تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الجنة المستباحة



حنان الاغا
25-04-2007, 09:41 PM
الجنة المستباحة
قال لها منفعلا : انظري . ومد ذراعه بحركة عنيفة جفلت لها ، مشيرا بيده إلى الأضواء المتلألئة عن بعد ..ها هي على مرمى النظر !! نطق الكلمة الأخيرة بصوت مختنق بعبرة بذل جهدا كبيرا كي يبقيها حبيسة عينه .
لم تحاول النظر إليه لإحساسها بأنها لو فعلت لأجهش الرجل الكبير الصلب بالبكاء ، وهو مشهد ما كانت تحب رؤيته ، لأنه سيُبكيها .
اكتفت بالإشارة بيدها دون أن تلتفت إليه أن اهدأ ، ولا ضرورة للانفعال ..
كيف لا أنفعل؟ بل كيف لا أنفجر؟ قال الرجل بنبرات أخذت تحتد وتتصاعد ، حتى استرعت انتباه الآخرين ودهشتهم ، فنظرت باتجاهه لتلفت نظره إلى ما يجري ، فتفاجأ
بالتفاتتها ونظر باتجاه آخر، وأخذ يمسح حبات العرق التي كانت تتدحرج من قمة رأسه
الخالي من الشعر لتستقر فوق أنفه ومن ثم تتساقط هنا وهناك فوق الأرضية اليابسة ، مع حركة رأسه العصبية ،وما أن تصل إلى الأرض حتى تكبر وتتسع مشكّلة دائرة غامقة فوق الجفاف الباهت .
صمت ، لا يقطعه سوى الصوت الذي تحدثه أحجار الشطرنج على الرقعة المصدفة ،
التي قضى والدها سبع سنوات وهو ينتظر أحدهم ليبتاعها له من مسقط رأسه ، هناك حيث يبرع الحرفيون في صنعها ، وغيرها من القطع النفيسة التي يتسابق الزوار الأجانب لشرائها من تلك الأسواق الدافئة الخافتة الأضواء إلا ما تسمح بمروره الأسقف نصف الدائرية التي تمد ظلالها تحتضن المكان . تلك كانت إحدى المدن الدافئة كما كان
يحلو لوالدها أن يسميها ، وهذه من أقدمها . ها هي تدل عليها بعض الأضواء البعيدة المتلألئة. انتهت لحظات من سََفَر الروح التي عادت لمكمنها على جنح نسمة رطبة تصعد الجبل متثاقلة محملة بعبق الجنة الممتدة على طول الحد الفاصل بين الجفاف
والخصب . وتتسلل بحذر بين هبات الهواء اللافح المحمل بذرات الغبار التي كانت تلسع منها الوجه والمآقي منذ بدأت السيارة انحدارها من المدينة الأثرية الرابضة في أعلى الجبل ، تلك التي شهدت من علٍ أحداثا صنعت تاريخ يعرب في اليرموك وحطين
وعين جالوت .
استمر لسع الهواء حتى وصل الجميع إلى هذا المنزل الريفي الكبير ، بيت المزرعة ،
حيث كل وسائل التسلية والترفيه ، مجمدة ،تعلوها طبقة من غبار الانتظار ، وحيث المسبح الفاخر الذي ما يزال لون أرضيته الزرقاء يقول ، كان هنا ماء.
نظر الرجل إليها وقد فشل في ضبط دمعات طفت فوق حزن العينين ، وانهمرت مع حبات العرق .
- انظري .. وأشار للمنطقة المرتفعة خلفهما ، حيث كانوا جميعا قبل المجيء إلى هنا ،
منطقة جبلية جميلة ، وأثرية..
- لقد كانت هذه الجبال والسفوح مكسوة بالأشجار الحرجية ..
- وهذه المزارع في السهل كانت جنانا وارفة ، قبل أن ينال منها الجفاف .
لا ماء .
والماء هناك على مرمى النظر يجري ويسيل ، فتخضوضر الأرض ، نحس بشوق إليها ، فنمد أقدامنا .. ولا نطالها . أرضنا القريبة قرب الدمعة من العين ، والبسمة من الشفتين ، البعيدة بعد الحب عن الكره ، والحياة عن الموت .
حانت منه نظرة إلى الأرض ، فوجد بركة صغيرة وسط التراب قرب قدميها ، وتذكر أنه لم يسمع صوتها ، فرفع رأسه ونظر إلى وجهها .. كان محتقنا والدموع تنهمل بغزارة تروي جفاف المكان.
___________
حنان الأغا

خليل حلاوجي
26-04-2007, 03:41 PM
نحن الذين خنقنا النخيل ... واحرقنا سعفه ... أم من استعمر ترابنا

الجدب

وجفاف المكان


في وطننا الشاسعة حدائقه .... من يخنقنا انينه هذا الوطن الباكي


\

نص ثري

محمد إبراهيم الحريري
26-04-2007, 05:41 PM
الأخت حنان
رفقا بنا ، فقد طفح كيل الصبر ولما يتبق لنا سوى سقيا الأرض بعزيز نضن به حتى يوم فراق ، لكن تهون من أجل ري بسطة أمل نذرعها بعيون الشوق من إلى كل نفائس الفداء .
حنان حرفك يطوف بنا حيث مرمى المعاني ، من أعلى السفوح الندية بتاريخ حضر وأفلت معه خيول السمو ، ومستقبل تكسو أيامه ثلوج الفرار عن قطب المدن إلى حيث لفح الهجرة روحا وجسدا ،
حنان أيتها الفاضلة ألم يكن لنا بتلك النسمات عبق تربع على شرفة بسمة ؟
بلى ، ومع استدراك الحقيقة نجد أن البوح لا يشمت عاذلا ، ولا يريح صديقا ، فكلنا على رقعة شطرنج أحجارها نحن وهم .
ثريا المجد قد جلست لها غجرية الفوضى ترمي بصدفها على امتداد جنح الفأل تلاعب مشاعر نا بتمتمات لم يأت بها خط قدر بسلطة لسان ، بل من ضعفنا نصدق لنحيا الآتي كما تحب غجريتنا .
كم تألمت من واقع السرد لكن الأمل بنص قريب يعيد لنا خيل ابن الوليد إلى شطرنج النصر .
تحياتي

جوتيار تمر
26-04-2007, 09:32 PM
حنان.....
لااسمع الا صدى ذات تنوح على بقايا حياة كانت فيما مضى حاضرة تخضر ما تراه العين..
وهي تستمد من تاريخها الطويل بقايا وجودها الذي تناثر بفعل قادر مقتدر، جبار قائم، على انفسهم..
فاصبح مجرد تاريخ يدمع له العين، ويستبيح الذاكرة في كل لحظات العمر، وما تلك العصبية والانفعالات الا تركيبة اصبحت ضمن سياقات الزمن، ومن مكونات النفس الفيزيولوجية للانسان الحالي،ولكم احببت هذا التعلق بالاثار لااعلم قد يكون لكوني خريج تاريخ عشت مراكزها منهجيا وكيفية نشاتها وعظمة صنعها، واحجار الشطرنج انما هي دلالات على تلاعب الزمن بل الاخر بنا حيث لاشيء يستقر عندما نفقد نحن مكنونات ذواتنا وقدرتها على ابقاء حرة ابية، واستحضراتك التاريخية هذه من انتصارات وخوارق انما نواح ذاتي خفي على تاريخ مضى لايتكرر، وعلى تعلق به دون جدوى،وعلى خضوع وحنوع بات يلازمنا، وما ذكرك للماء الا دلالة مستقبلية تنبأ آت لامحال محال لعقبات مائية قادة ولصراع قد يستمد من الماء الذي هو الحياة مقومات الدمار والقتل.

حنان...
هي الذات التي تعاني ولاتجد لمعاناتها الا معاناة اخرى هي من المعاناة معاناة ومن النفس نفس ومن الروح ارواح..!

دمت بخير والق
جوتيار

وفاء شوكت خضر
27-04-2007, 08:18 PM
حنان الألق والتألق ..

الجنة المستباحة ،،

طرد أبوانا من جنة الله ..
وطرد الفلسطيني من جنة وهبها الله له ..
لا زلنا نرقب أنوارها المتلألئة ، ورغم قرب المسافة إلا أن الوصول مستحيل .

مرور أول ..
لي عودة بإذن الله .

لك تحيتي ومحبتي ..
دومي بخير وألق .

حنان الاغا
28-04-2007, 01:54 AM
نحن الذين خنقنا النخيل ... واحرقنا سعفه ... أم من استعمر ترابنا
الجدب
وجفاف المكان
في وطننا الشاسعة حدائقه .... من يخنقنا انينه هذا الوطن الباكي
\
نص ثري
________________________________

الأخ الأديب خليل
هم و..نحن
لكننا لسنا مخيرين
وهم باغون معتدون
ويحلو البكاء

سعيد أبو نعسة
28-04-2007, 01:24 PM
أختي الكريمة حنان
لن يتفاعل مع هذا النص إلا من ذاق مرارة التهجير ورأى وطنه على مرمى النظر و لامس الشريط الشوكي الفاصل بين الجفاف و الاخضرار و بين الماء و الماء .
انتابني هذا الشعور و أنا واقف في أم قيس أنظر بحسرة إلى الجولان و بحيرة طبريا و ساعة نزلت إلى الحمة فكرهت الساعة التي حملتني إلى هذه المنطقة و أنا أشم رائحة دماء الشهداء في اليرموك و رائحة الذل و الخنوع الآن فقفلت عائدا و رفضت زيارة الحمة الأردنية و الاستحمام في مياهها بعد أن غسلتني دمعة أسى .
أجزم أنك تتحدثين عن المنطقة ذاتها .
متى نفيق و يفيقون يا حنان متى ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

حنان الاغا
30-04-2007, 10:02 AM
أختي الكريمة حنان
لن يتفاعل مع هذا النص إلا من ذاق مرارة التهجير ورأى وطنه على مرمى النظر و لامس الشريط الشوكي الفاصل بين الجفاف و الاخضرار و بين الماء و الماء .
انتابني هذا الشعور و أنا واقف في أم قيس أنظر بحسرة إلى الجولان و بحيرة طبريا و ساعة نزلت إلى الحمة فكرهت الساعة التي حملتني إلى هذه المنطقة و أنا أشم رائحة دماء الشهداء في اليرموك و رائحة الذل و الخنوع الآن فقفلت عائدا و رفضت زيارة الحمة الأردنية و الاستحمام في مياهها بعد أن غسلتني دمعة أسى .
أجزم أنك تتحدثين عن المنطقة ذاتها .
متى نفيق و يفيقون يا حنان متى ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
_______________________
أخي سعيد
كأنك كنت موجودا !
أنا كنت هناك
نعم أم قيس، تلك الأوابد التي نحتفي بها وأمامها على امتداد النظر تستلقي جناننا ملهوفة كسيرة.
بوركت سعيد وفرج الله همك وهمنا جميعا .

حنان الاغا
03-05-2007, 11:36 AM
الأخت حنان
رفقا بنا ، فقد طفح كيل الصبر ولما يتبق لنا سوى سقيا الأرض بعزيز نضن به حتى يوم فراق ، لكن تهون من أجل ري بسطة أمل نذرعها بعيون الشوق من إلى كل نفائس الفداء .
حنان حرفك يطوف بنا حيث مرمى المعاني ، من أعلى السفوح الندية بتاريخ حضر وأفلت معه خيول السمو ، ومستقبل تكسو أيامه ثلوج الفرار عن قطب المدن إلى حيث لفح الهجرة روحا وجسدا ،
حنان أيتها الفاضلة ألم يكن لنا بتلك النسمات عبق تربع على شرفة بسمة ؟
بلى ، ومع استدراك الحقيقة نجد أن البوح لا يشمت عاذلا ، ولا يريح صديقا ، فكلنا على رقعة شطرنج أحجارها نحن وهم .
ثريا المجد قد جلست لها غجرية الفوضى ترمي بصدفها على امتداد جنح الفأل تلاعب مشاعر نا بتمتمات لم يأت بها خط قدر بسلطة لسان ، بل من ضعفنا نصدق لنحيا الآتي كما تحب غجريتنا .
كم تألمت من واقع السرد لكن الأمل بنص قريب يعيد لنا خيل ابن الوليد إلى شطرنج النصر .
تحياتي
____________________________
تدري متى يكون للكلمة معنى ؟ ومصداقية ؟
أنا أدري . يحدث هذا عندما ترفرف وهي الظمأى للاتفلات والحرية وشبح الأمل ، تحدوها حلاوة الروح ، فتتصدى لقهر المقهورين ، وغربة المتغربين ، ودمعة المتعبين.
الأخ الشاعر الكبير الحريري
ليس يأسا ولا انكسارا ، براكين غضب تتململ في أرواحنا التي انغلقت بصخور المهانة والتنازل والسلام . براكين أدعو الله أن تثور وعلها لا تخمد أبدا ، إلا والجنة مشرعة الأبواب ببرتقالها وخضرتها ورملها ومائها.
تقبل كل الاحترام والتقدير

حنان الاغا
04-05-2007, 10:19 AM
حنان.....
لااسمع الا صدى ذات تنوح على بقايا حياة كانت فيما مضى حاضرة تخضر ما تراه العين..
وهي تستمد من تاريخها الطويل بقايا وجودها الذي تناثر بفعل قادر مقتدر، جبار قائم، على انفسهم..
فاصبح مجرد تاريخ يدمع له العين، ويستبيح الذاكرة في كل لحظات العمر، وما تلك العصبية والانفعالات الا تركيبة اصبحت ضمن سياقات الزمن، ومن مكونات النفس الفيزيولوجية للانسان الحالي،ولكم احببت هذا التعلق بالاثار لااعلم قد يكون لكوني خريج تاريخ عشت مراكزها منهجيا وكيفية نشاتها وعظمة صنعها، واحجار الشطرنج انما هي دلالات على تلاعب الزمن بل الاخر بنا حيث لاشيء يستقر عندما نفقد نحن مكنونات ذواتنا وقدرتها على ابقاء حرة ابية، واستحضراتك التاريخية هذه من انتصارات وخوارق انما نواح ذاتي خفي على تاريخ مضى لايتكرر، وعلى تعلق به دون جدوى،وعلى خضوع وحنوع بات يلازمنا، وما ذكرك للماء الا دلالة مستقبلية تنبأ آت لامحال محال لعقبات مائية قادة ولصراع قد يستمد من الماء الذي هو الحياة مقومات الدمار والقتل.
حنان...
هي الذات التي تعاني ولاتجد لمعاناتها الا معاناة اخرى هي من المعاناة معاناة ومن النفس نفس ومن الروح ارواح..!
دمت بخير والق
جوتيار
______________________________--
الآثار هي دليل وجود من كانوا
والجفاف هو دليل وجود من جاؤوا ليسرقوا الحب والخضرة والماء
فلا نوح يجدي ولا عويل
إنما هي دمعات تطفر من قسوة المشهد
تمد الساق ولا أرض
والأرض هناك ترمقنا بحب وعتب من خلف الأسلاك التي استطاعت أن توقف الملايين من العرب والمسلمين
ما أقواها أسلاك تصمد أكثر من نصف قرن أمام الإنسان
العجب كبير والألم أكبر
تحياتي جوتيار

حنان الاغا
04-05-2007, 10:22 AM
حنان الألق والتألق ..
الجنة المستباحة ،،
طرد أبوانا من جنة الله ..
وطرد الفلسطيني من جنة وهبها الله له ..
لا زلنا نرقب أنوارها المتلألئة ، ورغم قرب المسافة إلا أن الوصول مستحيل .
مرور أول ..
لي عودة بإذن الله .
لك تحيتي ومحبتي ..
دومي بخير وألق .
_____________________________

العزيزة وفاء
أيتها النقية
طرد أبوانا فأعطاهم الله جنة أخرى على الأرض
جئنا نحن ولم نحافظ عليها
تركنا قلبنا يستل من بين أضلاعنا
فلسطين القلب فماذا بقي من العروبة والإسلام سوى جثة تحيا بنبض صناعي؟
تقبلي محبتي