المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : العلاقة الخاصة بين المثقف وبين لغته واساليب النقد..



لميس الامام
12-05-2007, 10:30 AM
العلاقة الخاصة بين المثقف ثقافات مختلفة وبين لغته والمقدره على التعبير تحليليا ونقديا
هي الاساس وراء كل اسلوب نقدي متُزامع فكر القارئ الحر ودون الانحياز الى منهج معين

اني ارى ان اختلاف مذاهب علماء الكلام من اهل الباطن مع الظاهر او العكس كما يطلق عليهم في دراسات النصوص الادبية انما يتمحور حول الثقافة الفكرية أو اللغوية للقارئ والمحلل نفسه من النص المراد دراسته.

إن الدراسات التحليلية في رأيي المتواضع هي عملية زحزحة لمركزية الكاتب او الشاعر او القاص بشكل يتناغم مع جوهر العمل الادبي ولما هو أبعد من سياق النص حسب رؤية المحلل دون التقيد بلغة الكاتب (خصوصا ان كانت رمزية بحتة او مباشرة) بل الدنو من اعماق الفكرة التي عمل عليها النص الادبي او الفلسفي..

تتوخى هذه الدراسات النقدية والتحليلية السعي لتأسيس وعي اجتماعي ثقافي جديد في النظر إلى النص الأدبي وصاحبه، بعيداً عن اسلوب المنافسات والمباريات العكاظية.. فلكل ناقد ومحلل رؤيته الخاصة .

إن الكثير من القراءات النقدية كما ورد لي من خلال قراءاتي المختلفه كان شغلها الشاغل الاهتمام بالشكل الخارجي دون الفكر، والاحتفاء بالعموميات دون رصد التفاصيل وفرز الفكرة الداخلية منها، لذلك بقي النص النقدي تابعاً للنص الأصلي ودائراً حوله دون الخروج منه إلى الواقع مكانه وزمانه المدرجة في النص. وهذا مخالف برأيي لفكرة التحليل والابحار في عمق النصوس تحت الدراسه...
رأيت ان هناك مدارس مختلفة من المحللين والناقدين للنصوص الفكرية واللغوية بعضهم وقف على ظاهر النص والبعض منهم اتجه في تأويله الى اعتبار ان اللغة رمزا اكثر منها تحديدا لواقع او حقيقة موقف او تجربة ما وآخرين اعتبروا ان اللغة حدودا وحقائق مطابقة لمعانيها في النصوص المقرؤة.

وهكذا يعود الهدف في أساسه الى تحديد علاقة الفكر باللغة وعلاقة الواقع باللغة بين تساؤلات عدة فهل تفوق اللغة العقل، وما فوق حدود الفكر، ام أن العقل هوالذي يفوق اللغة ومن ثم وجوب تحكمه فيها؟. وقد ظهرت المشكلة في عمقها بادئ ذي بدء في بداية ظهور الفكر الاسلامي عندما اصبح النص القرآني موضع نظر وتأويل وتحليل.

وقد واجهت من خلال قراءاتي علماء عدة عبروا باسلوبهم عن ادراك المشكلة في اطارها اللغوي من مجال الفكر الاسلامي الى مجال الشعر ومجال القصة والرواية ونصوص اجتماعية فلسفية في مقدمتهم ابن قتيبة الذي الف رسالة قيمة بعنوان "الاختلاف في اللغة والرد على جهمية والمشبهة" راجعا بالخلاف بين المحدثين والمتكلمين يومئذ في بعض قضايا علم الكلام الى مشكلة فهم اللغة وطبيعة دلالتها.

قادني ما سبق الى أن فهم ودراسة النصوص المراد الابحار في اعماقها وتحليلها فكريا وادبيا الى ان اشكالية اللغة والفكر على الصعيدين لا تكون قراءة عن طريق الفهم اللغوي البحت وحسب ولكن كما تبدى لي ان القراءة يجب ان تتعلق بالفكر وبالوجود الانساني من حيث هو الى جانب الثراء اللغوي.

فاذا كان الانسان يدرك بقدرته الفطرية نظاما لغويا ما ثم يظل يتعلم كما هو شأن الطفل في كيفية تحويل ادراكه لذلك النظام الى بناء لغوي (كلام) فما دور الفكر اذن داخل اللغة او خارجها؟ (نظرية تشومسكي)
التي تقول ان اللغة شئ والتفكير شئ آخر..وان التفكير يستعمل اللغة كوسيلة واداة للتعبير.

من خلال تلك الدراسة المتعمقة وجدت ان المواقف الرئيسية من علاقة الفكر باللغة تعود الى ثلاثة مواقف:

اولا: موقف يعتبر اللغة والفكر شيئا واحدا.
ثانيا: موقف يعتبر اللغة قبل الفكر وبواسطتها يتم انشاء الفكر ذاته.
ثالثا: موقف يعتبر الفكر قبل اللغة ومستقلا عنها ، وأن اللغة مجرد وعاء خارجي لعملية التفكير.

ووجدت ان اصحاب الموقف الاول هم ا لعلماء النفسانيون السلوكيون امثال (سكينير Skinner) ، والذين لم تثبت نظريتهم عند التمحيص فقط ..لانه فضلا عما ثبت بالتجارب من كون الفكر يظل يشتغل حتى في حالة عجز الانسان عن الكلام او عدم قدرته على التعبير، فإننا نشعر جميعا بشكل مباشر ان تفكيرنا مستقل عن اللغة التي نعبر ، وقد يختلف معي الكثيرون بأن المقصود باللغة هو النظام التجريدي العميق الذي يدركه كل انسان بفطرته ويستخدمه بقدر طاقته؟ وان هذا النظام ملازما للتفكير وضروري له. وهذا اعتراض وجيه اقدره ولكن لكل نظريته..

اصحاب الموقف الثاني هم الدارسون الانثروبولوجيون بعامة وبعض المفكرين الفلاسفة والمناطقة الوضعيين المعاصرين الذين قادهم البحث الى الاعتقاد بأن اللغة هي التي تحدد طبيعة التفكير فخصائص كل لغة تحدد خصائص التفكير لاهلها؟ والقائلون بهذه النظرية متأثرون طبعا بالنزعة الاجتماعية القائلة بأن المجتمع هو الذي يصنع افراده، يحدد لهم لغتهم كما يحدد لهم تفكيرهم.

وهنا ابرز الفيلسوف النمسوي (لودفينغ فتجنشتين -1889-1951) من اكبر الفلاسفة الوضعيين والمناطقة الكبار المعاصرين الذي تعمقوا علاقة الفكر باللغة وكان يعتقد وهذه عبارته ان حدود اللغة التي يفهمها هي حدود عالمه. كما كان يعتقد ان الفلسفة عبارة عن معركة ضد البلبلة التي تحدث في عقولنا نتيجة استخدام اللغة وسبب الشكوك الفلسفية كلها ليس الا استخدام اللغة استخداما خاطئا..

اما اصحاب الموقف الثالث فهم الفلاسفة المثاليون بعامة الذين يعتقدون بأن اللغة ليست سوى وسيلة للتعبير وبأنها مستقلة عن الفكر وتابعة له تماما، وان الافكار تنشأ من غير ان يكون للغة دور في تكوينها لان الفكر الانساني ينبعث داخليا في حالات الصفاء الذهني البعيد عن كل اصوات اللغة وتأثيرها وهذا معنى كون الانسان يستغرق في تفكيره؟؟ويستطيع ان يعبر عنه بغير اللغة..وبشتى اشكال التعبير الاخرى..بل هناك من يذهب بعيدا فيدعي ان اللغة كثيرا ما تجهض الفكر وان الشاعر الحالم مثلا ينتهي من قصيدته شاعرا بأن ما اراد التعبير عنه اكثر بكثير مما عبر عنه بالفعل..

ويتسق هذا الموقف مع النظرية القائلة بأن اللغة هي نظام من التواصل اي من الرموز والاشارات المعبرة عن افكار ومعان لها استقلالها.

وللخروج من هذا المأزق الفكري ـ بين قبول الهيمنة لنظرية بعينها، ورفض النقد باسم تعدد مناحيه ـ تقوم الدراسات التحليلة والنقدية الى مقاربة "جمالية" تعتبرها اقل اثارة لخيبة الظن والشك. وبمقتضى هذه المقاربة يمكن التمييز في عمليةالدراسة الى مختلف الأنظمة الثقافية بين ما هو ابداعي وبين ما هو فلسفي اجتماعي وبين ما هو قانوني وسياسي، بحيث توحد بعض التعبيرات الثقافية، التي تُمثّل جزءًا من الذاكرة الجماعية لهذا الشعب او ذاك، والذي تتجذر في أصوله وتمثل مصدر إلهام له بحيث لا تمثل تراثا للانسانية قاطبة بتعدد حدود وجغرافية الاماكن، أي لا يمكن ان تُرْفَعَ الى مرتبة الكوني أو الكلّي الذي يدعى الجميع الى الانتماء اليه أو تبنّيه من خلال مدارس النقد والتحليل.



تحياتي
لميس الامام

مجذوب العيد المشراوي
12-05-2007, 09:54 PM
شكرا لميس لهذا الزخم ، استفدت والحمد لله ولك الفضل في ذلك

لميس الامام
13-05-2007, 10:20 AM
شكرا لمرورك اخي مجذوب ..اسعدني انك استفدت فهذه هي الغاية المرجوة ..
تحياتي
لميس الامام

عدنان أحمد البحيصي
13-05-2007, 10:28 AM
أخيتي لميس
مقال رائع أغبطك عليه ، ومهم جداً خاصة في ظل الوضع الراهن الذي يلتفت الكثير من الأدباء والنقاد إلى النصوص الأدبية ليظهروا مواضع الجمال النحوية والبلاغية فيها دون النظر إلى الفكر الذي يقوم عليه هذا النص أو ذاك.
الأخت الكريمة ، قد يتواجد أصحاب فكر غير أن منطقهم لا يسعفهم أن يخرجوا فكرتهم كما تعتمل في عقولهم، فتخرج مشوهة مضطربة ، وهذا بالتالي قد يؤدي إلى التحامل عليهم من قبل المعارضين لهم، واتخاذ سقطات اللسان مطعناً فيهم، وفي الحقيقة فإن الفكر الجيد إن خرج بأسلوب جيد حقق النتائج المرجوة منه ، لذلك حرص الكثير من المثقفين وكبار المدارس الفكرية أن يكون من ضمن أتباعهم ترجماناً بليغاً من ناحية اللغة والمنطق حتى يترجم الفكر بالصورة المطلوبة.
هذه إطلالة أخيتي ولي عودة إن شاء الله بعد تثبيت الموضوع
بوركت

لميس الامام
13-05-2007, 10:37 AM
اخي عدنان

وددت ان ينشر ما خرجت به من دراساتي النقديه هنا ..لعله يلقي الضوء على اهمية الفكر واللغة معا ليخرج النص تحت الدراسة متكاملا..هذه رؤيتي المتواضعه...

جزيل الشكر والتقدير على تثبيت النص..

وافر التحايا والاحترام

لميس الامام

محمد نديم
28-05-2007, 03:16 PM
لميس الإمام
كما عودتني دائما أن تطرق أبواب الجديد والجاد والجيد.
فتجعله هدية للعقل والوجدان , وتبسطه على مائدة البحث والنقاش وتفتح آفاقا للثقافة الشخصية الجادة والفاعلة.
ولميس الإمام كناقدة أعرف أسلوب ومنهج نقدها إنما تضيف هنا قاعدة معلوماتية وعلمية لما يمكن أن يتاسس عليه فكر الناقد ومن قبله الأديب.
ومن قراءتنا لما أوردته لميس الإمام هنا يمكننا أن نخرج بتعادلية ممزوجة بكل هذه العناصر التي ذكرتها ليضعها الناقد أمام عينيه منظارا رائقا متعدد الزوايا له أن ينظر من إياها نحو العمل الإبداعي وفقا لمعطيات عدة لحظة قراءة النص.

النقد علم ومناهج وثقافة وفن. وليس ضربا من العشوائية والارتجال , اللذان ملاءا حياتنا.
وبعد انتهاء آخر سطر من مقالها الرائع , أرى أن ما نحتاجه من أستاذتنا لميس الإمام أن تذكره لنا في مداخلة جديدة , هو:
لغة الناقد نفسه المستخدمة في قراءة النص ... كيف يجب أن تكون؟

سؤال ربما نجد عند المشاركين فاتحة للإجابة عنه ....

امتناني لجهدك الوافر لميس.
ولك مودتي العاطرة.

ولكم الود

لميس الامام
02-06-2007, 09:55 AM
مداخلة : العلاقة الخاصة بين المثقف وبين لغته واساليب النقد:


ان الأُطر العريضة للغة والتي هي أساس الهوية القومية للناقد، والتي هي ايضا ملاك الذات وقوام الفكر والثقافة له ، تمدنا بصوابٍ على المنهج الذي سيتبعه(أي الناقد ) ، لقراءة نص مطروح أمامه - هذا عرض مبدئي غير مفصل على السؤال المدرج من قبل الاستاذ محمد نديم وهو لغة الناقد في قراءة النص كيف يجب ان تكون؟ ...
• لتأهيل الناقد لوضع قراءته التحليلة والنقديه اقول : ان اللغة التي سيستخدمها الناقد لابد وان تتحدث عنه وعن المنهجية المقرر اتباعها حسب رؤيته للنص المطروح للقراءه بحيث تكون تطور وترقيه من خلال علاقته باللغة النقدية وإجادة استخدام ادواتها الخاصة الى جانب احساسه بها وقدرته على التأثر بها وتوصيلها الى المتلقي..
وانا هنا اتحدث عن النصوص الأدبية العربية المراد نقدها وتحليلها بعيد عن النصوص المترجمة عن الادب الغربي ان كان شعرا او رواية او نثرا.. هنا ، لا بد من استخدام الفصحى باعتبار اللغه العربيه لغة دين قائم على اصل خالد هو القران الكريم والتأدب بأدابها والاحتذاء بها – اللغة- بيانا والفاظا واتساق تعبير، واسلوب صياغه، والاهم استيعاب قوانينها نحويا وبلاغيا ومعجميا.
• ان يكون هناك علاقة بين فكر الناقد ولغته ..اي التحام ثراءه اللغوي بمقدرته على الغوص والتحليل بلغة معرفيه تؤؤل الى طبيعة تصل بالقارئ الى نتائج منطقية مفهومه توصل فكرة الناقد من النص المطروح الى تحليل نقدي معقول..
فإذا كان الناقد متسلحا بكل مقومات النقد والتحليل من خلال دراساته واستخدام فكره وعمقه و قوته ومقدرته وشموليته الادبيه والنفاذ الى المضمون بكل جزئياته فلا محالة أنه سيصيب الهدف المرام لفكرة كاتب النص..
اذن لغة الناقد هي : هي معايير علمية وثقافيه..
والان آتي الى تفصيل مناقشة سؤال الاستاذ الشاعر ، الكاتب والناقد محمد نديم
لغة الناقد:
برأيي أن لغة النقد لا تستحوذ على فئة دون أخرى، بل تشترك فيها جهود النقاد الجادين المتسلحين بعدتهم المنهجية وقيمهم الموضوعية. وتجمع هذه اللغه بين عدة اتجاهات ومناهج نقدية،لكن ما يجب ; هو ان يغلب على فعالية بُعدها –أي اللغة - عن التعميم وعن الوقوف عند القشرة الخارجية للنص المطروح، بل النفاذ الى عمق البنية الداخلية للنص، تحليلا وتفكيكا كاشفة عن طبقات النص الأسلوبية وبناه التركيبية وسياقاته المجازية وبعده الدلالي.
وبعبارة فإن الغاية الأساسية لهذه اللغة هي البحث عن غاية النص التي تمنحه هويته وتميزه، بكيفية إنتاج المعنى الأدبي المتضمن النص، لا الانشغال بالمعنى نفسه والذي يمثل ويظل الوجه الأقل حضورا بين الاتجاه النقدي المراد طرحه.
ان استخراج المعنى الادبي بيد الناقد جملة وتفصيلا ينطوي على اشتغال يتطلب توافر موهبة حقيقية ووعي منهجي وعدة وخبرة كافيتين، تؤهلان صاحبهما لارتياد عوالم النصوص المختلفة وتصنيفها والإصغاء الجيد لأصواتها الخاصة وبناها التركيبية المتفردة.
إن اشتغالا نقديا قشريا يغدو في محصلته النهائية إعادة إنتاج للنص الإبداعي، كما لو انه نص على نص أو كلاما على كلام...

اخيرا ....إن هناك من أحدثوا حركة فكرية وثقافية في المجتمعات المختلفة ، وابتكروا تعبيرات نقدية عديدة مثل : الحساسية الشعرية الجديدة ، والكتابة عبر النوعية ، وهذه ولدت جيلا جديدًا من النقاد ظهر ، وراح يطور أدواته النقدية من أجل مواكبة النصوص الأدبية الجديدةز

تحياتي ...

لميس الامام

عطاف سالم
02-06-2007, 12:59 PM
العزيزة / لميس الأمام
اشكر لك الحقيقة جهودك القيمة في مجال النقد واللغة على منتدى الواحة ..
لم يعرف النقد قديما كل ما هو دائر في فلك اليوم من حيث تعدد النظريات بتعدد وجهات النظر
فسمعنا عن النظريات البنيوية والتفكيكية الأتية إلينا من الغرب والتي تفصل النص نهائيا عن روح صاحبه وعن سياقه العام وقد اثتت هذه النظريات حقيقة فشلها وعدم مصداقيتها ..
إذا لايمكن أن يكون أي نص هو خارج عن صبغة كاتبه الفكرية والنفسية والبيئة وحتى اتجاهاته وميوله وافكاره ولابد وان يظهر هذا في نصه بشكل أو بآخر..
أما النقاد فبدا مؤخرا حقيقة غلبة النزعة الذاتية عليهم من جهة وتغليب جانب على آخر من جهة أخرى كتغليب اللغة كما تفضلت على الجوانب الآخر التي ينبغي تناولها في النص ..
فالنص هو فكرة ولغة وصياغة أو اسلوبا وصورا وظلالا وروحا وعلاقات هامة بين وحداته وجزئياته بين لفظة واخرى ومعنى وآخر وصياغة واخرى وسياقا وآخر وصورة وصورة ... كل هذا يؤدي بنا إلى الصورة التكاملية النهائية للنص
والمطلوب من الناقد الموضوعي أن يصغي حقيقة إلى كل صغيرة وكبيرة في النص وينظر إليه نظرية تفصيلية وأخرى شمولية دون طغيان جانب على آخر لاعطاء النص حقه من القراءة والابانة والكشف..
وإذا كان النقد لايضيف شيئا للنص فلسنا في حاجة إليه..
أكرر من جديد شكري وتقديري لك أختي لميس
وتقبلي مني محبتي الصادقة والصافية:0014:
ونفع الله بعلمك
أختك / عطاف

لميس الامام
02-06-2007, 02:05 PM
العزيزة / لميس الأمام
اشكر لك الحقيقة جهودك القيمة في مجال النقد واللغة على منتدى الواحة ..
لم يعرف النقد قديما كل ما هو دائر في فلك اليوم من حيث تعدد النظريات بتعدد وجهات النظر
فسمعنا عن النظريات البنيوية والتفكيكية الأتية إلينا من الغرب والتي تفصل النص نهائيا عن روح صاحبه وعن سياقه العام وقد اثتت هذه النظريات حقيقة فشلها وعدم مصداقيتها ..
إذا لايمكن أن يكون أي نص هو خارج عن صبغة كاتبه الفكرية والنفسية والبيئة وحتى اتجاهاته وميوله وافكاره ولابد وان يظهر هذا في نصه بشكل أو بآخر..
أما النقاد فبدا مؤخرا حقيقة غلبة النزعة الذاتية عليهم من جهة وتغليب جانب على آخر من جهة أخرى كتغليب اللغة كما تفضلت على الجوانب الآخر التي ينبغي تناولها في النص ..
فالنص هو فكرة ولغة وصياغة أو اسلوبا وصورا وظلالا وروحا وعلاقات هامة بين وحداته وجزئياته بين لفظة واخرى ومعنى وآخر وصياغة واخرى وسياقا وآخر وصورة وصورة ... كل هذا يؤدي بنا إلى الصورة التكاملية النهائية للنص
والمطلوب من الناقد الموضوعي أن يصغي حقيقة إلى كل صغيرة وكبيرة في النص وينظر إليه نظرية تفصيلية وأخرى شمولية دون طغيان جانب على آخر لاعطاء النص حقه من القراءة والابانة والكشف..
وإذا كان النقد لايضيف شيئا للنص فلسنا في حاجة إليه..
أكرر من جديد شكري وتقديري لك أختي لميس
وتقبلي مني محبتي الصادقة والصافية:0014:
ونفع الله بعلمك
أختك / عطاف
ولك اختي عطاف جزيل الشكر والامتنان لهذه المداخلة الرائعة والتي فتح لها الباب على مصراعيه أخونا الشاعر والكاتب الراقي محمد نديم...
كما وأشكرك على جميل مشاعرك وأهلا بك اختا وصديقة حرف ...
وفقنا الله لنشر الافضل دائما لينتفع به الجميع..
اختك
لميس الامام

د. سمير العمري
05-08-2007, 12:30 AM
لعلني وأنا أقدر جهد الأخت الكريمة لميس الإمام في هذا المبحث وأوافق على مجمله أحب أن أنحو منحى آخر في هذا الأمر لأقول باختصار:

أما علاقة المثقف بلغته فوثيقة بل ركيزة للولوج إلى عالمه ، أما حين يتعلق الأمر بالأديب فتكون لغته هي ذاته وهي منهجه وهي ألصق واقوى من أية علاقة أخرى.

وأما أساليب النقد فأراها أمرا آخر وإن كان لا يضير المقارنة بينهما باعتبار الولوج النقدي إلى فكر وأسلوب ولغة الكاتب فإنني ~اجد من المضر أن نخلط بينهما لمل في ذلك من ظلم للنصوص وللشخوص.
وبطبيعة الحال فإن النقد عادة ينقسم إلى ثلاثة أحوال فإما موافق تماما باعتبار التقارب الفكري والمنهجي وإما مخالفة مطلقة باعتبار التاقض الفكري والمنهجي والأخلاقي وإما نقد مجرد يعتمد القراءة الظاهرية للمباني أو القراءة التحليلية للمعاني سلبا أو إيجابا بنزاهة الناقد وعتبار الأدوات.

ولكني كما قلت هنا أود أن اشير إلى أن المعضلة الكبرى في المشهد النقدي العربي هو في حالات الارتزاق المالي حينا والمنفعي حينا آخر وفقدان الثوابت والقيم الخلقية والبعد عن النزاهة بحيث يقوم الناقد بكيل المديح المطلق لنصوص لا تستحق لأسباب وأغراض شخصية وأسوأ منه من يكيل القدح والذم المغرض وغير المنصف لنصوص مميزة بإرجاف الحرف والغوص في المصطلحات الجوفاء والدعاوى العجيبة التي قد تخيل على القارئ العادي ولكنها بالطبع لا تؤثر على الأديب الحقيقي.

إن النقد هو أحد أعمدة الأدب العربي الذي يقوم عليه وينهض به ، وهو في ذات الوقت أحد أهم آفات الأدب الذي يقوضه ويدمره ويؤخره بأمثال النقاد المغرضين الذين لا يتحلون بالنزاهة والتجرد وإنما يعتمدون العلاقات الخاصة والهوى والإغراض في رفع الوضيع ووضع الرفيع. ونحن في الواحة نسعى حقيقة للقضاء على مثل هذه الظاهرة المدمرة ونرجو بإذن الله أن نوفق.


تحياتي

لميس الامام
11-09-2007, 01:32 PM
الدكتور الفاضل \ سمير العمري..
تحياتي سيدي ...وشرفت بحضورك صفحتي هنا..

لمناضلة نزعة الارتزاق المالي في المشاهد النقدية يقتضي هذ الامر النظر الى تعلم الابداع النقدي وتكوين الشخصية المنتجة على انهما عناصر بل اهم العناصر للنجاح والانطلاق الثقافي وليسا مصدرا لدر الربح من وراء المديح او القدح والذم المغرض.. حتى لو كان خلافا للثوابت الادبية المقر بها..
انها معضلة يا سيدي في عصر احتلت المادة فيه قمم الاهداف مرتدية مختلف الاقنعة التي توصل الى الطريق الاسهل للاسترزاق
الامر في ايامنا هذه قد تجاوز حد الارتزاق ..الا وهو الحياد عن النزاهة الغير منصفة في حق المبدع الحق..
أخلاقيات تفشت لتجاوز مرحلةالاسترزاق بالعودة الى حالة التخلف في عملية تنموية شاملة لمغالبة أساليب الهيمنة والتسلط عبر الممارسات الدائبة لرفع الغث وإدناء الجيد من القاع .

اشكر مرورك الرائع دكتور سمير..ولا حرمنا الله من طلتك الرائعة..واستميحك عذرا في تأخر الرد..
ولكنها ظروف لاحيلة فيها..

مع تقديري الخاص لك وتشريفي بحضورك..

لميس الامام

عطاف سالم
11-09-2007, 02:37 PM
مرور من جديد أسجل به اعجابي ..
وأسجل به موضوعيتك في تناول القضايا المتعلقة بالنقد حيث بدا لي هذه الأيام أن النقد ينحو منحى العصبية والثأر إما من النص ذاته أو من صاحب النص دون أن يمتلك الناقد أدوات النقد فضلا عن أن يمتلك الثقافة المعرفية المتعلقة بفنون اللغة العربية كلها نحو وعروضا وبلاغة وأدبا ..
فضلا عن خلفيته الثقافية المطلعة على أهم المراجع والمصادر المتعلقة بفن النقد قديما وحديثا ...
وخلفيته الثقافية أيضا المتعلقة بفنون أخرى قد يحتاجها الناقد كعلم الأجتماع وعلم النفس والجولوجيا ..
ولن اطيل عزيزتي لميس
إنما انتظري ما أكتبه حول هذا في ادراج خاص ..
تحيتي الفاخرة لك
دمت بود

لميس الامام
11-09-2007, 11:24 PM
الاخت الفاضلة عطاف سالم
شكر بالغ اقدمه لك مع عطر الورد لاهتمامك بالنص قيد النقاش..
وأضيف على ما تفضلت به بأن الثقافة هي تقويم العقل وتعديل المعوج بالعلوم التي تدرس والفنون التي تتذوق والتجارب المتعددة التي تكتسب من الحياة العامة وبالتالي فالثقافة تطلق على ما يمارسه الناس من انواع السلوك وانواع الفنون واما على مجموع ما لدى الشعب من انظمة اجتماعية وعادات الخ...
مرة اخرى اهنئ نفسي على اهتمامك وتقبلي تهنئتي بالشهر الكريم اعاده الله عليك وعلى جميع أعضاء الواحة باليمن والبركات..
مودتي الخالصة
لميس الامام