عطاف سالم
05-05-2007, 05:47 AM
العروض الرقمي استكناه لفكر الخليل
ظل علم العروض وماكتب حوله من مؤلفات قديما وحديثا يمثل الحمى المحظور لدى المبتدئين والراغبين في صقل موهبتهم الشعرية وما ذاك إلا لما ضمه هذا العلم بفعل المتأخرين والمتقدمين من مصطلحات علمية جافة وتقسيمات وتفريعات أخفت بهاء هذا العلم وذهبت بنضارته والغاية الجمالية منه ولم يحفل كما أشار بعض الدارسين علم بكثرة المصطلحات والمسميات على اختلاف آراء العلماء بماحفل به هذا العلم..
ولعله في هذا يماثل البلاغة العربية عندما اتخذت هذا النحو في العصور المتأخرة على يدى السكاكي والخطيب القزويني مع تحفظي على تميز هذا العالم الأخير حيث جمع بين مدرستين ( العلمية والأدبية )..وظلت البلاغة العربية إلى وقتنا الحاضر في منأى عن تذوقها وتطبيق مفهومها الاسلوبي البليغ البديع على النصوص الأدبية بفعل مصطلحاتها العديدة وشغل أذهان الدارسين والطلاب بشكل عام بحفظها وتردادها دون تغلغل معانيها وآثارها الجليلة وماتضيفه إلى النص من براعة وجمال يخدم النص ويرتقي به إلى فهم اؤلئك الدارسين ..
ولم يظهر حقيقة حتى الآن على حسب علمي القاصر مايستنطق فكر الخليل عندما وضع هذا العلم !
وليس هناك من دراسات شرحت لنا حقيقة مايحدث في ذهنه - يرحمه الله تعالى - من عمليات ووظائف عقلية توصل بها من خلالها إلى هذا العلم..
ولاشك أن الدماغ يحوي على مايقرب من ستين عملية ذهنية منها التفكير والتحليل والتركيب والاستنباط والموازنة والربط والاستنتاج والبناء والقياس والتقويم والتقييم وغير ذلك من هذه العمليات الذهنية المتعددة في الدماغ..
لذا يلحظ أن المشتغلين بعلم العروض يتطلب منهم أن يكونوا ذوي عقلية علمية ولعل الخليل بن أحمد يرحمه الله تعالى كان من أؤلئك.
ومن ثم ظل هذا العلم وكأنه مطلسما عند أصحاب العقول الأدبية وإن نظموا الشعر واقتدروا عليه في أبهى حلة وأشهى لباس , لذا تظل الحاجة ملحة في وقتنا الحاضر إلى من يستكنه فكر الخليل ويقرؤه قراءة جيدة جدا ويكتشف معاييره وأبعاده ليشرح لنا باختصار كيف دبت الفكرة عنده وكيف تشعبت وتفرعت وإلى أين وصلت وماغايته من كل ذلك ..
إذ لم تكن الغاية عنده أبدا هو المصطلحات ووضع الأسماء وبعثرة هذا العلم الجليل في أودية سحيقة تجعله قطعا متناثرة هنا أو هناك..إنما هو وحدة شمولية تخدم النص الشعري وتقدمة منسقا ومنظما على أكمل وجه وأتمه وأجمله من غير ماتكلف واستجرار واستجلاب وكدح ومعاناة ووعثاء .
إنما كان قدحا عفويا حدث في الدماغ جعله يقدم لنا هذا العلم الحي الباقي الجليل في أبسط صورة
ومعنى وإن تطلب منه هذا عبقرية جبارة .
ولم أجد حقيقة في الدراسات المتأخرة من يشرح علم العروض كما أراده الخليل أن يكون سوى العروض الرقمي .
فهو استكناه لذهنه وفكره وقراءة جادة لما كان يحدث في ذهنه بعيدا عن الصور والرموز والمسميات والشكليات وكل تلك المصطلحات التي مزعت هذا العلم إلى قطع متناثرة دون أي وحدة عضوية تجمعه وتلحمه بينما كان هو كذلك في ذهنه يرحمه الله تعالى نسيج وحده متلاحم الأجزاء.. بل لحمة واحدة.
ولم تكن الغاية عنده أبدا هو ايصال التفاعيل والزحافات والعلل والخبن والرفو و.........الخ تلك الأسماء إنما كان الغرض هو البناء الشعري على أكمل وجه وفي أجمل واجهة أدبية تخلب الألباب في نظام دقيق مموسق ومنسق دون أن يلحظ أحد أي تكلف وتعقد واستقواء على اللفظة والمعنى ومن ثم لي عنقها لتأتي جبرا وقسرا.
والعروض الرقمي هذه هي غايته فهم هذا العلم على ذاك الاساس الذي وضعه الخليل وبنى عليه صرحه الكبير وعمله الرصين الجليل في علم العروض ..
وهو أيضا كما بدا لي وسيلة شرح قوية ومقنعة ومؤثرة لدرس ابن احمد بدل كل الدراسات والانشغالات الثانوية التي كانت على هامش هذا العلم وبعيدا عن الأخذ به إلى أفهام الدارسين والباحثين أو محاولة
تقديمه في أبسط صورة .
هذا والله تعالى أعلم .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
ظل علم العروض وماكتب حوله من مؤلفات قديما وحديثا يمثل الحمى المحظور لدى المبتدئين والراغبين في صقل موهبتهم الشعرية وما ذاك إلا لما ضمه هذا العلم بفعل المتأخرين والمتقدمين من مصطلحات علمية جافة وتقسيمات وتفريعات أخفت بهاء هذا العلم وذهبت بنضارته والغاية الجمالية منه ولم يحفل كما أشار بعض الدارسين علم بكثرة المصطلحات والمسميات على اختلاف آراء العلماء بماحفل به هذا العلم..
ولعله في هذا يماثل البلاغة العربية عندما اتخذت هذا النحو في العصور المتأخرة على يدى السكاكي والخطيب القزويني مع تحفظي على تميز هذا العالم الأخير حيث جمع بين مدرستين ( العلمية والأدبية )..وظلت البلاغة العربية إلى وقتنا الحاضر في منأى عن تذوقها وتطبيق مفهومها الاسلوبي البليغ البديع على النصوص الأدبية بفعل مصطلحاتها العديدة وشغل أذهان الدارسين والطلاب بشكل عام بحفظها وتردادها دون تغلغل معانيها وآثارها الجليلة وماتضيفه إلى النص من براعة وجمال يخدم النص ويرتقي به إلى فهم اؤلئك الدارسين ..
ولم يظهر حقيقة حتى الآن على حسب علمي القاصر مايستنطق فكر الخليل عندما وضع هذا العلم !
وليس هناك من دراسات شرحت لنا حقيقة مايحدث في ذهنه - يرحمه الله تعالى - من عمليات ووظائف عقلية توصل بها من خلالها إلى هذا العلم..
ولاشك أن الدماغ يحوي على مايقرب من ستين عملية ذهنية منها التفكير والتحليل والتركيب والاستنباط والموازنة والربط والاستنتاج والبناء والقياس والتقويم والتقييم وغير ذلك من هذه العمليات الذهنية المتعددة في الدماغ..
لذا يلحظ أن المشتغلين بعلم العروض يتطلب منهم أن يكونوا ذوي عقلية علمية ولعل الخليل بن أحمد يرحمه الله تعالى كان من أؤلئك.
ومن ثم ظل هذا العلم وكأنه مطلسما عند أصحاب العقول الأدبية وإن نظموا الشعر واقتدروا عليه في أبهى حلة وأشهى لباس , لذا تظل الحاجة ملحة في وقتنا الحاضر إلى من يستكنه فكر الخليل ويقرؤه قراءة جيدة جدا ويكتشف معاييره وأبعاده ليشرح لنا باختصار كيف دبت الفكرة عنده وكيف تشعبت وتفرعت وإلى أين وصلت وماغايته من كل ذلك ..
إذ لم تكن الغاية عنده أبدا هو المصطلحات ووضع الأسماء وبعثرة هذا العلم الجليل في أودية سحيقة تجعله قطعا متناثرة هنا أو هناك..إنما هو وحدة شمولية تخدم النص الشعري وتقدمة منسقا ومنظما على أكمل وجه وأتمه وأجمله من غير ماتكلف واستجرار واستجلاب وكدح ومعاناة ووعثاء .
إنما كان قدحا عفويا حدث في الدماغ جعله يقدم لنا هذا العلم الحي الباقي الجليل في أبسط صورة
ومعنى وإن تطلب منه هذا عبقرية جبارة .
ولم أجد حقيقة في الدراسات المتأخرة من يشرح علم العروض كما أراده الخليل أن يكون سوى العروض الرقمي .
فهو استكناه لذهنه وفكره وقراءة جادة لما كان يحدث في ذهنه بعيدا عن الصور والرموز والمسميات والشكليات وكل تلك المصطلحات التي مزعت هذا العلم إلى قطع متناثرة دون أي وحدة عضوية تجمعه وتلحمه بينما كان هو كذلك في ذهنه يرحمه الله تعالى نسيج وحده متلاحم الأجزاء.. بل لحمة واحدة.
ولم تكن الغاية عنده أبدا هو ايصال التفاعيل والزحافات والعلل والخبن والرفو و.........الخ تلك الأسماء إنما كان الغرض هو البناء الشعري على أكمل وجه وفي أجمل واجهة أدبية تخلب الألباب في نظام دقيق مموسق ومنسق دون أن يلحظ أحد أي تكلف وتعقد واستقواء على اللفظة والمعنى ومن ثم لي عنقها لتأتي جبرا وقسرا.
والعروض الرقمي هذه هي غايته فهم هذا العلم على ذاك الاساس الذي وضعه الخليل وبنى عليه صرحه الكبير وعمله الرصين الجليل في علم العروض ..
وهو أيضا كما بدا لي وسيلة شرح قوية ومقنعة ومؤثرة لدرس ابن احمد بدل كل الدراسات والانشغالات الثانوية التي كانت على هامش هذا العلم وبعيدا عن الأخذ به إلى أفهام الدارسين والباحثين أو محاولة
تقديمه في أبسط صورة .
هذا والله تعالى أعلم .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .