مشاهدة النسخة كاملة : القرآن كما قرأتــُـه
خليل حلاوجي
10-05-2007, 08:26 AM
القرآن كما قرأته
لابد من قراءة عصرية لكتابنا المجيد ... الم يأمرنا الله تعالى ان نسير في الارض فنكتشف آيات الافاق
ثم نسير في كلامه العزيز لنكتشف قوانين السننية
اليوم سأضع بين يدي رعايتكم رؤيتي لبعض آيات القرآن راجيا ً التنقيب لغرض اثراء الحوار لهذه الرؤية
لاأزعم اني مصيب بل الاغلب اني بحاجة اليكم لتصححوا ماقد يكون مخالفا ً لضوابط الرؤية الشرعية
لكم الشكر وانتم تقرأون ولكم الشكر وانتم لي تصححون ...
اولا ً
قال الله تعالى
( هل أتى على الانسان حين من الدهر لم يكن شيئاً مذكوراً ) الآية 1 سورة الانسان
لم يخلق الله تعالى الانسان الا بعد ان خلق له الكون الذي سخره بالكامل لخدمة هذا الانسان وجعله المخدوم الوحيد .
قبل عامين قدم الدكتور( عضو مجمع البحوث في الازهر الشريف) عبد الصبورشاهين في كتابه( أبي آدم ) رؤية علمية عن ان آدم هو ابو الانسان وليس ابو البشر وانه اول انسان مكلف بدليل الآية التي تقول ( ان الله اصطفى آدم ونوحا .. ) يقول الدكتور ان الاصطفاء يكون من عديد من الخلق وهو بداية الحضارة الدينية ولازال الكتاب ثير الجدل .
ومن علم ( الانثروبولوجيا ) استطاع الأمريكي ( دونالد جوهانسون ) انتشال هيكل ( لوسي Lucy ) المدفون في طبقات الأرض في منطقة الحبشة ، وبتطبيق تقنية ( الارغون ـ البوتاسيوم ) المشع ، أمكنه أن يحدد عمر انثى تمشي منتصبة بطول 120 سم ، وبحجم دماغ لايزيد عن 450 سنتمترمكعب ، يعود الى زمن سحيق يرجع الى 3,2 مليون سنة ، واستطاع زميله ( تيم وايت Tim White ) وبواسطة تمويل سيدة أمريكية ثرية محبة للعلم ، أن يعلن عن كشف أقدم هيكل عظمي عرف حتى الآن ، يعود الى 4,6 مليون سنة ، ضارباً الرقم القياسي في عمر الانسان السحيق ، أعطاه اسم ( ارديبيثيكوس راميدوس )( Ardipethicus Ramidus ) ) في اقتراب حثيث لجذور وجود الانسان الأولي التي تقدر بـ ( 5 - 7 مليون سنة ) في أهم كشف انثروبولوجي حتى الآن في قصة الانسان الذي اكتشفه ،
السؤال الآن : كم أصبح للانسان وهو يدب على وجه الأرض ومنذ متى بدأت قصته على وجه التقريب ؟؟ ان مانقل لنا عن تاريخ قصة الانسان انسان بناة الاهرام او هانيبال او حتى انسان قوم نوح فاننا على الحقيقة لم نورد الا قصة الانسان كلمح البصر أو هو أقرب ، فبداية قصة الانسان ودبيبه على ظهر الارض اقدم من كل هذا التاريخ . هرم خوفو بني في العام ( 2570 ) قبل الميلاد فهو يبتعد عنا في الزمن أقل من خمسة آلاف سنة ، فإذا وضعنا رقم عمر هيكل ( ارديبيثيكوس _ راميدوس )الذي انتشله تيم وايت من طبقات الأرض في شرق الحبشة وقارناه مع زمن نهوض الحضارة المصرية وحملة بناء الاهرامات ؛ فإن الرقم يقترب من واحد الى ألف ، أي أن رحلة الحضارة الانسانية تمثل الصفحة الأخيرة من كتاب ( قصة الانسان ) الذي بلغت سماكته ألف صفحة ، وهذا يفصح عن حقيقة مزلزلة عن الزمان الطويل الذي قضاه الانسان قبل دخول حياة الحضارة والمدينة ، وتُضاء الآية القرآنية إضاءة جديدة في ظل هذا الكشف
لاحظ ان الآية تقول ان الانسان سيكون شيئاً مذكوراً وهو من قبل لم يكن شيئا ً مذكورا أي لم يدخل التاريخ بعد ، الذي سيكتب عن رحلته ، فالانسان حتى قبل عشرة آلاف سنة كان يأكل الوحوش والوحوش بدورها تأكله ، وكان أقرب الى العري ، كل همه أن لايموت جوعاً ، وبقي الوضع هكذا حتى دخل مرحلة الثورة الزراعية ؛ فتخلص من ضغط الخوف من الموت جوعاً ، لأول مرة في تاريخه الطويل ، منذ عهد انسان ( تيم وايت )
مصطفى الجزار
10-05-2007, 09:43 AM
بورك فيك أخي الكريم/ خليل
هذا ما ننتظره منك، وفي انتظار بقية هذه السلسلة.
تحياتي.
خليل حلاوجي
10-05-2007, 01:07 PM
أخي الحبيب الاستاذ مصطفى
لاأريد مرور البخلاء .... هههههههههههه
أريد منك أن ترفض ماأقول وتأتيني بالادلة .... الم نتفق على ذلك ؟
تقبل بالغ ودي وتقديري ... ايها الغالي
إدريس الشعشوعي
12-05-2007, 12:48 AM
استاذي الفاضل خليل ما اعرف انّه قطعي : أن آدم عليه السلام ابو البشر جميعا و القصة في القرآن واضحة و قول جمهور العلماء واضح .
و لست أدري ما أردت قوله هنا في هذا الموضوع ؟؟؟
و الانسان وجد عارفا عالما ، و قال تعالى " و علم آدمَ الأسماء كلّها " ، و لم يكن الانسان جاهلا و تطور ، و لكن الله جعل الانبياء معلمين للناس .
نعم تطوّر الانسان شيئا فشيئا ، طبيعة الحضارات و العلم في تسلسله الذي يخدم الانسان في استجماع المعرفة و العلم الذي ينفعه .
أما اسطورة العصر الحجري ، فالانسان كان يتكلم و يحاور و يفكر من وقت سيدنا آدم بصريح القرآن ، و في عهد سيدنا نوح عليه السلام كان الانسان مفكرا عاقلا ، و كانت له مساكن و حياة مادية و اجتماعية كما قصّ القرآن ، و سيدنا ادريس عليه السلام الذي حكم الأرض بالحق كما تقول كتب التاريخ .
و الحاصل فإنّ الانسان خلقه الله عارفا عالما ، و أرسل له الانبياء معلمين ، فكل نبي اختصّ بحرفة و مهنة منهم من علم الانسان الخياطة و الكتابة كسيدنا ادريس عليه السلام الذي كان خياطا و كان أول من كتب بالقلم ، و سيدنا نوح علمهم التسفين و ركوب الفلك ، و سيدنا دواد علمهم صناعة الحديد و الدروع طبعا الدروع ليقيهم القتل و يقلّ عدد القتلى في الحروب ، و هكذا دواليك ... و الانسان بطبعه متعلم مخترع ذكي ....
لكنني لا أصدق ترهات بعض الذين يطلقون دراسات ، تقول أن الانسان موجود قبل سيدنا آدم و يسوقون لها الحجج و الأدلّة و ذاك ما يخالف صريح القرآن عندنا و السنة .
و صلى الله على سيدنا محمد و على آله و صحبه و سلم كثيرا .
عدنان أحمد البحيصي
12-05-2007, 11:28 AM
صدقت أخي إدريس
كلامك مطابق لما أفكر فيه وأعتقده
كنعان محمود قاسم
15-05-2007, 04:47 PM
لاعلاقة لنظرية التطور ... بهذه القراءة
ولي عودة
عمار الخطيب
16-05-2007, 02:31 AM
الأستاذ الكريم /خليل حلاوجي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،
أحيي فيك هذه الروح الجميلة التي تتقبل النّقد والتّوجيه ، وهذا يدلّ على رجاحة في العقل ، واتزان في الفكر...
أرجو أن تسمح لي بمقدمة بسيطة...أحبّ أن تقرأها ويقرأها الإخوة المتحاورن جزاهم الله خيرا.
الخاطرة التي تفضل بها الأستاذ الكريم خليل...تدخل تحت ما يسمّى بــ " التفسير العلمي
للقرآن " ، ولا أظنّ أنّ غرض الأستاذ تقديمُ تفسيرٍ جديد للآية الكريمة...ولعلّ موضوعه المُعَنْوَن
بـ " القرآن الكريم كما قرأتُه " أقرب إلى الخواطر والتأمّلات.
كثر الكلام عن حكم التفسير العلميّ ، وانقسم المتكلمون فيه إلى مجيزين ومانعين ، والحقيقة
أنني مع المجيزين لكن بالشّروط والضوابط التي وضعوها ، ومن هذه الشروط :
- التقيّد بما تدل عليه اللغة العربية ؛ لأن القرآن الكريم نزل بلسانٍ عربيّ مبين...
- أن يكون القرآن هو الأصل ، فما وافقه نأخذ به...وما خالفه نرفضه...
- أن يُفسّر القرآن بالقطعيّ الثابت من العلم ، أما الظنيات فلا يجوز أن يُفَسّر القرآن بها...
ولعل من أهم شروط المفسّر أو المتأمل :
- العلم باللغة العربية وفروعها...ولذلك يقول الإمام مجاهد – رحمه الله - :
" لا يحل لأحد يؤمن بالله واليوم الآخر أن يتكلم في كتاب الله إذا لم يكن عالمًا بلغات العرب " اهـ
أقول هذا لأننا مَللنا من قراءة الآراء الشاذة والأقوال العجيبة التي خَرَجَتْ علينا مؤخرا...
ومن المحزن أن نرى القرآن مرتعا لمن هبّ ودبّ...يقول فيه من شاء بما شاء!
والحمد لله أن الأستاذ الكريم صاحب الموضوع ليسَ من هؤلاء...لكن هي مقدمة أردتُ أن أذكر بها
نفسي وإخواني...
يقول الأستاذ خليل – وفقه الله - :
" قبل عامين قدم الدكتور( عضو مجمع البحوث في الازهر الشريف) عبد الصبورشاهين
في كتابه( أبي آدم ) رؤية علمية عن ان آدم هو ابو الانسان وليس ابو البشر وانه اول انسان
مكلف بدليل الآية التي تقول ( ان الله اصطفى آدم ونوحا .. ) يقول الدكتور ان الاصطفاء يكون
من عديد من الخلق وهو بداية الحضارة الدينية ولازال الكتاب ثير الجدل . " اهـ
قلتُ : الدكتور عبد الصبور شاهين عالم جليل ، تشهد له مؤلفاته وخطبه...
والعالم يخطئ ويصيب ، أسأل الله تعالى أن يغفر لنا وله ، ويرحمنا جميعا...
وقد خرجت ردودٌ كثيرة على كتاب الدكتور عبد الصّبور – حفظه الله - ، والناس ما بين منصفٍ ومتهجم!
وكان الدكتور زغلول النجار – وهو أستاذ الجولوجيا في هذا العصر – ممن ردّ على الدكتور عبد الصبور...وصرّح بأنّ الكتاب مليءٌ بالأخطاء العلمية...
ولقد لاحظتُ في خاطرة الأستاذ خليل وجود أرقامٍ وحقائق علمية ، والمصدر : علماء غربيون
متخصّصون...
والحقيقة أنّنا بتنا نشكّ في صدق هؤلاء ؛ لأنّنا نعلم علم اليقين أنّ علماء التطور حاولوا
أن يثبتوا ما يؤمنون به بشتى الوسائل والطرق...وانتهى الأمر بهم إلى الزيف والخداع!
وما زيف " رجل بلتداون " و " إنسان جاوا " وغيرهما...عنا ببعيد!
ولا أدري إن كان العلماء الذين ذكرهم الأستاذ في مقاله من أنصار نظرية التطور أو لا!
ولعلنا نشعر ببعض الارتياح إن لم يكونوا من علماء نظرية التطور أو من أنصارها...
عموما...ما فهمته من خاطرة الأستاذ خليل...أنه قد أتى على الإنسان حينٌ من الدهر لم يكن
شيئا يذكر...أي : أنه كان موجودا...لكنه لم يدخل التاريخ بعد...يقول الأستاذ خليل :
" فالانسان حتى قبل عشرة آلاف سنة كان يأكل الوحوش والوحوش بدورها تأكله ، وكان أقرب الى العري ، كل همه أن لايموت جوعاً.." اهـ
ثم تطوّر هذا الإنسان ودخل التاريخ وصار شيئا مذكورا!
وقبل أن أعلق على ما تفضل به الأستاذ...أحبّ أن أتأكد من صحة ما فهمنا قبل استئناف النقاش...
أنتظر مروركم أخي الأستاذ خليل...بارك الله فيك.
عمار الخطيب
16-05-2007, 06:51 AM
الأستاذ الكريم خليل حلاوجي...
قلتم - وفقكم الله - :
" واستطاع زميله ( تيم وايت Tim White ) وبواسطة تمويل سيدة أمريكية ثرية محبة للعلم ، أن يعلن عن كشف أقدم هيكل عظمي عرف حتى الآن ، يعود الى 4,6 مليون سنة ، ضارباً الرقم القياسي في عمر الانسان السحيق ، أعطاه اسم ( ارديبيثيكوس راميدوس )( Ardipethicus Ramidus ) " اهـ
كنتُ أظنّ أنّ الحفرية التي أطلق عليها اسم " Sahelanthropus tchadensis"
هي الأقدم ، فعمرها يعود إلى 7 ملايين سنة!
- أحبّ أن أوضح للإخوة القرّاء أن هذه القراءة لا علاقة لها بنظرية التطور...وهي نظرية
مرفوضة علميا ودينيا...
أقولُ هذا كي لا يقع القارئ في اللبس ويظن أنّ الأستاذ خليل من مؤيدي نظرية التطور
الدارونية!
والمراد بالتطوّر هنا : التحضّر...بمعنى أنّ الإنسان قد قضى زمانا طويلا قبل أن يدخل في طور
الحضارة ؛ ولهذا لم يكن شيئا مذكورا...
عموما...صاحب المقال أدرى بمراده!
خليل حلاوجي
16-05-2007, 01:46 PM
الاستاذ الفاضل عمار الخطيب
أولا ً
أوصانا الرحيم محمد عليه الصلاة والسلام إذ نحب إخواننا أن نصرح لهم بحبنا هذا
وهاأنا ذا ... أفعل بوصيته الغالية
أخي عمار
والله أحببتك في الله والله يشهد على مافي قلبي
ثانيا ً
أشكر لك هذه الروح التفاؤلية المبتعدة عن الهيجان ... وأنت تفتح لي نافذة لاكمال مشروعي في نقاش جملة أمور سكتنا عليها منذ حقب
ثالثا ً
قبل أن ألبي دعوتك وأجيبك عن تساؤلاتك
أود
أن تجيبني أنت عما سأورده هنا
أخي الحبيب
فرق شاسع بين ماأعتقده وبين ماهو محصل عندي من معارف
يقول جوستاف لوبان
المعتقد والمعرفة أمران نفسيان يختلفان من حيث المصدر فالمعتقد الهام لاشعوري ناشىء عن علل بعيدة عن ارادتنا
والمعرفة اقتباس شعوري عقلي قائم على الاختبار والتأمل
أخي الحبيب
لو أن مسلما ً حصيفا ً بالغ في تدبر آيات الكون المنظور ... فوجد ماوجده هذا العالم تيم وايت Tim White أو سواه ... وأبلغنا بمكتشفاته
أكنا نقول انه ليس من الغرب اللعين فنناقش متونه ؟؟؟
ومادخل العلم بالجغرافيا
بل
مادخل الحكمة بالجغرافيا
ألم يوجهنا الرحيم الحبيب محمد صلى الله تعالى عليه وسلم الى أن الحكمة ضالتنا أنا وجدناها فنحن أحق البشر بها
\
أيها الحبيب
يقول اوغسطين
إني اعرف الزمان اذا لم يسألني عنه احد ، أما اذا حاولت تفسيره للسائل فاني أجهله
اظن اني وقعت فيما وقع فيه اوغسطين هنا
رابعا ً
كتاب الشيخ النجار ... وهو يرد على شاهين ... وقع في ذات المسلك عند كثير من المعترضين
وفات شيخنا النجار ان الرسول الرحيم محمد عليه الصلاة والسلام قال
( اللهم اهدني لما اختلفت فيه من الحق بإذنك )
صحيح مسلم - صلاة المسافرين - باب الدعاء في صلاة الليل
\
ايها الحبيب النجيب
قلبي يشتاق الى لقائك وحروفك الباهرة ...
فلا تتأخر على خليلك
عمار الخطيب
16-05-2007, 04:41 PM
الأستاذ الكريم / خليل حلاوجي - وفقه الله -
أحبك الله الذي أحببتني فيه ، وجزاك الله خيرا ، وبارك فيك ، وغفر لنا ولك.
.................................................. ................
قلتم :
" أخي الحبيب
فرق شاسع بين ماأعتقده وبين ماهو محصل عندي من معارف
يقول جوستاف لوبان
المعتقد والمعرفة أمران نفسيان يختلفان من حيث المصدر فالمعتقد الهام لاشعوري ناشىء عن علل بعيدة عن ارادتنا
والمعرفة اقتباس شعوري عقلي قائم على الاختبار والتأمل " اهـ
وكم من مُعْتَقِدٍ اعْتَقَدَ بسبب المعرفة ، وآخر لم يعتقد بسبب المعرفة...
قلتم :
" لو أن مسلما ً حصيفا ً بالغ في تدبر آيات الكون المنظور ... فوجد ماوجده هذا العالم تيم وايت Tim White أو سواه ... وأبلغنا بمكتشفاته
أكنا نقول انه ليس من الغرب اللعين فنناقش متونه ؟؟؟ " اهـ
الأصلُ : أنّ الحكمة أو العلم أو... ضالة المؤمن ، سواء أكان المصدر علماء مسلمين أم
غربيين...
لكنني في ردي السابق تكلمتُ عن الاكتشافات في علم " الانثروبولوجيا " ، وقلتُ بأن بعض
هذه الاكتشافات لم تكن إلا خداعا وكذبا! وهذه حقائق مسجّلة ومعروفة...
ما أريد قوله : أنني - طبعا - لا أرفض ما يأتينا به هؤلاء ، لكنني هنا أتكلم عن حالة
خاصة جدا...ولذا صرتُ حذرا في تلقي مثل هذه الأرقام ، وغالبا ما أقرأ لعلماء آخرين لأتأكد من
صحّة المعومات التي تصلنا...
عموما...لا أظنّ أنّ تيم وايت من علماء التطور وإلا لحاول أن يثبتَ أنّ الهيكل الذي اكتشفه
أقرب إلى هيكل القرود!
قلتم:
" ومادخل العلم بالجغرافيا
بل
مادخل الحكمة بالجغرافيا " اهـ
لم أفهم مرادك هنا...بارك الله فيك.
قلتم :
" كتاب الشيخ النجار ... وهو يرد على شاهين ... وقع في ذات المسلك عند كثير من المعترضين
وفات شيخنا النجار ان الرسول الرحيم محمد عليه الصلاة والسلام قال
( اللهم اهدني لما اختلفت فيه من الحق بإذنك )
صحيح مسلم - صلاة المسافرين - باب الدعاء في صلاة الليل " اهـ
بارك الله فيك ، وغفر الله لنا ولهما.
أخوك يرفض ما جاء به الدكتور عبد الصبور رفضا تاما...لكننا نحترم هذا العالم الجليل
ونقدره.
عمار الخطيب
17-05-2007, 12:20 AM
الأستاذ / خليل حلاوجي - وفقه الله -
يبدو لي أنك متأثرٌ بفكر الدكتور خالص جلبي ، والدليل أنك تنقل عنه...
مقالات الدكتور خالص جلبي فيها الجيّد والرديء ، نسأل الله تعالى أن يهدينا جميعا...
عموما...بعض ما ورد في المقال مخالفٌ لصريح الكتاب والسنّة ، لكني أنتظر توضيحك بارك الله
فيك.
أرجو منكم التعليق على التالي :
- " أي أن رحلة الحضارة الانسانية تمثل الصفحة الأخيرة من كتاب ( قصة الانسان ) الذي بلغت سماكته ألف صفحة..."
- " فالانسان حتى قبل عشرة آلاف سنة كان يأكل الوحوش والوحوش بدورها تأكله ، وكان أقرب الى العري ، كل همه أن لايموت جوعاً..."
يعني أريد الخلاصة التي تريدون إيصالها للقارئ الكريم...
خليل حلاوجي
19-05-2007, 02:04 PM
الحبيب النجيب الاستاذ عمار الخطيب
لقد قرأت في القرآن ان الله تعالى خلق الكزن في ستة ايام ، ثم قرأت انه قبل 15 مليار سنة ولد الكون وبدون مقدمات وبدون قوانين هكذا يقول علماء الفيزياء والفلكيون.
الذين شاهدتهم في قناة الجزيرة الوثائقية وكذلك اخبرني شيخي خالص جلبي
ولد الكون كلمح البصر أو هو أقرب في واحد من مليار مليار مليار مليار مليار مليار مليار من الثانية مليار سبع مرات. وكان كل الكون مضغوط في حجم أقل من بروتون واحد أي في أقل من واحد من مائة مليار من السنتمتر.... هكذا يقول الفلكيون وربما هم مخطئون وربما سيأتي من بعدهم من يصحح لنا ذلك
ولدالكون وانتشر خلال ثلاث دقائق فملأ كل الكون الحالي بمائة مليار مجرة. كل مجرة فيها مائة مليار نظام شمسي. كل نظام شمسي فيها كواكب عدة مثل الكرة الأرضية وتوابعها من الأقمار. هكذا يقول ستيفن واينبرغ مؤلف كتاب الدقائق الثلاث الأولى من ولادة الكون وربما أخطأ كما أخطأ الذهبي ذات يوم
ولد الكون ولم يكن هناك مادة أو زمان أو مكان ثم بدأ الزمن بالحركة والمكان بالتشكل وبدأت الطاقة تتكثف فتتحول إلى مادة. هكذا يقول الفلكيون وأنا اعتبركلامهم حقيقة مالم تأتي حقيقة جديدة تزيح هذه الحقيقة
وفي هذا الحدث المثير قبل 15 مليار سنة ولد الانسان الذي يستطيع التفكير
والتفكير خاصة العقل فلا فكر من دون عقل ولاعقل من دون تعلم وتدبر
وهنا اقف معك ايها الاخ الحبيب لنقرأ آية عظيمة وجليلة يقول الله تعالى جل في علاه
((وعلم آدم الاسماء كلها ....)) وفي الوقت الذي تكسرت رؤوس الفلاسفة الأقدمين في حل لغز وجود الكون وولادته ومصيره وموته أو بقاؤه ورغم ان العلم يحاول ولايزال حل هذا اللغز بدون فلسفة
الا اني اقف عند تعليم آدم للأسماء
فهل يعقل ان الله تعالى قال لادم ... هذه شجرة وتلك حجرة ..
الحق اقول ان عقلي لايقر بذاك .... لان الله تعالى لم يعلم آدم فيقول له هذا كمبيوتر وتلك قنبلة هيدرجينية
ايهاالنجيب الحبيب
لقد جاء على البشر زمان ٌ لم يكونوا يملكون العقل بصيغته وصورته التي هي الآن في رأسي
العقل مر بمراحل نمو وتكوين ... على الاقل ... هكذا يخبرنا العلم ... وهكذا افهم الآية
\
تقبل بالغ تقديري
عمار الخطيب
20-05-2007, 09:44 AM
الأستاذ الكريم / خليل حلاوجي - وفقه الله -
الدكتور خالص جلبي له شطحات وآراءٌ عجيبة! نسأل الله تعالى أن يهدينا جميعا...
ولعلّ الله تعالى يشرح صدرك ؛ لترى بقلبك ما نرى!
أخي الكريم...
لقد وضحّت المهنج الذي أسير عليه في مقدّمة موجزة في ردّي الأول ، ولعلي أعيد ذكر مايهمنا هنا
من الضوابط والشّروط :
- أن يكون القرآن هو الأصل ، فما وافقه نأخذ به...وما خالفه نرفضه...
- أن يُفسّر القرآن بالقطعيّ الثابت من العلم ، أما الظنيات فلا يجوز أن يُفَسّر القرآن بها...
أخي الكريم...ما يقوله العلم الحديث نقبله إن كان موافقا للقرآن ، أمّا ما يخالف كتاب الله تعالى
فاقذفه في اليمّ!
لكن بشرط أن يكون النص القرآني قطعيّ الدلالة...
مثلا : الآيات الكثيرة التي تنصُّ على أن الله تعالى خلق السماوات والأرض في ستّة أيام...
هذه الحقيقة القرآنية يجب الإيمان بها من غير قال أهل الفلك والفيزياء ووو!
فإن كان ما يقوله هؤلاء يدعم النص القرآني...فالحمد لله ، وإن كان رأيهم مخالفا فالبحر أولى به...ولو قالو – على سبيل الافتراض- : حساباتنا تقول بأن الخلق تم في عشرين ثانية!
نقول لهم : كذبتم...وصدق الله العظيم!
- لا أدري لم ذكرتَ مسألة نشأة الكون ، وكنتُ أودّ أن ينحصر النقاش في الخلاصة التي طلبتُها منكم وهي التي جاءت في نهاية ردكم :
" لقد جاء على البشر زمان ٌ لم يكونوا يملكون العقل بصيغته وصورته التي هي الآن في رأسي
العقل مر بمراحل نمو وتكوين ... على الاقل ... هكذا يخبرنا العلم ... وهكذا افهم الآية " اهـ
- نظرية الانفجار العظيم (The Big Bang Theory) هي أكثر النظريّات قبولا الآن ، ولا أريد الدخول في تفاصيل هذه النّظرية ، ولعل من يريدُ التوسّع يرجع لكتب الإعجاز العلميّ...ككتاب الدكتور زغلول النجّار : " من آيات الإعجاز العلمي في القرآن الكريم " – الجزء الأول.
- نعود الآن لموضوعنا :
قلتَ : " لقد جاء على البشر زمان ٌ لم يكونوا يملكون العقل بصيغته وصورته التي هي الآن في رأسي العقل مر بمراحل نمو وتكوين ...على الاقل... هكذا يخبرنا العلم ... وهكذا افهم الآية " اهـ
يا أخي الفاضل...نحن لا نناقش قضية تطور العقل البشري...
نحن نناقش ما يقوله البعض من أنّ الأجناس في أسفل السلسلة البشرية متخلفة!
وهذا ما قاله الدكتور جلبي...تأمّل بنفسك :
" أي أن رحلة الحضارة الانسانية تمثل الصفحة الأخيرة من كتاب ( قصة الانسان ) الذي بلغت سماكته ألف صفحة ، وهذا يفصح عن حقيقة مزلزلة عن الزمان الطويل الذي قضاه الانسان قبل دخول حياة الحضارة والمدينة "
" فالانسان حتى قبل عشرة آلاف سنة كان يأكل الوحوش والوحوش بدورها تأكله ، وكان أقرب الى العري ، كل همه أن لايموت جوعاً..." اهـ
هذا يعني أن الحضارة الإنسانية عمرها قصير جدا...فالحياة السابقة – في نظرك - طابعها التخلف! والإنسان القديم متخلفٌ همه الأكل!
سؤالي الآن :
- كيف تصف آدم عليه السلام؟!
ألم يتحدث آدم عليه السلام بلغة ما بعد أن علمه الله تعالى الأسماء؟ أفلا يستحق أن نَنْعَتَهُ بالتحضر والذكاء!
وكان مما قلتَ : " الا اني اقف عند تعليم آدم للأسماء فهل يعقل ان الله تعالى قال لادم ... هذه شجرة وتلك حجرة .. " اهـ
يا أخي الفاضل...عقولنا القاصرة تجهل الكيفية! المهم هنا أن نسلّم بأن الله تعالى علّم آدم الأسماءَ كلها...كيف ؟ الله أعلم.
ولا يهم معرفة حقيقة هذه الأسماء أيضا...سواء كانت أسماء الموجودات يومئذ أو أسماء كل ما سيوجد أو...أو...كل هذا لا يهم!
سؤالي الثاني:
- ألم يخبرنا القرآن الكريم بأنّ نوحا عليه السلام بنى سفينة عظيمة ؟ ألم يخبرنا القرآن الكريم
بقوارير سليمان ؟ ألم...ألم...الأمثلة كثيرة!
فهل يجوز لنا بعد هذا أن نقول بأن رحلة الحضارة الإنسانية تمثل الصفحة الأخيرة من كتاب
" قصة الإنسان "!
كيف نرفض هذه النصوص القرآنية الصريحة التي تدل على رقي الحضارات الإنسانية وتقدمها؟!
تحياتي...
عبدالصمد حسن زيبار
21-05-2007, 07:02 PM
متابع لكم
هذا الحوار الذي كنت أتوقعه أو أنتظره
فكلام الدكتور خالص جلبي أسال و يسيل الكثير من المداد
لا أظن أن هناك تطابقا بين خليل و خالص
وان كنت أنتظر منذ مدة لأكمل فهم فلسفة خليل
وما زلت أنتظر لتكتمل الصورة
تحياتي
د. نجلاء طمان
21-05-2007, 08:04 PM
الخليل العزيز
دائما تذهلنى
أنتظر نهاية هذا النقاش المفيد
ثم تعرف رأى الوردة
تحية الاجلال
وشذى الوردة تعرفه
د. نجلاء طمان
خليل حلاوجي
22-05-2007, 08:26 AM
الاحبة الكرام
تحية صباحية من ارض الموصل ام الربيعين ... ووردة نرجس لكل من حضرنا هنا ...
لاشك ان خالص كخليل كفلان كعلان ... له شطحات
وماالاسلام اذن ... ان لم يتح للذين يشطحون بتوقيع حضورهم ... ليمدهم الاسلام بمنهاجه المهيمن بالتصحيح والتنقيح
نعم
اؤكد لك شطحاتي ... فتكرم علي انت ومن يدعي محبتي بتعديل رؤيتي ...
نحن اليوم بحاجة الى التناصح .. اليس الدين الاسلامي .. النصيحة
والتناصح يعني مكافحة المدح ومكافحة القلوبة الفكرية ومكافحة الالزام
ايها الخطيب الحبيب النجيب
سأبدأ باجابتك عن السؤال الذي تكرره
الانسان الاول ... وسمه ماشئت آدم او سين او صاد ... كان بلا شك لايعرف الزراعة
وعليه
فلا يعرف الاستقرار فوق الارض
يأكل من خشاش الارض
ويطارد كل مايخيفه ... من هوام ووحوش وبرق ورعد ... يريد ان يدرك ويفهم مدى سيطرته على الطبيعة ... فولدت له الخرافة ... فلم يستطع عقله حل اشكالاتها
حتى جاء بينهم آدم المذكر في القرآن ... يعلمهم كيف يسطرون - بعقولهم - على مخاطر الطبيعة
آدم الذي تسلم مهام منصبه ... كونه وبنيه المستخلفين في الارض
هدفهم فيها
اعمار الارض
وهي ليست وظيفة مهنية بل هي عقد تم بين آدم وبين خالقه ... ان يرضى آدم بالامانة التي رفضتها السماوات والجبال وقبلها آدم بعد أن فحصها بعقله الناضج
حرية الارادة ... ولدت مع ولادة آدم ...
اخي الحبيب
سأكلمك عن الكون اكثر لاني اريد ان نرحل سوية مع مراحل تطوره ونقيس بالنسبة الى ذلك مراحل تطور العقل البشري ...
فهل توافقني وترافقني... ام الاجدى لي ولك ان تضع اعتراضاتك من قبل ان نطير في هذه الرحلة
حتى نكون جميعا ً في مأمن من الزلل ...
\
نأتي الى موضوع آخر
الحبيب عبد الصمد ... اطمئن
فخالص وانا افخر ان اكون من اهم حوارييه ... هو من علمني ان اكفر باي فكرة لايوافقها عقلي المسكين
وسأطلعك على عشرا الرسائل التي ارسلت له وتناقش فلسفته ... التي اوافق على الكثير فيها وارفض الكثير
انه من علمني ... رفض التكرار والاجترار والإغترار
انا في قلب المعركة ... اكتب فلسفة السلام الاسلامية .. وبندقيتي بيدي
وهو يكتب من قلب ثلوج كندا ...عن فلسفة الانصياع ... قلمه ومشرطه بيده
كلانا ... يحارب العدو بطريقته
ياعبد الصمد ... السامق النجيب ... لقد كتبت خمس حلقات عن رؤيتي في السلم والعلم هنا في الواحة ولكن بضاعتي لاتعجب الكثير فصدوا عنها صدودا
ربما أنا أقلكم حكمة .... لكن ... ثق اخي الحبيب ... اني نذرت عمري لمكافحة الظالمين منذ قابيل الى فرعون هذا الزمان الذي قسم الارض محور خير ومحور شر
انا من يتابع فكر قراصنة هذا الزمان لافضح طريقتهم في عدوانهم علينا
بندقية الفكر ... لاتزال لديها الكثير من العتاد في جمجمتي ...
\
الاخت الدكتورة الرائعة نجلاء ... خليلك ينتظر هطول غدق افكارك النيرة ... فلا تبخلي علينا اختاه
تقبلوا بالغ تقديري
عمار الخطيب
22-05-2007, 05:07 PM
أخي الكريم الأستاذ / خليل - بارك الله فيك -
مرحبا بعودتكم...
أخي الكريم...جزاك الله خيرا على سعة صدرك ، وأرجو أن تعذرني إن وجدتَ في ردودي بعض
الشدّة ؛ وما ذاك إلا بسبب غيرتي على كتاب الله تعالى...
وما جئتُ متطفّلا على موضوعكم مهاجما ومناطحا! بل محاورا وناصحا ودودا...
فإن اتفقنا حمدتُ الله ، وإن اختلفنا قلتُ : اللهم قد بلغتُ...اللهم فاشهد.
وفرقٌ بين مَنْ يشطح ثم يعودُ للحقّ إن تبيّن له الحقّ من الباطل...وَمَنْ يصرّ على شطحاته وإن
ظَهَرَ له الحقّ!
وأحسبك من الصنف الذي يقبل الحق إن شاء الله...غفر الله لنا ولك.
.................................................. ..............................
أخي الفاضل...
أحب أن ينحصر النقاش حاليا في مسألة " الإنسان الأول..." ، فإن انتهينا منها...انتقلنا إلى
مسائل أخرى إن شاء الله...
- قلتَ : " الانسان الاول ... وسمه ماشئت آدم او سين او صاد ... كان بلا شك لايعرف الزراعة
وعليه فلا يعرف الاستقرار فوق الارض يأكل من خشاش الارض
ويطارد كل مايخيفه ... من هوام ووحوش وبرق ورعد ... يريد ان يدرك ويفهم مدى سيطرته على الطبيعة ... فولدت له الخرافة ... فلم يستطع عقله حل اشكالاتها
حتى جاء بينهم آدم المذكر في القرآن ... يعلمهم كيف يسطرون - بعقولهم - على مخاطر الطبيعة
آدم الذي تسلم مهام منصبه ... كونه وبنيه المستخلفين في الارض هدفهم فيها اعمار
الارض..." اهـ
أولا :
كلامك يؤكد لي - الآن - بأنك تؤمن وتعتقد بأنّ السلالة البشرية تمتد إلى ما قبل آدم
عليه السّلام ، وأنّ الإنسان الأوّل كان همجيّا متخلفا...
ودارون يقول بأن الأجناس في أسفل السلسة البشرية أقرب للطباع الحيوانية!
ما زلتُ مصرا على أنّك لستّ من مؤيدي النظرية الدارونية...لكن يبدو لي أنك تلتقي معه في بعض
الجزئيّات...
يرى علماء الأنثروبولوجيا أن الإنسان مرّ بثلاث مراحل :
الإنسان الأول - الإنسان القديم - الإنسان الحديث.
ويبدو لي أنك متأثرٌ بما يقوله هؤلاء...ومتأثرٌ بكلام الدكتور عبد الصبور شاهين...
السؤال الآن : لو كانت هناك سلالة بشرية تمتد إلى ما قبل آدم عليه السلام...فكيف توجّه الحديث
الصحيح الذي يصرّح بأن آدم عليه السلام هو " أبو البشر " ؟
" - حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا هِشَامٌ حَدَّثَنَا قَتَادَةُ عَنْ أَنَسٍ - رضى الله عنه - قَالَ قَالَ رَسُولُ
اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « يُجْمَعُ الْمُؤْمِنُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيَقُولُونَ لَوِ اسْتَشْفَعْنَا إِلَى رَبِّنَا ، فَيُرِيحُنَا
مِنْ مَكَانِنَا هَذَا . فَيَأْتُونَ آدَمَ فَيَقُولُونَ لَهُ أَنْتَ آدَمُ أَبُو الْبَشَرِ خَلَقَكَ اللَّهُ بِيَدِهِ وَأَسْجَدَ لَكَ الْمَلاَئِكَةَ وَعَلَّمَكَ أَسْمَاءَ كُلِّ شَىْءٍ ، فَاشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّنَا حَتَّى يُرِيحَنَا . فَيَقُولُ لَهُمْ لَسْتُ هُنَاكُمْ . فَيَذْكُرُ لَهُمْ خَطِيئَتَهُ الَّتِى أَصَابَ »
أرجو أن ترد على سؤالي...ثم بعد ذلك ننتقل لمناقشة نقاط أخرى وردت في كلامك...
عبدالصمد حسن زيبار
23-05-2007, 01:08 PM
الإخوة الافاضل
الاخ الفاضل عمار الخطيب
خليل الغالي
متابع لك كما قلت كنت انتظر اتضاح الصورة
وهذه دفعة أولى
********
جميل أن تؤطر أطروحاتنا تجليات و اشراقات كالقراءات الفردانية للقرآن الكريم
لكن الأجمل في نظري
ان سير وفق منهج ناظم
و أن يكون القرآن الكريم هو المنطلق و الحجة و المتبوع
حين يأتي أهل عصر من العصور ليقولوا إن فهمنا البشري للقرآن الكريم هو الفهم الوحيد فإن ذلك يعني انهم قد أعلنوا هيمنة فهمهم على القرأن المبين و عارضو هيمنته المطلقة و إعجازه الدائم المستمر
ثم كذلك
حينما نأتي بالنظريات و المعارف العلمية أو الرؤية الذاتية النسبية و نبحث لها عما يؤيدها من القرآن الكريم بالتأويل و إن كان مخالفا للغة القرآن الكريم ثم قد نلتجأ للي النصوص
هكذا يصبح القرآن الكريم تابع لا متبوع
من هنا يحق لنا أن نتساءل
لمذا لا يكون القرآن الكريم هو المنطلق في بناء التصورات و اكتساب المعاني
***
إخوتي
في ما يخص التفسير العلمي للقرآن الكريم – لا أقصد ما يسمى بالإعجاز العلمي- أرى أنه مجال جديد وواسع و أن الخوض فيه يكون قاصرا إن لم نستحضر :
أن المنهج و الفلسفة و الإطار الفكري الناظم للعلوم الغربية اليوم يختلف مع الإطار و المنهج الإسلامي الناظم و المؤطر للرؤى و التصورات و الأفكار
والذي من معالمه - المنهج الإسلامي - و مرتكزاته الجمع بين القراءتين
لكتاب الله المسطور و لكتاب الله المنظور
مما سيكشف لنا على وجه جديد من الإعجاز غير المكتشفة سابقا
قدرة القرآن العظيم على بناء المنهج العلمي الكوني القادر على إعادة بناء الإنسانية من خلال المنهج و المعرفة و إحداث التغيير في العالم كله و احتواء سائر تناقضاته
مما يحقق عالمية هذا الدين الهدى الخالص المحتم ظهوره على الدين كله .
***********
تحياتي
خليل حلاوجي
29-05-2007, 01:17 PM
الاخ المكرم عمار الخطيب
اود ان اخبرك ان ( ابو ) لاتلتزم الابوة فقد تطلق على العمومة والخؤولة اقرأ ان شئت قوله تعالى ( ورفع ابويه على العرش ) وام يوسف هنا هي خالته
وفي العراق عندما صاح الناس ان الراحل صدام كان ( ابو ) العراقيين فهل كانوا يعنون انه ابو حمورابي وعشتار
وهكذا فالعربية تحتمل المجاز الذي قد يخدع في دلالته احيانا ً
والحديث الذي ورد في تعليقكم الكريم افهمه انا على انهم ذهبوا الى آدم وهو مجازا ً ابو الانسان وابو من جاء قبل الانسان من البشر .
\
انا اختلف عن شاهين الذي يفرق اصطلاحيا ً بين البشر والانسان
ولو تتابع معي علم الكوسمولوجيا الذي سيوضح لنا الاشكال اللغوي الذي اريده فسيتضح قصدي :
انا اقول ان الدلالة للأثنين ( الانسان والبشر ) هي واحدة
وسيان عندي ان افهم قوله تعالى ( هل اتى على الانسان حين من الدهر لم يكن شيئا ً مذكورا ..) على انها
هل اتى على البشر حين من الدهر لم يكونوا شيئا ً مذكورا
لقد قلت واعيد اني اعتقد بما يقوله لنا العلم من ان الدماغ الانساني وقل ان شئت الدماغ البشري تعرض الى مراحل نمو ثلاثة سآتي على التفصيل في هذا المنجز العلمي الهام
ثم إني أفهم قوله تعالى في الآية (يزيد الله في الخلق ما يشاء ) على انها زيادة نوعية ترافق الزيادة الكمية ، فليس من المعقول ان يتوسع الكون ويتمدد ( والسماء بنيناها بأييد وإنا لموسعون ) الآية ولاتتوسع عقلية الانسان وتنمو اطرادا ً ، يخبرنا (كارل ساجان) عن مائة مليار مجرة، في كل مجرة مائة مليار نظام شمسي وكما اخبرنا المصطفى مشبها ً عن الدرهم يلقى في صحراء نجد ، وهذه الارقام المذهلة كانت يوما ً ما شيئا ً لايذكر احتاجت الى مليارات السنوات لتصبح كوننا الذي نحيا فيه الآن
وهذه الرحلة ... هي رحلة الكون وهي رحلة الانسان ايضا ً
والله تعالى اعلم واحكم
\
ان احببت أخي النقيب الحبيب ان نستمر فأستميحك عذرا ً أن نقف عند قوله تعالى ( وعلم آدم الاسماء كلها ... )
ماهو هذا العلم ؟
وكيف تعلمه آدم ؟
ولماذا ؟
وهل الطريقة في تعلم آدم - الفرد - هي ذات الطريقة في تعلم آدم – المجتمع – وماعلاقة علوم اللسانيات والسيمولوجيا وعلم اجتماع المعرفة وعلم نفس المعرفة وعلم الذكاء الاصطناعي وهندسة المعارف بكل ماجرى لآدم عليه الصلاة والسلام ؟
اشكر لك هذه الحوارية المذهلة وهذا الجو الخصب من اضاءات العقلية الجدلية التي تتمترس بالنص السماوي المقدس من كتاب وسنة وتنفتح على امثالي ممن لبسوا هذا النص كدرع واقي من رصاصات العبث والشك اللامجدي
ايها النقيب الحبيب وباقي الاحبة الكرام
ثقوا
اننا نكدح الى الله كدحا ً واننا .... سنلاقيه
فيالفوز المتقين
لقد تأخرت عنكم فالحرب فوق ارصفتنا لاتقبل ان تضع اوزراها الا على رؤوسنا نحن ابرياء الالفية الثالثة
ولعلي لاالقاكم بعد يومي هذا ... فثقوا ان الموعد كوثر المصطفى
الشدة أودت بالمهج .... يارب فعجل بالفرج
بوركتم وحرسكم ربي وإياكم .. من فوق سبع سماوات ...
خليل حلاوجي
29-05-2007, 01:21 PM
الاخ السخي عبد الصمد
تنبع عالم الذرة الباكستاني عبد القدير خان الى ان بن خلدون وهو من هو ... قد اورد في سفره الرائع ... المقدمة
كلاما ً تعجب منه وتعجبت انا أكثر
وملخصه انه ينصح بلامبالاته للعلوم التي تأتينا من غير ملتنا ويقصد بها الفلسفة
اخي عبد الصمد
لابد من قراءة المنجز الانساني ليتسنى لنا تعشيق رؤية منهاجنا المهيمن معها
والا سنظل
مستهلكون للفكر ... غير منتجين
ابارك لك مرورك الكريم ... ايها السخي
عبدالله المحمدي
29-05-2007, 01:50 PM
اخي دكتور خليل أطال الله في عمرك وأسبغ عليك عافيته ورضاه
هنالك رابط كنت احتفظت به سأضعه هنا ان اذنت لي ولمن شاء ان يقرأ
http://www.jawdatsaid.net/word-artcl/04.08.htm
وفاء شوكت خضر
29-05-2007, 06:10 PM
الأخ خليل حلاوجي ..
الأخ عمار الخطيب ..
بوركتما على هذا النقاش الرائع الذي ينضبط في أطر نفوس تقية نقية ، وبأسلوب حضاري علمي أدبي تحت راية الشريعة .
أتمنى أن لا تتوقف هذه المناقشات ، إلا إذا شاء الله أن تتوقف .
أتابعكم بشغف ..
جعل الله ما تقدمان في ميزان حسناتكم ..
أيها الخليل ..
استودعناك رب العباد الذي لا تضيع عنده وديعة .
حفظك الله من كل سوء .
لكما التحية والدعاء بظهر الغيب .
عمار الخطيب
29-05-2007, 08:20 PM
الأستاذ الكريم / خليل حلاوجي
ما زلنا نتحاورُ في مسألة امتداد السلسلة البشرية إلى ما قبل آدم عليه السلام....
ولا نستطيع تجاوز هذه النقطة ؛ لأنها هي الأساسُ والمنطلق!
ولذا سيكون كلامي منصبّا - في الوقت الراهن! - على هذه المسألة فقط...
قلتَ : " اود ان اخبرك ان ( ابو ) لاتلتزم الابوة فقد تطلق على العمومة والخؤولة اقرأ ان شئت
قوله تعالى ( ورفع ابويه على العرش ) وام يوسف هنا هي خالته " اهـ
أخي الكريم...
اختلف المفسرون في تفسير " أبويه "...
فحُكِيَ عن البعض بأنّ المقصود بــ " أبويه " أبوه وأمه (راحيل) ، وحكى آخرون أقوالا أخرى...
وقال جمهور المفسّرين : أطلق الأبوان على الأب وزوج الأب (ليئة) خالة يوسف عليه السلام...
وكانت خالته قد تولت تربيته ؛ فهي بمقام الأم.
وكان مما قلتَ : "وفي العراق عندما صاح الناس ان الراحل صدام كان ( ابو ) العراقيين فهل
كانوا يعنون انه ابو حمورابي وعشتار
وهكذا فالعربية تحتمل المجاز الذي قد يخدع في دلالته احيانا..." اهـ
يا أخي الكريم أنتَ تخاطبني وكأنني أعجميّ! أنا مثلك أتحدّث بلسانٍ عربيّ مبين!
لو قلتُ لكَ " جاء أبو فلان "...ماذا ستفهم من هذه العبارة؟
جاءَ خال فلان أو عمه!
الأصلُ أن تُحْمَلَ الألفاظ على الحقيقةِ ، ولا نقولُ بالمجاز إلا بوجودِ علاقةٍ مع قرينة تمنع من إرادة المعنى الأصلي...
- مثال : لو قلتُ لك : " رأيتُ أسدا " ، العربيّ يفهم من لفظة " الأسد " أنه الأسد!
لكن لو قلتُ لك : " رأيتُ الأسَدَ على جواده " ، هل يصحّ أن نفسر " الأسد " - هنا - بالحيوان
المفترس؟! العربيّ يفهم أنّ الأسد - في هذه العبارة - مجازٌ...لماذا؟ لوجود قرينة (على جواده) تمنع من إرادةِ المعنى الأصلي...والعلاقة هي : الشجاعة.
ولولا هذه القرائن لاختلط الحابل بالنابل!!
فهل نأتي بعد هذا لنفسّر وصف النّبيّ العربيّ - صلى الله عليه وسلم - لآدم - عليه السّلام - بأبي البشر بأنّه مجازٌ...
أين القرينةُ التي تمنعُ من إرادةِ المعنى الأصليّ من " الأبوّة "؟
وفي حديثٍ صحيح آخر أن الرّسول صلى الله عليه وسلم قال :
" لاَ تُقْتَلُ نَفْسٌ ظُلْمًا إِلاَّ كَانَ عَلَى ابْنِ آدَمَ الأَوَّلِ كِفْلٌ مِنْ دَمِهَا ، لأَنَّهُ أَوَّلُ مَنْ سَنَّ الْقَتْلَ "
طبعا من السّهل القول بأنّ : " ابن آدم الأول " مجاز أيضا!
وهكذا نردّ كل النّصوص الصحيحة الصريحة...
لا يصح القول بالمجاز في هذه النّصوص الصريحة للأسباب التي أوجزتها...
تنبيه :
قلتَ - بارك الله فيك - " ثم إني أفهم قوله تعالى في الآية (يزيد الله في الخلق ما يشاء )..."
يبدو لي أنّ لوحة المفاتيح عصتك!
أنتَ تقصد " يزيد في الخلق ما يشاء " (سورة فاطر ، رقم 1)
أسأل الله تعالى أن يحفظكم ، وأن يرفع عنا وعنكم البلاء...اللهم آمين.
عمار الخطيب
29-05-2007, 08:42 PM
أخي الأستاذ الكريم / عبد الصمد حسن زيبار
جزاكَ الله خيرا على ما خطه يراعك ، وبارك الله فيك.
وما تفضلتَ به حديثٌ ذو شجون...
خليل حلاوجي
01-06-2007, 08:43 AM
الاخ المكرم : عمار الخطيب
هاأنت تحرمني من حق لي في استغلال دلالة اللغة العربية وتأبى أن نتجاوز هذه النقطة فتحرمني من الدخول الى صلب الموضوع ..
اخي الحبيب
ان الشاهد من ايرادك الحديث الشريف وقد اغفلت ان هذا الحديث لايدور في فلك موضوعنا آنف الذكر فهو يحدثنا عن لحظة قادمة ستسعى فيها البشرية من هول مشاهد القيامة الى رسل الله ..
ان رفضك اعتمادي المجاز يتعارض مع الكثير من الاحاديث التي تصف سيدنا ابراهيم عليه الصلاة والسلام بانه ابو الانبياء بل واكثر من هذا الآية التي تحشرنا في زاوية لافكاك عنها كوننا جميعا ً ابناء ابراهيم عليه الصلاة والسلام ( ملة أبيكم ابراهيم هو سماكم المسلمين )
على اية حال ...
اشكر لك تنبيهي وتصحيحك للكثير من خطأي ..
اخي الحبيب
1\
حديث الملائكة الذين سألوا الله مستنكرين هذا المخلوق الذي شاهدوا سفك دمه وجرمه وإفساده ؟
2\
ذكر الله تعالى ان اقواما ً استبدلهم الله ...
3\
وذكر الله تعالى ان اقواما ً سبقونا كمانوا اشد منا قوة وآثارا
4\
البداية الجديدة للخلق عند نوح ومن نجا معه في سفينته
هذه الشواهد الاربعة هي التي اوعزت لي بابداء رؤيتي في قراءة آية سورة الانسان والتي رغبت ان نكمل فيها نقاشنا فما كان خيرا ً فمن الله وماكان غير ذلك فمن نفسي وشيطاني
سبحانك اللهم وبحمدك استغفرك واتوب اليك ...
بوركت َ اخي الحبيب
عمار الخطيب
01-06-2007, 06:30 PM
حياكم الله...
أولا:
المجاز الذي تقولُ به يتعارض مع الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة ، والقرائن تؤكد صحة
ما أقول...وقد أجمعت الأمة سلفا وخلفا على أبوة آدم عليه السلام الحقيقية لا المجازية!
أما الآراء المخالفة التي خرج بها أصحابها علينا فهي آراء شاذة!
أسأل الله تعالى أن يهدينا جميعا...
ثانيا:
لا أحبّ الخوض في مبحث " المجاز " ؛ لأن الأمر يتطلب جهدا ووقتا ، وقد وضّحْتُ في ردّي السابق
أنّ الأمر ليس عَبَثا!
فلا يجوز لنا ليّ أعناق النصوص وتحميل الألفاظ الصّريحة الواضحة ما لا تحتمل!
ثالثا:
ما جاء في الآية الكريمة : " ملة أبيكم إبراهيم "
لو قرأتَ في " التحرير والتنوير " لابن عاشور - رحمه الله - لزال الإشكال عندك إن شاء الله...
وللشيخ الشعراوي - رحمه الله - توجيهٌ جميل أيضا ، لعلك تقرأه في خواطره بارك الله فيك.
رابعا:
آنَ لي أن أقولَ : اللهم قد بلّغتُ...اللهم فاشهد.
وأتركُ لك الموضوع لتكملَ خاطرتك...
أسأل الله تعالى أن يغفر لنا جميعا...
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
خليل حلاوجي
02-06-2007, 01:05 PM
وقد أجمعت الأمة سلفا وخلفا على أبوة آدم عليه السلام الحقيقية لا المجازية!
أخي الحبيب الاستاذ عمار الخطيب
سلام الله عليك ورحمته وبركاته
انا لم اقل بأبوة آدم المجازية لنا ... كل دعوتي منصبة على وجود خلق انساني بشري آخر قبل آدم عليه السلام والفارق بينهما أن آدم عليه السلام هو أول المكلفين لانه قبل امانة التكليف فمنحه الله تعالى حرية الارادة اي كأني بالامر اراه على شكل صفقة ... بين الله الخالق تعالى وبين المخلوق آدم .
ماقبل آدم كان الانسان لايعي دوره في استثمار الارض واعمارها ...اي لم يكن مستخلف فيها
كان يسفك الدماء ويفسد في الارض على حد زعم الملائكة الكرام
ولربما كانت جنة آدم على الارض كما يزعم بعض المفسرين وان بداية أمرنا تم عندما أمر الله آدم وهداه السبيل على الطاعة وعلى العصيان ... فدخل في تجربة المخالفة لامر الله تعالى ... ثم تاب بعد عصيانه والقصة مشهورة لاحاجة لتكرار سردها ...
اخي الحبيب
ولربما كان الانسان معرض على الدوام لخطر تهديد الله تعالى بالاستبدال ولربما استبدله الله بآدم وذريته
ولربما كان الانسان من (َالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ كَانُواْ أَشَدَّ مِنكُمْ قُوَّةً ) التوبة69
ِ
اخي النجيب
لربما كان ذلك الانسان هو من البشر الذين اصطفى الله تعالى منهم سيدنا آدم كما ورد في قوله تعالى
(( انَّ اللّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ }آل عمران33
ايها الحبيب
لاحظ ان عشرات المرات تكرر فيها مصطلح ( العالمين ) في قرآننا المجيد وهي جمع للجمع عوالم
ثم ايها الخطيب الحبيب
من يدري لربما كان الانسان بعد آدم عليه السلام وبعد ان ابتدأت الانسانية بطورها الجديد مع الذي نجاهم الله مع سيدنا نوح عليه السلام كقوم عاد وارم ذات العماد التي لم يخلق مثلها في البلاد
لاندري اكانوا اكثر منا حضارة وتقنية كمن صنعوا الاهرامات ام نحن اليوم اكثر منهم .
اخي الحبيب الاستاذ عمار
والله اني شاكر لك حسن صبرك لكل ماأراه ، واستحلفك رب السماوت السبع ورب الارضين ... ان تكمل معي تنقيحك لرؤياي
انها امانة في عنقك يارجل .... فلا تبتأس مع خليلك ... سألتك الله
وتقبل بالغ امتناني ... وبانتظار جوابك
حرسك الله وابقاك
د. سمير العمري
03-06-2007, 10:23 PM
الأحبة الكرام جميعا:
قرأت هذا الموضوع فشدني ما فيه من حوار ورأيت أن أرد عليه بما يوفقني الله مشاركا بموافقة أو بمعارضة تحريا لما أراه من الحق المبين.
ولعلني بقراءتي للموضوع والردود أجدني أضع محاور النقاش هنا في ستة محاور أساسية سأوجزها ثم أتناولها ببعض تفصيل وهي:
1- هدف الكاتب ونيته الظاهرة والتوجه في الحوار.
2- نقاش الحاجة إلى ابتداع الفكر وإلى شطحاته.
3- اعتماد المرجعية والدليل كأساس للحوار والقناعات.
4- هل آدم أبو البشر أم أبو الإنسان وهل ثمة فرق بينهما؟
5- هل تم خلق الإنسان كبداية خلق أم تطورا عن جنس بدائي يسبقه؟
6- ما هو المقصود بالآية محل التفكر؟؟
هدف الكاتب من الحوار ونيته الظاهرة:
لأنني أعرف أخي الخليل منذ حين ولأنني ممن يتابع ما استطاع ما يفيض به من اجتهادات فكرية ورؤى تستحق في الحقيقة الإشادة في العديد منها ، ولما أعرفه عن أخي الخليل من صدق في التوجه وبعد عن التمرد على منهج الحق القويم بل التزام به ومحاولات جادة لفهمه وفق منظومة فكرية واضحة ، ولأن الموضوع هنا فيه ما فيه من حساسية وأهمية كونه يتعلق بأحد ثوابت العقيدة فإنني وجدت أن أبدأ بهذا المحور لأشهد بما أعرف من أن أخي الخليل لا أحسبه يقينا يقصد إلا اجتهاد خير للفهم منطلقا من سعة القرآن ودعوة الله للتفكر في آياته ، ورغبته الصادقة في إيجاد فكر إسلامي مستقل وواع. أنا هنا إذًا أقول بأنني أحسن الظن جدا بأخي الخليل وأتمنى أن يكون النقاش هنا من جميع الأخوة الأفاضل وفق هذا التوجه.
الحاجة إلى ابتداع الفكر وإلى شطحاته:
أما الحاجة إلى ابتداع الفكر إسلاميا في تقديري فهو محدود جدا وفي أطر ضيقة وفق ما يستجد على الكون من معطيات خاضعة لمعنى قوله تعالى (وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلاً) من حيث أن الكون مقدر على التوسع والتطور في العقل والعلم وفي استيفاء القيم الحقيقية للمنظورات الحسية والمعرفية. وأما لماذا لا نحتاج إلى الابتداع فلأن عقيدة المسلم ومعطيات الواقع المنطقي تؤكد أن الله تعالى وهو الخالق العظيم قد أرسى للأمة المناهج الفكرية التي يمكن أن تتبع فيقول تعالى (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْأِسْلامَ دِيناً) ولما كان الفكر من مقتضيات الدين - بل هو في تقديري أهم مرتكزات الدين فالفكر عقيدة والعقيدة هي أساس الدين - فهذا وبنص الآية الكريمة من قول الخالق الذي يقول أيضا في كتابه في عدة مواضع تأكيدا لهذا المعنى العظيم (وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) يعتبر بالدلالة القطعية أن المنهج الفكري موجود وثابت وكامل وتام. ويؤكد هذا أيضا ما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع (تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا كتاب الله وسنتي) وقوله: (قد تركتكم على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك) وبهذا يتضح أن الأسس الفكرية في عقيدة المسلم راسخة وكاملة وواضحة لمن ألقى السمع وهو شهيد ولا حاجة حقيقية لابتداع فكر ناهيك شطحاته والجنوح في الشطط والخطل.
هل يعني هذا أن يتوقف العقل المسلم عن التفكير وأن الفكر أمر محرم لا يجوز الاقتراب منه والتعامل معه؟؟ بالقطع لا ، فالتفكر أمر مأمور به بنص آيات كثيرة من كتاب الله الكريم وحالة مندوبة للتدبر والتأمل في استسقاء المعاني والغايات والنظر إليها كدلالات على موثوقية الحق من منهج الدين القويم وليس العكس. التفكر عبادة مطلوبة وتحتاج إلى ارتكاز على أسس المنهج الرباني واستجلاء ما قد يغم على العقل البشري القاصر من الفهم الكافي لإدراك الغايات والمقاصد.
وأنا هنا أمسك عن الاستفاضة في تناول هذا الأمر بأدلة من الكتاب والسنة لأنني أرى أن الأمر أكبر من أن يختزل في حوار عابر هنا كمقدمة لتناول الموضوع الأهم المطروح. أتمنى أن تتاح لنا فرصة قريبة لتناول هذه القضية بشكل أكثر شمولية وتركيزا في موضوع مستقل.
اعتماد المرجعية والدليل كأساس للحوار والقناعات:
لعل من المنطقي أن أي حوار يجب أن يرتضي له مرجعيات ومرتكزات للحكم على سياق النقاش بما يمكن معه أن يتوصل المتحاورون إلى توافق أو اختلاف منطقي لا جدلي. ولعل من الواضح لكل ذي لب بصير أن اختلاف المرجعيات يجعل من الحوار أي حوار غير ذي أرب أو جدوى ولا يصل به مطلقا لنتيجة منطقية.
ولعلنا بداية وفي مثل هذا الحوار الذي يتناول ما ورد في كتاب الله أن يكون كتاب الله هو المرجعية للحكم والبت في القضايا الخلافية هنا باعتبار أن ما يقوله رب العزة هو الحق الحكيم وهو أعلم كخالق من أي مخلوق. وهنا أتمنى أن يتم اعتماد القرآن وما صح من الحديث مرجعية للحكم كأساس على ما قال البشر قديما وحديثا وليس العكس إذ لا يقبل أن نحكم على معاني القرآن وثبوتية حكمه بما يقول رأي أو بما يشطح به فكر.
ولعلني أسوق ما قال الحق تعالى في كتابه الكريم بما أراه يحتاج إلى التدبر والتأمل هنا لنرتكز عليه دوما في تناول المعاني القرآنية (هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ) فإن في هذه الآيات منهج التعاطي الصحيح مع معاني القرآن وقراءاته التي أتفق وأخي خليل على أنها غير محصورة ولا محدودة بل هي منبع دائم للتأمل والتدبر ولكن حتى حين نعتمد القرآن كمرجع للحكم فإن تفسير الآيات يجب أن تخضع لشروط وضوابط التفسير المعتمدة شرعا ، والبعد كل البعد عن اجتهادات التأويل غير المنضبط والشطحات التأملية الباطنية دون ضابط شرعي فهذا هو ما أوقع الكثير من أبناء أمة الإسلام في فرق ضالة أو مخالفة لمنهج الحق الأبلج.
أما إن أردنا أن نحتكم لغير القرآن كمرجعية في تفسيره فهذا مما يخالف المنطق السليم ولا يصح كمذهب فكري لأن الشك في ثبوتية آياته يجعل الحديث عن تفسيرها محض هراء وعبثية لا توصل العقل للنتيجة المنطقية والمقنعة. ولعل أهم ما أصاب هذا الطرح من مآخذ هو أن أخي الخليل اعتمد تفسير معاني القرآن بأمور وضعية واجتهادات بشرية بما قلب الصورة بشكل ارتبك معه الرأي والسياق.
هل آدم أبو البشر أم أبو الإنسان وهل ثمة فرق بينهما؟
ثم لعلني رأيت أن الحوار يدور في التفكر في قضية بشرية آدم أو إنسانيته ولقد رأيت أن الحوار يقول بأن البشر هو جنس بدائي من الإنسان وأن آدم هو أبو الإنسان كما يرى أخي خليل وفي هذا في حد ذاته مغالطة فكرية تتعارض والطرح هنا لأنه إن كان رب العزة قد خلق آدم ليكون أب الإنسان فهذا من باب أولى يجعل البشر الذين يقال بأنهم خلقوا قبل الإنسان ليسوا من ذات الصنف أي أنه لا يمكن جعل هؤلاء من هؤلاء كون أن الله تعالى قد خلق آدم كبداية خلق وليس تعديلا من خلق سابق بدليل قوله تعالى: (وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئاً) وقوله تعالى: (أَوَلا يَذْكُرُ الْأِنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيْئاً) وبناء عليه فإنه إن تمت القناعة بهذه المغالطة فقد تعتبر وتقدم كدليل دحض لهذا الاجتهاد.
أما إن كان لا يزال الأمر في ريب وحيرة فلننتقل للإجابة عن سؤال هذه الفقرة وهو هل البشر والإنسان هما أسماء لصنف واحد ومعنى واحد؟؟ الجواب أن نعم. ولننظر إلى معناهما لغة بداية.
في المحيط: البَشَرُ : [يستوي فيه المفرد والمثنى والجمع والمذكر والمؤنث] الإنسان وأبو البشر، هو آدم.
وفي الوسيط: (البَشَرُ): الإنسان (الواحد والجمع والمذكر والمؤنث فيه سواء). وقد يُثَنَّى، ويُجمع على أبْشَار.
وفي القاموس المحيط: (البَشَرُ): محرَّكةً الإنسانُ ذَكَراً أو أُنْثَى واحداً أو جَمْعاً وقَد يُثَنَّى ويُجْمَعُ (أبْشاراً)
وفي لسان العرب: البَشَر الخلق أو الإنسان ذكرا كان أو أنثى واحدا أو جمعًا وقد يُثنى بشرَين ويجُمَع أَبْشَارًا
وبهذا فإن لغة العرب تؤكد أن البشر والإنسان هو ذات الشيء لا فرق بينهما إلا بدلالات طفيفة في الاستخدام لا في التصنيف. ولكن لن أكتفي بهذا بل سأورد من كتاب الكريم ما يدل على هذا المعنى يقينا في قوله تعالى:
(وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْأِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَأٍ مَسْنُونٍ)
(وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَراً مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَأٍ مَسْنُونٍ)
(وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْأِنْسَانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ)
(إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَراً مِنْ طِينٍ)
فإن فيما سبق من آيات وغيرها كثير يؤكد أن المقصود باللفظتين هو معنى واحد وصنف واحد. وبذا أجد أن أطروحة أن الخلق كان بشرا بلا عقل ثم أصبح إنسانا عاقلا لا وجود لها في الفهم الحقيقي للقرآن الكريم.
هل تم خلق الإنسان كبداية خلق أم تطورا عن جنس بدائي يسبقه؟
أوافق يقينا بأن الله قد خلق الكون بكل ما فيه من نبات ودواب وهوام وسخر كل ذلك لخدمة الإنسان باعتباره الخليفة في الأرض وباعتبار أفضليته عند الخالق تعالى باعتبار ما أمر به الجن والملائكة وهي المخلوقات التي سبقت خلق آدم من السجود له وباعتبار النفخ من روح الله في مخلوقه البشري وباعتبار استخلافه في الأرض. وأجدني هنا أكاد أجزم بما بلغني من علم ومعرفة في أمور شتى أن الإنسان هو آخر ما خلق الله في الأرض وأن الله تعالى قد خلق كل المخلوقات على هيئتها وصورتها بداية لا كما تدعي نظرية التطور هذه من تحول الخلية الأميبية إلى كل هذه المخلوقات وفي هذا القول ما فيه مما يخالف الإيمان الحقيقي بعظمة الخالق وقدرته وكأنه جل وتنزه عاجز على أن يخلق هذا الكون وأمثاله معه بأمر كن فيكون وأنه ربما كان بحاجة إلى العوامل الجيولوجية والتقلبات الزمنية وغير هذا وهذا للحق هراء لا يجدر بعاقل أن يلتفت إليه. إن الله خلق كل مخلوق في هذا الكون على صورته وهيئته وما مزاعم ما يقدم هؤلاء إلا مرود عليها علميا وتاريخيا ومحاولة خلط السم بالدسم أمر يجب أن ننبه له. وأما الحفريات وتشابه الكائنات فهي لا تدل إلا على عكس ما يدعون فهي إنما تؤكد على أن الخالق واحد وأنه تعالى من القدرة المطلقة أن يخلق ذات الشبه بتباين الطباع كخلق الذئب والكلب هذا يفتك بالقطيع وهذا يحرسه ، أو باختلاف الشبه وتشابه الطباع كخلق البقر والحمر هذا لا يشبه هذا ولكنهما يرعيان ذات الكلأ ويتصرفان بذات الأسلوب. ويجدر أن أذكر في هذا السياق أن هناك كائنات انقرضت لأسباب شاءها الخالق تعالى ولا تعنى أنها تحولت إلى مخلوقات أخرى.
ولندع هذا الأمر الذي لا أراه يستحق عناء الخوض فيه لننتقل إلى ما طرح هنا من أن الإنسان لم يخلق بداية ليكون الرد من آيات الكتاب الكريم نفسه. ونبدأ من قول الله تعالى : (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً) فهنا نستطيع أن ندرك أن الله تعالى قد أخبر ملائكته بما يريد من خلق جديد ثم استمر سياق الآيات ليتحدث عن آدم وتعليمه السماء وسجود الملائكة له إقرارا بالأفضلية له عند الله تعالى ، آدم هذا الخليفة في الأرض غير الوجود فيها بعد لأنه بساطة لما يخلق ، ثم حين خلق كان الحديث عن العيش في الجنة ثم المعصية وكشف العورات والخصف وغيرها ثم الهبوط إلى الأرض بأمر الله تعالى. إن أية محاولة للقول بأن الإنسان تطور عن جنس يسبقه هو في حقيقته كفر بالكتاب وبالله لأنه سيطعن مباشرة في قول الله تعالى وفي كل الآيات التي تؤكد غير هذا الزعم.
ثم نأتي إلى الآية القاطعة بوضوحها وحكمها في أن خلق آدم كبشر وإنسان إنما كان بداية خلق لصنفه وليس ارتقاء من صنف آخر بقوله تعالى: (الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْأِنْسَانِ مِنْ طِينٍ) ، فهنا أحكم الرحمن هذه الآية ليبين أنه "بدأ" خلق الإنسان من طين ، وبربطها مع الآيات الكثيرة التي تتحدث عن خلق الإنسان أو البشر من طين ومن حمأ مسنون وتسوية الله له ونفخ الروح والحياة في الجنة والمعصية والهبوط منها بدلالة قطعية على أن البشرية خلقت ابتداء ولم تتسلسل من مخلوقات أخرى.
ثم لو تأملنا قوله تعالى: (لَقَدْ خَلَقْنَا الْأِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ) فهو أيضا يدل على أن الإنسان خلق حسن الهيئة شكلا وتام المنطق عقلا بوصف الله له بأن خلقه كان في أحسن تقويم وبه وبالعقل من حيث الابتداء تم تكليف البشر وجعلهم خلائف في الأرض.
أما أمر السنين وعددها فالله وحده يعلم عدد السنين والحساب منذ الخلق ولا أعتقد أن هناك من يستطيع أن يجزم بأية حال بموعد بدء الخلق ولا بموعد نهايته ، ولا يمكن لعقل المرء أن يستوعب الحسابات التي يقوم عليها خلق الكون من حيث الزمن والمسافة ، ولعلني أذكر بالكثير من الآيات التي تتحدث بهذا وبأن يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون ، وكذا أعمار من عاشوا قبلنا وأيامهم ثم الأحاديث الواردة في أمر نهاية الزمان وكيف يمكن ليوم أن يكون كسنة ويوم كشهر ... إلخ.
وعليه فإن الاعتماد على اجتهادات المخلوق غير الدقيقة وغير المحكمة وترك آيات الخالق المحكمة وهو أحكم الحاكمين وهو العليم الخبير فهي من باب المغالطة في الحكم بتقديري وتحتاج لإعادة تأمل وتدبر فلا ينبئك بمثل هذا مثل خبير خلق الكون كله وعلم بدايته ومنتهاه.
ما هو المقصود بالآية محل التفكر؟؟
ونأتي هنا وبعد كل هذه المقدمات للرد على ما يراه الخليل في هذه الآية التي أوردها من تدبر وتأمل وربط بين قيم وضعية واجتهادات بشرية لأقول بأن المعنى لا يمكن هنا أن يتم ابتساره في أية يتبعها سياق يوضح معناها. تقول الآيات من بداية سورة الإنسان: (هَلْ أَتَى عَلَى الْأِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُوراً () إِنَّا خَلَقْنَا الْأِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعاً بَصِيراً () إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً)
الآيات هنا تتسق في معنى يتحدث عن الإنسان الفرد كأساس وليس الإنسان الجنس بمعنى أن الله سبحانه وتعالى يذكر كل فرد من بني البشر بأنهم خلقوا وأصبحوا شيئا بعد أن كانوا لا ذكر لهم ولا ركز فما كان سيكون لأحد منا ذكر لولا أن من الله عليه بأن خلقه بعد أن كان في الدهر قبل الخلق لا شيء ولا ذكر. ثم إن كان الخطاب للجنس البشري فهو أيضا يتحدث عن خلقه الذي تحدثنا عنه من العدم فلم يكن له أثر ولا ذكر في المخلوقات ، وهذه النقطة هنا هي دليل نقض لزعم التطور لا دليل إثبات. فالإنسان كما يذكر هنا خلق ولم يكن قبل خلقه شيئا مذكورا ، والذكر لا يكون فقط لدخول التاريخ ولا دلالة حضارة وتطور بل دلالة وجود وكينونة وإلا لو طبقنا هذا المفهوم فإننا نلغي بهذا المنطق وببساطة كل المخلوقات التي لا يفتأ يذكرها أصحاب نظرية التطور وينادون بها ، ولأمكن حتى في وقتنا الحاضر أن ننفي صفة الذكر عن كل المخلوقات التي تملأ الكون لأنها لما تصل لمرحلة العقل والفهم والتكليف فلا يكون هناك حشرات ولا طفيليات ولا بهائم ولا هوام ولا وحوش ، فهل هذا من العقل؟؟
ثم لعلنا نتذكر أن الله تعالى ذكر في كتابه الكريم قضية أن الإنسان لم يكن شيئا ولم يكون شيئا مذكورا في أكثر من مواضع أسوق منها هنا:
(قَالَ كَذَلِكَ قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئا)
(أَوَلا يَذْكُرُ الْأِنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيْئاً)
وفي كل آية من هذه الآيات معنى أراده الله تعالى يدور حول تذكير الإنسان الذي يصيبه الكبر فيعرض عن الذكر بأنه خلق من العدم وأن الله قادر على أن يستبدل أقواما غيرنا ثم لا يكونوا أمثالنا ، وإنما هو عظة وحث على التزام نهج الحق وعبادة الخالق العظيم ، وأما ما قد نجد فيه من المعاني الأخرى فهي متاحة وفق ضوتبطها كما أسلفنا وأؤكد من جديد على المعنى الذي يمكن أن نفهمه من ألآية محل الحوار بدلالة نقض للزعم لا إثبات له.
وأخيرا فإني مع تفعيل دور الفكر والرقي به في إعادة صياغة وجدان الأمة وأخي خليل خير من يعرف هذا ولكني بالقطع لست ممن يدعو للفكر من أجل الفكر أو الفكر من أجل النكر فهذا يدخلنا في متاهة الفلسفة المجردة غير ذات الأرب إلا من وساوس شياطين الإنس والجن أعاذنا الله منها جميعا.
تحياتي
خليل حلاوجي
04-06-2007, 01:12 PM
لاتخلوا رؤيتك من وجاهة .... شاعرنا السامق ... وسمير قلوبنا
واحمد الله تعالى انك هنا بين بين سطوري ...
في البدء ... انا لاأفرق بين الانسان والبشر بل واكثر من هذا ... اعتقد انني لست من ابناء آدم عليه السلام بل من ابناء نوح عليه السلام ، ألم تبدأ الخليقة للمرة الثانية معه عليه السلام ؟
ولان الرد كان منهجيا ً ومنظما ً بشكله التسلسلي المنطقي فسأضع لكل نقطة اثرتها ايها السمير لقلوبنا ردا ً منفصلا ً
الى ذلك الحين ..... حرسك الله وابقاك صوتا ً ناصحا ً لي من زللي
بوركتم
عمار الخطيب
04-06-2007, 08:45 PM
جزاك الله خيرا أخي سمير على هذا الردّ الجميل...
وكنتُ حين قرأتُ طلب الأخ خليل بعدم الرحيل والاستمرار في الحوار...قد أزمعتُ أن أكتبَ ردا علميا
مطوّلا يكون مسك الختام!
لكني وجدتُ في ردك المسك الذي أحبّ...بارك الله فيك.
---------------------------------------
أولا :
الدكتور عبد الصبور شاهين - حفظه الله - هو مَنْ فرّق بين البشر والانسان...وليس الأخ خليل.
والتفريق بين البشر والانسان من وجهة نظر بيانية أمرٌ مقبول ، وقد كُتِبَتْ دراسة حول هذا
الموضوع... وهي للدكتورة المعروفة بــ " بنت الشاطئ "...
لكن تفريق الدكتورة تفريق بلاغي دقيق لا علاقة له بالتفريق العلميّ الذي قال به الدكتور عبد الصبور
شاهين - حفظه الله تعالى -.
وقد خرجتْ - كما ذكرتُ سابقا - ردودٌ كثيرة على الدكتور عبد الصبور - وفقه الله - تفنّد ما أتى
به...
ثانيا :
حوارنا مع الأستاذ خليل يدور حول مسألة واحدة انقسَمَتْ إلى عدة نقاط :
الأولى :
امتداد السلسلة البشرية إلى ما قبل آدم عليه السلام.
هذا القول يخالف صريح الكتاب والسنة...ويخالف ما أجمعت عليه الأمة.
أما مسألة أن قول الملائكة " أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء " دليلٌ على وجود خلق
بشري ؛ فهذا غير صحيح...والجواب من عدة وجوه :
- القياسُ على حياة سابقة :
والله سبحانه وتعالى يقول : " والجانّ خلقناه من قبل من نار السموم "
(سورة الحجر ، آية رقم : 27)
- أو أنه علمٌ عَلِموه : " قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم "
(سورة البقرة ، آية رقم 30)
- أو أن ّ " السفك والإفساد " وصفٌ لكائنات - ليست من جنس البشر - سكنت الأرض قبل آدم
عليه السلام...
- ثم كيف يمكنُ أن يكونَ سفك الدماء والإفساد دليلا على وجود خلق إنساني أو بشري قبل آدم
عليه السلام!
الآية لم تصرّح بأن الفاعل هو الإنسان!
الثانية :
الاصطفاء...بمعنى أنّ آدم - عليه السلام - لم يكن الأول من نوعه بل كان أول المكلّفين!
ولا أدري ما علاقة الاصطفاء بما يقوله الأستاذ خليل!
يقول الشيخ الشعراوي - رحمه الله - :
" عندما يسمع الإنسان قول الحق: { إِنَّ ٱللَّهَ ٱصْطَفَىٰ ءَادَمَ } فقد يتساءل عن معناها، ذلك أن من اصطفاء الله لآدم تأتي إلى الذهن بمعنى " خصه " بنفسه أو أخذه صفوة من غيره، فكيف كان اصطفاء آدم، ولم يكن هناك أحد من قبله، أو معه لأنه الخلق الأول؟ إننا يمكن أن نعرف بالعقل العادي أن اصطفاء الله لنوح عليه السلام؛ كان اصطفاء من بشر موجودين، وكذلك اصطفاء إبراهيم خليل الرحمن وبقية الأنبياء.
إذن، فكيف كان اصطفاء آدم؟ إن معنى { ٱصْطَفَىٰ ءَادَمَ } - كما قلنا - تعني أن الله قد اختاره أو أن " المصطفى عليه " يأتي منه ومن ذريته. نعم وقد جاء المصطفى عليه من ذريته، وهذا المعنى يصلح، والمعنى السابق عليه يصلح أيضا " اهـ
الثالثة:
الفهم والتصور (الخليلي) للآية الكريمة...(الآية الأولى من سورة الإنسان).
وهنا أحب أن أنبّه على نقطة مهمة جدا وهي :
أنّ الحفاظ على سياق الآيات الورادة في موضوع واحد...من أهم الأمور التي ينبغي مراعاتها
عند أهل التفسير...
وأجد أن أخي سمير أجاد في عرض هذه النقطة كما أجاد في غيرها...جزاه الله خيرا.
ولعلي آتيك بردّ مطوّل في وقتٍ آخر...إن سمح لي وقتي!
والله المستعان.
د. سمير العمري
04-06-2007, 10:09 PM
الأخ الحبيب خليل:
حرصت في الرد على التعرض لأهم ما أخذت دون استفاضة في النقاط كي لا يخرجنا التفضيل عن التأصيل ، وما كان ردي إلا قبسات من معان أدرك أنها ستصل واضحة وكافية للمزيد من التأمل فلبيب مثلك أخي سيعي فضول الكلام.
وأما أن أكون أنا هنا في هذا الموضوع فهو مصدر فخر لي وسعادة فصحبتك هي صحبة العطر للزهر ما فيها إلا الطيب والفكر الزكي الذكي. وأما أن تعود فيسعدني جدا وأتوق دوما لفيوضات حرفك وفكرك.
وأما أن ترى أنك ابن نوح ولست ابن آدم فإني أحب أن أوضح لك أن المنطق هنا أخي غير دقيق فنوح هو ابن آدم وابن نوح سيكون بالتالي ابن آدم فأنت وأنا وكلنا بني آدم لا فلسفة في هذا ولا اجتهاد. ربما لا يفوتني أن اشير إلى أن من نجا في الفلك لم يكن نوحا فحسب وهذا أيضا من فضول الحديث التي توصل لذات النتيجة من أننا كما أسلفت أبناء آدم الذي خلق ابتداء من طين ولم يتسلسل من جنس آخر أيا كان اسمه بنصوص الكتاب الثابتة.
========
أخي الكريم عمار الخطيب:
أكرمك الله تعالى.
وأنا يا خيالكريم لا أرى أن نهتم كثيرا فيمن قال هذا أو من رفض ذاك إلا بما يحكمه منهج الحوار ، وإنما أعتمد في الحوار الخلوص إلى الحقائق والحكم الحق فهو ما أنتصر له ولصاحيه أيا يكن.
وأنا في ردي السابق حاولت أن لا أسهب في تفصيل النقاط التي سقت كي لا يخرجنا التفصيل عن التأصيل كما اسلفت وأنني حرصت أن أشير فقط بشكل واضح لبدايات التأصيل الصائب للحقائق كما رأيتها ليكمل المتابع ما شاء في ذات السياق ما وافقه ذلك.
ولعلني هنا أستأذن في أن أشير إلى بعض أمور سريعة تزيد الأمر وضوحا.
أنا أولا حرصت على إثبات عدم التفريق العلمي للفظة مع إشارتي في ردي ذاك إلا الفروقات اللطيفة البلاغية.
ثم إني حرصت على أن أعتمد في الرد أكثر الطرق اختصارا وموثوقية وهي آيات الكتاب الكريم فكلام الخالق فوق كلام المخلوق وهو مرجعية المسلم للحكم والبت ولذا لم أتعرض للقضايا العلمية واللغوية بشكل خاص من باب اعتماد هذه المرجعية ومن باب أن الاجتهاد هنا سيكون في غير إفادة حقيقية فلا اجتهاد في الدلالات القطعية والأحكام الراسخة.
ثالثا أنا أزعم أنني قد أحطت علما بأوجه الخلاف في الحوار ووجهت لها الرد ، ولا أزعم أنني أحطت بها كلها ذلك أنني لم أقرأ كل الردود حقيقة ، وأما ما كان من زيادات في الحوار فهو من باب التأصيل كما قلت للحوار والوصول من خلالها إلى النتائج المنطقية المقنعة.
رابعا .. امتداد السلسلة البشرية قبل آدم تم الرد عليه بأدلة قاطعة من كتاب الله الكريم في ردي السابق من خلال ما يلي:
1- الدلالة اللفظية القطعية التي وردت في كتاب الله في الآية: (الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْأِنْسَانِ مِنْ طِينٍ) فالفعل بدأ تدل لغة معنى ولفظا على عدم وجود مسبوق وهذا يرد قاطعا على ما قيل.
2- الدلالة المعنوية القطعية التي أوردتها بترابط الآيات ودلالات السياق التي تربط وتؤكد وحدانية المعنى بين البشر والإنسان وآيات الخلق تؤكد ذات المعنى بأن خلق البشرية وخلق الإمسان كان أمرا واحدا وأنه بدأ بخلق آدم في أحسن تقويم غير منقوص الصفات ولا السمات.
3- قول أن هناك من سبق آدم في الإفساد في الأرض إنما يشير إلى خلق آخر ولا يعني أدم وقد أجمع أهل التفسير منذ عهد النبي صلى الله عليه وسلم على أنهم الجن فكيف يمكن أن نتجاهل هذا الإجماع المدعوم بآيات قطعية الدلالة وأحداث ثابتة بنص الكتاب؟؟ بل وباعتماد المنطق المجرد كنت رددت بأننا إذا سلمنا جدلا بوجود "بشر" قبل آدم يفسدون في الآرض وخلق آدم ابتداء من طين وفي الجنة وعاش فيها ثم عصى ثم تم هبوطه للأرض فهذا يؤكد على أن هذا الخلق غير ذاك باعتماد ما كان من أحداث وما صار من إحداث.
4- قضية الاصطفاء نسيت أن أتعرض لها بالرد وأجدني هنا أؤكد على ما أشرت إليه أخي عمار وأضيف بأن الاصطفاء لا يعني قط وجود السابق بل يمكن الاصطفاء من اللاحق. هب أن كاتبا قام بكتابة عدة نصوص في موضوع معين ثم حين قارن بينها اصطفى أول ما كتبه مثلا فهل يعني أنه بهذا الاصطفا لم يكن الأول؟؟ هي قضية اصطفاء في الخلق كله من أوله لآخره ولا أعتقد أن عاقلا يأبى أن يتم اصطفاء الأول أو حتى الأخير ، وما اصطفاء آدم إلا كان اصطفاء على الخلق في المكانة وليس في ترتيب الوجود.
5- أما بخصوص الآية فقد تعرضت لها ببعض تفصيل بسيط وأكدت ضرورة الاهتمام بالسياق فابتسار الألفاظ يفسد المعاني وربما يغيرها للنقيض ، ثم إن الأهم في توضيح معنى الآية هو ما اشرت إليه في ردي السابق في قولي:
وهذه النقطة هنا هي دليل نقض لزعم التطور لا دليل إثبات. فالإنسان كما يذكر هنا خلق ولم يكن قبل خلقه شيئا مذكورا ، والذكر لا يكون فقط لدخول التاريخ ولا دلالة حضارة وتطور بل دلالة وجود وكينونة وإلا لو طبقنا هذا المفهوم فإننا نلغي بهذا المنطق وببساطة كل المخلوقات التي لا يفتأ يذكرها أصحاب نظرية التطور وينادون بها ، ولأمكن حتى في وقتنا الحاضر أن ننفي صفة الذكر عن كل المخلوقات التي تملأ الكون لأنها لما تصل لمرحلة العقل والفهم والتكليف فلا يكون هناك حشرات ولا طفيليات ولا بهائم ولا هوام ولا وحوش ، فهل هذا من العقل؟؟
وأخيرا فمن العجيب حقا أن فكرنا يريد أن يعود إلى ترهات رفضتها عقول كثيرة حتى من الغرب الذي لا يجد من أدلة تنقض هذا الزعم إلا من بعض منطق ، في الوقت الذي كنت تابعت برنامجا وثائقيا قبل مدة وجيزة يتحدث بحالة عودة كبيرة في الأوساط الغربية عن هذا الزعم عن تطور الإنسان كما ادعى دارون وأن هناك من أسسوا متحفا يؤكد على قضية أن الله تعالى هو الخالق العظيم وأنه تعالى قد خلق كل المخلوقات على صورتها بسماتها وصفاتها ابتداء ولم يحدث لأي صنف كان تطور يذكر في الخلق وإنما في التأقلم.
تحياتي
عبدالصمد حسن زيبار
04-06-2007, 11:15 PM
الأخ الشاعر المبدع سمير
تحياتي
حقيقة حينما ينساب الحوار بشكل علمي منهجي أجد متعتي
يئسنا من حوار صراع الديكة الذي أصاب القنوات و النوادي بثخمة عبرت عن نفسها بروائح ,,,,
أسجل تحية لحوار يلبي حاجيتا الامتاع و الاقناع
خليل حلاوجي
05-06-2007, 02:13 PM
احباب الحبيب محمد صلى الله تعالى عليه وسلم
سلام الله عليكم أجمعين
سأوجل الرد على سمير قلوبنا في نقاطه الستة ... الى حين
الآن ...
أردت ان اوضح الفارق البين مابين
نظرية الاطوار القرآنية ونظرية دارون في التطور
1\
لقد حسم العلم أمر فكرة دارون وقضى عليها تماما ً وهي الآن في متحف العلوم
وذلك ببضع كلمات تاب الله على الانسانية وتفضل وتكرم علينا بها
لقد اثبت العلم ان الانسان يحمل 46 كرموسوم ىوالشمبانزي يحمل 48
فتعالى الله احسن الخالقين
اذن
لاداعي لتكرار ان الخليل يروج لنظرية التطور .
اخي الحبيب استاذنا سمير
انا لازلت مصر على ابوة نوح لي ... ذلك انني وانت ونوح كلنا ولاشك نقر بأبوة آدم
ولكن
نوح كان يعيش مع قوم هم ايضا ً ابناء آدم ، والفارق انهم رفضوا المنظومة القيمية السماوية التي عدلت بها رسالة نوح قيمهم الاخلاقية ... فكفروا ولم يكفر بها نوح ولم تكفر بها ياسمير القلب ولم اكفر انا بها
فالأصح عندي والله تعالى احكم واعلم انني انتمي الى نوح ومن نجا معه ومن خلالهم انتمي الى ابوة آدم
ثم
ان نوح عليه السلام يمثل طورا ً من اطوار تطور الجنس البشري ولاجل انه بالغ في دعوة البشر للاستقامة وتوقير الله ولالف عام وتبين ان هؤلاء قوم لايؤمنون .... فتمت كلمة ربك بعذابهم وفنائهم باغراق كل البشر آنئذ الا قليل ركبوا سفينة النجاة لتبدأ حياة جديدة في طور جديد
وهكذا انا افهم قوله تعالى
{مَّا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَاراً }نوح13
ونوح عليه السلام يخاطب عقليتنا وعقولهم لعلها تتفكر فيقول عن قانون قرآني هام في النمو المعرفي للانسانية وهي تكدح الى الله كدحا ً وتتعلم
انه عليه السلام ينبهنا كما نبههم
{وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَاراً }نوح14
ثم يضع أصلا ً علميا ً نبدأ منه الرحلة المعرفية ... انه يقول لنا قول الله تعالى
ياءيها الانسان
{وَاللَّهُ أَنبَتَكُم مِّنَ الْأَرْضِ نَبَاتاً }نوح17
ان هذه النظرية تحتاج منا جميعا ً جهودا ً جماعية لاستخراج كنوزها المعرفية
اتوسم بكم يافضلاء الواحة الكرام ان تعينونني لاضع ماقذفه الله تعالى في ضميري وانا أقرأ هذه الايات الجليلات ... واسعد والله برفقتكم وانت تذودون عن اغلى مانملك ... قرآننا المجيد
وانتم خير حماة لمراد الله جل في علاه
والمجيد مصطلح اختاره الله تعالى ليصف به كلامه ... فالمجد لمراده ونحن جنوده
ومايعلم جنود ربك الا هو
كل مااريده منكم سادتي واحبتي .... الدعاء والتواصل ... لعل الله يحدث بعد ذلك امرا
د. سمير العمري
05-06-2007, 03:03 PM
الخليل الحبيب:
أولا ..يسعدني أن أجد أننا وكما يبدو انتهينا من الأمر الأكبر بدعوى التطور وأن البشر سبقوا آدم وأن آدم لم يكن ابتداء البشرية والإنسانية هذا بنصوص ردودك وهذا أمر أكبره فيك وأشكرك عليه.
وثانيا:
كنت قلت أخي في رد سابق وبالحرف ما يلي:
اعتقد انني لست من ابناء آدم عليه السلام بل من ابناء نوح عليه السلام ، ألم تبدأ الخليقة للمرة الثانية معه عليه السلام ؟
والحقيقة هذا أمر جد خطير ، إنما كان ردي في أمر أبوة نوح على ما ذكرت هنا حرفيا مما قد يكون فيه شطحة مريبة وله انعكاس خطير وأنا بينت وبنيت ردودي على الثقة في صحة النوايا. أنت هنا أخي نفيت عن آدم الأبوة لك وأوقفتها على نوح فحسب بادعاء الخلق الجديد وهذا يمكن فهمه معنويا ولكن لا يمكن القبول به علميا فما كان في هذا الأمر إنما استمرار للخلق الذي بدأ بآدم وانحصر فيمن نجا في الفلك المشحون. ثم إن معنى كلامك يحمل انقطاع الصلة بين نوح وآدم بادعاء هذا الخلق الجديد وهذا مأخذ آخر على ما قلت ومدخل لشطحات خطيرة.
أما ما قمت به بالرد الأحدث بقولك:
انا لازلت مصر على ابوة نوح لي ... ذلك انني وانت ونوح كلنا ولاشك نقر بأبوة آدم
ولكن
نوح كان يعيش مع قوم هم ايضا ً ابناء آدم ، والفارق انهم رفضوا المنظومة القيمية السماوية التي عدلت بها رسالة نوح قيمهم الاخلاقية ... فكفروا ولم يكفر بها نوح ولم تكفر بها ياسمير القلب ولم اكفر انا بها
فالأصح عندي والله تعالى احكم واعلم انني انتمي الى نوح ومن نجا معه ومن خلالهم انتمي الى ابوة آدم
فأرد مختصرا بأن إصرارك على أنك ابن نوح يحتاج منك إلى توثيق نسب وتأريخ وإلا فكيف تنفي أن تكون أنت أو غيرك أبناء من نجا في فلك نوح لم ينسلوا من نوح بل الواثق أنهم كلهم نسلوا من آدم.
ثم إني أقدر لك أن تعود عن النفي التام لأبوة آدم فآدم أخي هو أبوك وأبي وأب كل البشر حقيقة لا تقبل التأويل وكل ما قدمت من مبررات لرفض هذا الأمر لا يعتد به منطقيا ، بل إن الاعتداد بأن الإيمان يثبت نسبك بنوح هو أمر عجيب لأنه وببساطة ثبت واقعا ومنطقا أن الله يخرج الميت من الحيوالحي من الميت والكافر من الصالح والصالح من الفاسد والأمثلة يضيق بها المقام أن نسردها هنا.
ثم يا خليل السمير .. أليس ابن نوح ممن عصوا وهو ممن ينسب له أبوة رفث لا أبوة إيمان. هل نفى عنه كفره ذلك أو نفى أن يكون جاء من صلبه أهل خير؟؟ ألم يأت ابراهيم خليل الله من صلب كافر عتيد؟؟
وأما قولك الأخير فالأصح عندي والله تعالى احكم واعلم انني انتمي الى نوح ومن نجا معه ومن خلالهم انتمي الى ابوة آدم فأعتبره رجوع حميد عن هذا الرأي وأوافقك عليه من حيث التسلسل وإن أؤكد على أنني لا أوافقك على الزعم بأبوة نوح لك إلا بدليل.
تقبل الود
عمار الخطيب
05-06-2007, 05:39 PM
جزاكم الله خيرا...
أخي الحبيب سمير...لوتسمح لي بملاحظة صغيرة بارك الله فيك :
قلتَ :
"
3- قول أن هناك من سبق آدم في الإفساد في الأرض إنما يشير إلى خلق آخر ولا يعني أدم وقد أجمع أهل التفسير منذ عهد النبي صلى الله عليه وسلم على أنهم الجن فكيف يمكن أن نتجاهل هذا الإجماع المدعوم بآيات قطعية الدلالة وأحداث ثابتة بنص الكتاب؟؟ " اهـ
أخي سمير...أهل التفسير لم يجمعوا على القول الذي يقول بأنهم " الجنّ " ، وهو قول مرويّ عن
ابن عبّاس وقد أخذ به بعض المفسّرين...
ولابن عباس وابن مسعود وقتادة وغيرهم قول آخر وهو : أنّ الملائكة قالت ذلك بعد إعلام الله
تعالى لهم بطبيعة ذرية آدم عليه السلام...
وللمفسرين أقوالٌ أخرى لخّصتُ بعضها في ردّي السابق...
الخلاصة : أن أهل التفسير لم يُجمِعوا على الرواية المحكية عن ابن عباس التي تقول بأنهم الجن.
.....................................
يقول الأستاذ خليل :
" انا لازلت مصر على ابوة نوح لي ... ذلك انني وانت ونوح كلنا ولاشك نقر بأبوة آدم
ولكن
نوح كان يعيش مع قوم هم ايضا ً ابناء آدم ، والفارق انهم رفضوا المنظومة القيمية السماوية التي عدلت بها رسالة نوح قيمهم الاخلاقية ... فكفروا ولم يكفر بها نوح ولم تكفر بها ياسمير القلب ولم اكفر انا بها
فالأصح عندي والله تعالى احكم واعلم انني انتمي الى نوح ومن نجا معه ومن خلالهم انتمي الى
ابوة آدم " اهــ
يذكر المؤرخون أن البشرية تعود إلى أبناء نوحٍ - عليه السلام - اللذين نجوا معه...وهم:
حام ، وسام ، ويافث...ومن أراد التفصيل فليرجع لكتب التاريخ.
ما يهمّنا هنا هو قول الله - عز وجل - في كتابه الكريم :
" ولقد نادانا نوح فلنعم المجيبون*ونجيناه وأهله من الكرب العظيم*وجعلنا ذريته هم الباقين*
وتركنا عليه في الآخرين*سلام على نوح في العالمين*إنا كذلك نجزي المحسنين*إنه من عبادنا المؤمنين*ثم أغرقنا الآخرين "
(سورة الصافات ، الآيات 75- 82)
الشّاهد : " وجعلنا ذريته هم الباقين "
فنوح عليه السلام هو أبو البشرية الثاني...والله أعلم.
خليل حلاوجي
06-06-2007, 02:05 PM
القرآن الهادي .. والقرآن المضلل
الاحبة الكرام ... اسمحوا لي بان اضع من مقدمة كتابي هذه المقاطع قبل ان اضع الرد على النقطة الاولى التي اتاحها لنا سمير الخليل ... بارككم ربي
القرآن الهادي .. والقرآن المضلل
في شرط قبول العمل عند الله ينبغي العبور من فوق قنطرتين 1\ سلامة النية 2\ صحة الاداء ، وقراءة القرآن والتأمل والتدبر والتفكر فيه كأي عمل يجب ان نضع لها شروط السلامة فنعبر القنطرتين .
وعندما قررت البدء بمشروعي الحضاري ( القرآن كما قرأتــُـه ) كان همي منصبا ً لمخاطبة صنفين من القراء في عين الوقت وبنفس الاسلوب : فأصدم الذين لم يتعرفوا على القرآن الا عندما يسمعون آياته في مجالس العزاء وأجذب اولئك الذين كانت لهم قدم راسخة معه فدرسوا تبسيطيا ً تفسيره كما يدرسه طلبة العلم اليوم ... وتعمدت التنبيه في كل قراءة الى ان تراثنا التفسيري المفسرين فيه يتجاوزون التوقف عند كل آية تحتاج منهم التدبر أكثر ، بل شاهدت الأغلب الأعم من المفسرين يكررون رؤاهم في الآيات التي تعاهد من قبلهم على تفسيرها .
ولقد شاهدت ان المفسرين – جزاهم الله خيرا ً – لايتوقفون عند الآيات التي تحتاج الى تفكر أكثر وتحتاج جهدا ً في إعمال العقل وكشف اسرار الآيات من حيث ان القرآن يهدي منا الذين يبحثون عن الأقوم كما تنص الآية.
ولعلي اشير هنا ان جهدي لم يكن يندرج تحت باب ( تفسير القرآن ) فهذا العلم الجليل لايتاح الا للجهابذة المتخصصين من الراسخين في علومه ، وماأنا الا قارىء أفكر بصوت عال ٍ أضع رؤيتي لآياته وفق الفهم الشخصي المتأثر بالمعارف المختلفة والعلوم المتشعبة والعقائد المتباينة ، وفي كتابه ( التفسير والمفسرون ) للدكتور محمد حسين الذهبي رحمة الله عليه (توفي 1975) وهو يشير الى طريقة تفكير المئات من المفسرين واغراضهم ودوافعهم فعرفت ان من كتب في التفسير كان متأثرا ً ببيئته الفكرية وبيئته الاجتماعية .
ونحن نعرف من كتب التفسير التي ألفت وقد زادت عن عشرين ألفاً ، ولكن لم يزعم أحد أنه قنص الحقيقة النهائية على حد تعبير د. خالص جلبي _ حفظه الله _ ذلك أننا لم نستغل الا 10% من طاقة عقولنا .
ولربما كنت أشبه في مشروعي هذا الى حد بعيد عالم الرياضيات (جيفري لانج) الذي كان ملحدا يسأل أباه الملحد : ياأبت ِ هل الجنة والنار موجودتان ؟ فلم يتوصل عنده الى جواب فساح في اديان وكتب البشر حتى وصل الى عالم – القرآن - فشرح الله صدره للإيمان وكتب قصته في كتاب (الصراع من أجل الإيمان) ووصف القرآن بأنه عالم نفس صارم دقيق يكشف خبايا النفوس ويدفع للتغيير، وأنه يهدي للتي هي أقوم ثم كتب كتابه الثاني ( حتى الملائكة تسأل ) وفيه ناقش هبة الله تعالى لنا في ( حرية الاختيار) التي تعيننا في التفكر وايضا ً هبة التفكر في تسخير كل مافي الكون لصالح استخلافنا الارض وإعمارها.
وهكذا يكون القرآن بوصلة للعقلاء بل انه المنجم لكل الحائرين على مر العصور .
وهكذا أقدم نفسي ككاتب يتقمص دور القارىء بغاية لفت انتباه كل من يحمل أذنا ً واعية حتى اذا مااقترب من صيحاتي أشركته في المهمة التي اقوم بها ... والماهر هو من اتقن الاسئلة لامن اتقن اجابتها كما هو المفكر النافع .
في مشروعي هذا أقدم نفسي كانسان متواضع في زاد المعارف ، احمل سلاح المشاعر التي اروضها قرآنيا ً ، فتجعلني دوما ً مهتما ً بالآخر سواء من أنصت لهم أو من ينصتون الي ، ومن شخصيتي ككاتب يخرج دائماً رجل يعترف بضعفه ويقر بمحدودياته البشرية ويحني هامته امام عظمة الحياة وتفوق الآخرين فيدعو للتواصل الشرعي والتلاقح الفكري المجدي .
\
\
\
كتب الدكتور سمير العمري في رده على مقالتي ( القرآن كما قرأته ) يقول تحت عنوان : هدف الكاتب ونيته الظاهرة والتوجه في الحوار ( ولما أعرفه عن أخي الخليل من صدق في التوجه وبعد عن التمرد على منهج الحق القويم بل التزام به ومحاولات جادة لفهمه وفق منظومة فكرية واضحة ) .
فأقر الدكتور بوجود ثلاث عناصر هي 1\ المنهج الحق 2\ وجود متلقي للمنهج الحق يدعي الالتزام بذاك المنهج 3\ ووجود مصدق للمنهج ولدعوى المتلقي
ان الاستاذ سمير العمري هنا لايفطن الى نقطة بالغة الاهمية وهي ان المنهج الحق هو ان يخرج المتلقي في فهمه من دائرة الضلالة الى الهدى وبلغة القرآن نفسه الذي يذكرنا عندما نكون قد عدنا الى الصدق مع ذاتنا ومع من حولنا إذ تنضج أفكارنا ويتمحص ويحصحص الحق !
ستقولون كيف يتم ذلك ؟
فأقول : عندما وصف الرسول محمد عليه الصلاة والسلام القرآن كون عجائبه لاتنقضي ولايخلق على كثرة الرد فانه ينبهنا ان من ابتغى الهدى في غير القرآن فسيظله الله .
ان القرآن أخبرنا وكما تنص آياته : قد يضل به كثيراً من الناس وقد يهدي به كثيراً ، إقرأ إن شئت قوله تعالى
{... فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُواْ فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَـذَا مَثَلاً يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً وَيَهْدِي بِهِ كَثِيراً وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلاَّ الْفَاسِقِينَ }البقرة26
وهنا يبرز السؤال الأهم : كيف يتسنى لأحدنا ان لايكون ضالا ً في قراءته لكتاب الله المجيد ؟
وللإجابة أقول : ان حصول الضلالة تتم حينما يظن هذا القارىء بالله تعالى غير الحق .
فقد يمر وقت على أحدنا وفي لحظات الضعف الانساني يشوه مطابقة الاسم على المسمى فيسيىء للاثنين ، انه مثلا ً يرى الخرافة امرا ً خارقا ً فيسيىء للعلم وللدين ، او كالذي يرى النصر حليف المؤمنين دونما مقدمات من اعداد فيسيىء لاسم المؤمن ويسيىء لمسمى النصر وآية آل عمران تشرح لنا هذه اللفتة المعرفية
{... وَطَآئِفَةٌ قَدْ أَهَمَّتْهُمْ أَنفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ ..}آل عمران154
ان من يقرأ القرآن بنية المتشكك وبحسب المصطلح القرآني ( الظن بالله بغير الحق ) سيكون عليه القرآن حسرة وندامة وعندكم خبر من ادعوا ان القرآن مخلوق لله تعالى كمثال لما أقول وهؤلاء جاؤوا من خارج المنظومة القيمية القرآنية وارادوا اثبات صدق دعواهم فأوقعوا انفسهم في معضلة كبيرة هي معضلة ( النص ودلالته ) .
لقد وقفت كثيراً أمام الآية العظيمة التي تخبرنا ان هذا القرآن سيكون مصدر الشفاء لبعضنا وهو مصدر الخسران لبعضنا الآخر قال تعالى {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَاراً }الإسراء82 وتسائلت كيف يكون النص يعطي النقيضين في دلالته فيكون العدل مثلا ًُعند بعضنا هو الامانة ويكون عند آخرين لايعني سوى الخيانة وعندكم ارصفتنا مدننا الاسلامية الحزينة لتصدقوا الطرفين .
ان القرآن ليس مجموعة كلمات مقدسة بل هو منظومة قيم مقدسة ، يقول الشيخ جودت سعيد – حفظه الله - وإذا أردنا أن نتحقق من المعنى فالمرجع هو المعنى الخارجي وليس النص بل أن صاحب النص يقول: ارجع إلى الواقع لتتأكد من صحة النص. "سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق".
ويقول ان للكلام أربعة أركان: متكلم، وسامع، وموضوع متحدث عنه، وكلام يحمل المعنى. ولا يصل المعنى إلينا بدون الكلمة، لأن الكلمة هي حامل المعنى. ولكن لا يوثق بالكلمة أيضاً بدون الرجوع إلى الواقع المشار إليه.
ولقد لاحظت ان الله تعالى صرف وضرب الامثال لنا في قرآنه المجيد ، ولكن من الناس من لم يستفيدوا من القرآن فمنهم من شوه كلماته تبعا ً للدلالة ومنهم من تحصن به ليجادل ويدافع عن هواه ومنافعه فصار مصدرا ً لمكاسبه ومنهم من عاش مع القرآن كمسلم فرد لم يستطع تعشيق قيم القرآن في مجتمع هو احد افراده ... والله يريدنا ان نبني دولته الراشدة فوق ارضه وليست في السماء كما عند اتباع المسيح عليه السلام
و المشوهون هؤلاء ذكر الله قصتهم لنا في قرآنه .. إقرأ إن شئت قول الجليل _ جل في علاه _
{وَلَقَدْ صَرَّفْنَا لِلنَّاسِ فِي هَـذَا الْقُرْآنِ مِن كُلِّ مَثَلٍ فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلاَّ كُفُوراً }الإسراء89
{وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرْآنِ لِلنَّاسِ مِن كُلِّ مَثَلٍ وَكَانَ الْإِنسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلاً }الكهف54
{وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِن كُلِّ مَثَلٍ لَّعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ }الزمر27
أما أخطر الذين لم يهتدوا وضلوا فانهم اولئك الذين قسموا منهاج وقيم القرآن الى اقسام
فأخذوا ببعض وتجاهلوا البعض الآخر ... قال عنهم الله تعالى{الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ }الحجر91
وأخيرا ً .. فان امام القارىء لكلام الله المجيد طريقة لاأظنها الا مجدية لو جربها القارىء .. انها قراءة القرآن وتدبره بعد إزالة جميع اقفال القلب {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا }24الآية من سورة محمد
وهذه الطريقة يكتنفها الخطر من باب واحد .. فهي تكون مضرة حينما يصر هذا القارىء على الانفراد بنفسه واثقا ً من تقوى قلبه فلا يعير لغيره اية اهمية في مراقبة القلوب فليس من عالم الا وهناك من هو اعلم منه يقول عبد القادر الجيلاني – رحمه الله - عثر الحلاج ولم يكن في زمانه من يأخذ بيده وأنا آخذ بيد كل من عثر" وعندما يحدثنا الاستاذ (محمد شحرور) مثلا ً عن موضوع الشقوق والجيوب في لباس المرأة فانه يتبع طريقة مستحدثة في استدعاء آيات القرآن للاستدلال على وجهة نظره لاتخلو من خطر .
قد نكون من قراء قيم القرآن ثم لاننتبه الى اننا نقول مالانفعل ، او نفعل مالايراد منا ، والاخطر ان نفعل عكس ماهو مراد منا ... وواقع حالنا يكذب دعوانا او يصدقها ، لم يكرر الله تعالى دعوتنا الى السير مع آيات الله في كلمات المصحف بل كرر أوامره لنا للسير في الارض ليتم التوثق من مطابقة قولنا لفعلنا ...
قُلْ سِيرُواْ فِي الأَرْضِ ثُمَّ انظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ }الأنعام11
{قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ }النمل69
{قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }العنكبوت20
{قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلُ كَانَ أَكْثَرُهُم مُّشْرِكِينَ }الروم42
وحينما يتبين اننا قد نفشل في ذلك فان الله تعالى يخبرنا ... ان المهمة تبدأ من عند انفسنا لامن عند القرآن فيقول جل في علاه
{ذَلِكَ بِأَنَّ اللّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ وَأَنَّ اللّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ }الأنفال53
{ إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ }الرعد11
ومعلوم ان الله تعالى لايدافع عن قوم كسالى ولايأبه بأناس يدعون الصلاح ويغفلون عن التمهيد لشروطه وموجباته
ان التفكر إذن هو الجهاد بالقرآن ... ومعلوم هي قيمة هذا الفرض العظيم عند الله والناس .
ووفق كل ماسبق
فان الاستاذ سمير العمري ومعه جهابذة الواحة الكرام .. وهم أشقاء للروح ... مكلفون – شرعا ً - بغربلة خطابي وفق الآلية التي شرحتها ولعلني اصبحت محظوظا ً في قراءتي هذه للقرآن ان يتجمع هذا الحشد المجند لمطابقة حقيقة نيتي مع حقيقة مراد الله .
وأكرر ان مهمتكم ايها الاحبة مهمة شرعية وهذا القرآن يشير إلى أن أخبارا ً من الأمن أو الخوف يجب أن لا تذاع بين الناس الا بشروط ... ان يوافق عليها الرسول عليه الصلاة والسلام او اهل العلم الذين لديهم قدرة الاستنباط تجنبا ً للمضرة ومعلوم ان هذا العلم دين والدين هو أصل وجودنا قال تعالى {وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ ... }النساء83
ان المشكلة اليوم تبدو عامة فغزارة المعلومات المتاحة في الانترنت وكثرة المتقولين على منهج الله وكتابه لايستهان بعددهم ولا بعدتهم مما يدعونا لنجدد الهمة ونحمل جميعا ً سلاح ( تجديد الوعي ) متعاضدين لنفرز من يحارب عن القرآن بالقرآن عن غيره ممن يحاربون القرآن بالقرآن .
وفقنا الله جميعا ً لحراسة قيمه وجعلنا جنودا ً لمراده
ومايعلم جنود ربك الا هو ..
وتقبلوا بالغ تقديري
يتبع
الرد على النقطة الثانية
خليل حلاوجي
08-06-2007, 08:18 AM
أخي الحبيب عمار الخطيب
جزيت الجنة ... وقد سبقتني الى ايراد الآية التي تفك الغموض عن المسألة
وياسمير القلب ... هذا كلام الله اتبعه انا وانا له من الصاغرين
قال تعالى :
" ولقد نادانا نوح فلنعم المجيبون*ونجيناه وأهله من الكرب العظيم*وجعلنا ذريته هم الباقين*
وتركنا عليه في الآخرين*سلام على نوح في العالمين*إنا كذلك نجزي المحسنين*إنه من عبادنا المؤمنين*ثم أغرقنا الآخرين "
(سورة الصافات ، الآيات 75- 82)
بورك الجمع الحميد
د. سمير العمري
08-06-2007, 04:03 PM
أستأذن في عودة لأقول أمرين على عجالة للأخوين الكريمين خليل وعمار.
أما أنني لم أفطن أخي خليل للفرق بين الحق والضلال بما ورد في معنى ما قلت فهذا حكم غير منصف وغير دقيق. نعم أنا أرد بردود تلقائية ولكنني أعي معاني اللغة وفقهها ولذا فلا يوجد حق هداي وحق مضلل فالحق حق والضلال ضلال ، يقول الحق تعالى في كتابه الكريم (فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلالُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ) فحاذر أخي مما بت أخشى عليه منه وهو فلسفة ما لا يفلسف فالحق يظل حقا والباطل باطلا وأنا أفطن جيدا لما قلت وأتمنى أن تعود إليه متفطنا أيها الخليل الكريم.
أما ما أوردت أخي من رد مطول مما أجده من الحق الذي شابه ما عداه عن سهو منك ربما فإنني لا أحبذ شخصيا مثل هذا المنهج الفكري الذي يعتمد الاستغراق في تفسير المفسر إلا بما ينبثق منه ويضيف إليه ، ولا المنهج الذي يستغرق في التفصيلات على حساب العموميات الأهم. أنت هنا كما رأيت رددت بأمور لا علاقة للحوار بها ولا علاقة لي بها لتصل إلى حقيقة غير صحيحة وهذا هو عادة ما يحدث فليتك تسمع لنصحي أخي وتعتمد المنهج الفكري الذي يثمر ويبتج ويصوب.
ولعلني أذكرك أن بداية الحوار كان حول ماهية خلق آدم كابتداء لسلالة البشر وما صاحب ذلك من قضايا كثيرة تم الرد عليها بقول الرحمن لا بجهد الإنسان ، وأعتقد أن المتابع للحوار يدرك أنك أدركت كما أدركوا أن الأمر مردود عليه عقلا وعلما ومنطقا بل وشرعا ، فلا نظرية تطور ولا سلالة قبل آدم ولا غير ذلك. وربما يجدر بي حبا وإخاء أن أنصحك أن تنتبه إلى أن القرآن لا يمكن تفسيره بالهوى أو بالظن أو بالرأي غير الملم.
أما أن تنتقل من عموميات الفكرة وأصل الحوار إلى تفصيلات الردود فهذا مما لا أحب أن أضع نفسي فيه لأنني ببساطة أجده مما لا يثمر ولا يوصل لنتائج والجهد فيه سيكون بمثابة هباء منثور.
وأهم ما أعادني للرد هنا هو رد عليك وعلى أخي عمار الذين اعتمد على آية لها معنى آخر غير المقصود هنا فلعلني أذكركم بأن ابن نوح قد أغرق وأن الله رد عليه بقوله(وَنَادَى نُوحٌ رَبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ()قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ) فإن كنا نعلم أن ابن نوح ليس من أهله وهو من صلبه فحينها ندرك معنى الآية التي أوردتموها.
أما الرد الأوضح فأتركه دون تدخل مني لآيات الله الكريمات ففي التبصر فيها ما ديل على أن ما زعمتم غير صحيح وأنه لا يمكن الحكم بقراءة غير مكتملة. يقول تعالى في آيات كثيرات:
(حَتَّى إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ) (هود:40)
(أَوَعَجِبْتُمْ أَنْ جَاءَكُمْ ذِكْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَلَى رَجُلٍ مِنْكُمْ لِيُنْذِرَكُمْ وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَسْطَةً فَاذْكُرُوا آلاءَ اللَّهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) (لأعراف:69)
(وَأُوحِيَ إِلَى نُوحٍ أَنَّهُ لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ إِلَّا مَنْ قَدْ آمَنَ فَلا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ) (هود:36)
(قِيلَ يَا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلامٍ مِنَّا وَبَرَكَاتٍ عَلَيْكَ وَعَلَى أُمَمٍ مِمَّنْ مَعَكَ وَأُمَمٌ سَنُمَتِّعُهُمْ ثُمَّ يَمَسُّهُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ) (هود:48)
(ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْداً شَكُوراً) (الاسراء:3)
(أُولَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرائيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّداً وَبُكِيّاً) (مريم:58)
تحياتي
عمار الخطيب
08-06-2007, 08:00 PM
أخي الكريم / الأستاذ سمير - حفظه الله -
القولُ الذي ذكرتُه ليس قولي (أي أبوّة نوح عليه السلام)...بل هو قول أهل العلم.
ولا يتعارض هذا القول مع أبوّة آدم عليه السلام الحقيقية لا المجازية!
والأمر سهلٌ إن شاء الله ، ولا أريد أن ندخل في نقاشاتٍ جانبية تُنْسِينا ما جئنا لأجله!
العبدُ الفقير ما زال ينتظر ردّ (الخليل) على مسألة امتداد السلسلة البشرية إلى ما قبل
آدم - عليه السلام -...وأتمنى أن يرجع إلى الحق في هذه المسألة.
أخي سمير...لقد حاولتُ في ردودي السابقة تبسيط الأمر دون الخوض في أمورٍ فرعية ، ورددتُ
على (الخليل) بما يتسع له وقتي...
ولم أر إلى الآن ردّا علميا من صاحبنا (الخليل) يفنّد ما جئتُ به أو ما جاء به أخي سمير.
- قوله تعالى : " وجعلنا ذريته هم الباقين " (سورة الصافات ، آية رقم 77)
يقول الإمام المفسر ابن جرير الطبري - رحمه الله - (ج19 ، ص560-561) :
" وقوله: { وَجَعَلْنا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ البـاقِـينَ } يقول: وجعلنا ذرّية نوح هم الذين بقوا فـي الأرض بعد مَهْلَك قومه، وذلك أن الناس كلهم من بعد مَهْلَك نوح إلـى الـيوم إنـما هم ذرّية نوح، فـالعجم والعرب أولاد سام بن نوح، والترك والصقالبة والـخَزَر أولاد يافث بن نوح، والسودان أولاد حام بن نوح، وبذلك جاءت الآثار، وقالت العلـماء.
حدثنا مـحمد بن بشار، قال: ثنا ابن عَثْمة، قال: ثنا سعيد بن بشير، عن قتادة، عن الـحسن، عن سَمُرة، عن النبـيّ صلى الله عليه وسلم، فـي قوله: { وَجَعَلْنا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ البـاقِـينَ } قال: " سام وحام ويافث ". حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، فـي قوله: { وَجَعَلْنا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ البـاقِـينَ } قال: فـالناس كلهم من ذرية نوح.
حدثنا علـيّ، قال: ثنا أبو صالـح، قال: ثنـي معاوية، عن علـي، عن ابن عبـاس، فـي قوله: { وَجَعَلْنا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ البـاقِـينَ } يقول: لـم يبق إلا ذريةُ نوح. " اهـ
ويقول الإمام ابن كثير - رحمه الله - (ج12 ، ص 31) :
{ وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ ٱلْبَـٰقِينَ } قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس رضي الله عنهما: يقول: لم تبق إلا ذرية نوح عليه السلام. وقال سعيد بن أبي عروبة عن قتادة في قوله تبارك وتعالى: { وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ ٱلْبَـٰقِينَ } قال: الناس كلهم من ذرية نوح عليه السلام. " اهـ
ولا تعارض بين الآيات ، ولو راجعنا كتب التفسير لزال الإشكال إن شاء الله...
يقول العلامة ابن عاشور - رحمه الله - في التحرير والتنوير (ج23 ، ص 131) :
وضمير الفصل في قوله: { هُمُ الباقِينَ } للحصر، أي لم يبق أحد من الناس إلا من نجّاه الله مع نوح في السفينة من ذريته، ثُم مَن تناسل منهم فلم يبق من أبناء آدم غيرُ ذرية نوح فجميع الأمم من ذرية أولاد نوح الثلاثة.
وظاهر هذا أن من آمن مع نوح من غير أبنائه لم يكن لهم نسل. قال ابن عباس: لما خرج نوح من السفينة مات من معه من الرجال والنساء إلا وُلده ونساءه. وبذلك يندفع التعارض بين هذه الآية وبين قوله في سورة هود
{ قلنا احمل فيها من كل زوجين اثنين وأهلَك إلا من سبق عليه القول ومن آمن وما آمن معه إلا قليل }
[هود:40]، وهذا جار على أن الطوفان قد عمّ الأرض كلها واستأصل جميع البشر إلا مَن حملهم نوح في السفينة وقد تقدم خبره في سورة هود. " اهـ
أرى أن نعود إلى موضوعنا الأصلي ونترك هذه النقطة الفرعية جانبا فهي لا تستحق منا كلّ هذه
الجلبة!
والله تعالى أعلم.
خليل حلاوجي
10-06-2007, 01:16 PM
الاحبة في واحة الخير والفضل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد تبين لي بعد طول تفكر وبحث ... انني واهم ...
واني لااستطيع اثبات تسلسل الذرية لماقبل سيدنا آدم عليه السلام
وهيئت لذلك ردا ً نهائيا ً من ست نقاط ... لكن الله شاء ان أنسى ( الفلاش ) في البيت وفيه نص الرد
واخاف ان تعاجلني المنية قبل ان أبرأ الذمة بذلك ... فأعدكم ان نجانا الله تعالى غدا ً ان أضع كامل رؤيتي الجديدة
وفقنا الله لخدمته وخدمة كتابه واتباع رسوله والاقتداء بصحبة رسوله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
خليل حلاوجي
12-06-2007, 02:55 PM
الاخ الاستاذ الدكتور سمير العمري
الاخ الحبيب الاستاذ عمار الخطيب
الاحبة في واحة الخير
سلام الله عليكم ورحمته وبركاته ... ..
اود ان انهي هذا الحوار راضيا ً الانسحاب من الحوار الذي سيتحول الى رؤى لم تعد مجدية ، فالقاعدة التي اتفقنا عليها وأوردها الاخ الحبيب سمير العمري في قوله
( أن يتم اعتماد القرآن وما صح من الحديث مرجعية للحكم كأساس على ما قال البشر قديما وحديثا وليس العكس إذ لا يقبل أن نحكم على معاني القرآن وثبوتية حكمه بما يقول رأي أو بما يشطح به فكر) ، وهو كلام مقبول جدا ً ولكنه لايتعلق بمقالتي هنا ، فأنا اثبت ماأثبته القرآن ولم أقل مثلا ً ان آدم عليه السلام لم يكن مخلوقا ً لله تعالى خلقه بيده ونفخ فيه من روحي .... الخ آخر ماورد في القرآن عن آدم .
الحقيقة ان القرآن لم يقل ان آدم الذي نعرفه ( قرآنيا ً ) بآيات صريحة انه أول البشر
وكل ماصنعته أنا أني تدبرت قول الله تعالى
{قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }العنكبوت20
لاحظ ايها الحبيب التكليف الشرعي للسير في الارض لتدبر كيفية خلق الله تعالى الخلق ، خلق أول الناس ثم إصطفاء سيدنا آدم عليه السلام وجعله خليفة ً في ارضنا وتسلمه مهام عمله في استخلاف وإعمار الارض .
طبعا ً أنت لاتوافق على هذه الرؤية وتطالبني بالمزيد من النصوص الواضحة الصريحة وانا لاأملكها لسبب بسيط ... فلو ذكر الله تعالى هذه النصوص لما كان لحوارنا من حاجة .
ومن اجل ذلك سأتخلى عن وجهة النظر التي تقول ان ثمة امتدادا ً بشريا ً لنسب آدم عليه السلام لان الادلة العقلية التي كنت أنوي عرضها لاتفي بآداب الحوار واصوله ولاداعي لايرادها للأسباب الستة التالية.
اولا ً
كتب المفكر الجزائري (مالك بن نبي) عن الفرق بين ما يبحثه القرآن، وما يعمل عليه العلم، فالقرآن وظف نفسه ليس للبحث في القضايا العلمية من فيزياء نووية وكوسمولوجيا وانثروبولوجيا، بل كان اهتمامه مصبوباً على إيجاد المناخ العقلي الذي يوفر الجو لكي تنمو كل العلوم بشكل تراكمي سليم.
يقول علي عزت بيجو فيتش (( لكي نفهم العالم فهما ً صحيحا ً لابد أن نعرف المصادر الحقيقية للأفكار التي تحكم هذا العالم وأن نعرف معانيها )) فالحياة لاتتوقف كثيرا ً على فهمنا لها .
ان مثلث ( المعتقد \ العقل \ العلم ) لايزال غامضا ً - عند أغلبنا - في قدرته المذهلة على تكوين شخصيتنا الفكرية ، فالعقل إذا كان تجريديا ً يأخذ مقاييسه من المألوفات التي نشأ عليها ، والخطورة هنا انه سيحكم على شي ما انه غير معقول ثم يكتشف انه معقول بعد ان يعتاد عليه .
اما العلم فلا يحكم الا بعد إجراء التجربة ويتثبت منها تثبيتا ً موضوعيا ً وهو لايبالي بمألوفات الناس او اعتباراتهم العقلية
وهنا سأورد حكاية ذكرها العلامة العراقي (عبد الله السويدي ) رحمه الله حينما دعاه نادر شاه ليناظر – وحده - سبعين من عمامات الشيعة فوق ارض النجف سنة 1743للميلاد فأرتاب وقال وهو في طريقه من بيته في بغداد الى النجف :
(( فلم ازل في الطريق اورد الدلائل من الطرفين وأخيل الاجوبة إذا وقع اعتراض ولم يزل دأبي وديدني لافكر لي في تصوير الدلائل ودفع الشبه حتى اني صورت اكثر من مائة دليل وعلى كل دليل جعلت جوابا او جوابين او ثلاثة على حسب الشبهة وفطنتها ...
لقد تسائل السويدي مع نفسه : كيف يمكنه اقامة الدليل ومن يحاورهم ينكرون كل حديث سيورده فهم لايقولون بالكتب الستة ولاغيرها وكل آية احتج بها يؤولونها ويقولون : الدليل اذا تطرق اليه الاحتمال يبطل به الاستدلال كما انهم يقولون شرط الدليل ان يتفق عليه الخصمان على ان الامور الاجتهادية تفيد الظن
وان قلت روى الحديث الفلاني سبعين صحابيا منهم الامام علي رضي الله عنه قالوا عندنا ثبت خلافه برواية مائة صحابي منهم ابو بكر وعمر رضوان الله عليهما ( يقصد حديث مسح الخفين) فان قلت ان الاحاديث هذه موضوعة كان جوابكم هو جوابنا فكيف يلزمون بمثل هذه الاحاديث ؟ ))
وشاهدي من هذه القصة قوله رحمة الله عليه :
ان الامور الاجتهادية تفيد الظن ...
عندما اوردت ردي على الاخ الحبيب الاستاذ عمار الخطيب فيما يخص اشتقاق ( أبو ) المجازي كنت اظن ان تحصيل اللغة رواية ً واتقانها دراية ً يصح لي ،
كان الرأي عندي ومااطمئن اليه قلبي هو اجتماع وصفين في لفظ واحد فربما يكون احدهما مجازاً والآخر حقيقة فلفظة (فقه) مثلا ً تعني في الاصطلاح اللغوي شيئا ً وشرعا ً وعرفا َ تعني معنى ً آخر .. وهكذا وعليه فمن صور المجاز التي فهمت به لفظة ( ابو ) انها قد تطرد في موضع ما ولاتطّـرد في موضع آخر من غير مانع فأستدللت على اختياري المجاز في الحديث الذي اورده الاخ الحبيب عمار الخطيب
لاني اعتقدت ان لفظة ( ابو ) هنا وضعت لإفادة شىء وجب الاطراد معه فلا تناقض في اللغة هنا
ان امتناع الاطراد مع امكانه يعتبر دالا ً على صحة انتقال الحقيقة الى مجاز كمن يسمي الجد أبا ً فانه لايطّرد وكمن يسمي ابن الابن ابنا ً والواقع اني وجدت رأيي هذا متعاضدا ً مع قول القاضي عبد الوهاب في كتابه ( الملخص) ونقله السيوطي في المزهر ص 362 ج1
ولكني اكتشفت ان علماء اللغة انفسهم مختلفين في فقه المجاز فهذا السيوطي في كتابه الجليل ( المزهر ) يقر ان ( أكثر اللغة مع التأمل هي مجاز لاحقيقة ) ص 357 ج 1 ، بينما يذكر ابو اسحاق الاسفراييني ان لامجاز في لغة العرب ويتوسط الرأيين قول بن برهان في كتابه ( الاصول ) فيقول اللغة مشتملة على الحقيقة والمجاز ،
ونقل التاج السبكي في شرح منهاج الاصول ان ابي علي الفارسي أنكر المجاز فيما اكد السيوطي على عدم اقتناعه بهذا الرأي بدليل ان بن جني وهو تلميذ الفارسي وأعلم الناس بمذهبه لم يحك عنه ذلك بل حكى مايدل على اثباته ...
وحينما يحيلني الاخ الخطيب الى ماقاله الشعراوي وبن عاشور – جزاهما الله خيرا ً – في شرح تفسير آية ابو ابراهيم عليه السلام ((َمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِن قَبْلُ )) الحج78 فانني اصطدم برأي تفسيري مع الرأي اللغوي ... وفي الحالين لايصح لي ان اقدم درايتي على روايات هؤلاء الجهابذة فلا دليل الا الدليل الظني عندي ... وهو مالم يرتاح اليه قارىء مقالتي
والحقيقة اني لاازال اواجه ذات المعضلة كون ان الامور الاجتهادية تفيد الظن ...
اخي الحبيب
ثانيا ً
كان القول عن الاستبدال في الخلق يعاضد قولي عن ان خلق الله تعالى للانسان كان بصيغة التدرج في الاطوار وهو ماتكلمنا عنه في قول نوح عليه السلام
{مالكم لاترجون لله وقارا وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَاراً }نوح14
وتأويلي لمضمون الاطوار ان الله تعالى خلق آدم وعلمه الاسماء كلها والتعلم وظيفة مستمرة مع الزمان والمكان فلا يعقل ان الله قد علم آدم كيف يركب مركبة فضائية وكيف ينتقل في سماوات الله .
وهكذا فان اطوار تعليم الانسان قد ابتدأت بمعرفته الزراعة وهو من قبل لم يعرفها ثم جاء طور تعليمه الكتابة ( هناك اشارة عن صحف موسى وابراهيم ) وهو من قبل لم يعرفها ولانزال نتقلب في اطوار تكويننا .
كنت اعتقد أني عند هذه النقطة يمكن استغلال الاستكشافات الجيلوجية للاستدلال على جهل الانسان الاول بالزراعة والكتابة ... ولكني توقفت عن اكمال رؤيتي لاني ملزم بين اختيار ( الظن العلمي ) عن ( ظن تأويل النصوص) وهو أمر ممتنع
\
وقولي ان آدم سبقه خلقا ً آخر من نفس البشر اعترف انه( ظن ) لايلزم احدا ً ورغم أن هذا الظن يعتمد على اصل واضح هو عدم الخروج على ثوابت القرآن وصحيح السنة الا انه يبقى ظنا ً غير قطعي الدلالة لايفيد الثبوت ورغم اني وثقت هذا الظن بالسير في آفاق الارض ليس من باب الترف الفكري بل استجابة لتكليف شرعي .. قال تعالى
{أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُوا الْأَرْضَ وَعَمَرُوهَا أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا وَجَاءتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ }الروم9
{أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَانُوا أَكْثَرَ مِنْهُمْ وَأَشَدَّ قُوَّةً وَآثَاراً فِي الْأَرْضِ فَمَا أَغْنَى عَنْهُم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ }غافر82
{أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ دَمَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلِلْكَافِرِينَ أَمْثَالُهَا }محمد10
{قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُواْ فِي الأَرْضِ فَانْظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذَّبِينَ }آل عمران137
{وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِم مِّنْ أَهْلِ الْقُرَى أَفَلَمْ يَسِيرُواْ فِي الأَرْضِ فَيَنظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَدَارُ الآخِرَةِ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ اتَّقَواْ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ }يوسف109
\
وعندما تتبعت البشرية وهي تسير في الارض متسائلا ً : كيف بدأ خلق الحياة ؟ وكيف بدأ خلق الانسان ؟ لم اقترف جرما ً ولم اخرج عن مراد الله
لقد اعطتنا هذه المسيرة العلمية رأيا ً اوردته هنا ولم أقل انه القول الفصل وربما سنعثر في قابل الايام على آراء تنقض آراء العلماء التي بين ايدينا وهذا هو ديدن العلم .. لايكل البحث المتواصل عن الحقيقة فهي على الدوام حقيقة نسبية ، وماشجعني على ذلك اني لم اعثر على نص صريح يفيد ، ولو اكرمني الله بمثل هذا النص الصريح لسجدت لقول الله تعالى وكلي يقين ومعلوم ان كلام الله عز وجل فوق كل كلام بل هو الضامن الاوحد لكل عقلاء الارض ، أليس قرآننا هو المعجزة الخالدة على مر الدهور ؟
\
وهنا اشير الى المشكلات التي اعترضتني حتى اني فقدت القدرة على النوم وانا اسعى لكي تتماسك رؤيتي السابقة في النسل الممتد الى ماقبل آدم وما كان لي من تأويل بعض نصوص القرآن المجيد فوقفت عند قول الله تعالى عن الزيادة في الخلق ( الآية69 الاعراف ) و( فاطر 1) وقوله تعالى عن خلق لانعلمه (النحل 8) وقوله تعالى عن قدرة الخلق من بعد الخلق ( الزمر 6)
{أَوَعَجِبْتُمْ أَن جَاءكُمْ ذِكْرٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَلَى رَجُلٍ مِّنكُمْ لِيُنذِرَكُمْ وَاذكُرُواْ إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاء مِن بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَسْطَةً فَاذْكُرُواْ آلاء اللّهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }الأعراف69
{الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلاً أُولِي أَجْنِحَةٍ مَّثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }فاطر1
\
\
{أَوَعَجِبْتُمْ أَن جَاءكُمْ ذِكْرٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَلَى رَجُلٍ مِّنكُمْ لِيُنذِرَكُمْ وَاذكُرُواْ إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاء مِن بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَسْطَةً فَاذْكُرُواْ آلاء اللّهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }الأعراف69
\
ولاحظت أن علم (النظائر المشعةIsotop) يلعب دورا هاماً في تحديد عمر الطبقة الصخرية التي يتم كشف العظم فيها فمن عمرها يأخذ العظم تاريخه.
وبواسطة تقنية الكربون 14 يمكن تحديد عمر الأشياء حتى 57 ألف سنة باعتبار أن نصف عمر تحول (نظير الكربون C14) الذي تحوي نواته ستة بروتونات وثمانية نترونات الى (نتروجين) بنواة فيها سبعة بروتونات وسبعة نترونات بعد تحلل نترون واحد الى بروتون والكترون يحتاج الى 3750 سنة . أما تحول نظير البوتاسيوم الى آرغون فنصف حياة التحول في ذراته تبلغ مليار وربع سنة. أي أنه يمكن معرفة عمر أي شيء الى مدة تزيد عن 12 مليار سنة. وهي عملياً منذ خلق العالم بالانفجار العظيم في هذا الوقت.
فهذه التقنية من الكربون 14 واليورانيوم والبوتاسيوم تعتبر ساعة كونية أدق من أي ساعة تم تركيبها حتى الآن.
لقد ساهمت حزمة العلوم الانسانية وقد تطورت بعد مثل (الاركيولوجيا والانثروبولوجيا والباليونتولوجيا وعلم الالسنيات) أو مثل (تقدير عمر الأحافير ) بتقينة الكربون 14 أو تحول البوتاسيوم الى آرغون. بحيث يمكن تقدير عمر أي أحفور (فوسايل Fossile) يتم العثور عليه فإذا عرفنا أن الحياة أصبح لها 3.8 مليار سنة أمام وجود الانسان منذ خمسة أو ستة ملايين من السنين وكنت اتمنى ان اعثر على مايشفي غليلي في مباحث تخص رؤيتي فما عثرت .
اخي الحبيب
ثالثا ً
لقد اوردت تأويلا ( ً لجعل ) الله تعالى ( وليس خلق ) في حديث الملائكة الذين سألوا الله مستنكرين هذا المخلوق الذي شاهدوا سفك دمه وجرمه وإفساده واوردت انت تأويلا ً ان من سبق آدم هم الجن وهنا ايضا ً الظن لايعطينا يقينا ً في الامور الاجتهادية قال تعالى {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ }البقرة30
فتأويلي قد يعارض تأويلك وقد يكون العكس .
ثالثا ً
لقد اوردت ُ تأويلا ً عن مضمون الاصطفاء الذي لايتم الا من خلال جمع فالبشر الذين سبقوا آدم عليه السلام هم الذين اصطفى الله منهم آدم قال تعالى
{إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ }آل عمران33
ثم انك ايها الحبيب اوردت تأويلا ً تقر به الاصطفاء بغير طريقتي .
رابعا ً
ذكر الله تعالى ان اقواما ً استبدلهم الله ... تشير الايات وبوضوح على ان الله تعالى
يهْلَكْ بِذُنُوبِ المخلوقات وينْشَىء مِن بَعْدِهِمْ قَرْناً آخَرِينَ كما نصت آية الأنعام6
فاذا ماتأولنا الايات هذه وربطنا ماجرى لقوم نوح عليه السلام من اغراق لقومه وثم اصطفاء لنوح عليه السلام وربما كان ذات الاصطفاء للبشر الذين افسدوا وسفكوا الدماء فاصطفى الله تعالى منهم سيدنا آدم ، وهذا تهديد يشمل كل البشر زمانا ً ومكانا ً بدليل قوله تعالى
{إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ أَيُّهَا النَّاسُ وَيَأْتِ بِآخَرِينَ وَكَانَ اللّهُ عَلَى ذَلِكَ قَدِيراً }النساء133
وقوله تعالى
{أَلَمْ يَرَوْاْ كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم مِّن قَرْنٍ مَّكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ مَا لَمْ نُمَكِّن لَّكُمْ وَأَرْسَلْنَا السَّمَاء عَلَيْهِم مِّدْرَاراً وَجَعَلْنَا الأَنْهَارَ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُم بِذُنُوبِهِمْ وَأَنْشَأْنَا مِن بَعْدِهِمْ قَرْناً آخَرِينَ }الأنعام6
وقوله تعالى
{وَرَبُّكَ الْغَنِيُّ ذُو الرَّحْمَةِ إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَسْتَخْلِفْ مِن بَعْدِكُم مَّا يَشَاءُ كَمَا أَنشَأَكُم مِّن ذُرِّيَّةِ قَوْمٍ آخَرِينَ }الأنعام133
وقوله تعالى
{إِلاَّ تَنفِرُواْ يُعَذِّبْكُمْ عَذَاباً أَلِيماً وَيَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ وَلاَ تَضُرُّوهُ شَيْئاً وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }التوبة39
وذكر الله تعالى ان اقواما ً سبقونا كانوا أشد منا قوة وآثارا وماهذه الاهرامات والاسرار الطبية الفرعونية وماقوم عاد التي لم يخلق مثلها في البلاد الا اشارة لآثارهم وقوتهم وهو قول يعاضد قولنا عن الاستبدال .
{أَوَ لَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ كَانُوا مِن قَبْلِهِمْ كَانُوا هُمْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَآثَاراً فِي الْأَرْضِ فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَمَا كَانَ لَهُم مِّنَ اللَّهِ مِن وَاقٍ }غافر21
وقوله تعالى
{أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَانُوا أَكْثَرَ مِنْهُمْ وَأَشَدَّ قُوَّةً وَآثَاراً فِي الْأَرْضِ فَمَا أَغْنَى عَنْهُم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ }غافر82
\
ًالبداية الجديدة للخلق عند نوح ومن نجا معه في سفينته وكونه الاب لمن تبقى من البشر {وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمْ الْبَاقِينَ }الصافات77 تعاضد قولنا ان الاطوار التي خلقنا عليها الله تعالى ولكني هنا بحاجة الى اثبات الطور الاول السابق لآدم وهو مالم استطع تحقيقه
سادسا ً
ان احتمال أن يتغير شكلنا أو يتطور دماغنا على شكل اكتمالي أفضل وارد كما حصل مع نمو القشرة الدماغية المتواصل .
ويشهد عليه تطور دماغ الطفل بعد خروجه من الرحم فبعد أن كان 750 سم مكعب أي نصف كتلة الدماغ مع الولادة فإنه يتطور يومياً 1 سم مكعب بعد خروجه من الرحم حتى يصل الى حجمه الوسطي المعتاد حوالي 1350 سم مكعب بعد 12 شهر آخر.
وهذا هو السبب في لين الجمجمة وعدم التحام دروزها قبل مرور سنة حتى يتمكن الدماغ من اكتمال حجمه. أي أن اكتمال نضج الدماغ لو تقرر مكانه في الرحم لوجب أن يبقى الطفل في ظلمات ثلاث قريباً من سنتين ولما تمكن خروجه من الرحم بهذا الحجم
وهذه اللفتة تجعلنا نواصل التدبر في خلق الله لنا .
\
لذا وبعد كل ماسبق سأترك الرؤية الآن على أمل أن تأخذ نصيبها في قابل الايام من النقد ومن التمحيص العقلي والنقلي لعل الله تعالى يحدث بعد ذلك أمرا ً...
وهذا آخر ماأطمئن له قلبي .
هذه الشواهد الستة هي التي اوعزت لي بابداء قراري الاخير في قراءة آية سورة الانسان والتي رغبت ان ننهي فيها نقاشنا فما كان خيرا ً فمن الله وماكان غير ذلك فمن نفسي وشيطاني
واستغفر الله واتوب اليه من زللي
اللهم فقهنا في الدين وعلمنا تأويل كلامك المجيد يارب العالمين
ولاتحرمني رفقة الفضلاء والكرماء ...
وسلام من الله عليكم ورحمته وبركاته
محمد عبد الحميد الصعيدي
21-07-2007, 02:43 AM
أشكر دعوتك الكريمة لي أخي الخليل ..
لكني أستميحك عذرا فالموضوع أكبر مني :002:..
أحتاج قراءة متأنية لمرات ومرات (كعادتي عندما أقرأ لك).
الشكر موصول بالطبع لكل من شارك في هذا الحوار الرائع من أساتذتنا وإخوتنا.
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يجعل الحق في قلوبنا وعلى ألسنتنا,
وأن يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه , وأن يرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه , وألا يلبسه علينا فنضل (آمين)
خليل حلاوجي
13-08-2007, 04:15 PM
الأستاذ الطبيب : محمد عبد الحميد الصعيدي
شرف كبير أن ينال موضوعي إهتمامك ,,, وكنت أود أن تضع ولو فيما بعد ... ناقدا ً لرؤيتي
لا زلت أنتظرك
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir