تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : يومٌ ورِواق...



غادة نافع
29-04-2007, 04:08 PM
صباحٌ ممطر يصافحها بالرفض .. ومادة عنيدة ولود لاتتوقفُ صفحاتها عنِ التناسل .. تلوذُ بسمرةِ سائلٍ
أسودٍ مسكر اعتادَ الناسُ شربه .. فتحت علبته .. صوتُ فرقعةِ فتحهِ أفزعها .. ألقت بغطاءِ علبتهِ
داخله .. كانَ منوهاً برقمٍ لم تنتبه له .. ارتشفت شيئاً منه .. ارتاحت له .. أحبته .. شعرت بنشوةٍ غريبةٍ
عندما شرِبته .. أجهزت على البقية .. لم يتبقى لها إلا صوت صدى.. ظنتهُ كذلك .. كانَ غطاءَ علبتِها
الحبيسِ بداخلها .. يحاولُ الصعودَ والتسلق ولكن الجدارَ لزج .. كانت قد قتلته حين ارتشفت شرابه
كله .. كسمكة لايستطيع العيشَ بدون ماء .
×××
في الطريق .. زحامُ سياراتٍ كثيف عندَ اشارةِ المرور ... صبرٌ تعلمهم إياه لم تفلح موضوعات الإنشاءِ
التي كانوا يكتبونها في المدرسة في تعليمها لهم .. طالبٌ متمرد يقطعُ الإشارة .. وعقابهُ ينتظرهُ من قبلِ
معلمٍ لايغفرُ لأحدٍ زلةً أبداً..سيارتها واقفةٌ في آخرِ الشارع من نوعٍ قديم لايتحركُ إلا بصعوبة .. بعد ربعِ
ساعة ... أعلنت الإشارة استسلامها وسلامها لهذا الوقوف .. انطلقت السيارات بسرعةٍ خاطفة
وسيارتها البطيئة تواجهُ هذا الموجَ المندفع باستسلامٍ وسكينه .. تهيبُ بالسائق أن يسرع .. كانَ والدها
لايرى من الشارعِ إلا سيارةً أمامه .. ولولا وقوفها لمضى في سيرهِ غيرُ آبه لما حوله .. أبواق
السياراتِ الصاخبةِ خلفه تدعوهُ لزيادةِ سرعته .. جميعهم يستعجلونه لنومٍ يزاولونهُ من مكاتبهم ..
توقيعُ حضور ونومٌ فقط.. مرادفٌ جديد لبطالةٍ مقَّنعة يتشدَّقونَ بذكرِها في الصحف .. ويملأون بها حلقاتَ
برامجهم على التلفاز .. برامجٌ حبلى بما نراهُ في الشارع .. ليس بوسعه أن يضاعفَ سرعته .. هذا
قدره .. وإلا فليدفع لهُ أحد الناعقينَ خلفه ثمنَ سيارةٍ جديدةٍ كسيارته ..يظهرُ لون الإشارةِ الأصفر..يقولُ
لهم أن خففوا سرعتكم ولا أحد يسمع .. حتى هي كانت لاتسمع .. تهيب بأبيها أن يسرع كي لا يقفَ
مجدداً ولكن لا فائدة .. يظهرُ لونُ الإشارةِ الأحمر ويعاودُ والدُها الوقوف لربعِ ساعةٍ أخرى .
×××
في المعمل .. فأرٌ مخدر يستيقظُ بين يديها .. يفزع ..فيلملم شتات أعضائةِ المقطعة في حصةِ تشريح ..
تصرخ ..ولا يكترث لصرخاتها يقاومُ دبابيساً كثر علقت بجلده ..ذهولٌ يطفو على مقلتيه .. يطبقُ نظريةً
قديمة درستها في المدرسة ... رائحةٌ كريهة تنبعثُ من جوفه ..شعرَ بها .. خجلَ منها .. مضى إلى حقيبةِ
إحدى الطالبات ورش من زجاجةِ عطرٍ كانت مفتوحة ... قطعةُ القماشِ التي غطت بها وجهها حجبت
الرائحتينِ معاً ..مضى في طريقة وتساؤل يدلهُ على بوابة الخروج ... كثيرٌ من َالفتيات نراهم في
الأسواقِ والطرقاتِ وفي كل مكان يستخدمن قطعةً سوداء كهذة ليغطين بها أنوفهن .. أتراهن يشمون
رائحةً مماثلة لفأر مماثل ؟!!
×××
حُبست الأنفاس .. كان اختبارٌ لما كانت تستذكره .. تواجهُ معضلة .. رابطةٌ ثنائيةٌ مزدوجة تحولُ بينها
وبين معرفةِ الحل .. تتضخم لتملأ سطحَ الورقة وتتلاشى المعادلات .. تسلمُ الورقة ولونٌ أسودٌ كثيف
ينصبُ خيامهُ عليها .. تخرج ثم تعود .. ربما نسيت شيئاً ما .. تهمسُ للمعلمة أن تسفلتَ الطريق بزفتِ
ورقةِ اجابتها تلك .
×××
تقفُ منتصبةً أمامها .. اتفقت معها أن تلعبا لعبةَ ثلج وماء كما كانوا يلعبونها في الصغر .. تجري
وتمعن في الجري .. كانت سريعة وكلما اقتربت منها تمعنُ في الهربِ أكثر .. لم تمسكها قط .. ولم
يمسكها قط .. عشرُ درجاتٍ هربت منها وظلت هدفاً يستحيلُ تحقيقه .. ككأسٍ غال في مباراةٍ عنيفة
لفريقٍ مهزوم قد تكيفَ مع هزيمته .. وقفت أمامَ قسمِ المالية .. تدفع ُ رسومَ حملِ المادة لفصلٍ دراسيٍ
لاحق .

خليل حلاوجي
29-04-2007, 04:16 PM
أمة لاتزال تمارس افضل الهوايات ... الشخير عند النوم والخوف عند الهيجا

امة غافية برغم كل السيارات التي لاتزال تزمر في القصة ... قصتنا

يقولون ... ولدت لامتنا صحوة

وقالوا ... انها اول مسار النهوض ... وكتبوا ونشروا وهاجت بهم المنابر وهي تحكي قصة الولادة هذه في ذات المشهد الذي تموت فيه عواصم لنا غالية على القلوب ... القلوب الرحيمة وهي الآن اندر من الكبريت الاحمر


غادة نافع

صوت يختصر فجيعة صمتنا ... منذ الف عام


اقف اجلالا ً لسطورك

د. محمد حسن السمان
01-05-2007, 12:02 AM
سلام الـلـه عليكم
الأخت الفاضلة الأديبة غادة نافع

قصة " يومٌ ورِواق... " , عمل أدبي راق لي , تمنيت لو قمت بقراءة نقديه له , فلدي نقاط ايجابية كثيرة , وبعض ملاحظة , ولكن الوقت لايسعفني الآن , ربما عدت الى النص .

د. محمد حسن السمان

غادة نافع
01-05-2007, 02:27 AM
أمة لاتزال تمارس افضل الهوايات ... الشخير عند النوم والخوف عند الهيجا
امة غافية برغم كل السيارات التي لاتزال تزمر في القصة ... قصتنا
يقولون ... ولدت لامتنا صحوة
وقالوا ... انها اول مسار النهوض ... وكتبوا ونشروا وهاجت بهم المنابر وهي تحكي قصة الولادة هذه في ذات المشهد الذي تموت فيه عواصم لنا غالية على القلوب ... القلوب الرحيمة وهي الآن اندر من الكبريت الاحمر
غادة نافع
صوت يختصر فجيعة صمتنا ... منذ الف عام
اقف اجلالا ً لسطورك

الأستاذ الفاضل والأديب : خليل حلاوجي
صدقت
وصوتُ حروفك وصلَ لمكامن الضعف
أدامَ الله عزَّ الحرف

غادة نافع
01-05-2007, 03:01 AM
سلام الـلـه عليكم
الأخت الفاضلة الأديبة غادة نافع
قصة " يومٌ ورِواق... " , عمل أدبي راق لي , تمنيت لو قمت بقراءة نقديه له , فلدي نقاط ايجابية كثيرة , وبعض ملاحظة , ولكن الوقت لايسعفني الآن , ربما عدت الى النص .
د. محمد حسن السمان

أهلاً بتشرِيفكَ د. محمد حسن السمان
وكنتُ أودُ لو أقرأُ ما جئتَ به ِ إزاء حرفي المتواضع في( يومٌُ ورواق ) ولعلكَ دللتني على رابطِ عملكِ
الراقي المعنونِ بذات الحرف ( يومٌ ورواق ) كي أتشرفَ بقراءتهِ والنهلِ من فيضِ معينه
سلمتَ للأدب وشكراً لك

حسام القاضي
01-05-2007, 04:46 AM
أهلاً بتشرِيفكَ د. محمد حسن السمان
وكنتُ أودُ لو أقرأُ ما جئتَ به ِ إزاء حرفي المتواضع في( يومٌُ ورواق ) ولعلكَ دللتني على رابطِ عملكِ
الراقي المعنونِ بذات الحرف ( يومٌ ورواق ) كي أتشرفَ بقراءتهِ والنهلِ من فيضِ معينه
سلمتَ للأدب وشكراً لك
الأخت الفاضلة /غادة نافع
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما قصده أخي وأستاذي د.محمد السمان بقوله " عمل أدبي راق لي " أي عمل أدبي راق له(أعجبه ) ، ولم يقصد اطلاقاً أنه له عملاً بهذ الاسم.
تقبلي كل الاحترام.

جوتيار تمر
01-05-2007, 12:06 PM
غادة..
في خضم صراع الحياة هذه تتولد لدينا الكثير الكثير من التساؤلات التي لانج لها نهاية، ولانجد لها مايقنعنا لكوننا نعيش وقتا فيه البلادة تسيطر على وعينا فلم نعد نفكر بان الاتي غير الذي كان والذي كان لابد انه غير الذي ياتي..وهكذا اصبحنا نقتل الذي كان بالذي ياتي واحيانا نصارع الذي ياتي ونقتله من اجل الابقاء على الذي كان.

الانسان مرتبط بكل شيء في حياته..فما بالك بما يكون ضمن اطار ذاته...انه مرتبط بالخيال..مرتبط بحمقه..مرتبط بفرحه..وعذابه..بل انه مرتبط بعذابه اكثر من ارتباطه باي شيء اخر..لذا تجده..يبحث بتساؤلاته التي لامفر منها..عن منفذ لعذابه.. لكن لايمكنه ذلك لانه اصلا يعيش حالة من العبودية لهذه الارتباطات..واذا ما فكر يوما بان يجد لعذابه حلا..عليه ان يحرر نفسه من هذه الارتباطات..لانه مما لاشك فيه ان الارتباط بالاشياء والتميز بها يفتح المجال لظهور الف انا في الانسان..واذا ما فكر الانسان في ولادة الانا الكبيرة فيه يجب عليه ان يعمل على موت انا الكثيرة..وهنا يبقى السؤال كيف السبيل الى ذلك..؟
اذا..التعب..يبقى يبقى صوت السيارات، تبقى الفجيعة، تستمر المعاناة فينا،ولاشيء يوقف هذا المد، ولااعلم متى نصبح نحن نحن لننجز ما يجب علينا انجازه بايدينا لنقول ان الحضارة لم تكن انما هي باقية ومستمرة...؟
محبتي وتقديري
جوتيار

غادة نافع
01-05-2007, 12:17 PM
الأخت الفاضلة /غادة نافع
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما قصده أخي وأستاذي د.محمد السمان بقوله " عمل أدبي راق لي " أي عمل أدبي راق له(أعجبه ) ، ولم يقصد اطلاقاً أنه له عملاً بهذ الاسم.
تقبلي كل الاحترام.


الأستاذ الكريم .. حسام القاضي
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أءسفُ لهذة الوعكة الفهمية التي ألمَّت بي إثر قراءتي لحرف الأستاذ الكبير والأخ الفاضل ..د. محمد
السمان .. وأعود لأرجو مرورهُ القادم ومرورك يا أخي الكريم شرفاً لهذا النص إذ كنتم هُنا
خالص التحية

محمود الديدامونى
01-05-2007, 12:29 PM
قصة طيبة لغادة نافع
استطاعت من خلالها أن تقدم رؤية كاملة للواقع
على مستوياته المختلفة
بدون اللهاث وراء الوصف السردى الذى يعجب بعض القصاص
فقط ظلت فى الحدث .... تتحرك نحو الهدف من النص بفنية عالية
كل الود
وربما يكون لى عودة

غادة نافع
03-05-2007, 04:00 AM
غادة..
في خضم صراع الحياة هذه تتولد لدينا الكثير الكثير من التساؤلات التي لانج لها نهاية، ولانجد لها مايقنعنا لكوننا نعيش وقتا فيه البلادة تسيطر على وعينا فلم نعد نفكر بان الاتي غير الذي كان والذي كان لابد انه غير الذي ياتي..وهكذا اصبحنا نقتل الذي كان بالذي ياتي واحيانا نصارع الذي ياتي ونقتله من اجل الابقاء على الذي كان.
الانسان مرتبط بكل شيء في حياته..فما بالك بما يكون ضمن اطار ذاته...انه مرتبط بالخيال..مرتبط بحمقه..مرتبط بفرحه..وعذابه..بل انه مرتبط بعذابه اكثر من ارتباطه باي شيء اخر..لذا تجده..يبحث بتساؤلاته التي لامفر منها..عن منفذ لعذابه.. لكن لايمكنه ذلك لانه اصلا يعيش حالة من العبودية لهذه الارتباطات..واذا ما فكر يوما بان يجد لعذابه حلا..عليه ان يحرر نفسه من هذه الارتباطات..لانه مما لاشك فيه ان الارتباط بالاشياء والتميز بها يفتح المجال لظهور الف انا في الانسان..واذا ما فكر الانسان في ولادة الانا الكبيرة فيه يجب عليه ان يعمل على موت انا الكثيرة..وهنا يبقى السؤال كيف السبيل الى ذلك..؟
اذا..التعب..يبقى يبقى صوت السيارات، تبقى الفجيعة، تستمر المعاناة فينا،ولاشيء يوقف هذا المد، ولااعلم متى نصبح نحن نحن لننجز ما يجب علينا انجازه بايدينا لنقول ان الحضارة لم تكن انما هي باقية ومستمرة...؟
محبتي وتقديري
جوتيار



سنصبح ُ نحن حينما ندركُ حقاً من نحنُ أولاً


أخي الكريم

أشكرُ لك طيب َ المرور وسلمتَ للأدب

مع التحية

غادة نافع
03-05-2007, 04:06 AM
قصة طيبة لغادة نافع
استطاعت من خلالها أن تقدم رؤية كاملة للواقع
على مستوياته المختلفة
بدون اللهاث وراء الوصف السردى الذى يعجب بعض القصاص
فقط ظلت فى الحدث .... تتحرك نحو الهدف من النص بفنية عالية
كل الود
وربما يكون لى عودة


أشكرُ هذا الإطراء الجميل

والثناء على النص والحرف

وأنتظر العودة بما ملكتُ من صبر

مع التحية

عطاف سالم
03-05-2007, 04:22 AM
عمق ٌ وسعة أفق ..
لقد وظف نصك أيتها المبدعة جميع حواسنا..
فها نحن نشتم ونتأفف..ونحدق وننقم
وإذا بنا نهرول ونزمجر ونتذمر...
رائع جدا مانقلته لنا من صور الحياة
كل التقدير لك / غادة نافع:0014:
وتقبلي خالص امنياتي لك بالتوفيق

غادة نافع
03-05-2007, 12:12 PM
عمق ٌ وسعة أفق ..
لقد وظف نصك أيتها المبدعة جميع حواسنا..
فها نحن نشتم ونتأفف..ونحدق وننقم
وإذا بنا نهرول ونزمجر ونتذمر...
رائع جدا مانقلته لنا من صور الحياة
كل التقدير لك / غادة نافع:0014:
وتقبلي خالص امنياتي لك بالتوفيق


الأديبة النقية

جئتِ بإطراءٍ وقراءةُ بيضاء لواقع ِ النص

كنتُ أتوارى خشيةً في رصفِ النص في واحة الخير ِ والإبداع .. وبعد كرام ِ المرور مما سبق ما عدتُ

أخشى

أشكرُك بسائر ِ لغاتِ الكون

ودمتِ بحفظِ الله ورعايته

مع التحية

محمد سامي البوهي
03-05-2007, 01:01 PM
قاتل الموتى
سار مختالاً بحصانه بين الجثث المنتشرة ، لم يبق على روح واحدة داخل جسدها ، قفز فوق ربوة نتأت عن الأرض الحمراء ، انتشل سيفه عالياً وصاح هاااااااااا ، أسرع ناحية الجبل ليقضي على من رد عليه صياحه .

محمد سامي البوهي

الأستاذة / غادة
عمل متميز ، وحبكة ماهرة ، تبرز خبايا من خبايا ظاهرة ، برشفة سم مسكرة ، أو بإشارة حمراء تسير على هديها السيارات، لكنها أصبحت عادات ومشاكل اعتدناها كإعتياد قاتل الموتى على القتل ، بعض تحفظ على فكرة القصة الثالثة .


فقط هنا ...
لم يتبقى لها إلا صوت صدى
أخوك
محمد

غادة نافع
03-05-2007, 06:49 PM
قاتل الموتى
سار مختالاً بحصانه بين الجثث المنتشرة ، لم يبق على روح واحدة داخل جسدها ، قفز فوق ربوة نتأت عن الأرض الحمراء ، انتشل سيفه عالياً وصاح هاااااااااا ، أسرع ناحية الجبل ليقضي على من رد عليه صياحه .

محمد سامي البوهي

الأستاذة / غادة
عمل متميز ، وحبكة ماهرة ، تبرز خبايا من خبايا ظاهرة ، برشفة سم مسكرة ، أو بإشارة حمراء تسير على هديها السيارات، لكنها أصبحت عادات ومشاكل اعتدناها كإعتياد قاتل الموتى على القتل ، بعض تحفظ على فكرة القصة الثالثة .

فقط هنا ...
لم يتبقى لها إلا صوت صدى
أخوك
محمد



أستاذي الكريم ..

الحقيقة أن ما انبثقَ بهِ نصلُ قلمكَ هنا .. هو صلبُ التميز .. وجاء مختصراُ للفكرة ِ أميالاً تلو أميال

عما كنتُ أجردهُ في مساحة ٍهذة

فقط أسأل ..عن تحفظكَ على فكرةِ الفقرةِ الثالثة وهي المكِّملةُ لما جاء قبلها


والملحوظة القيمة التي لم أدركُ كنهها اثر وعكة ٍإدراكية .. ( لم يتبقى لها إلا صوت ُ صدى )


بانتظار ِ عودتكِ القيمة أيها الأخ الكريم

وشكراً

مأمون المغازي
03-05-2007, 10:43 PM
الأديبة المبدعة : غادة نافع

هذا عمل به من الإبهار ما يتناسب مع مسيرته القصية والتسلل المقنن العارف طريقه إلى المتلقي ، قرأت حالة تدعمها عدة حالات لم أرها إلا كالأنهار الآتية من بحيرات تمد النهر الكبير .

هذه القصة الرواقية تناسب عنوانها معها ، إنه رواق اليوم الذي نعيشه بكل معاناته ، أستطاعت القاصة وبحرفية أن تمسك بالخيوط الجامعة للزوايا والشخوص ، الشخوص التي تؤدي دورها بإبداعية لتترك المسرح لغيرها في تناغمية رائعة مثلت بالنسبة لي تشكيلاً لونيًا وكانني أمام لوحة يستعرض من خلالها رسام بارع لقطة حياتية ، كل هذا جاء خادمًا للحدث الذي استلمته القاصة منذ الاستعداد ، وأخذ ينمو تدرجًا حتى بلغ محل الإغلاق دون أي تدخل من القاصة ، وربما نتج ذلك عن تمثل القاصة للحدث فكانت هي المعادل الموضوعي له ، وكأنها تحكي حالة تمر بها ، وهذه مهارة منها ، فأن يستطيع القاص أن يحتل موقعه من القصة ليمتزج بها لتخرج بتلقائيتها أمر يحتاج تضافر العديد من المهارات النفسية ، والخلفيات الثقافية والقدرات الأدائية للغة ، وعناصر العمل القصصي .

هنا استطاعت القاصة أن تمارس ذلك بالفعل .
وأوصي القاصة المبدعة بمراجعة اللغة رسمًا ومحلاً ، ، وأعد بالعودة إلى هذا العمل بما يليق به من قراءة تفيدنا في إثبات وجهة نظري ، في تطور أدوات البناء القصصي ، فما زلنا نتعلم من المبدعين .

محبتي واحترامي

مأمون

محمد سامي البوهي
04-05-2007, 11:40 AM
أستاذي الكريم ..
الحقيقة أن ما انبثقَ بهِ نصلُ قلمكَ هنا .. هو صلبُ التميز .. وجاء مختصراُ للفكرة ِ أميالاً تلو أميال
عما كنتُ أجردهُ في مساحة ٍهذة
فقط أسأل ..عن تحفظكَ على فكرةِ الفقرةِ الثالثة وهي المكِّملةُ لما جاء قبلها
والملحوظة القيمة التي لم أدركُ كنهها اثر وعكة ٍإدراكية .. ( لم يتبقى لها إلا صوت ُ صدى )
بانتظار ِ عودتكِ القيمة أيها الأخ الكريم
وشكراً

الأستاذة غادة
1- من ناحية الإختصار فانا لا أحبذه في كتابة القصة ، لأن للسرد بهائه ومتعته الخاصة .
2- ليس معنى التحفظ أن الفكرة ليس لها قيمة لا سمح الله بل التحفظ هنا يكمن في عدم الفهم فقط .
3- الملحوظة الأخيرة هي خطأ نحوي أشرت إليه من باب الغيرة على العمل (لم يتبق إلا صوت صدى) ، وذلك لأن (لم)من أدوات جزم المضارع بالسكون ، وبما أن الحرف الأخير حرف عله (يتبقى) فهو ساكن لذلك يجب وضع السكون على ما قبله للتقدير، و في اللغة العربية لا يلتقي ساكنان ، لذلك وجب حذف حرف العلة .
دمت مبدعة

غادة نافع
09-05-2007, 03:31 PM
الأديبة المبدعة : غادة نافع
هذا عمل به من الإبهار ما يتناسب مع مسيرته القصية والتسلل المقنن العارف طريقه إلى المتلقي ، قرأت حالة تدعمها عدة حالات لم أرها إلا كالأنهار الآتية من بحيرات تمد النهر الكبير .
هذه القصة الرواقية تناسب عنوانها معها ، إنه رواق اليوم الذي نعيشه بكل معاناته ، أستطاعت القاصة وبحرفية أن تمسك بالخيوط الجامعة للزوايا والشخوص ، الشخوص التي تؤدي دورها بإبداعية لتترك المسرح لغيرها في تناغمية رائعة مثلت بالنسبة لي تشكيلاً لونيًا وكانني أمام لوحة يستعرض من خلالها رسام بارع لقطة حياتية ، كل هذا جاء خادمًا للحدث الذي استلمته القاصة منذ الاستعداد ، وأخذ ينمو تدرجًا حتى بلغ محل الإغلاق دون أي تدخل من القاصة ، وربما نتج ذلك عن تمثل القاصة للحدث فكانت هي المعادل الموضوعي له ، وكأنها تحكي حالة تمر بها ، وهذه مهارة منها ، فأن يستطيع القاص أن يحتل موقعه من القصة ليمتزج بها لتخرج بتلقائيتها أمر يحتاج تضافر العديد من المهارات النفسية ، والخلفيات الثقافية والقدرات الأدائية للغة ، وعناصر العمل القصصي .
هنا استطاعت القاصة أن تمارس ذلك بالفعل .
وأوصي القاصة المبدعة بمراجعة اللغة رسمًا ومحلاً ، ، وأعد بالعودة إلى هذا العمل بما يليق به من قراءة تفيدنا في إثبات وجهة نظري ، في تطور أدوات البناء القصصي ، فما زلنا نتعلم من المبدعين .
محبتي واحترامي
مأمون

ما قرأتُهٌ في الأعلى كانَ قراءةً فاخرة ً من قلمٍ نوعي ِّ فاخر
وأنا بانتظار ٍ لقراءتكَ الأخرى اثرَ عودتكَ أيها الأديب الفاضل .. بما يليقُ بالنص وبقارىء النص بإفادةٍ لي ولنصَّي معاً
جُزيتَ خيراً

غادة نافع
09-05-2007, 03:47 PM
الأستاذة غادة
1- من ناحية الإختصار فانا لا أحبذه في كتابة القصة ، لأن للسرد بهائه ومتعته الخاصة .
2- ليس معنى التحفظ أن الفكرة ليس لها قيمة لا سمح الله بل التحفظ هنا يكمن في عدم الفهم فقط .
3- الملحوظة الأخيرة هي خطأ نحوي أشرت إليه من باب الغيرة على العمل (لم يتبق إلا صوت صدى) ، وذلك لأن (لم)من أدوات جزم المضارع بالسكون ، وبما أن الحرف الأخير حرف عله (يتبقى) فهو ساكن لذلك يجب وضع السكون على ما قبله للتقدير، و في اللغة العربية لا يلتقي ساكنان ، لذلك وجب حذف حرف العلة .
دمت مبدعة


الأستاذ الكريم
حقاً ماذكرت وإذ أنَّي أرى في التكثيف والإختصار بهجه لدى بعضِ المتلقين ممن لايحبذون الإطالة
والسرد ولو كانت الفكرة ثقيلة ,, والتصوير ماتعٌ منمَّق
وأجدُ في فقرتكَ الأخرى لعدم الفهم بعض توضيح إذ أنِّي أكملُ في تصوير حالِ هذة الفتاة مع جنوحٍ إلى
خيال يستيقظُ فيهِ فأرٌ مخدر .. وتفزع إثر هذة الفجاءة ..وكمامة ,, تومضُ إشارةً إلى حالِ بعضٍ من
الفتيات ممن يتخذون رداءً لايسمنُ ولايغني عن وجوههن الحليقةِ من حجابٍ ضافي ساتر ويكتفونَ
بالأنفِ فقط !!!!..
وقد أحسنت ,, وأفضتَ في فيضِ إحسانكَ إلى تنبيهي لهذا الخطأ ( لم يتبقَ ) غيرةً على العمل أشكركَ
عليها
أشكرُ لك َ مروركَ الآخر وأجزله بأحسنَ من هذا الشُكر
مع التحية

احمد القزلي
09-05-2007, 04:46 PM
صباحٌ ممطر يصافحها بالرفض .. ومادة عنيدة ولود لاتتوقفُ صفحاتها عنِ التناسل .. تلوذُ بسمرةِ سائلٍ
أسودٍ مسكر اعتادَ الناسُ شربه .. فتحت علبته .. صوتُ فرقعةِ فتحهِ أفزعها .. ألقت بغطاءِ علبتهِ
داخله .. كانَ منوهاً برقمٍ لم تنتبه له .. ارتشفت شيئاً منه .. ارتاحت له .. أحبته .. شعرت بنشوةٍ غريبةٍ
عندما شرِبته .. أجهزت على البقية .. لم يتبقى لها إلا صوت صدى.. ظنتهُ كذلك .. كانَ غطاءَ علبتِها
الحبيسِ بداخلها .. يحاولُ الصعودَ والتسلق ولكن الجدارَ لزج .. كانت قد قتلته حين ارتشفت شرابه
كله .. كسمكة لايستطيع العيشَ بدون ماء .
×××
في الطريق .. زحامُ سياراتٍ كثيف عندَ اشارةِ المرور ... صبرٌ تعلمهم إياه لم تفلح موضوعات الإنشاءِ
التي كانوا يكتبونها في المدرسة في تعليمها لهم .. طالبٌ متمرد يقطعُ الإشارة .. وعقابهُ ينتظرهُ من قبلِ
معلمٍ لايغفرُ لأحدٍ زلةً أبداً..سيارتها واقفةٌ في آخرِ الشارع من نوعٍ قديم لايتحركُ إلا بصعوبة .. بعد ربعِ
ساعة ... أعلنت الإشارة استسلامها وسلامها لهذا الوقوف .. انطلقت السيارات بسرعةٍ خاطفة
وسيارتها البطيئة تواجهُ هذا الموجَ المندفع باستسلامٍ وسكينه .. تهيبُ بالسائق أن يسرع .. كانَ والدها
لايرى من الشارعِ إلا سيارةً أمامه .. ولولا وقوفها لمضى في سيرهِ غيرُ آبه لما حوله .. أبواق
السياراتِ الصاخبةِ خلفه تدعوهُ لزيادةِ سرعته .. جميعهم يستعجلونه لنومٍ يزاولونهُ من مكاتبهم ..
توقيعُ حضور ونومٌ فقط.. مرادفٌ جديد لبطالةٍ مقَّنعة يتشدَّقونَ بذكرِها في الصحف .. ويملأون بها حلقاتَ
برامجهم على التلفاز .. برامجٌ حبلى بما نراهُ في الشارع .. ليس بوسعه أن يضاعفَ سرعته .. هذا
قدره .. وإلا فليدفع لهُ أحد الناعقينَ خلفه ثمنَ سيارةٍ جديدةٍ كسيارته ..يظهرُ لون الإشارةِ الأصفر..يقولُ
لهم أن خففوا سرعتكم ولا أحد يسمع .. حتى هي كانت لاتسمع .. تهيب بأبيها أن يسرع كي لا يقفَ
مجدداً ولكن لا فائدة .. يظهرُ لونُ الإشارةِ الأحمر ويعاودُ والدُها الوقوف لربعِ ساعةٍ أخرى .
×××
في المعمل .. فأرٌ مخدر يستيقظُ بين يديها .. يفزع ..فيلملم شتات أعضائةِ المقطعة في حصةِ تشريح ..
تصرخ ..ولا يكترث لصرخاتها يقاومُ دبابيساً كثر علقت بجلده ..ذهولٌ يطفو على مقلتيه .. يطبقُ نظريةً
قديمة درستها في المدرسة ... رائحةٌ كريهة تنبعثُ من جوفه ..شعرَ بها .. خجلَ منها .. مضى إلى حقيبةِ
إحدى الطالبات ورش من زجاجةِ عطرٍ كانت مفتوحة ... قطعةُ القماشِ التي غطت بها وجهها حجبت
الرائحتينِ معاً ..مضى في طريقة وتساؤل يدلهُ على بوابة الخروج ... كثيرٌ من َالفتيات نراهم في
الأسواقِ والطرقاتِ وفي كل مكان يستخدمن قطعةً سوداء كهذة ليغطين بها أنوفهن .. أتراهن يشمون
رائحةً مماثلة لفأر مماثل ؟!!
×××
حُبست الأنفاس .. كان اختبارٌ لما كانت تستذكره .. تواجهُ معضلة .. رابطةٌ ثنائيةٌ مزدوجة تحولُ بينها
وبين معرفةِ الحل .. تتضخم لتملأ سطحَ الورقة وتتلاشى المعادلات .. تسلمُ الورقة ولونٌ أسودٌ كثيف
ينصبُ خيامهُ عليها .. تخرج ثم تعود .. ربما نسيت شيئاً ما .. تهمسُ للمعلمة أن تسفلتَ الطريق بزفتِ
ورقةِ اجابتها تلك .
×××
تقفُ منتصبةً أمامها .. اتفقت معها أن تلعبا لعبةَ ثلج وماء كما كانوا يلعبونها في الصغر .. تجري
وتمعن في الجري .. كانت سريعة وكلما اقتربت منها تمعنُ في الهربِ أكثر .. لم تمسكها قط .. ولم
يمسكها قط .. عشرُ درجاتٍ هربت منها وظلت هدفاً يستحيلُ تحقيقه .. ككأسٍ غال في مباراةٍ عنيفة
لفريقٍ مهزوم قد تكيفَ مع هزيمته .. وقفت أمامَ قسمِ المالية .. تدفع ُ رسومَ حملِ المادة لفصلٍ دراسيٍ
لاحق .

... ربما حسن التخلص احد مميزات القصيدة الناجحة...و لكنك في قصتك هنا عرفتي كيف تتنقلي بنا من بث شعوري سردي بخفة شعرية و قضية تبدو هامشية للبعض لكنها جزء كبير من تفكير غطت عليه بعض اواحالنا ...كل الرشق الجميل للعبق تخلل مسامات الاسطر اختي غادة..

غادة نافع
10-05-2007, 10:16 AM
... ربما حسن التخلص احد مميزات القصيدة الناجحة...و لكنك في قصتك هنا عرفتي كيف تتنقلي بنا من بث شعوري سردي بخفة شعرية و قضية تبدو هامشية للبعض لكنها جزء كبير من تفكير غطت عليه بعض اواحالنا ...كل الرشق الجميل للعبق تخلل مسامات الاسطر اختي غادة..
الأخ الفاضل والأديب ..أحمد القزلي


أشكرُ حرفكَ القارىء لنصيَّ وثناءكَ على متصفحي المتواضع



فلكَ الشكرُ أولاً وأخيراً


جُزيتَ خيراً

د. سمير العمري
10-05-2007, 08:15 PM
قرات النص وقد حاز على إعجابي حقيقة وخصوصاً تلك الحالة الرسدية المتلاحقة فيتكثيف للحدث وانتقال متناسق بين أحداث متقاربة ذهابا وإيابا ونفس متلاحق أعتقد أنه كان الأجمل في النص.

أما الرصد والوصف فجاءا أقل درجة من السرد ولكن القصة ككل متميزة.



تحياتي

غادة نافع
11-05-2007, 02:55 PM
الأستاذ الأديب الفاضل : د. سمير العمري


حياك الله في مساحة ِ هذا البوح ..مع خالصُ الشكرِ لعبوركم الذهبي بهذة الصفحة

فهو والله لتشريفٌُ وشهادةٌ أعتزُ بها


بوركَ المداد

سحر الليالي
20-05-2007, 08:38 PM
الفاضلة "غادة نافع":

بحق قصة راقية ورائعة..!

سلمت ودام نبضك بروعة

لك حبي وباقة ورد وفل

حسن راشد
21-05-2007, 04:53 PM
قصة شعرت فيها بأسلوب مميز ومتجدد ورصد للأحداث ترسم الواقع بشكل جميل.

سعدت بالقراءة لك

غادة نافع
22-05-2007, 10:53 PM
الفاضلة "غادة نافع":
بحق قصة راقية ورائعة..!
سلمت ودام نبضك بروعة
لك حبي وباقة ورد وفل



النبيلة .. سحر الليالي

وماشهدته ِ كان من منبثقِ رؤاك أنتِ


يسعدني ثناؤكِ ويزيدني إئتلاقاُ فوق إئتلاق الحضور



دمتِ بمدادٍ صحيح

غادة نافع
22-05-2007, 10:56 PM
قصة شعرت فيها بأسلوب مميز ومتجدد ورصد للأحداث ترسم الواقع بشكل جميل.
سعدت بالقراءة لك



الأخ الكريم ,, حسن راشد

أشكرُ لكَ هذا المرور الفاضل والقراءة المتمعنة لحرفِ النص

مع التحية