محمد أبو الفتوح
19-04-2007, 11:41 AM
أَضَرَّكَ العِشقُ وَ الأَشواقُ وَ الخَجَلُ = أَما تَبوحُ وَ قَد أَزرى بِكَ الأَمَلُ
مِن غادَةٍ لِبَناتِ الحَيِّ فَاتِنَةٍ = تَحنو عَلَيكَ وَ قَيظُ الحُبِ يَشتَعِلُ
حَتّى كَأَنَّ مَهاةَ الرَّبعِ تَغبِطُها = وَ الرَّبعُ مُستَرسِلٌ في غَيِّها ثَمِلُ
يُصَوِّبُ الطَّرفُ سَهماً لَيسَ يُخطِئُنا = مِن حُلوَةٍ بِدِماءِ القَلبِ تَكتَحِلُ
يُعَشِّقُ الوَصلُ مِنّي مُهجَةً ذَنَعَت = لَها فَلَيسَ يُجاري وَصلَها رَجُلُ
إِذ ما تَغَنَّجُ أَردَت لُبَّ أَحكَمَنا = وَ كَم نَبيتُ عَلى أَعتابِها شَكَلُ
جادَت عَليَّ بِصَدٍ لَستُ أَعهَدُهُ = عَهدي بِها لِرِداءِ الجودِ تَشتَمِلُ
جِئتُ القَصائِدَ لَيثاً حينَ أَنظُمُها = ما إِن صُعِقتُ لَدى الحَسناءِ أَرتَجِلُ
كَم كانَ يَشفَعُ لِلمَذبوحِ خِنجَرُها = وَ اليَومَ يَشفَعُ في مَذبوحِها الغَزَلُ
فَما تُجيبُ عَلى ما بِتُّ أَبعَثُهُ = وَ كَم تَلاقى عَلى أَبوابِها الرُّسُلُ
إِن تَقضِ فينا بِحَقٍ لَستُ أَبرَحُهُ = أَمّا قَضَيتِ بِظُلمٍ لَستُ أَمتَثِلُ
وَ حُرَّةٍ بِلَهيبِ الشَّوقِ مُحرِقَةٍ = تُجني وَ تُحرَقُ في أَحداقِنا المُقَلُ
عَفيفَةٍ لا يُرى مِنها مُؤَمَّلَكُم = خِمارُها كَسَوادِ اللَيلِ مُنسَدِلُ
ذاكَ التَّغَنُجُ إِذ كانَت جُوَيرِيَةً = أَما وَ قَد نَضَجَت يَغتالُها الخَجَلُ
لَولا المُروءَةُ لَاستَرسَلتُ مُقتَدِراً = أَبوحُ بِاسمِ مَهاةٍ ما لَها مَثَلُ
إِذاً تَقولُ كَما يَروي الضَريرُ لَنا = وَيلي عَلَيكَ وَ وَيلي مِنكَ يا رَجُلُ
أَما تَكُفُّ تُناجي كُلَّ سَارِيَةٍ = حَتّى شَكَتكَ بُطونُ الشِّعبِ وَ الإِبِلُ
أَجمِل فَإِنَّ حُبَيلَ الشَّوقِ مُنقَطِعٌ = إِمّا لَدَيكَ وَ إِمّا قَدَّهُ الأَجَلُ
أَكرِم فُؤادَكَ لا تورِدهُ مَسأَلَةً = فَلَستَ تَدري إِذا أُعطيتَ ما تَسَلُ
كُفّي فَإِنَّ فُؤادي اليَومَ مُنشَرِحٌ = كَم يَستَطيبُ عَذابَ مَهاتِهِ جَذِلُ
أَبكي عَلَيكِ وَ ما تِلكَ الدُّموعُ سِوى = سَيلٌ فَيُخلَفُ في أَشواقِنا طَلَلُ
أَبكي وَأَعلَمُ أَنَّ الجُرحَ يَألَفُني = وَ أَنَّهُ لَيسَ بَعدَ اليَومَ يَندَمِلُ
اليَومَ يَزهَدُ في جَنّاتِنا وَ غَدا = تَراهُ يَشحَذُ في بَيدائِنا الحَمَلُ
لا تَفرَحَنَّ بِصَدٍ قَد أَلَمَّ بِنا = فَالوَصلُ وَ الصَّدُ في أَيامِنا دُوَلُ
ما لي إِليكَ سَبيلٌ إِن قَفَلتَ لَنا = قُم يا جَوادُ فَإِنّي اليَومَ مُرتَحِلُ
مِن غادَةٍ لِبَناتِ الحَيِّ فَاتِنَةٍ = تَحنو عَلَيكَ وَ قَيظُ الحُبِ يَشتَعِلُ
حَتّى كَأَنَّ مَهاةَ الرَّبعِ تَغبِطُها = وَ الرَّبعُ مُستَرسِلٌ في غَيِّها ثَمِلُ
يُصَوِّبُ الطَّرفُ سَهماً لَيسَ يُخطِئُنا = مِن حُلوَةٍ بِدِماءِ القَلبِ تَكتَحِلُ
يُعَشِّقُ الوَصلُ مِنّي مُهجَةً ذَنَعَت = لَها فَلَيسَ يُجاري وَصلَها رَجُلُ
إِذ ما تَغَنَّجُ أَردَت لُبَّ أَحكَمَنا = وَ كَم نَبيتُ عَلى أَعتابِها شَكَلُ
جادَت عَليَّ بِصَدٍ لَستُ أَعهَدُهُ = عَهدي بِها لِرِداءِ الجودِ تَشتَمِلُ
جِئتُ القَصائِدَ لَيثاً حينَ أَنظُمُها = ما إِن صُعِقتُ لَدى الحَسناءِ أَرتَجِلُ
كَم كانَ يَشفَعُ لِلمَذبوحِ خِنجَرُها = وَ اليَومَ يَشفَعُ في مَذبوحِها الغَزَلُ
فَما تُجيبُ عَلى ما بِتُّ أَبعَثُهُ = وَ كَم تَلاقى عَلى أَبوابِها الرُّسُلُ
إِن تَقضِ فينا بِحَقٍ لَستُ أَبرَحُهُ = أَمّا قَضَيتِ بِظُلمٍ لَستُ أَمتَثِلُ
وَ حُرَّةٍ بِلَهيبِ الشَّوقِ مُحرِقَةٍ = تُجني وَ تُحرَقُ في أَحداقِنا المُقَلُ
عَفيفَةٍ لا يُرى مِنها مُؤَمَّلَكُم = خِمارُها كَسَوادِ اللَيلِ مُنسَدِلُ
ذاكَ التَّغَنُجُ إِذ كانَت جُوَيرِيَةً = أَما وَ قَد نَضَجَت يَغتالُها الخَجَلُ
لَولا المُروءَةُ لَاستَرسَلتُ مُقتَدِراً = أَبوحُ بِاسمِ مَهاةٍ ما لَها مَثَلُ
إِذاً تَقولُ كَما يَروي الضَريرُ لَنا = وَيلي عَلَيكَ وَ وَيلي مِنكَ يا رَجُلُ
أَما تَكُفُّ تُناجي كُلَّ سَارِيَةٍ = حَتّى شَكَتكَ بُطونُ الشِّعبِ وَ الإِبِلُ
أَجمِل فَإِنَّ حُبَيلَ الشَّوقِ مُنقَطِعٌ = إِمّا لَدَيكَ وَ إِمّا قَدَّهُ الأَجَلُ
أَكرِم فُؤادَكَ لا تورِدهُ مَسأَلَةً = فَلَستَ تَدري إِذا أُعطيتَ ما تَسَلُ
كُفّي فَإِنَّ فُؤادي اليَومَ مُنشَرِحٌ = كَم يَستَطيبُ عَذابَ مَهاتِهِ جَذِلُ
أَبكي عَلَيكِ وَ ما تِلكَ الدُّموعُ سِوى = سَيلٌ فَيُخلَفُ في أَشواقِنا طَلَلُ
أَبكي وَأَعلَمُ أَنَّ الجُرحَ يَألَفُني = وَ أَنَّهُ لَيسَ بَعدَ اليَومَ يَندَمِلُ
اليَومَ يَزهَدُ في جَنّاتِنا وَ غَدا = تَراهُ يَشحَذُ في بَيدائِنا الحَمَلُ
لا تَفرَحَنَّ بِصَدٍ قَد أَلَمَّ بِنا = فَالوَصلُ وَ الصَّدُ في أَيامِنا دُوَلُ
ما لي إِليكَ سَبيلٌ إِن قَفَلتَ لَنا = قُم يا جَوادُ فَإِنّي اليَومَ مُرتَحِلُ