تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : لماذا الحزن يا سارة .........



اسامة يس
12-05-2007, 01:19 AM
أبت ذات الوشاح الأسود إلا البكاء الدائم، حين كانت تمسح الحزن بكفها الرقيق، كان قلبي ينخلع ، لم أكن اعرف عنها شيئاً، حين قالت أمي : عروسة بنت ناس كويسين ، إياك تفرط فيها ،ابتسمت كعادتي، فالسباقات الطيبات كن كذلك، ولم تفلح واحدة منهن في أن تجذبني إليها، لكن سارة كانت مختلفة، اقسم أنها كانت مختلفة، فذاك الحزن العميق البادي على وجها الملائكي يذيب القلب رقة، وتود لو طوقتها بقلبك، ولو احتضنتها بعينيك، في أول لقاء قلت: لم تبهرني فتاة من قبل. صمتت طويلا ثم ابتسمت وقالت : لعلك لم تبهرهن أيضاً، ولما بدا على وجهي شبه غضب مكظوم قالت في رقة : البادي أظلم.
ويوم وضعت طفلنا الأول أحمد كاد عقلي يطير من الفرحة ، ويوم مات بكت سارة ودام الأنين شهورا وشهورا، ويوم رزقنا بنور أصرت أمي أن تعلق على صدرها حجابا نزعته عنها سارة وضمتها وراحت تبكي احمد . أمي قالت: مراتك غاوية نكد. لكن يوم ماتت نور انفجرت أمي في البكاء، وراحت سارة في غيبوبة حزن دائم.
في اللقاء الثاني : تأكد لي أن الروح التي سرت داخلي كانت حقيقية،فقلت : لكني انبهرت حين رأيتك . وتم الزواج.
أمي قالت:سارة ممسوسة لذلك دائمة الحزن ولا يعيش لها طفل . قالت ذلك حين مات طفلنا الثالث، ولم تذرف أمي دمعة وقتها . اعلم أنها كانت حزينة اعلم أني أصبت بتبلد من هول الصدمة . بعد ذلك أبت سارة أن تنجب أبت حتى أن أمسها نعم حدث ذلك ، وقالت أمي : نادية عروسة مناسبة . وقال الطبيب : إن أي صدمة أخرى لسارة تعني الموت . وقالت أمي إذا هددها فقط علها تستجيب ، ويوم أن احتضنتها ذابت داخلي ثم صرخت ودفعتني بقوة : وبكت نعم بكت ورحت امسح الحزن عن عينيها لكنها أبت إلا البكاء الدائم . والغريب أني لم أسألها يوما عن سر حزنها العميق منذ البداية لكن الشيخ قال لي: إذا انكشف السر فلن تنجذب، وإذا لم تنجذب فلن تنبهر، وإذا لم تنبهر لن تتزوج سارة، وإذا لم تتزوج سارة فلن تنجب طفلاً وطفله وطفلاً وطفلة ثم يموتوا . . وصحوت صارخاً: لقد قال وطفلة يا سارة ، أقسم لقد عدهم أربعة، فقالت باكية وقال أيضاً:ثم يموتوا .

دلال كامل
12-05-2007, 02:12 PM
وابت الدمعة إلا أن تنهمر على ذات الوشاح الأسود
قصة تحاكي الشعور الإنساني باسلوب سهل ومبسط يشد القارئ للمتابعة
تحياتي

مأمون المغازي
12-05-2007, 02:44 PM
القاص : أسامة يس

أحييك على هذ القصة التي حملت العديد من المدلولات ، وتجولت من خلالها بين ألوان من الثقافات ، وقد بدت ملامح البيئة في القصة ، بما تحملها من واقعية ، وقد اعتمدت فيها على الأسلوب الحكائي الذي ناسب تمامًا جو القصة العام ، حيث أتت مشوقة لأنها تحمل تعبيرًا عن حالة إنسانية ، بين حالات تبدو في ظاهرها متجانسة ، إلا أنها في الأصل متناقضة ، فبين الحجاب والشيخ ، والقدر ، والقول العابر الحامل مدلول الغيب ، وبين الثقة والشك ، واليقين ، وبين الحزن والفرح ، وبين الزوجة والأم ، والغريزة والحب ، بين كل هذه العلاقات تجول أسامة يس بخفة ، وأعتقد أن الذي ساعده على ذلك تكرار هذه الحالة التي نعايشها كل يوم ، وعلى الرغم من أن الموضوع يكاد يكون متداولاً ، إلا أن إبداع أسامة يس صبغه بذاتيته التي ميزت العمل على غيره ، لتأتي النهاية سلسة ومن نسيج العمل لا تكلف فيها ، فهي نتيجة طبيعية للسرد وقد حملت نفس المستوى من اختلاف الرأي فهو فرح بالبشارة وقد ستر ما كشفته هي .

أديبنا ،
أتمنى أن تراجع لغة النص دائمًا وحبذا قبل نشره فتدقيق المفردات يكسب العمل بهاءً ، كما أتمنى أن تضع العبارات العامية بين قوسين ، وهذا ليستقيم للقارئ السياق ولا يتعثر بسبب المفاجأة .

تقديري لك والمحبة

مأمون

جيهان عبد العزيز
12-05-2007, 03:13 PM
القاص المبدع " أسامة يس "
لماذا الحزن يا سارة ؟
عنوان يلقينا في قلب الشخصية مباشرة ، يرسم مع الجملة الأولى " الوشاح الأسود " ملامح سارة الآسرة و المثيرة للفضول حول سر " حزنها "
، يضعها في موضع أسطوري شعبي ، يتأكد مع تتابع الأحداث ، ومع تكرار الموت لكل وليد وهيمنة الحزن كطائر يحلق حول " سارة "
ثم يكون تطير الأم وكلام الشيخ ، كل ذلك يكمل تلك الصورة الأسطورية ويذكرني بوصف " قارئة الفنجان " للمحبوبة في قصر مرصود
ف"سارة " وتبعا للموروث الشعبي ، مرصودة و موسومة بالحزن ، يلاحقها موت أطفالها ، يحاصرها الحزن ثم الخوف
تتألم سارة ، ويطال الألم من يقترب منها ، لكن ذلك الحزن وذلك الألم هو جزء لا يتجزأ من تميزها وتفردها ، وانبهار الفارس بها
ذلك الفارس الذي لم تعجبه كل الفتيات من قبل ، وكأنه كان يسعى فقط ، نحو قدره ، نحو سارة .
جو أسطوري خافت ومحيط كهالة من السحر ، في معالجة عصرية متميزة ،
ولغة سردية بسيطة تنتقل بكل خفة بين الأحداث والأزمان في ترابط محكم وممتع .
قصة رائعة جاءت نهايتها لتضيف لغزا جديدا و تضيف غموضا متألقا ،
يغلف حزن سارة
تحياتي وتقديري
جيهان عبد العزيز

اسامة يس
12-05-2007, 09:04 PM
وابت الدمعة إلا أن تنهمر على ذات الوشاح الأسود
قصة تحاكي الشعور الإنساني باسلوب سهل ومبسط يشد القارئ للمتابعة
تحياتي

اختي الكريمة / دلال كامل

شكرا على رايكم الكريم في العمل ...
واحمد الله أن نال العمل استحسانكم ..
لا حرمنا الله من تكرار الزيارة ...
خالص تحياتي ...

جوتيار تمر
12-05-2007, 10:25 PM
العزيز اسامة
في كل نص اقرأه لك الامس هنات انسانية تصدر من بين احرفك
وكأنك تنعي الانسانية في الحياة ذاتها..وفي اعماقك وفي اعماق من حولك..
ومع هذا اجدك تبدع في كشف اغوار نفسك وتفضح مكنوناتها بعفوية وصدق
لاتلام عليهما بقدر ما توجع بهما..
سارة صورة حية من الصور التي تتكشف لنا حقيقتها في ذواتنا اولا وفي واقعنا ثانية..
صورة حزن ابدية لوعي وادراك تام بان الحياة هذه لاتعطي غير الشقاء لاصحابها..
شقاء زرعناه بايدينا وها نحن وستبقى اجيال من بعدنا تحصده جراء لعنة اصابتنا ونحن من جلبناها لانفسنا..سارة تريد ان تغرس فينا مبدأ نخشاه ونهرب منه، الا وهو الحزن الابدي السامي الذي هو حصلية وجودنا الحقيقية وليس عبثا جاء فينا وسكننا، سارة تؤكد لنا بان الاطفال في زمن العهر هذا لن يعيشوا الا رهينة العهر وسماسرة الانسان والسلام والامان، لذا فالاجدر بهم ان لايعيشوا ولايأتوا...!
عذرا لهذه الرؤية التشاؤمية عذرا..لكني منذ البدء وجدت في نظرة سارة تعمقا في الحياة وتحديا للوجود، لكنه تحدي وتعمق يتكشف في غصون النص والذي اصبح عاريا من كل غموض، بعدما تحدث سارة وتداخلت الام والاقدار في سياق حديثها الصامت حتى.
قصة تخفي الكثير..
وتحتاج الكثير..
دمت بهذا الالق
محبتي لك
جوتيار

اسامة يس
13-05-2007, 09:15 AM
القاص : أسامة يس
أحييك على هذ القصة التي حملت العديد من المدلولات ، وتجولت من خلالها بين ألوان من الثقافات ، وقد بدت ملامح البيئة في القصة ، بما تحملها من واقعية ، وقد اعتمدت فيها على الأسلوب الحكائي الذي ناسب تمامًا جو القصة العام ، حيث أتت مشوقة لأنها تحمل تعبيرًا عن حالة إنسانية ، بين حالات تبدو في ظاهرها متجانسة ، إلا أنها في الأصل متناقضة ، فبين الحجاب والشيخ ، والقدر ، والقول العابر الحامل مدلول الغيب ، وبين الثقة والشك ، واليقين ، وبين الحزن والفرح ، وبين الزوجة والأم ، والغريزة والحب ، بين كل هذه العلاقات تجول أسامة يس بخفة ، وأعتقد أن الذي ساعده على ذلك تكرار هذه الحالة التي نعايشها كل يوم ، وعلى الرغم من أن الموضوع يكاد يكون متداولاً ، إلا أن إبداع أسامة يس صبغه بذاتيته التي ميزت العمل على غيره ، لتأتي النهاية سلسة ومن نسيج العمل لا تكلف فيها ، فهي نتيجة طبيعية للسرد وقد حملت نفس المستوى من اختلاف الرأي فهو فرح بالبشارة وقد ستر ما كشفته هي .
أديبنا ،
أتمنى أن تراجع لغة النص دائمًا وحبذا قبل نشره فتدقيق المفردات يكسب العمل بهاءً ، كما أتمنى أن تضع العبارات العامية بين قوسين ، وهذا ليستقيم للقارئ السياق ولا يتعثر بسبب المفاجأة .
تقديري لك والمحبة
مأمون

الأستاذ الفاضل / مأمون المغازي

بت انتظر توقيعكم على كل نص اخطه ، وأطمع في ذلك ...
شكرا على هذه الرؤية التي حللت بها العمل ،واحمد الله ان نال استحسانكم ...
وشكرا على هذا النقد المفيد ...
لا حرمنا الله من تكرار الزيارة ..
دمت بكل ود ...

اسامة يس
14-05-2007, 06:15 AM
القاص المبدع " أسامة يس "
لماذا الحزن يا سارة ؟
عنوان يلقينا في قلب الشخصية مباشرة ، يرسم مع الجملة الأولى " الوشاح الأسود " ملامح سارة الآسرة و المثيرة للفضول حول سر " حزنها "
، يضعها في موضع أسطوري شعبي ، يتأكد مع تتابع الأحداث ، ومع تكرار الموت لكل وليد وهيمنة الحزن كطائر يحلق حول " سارة "
ثم يكون تطير الأم وكلام الشيخ ، كل ذلك يكمل تلك الصورة الأسطورية ويذكرني بوصف " قارئة الفنجان " للمحبوبة في قصر مرصود
ف"سارة " وتبعا للموروث الشعبي ، مرصودة و موسومة بالحزن ، يلاحقها موت أطفالها ، يحاصرها الحزن ثم الخوف
تتألم سارة ، ويطال الألم من يقترب منها ، لكن ذلك الحزن وذلك الألم هو جزء لا يتجزأ من تميزها وتفردها ، وانبهار الفارس بها
ذلك الفارس الذي لم تعجبه كل الفتيات من قبل ، وكأنه كان يسعى فقط ، نحو قدره ، نحو سارة .
جو أسطوري خافت ومحيط كهالة من السحر ، في معالجة عصرية متميزة ،
ولغة سردية بسيطة تنتقل بكل خفة بين الأحداث والأزمان في ترابط محكم وممتع .
قصة رائعة جاءت نهايتها لتضيف لغزا جديدا و تضيف غموضا متألقا ،
يغلف حزن سارة
تحياتي وتقديري
جيهان عبد العزيز

اختي الكريمة/ جيهان عبد العزيز
لشد ما أنا سعيد بتواجدكم الكريم في صفحتي .. شكرا جزيلاً على تحليلكم للعمل ... وعلى اطرائكم الكريم ...
وأحمد الله ان نال العمل استحسانكم ..
دمتم بكل ود ..
خالص تحياتي ...

محمد نديم
14-05-2007, 10:12 PM
لماذا الحزن
وسؤال وجودي
نرى اجاباته المتعددة في تتابع أحدث تقيم الحوزن بيننا مجسدا.
وربما الحزن هو خيط انساني يشدنا لبعضنا بعضا. إنه قدرنا نحياه ونتلذذ به ونسعد... لأن ما بيننا هو دائما شيء مشترك ... ولو كان حزنا.
ما أجمل الحزن.

سعدت جدا بتأمل قصتك الدافئة الدافقة المتسلسلة في هدوء وثقة وصبر.
قلم مطواع ... وسرد غير متكلف ... وتمكن من تصوير المشاهد التتابعة والمكثفة والمشحونة بكل ما هو إنساني .
وأعجبني رد الأخوة.
وبهرني رد جيهان عبد العزيز.
وقصتك الرائعة.

سلمت مبدعا.

ريمة الخاني
15-05-2007, 04:19 PM
قصة حزينة ممتعة حقا
تقديري

اسامة يس
16-05-2007, 06:17 AM
العزيز اسامة
في كل نص اقرأه لك الامس هنات انسانية تصدر من بين احرفك
وكأنك تنعي الانسانية في الحياة ذاتها..وفي اعماقك وفي اعماق من حولك..
ومع هذا اجدك تبدع في كشف اغوار نفسك وتفضح مكنوناتها بعفوية وصدق
لاتلام عليهما بقدر ما توجع بهما..
سارة صورة حية من الصور التي تتكشف لنا حقيقتها في ذواتنا اولا وفي واقعنا ثانية..
صورة حزن ابدية لوعي وادراك تام بان الحياة هذه لاتعطي غير الشقاء لاصحابها..
شقاء زرعناه بايدينا وها نحن وستبقى اجيال من بعدنا تحصده جراء لعنة اصابتنا ونحن من جلبناها لانفسنا..سارة تريد ان تغرس فينا مبدأ نخشاه ونهرب منه، الا وهو الحزن الابدي السامي الذي هو حصلية وجودنا الحقيقية وليس عبثا جاء فينا وسكننا، سارة تؤكد لنا بان الاطفال في زمن العهر هذا لن يعيشوا الا رهينة العهر وسماسرة الانسان والسلام والامان، لذا فالاجدر بهم ان لايعيشوا ولايأتوا...!
عذرا لهذه الرؤية التشاؤمية عذرا..لكني منذ البدء وجدت في نظرة سارة تعمقا في الحياة وتحديا للوجود، لكنه تحدي وتعمق يتكشف في غصون النص والذي اصبح عاريا من كل غموض، بعدما تحدث سارة وتداخلت الام والاقدار في سياق حديثها الصامت حتى.
قصة تخفي الكثير..
وتحتاج الكثير..
دمت بهذا الالق
محبتي لك
جوتيار

اخي الكريم / جويتار تمر

تعليقكم هو الذي يحتاج الكثير ففيه من العمق الكثير والكثير ... فيه من حسن الفهم والوصول الى المعنى بادراك عالي ...
أخي الرائع ..
لا حرمنا الله من تكرار الزيارة ...
دمت بكل ود ...
خالص تحياتي ...

اسامة يس
17-05-2007, 11:59 AM
لماذا الحزن
وسؤال وجودي
نرى اجاباته المتعددة في تتابع أحدث تقيم الحوزن بيننا مجسدا.
وربما الحزن هو خيط انساني يشدنا لبعضنا بعضا. إنه قدرنا نحياه ونتلذذ به ونسعد... لأن ما بيننا هو دائما شيء مشترك ... ولو كان حزنا.
ما أجمل الحزن.
سعدت جدا بتأمل قصتك الدافئة الدافقة المتسلسلة في هدوء وثقة وصبر.
قلم مطواع ... وسرد غير متكلف ... وتمكن من تصوير المشاهد التتابعة والمكثفة والمشحونة بكل ما هو إنساني .
وأعجبني رد الأخوة.
وبهرني رد جيهان عبد العزيز.
وقصتك الرائعة.
سلمت مبدعا.

الأستاذ الكريم / محمد نديم

شكرا على اطرائكم العطر ... سعيد جدا بتشريفكم للعمل ...
وأحمد الله ان نال استحسانكم ..
دمت بكل ود....
خالص تحياتي ...