَت يُفَدّيها
وَما عَرَتهُ شُكوكٌ في خَليفَتِهِ=وَلا ارتَضى إِمرَةَ الجَرّاحِ تَمويها
فَخالِدٌ كانَ يَدري أَنَّ صاحِبَهُ=قَد وَجَّهَ النَفسَ نَحوَ الله تَوجيها
فَما يُعالِجُ مِن قَولٍ وَلا عَمَلٍ=إِلاّ أَرادَ بِهِ لِلناسِ تَرفيها
لِذاكَ أَوصى بِأَولادٍ لَهُ عُمَراً=لَمّا دَعاهُ إِلى الفِردَوسِ داعيها
وَما نَهى عُمَرٌ في يَومِ مَصرَعِهِ=نِساءَ مَخزومَ أَن تَبكي بَواكيها
وَقيلَ خالَفتَ يا فاروقُ صاحِبَنا=فيهِ وَقَد كانَ أَعطى القَوسَ باريها
فَقالَ خِفتُ افتِتانِ المُسلِمينَ بِهِ=وَفِتنَةُ النَفسِ أَعيَت مَن يُداويها
هَبوهُ أَخطَأَ في تَأويلِ مَقصِدِهِ=وَأَنَّها سَقطَةٌ في عَينِ ناعيها
فَلَن تَعيبَ حَصيفَ الرَأيِ زَلَّتُهُ=حَتّى يَعيبَ سُيوفَ الهِندِ نابيها
تَالله لَم يَتَّبِع في ابنِ الوَليدِ هَوىً=وَلا شَفى غُلَّةً في الصَدرِ يَطويها
لَكِنَّهُ قَد رَأى رَأياً فَأَتبَعَهُ=عَزيمَةً مِنهُ لَم تُثلَم مَواضيها
لَم يَرعَ في طاعَةِ المَولى خُؤولَتَهُ=وَلا رَعى غَيرَها فيما يُنافيها
وَما أَصابَ ابنَهُ وَالسَوطُ يَأخُذُهُ=لَدَيهِ مِن رَأفَةٍ في الحَدِّ يُبديها
إِنَّ الَّذي بَرَأَ الفاروقَ نَزَّهَهُ=عَنِ النَقائِصِ وَالأَغراضِ تَنزيها
فَذاكَ خُلقٌ مِنَ الفِردَوسِ طينَتُهُ=اللهُ أَودَعَ فيها ما يُنَقّيها
لا الكِبرُ يَسكُنُها، لا الظُلمُ يَصحَبُها=لا الحِقدُ يَعرِفُها، لا الحِرصُ يُغويها
******
(عُمَر و عمرو بن العاص)
شاطَرتَ داهِيَةَ السُوّاسِ ثَروَتَهُ=وَلَم تَخَفهُ بِمِصرٍ وَهوَ واليها
وَأَنتَ تَعرِفُ عَمْراً في حَواضِرِها=وَلَستَ تَجهَلُ عَمْراً في بَواديها
لَم تُنبِتِ الأَرضُ كَابنِ العاصِ داهِيَةً=يَرمي الخُطوبَ بِرَأيٍ لَيسَ يُخطيها
فَلَم يُرِغ حيلَةً فيما أَمَرتَ بِهِ=وَقامَ عَمرٌو إِلى الأَجمالِ يُزجيها
وَلَم تُقِلْ عامِلاً مِنها وَقَد كَثُرَت=أَموالُهُ وَفَشا في الأَرضِ فاشيها
******
(عُمَر و ولده عبد الله )
وَما وَقى ابنُكَ عَبدُ الله أَينُقَهُ=لَمّا اطَّلَعتَ عَلَيها في مَراعيها
رأيتَها في حِماهُ وَهيَ سارِحَةٌ=مِثلَ القُصورِ قَدِ اهتَزَّت أَعاليها
فَقُلتَ ما كانَ عَبدُ الله يُشبِعُها=لَو لَم يَكُن وَلَدي أَو كانَ يرويها
قَدِ استَعانَ بِجاهي في تِجارَتِهِ=وَباتَ بِاسمِ أَبي حَفصٍ يُنَمّيها
رُدّوا النِياقَ لِبَيتِ المالِ إِنَّ لَهُ=حَقَّ الزِيادَةِ فيها قَبلَ شاريها
وَهَذِهِ خُطَّةٌ لله واضِعُها=رَدَّت حُقوقاً فَأَغنَت مُستَميحيها
ما الاشتِراكِيَّةُ المَنشودُ جانِبُها=بَينَ الوَرى غَيرَ مَبنىً مِن مَبانيها
فَإِن نَكُنْ نَحنُ أَهليها وَمَنبِتَها=فَإِنَّهُم عَرَفوها قَبلَ أَهليها
******
(عُمَر و نصر بن حجاج)
جَنى الجَمالُ عَلى نَصرٍ فَغَرَّبَهُ=عَنِ المَدينَةِ تَبكيهِ وَيَبكيها
وَكَم رَمَت قَسَمَاتُ الحُسنِ صاحِبَها=وَأَتعَبَت قَصَباتُ السَبقِ حاويها
وَزَهرَةُ الرَوضِ لَولا حُسنُ رَونَقِها=لَما استَطالَت عَلَيها كَفُّ جانيها
كانَت لَهُ لِمَّةٌ فَينانَةٌ عَجَبٌ=عَلى جَبينٍ خَليقٍ أَن يُحَلّيها
وَكانَ أَنّى مَشى مالَت عَقائِلُها=شَوقاً إِلَيهِ وَكادَ الحُسنُ يَسبيها
هَتَفنَ تَحتَ اللَيالي بِاسمِهِ شَغَفاً=وَلِلحِسانِ تَمَنٍّ في لَياليها
جَزَزتَ لمَّتَهُ لَمّا أُتيتَ بِهِ=فَفاقَ عاطِلُها في الحُسنِ حاليها
فَصِحتَ فيهِ تَحَوَّلْ عَن مَدينَتِهِم=فَإِنَّها فِتنَةٌ أَخشى تَماديها
وَفِتنَةُ الحُسْنِ إِنْ هَبَّتْ نَوافِحُها=كَفِتنَةِ الحَرْبِ إِنْ هَبَّتْ سَواقيها
******
(عُمَر و رسول كِسْرى)
وَراعَ صاحِبَ كِسرى أَن رَأى عُمَراً=بَينَ الرَعِيَّةِ عُطلاً وَهْوَ راعيها
وَعَهدُهُ بِمُلوكِ الفُرسِ أَنَّ لَها=سُوراً مِنَ الجُندِ وَالأَحراسِ يَحميها
رَآهُ مُستَغرِقاً في نَومِهِ فَرَأى=فيهِ الجَلالَةَ في أَسمى مَعانيها
فَوقَ الثَرى تَحتَ ظِلِّ الدَوحِ مُشتَمِلاً=بِبُردَةٍ كادَ طولُ العَهدِ يُبليها
فَهانَ في عَينِهِ ما كانَ يُكبِرُهُ=مِنَ الأَكاسِرِ وَالدُنيا بِأَيديها
وَقالَ قَولَةَ حَقٍّ أَصبَحَت مَثَلاً=وَأَصبَحَ الجيلُ بَعدَ الجيلِ يَرويها
أَمِنتَ لَمّا أَقَمتَ العَدلَ بَينَهُمُ=فَنِمتُ نَومَ قَريرِ العَينِ هانيها
******
(عُمَر و الشورى )
يا رافِعاً رايَةَ الشورى وَحارِسَها=جَزاكَ رَبُّكَ خَيراً عَن مُحِبّيها
لَم يُلْهِكَ النَزعُ عَن تَأييدِ دَولَتِها=وَلِلمَنِيَّةِ آلامٌ تُعانيها
لَم أَنسَ أَمرَكَ لِلمِقدادِ يَحمِلُهُ=إِلى الجَماعَةِ إِنذاراً وَتَنبيها
إِن ظَلَّ بَعدَ ثَلاثٍ رَأيُها شُعَباً=فَجَرِّدِ السَيفَ وَاضرِب في هَواديها
فَاعجَب لِقُوَّةِ نَفسٍ لَيسَ يَصرِفُها=طَعمُ المَنِيَّةِ مُرّاً عَن مَراميها
دَرى عَميدُ بَني الشورى بِمَوضِعِها=فَعاشَ ما عاشَ يَبنيها وَيُعليها
وَما استَبَدَّ بِرَأيٍ في حُكومَتِهِ=إِنَّ الحُكومَةَ تُغري مُستَبِدّيها
رَأيُ الجَماعَةِ لا تَشقى البِلادُ بِهِ=رَغمَ الخِلافِ، وَرَأيُ الفَردِ يُشقيها
******
(مثال مِن زُهده)
يا مَن صَدَفتَ عَنِ الدُنيا وَزينَتِها=فَلَم يَغُرَّكَ مِن دُنياكَ مُغريها
ماذا رَأَيتَ بِبابِ الشامِ حينَ رَأَوا=أَن يُلبِسوكَ مِنَ الأَثوابِ زاهيها
وَيُركِبوكَ عَلى البِرذَونِ تَقدُمُهُ=خَيلٌ مُطَهَّمَةٌ تَحلو مَرائيها
مَشى فَهَملَجَ مُختالاً بِراكِبِهِ=وَفي البَراذينِ ما تُزهى بِعاليها
فَصِحتَ يا قَومُ كادَ الزَهوُ يَقتُلُني=وَداخَلَتنِيَ حالٌ لَستُ أَدريها
وَكادَ يَصبو إِلى دُنياكُمُ عُمَرٌ=وَيَرتَضي بَيعَ باقيهِ بِفانيها
رُدّوا رِكابي فَلا أَبغي بِهِ بَدَلاً=رُدّوا ثِيابي فَحَسبي اليَومَ باليها
******
(مثال مِن رحمته )
وَمَن رَآهُ أَمامَ القِدرِ مُنبَطِحاً=وَالنارُ تَأخُذُ مِنهُ وَهوَ يُذكيها
وَقَد تَخَلَّلَ في أَثناءِ لِحيَتِهِ=مِنها الدُخَانُ وَفوهُ غابَ في فيها
رَأى هُناكَ أَميرَ المُؤمِنينَ عَلى=حالٍ تَروعُ لَعَمرُ اللهِ رائيها
يَستَقبِلُ النارَ خَوفَ النارِ في غَدِهِ=وَالعَينُ مِن خَشيَةٍ سالَت مَآقيها
******
(مثال مِن تقشُّفِه و وَرَعِه )
إِنْ جاعَ في شِدَّةٍ قَومٌ شَركتَهُمُ=في الجوعِ أَو تَنجَلي عَنهُم غَواشيها
جوعُ الخَليفَةِ وَالدُنيا بِقَبضَتِهِ=في الزُّهدِ مَنزِلَةٌ سُبحانَ مُولِيها
فَمَن يُباري أَبا حَفصٍ وَسيرَتَهُ=أَو مَن يُحاوِلُ لِلفاروقِ تَشبيها
يَومَ اشتَهَت زَوجُهُ الحَلوى فَقالَ لَها=مِن أَينَ لي ثَمَنُ الحَلوى فَأَشريها
لا تَمتَطي شَهَواتِ النَفسِ جامِحَةً=فَكِسرَةُ الخُبزِ عَن حَلواكِ تجزيها
وَهَل يَفي بَيتُ مالِ المُسلِمينَ بِما=تُوحي إِلَيكِ إِذا طاوَعتِ مُوحيها
قالَت لَكَ اللهُ إِنّي لَستُ أَرزَؤُهُ=مالاً لِحاجَةِ نَفسٍ كُنتُ أَبغيها
لَكِن أُجَنِّبُ شَيئاً مِن وَظيفَتِنا=في كُلِّ يَومٍ عَلى حالٍ أُسَوّيها
حَتّى إِذا ما مَلَكنا ما يُكافِئُها=شَرَيتُها ثُمَّ إِنّي لا أُثَنّيها
قالَ اذهَبي وَاعلَمي إِن كُنتِ جاهِلَةً=أَنَّ القَناعَةَ تُغني نَفسَ كاسيها
وَأَقبَلَت بَعدَ خَمسٍ وَهيَ حامِلَةٌ=دُرَيهِماتٍ لِتَقضي مِن تَشَهّيها
فَقالَ نَبَّهتِ مِنّي غافِلاً فَدَعي=هَذي الدَراهِمَ إِذ لا حَقَّ لي فيها
وَيْلِي عَلى عُمَرٍ يَرضى بِمُوفِيَةٍ=عَلى الكَفافِ وَيَنهى مُستَزيديها
ما زادَ عَن قوتِنا فَالمُسلِمونَ بِهِ=أَولى، فَقومي لِبَيتِ المالِ رُدّيها
كَذاكَ أَخلاقُهُ كانَت وَما عُهِدَت=بَعدَ النُبُوَّةِ أَخلاقٌ تُحاكيها
******
(مثال مِن هَيبته )
في الجاهِلِيَّةِ وَالإِسلامِ هَيبَتُهُ=تَثني الخُطوبَ فَلا تَعدو عَواديها
في طَيِّ شِدَّتِهِ أَسرارُ مَرحَمَةٍ=لِلعالَمينَ وَلَكِنْ لَيسَ يُفشيها
وَبَينَ جَنبَيهِ في أَوفى صَرامَتِهِ=فُؤادُ والِدَةٍ تَرعى ذَراريها
أَغنَت عَنِ الصارِمِ المَصقولِ دِرَّتُهُ=فَكَم أَخافَت غَوِيَّ النَفسِ عاتيها
كانَت لَهُ كَعَصا موسى لِصاحِبِها=لا يَنزِلُ البُطلُ مُجتازاً بِواديها
أَخافَ حَتّى الذَراري في مَلاعِبِها=وَراعَ حَتّى الغَواني في مَلاهيها
أَرَيتَ تِلكَ الَّتي لله قَد نَذَرَت=أُنشودَةً لِرَسولِ الله تُهديها
قالَت نَذَرتُ لَئِنْ عادَ النَبِيُّ لَنا=مِن غَزوَةٍ لَعَلى دُفّي أُغَنّيها
وَيَمَّمَت حَضرَةَ الهادي وَقَد مَلأَت=أَنوارُ طَلعَتِهِ أَرجاءَ ناديها
وَاستَأذَنَت وَمَشَت بِالدُفِّ وَاندَفَعَت=تُشجي بِأَلحانِها ما شاءَ مُشجيها
وَالمُصطَفى وَأَبو بَكرٍ بِجانِبِهِ=لا يُنكِرانِ عَلَيها مِن أَغانيها
حَتّى إِذا لاحَ مِن بُعدٍ لَها عُمَرٌ=خارَت قُواها وَكادَ الخَوفُ يُرديها
وَخَبَّأَت دُفَّها في ثَوبِها فَرَقاً=مِنهُ وَوَدَّت لَوَ انَّ الأَرضَ تَطويها
قَد كانَ حِلمُ رَسولِ الله يُؤنِسُها=فَجاءَ بَطشُ أَبي حَفصٍ يُخَشّيها
فَقالَ مَهبِطُ وَحيِ الله مُبتَسِماً=وَفي ابتِسامَتِهِ مَعنىً يُواسيها
قَد فَرَّ شَيطانُها لَمّا رَأى عُمَراً=إِنَّ الشَياطينَ تَخشى بَأسَ مُخزيها
******
(مثال مِن رجوعه إلى الحق )
وَفِتيَةٍ وَلِعوا بِالراحِ فَانتَبَذوا=لَهُم مَكاناً وَجَدّوا في تَعاطيها
ظَهَرتَ حائِطَهُم لَمّا عَلِمتَ بِهِم=وَاللَيلُ مُعتَكِرُ الأَرجاءِ ساجيها
حَتّى تَبَيَّنتَهُم وَالخَمرُ قَد أَخَذَت=تَعلو ذُؤابَةَ ساقِيها وَحاسيها
سَفَّهتَ آراءَهُم فيها فَما لَبِثوا=أَن أَوسَعوكَ عَلى ما جِئتَ تَسفيها
وَرُمتَ تَفقيهَهُم في دينِهِم، فَإِذا=بِالشَّربِ قَد بَرَعوا الفاروقَ تَفقيها
قالوا مَكانَكَ، قَد جِئنا بِواحِدَةٍ=وَجِئتَنا بِثَلاثٍ لا تُباليها
فَأتِ البُيوتَ مِنَ الأَبوابِ يا عُمَرٌ=فَقَد يُزَنُّ مِنَ الحيطانِ آتيها
وَاستَأذِنِ الناسَ أَن تَغشى بُيوتَهُمُ=وَلا تُلِمَّ بِدارٍ أَو تُحَيّيها
وَلا تَجَسَّسْ فَهَذي الآيُ قَد نَزَلَت=بِالنَهيِ عَنهُ فَلَم تَذكُر نَواهيها
فَعُدتَ عَنهُم وَقَد أَكبَرتَ حُجَّتَهُم=لَمّا رَأَيتَ كِتابَ الله يُمليها
وَما أَنِفتَ وَإِن كانوا عَلى حَرَجٍ=مِن أَن يَحُجَّكَ بِالآياتِ عاصيها
******
(عُمَر و شجرة الرضوان)
وَسَرْحَةٍ في سَماءِ السَرْحِ قَد رَفَعَت=بِبَيعَةِ المُصطَفى مِن رَأسِها تيها
أَزَلتَها حينَ غالَوا في الطَوافِ بِها=وَكانَ تَطوافُهُم لِلدِّينَ تَشويها
******
( الخاتمة )
هَذي مَناقِبُهُ في عَهدِ دَولَتِهِ=لِلشاهِدينَ وَلِلأَعقابِ أَحكيها
في كُلِّ واحِدَةٍ مِنهُنَّ نابِلَةٌ=مِنَ الطَبائِعِ تَغذو نَفسَ واعيها
لَعَلَّ في أُمَّةِ الإِسلامِ نابِتَةً=تَجلو لِحاضِرِها مِرآةَ ماضيها
حَتّى تَرى بَعضَ ما شادَت أَوائِلُها=مِنَ الصُّروحِ وَما عاناهُ بانيها
وَحَسبُها أَن تَرى ما كانَ مِن عُمَرٍ=حَتّى يُنَبِّهَ مِنها عَينَ غافيها
******
شِعر: حافظ إبراهيم

شريفة السيد
28-09-2008, 09:16 PM
أحسنت الاختيار يا مصطفى الجزار
مجهود جبار
أحييك
مع
مودتي

عبد الوالي الضّمّاد
29-09-2008, 07:04 PM
السّلامُ عليكم ورحمةُ اللّهِ وبَرَكاتُه
يُسْعِدُني أنْ أَزُفَّ إليكم أخلصَ التَّهاني وأطْيبَ الأماني بمُناسبةِ عيدِ الفِطْرِ السَّعيد، سائلاً المَوْلى عَزَّ وجَلَّ أن يُحَقِّقَ لكم كُلَّ أحلامِكم وطموحاتِكم، وأنْ يُعيْدَهُ على الجميعِ بالخَيْرِ واليُمْنِ والبَرَكاتِ.
وكُلَّ عامٍ وأنتم بألفِ خَيْر.
عبد الوالي الضّمّاد

مصطفى الجزار
21-11-2008, 12:46 PM
أحسنت الاختيار يا مصطفى الجزار
مجهود جبار
أحييك
مع
مودتي

الأديبة الراقية/ شريفة السيد

شكراً لمرورك أيتها الفاضلة.

تحياتي وتقديري.

يحيى سليمان
27-06-2009, 03:16 PM
موضوع رائع أخي الشاعر الجميل مصطفي
أزعجني أنه توقف وآلمني أن لم أجد فيه غير قصيدة واحدة للمتنبي
ومن ثمَّ سأقضي فترة معه هنا
إنْ أذِنتَ


صَحِبَ النّاسُ قَبلَنا ذا الزّمَانَا=وَعَنَاهُمْ مِن شأنِهِ مَا عَنَانَا
وَتَوَلّوْا بِغُصّةٍ كُلّهُمْ مِنْـ=ـــهُ وَإنْ سَرّ بَعْضَهُمْ أحْيَانَا
رُبّمَا تُحسِنُ الصّنيعَ لَيَالِيـــ=ـــهِ وَلَكِنْ تُكَدّرُ الإحْسَانَا
وَكَأنّا لم يَرْضَ فينَا برَيْبِ الـ=ـدّهْرِ حتى أعَانَهُ مَنْ أعَانَا
كُلّمَا أنْبَتَ الزّمَانُ قَنَاةً=رَكّبَ المَرْءُ في القَنَاةِ سِنَانَا
وَمُرَادُ النّفُوسِ أصْغَرُ من أنْ=تَتَعَادَى فيهِ وَأنْ تَتَفَانَى
غَيرَ أنّ الفَتى يُلاقي المَنَايَا = كالِحَاتٍ وَلا يُلاقي الهَوَانَا
وَلَوَ انّ الحَيَاةَ تَبْقَى لِحَيٍّ=لَعَدَدْنَا أضَلّنَا الشّجْعَانَا
وَإذا لم يَكُنْ مِنَ المَوْتِ بُدٌّ =فَمِنَ العَجْزِ أنْ تكُونَ جَبَانَا
كلّ ما لم يكُنْ من الصّعبِ في الأنــ=ـفُسِ سَهْلٌ فيها إذا هوَ كانَا

مصطفى الجزار
09-07-2009, 12:51 PM
السّلامُ عليكم ورحمةُ اللّهِ وبَرَكاتُه
يُسْعِدُني أنْ أَزُفَّ إليكم أخلصَ التَّهاني وأطْيبَ الأماني بمُناسبةِ عيدِ الفِطْرِ السَّعيد، سائلاً المَوْلى عَزَّ وجَلَّ أن يُحَقِّقَ لكم كُلَّ أحلامِكم وطموحاتِكم، وأنْ يُعيْدَهُ على الجميعِ بالخَيْرِ واليُمْنِ والبَرَكاتِ.
وكُلَّ عامٍ وأنتم بألفِ خَيْر.
عبد الوالي الضّمّاد

أخي الكريم/ عبد الوالي الضماد

وعليك السلام ورحمة الله وبركاته

مرحباً بك، وتقبل الله منك ومنا صالح الأعمال وخالص الدعاء.

تحياتي وتقديري.

مصطفى الجزار
09-07-2009, 12:57 PM
موضوع رائع أخي الشاعر الجميل مصطفي


أزعجني أنه توقف وآلمني أن لم أجد فيه غير قصيدة واحدة للمتنبي
ومن ثمَّ سأقضي فترة معه هنا
إنْ أذِنتَ

[gasida= font="traditional arabic,7,darkblue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="https://www.rabitat-alwaha.net/mwaextraedit2/backgrounds/162.gif" border="double,4,darkblue" type=1 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
صَحِبَ النّاسُ قَبلَنا ذا الزّمَانَا=وَعَنَاهُمْ مِن شأنِهِ مَا عَنَانَا
وَتَوَلّوْا بِغُصّةٍ كُلّهُمْ مِنْـ=ـــهُ وَإنْ سَرّ بَعْضَهُمْ أحْيَانَا
رُبّمَا تُحسِنُ الصّنيعَ لَيَالِيـــ=ـــهِ وَلَكِنْ تُكَدّرُ الإحْسَانَا
وَكَأنّا لم يَرْضَ فينَا برَيْبِ الـ=ـدّهْرِ حتى أعَانَهُ مَنْ أعَانَا
كُلّمَا أنْبَتَ الزّمَانُ قَنَاةً=رَكّبَ المَرْءُ في القَنَاةِ سِنَانَا
وَمُرَادُ النّفُوسِ أصْغَرُ من أنْ=تَتَعَادَى فيهِ وَأنْ تَتَفَانَى
غَيرَ أنّ الفَتى يُلاقي المَنَايَا = كالِحَاتٍ وَلا يُلاقي الهَوَانَا
وَلَوَ انّ الحَيَاةَ تَبْقَى لِحَيٍّ=لَعَدَدْنَا أضَلّنَا الشّجْعَانَا
وَإذا لم يَكُنْ مِنَ المَوْتِ بُدٌّ =فَمِنَ العَجْزِ أنْ تكُونَ جَبَانَا

كلّ ما لم يكُنْ من الصّعبِ في الأنــ=ـفُسِ سَهْلٌ فيها إذا هوَ كانَا



مرحباً أخي الكريم/ يحيى سليمان

أهلاً بك في صفحة الكنوز..

وشكراً لك على المشاركة بهذا الاختيار الرائع بحق

وفي انتظار عودتك لإمتاعنا بمزيد من اللآلئ والكنوز.

تحياتي وتقديري.

محمد الشحات محمد
20-05-2010, 07:05 AM
باقة رائعة ..

و فكرة مُمَيّزة


إن لنا تراثنا و أقلامنا ..

ليس منحةً من أحد ،

و الماضي يرسم المستقبل


تحية و شكر لك أخي الشاعر الكبير

"مصطفى الجزار"


لي عودة ..

ربيحة الرفاعي
10-11-2010, 01:28 PM
موضوع جميل وكنز مفتوح أمامنا ليغرف كل من روائعة ما يحب .. ويعرض

أتمنى ان يعود هذا الموضوع للواجهة فما أحلاه

دمتم بألق

عبدالرحمن آل مفلح
17-12-2010, 11:17 AM
فكرة رائدة وأفق جميل
دمتم بخير

حسن الحربي
17-12-2010, 03:00 PM
اعجبتنى هذه القصيده للحطيئه وقد صور فيها مشهد رائع من مشاهد الضيافة والكرم


وطاوىٍ ثلاثٍ عاصب البطن مرملٍ =ببيداء لم يعرف بها ساكنا رسما
أخي جفوةٍ فيه من الإنس وحشة =يرى البؤس فيها من شراسته نعما
وافرد في شعب عجوزا إزاءها =ثلاثـــــة اشبـــاح تخالهم بهما
حفاة عراة ما اغتذوا خبز ملة =و لا عرفوا للبر مذ خلقوا طعما
رأى شبحا وسط الظلام فراعه =فلما رأى ضيفا تشمر و اهتما
فقال هيا رباه ضيف و لا قرى= بحقك لا تحرمه تا الليلة اللحما
و قال ابنه لما رآه بحيرة =أيا أبت اذبحني و يسر له طعما
و لا تعتذر بالعدم عل الذي طرا =يظن لنــــا ما لا فيوسعنا ذمــا
تروّى قليلا ثم أحجم برهة =و إن هو لم يذبح فتاه فقدهما
فبينا هما عنت على البعد عانة =قدا نتظمت من خلف مسحلها نظما
عطاشا تريد الماء فانسل نحوها =على أنه منها إلى دمها أظما
فأمهلها حتى تروت عطاشها =فأرسل فيها من كنانته سهما
فخرت نحوص ذات جحش فتية =قد اكتنزت لحما و قد طبقت شحما
فيا بشره اذ جرها نحو أهله =و يا بشرهم لما رأوا كلمها يدما
و بات أبوهم من بشاشته أبا =لضيفهم و الأم من بشرها أما
و باتوا كراما قد قضوا حق ضيفهم =وما غرموا غرما و قد غنموا غنما

والله الموفق