المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ياءُ الغائبة



خالد عبد القادر
05-05-2007, 02:57 AM
..
كل إهداءٍ.. لها بالطبع .

..
كتَبَتْ :
(1)
سينتقلُ الغريبُ... إلى الغريب ,
لعلّ بداوةً نفذتْ إلى رئتيكَ من رمل الجنوب ,
لعلّ توتُّر الأشياءِ بين يديكَ أورثَكَ انفصالاً ..
سِرتَ في جسديكَ مُتَّحِدَ الدروب,
لعل نطقاً ما تغير في رِيوف كلامِكَ ,
استبقيتَ جرحَك عند كورنيشَ المدينةِ ,
لمْ تطارِحْكَ الشوارعُ غير قُبلَتها المميتةَ ,
فاستدرتَ إلى الكتابةِ مفرداً..
و أتيتني.
و أنا التي قرأتْ فؤادَك في القصيدةِ مرتينِ ,
رسمتُ خارطةَ الحنينِ ..
طويتُ فاتحةَ الغيابِ على جفونكَ
كي ترانيَ كلَّما أغمضتَ ,
نَم..
نَم يا حبيبي ,
لن يزورَكَ هاجسُ الفقدِ الذي يحدوكَ صحواً
طالما حطّتْ يدايَ على النوافذ
تحرسانِكَ من غبارِ النهرِ في عينيكَ ,
حاصركَ النشيجُ و خانكَ الماءُ المُرابِطُ بالسهرْ .
(2)
لي في غيابي تكأَةٌ ,
لأرتبَ الفوضى
و أجْرِدَ مفرداتِ الأرضِ ,
كمْ نقصتْ من الأزهار و الأطفال
و الطيرِ البدائيِّ الحنينِ ,
كَمِ استزادتْ من مداخنَ و اشتباكٍ
بين حشرجة القتيلِ و بين أوتار الكمنجةِ و الزنادِ ,
الواقعيُّ دوامُ فصلٍ لا ملامحَ فيهِ ,
لكنَّ الخياليَّ التورّدُ في خدودِ الأرضِ ,
نمنمةُ العيونِ على المسافةِ
لا بكاءَ يهزُّها.
يكفي - حبيبي- أن نحبَّ
فتصعدَ الأرضُ السماءَ ,
و تستقرَ على جناح يمامةٍ بيضاءَ ,
فسرها الغَمامُ العارفونَ بأنها الجَنّاتُ ..
لكنْ شُبِّهتْ للناسِ ,
يكفي - يا حبيبي - أن نحبَّ
لينهضَ الشجرُ القديمُ مُدافعاً عنّي و عنكَ
و هاتفاً : " أولاديَ الفقراءُ أنتمْ..
فادخلوني آمنينْ . "
(3)
لي هدأةٌ
بعد البلادِ بخطوتينِ
لكي أُريحَ الحلم من تعبِ الهويّةِ ,
مفرداً ..و اثنينِ واحدنا بكاءً,
ها هو المنفى قريبٌ ,
ها همُ الغرباءُ ينقرُ طيرُهمْ
عينَ النشيدِ فلا يرانا..
هاتِ لي بلداً صغيراً في يديكَ إذا أتيتَ ,
و هاتِ لي شاياً و نعناعاً
و سُكَّرَ ضحكتينِ ,
و هاتِ دفترَ ذكرياتِكَ
كي أرى كيفَ ارتجفتَ و أنتَ تكتبُكَ البلادُ
مسافراً فيها و فينا .
(4)
تعالَ ,
البردُ يهزمني
و تنتَحُ شتوتي فوق الأصابع ملحَها,
و الشمسُ عطلٌ واضحٌ في جبهةِ الشبّاكِ ,
كُرْكِمَ صوتُها :
" أوَ كلّما - يا بنتُ - صَعَّدَكِ الحنينُ إليَّ ..
غِبْتُ على غدٍ ؟!! "
خُذني قليلاً ,
و اخْفِني تحتَ الوسادةِ ,
ساوِني بيديكَ في درجِ القصائدِ ,
و ارتديني في خروجكَ من غيابكَ في غيابي ,
مثلَما أخبرتَني :
" أنّ الرمالَ سريعةُ النسيانِ ,
أنّ البحرَ ما بيني و بينكَ ليسَ بحراً ..
إنّما عينٌ تغالبُ دمعَها ,
أنَّ الخلود يقيمُ في جهةِ المُحبِّ مدينةً عفويّةً ,
أنّ الهوى أمرٌ إلهيٌّ ..
و أن الصُدْفةَ الأولى رسولةْ "
كلُّ ما أخبرتَني صدَّقْتُه من قبل حتى - يا حبيبي - أن تقولَهْ
..
خالد عبد القادر

عبد القادر رابحي
05-05-2007, 06:56 PM
الأخ الكريم خالد عبد القادر
تجياتي الحارة

شجن و لا لا ككل الشجن
باكورة في الواجة تنم عن بواكير مجربة
و عن نص سامق في تسلق المعنى
إن رأى البعض أن تثبيتها واجب للترجيب
فأنا أقول إن تثبيتها واجب لما فيها..
و لمن لا يصدق فليقرأ هذا المقطع مرة أخرى:

" أنّ الرمالَ سريعةُ النسيانِ ,
أنّ البحرَ ما بيني و بينكَ ليسَ بحراً ..
إنّما عينٌ تغالبُ دمعَها ,
أنَّ الخلود يقيمُ في جهةِ المُحبِّ مدينةً عفويّةً ,
أنّ الهوى أمرٌ إلهيٌّ ..
و أن الصُدْفةَ الأولى رسولةْ "
كلُّ ما أخبرتَني صدَّقْتُه من قبل حتى - يا حبيبي - أن تقولَهْ
تحياتي
عبد القادر

محمد البدري محمد
06-05-2007, 09:35 AM
..
كل إهداءٍ.. لها بالطبع .
..
كتَبَتْ :
(1)
سينتقلُ الغريبُ... إلى الغريب ,
لعلّ بداوةً نفذتْ إلى رئتيكَ من رمل الجنوب ,
لعلّ توتُّر الأشياءِ بين يديكَ أورثَكَ انفصالاً ..
سِرتَ في جسديكَ مُتَّحِدَ الدروب,
لعل نطقاً ما تغير في رِيوف كلامِكَ ,
استبقيتَ جرحَك عند كورنيشَ المدينةِ ,
لمْ تطارِحْكَ الشوارعُ غير قُبلَتها المميتةَ ,
فاستدرتَ إلى الكتابةِ مفرداً..
و أتيتني.
و أنا التي قرأتْ فؤادَك في القصيدةِ مرتينِ ,
رسمتُ خارطةَ الحنينِ ..
طويتُ فاتحةَ الغيابِ على جفونكَ
كي ترانيَ كلَّما أغمضتَ ,
نَم..
نَم يا حبيبي ,
لن يزورَكَ هاجسُ الفقدِ الذي يحدوكَ صحواً
طالما حطّتْ يدايَ على النوافذ
تحرسانِكَ من غبارِ النهرِ في عينيكَ ,
حاصركَ النشيجُ و خانكَ الماءُ المُرابِطُ بالسهرْ .
(2)
لي في غيابي تكأَةٌ ,
لأرتبَ الفوضى
و أجْرِدَ مفرداتِ الأرضِ ,
كمْ نقصتْ من الأزهار و الأطفال
و الطيرِ البدائيِّ الحنينِ ,
كَمِ استزادتْ من مداخنَ و اشتباكٍ
بين حشرجة القتيلِ و بين أوتار الكمنجةِ و الزنادِ ,
الواقعيُّ دوامُ فصلٍ لا ملامحَ فيهِ ,
لكنَّ الخياليَّ التورّدُ في خدودِ الأرضِ ,
نمنمةُ العيونِ على المسافةِ
لا بكاءَ يهزُّها.
يكفي - حبيبي- أن نحبَّ
فتصعدَ الأرضُ السماءَ ,
و تستقرَ على جناح يمامةٍ بيضاءَ ,
فسرها الغَمامُ العارفونَ بأنها الجَنّاتُ ..
لكنْ شُبِّهتْ للناسِ ,
يكفي - يا حبيبي - أن نحبَّ
لينهضَ الشجرُ القديمُ مُدافعاً عنّي و عنكَ
و هاتفاً : " أولاديَ الفقراءُ أنتمْ..
فادخلوني آمنينْ . "
(3)
لي هدأةٌ
بعد البلادِ بخطوتينِ
لكي أُريحَ الحلم من تعبِ الهويّةِ ,
مفرداً ..و اثنينِ واحدنا بكاءً,
ها هو المنفى قريبٌ ,
ها همُ الغرباءُ ينقرُ طيرُهمْ
عينَ النشيدِ فلا يرانا..
هاتِ لي بلداً صغيراً في يديكَ إذا أتيتَ ,
و هاتِ لي شاياً و نعناعاً
و سُكَّرَ ضحكتينِ ,
و هاتِ دفترَ ذكرياتِكَ
كي أرى كيفَ ارتجفتَ و أنتَ تكتبُكَ البلادُ
مسافراً فيها و فينا .
(4)
تعالَ ,
البردُ يهزمني
و تنتَحُ شتوتي فوق الأصابع ملحَها,
و الشمسُ عطلٌ واضحٌ في جبهةِ الشبّاكِ ,
كُرْكِمَ صوتُها :
" أوَ كلّما - يا بنتُ - صَعَّدَكِ الحنينُ إليَّ ..
غِبْتُ على غدٍ ؟!! "
خُذني قليلاً ,
و اخْفِني تحتَ الوسادةِ ,
ساوِني بيديكَ في درجِ القصائدِ ,
و ارتديني في خروجكَ من غيابكَ في غيابي ,
مثلَما أخبرتَني :
" أنّ الرمالَ سريعةُ النسيانِ ,
أنّ البحرَ ما بيني و بينكَ ليسَ بحراً ..
إنّما عينٌ تغالبُ دمعَها ,
أنَّ الخلود يقيمُ في جهةِ المُحبِّ مدينةً عفويّةً ,
أنّ الهوى أمرٌ إلهيٌّ ..
و أن الصُدْفةَ الأولى رسولةْ "
كلُّ ما أخبرتَني صدَّقْتُه من قبل حتى - يا حبيبي - أن تقولَهْ
..
خالد عبد القادر



أرهقت نفسك ألف مرة كي تخرج بمدينتك سالما لم أكن أدري أن هناك حرفاً يستطيع خرق القوانين
الشعرية وامتلاك صيغة جديدة لحروف قديمة قد لا يشكل ذلك فارقاً عند المبدع فقد أرسى قواعده ورحل
تاركا أنهارا تنساب , حالة البرد أيقظت فينا الحنين شعورا بعيدا ووحيدا ربما لن نكره البرد بعده , حينما تخرج بي لن يشكل فارقا إن كانت تحتويني أو.......
يا سينُ إن المرسلينَ
إلى حدودك يخطئونْ
لا تغلقي الأبواب وانتظري
لقد أدركت أن الليل جاءْ
والقاتل المنسيّ يحلم باللقاءْ
عيناه أمسان استعدا للرحيلِ
ووجهو الخمرى مكتمل المساءْ
هل تشعرين بهِ
ينام إلى جواركِ
كفه تمتدّ
تنزع عنك أحزان الشتاءْ
هو زكرياتكِ فاحتوي النيرانَ
واحتملي البكاءْ

د.جمال مرسي
06-05-2007, 10:56 AM
الشاعر المبدع خالد عبد القادر
وقفت طويلا مع هذه القصيدة الرقراقة بالأمس و لامست كل حرف و زفرة فيها
و كنت قد كتبت رداً مطةلا إلا أنه و لسبب ما ضاع مني فلم أستطع استرجاعه
عدت اليوم لأحييك من جديد مبديا اعجابي بما كتبت
فأهلا بك و بحرفك النابض
د. جمال

خالد الحمد
07-05-2007, 08:46 AM
أخي خالد

رشفتها شهدا مصفّى

رائع حرفك

دمت بود

عارف عاصي
07-05-2007, 06:13 PM
أخي خالد
جميل ما قرأت هنا

دمت مبدعا

تحاياي
عارف عاصي

د. سمير العمري
07-05-2007, 06:35 PM
نعم أخي رابحي أجدها تسحق التثبيت حقاً.

هي من الشعر العذب ذي الملمس المخملي.

أبارك لك أخي الشاعر خالد عبد القادر هذه الرائعة وأتمنى أن تتحفنا دائماً بالمزيد من الجمال الشعري.



تحياتي

مجذوب العيد المشراوي
09-05-2007, 09:39 PM
كثيفة مكثفة بدأت إيقاعيا ثم تدحرجت إلى الفكرة إلى الدلالة العقلية إلى الترميز الشعري لا أقول الرمز .
هناك الدلالات أحيانا تعطيك جرسا عقليا في غياب قافية تحددها بصريا قبل كل شيىء ثم شعوريا ولا أضمن قراءة هذا عند الجميع .

شكرا