المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المواطن ( س)



حنان الاغا
06-05-2007, 01:05 AM
المواطن (س )


حملته السيارات والحافلات والقطارات ووسائط النقل جميعها. سار في الأزقة كلها ، وقطع الشوارع جميعها ، وجلس على أرصفة الكون.
ما تبقى من حصى وبقايا أشياء ملتصقة باسفلت الشوارع ، حفرت في نعلي حذائه نقوشا متشابكة ، متداخلة ومتقاطعة .
يجلس فوق أحد الأرصفة النائية لا يظله سوى عمود يمتطيه مصباح مكسور. فكر في الأرض النقية الندية ، هناك ، عندما كانوا يقطعون شجرة لضرورة ما ، كان يكفي أن تتأمل مقطعها ، وتعد الدوائر ، التي حزت فيه لتعرف عمرها بدقة ودونما تعب.أما هنا ، وضحك ساخرا من نفسه ، وهو يخلع حذاءه . تأمل النعلين فوجدهما قد حملا تواقيع الشوارع ، وبصمات الأزقة ، وأنّات الأرصفة . لكن لم تشر هذه الأحافير إلى ما مر من زمن التشرد.
حمل النعلين بيد ، ووقف مستندا إلى الشبك المعدني المقام إلى جانب الجسر ، ودس يده الأخرى في جيبه عميقا ، فخرجت بورقة مطوية بعناية .
قرب الورقة إلى فمه وحاول إمساك طرفها بين شفتيه ، في محاولة لفض طياتها ، في اللحظة التي انقضت على كتفيه وذراعيه ما يشبه آلاف الأيدي والفوهات الباردة.
نظر في الوجوه الشاحبة ، والورقة ما يزال طرفها ملتصقا بشفته السفلى ، وقد أخذت تطير وجها وظهرا بفعل الأنفاس المختلطة.
اقتيد دون كلام . حاول أن يقول شيئا إلا أن الورقة منعته ، فقد طارت أطرافها الحرة إلى أعلى فأغلقت فمه وأنفه. فصمت. وحدها أذناه كانت تلتقطان ظلال كلمات باهتة ،( إرهاب، تيرروريست ، جسر ـ تفجير ) .
التصقت الضحكة الخرساء في حنجرته ، وهو يقعي في زنزانته . انتزع الورقة الملتصقة بشفته فانتزعت بدورها طبقة رقيقة من جلد الشفة وسال الدم ، فمسحه بالورقة التي اصطبغت فيها كل الكلمات بالأحمر القاني . عبارة واحدة هي رأس الصفحى بقيت واضحة : تصريح لم شمل !!

________________

حنان الأغا

5/ 5 2007
دمشق

محمد سامي البوهي
06-05-2007, 09:29 AM
أبخرة بيضاء

استيقظ على أيدي الضوء التي لا مست جفنيه، تفتحت عيناه على نافذة كبيرة أزاحت عنها الجدار ، هرع ناحية الباب ، اقتلعه بقوة ؛ ليجد نفسه أمام شارع معبأ بأبخرة بيضاء.

محمد سامي البوهي
تحيتي

حسام القاضي
07-05-2007, 12:40 AM
الأديبة المبدعة / حنان الأغا
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سمعت كثيراً عن قصص لم الشمل التي تتم
عبر هذا الجسر الشهير ، والتي اشتركت كلها
في هذه التفاصيل الأليمة ..
أعجبتني مقارنتك البارعة بين أرض النقاء
وأرض التشرد:

عندما كانوا يقطعون شجرة لضرورة ما ، كان يكفي أن تتأمل مقطعها ، وتعد الدوائر ، التي حزت فيه لتعرف عمرها بدقة ودونما تعب.أما هنا ، وضحك ساخرا من نفسه ، وهو يخلع حذاءه . تأمل النعلين فوجدهما قد حملا تواقيع الشوارع ، وبصمات الأزقة ، وأنّات الأرصفة . لكن لم تشر هذه الأحافير إلى ما مر من زمن التشرد.
مقطع بالغ الروعة لا أجد ما أقوله ازاء روعته سوى انه لب القصة .
جاءت الخاتمة قوية لتفسر لمن لا يعرف أبعاد هذه المأساة المزمنة "تصريح لم شمل!!"
قصة عميقة مؤلمة هي بمثابة رسالة لمن يهمه الأمر .
تقبلي تقديري واحترامي .

جوتيار تمر
07-05-2007, 09:54 PM
حنان....
اعدتي بذاكرتي الى قبل خمس سنوات او اقل بقليل..حيث كنت على جسر الشهداء في بغداد الحبيبة اسير ومعي كاميرة كنت اتلذذ بالتقاط الصور للمباني القديمة وللاحياء ذات الطراز القديم وكم بغداد تحكل مثل هذه الصور الجميلة للطراز القديم الذي يبعث في النفس الف الف امنية، ولاحظت بعض النوارس تقترب من طرف الجسر وكأنها تلتقط فتاة خبز، وسرت الى انت وصلت الى منتصف الجسر واذا بطفل في حضن والده يرمي فتاة نستلته للنوارس فتقترب من يده فيرتمي بين احضان والده لكنه ما يلبث ان يعود ليشاهد النوارس واصواتها تعلو الافاق والكون حيث تمتزج بضحكة الطفل وابتسامة الاب في وقت تلاشت الضحكة والابتسامة في بغداد باسرها، فحملني لهفتي لامسك بكاميرتي واحاول التقاط صورة للطفل وهو يمد يده للنوارس الجائعة السابحة على اطراف الجسر، ولااعلم هل تجاهلت ام تناسيت ام تعمدت ام اني انبهرت فتحديت لافتة مكتوبة على طرفي الجسر ممنوع التقاط الصور، لحظات قليلة بعد ان ابتسم لي الاب وقبلت الطفل وسرت الى حافة الجسر الاخرى حتى ظهر لي شخصان يسألان ان كنت قد صورة القصر ام لا..قلت لا انما الطفل هنا يطعم النوارس، فنظرا وقالا لي نريدك معنا، سرت معهم لمسافة وقالا لي لست عرقيا هل انت لبناني ..؟ قلت كيف ترياني قال اولهم وجهك ملامحك تشبههم فاما مغتر بانت او منهم، قلت لا انا عراقي ..لم يصدقا..بقيا يوجهان الاسئلة لي، واخذ احدهم كاميرتي وكانه يختبرني قال اخرج الفلم واحمضه لارى ان كنت قد خرقت القوانين ام لا، كنت متأكدا من نفسي قلت لاباس اذا شيئتما خذا الفلم اصلا ، بعدما تاكدا من جديتي في الامر تركاني وهما يقولان لي بلغ سلامنا للصبيا هناك في لبنان، وعندما حمضت الفلم تذكرت باني كنت قد صورت ملجأ العامرية وقلت في نفسي كنت على شفا حفرة من الهلاك.
حنان...
عذرا..
احيانا اعقب بقصة على قصة اغفري لي
محبتي لك
جوتيار

محمد البدري محمد
08-05-2007, 12:16 AM
قد لا أكون محقاً حينما لا أرى أى شئ سوى ما أريد فهناك زوايا عديدة قد لا تخترق أيا منا لكننا ننتظر
لحظة شبيهه هي آتية لا محالة
قصة لم تبدأ فصولها بعد فأنت أزحت الستار وعلينا أن نسير ..... ؟؟؟؟ .. قلم أقرب إلى القلب .

وفاء شوكت خضر
08-05-2007, 01:00 AM
ابنة فلسطين القاصه الأديبة الفنانه / حنان الأغا ..

قصة انتزعتنا من أوهامنا ، لنقف ديقيقة حداد على ضمائرنا التي دفناها حية .
رسمت بالكلمات صورة حملت كل ألوان الألم ، بعمقها وظلالها ..
أحترم قلمك أيتها الكريمة لأنه يحترم عقل المستلقي ، ولا يتعامل معه برمزية داكنه لا يستطيع من خلالها أن يرى ملامحها ، وهذا ما أجده في جميع أعمالك ، بل هي رمزية واضحة ، وأسلوب سردي جميل ، مما يشد القارئ إلى داخل النص ليتفاعل معك بكل التفاصيل .

حنان الأغا ..
قاصة مبدعة بحق ..

لك جل احترامي وتقديري .
وطاقة ورد وباقة ود .

مأمون المغازي
08-05-2007, 01:06 AM
أديبتناا ألستاذة : حنان الاغا

تأملت عملك الإبداعي فوجدته لقطة ، لكنها لقطة ممتدة ، تتسع لتشمل الحياة ، قد نلمح فيها بعض رمز ، لكن التدقيق يؤكد عدم وجود أي رمز لأنها تعرض الواقع في صورة مكثفة ، مركزة ، استطعتِ من خلالها تجميع الواقع في أقل عدد من الكلمات والعبارات .

هذا عمل رائع .

محبتي

حنان الاغا
10-05-2007, 09:15 PM
أبخرة بيضاء

استيقظ على أيدي الضوء التي لا مست جفنيه، تفتحت عيناه على نافذة كبيرة أزاحت عنها الجدار ، هرع ناحية الباب ، اقتلعه بقوة ؛ ليجد نفسه أمام شارع معبأ بأبخرة بيضاء.

محمد سامي البوهي
تحيتي
______________________

الأخ البوهي

قراءة جميلة تعبر عن وجهة نظر. ولست ضد تفسير القصة من وجهة نظر القارىء أحيانا. أرى أنك تعاملت معها وكأنها مجرد كابوس وهذا لا يختلف عن واقع الكابوس منه أرحم .
شكرا

حنان الاغا
13-05-2007, 04:33 AM
الأديبة المبدعة / حنان الأغا
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سمعت كثيراً عن قصص لم الشمل التي تتم
عبر هذا الجسر الشهير ، والتي اشتركت كلها
في هذه التفاصيل الأليمة ..
أعجبتني مقارنتك البارعة بين أرض النقاء
وأرض التشرد:
مقطع بالغ الروعة لا أجد ما أقوله ازاء روعته سوى انه لب القصة .
جاءت الخاتمة قوية لتفسر لمن لا يعرف أبعاد هذه المأساة المزمنة "تصريح لم شمل!!"
قصة عميقة مؤلمة هي بمثابة رسالة لمن يهمه الأمر .
تقبلي تقديري واحترامي .
______________________
الأخ الأديب دائما حسام القاضي
نعم هي قصص
وأحيان تبدو من نسج الخيال لغرابتها وشدة قسوتها.
أما الرسالة فأظنها لمن لا يهمه الأمر لأن من يهمه الأمر لا سلطة بيده

تقبل تحياتي واحترامي

وقعت سرعة وطباعة في خطأين في السطر الأخير:
هي رأس الصفحى/ تصبح / في رأس الصفحة . كي تستقيم القراءة وسأتابع التصويب

محمد نديم
13-05-2007, 10:54 PM
حنان الأغا
وأحلامنا الميتة قبل أن تولد ... ربما نقتلها بأيدينا أحيانا وربما
بغبائنا أحيانا أكثر.
سلم قلمك يمس خاصرة الألم في وجداننا.

ودمت بخير.

حنان الاغا
14-05-2007, 06:19 PM
حنان....
اعدتي بذاكرتي الى قبل خمس سنوات او اقل بقليل..حيث كنت على جسر الشهداء في بغداد الحبيبة اسير ومعي كاميرة كنت اتلذذ بالتقاط الصور للمباني القديمة وللاحياء ذات الطراز القديم وكم بغداد تحكل مثل هذه الصور الجميلة للطراز القديم الذي يبعث في النفس الف الف امنية، ولاحظت بعض النوارس تقترب من طرف الجسر وكأنها تلتقط فتاة خبز، وسرت الى انت وصلت الى منتصف الجسر واذا بطفل في حضن والده يرمي فتاة نستلته للنوارس فتقترب من يده فيرتمي بين احضان والده لكنه ما يلبث ان يعود ليشاهد النوارس واصواتها تعلو الافاق والكون حيث تمتزج بضحكة الطفل وابتسامة الاب في وقت تلاشت الضحكة والابتسامة في بغداد باسرها، فحملني لهفتي لامسك بكاميرتي واحاول التقاط صورة للطفل وهو يمد يده للنوارس الجائعة السابحة على اطراف الجسر، ولااعلم هل تجاهلت ام تناسيت ام تعمدت ام اني انبهرت فتحديت لافتة مكتوبة على طرفي الجسر ممنوع التقاط الصور، لحظات قليلة بعد ان ابتسم لي الاب وقبلت الطفل وسرت الى حافة الجسر الاخرى حتى ظهر لي شخصان يسألان ان كنت قد صورة القصر ام لا..قلت لا انما الطفل هنا يطعم النوارس، فنظرا وقالا لي نريدك معنا، سرت معهم لمسافة وقالا لي لست عرقيا هل انت لبناني ..؟ قلت كيف ترياني قال اولهم وجهك ملامحك تشبههم فاما مغتر بانت او منهم، قلت لا انا عراقي ..لم يصدقا..بقيا يوجهان الاسئلة لي، واخذ احدهم كاميرتي وكانه يختبرني قال اخرج الفلم واحمضه لارى ان كنت قد خرقت القوانين ام لا، كنت متأكدا من نفسي قلت لاباس اذا شيئتما خذا الفلم اصلا ، بعدما تاكدا من جديتي في الامر تركاني وهما يقولان لي بلغ سلامنا للصبيا هناك في لبنان، وعندما حمضت الفلم تذكرت باني كنت قد صورت ملجأ العامرية وقلت في نفسي كنت على شفا حفرة من الهلاك.
حنان...
عذرا..
احيانا اعقب بقصة على قصة اغفري لي
محبتي لك
جوتيار
__________________----
جوتيار
بل تعقيبك يفتح آفاقا جديدة دائما ، وينقلنا من قصة مكتوبة إلى أخرى تحدث تفاصيلها على الأرض
شكرا جوتيار لاهتمامك الرائع
تقبل مودتي

حنان الاغا
14-05-2007, 06:23 PM
قد لا أكون محقاً حينما لا أرى أى شئ سوى ما أريد فهناك زوايا عديدة قد لا تخترق أيا منا لكننا ننتظر
لحظة شبيهه هي آتية لا محالة
قصة لم تبدأ فصولها بعد فأنت أزحت الستار وعلينا أن نسير ..... ؟؟؟؟ .. قلم أقرب إلى القلب .
________________----------
الأخ محمد البدري
تعقيب يغوص إلى قرار النص
سعيدة بك أيها الأخ
لك تقديري

حنان الاغا
14-05-2007, 06:27 PM
ابنة فلسطين القاصه الأديبة الفنانه / حنان الأغا ..
قصة انتزعتنا من أوهامنا ، لنقف ديقيقة حداد على ضمائرنا التي دفناها حية .
رسمت بالكلمات صورة حملت كل ألوان الألم ، بعمقها وظلالها ..
أحترم قلمك أيتها الكريمة لأنه يحترم عقل المستلقي ، ولا يتعامل معه برمزية داكنه لا يستطيع من خلالها أن يرى ملامحها ، وهذا ما أجده في جميع أعمالك ، بل هي رمزية واضحة ، وأسلوب سردي جميل ، مما يشد القارئ إلى داخل النص ليتفاعل معك بكل التفاصيل .
حنان الأغا ..
قاصة مبدعة بحق ..
لك جل احترامي وتقديري .
وطاقة ورد وباقة ود .
_________________------

كلماتك يا وفاء بلسم
ولا أدري هل أفرح أم أدع الحزن يرتع في روحي؟
أم أن الحزن تساوى بالفرح في زمن الانكسارات هذا ؟
ربما
محبتي لك

ريمة الخاني
15-05-2007, 04:22 PM
قوية بحق ومؤلمة
تحيتي لقلمك

محمد إبراهيم الحريري
17-05-2007, 10:44 AM
الأخت حنان
تحية مضرجة بآهات من دم صدق
كيف لا ينكر علينا ومثله أمامنا حفاوة الإرهاب تهما تلتصق بنا ، ونحن نملك سلاح الضعف ولا غير ، وهناك جملة ماسونية تقول : القوة تصنع الحق وتحميه ، فلا نحن نملك ، ولا هم يسمحون ، ومنا ننزع الأحذية ونحملها بدلا من دسها بالأقدام ، ونحن نمشي على قارعة الألم ، وهم يركبون مراكب الأمنيات ، وكيف لا يصفع خد العروبة بنعل الشؤم وهو إلى التراب أقرب ، ولماذا لم الشمل وقوانينا تفرق شمل الروح عن الوطن ؟
لنا الله يا حنان
دمعة القهر على خدي بكت=جمرة الروح وما أبدي لميت
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــ
أخوك
بل لاجئ أدبي ، المنتوف شعرا قبل إتمام البقية

حنان الاغا
17-05-2007, 11:54 AM
قوية بحق ومؤلمة
تحيتي لقلمك


_______________--

العزيزة ريمة

لو نظرنا حولنا فقط ، سنجد ما هوأقسى وأعتى يا صديقتي
بات إنساننا يقتات كوابيسه في عز الظهيرة
مودتي لك

حنان الاغا
21-05-2007, 08:27 PM
الأخت حنان
تحية مضرجة بآهات من دم صدق
كيف لا ينكر علينا ومثله أمامنا حفاوة الإرهاب تهما تلتصق بنا ، ونحن نملك سلاح الضعف ولا غير ، وهناك جملة ماسونية تقول : القوة تصنع الحق وتحميه ، فلا نحن نملك ، ولا هم يسمحون ، ومنا ننزع الأحذية ونحملها بدلا من دسها بالأقدام ، ونحن نمشي على قارعة الألم ، وهم يركبون مراكب الأمنيات ، وكيف لا يصفع خد العروبة بنعل الشؤم وهو إلى التراب أقرب ، ولماذا لم الشمل وقوانينا تفرق شمل الروح عن الوطن ؟
لنا الله يا حنان
دمعة القهر على خدي بكت=جمرة الروح وما أبدي لميت
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــ
أخوك
بل لاجئ أدبي ، المنتوف شعرا قبل إتمام البقية
_____________________________
ربما الأجدى أن نضحك في زمن تساوت فيه الضحكة بالدمعة
السخرية هي ما نعيشه
مسكين الانسان العربي
ضاقت عليه أرضه وضاقت عليه كل أرض
ضاق عليه حتى نعله
الأخ الشاعر محمد إبراهيم الحريري
دمت بهذا النقاء

حنان الاغا
24-05-2007, 03:02 PM
أديبتناا ألستاذة : حنان الاغا
تأملت عملك الإبداعي فوجدته لقطة ، لكنها لقطة ممتدة ، تتسع لتشمل الحياة ، قد نلمح فيها بعض رمز ، لكن التدقيق يؤكد عدم وجود أي رمز لأنها تعرض الواقع في صورة مكثفة ، مركزة ، استطعتِ من خلالها تجميع الواقع في أقل عدد من الكلمات والعبارات .
هذا عمل رائع .
محبتي
_________________-
الأخ الصديق مأمون المغازي

اعذرني لفشلي المعتاد في ترتيب الردود ، سأحاول أن أتدرب على التنظيم.
هي كما تفضلت أخي مأمون
وأنا أسعد كثيرا بتنوع التناول من قبل القارىء والناقد
فمن أجل هذا وغيره كان الأدب والفن
عملية متبادلة بين الأديب أو الفنان الذي يقدم وجبته وبين المتلقي الذي يتناولها مع ما طاب له من مقبلات
شكرا لك

حنان الاغا
24-05-2007, 04:29 PM
حنان الأغا
وأحلامنا الميتة قبل أن تولد ... ربما نقتلها بأيدينا أحيانا وربما
بغبائنا أحيانا أكثر.
سلم قلمك يمس خاصرة الألم في وجداننا.
ودمت بخير.
___________________

الشاعر محمد نديم

كلما حاولت الابتعاد عن الألم أراه يلحق بي معترضا الطريق
لا أعرف كيف أتحاشاه
فهو إن عودني عليه فأنا أخشى على قرائي من قربه

مودتي

محمد نديم
24-05-2007, 11:27 PM
___________________
الشاعر محمد نديم
كلما حاولت الابتعاد عن الألم أراه يلحق بي معترضا الطريق
لا أعرف كيف أتحاشاه
فهو إن عودني عليه فأنا أخشى على قرائي من قربه
مودتي
الكاتبة المتبتلة في محراب الحزن...
الحزن هو الفرح الكوني الغامر الذي يجمع جذور البشر
ويلمس فيهم توهج النبل والإحساس بالحياة.
الألم هو منبع الإبداع و الصفاء .. الذي لا نخشى أبدا الاقتراب منه أو حتى الغرق فيه ...فالغرق فيه سباحة في الفرح المنشود.
كم أشعر حين يلفني الحزن بالأمان الجميل!
ساعتها فقط أشعر أنني ما زلت إنسانا.
لك مني الود وفي انتظار المزيد من إبداعك الرائع.
النديم.

د. نجلاء طمان
25-05-2007, 01:01 AM
المواطن (س )
حملته السيارات والحافلات والقطارات ووسائط النقل جميعها. سار في الأزقة كلها ، وقطع الشوارع جميعها ، وجلس على أرصفة الكون.
ما تبقى من حصى وبقايا أشياء ملتصقة باسفلت الشوارع ، حفرت في نعلي حذائه نقوشا متشابكة ، متداخلة ومتقاطعة .
يجلس فوق أحد الأرصفة النائية لا يظله سوى عمود يمتطيه مصباح مكسور. فكر في الأرض النقية الندية ، هناك ، عندما كانوا يقطعون شجرة لضرورة ما ، كان يكفي أن تتأمل مقطعها ، وتعد الدوائر ، التي حزت فيه لتعرف عمرها بدقة ودونما تعب.أما هنا ، وضحك ساخرا من نفسه ، وهو يخلع حذاءه . تأمل النعلين فوجدهما قد حملا تواقيع الشوارع ، وبصمات الأزقة ، وأنّات الأرصفة . لكن لم تشر هذه الأحافير إلى ما مر من زمن التشرد.
حمل النعلين بيد ، ووقف مستندا إلى الشبك المعدني المقام إلى جانب الجسر ، ودس يده الأخرى في جيبه عميقا ، فخرجت بورقة مطوية بعناية .
قرب الورقة إلى فمه وحاول إمساك طرفها بين شفتيه ، في محاولة لفض طياتها ، في اللحظة التي انقضت على كتفيه وذراعيه ما يشبه آلاف الأيدي والفوهات الباردة.
نظر في الوجوه الشاحبة ، والورقة ما يزال طرفها ملتصقا بشفته السفلى ، وقد أخذت تطير وجها وظهرا بفعل الأنفاس المختلطة.
اقتيد دون كلام . حاول أن يقول شيئا إلا أن الورقة منعته ، فقد طارت أطرافها الحرة إلى أعلى فأغلقت فمه وأنفه. فصمت. وحدها أذناه كانت تلتقطان ظلال كلمات باهتة ،( إرهاب، تيرروريست ، جسر ـ تفجير ) .
التصقت الضحكة الخرساء في حنجرته ، وهو يقعي في زنزانته . انتزع الورقة الملتصقة بشفته فانتزعت بدورها طبقة رقيقة من جلد الشفة وسال الدم ، فمسحه بالورقة التي اصطبغت فيها كل الكلمات بالأحمر القاني . عبارة واحدة هي رأس الصفحى بقيت واضحة : تصريح لم شمل !!
________________
حنان الأغا
5/ 5 2007
دمشق


الأديبة القاصة المبدعة :حنان الأغا

طرحت القاصة هنا قضية ثورية اجتماعية بطريقة سردية عفوية امتلكت بها إحساس المتلقى ومست بها شغاف قلبه. بالرغم من بساطة التعبير وعفويته الا انه امتلأ بدلالات عميقة ومؤثرة. وبالرغم من التزام القاصة بمبدأ التكثيف والتركيز , الا إن القصة لم تفقد عنصر التشويق الذى بدا واضحا جدا فى السرد ووصل منتهاه فى خاتمة قوية معبرة مفرزة لرسالة الكاتبة. ظهر عنصر الترميز أيضا بصورة رائعة فى اختيار الكاتبة للعنوان المرمز الرائع حيث أطلقت على بطل القصة رمزا فى لقطة ايحائية منها مؤلمة الى تكرارية المأساة للكثيرين الذين يعانون من نفس الظلم.


تحية وشذى لهذا الألق

د. نجلاء طمان

حنان الاغا
28-05-2007, 09:44 AM
الكاتبة المتبتلة في محراب الحزن...
الحزن هو الفرح الكوني الغامر الذي يجمع جذور البشر
ويلمس فيهم توهج النبل والإحساس بالحياة.
الألم هو منبع الإبداع و الصفاء .. الذي لا نخشى أبدا الاقتراب منه أو حتى الغرق فيه ...فالغرق فيه سباحة في الفرح المنشود.
كم أشعر حين يلفني الحزن بالأمان الجميل!
ساعتها فقط أشعر أنني ما زلت إنسانا.
لك مني الود وفي انتظار المزيد من إبداعك الرائع.
النديم.
________________________-

النديم
شكرا للمتابعة المترعة جمالا.
ويحضرني هنا وفي مثل هذا المقام بعض خربشاتي القديمة التي لا تنفك تطل برأسها بين حين وآخر :
أتمنى لو ان الحزن بليلي طائر
ينقر شباكي ويغادر
لو ان الحزن سراب
كي تشتاق النفس إليه
تطوي الأمداء
توقا للقاء.

حنان الاغا
30-05-2007, 09:28 AM
الأديبة القاصة المبدعة :حنان الأغا
طرحت القاصة هنا قضية ثورية اجتماعية بطريقة سردية عفوية امتلكت بها إحساس المتلقى ومست بها شغاف قلبه. بالرغم من بساطة التعبير وعفويته الا انه امتلأ بدلالات عميقة ومؤثرة. وبالرغم من التزام القاصة بمبدأ التكثيف والتركيز , الا إن القصة لم تفقد عنصر التشويق الذى بدا واضحا جدا فى السرد ووصل منتهاه فى خاتمة قوية معبرة مفرزة لرسالة الكاتبة. ظهر عنصر الترميز أيضا بصورة رائعة فى اختيار الكاتبة للعنوان المرمز الرائع حيث أطلقت على بطل القصة رمزا فى لقطة ايحائية منها مؤلمة الى تكرارية المأساة للكثيرين الذين يعانون من نفس الظلم.
تحية وشذى لهذا الألق
د. نجلاء طمان
_______________________---
أديبتنا الغالية نجلاء

كم أسعد بقراءتي من خلال تعقيبك !
وكأني أقرأ بعيدا عن نفسي حقا وهذا يمتعني بالقراءة
ومعك أنا في أن بعض النصوص لاتحتاج للحوار أكثر من سينوغرافية المكان التي هي نفسها تشكل حوارا متواصلا بين الأشياء والأحياء
أما س
فما أكثر من يحملونها أيتها العزيزة في زمن الذل والهزيمة والنكران
تقبلي محبتي دائما