تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الورود النائمة ...



بثينة محمود
07-08-2003, 11:26 PM
كان الظل يزداد طولا"..بينما الشمس تحاول الهروب من المكان..كانت تمد أشعة واهية
أرهقتها كثرة الدوران..وكان الأفق يبدو بعيدا" بعد الأبد..كل شىء يوحى بالزوال ..بالنهاية
وخطت هى خطوات متثاقلة فوق هذه المشاعر..تلوذ بالصمت ..أو يلوذ بها ..انها لا تدرى
انها فقط تحيا..تتخذ من حبات الأيام عقدا" طويلا" بلا نهاية..عقدا" تكرهه وتلقى به فى
أقصى ركن كلما زادت حباته..ظلت تسير بهدوء..عبر هذا الممر الذى تحفه النباتات..
وهى تأخذ طريقها المعتاد كل يوم..لتلقى تحية المساء على زهرتها الجميلة..دوار الشمس
التى كادت أن تغلق أوراقها وهى تتجه الى الشمس وكأنها تعاتبها على الرحيل..

لامست أناملها الأوراق الناعمة..كأنها تصافح صديقا" عزيزا"..كأنها تطبع قبلة المساء
على وجه طفل جميل..أغمضت عينيها..و تركت الذكرى تقتحمها..وتعبث بكيانها..
تراءى لها وجه طفلها الوحيد..ها هو يركض..بل يحاول الركض بين الورود..كان يقع كثيرا"
فقد كانت خطواته الأولى..تذكرته وهو يقطف وردة لم تتفتح بعد..وعندما صاحت به..
التفت اليها وأعطاها اياها..وابتسامة جميلة تضىء وجهه..تذكرت..كيف احتضنته..ضمته
اليها و كأنها تريد أن تزرعه بقلبها..وكان يدع نفسه لها لتمتلىء منه..ثم تدعه ثانية..
ليحاول الركض من جديد..

ها هو يستلقى فى فراشه..يتشبث بها وهى تهدهده..وكفه الصغير تستكين بين يديها
وهى تغنى له أغنيته المفضلة..حتى تغمض جفونه..ويصير كالملاك..

ها هو يعبث بأشيائها..وتفاجئه..فتجده مرتديا"حليها..وتملأوجهه ابتسامة كأنها الاعتذار
وتجلس لتحادثه..وكأنها تحادث رجلا" كبيرا"..وترن أصداء ضحكاته فتملأ المكان..

والآن ..انها ترقد بجواره..أنفاسه تخرج بصعوبه..وجهه الشاحب يملؤه العرق..كفه يرقد
بين يديها ..كعادته..انها تشعر به يفارقها..ولا تستطيع استبقاؤه..انه يخرج منها..بينما
ابتسامته الجميلة تضىء وجهه..

هزتها ريح خفيفة.. وأفاقت لتجد ظلا ما" يصدم عينيها..وجدت ذراعيها تلتفان حول جسدها
تحتضنان خيالا" وذكرى..واستدارت عائدة..وهى تغنى للورود النائمة..أغنيتها المفضلة..

معاذ الديري
08-08-2003, 02:40 AM
مر عاقدا من هنا ..
وخرج سعيدا.

طائر الاشجان
10-08-2003, 01:38 PM
عندما تمتزج الامومة بالطفولة ، يكوّنان معنىً للحب والبراءة غايةً في الجمال ، وهنا نعيشُ قمة الوجدان العاطفي الذي يتسلل إليه قلم (سنبله) ليرسمَ لنا لوحةً فريدة الألوان في إطار علاقةٍ هي أنبل ما عرفته النفس البشرية على مدى حياة بني الانسان .

وتجبرنا (سنبلة) على أن نعيش الحدث بدقائقه وتفاصيله ، ونستشعرَ أفراحه وأتراحه ، بأسلوبها الشيّق الذي لا تجد فيه تكلفاً بل ينساب كالصبا في ظهيرة يوم ٍ ربيعي . ومنه نستشف المقدرة العالية على الامساك بزمام ملكة الكلمة وتوجيهها بمهارة فائقة نحو الغاية منها .

وهي تكتب نجدها تلامس المعاني بمفردات تنساق طواعية لتصبَّ في قالب المضمون ، وتشبعه ببريق المشاعر التي لطالما قُدّر لنا أن نلوكها في هكذا مواقف . كما في :

ها هو يعبث بأشيائها..وتفاجئه..فتجده مرتديا"حليها..وتملأوجهه ابتسامة كأنها الاعتذار
وتجلس لتحادثه..وكأنها تحادث رجلا" كبيرا"..وترن أصداء ضحكاته فتملأ المكان..

وترن كلمات (سنبله ) لتملأ الواحةَ عطراً بما تسطرهُ إبداعاً موقعاً بأحرف من نور .

الشكر يسابق خطوي بين حروفك ، واللهفة تتطلع إلى المزيد من هذا الرضاب المسكر .

تحياتــــي لشخصك الكريم وقلمك المتمكن .

طائرالاشجان

عبدالرحيم فرغلي
11-08-2003, 09:54 AM
نص يدل على تمكن صاحبته من كتابة النصوص الادبية بكل تمكن واقتدار ..

التزواج بين الاستهلال (( كان الظل يزداد طولا )).. والخاتمة التي توحي يهبوط الظلام (( وافاقت لتجد ظلاما .. كان رائعا .. فدائما ما يتشبث القارئ بالكلمات الاولى .. وتظل روعة النهاية ووصلها مع البداية هاجس له .. حتى يتمكن كاتبة مثلك على صياغتها ومراعاتها .

الانتقال بين مقاطع النص كان رائعا هو الأخر وموفقا .. الانتقال من تعب الايام وارزاءها ومحنها .. الى السير بين النباتات والحنو على دوار الشمس .. ثم ( كأنها تطبع قبلة المساء
على وجه طفل جميل.).والدخول بعدها الى مشاعر الامومة وروعتها .. ما اجمل ما قلت ( تريد أن تزرعه بقلبها..) ثم ضحكات الطفل ومغزاها في الاعتذار كان امرا يشعرني ان بنصك حس يجعلني اعيد قراءتها .. تحية لك وتقدير

عبد الوهاب القطب
12-08-2003, 04:57 PM
سيدتي

ايتها السنبلة المضيئة

كثيرا ما يمر الانسان -مرّ الكرام- بحديقة فينظر الى الورود نظرة عابرة

ويتابع السير الى حيث اراد...

ولكن اذا قرأ صاحبنا قصيدة تصف الورود وجمالها

في ابيات شاعرية او نثرية حلوة أثّرت به

ومرّ ثانية وهو ينظر الى الورود فانه يقف متأملا جمالها ورونقها

وكأنه يراها اول مرة..

سيدتي ما أجمل ما قرأت لك فقد نفلني السرد الهادئ الى لحظات

من حياتي وكأنها تمر بذاكرتي لاول مرة

هذا النثر الساحر الذي اتيت به ابرز نواحي الجمال التي لم انتبه لها من

قبل وهذا لعمري الفرق بين المبدعين والناثرين العاديين

اختي المبدعة

شكرا جزيلا على امتاعي في صباح يومي هذا

ولا يهمني ما يحصل في نهاية اليوم

فقد اخذت حظي من البهجة ويكفي لعدة ايام..

ثقي تماما بانني

تواق الى المزيد

وانا بالانتظار

المخلص

ابن بيسان

بثينة محمود
13-08-2003, 11:23 PM
تنام ورودى
ويذبل عودى

ويظلنى الظلام ..لا الظلال
ويبقى عبير كلماتكم الحلوة زادى فى وقت الحصاد

تحية لكل من سطر لى حرفا

بكاء الياسمين
21-08-2003, 11:38 AM
والياسمين
وبكاءه الحزين

مر وتنفس عبير حروفك
لامس..شفافية كلماتك

ضحك حينها البكاء
حتى انا والياسمين


وعاد الى مكانه
مصفق مصفق
لسنبــــــــــــله
اتحفتنا بنصها


لك مداد الشكر
والى الأمام يا سنبله
ودُمتِ بألف خير


تحياتي من باقات بكائي




بكاء الياسمين
ولعينيه
بكى الياسمين

د. سمير العمري
06-09-2003, 06:04 PM
نص مخملي راق بإبحار شراع وبراعة يراع.

هذا ما نسميه إبداع.


نصك أسعدني فأدعو لك بسعادة.



تحياتي وتقديري
:0014:

بثينة محمود
19-09-2003, 05:12 PM
بكاء الياسمين
كم يبكى الياسمين ويغرق صفحاته بدموعه
يبكى ربما على بتلاته الصغيرة
وكؤوسه الفارغة
يبكى ويبكينى معه

تحية جميلة لك

بثينة محمود
19-09-2003, 05:14 PM
كم اسعد بتقديرك استاذى العزيز سمير

كلماتك الغالية وسام لقلم ما زال يحاول الحبو ..فوق الجبال

تحية عطرة من قلبى المفعم بالشكر

سحر الليالي
11-08-2006, 02:11 AM
نص جميل جدا

أعجبتني كثيرا يا سنبلة،وخاصة انني سأخلد للنوم


الواحة اشتاقت لك ولحرفك الرقيق

كوني بخير دوما:0014:

اخت القمر
11-08-2006, 03:10 AM
قرأت هنا نص جميل هو قمة في الابداع

وترنيمة حروف تحمل من الاحساس الراقي اختي سبنلة هي اول مرة اقرأ لك

وقد اسعدني ذلك اتمنى ان تدوم سعادتي بوجود بوحك الجميل

تحياتي لك

سحر الليالي
29-01-2008, 11:25 PM
لــ رفع ؛ شوقا لـ صاحبته ..!!

جوتيار تمر
31-01-2008, 04:33 PM
بثينة العزيزة...
غياب طويل جدا ..عساه خير

بوح شفيف يهامس الروح بحب قدسي يتلذذ الم الحنين ..لغة انسيابية تحملنا على الاستسلام لمسارها ومنطقها المخصوص..صور جميلة تمنطق المكتوب...

محبتي
جوتيار

أنس إبراهيم
31-01-2008, 09:36 PM
أختي بثينة

جميل نصك

انبثاقٌ من الإبداع

تحيتي لك

سحر الليالي
24-09-2008, 02:59 AM
:
لـ رفع ...
كوني بخير دوما يا بثينة .

ناديه محمد الجابي
17-03-2021, 06:11 PM
الأم كلمة صغيرة وحروفها قليلة لكنّها تحتوي على أكبر معاني الحبّ والعطاء والحنان
وهي أنهار لا تنضب ولا تجفّ ولا تتعب، متدفّقة دائماً بالكثير من الحب الذي لا ينتهي،
ما أعذبها من براعة تعبيرية، وما أعمقه من إحساس في نص رائع
بلغته الساحرة، وبحسه الحزين، ومشاعره المؤثرة
وبلغة شاعرية فاضت إبداعا.
بورك الحس والحرف.
:009::001::009: