تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : مأســــــــــــــاتي...قصة قصيرة



احمد خشبة
24-04-2007, 01:07 AM
مـــأسـاتـــي

غيث بأمطار في يوم قحت أبحث عنه دوما
فكان لي كحلم مستحيل
حاولت النظر حولي في السماء لعلي أجد سحبا تريد انزال المطر
لكني كنت حالما فلم أستفق
تلفت حولي لعلي...
بكل أمل يجتاح نفسي عساني...
لكني وقفت على حد اليأس أنادي و أصرخ
فأجابني اليأس أن اصمت يا هذا و تنحى جانبا فالطريق ليس لك بل لغيرك
*********
أصوات عالية تترد في حلقي
أنا لم أقولها
تلك الكلمات لم أتفوه بها , لكنها لا تزال تتردد داخلي
تهز كياني
تضرب أساساتي
أفاقتني
ضربة مطرقة خشبية بيد قاضٍ
فإذا بي أنا مسجون
و بأصوات من حولي تهتف مطالبة برأسي
و الأصوات تتردد في حلقي
تهز كياني
*********
أقف في شرفة أحدق بمن حولي
أين أنا ؟! ولم هذا الارتفاع الشاهق ؟!
أصبحت ملكا على من يوجد بأسفلي
ينادون باسمي , يريدون وصالي , يبتغون رضا مليكهم , الذي هو أنا
تحسست ملابسي
شعرت بكياني
ملمسها ناعم هذه الثياب
صوف , بل حرير
لكن لم هذه الرقعة البالية بها ؟!
نظرت بعيني نحوها
فإذا
بملابسي ممزقة
و أجلس في مكان غريب
كأني في معتقل , أو سجن أو في حظيرة للحيوانات منسي
لا , بل على جانب رصيف بمنطقة مجهولة عن العالم
*********
صرخات
عبرات
آهات
تأتيني من قبل أذناي
ألا تعلمون حالي ؟!
ألا تقدرون مشاعري و عواطفي ؟!
ألا تشفقون علي
كلا
سمعتها تتردد من أفواه حولي
لكني
شعرت بترددها في حلقي
ورغم علمي بأنني لم أقولها أبدا
*********
طاااااااااااخ
صوت ضربات متتالية من المطرقة الخشبية
طااااااااااااخ
هدأت الهتافات في القاعة المزدحمة
رفعت رأسي
آملا في من يُفهمني بما يدور لي
لكني وجدت أعين غاضبة
حمراء بنيران تخرج منها لاهثة
تسعى لدمي كي تبرد عنها لهيبها
صرخت
أن انقذوني
فسمعت من يخبرني
ماذا تريد جلالة الملك المعظم
فتحت عيناي على مشهد جالس في قصر عظيم
خدم و عبيد و أمراء و حاشية و ناس طائعين لشخصي الضعيف
أحسست أن وراء هذا سرا
أو أن عقلي إلى الجنون سيفيض
*********
أنفاس لاهثة
رؤى مضطربة
مشاهد متباطئة
لا احتمل أكثر من هذا
أين الماء فلقد جف حلقي
أين المطر فقد تبخرت مياهي
السماء تميل
الأرض تقترب
الرمال أراها كحبات كروية صغيرة
لا أمل ..لا طموح .. لا نجاة
*********
أصوات كثيرة تصيح
اتهامات بلوائح كبيرة توجه ضدي
وأنا مسكين قابع في قفص حديدي صامت لا أتحدث
لا يوجهون لي تهما أعرفها
فقط اتهامات غريبة يتناولونها ضدي
لكن الغريب
أن كل كلمة تقال
كل حرف ينطق
أجد صداه يتردد في حلقي
و ذبذباته تهز كياني
*********
أيها الملك أفق
التفت حولي لأجد نفسي على الكرسي العظيم جالس
أين المحكمة
أجابوني لا وقت لهذا سيدي
فالثوار قد أحاطوا القلعة
لا وقت للتفكير
لا مجال للتردد
استخدم سلطتك و احكم عليهم
*********
أنفاس ساخنة لاهثة
أحر الصحراء هذه أم حرارة داخلي و كياني
استلقيت على ظهري أحدق في الزرقاء بشرود
معارك ضارية أجدها امامي
ما بين ملك و شعبه
كيف كنت ملك على نفسي
أحكمها بالعقل و المنطق و بعيد عن العواطف و الجانب الأدبي الانساني
لكني أصبحت الآن أديبا فاختلطت الأوراق و تقاسمت الممالك
لكن الحال لم يدم
والثوار لم يهدأوا
وأصبح ملكي مقسما بيني و بينهم
لم يتوقفوا
واستمرت الثورة
واستمر النضال
لا أعرف إلى أين النهاية
هل إلى انتصار لي فيسجدون لملكي ؟!
أم انتصار لهم فأجلس بين قفصي ؟!
أم أتيه بين هذا و ذاك فأصبح مهلهل الثياب مرمي كقطعة قماش بالية في أحد الطرق النائية ؟!
في النهاية سأعرف
حين يجف الحلق
وتخفت الأصوات
وتنهار الأعمدة و القصور
ويموت كل ساكن بالبيوت
فأبقى وحيدا لثوان
بين صحراء نفسي أترقب النهاية
والتي تجيء حينما أقع
وأسقط على الرمال الصفراء الشاسعة
معلنا نهاية مأساتي

الســـــاحــر.