المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مازلت هناك.................



ريمة الخاني
19-04-2007, 03:45 PM
مازلت هناك.................

كانت تقف كل يوم هناك..تبيع أدوية ملت من اسمها..وملت الوجوه ....حتى الثمالة..
كل البشر متشابهون...ربما شفى ذاك الدواء وربما لا..لكنها ستقدمه على أية حال رزقها ومسار حياتها هنا....غدا قطعة من روحها....ربما أضافت محبة وألما إلى دواء مل منه الزبون...ربما أضافت معه دردشة حميمية...داوت صمتا مطبقا كان هناك في المنزل فغدا الدواء أكثر مفعولا
يتيمة كانت ...أرهقتها متابعة الرمق الأخير لوالدين كافحا حتى النهاية بصمود الأبطال..فغدت بطلة العمر وحدها تشهر سيفها بوجه السنون العاتية....
مازالت هناك تقلب صفحات مخزنة في الادراج..تنهل منها حنانا قد تكلس....
مجرحة هي بكلمات لانفع منها من مديح لم يعطها حقها ابدا ....
بدأت سيجارة العمر تسير في سفح الجبل الآخر....تعتصرها الوحدة حتى ملت من حيطات منزلها...صمتها يقتل فيها احلى خطرات...

أصبح الهروب كل يوم إلى ذاك المكان ملاذا آمنا ترى النور وعالم لاينتهي.....
هناك رأته ورآها....أحبها بهدوء السنين ومرورها...وأحبته مستقبلا زاهرا ربما عوض ظمأ طويلا....
لم يتجرا حتى على الإقدام.. اختصاصه قتل كل التوق لبيت جديد.....
.فكانت والدته هي الخطوة الحلوة....
ربما حلمت بفارس وطالما فكرت بأحلام وردية ...وكل مرة تعود مريضة هائمة في عالم واقعي حتى الثمالة....متى تصبح الأحلام واقعا؟
حصل المراد ...ومرت خطبة طويلة تحرق فيها شوقها لمولود....
وجاء وليدها على لوعة المشتاق الحارقة....
كانت تنتظر تلك الإشراقة ...بطعم الملتاع الغائم الأفكار....
مرت سنون باردة...ولحظات أكثر برودة....
وكتبت عند الرمق الأخير ....
يتم على يتم.....

أم فراس

د. محمد حسن السمان
19-04-2007, 08:17 PM
سلام الـلـه عليكم

رؤية شخصية في قصة "مازلت هناك" للأديبة ريمة الخاني ( أم فراس )

بدأت أفكّر بالعنوان منذ اللحظة الاولى التي وقعت عيناي عليه , وبدأت معها الافكار تذهب بي شتى المذاهب , ثم غصت في مشهد لفتاة عامللة مجتهدة , لم ألمح فيها كونها صيدلانية متخصصة , بل عاملة في صيدلية , وتخلل المشهد بعض فلسفات المهنة , وخصوصياتها اليومية , ثم انزاح المشهد , ليعطينا صورة لحياة شخصية القصة , فهي فتاة يتيمة , فقدت والدين مكافحين , ونشأت مكافحة بطلة , وبعدها انتقل المشهد الى جسر درامي , تم من خلاله الانتقال الى التوتر الاعلى , توغلا في فكرة القصة ومرماها , وليتم رسم مشهد اجتماعي تقليدي , في البحث عن النصف الآخر , سنة الـلـه في خلقه , مع اختلاف الأساليب من مجتمع الى آخر , ومن فرد الى آخر :
" أصبح الهروب كل يوم إلى ذاك المكان ملاذا آمنا ترى النور وعالما لاينتهي.....
هناك رأته ورآها....أحبها بهدوء السنين ومرورها...وأحبته مستقبلا زاهرا ربما عوض ظمأ طويلا....
لم يتجرا حتى على الإقدام.. اختصاصه قتل كل التوق لبيت جديد.....
.فكانت والدته هي الخطوة الحلوة....
وهنا نلاحظ نجاحا في التلميح دون التصريح , بالعودة الى الأم , لتقوم باكمال المشهد , ثم تسير الامور بسلاسة , مع توتر الانتظار , وهو أمر واقعي :
" ربما حلمت بفارس وطالما فكرت بأحلام وردية ...وكل مرة تعود مريضة هائمة في عالم واقعي حتى الثمالة....متى تصبح الأحلام واقعا؟
حصل المراد "
ثم تأخذنا القصة الى العالم الواقعي المتكرر , في حياتنا الاجتماعية :
" وجاء وليدها على لوعة المشتاق الحارقة....
كانت تنتظر تلك الإشراقة ...بطعم الملتاع الغائم الأفكار.... "
ثم يتم الانتقال بشكل درامي ناجح , لربط الخيوط الموظفة , للاعلان عن تكريس للصور الواقعية الجامدة , والارتطام بها , مع تلاشي الأبعاد الوجدانية , وملامسات وشائج الحب , واختفاء الاحلام الوردية :
"مرت سنون باردة...ولحظات أكثر برودة.... "
ثم تأتي القفلة موفقة رائعة , عندما نرى أن بطلة القصة , عادت الى حيث بدأت , لم تحقق حلما , أو تغيرا في حالتها الشعورية , وهي التي رسمتها الأديبة ريمة الخاني , بأنها ذات أحلام وآمال , تريدها تعويضا لها , عن حالة اليتم وحالة الحرمان العاطفي , نعم إنها " مازالت هناك ":
"وكتبت عند الرمق الأخير ....
يتم على يتم..... "
وقصة "مازلت هناك... " كما قدمتها الأديبة ريمة الخاني , قدمت لنا صورة مجتمعية , تمثل مشكلة حقيقية , في مسار الحياة الزوجية , تعاني منها المرأة , أكثر مما يعاني منها الرجل , بحكم تكوين المرأة العاطفي , وحاجتها الى جرعات الحب والود , على مدى الحياة الزوجية , والقصة خدمت هذا الغرض بشكل لافت , وباسلوب سهل شيّق .
وقد أخذت على القصة بعض الاسهاب , وتكرار تعبير يستخدم جدا على الشابكة وهو " حتى الثمالة " حتى أن مجيء هذا التعبير في الدخول للقصة , جاء محشورا غير مبرر كثيرا , وغير موفق التوظيف :
"كانت تقف كل يوم هناك..تبيع أدوية ملت من اسمها..وملت الوجوه ....حتى الثمالة.. "
إذ لايمكن للملل , أن يصل بالفرد الى حد الثمالة .

د. محمد حسن السمان

د. مصطفى عراقي
20-04-2007, 01:08 AM
ما أجمل القصة يا أديبتنا الصادقة الأستاذة ريمة الخاني
وما أعمق الرؤية يا أستاذنا الحبيب الناقد ذا الرؤية النافذة والحس الجمالي النبيل الأستاذ الدكتور محمد حسن السمان
سعدتُ بهذا المرور الذي شوقني إلى زيارة أخرى قريبة إن شاء الله لإبداعٍ راقٍ ، ولنقدٍ بديع
مصطفى

وفاء شوكت خضر
20-04-2007, 03:34 AM
ريما الخاني ..

هناك .. ذاك المدى البعيد ، الذي بقيت فيه .. ولم ولن تبرحه .
لا زالت هناك ..

شكرا على ملح نثرته فوق الجراح .

تحيتي .

راضي الضميري
20-04-2007, 01:57 PM
الأديبة الفاضلة ريما الخاني

قصتك رائعة ..برغم الألم والحزن الذي نسجَ حروفها ، لكنها قصة حقيقية ، تحركَ لها القلب ، وزادت دقاته على غير العادة ، ها هنا واقعٌ آخر مرير ، وهكذا هي الحياة ، تأخذ بقدر ما تعطي ، وأحيانًا كثيرة تأخذ أكثر مما تستحق من أحلامنا وأمانينا....

لكِ بالغ شكري وتقديري

شيرين موسى
20-04-2007, 02:25 PM
جميلة ريما
شكرا" على مجهودك
تحياتى شيرين موسى

جوتيار تمر
21-04-2007, 03:34 AM
أم فراس

على غرار اكثر البشر تعاسة اجد بطلتك التي تحولت من طفلة معيلة الى كتلة الم حية ومن ثم الى شابة يانعة، ثمرة هاربة، ومن ثم الى فتاة عاشقة، والى ام حانية والى نهاية مكررة لِمَ هي كانت وبقت عليه.
النص بلا شك لايقدم الجديد الكثير في مضمونه لكنه في لحظة ما ادار بمقود الى القصة الى بعض تلاتبيب الامل الذي لايدوم،حيث لاينفع حينها التشبث ولا البقاء لان القادم لايرد،فكانت النهاية متوقعة لان البداية التي اسميها نهاية النهاية الاولى قد بدأت وهذا ايضا لايرد.
في اتون الوجع بدأت وفي مساكن الوجع عاشت،والى غيابات الوحدة سارت.
دمت بخير
محبتي لك
جوتيار

سحر الليالي
22-04-2007, 03:02 AM
المبدعة أم قراس:

يا لها من قصة ...ّ!
رائعة بكل معنى الكلمة
قرأتها بشغف

سلمت ودام ابداعك

لك ودي وباقة ورد

ريمة الخاني
22-04-2007, 10:26 AM
السلام عليكم
ممتنة لك استاذي على دراستك القيمة والتي اثرت تجربتي
تحية لكل قلم مر وترك بصمة احييها
كل التقدير اساتذتي

ربيحة الرفاعي
04-04-2014, 11:19 PM
قصة استلهمت قضايا إنسانية حية في مشاهد واقعية تتكرر في قاع المجتمع بما يوجع أصحاب القلوب النقية
ولعل هذا ما جعل قلبا بنقاء قلب كاتبتنا يستمطر اليراع دمعها لتحكيها في حكاية مؤثرة

دمت مبدعة

تحاياي

نداء غريب صبري
02-06-2014, 02:58 AM
قصة حزينة عميقة ومؤثرة جدا

شكرا لك أختي

بوركت

خلود محمد جمعة
03-06-2014, 07:33 AM
جميلة هي خيوط الأمل حتى وان كانت واهية
تفصلنا عن اليأس قاب شعرة لكنها تفصلنا
المحزن ان تلك الشعرة قد تاهت منها فحرمت حتى متعة الحلم
جميل حد الحزن يراع يخط الحقيقة بحروف من ألق
دمت بخير